رواية دائرة العشق الفصل الحادي والاربعين 41 بقلم ياسمين رجب
41
ابتلع ريقه بتوتر وركض صوب الداخل وكأن الدرج ازداد اضعاف ما كان عليه... انقطعت انفاسه و انقطع قلبه خوفا حتى وصل ليجد باب منزله موارب.... دفعه ببطئ وهو يري تحطم المكان وبعد نقاط الدماء التي انتشرت في ثأر المنزل...
ليخترق مسمعه انين خافت بدئ متآلم....
سار بضعف وخوف حتى وجدها ملاقاة على الارض غارقة في الدماء....
تجمدت اقدامه و رجفت شفاه بخوف بعدم اغروقت عيناه بالدمع خوفا من فقدانها.... إلا يحق لهذا القلب ان يحيا بسلام... الا يحق لعشقه ان ينبض بين الضلوع كثأر العشاق....
انين خافت اعاده إلى صوابه ليعود بعيناه إليها واتجه صوبها ببطئ.... ملابسها الملطخة بالدماء و تسطحها على الارض كالموتي جعل قلبه يرفض تصديق ما تراه عيناه......
اقترب منها وهو يجسوا على ركبتيه ومد يده التي سكنتها رجفة قوية رعشة احتلت ثأر جسده اغمض عيناه بضعف و ازاح تلك الشعيرات المتناثرة على وجهها ليتراجع بقوة للخلف وقد غامت عيناه بالدمع من هول الصدمة....
سكن الشحوب وجهه و انتفض قلبه من بين ضلوعه حينما سمع حروفها.....
: _رياان
قالتها ليال بضعف وصوت يخنقه الآلم بينما كان بحالة لم يدركها بعد.... كيف اتت إلى هنا وكيف ارتدت ملابس زوجته... او بالاحري من فعل بها هذا...
كان الضعف يسكن اوصالها والموت يحلق كالطير فوق رأسها......
استعاد رشده و اقترب منها قائلا بغضب....
: _عملتي فيها ايه يا ليال..... يارا فين....
لم تكن بحالة تسمح لها بالحديث ولكنها هتفت بضعف......
: _هو اخدها.... عااااااااايز ينتقم منك..
ابتلع ريقه بأنصات وقد تهجمت ملامحه......
: _مين ده؟؟!
وليه هي....
سكن الشحوب وجهها و احتل الالم ثأر جسدها ليهتف هو بغضب.....
: _هو مين يا ليال... هو مين
اغمضت عيناها بضعف وصوت متآلم....
: _مش عارفه هو مين.... بس هو عايزك انت مش هي... انا كنت بهدد بس هو غدر بيا علشان متعرفش توصله....
احمرت عيناه بلهب الانتقام والكراهية وهو يرمق تلك الليال بغضب اعتري قلبه ولكن كل ما عليه معرفة هويه ذاك البغيض....
___________
بمكان شبه مهجور لا ينم سوي عن الخطر.....
رائحة كريهة و مقززة... وقف مجموعة من الرجال لا ينم شكلهم سوي بالصلابة والقوة ليهتف احدهم...
: _ايه يا باشا هنعمل ايه؟!
البت الي جوه دي كنا خلصنا منها..
رفع ساقه فوق الاخري وبيده كآس من النبيذ الفاخر... ثم اخرج دخان سيجاره وهتف بهدوء.....
: _كل حاجه هتحصل في وقتها... انما البنت دي لو حد فيكم فكر يلمسها... انا هقتله...
نظر كلاهما لبعضهم البعض وقد اجتاز التوتر عقولهم... ليهتف الاخر بتساؤل.....
: _ريان مش سهل واكيد هيوصل لينا.....
ارجع رأسه للخلف وقد برقت عيناه الزرقاء في سقف الغرفة قائلا بنصر.....
: _انا هخليه يتجنن الاول علشان يعرف ياخد حاجه مش ليه.....
هخليه يندم على كل لحظة فاتت من عمره...... هكون الكابوس ليه...
نهض من مجلسه بعدم وضع كآس النبيذ من يده وتناول زجاجة كاملة ثم ارتسم على ثغره ابتسامة شيطانية وهو يهتف بمكر....
خلينا نشوف مرات ريان رسلان عاملة ايه...
برقت اعينهم بمكر ودهاء و اوشكوا على الدخول خلفه فأوقفهم بأشارة من يده قائلا...
: _خليكم هنا؟!
ثم تناول قناع اخفي به وجهه ودلف للداخل
مازالت كما هي تضم رأسها بين ركبتيها ولكنها للمرة الأولى لم تكن خائفة للمرة ستتدافع عن نفسها مها كلفها الامر ستقاتل من يجرؤ على لمسها او خدش حيائها.....
جلس امامها وعيناه تتفحص تفاصيل جسدها ليهتف بمكر....
: _ايه هتفضلي كده كتير...
رفعت عيناها الرماديتين حتى التقت بزوجين من اللون الأزرق القاتم لم ترأي تفاصيل وجهه ولكن اخافتها عيناه بعض الشيء ليكمل هو بنصر......
: _لو كنتي روحتي وشفتي ريان في حضن عشيقته صدقينى مكنش زمانك هنا...... متوقعتش تكوني بالغباء ده.....
رمقته بغضب و استياء قائلة بثقة.......
: _دي اسمها ثقة مش غباء متأكدة انها كانت مكيدة لريان علشان تكسروه....
اتسعت ابتسامته وهو يراقب وجهها الابيض عيناها وشفتيها المتكرزة بأغراء.... جعلته يدقق النظر بها.... بينما غضبت الاخري من نظراته لها
ليهتف بعدها قائلا....
: _سمعت انك محامية وغير كده جميلة ومن عيلة كبيرة في الصعيد... يعني ريان عنده حقه مال وجمال و ذكاء....
لم تجيبه حتى اغتاظ منها فأقترب اكثر محاولا ازاحة حجاب الرأس عنها فتفأجا بيدها التي دفعته بقوة وهي تشير له بقطعة من الزجاج قائلة.....
: _اياك تفكر تلمسني و الا قسما بربي هقتلك او اقتل نفسي....
رفع يده مسالما وقال بهدوء....
: _اهدي انا مش هلمسك....
رأت المكر بعيناه وهو يقترب منها فتراجعت للخلف محاولة تماسك نفسها إلا انه انقض عليهم و احكم قبضته على ذراعيها ليدفعها بعد ذلك للحائط وعيناه تخترق عيناها قائلا بغموض.....
: _انا مش بتهدد ولو عايز حاجه منك هاخدها
برضاكي او غصب عنك...
ابتلعت ريقها بخوف بعدم لمعت العبرات بعينيها حينما فك واثاق حجابها فتناثر شعرها الاسود كالشلال حول وجهها واحاطه بشكل مثير فبدت كأميرات الحكايات.... ابتلع ريقه بتوتر من هيئتها لم يدرك نظراته له إلا حينما سقطت عبراتها فوق معصمه....
ابتعد بذعر رافضا شعور الانجذاب لها ليترك الغرفة بعدها ورحل للخارج..... بينما سقطت هي ارضا و انهارت قوتها حتى بكت بضعف وهستريه حتى غلبها النوم......
______________
فحص المدينة بأكملها بحث بكل زاويه لم يترك انش واحد إلا وبحث عنها به..... انتشرت رجاله بكل مكان دون فائدة ليبقى وحيدا دون هدي لا يعرف اين هي
جلس بضعف على احد الارصفه
وغامت عيناه بالخوف من فقدانها ليخرج هاتفه من معطفه حينما تلقي رسالة عبر الإنترنت
نهض بفزع حينما فتح محتوي الرسالة التي تكون من بث صوت وصورة لغرفة صغيرة قشعر بدنه لرؤيتها متكوره على نفسها فوضع الجنين وصوت بكائها يخترق جدار قلبه..... كور قبضة يده وهو يراقب ضعفها شعرها المتناثر تمني ان ترفع وجهها حتى يري تلك الرماديتين ربما تهدأ نيران قلبه ولو برهه...
انتفض قلبه حينما انتهي البث فأصبح كالمجنون إلا أن رنين الهاتف صدح بقوة فأجاب هو وكأنه علم بأن المتصل هو ذاك الحقير......
: _انت مين وعايز ايه؟؟
قالها بصوت غاضب لا يشوبه الخوف
بينما اتسعت ابتسامة الاخر بنصر واجابه بحقد....
: _عايز كتير بس هاخدوا وحدة وحدة.... هاخد من روحك لحد ما اكسرك....
: _انت مين...... وليه اخترتها هي... وجهني لو مرة....
ارتفع صوت ضحكاته عبر الهاتف وهو يرد بحقد.....
: _انا مين؟؟! متقلقش انت عارفني كويس.... انما اخترتها ليه..... فعلشان متأكد انك حبيتها وغير كده هي عجبتني
:_وشرفي هقتلك لو قربت لها.....
: _قالها بوعيد وغضب
لتزداد ابتسامة الاخر اتساع وقال
: _شرفك كله في ايدي..... ومتقلقش هعرف اهتم بيها زيك و اكتر
برزت عروق رقبته و احمر وجهه من الغضب.....
: _ورحمة بنتي لقتلك فاهم موتك هيكون على ايدي...
تؤتؤ تؤ تؤ هششششش....
غمغم بها بنبرة مستفزة وقال...
: _متزعلنيش علشان زعلي وحش..... وياريت متدورش علينا في اسكندرية لاننا في كايرو دلوقتى...
صمت قليلا ثم تابع.... ابقى خلي بالك من ليال سمعت انك نقلتها المستشفى.....
مرر يده بشعره وهو يلقي بهاتفه عرض الحائط بعدم اغلق ذاك الوغد.... بقي يجمع افكاره من هذا؟! وكيف يعرف كل هذه التفاصيل عنه.....
كاد يجن ولكن حتما سيقتله....
_________
بالمطعم.....
صر على اسنانه بغيظ وهو يرمقه بضيق ثم نزع معطفه و القي به ارضا متجه إليهم
حتى اقترب منهم محاولا ابعدهم وفض الشباك بينهم قائلا......
: _في ايه يا حضرت الظابط انتوا عيال نسيتوا انتوا فين ولا مركزكم ايه...
ابتعد كلامنهم عن الاخر بعدم انقطعت انفاسهم ليكمل حسن بغضب..... مشاكلكم الشخصية تتحل بعيد عن الشغل و اظن غلط اوي ان حد ينبه على اتنين من اكفاء الظباط...
نظر كلامن شهاب ومليكه لبعضهم بغيظ لتهتف هي بتحذير.....
: _ياريت سيادته يخليه في شغله و يلتزم حدوده لان اي تجاوز انا مش هقبل بيه...
حسن بهدوء.....
: _ياريت نشوف شغلنا وبلاش نتكلم في اي مواضيع....
اومات برأسها وهي تجلس على الطاولة ثم قامت بشرح القضية بشكل مبسط بعدم اعطتهم بعض الادلة الكافية لتنفيذ الهجوم....
بعد صمت دام طويلا هتف حسن بتساؤل......
انتي ليه واثقة ان ريان هو صاحب الصفقة دي مش حد غيروا....
تنهدت الاخري بغضب وهي تهتف بضيق....
يعني كل الادلة دي ولسه شاكين انه مش هو
صر شهاب على اسنانه بغيظ قائلا بضيق....
: _انا مش فاهم انتي ليه مصرة تشوفي كل حاجه على مزاجك....
حسن بهدوء: _يا جماعه خلاص مفيش مجال للكلام القضية دلوقتى ماشيه على حسب الادلة واحنا مجبورين نكمل فيها مينفعش نتجاهل اي خيط يوصلنا للناس دي...
تنهدت بهدوء بينما رمقهم فارس ساخرا وقال....
: _سبحان الله نفسي افهم ايه العداء الي بينكم ده من اول يوم وانتوا مش طايقين بعض ولا كأن حد فيكم قتل للتاني قتيل...
نظر كلاهما للاخر وقد اشعل فارس ذكرى مريرة بقلوبهم الاولي عتاب ووجع والاخري آلم يكسوا الصدر.....
ادرك حسن ان تلك النظرات لم تكن الا لعشاقين فرقهم القدر والعناد.......
__________
صباح جديد ممتلئ بالاخبار الصادمة صباح يشوبه الالم والحزن.... فراق الاحبه وعذاب العاشقين اعظم.....
قل الموت دع الاحبة تحيا بسلام فلم يخيم الحزن الصدور بعدم ابهجها في سابق الزمان......
بڤيلا كامل.... على مائدة الطعام جلس الجميع على مضض نظرات محتقرة ونظرات متألمة ام الاخر يشوب نظرته العشق المملؤ بالالم.....
جلست بجوار زوجها وهي تختلس بعض النظرات لابيها بينما كان هو يطالعها بحقد وكراهية على عكس اشتياق قلبه..... ابنته ومدللته الصغيرة اليوم بعيدة إلى اقصي ما يتمناه المرء......
ابعد انظاره عنها حينما هتف كامل بهدوء.....
: _بصراحة انا مبسوط اوي بلمتنا دي تحس اننا عيلة واحده...
رامقه بغضب وضيق قائلا بنبرة قاتلة......
: _صوح يا اخوي بس في ناس اهننه هتكبس على نفسي....
برقت عيناها بالدمع وهي تبتلع غصة مريرة بحلقها بينما زمجر الاخر غضبا من هذا الوضع فكل ما تمناه ان يهدأ الوضع بينها وبين ابيها.....
كامل بأبتسامة مصطنعة....
: _اخبار دراستك ايه يا سلمي اوعي تقصري انا مستنيكي تكوني اكبر دكتورة عندي في المستشفى.....
شقت الابتسامة شفتيها وكادت تتحدث إلا أن قطع حديثها صوت ابيها قائلا بسخرية.....
: _شكلك عايز تخرب بيتك بيدك يا اخوي علشان تشغل اشكال عفشه عندك...
.....:_عمي لو سمحت.....
قالها بغضب بعدم ضرب طاولة الطعام بيده ليكمل بعده بغضب..
: _انا مش هسمح لاي مخلوق مين ما كان يكون انه يغلط في مراتي او يهين كرامتها...
تبادلوا النظرات سويا وكلاهما يعشقها بأستماته ليقطع كامل ذاك النقاش قائلا....
: _خلاص يا كريم اهدي...
صر على اسنانه بغيظ بينما طالعته هي برجاء وعينين دامعتين جعلت قلبه يحترق وجعا
ليجلس بهدوء عكس ما بداخله....
كورت يدها على تلك الاقراص المسكنة للالم والضعف تشوهت الرؤيه امامها واصبحت اصابع يدها خاملة حتى ان لم تعد تقوي على فك قبضة يدها وكأنها فقدت زمام قوتها
ابتلعت ريقها بضعف وهي تحاول أن تنهض بعيدا عن الجميع ربما لا تخونها اقدامها ولكنها ما ان وقفت حتى خانتها احلامها قوتها خانتها عيناها فذرفت دمعا حارق لوجهها خانتها صلابتها وعزيمتها التي تمنت ان تساندها في تلك اللحظة.... كل شيء اصبح خارج نطاق قوتها فتناثرت دموعها وهي تهوي بكل ضعف حتى سقطت ارضا جاذبة بيدها غطاء مائدة الطعام فوقع كل شئ كما وقعت هي....
فرغ الجميع فمه بذهول ليصرخ هو بوجع بعدم ركع امامها ويده انخدرت اسفل شعرها قائلا بهلع.....
: _سلمي فيكي ايه ردي عليا...
تجمدت الدماء بعروقه حينما رأي كفيها وتلك الاقراص المسكنة حتى شعر بجسدها كلوح من الثلج وقد اصبح يصتب عرقا
سلمي اوعي تسبيني،،
قالها بنبرة متعبه وقلب يعتصر خوفا على فقدانها.......
________________
بزوغ الشمس قد اوشك وما زال الاحبة على امل اللقاء...... بينما يرفرف القلب كالزبيح متلهف لرؤية المحبوب........
بمكان منعزل عن ضوضاء المدينة وسط غابة كثيفة الاشجار لا يعرف موقعها سوه.... بيت من خشب الاشجار مصمم بحرفية..... دلف وبيده صنية ممتلئة بالطعام....
بينما فزعت هي لرؤيته داخل الغرفة بعدم نقلها بالامس من ذاك المكان القديم....... طالعته بشراسة وهي تتفحص المكان بعيناها ربما تجد مفرا من هنا....
رمقها بسخرية وهو يبتسم بمكر قائلا......
: _كنت فاكر ان ريان هيكون اذكي من كده ويقدر يحدد مكانك بس طلع غبي...
زمجرت بشراسة وعيناها لمعت بكراهية قائلة بثقة.....
: _هيجي وهثبتلك انك ولا حاجه قصاد قوته.... هتكون شبه الفار.....
قهقه بتعالي وهو يضع الطعام امامها قائلا بنبرة واثقة....
: _ده في احلامك انتي وهو....
ليصمت بعدها برهة قصيرة ومن ثم تابع حديثه.......
: _ياريت تأكلي علشان تقدري تقاومي
ترك ما بيده و استدار بينما برقت عيناها بمكر وقوة وهي تنهض بكل عزم وقوه وما لبثت حتى هبطت على مؤخرة رأسه بآلة حديدية وجدتها بزاوية الغرفة
غامت عيناه بضعف بعدم تشوهت الرؤيه امامه ليضع يده التي انخدرت بخصلاته البنية وتلطخت بالدماء ليسقط بثقل جسده منكب على وجهه
بينما برقت عيناها بصدمة وهي تطالعه بخوف ايعقل قتلته نظرت له عدت مرات متتالية وهي تبتلع ريقها بضعف ومن ثم اقتربت منه وتحسست اثار نبضه وهي تتمتم بحمد انه لم يفارق الحياه بعد....... طالعت ذاك القناع الذي يخفي به وجهه وهي تجاهد على نزعه إلا أن يده منعتها حينما فتح مقلتيه و اطبق على راغسها بقوه مما جعل الدماء تهرب من اوصالها وهي تصرخ بخوف وتنكب عليه بالضربات حتى فقد واعيه بالكامل... هدأت انفاسها لولهة وهي تركض خارج الغرفة باحثة عن مكان الخروج إلى لفت الانتباها هاتفه الخلوي الملقي بأهمال على احدي الطاولات
بالمشفى......
اطباء طاقم التمريض الجميع بحالة من الذعر.... لم يكن ذاك التوتر يساوي مثقال ذرة من ذعر قلبه.... محبوبته بين الحياة و الموت.... كيف تفارقه وتترك قلبه معلق بمحراب عشقها.... عيناها السوداء كسواد الليل وبشرتها السمراء الممزوجة كحبات القهوه... كيف تفارقه وقد توغل عشقها بداخله
استند بجزعه على الحائط و عيناه اصبحت بلون الدم حتى شعر بيد عمه على كتفه قائلا بنبرة متعبه.....
: _يمين الله سلمي هتجوم وبكرا تعرف اني عندي حج...
هربت من عيناه دمعة مريرة قد اخفاها قبل أن يراها والد زوجته ليهتف عبد العزيز بوهن......
: _مكنتش خابر انها هتتوچع... وهتخبي عليا... عمرها ما اشتكت ولا جالت حاچه وجعاني يا ابويا... مخبرش المرض الملعون ده وصلها كيف....
بس الي خابره زين انها هترچع وعلشانك انت...... صوح غضبت عليها بس كان من وچعي وحرجة جلبي يا ولدي... ويعلم ربنا ان عمري ماكرهتها حتى بعد الي حوصل منيها....
في تلك الاثناء خرج جاسم من غرفة العناية وقد اصتبغ وجهه بالحزن ليهتف بآلم ظهر على قسمات وجهه......
خير يا جاسم سلمي فاقت؟؟!
بنبرة يكسوها الحزن والضعف....
: _انا اسف يا كريم.......
_______________
ركضت بين الاشجار تحاول البحث عن مخرج ربما تجد منفذ وحيد يخرجها من تلك الغابة قبل أن يلحق بها ذاك البغيض....
وقفت لولهة تتطلع المكان بضيق وقد نفذت طاقتها إلا أن تذكرت هاتف ذاك الحقير... اخرجته وهي تحاول تدوين بعض الارقام إلى أن وجدت اسمه يتوسط شاشة الهاتف فأبتسمت بسعادة بعدما انهارت باكية وهي تردد اسمه بعشق وفرح....... ريااااااان ريااااااان.....
ضغطت على ازرار الهاتف منتظرة رده عله يأتيها قريب....
_______
جمع رجاله بكل ارجاء المدينة منذ الامس يبحث كالمجنون الذي فقد هويته فقد قلبه وقوته ملاذه وعشقه....
:_يعني ايه مش عارفين توصلوا للكلب ده.....
قالها بغضب وضيق وهو يمسك بلاتيب احد رجاله
بينما اهتز الرجل قائلا بتوتر...
: _يا ريان باشا دورنا في كل مكان و رجلاتنا حاولت توصل لاي معلومة عنه مفيش....
دفعه بقوة وغضب قائلا بصوت جهوري....
: _يعني الكلب ده يدخل بيتي ويخطف مراتي منغير ما حد يحس بيه.....
كور يده بغضب حينما قاطع حديثه رنين هاتفه المتواصل ليخرجه من جيب معطفه وهو لا يري اسم المتصل بعدم تهشمت شاشة الهاتف ليجيب بغضب قائلا....
: _الووووووو
خفق قلبها بجنون وتعالت انفاسها وهي تبتسم وسط نوبة بكاء مريرة قائلا بصوت ضعيف...
: _ريان...
عاد النبض لقلبه المجنون وتأهت عيناه بنبرتها المفعمة بالحياه وكأنه لا يصدق ما القته على مسمعه قبل قليل...
ريااان انت سامعني
اغمض عيناه بشدة وقال بصوت خائف....
: _انتي كويسة فيكي اي حاجه
الكلب ده لمسك قرب منك