رواية دائرة العشق الفصل الاربعين 40 بقلم ياسمين رجب
سارت بجواره على الشاطئ ونظرات الفتيات تفتك بهم... رأت بأعينهم الغيرة والحسد... ازدادت ابتسامتها اتساع وشبكت أصابعها بأصابعه...... وكأن نبضه يصل إلى مسمعها تشعر بخفان صدره ومدي العشق الكامن بأوصاله....
اه لو تبدلت الاحوال وبقت بجواره هنا.... اه لو علم الجميع بشأن زواجها منه...بطريقة افضل من هذه... تري من كان سيتقبل ومن سيرفض... وذاك الصديق الذي تحطم قلبه بسببها تري كيف يكون الوضع بعد عودتهم
:_هو احنا مش هنرجع البيت.... البنات كلها عيونهم عليك..
وقف مقابل لها وهو يبتسم بعشق قائلا...
:_ايه غيرانه عليا...
نظرت إلى عيناه بثقة وقلب مفعم بالعشق كأنها الانثى الوحيدة بهذا المكان... فكت واثق يدها و وضعتها فوق صدره قائلة بثقة.....
آلام العشق تذيب القلب.. وتجلب الهم... ما بالك انت بقلب لم يجيد سوي العشق والفرح.... لا اغار من نساء الكون...
فأنا ملكة على عرش قلبك... و الملكة لا يهزها جواري...
كن على يقين بأن قلبي لا يقبل إلا بك... وحدك دون غيرك..
وان حاولت احدهن ان تشاركني بك... سأقتلع قلبها من بين ضلوعها و انهشه بأسناني كما تنهش اللبوة غريمتها
اقترب منها اكثر وهو يطالع عيناها بعشق قائلا..
:_انتي اتعلمتي كل الشراسة دي امتي....
اقتربت هي اكثر وقالت بثقه...
:_ده طبع في كل ست... لو حد قرب على روحها بتنهشه
ازدادت ابتسامته اتساع وهو يراقب معالم وجهها حتى كاد يتحدث الا ان رنين هاتفه قطع ذالك...
ابتعد عنها حتى يتحدث بالهاتف بينما وقفت هي تطالع امواج البحر بسعادة.....
حتى شعرت بطفل صغير يجذب يدها بهدوء...
ابتسمت بخفوت وهي تنحني لمستواه...
:_خير يا حبيبي...
نظر لها الصغير وهو يعطيها ورقة مطوية ثم رحل...
بينما نظرت هي إليها بحيره وفتحتها بهدوء...
غامت عيناها بصدمة وهي تبتلع ريقها بتوتر من مضمون الرسالة.....
"اوعي تكوني فاكرة ان ريان رسلان بيحبك... ده بس بيتسلي بيكي ولو مش مصدقه هو دلوقتى بيكلم عشقته في الموبيل....
نظرت إليه بحزن وعدم تصديق لتعود ببصرها الي محتوي الرسالة مجدد ثم تابعت القراءة
" ولم يرجعلك هيرجعك البيت ويروح لها.... لو حابة تتأكدي في سواق هيستناكي بعد ما هو ينزل من البيت... السواق هيوصلك مكان ما بيخونك..... فكري في كلامي ومش هتخسري.... اتمني تفوقي لنفسك قبل ما يرميكي في جحر الشيطان بتاعه زي ما عمل مع غيرك"
غامت عيناها بالحزن و قلبها يقرع بعنف كطبول الحرب و هي توزع انظارها بين تلك الورقة و وجهه القوي بعدم تهجمت ملامحه فبدي كمن ضربته الرياح بعنف
ابتلعت ريقها بتوتر حينما اقبل عليها فأطبقت يدها بقوه تخفي تلك الرسالة وهي تتصنع الابتسامة فقال هو بجمود وملامح باهته.....
: _خليني اوصلك البيت...
تحشرج صوتها و ضعفت نبرتها وهي تطالعه قائلة بحزن.....
: _انت مش هتيجي معايا؟؟!
بنبرة حانية هتف بعدم احتضن جانب وجهها... وبرقت عيناه بالعشق...
: _عندي شغل هخلصه وهرجعلك..
تعمقت النظر إليه طويلا وهي تري صدق عشقه فأبتسمت بخفوت وهي تهز رأسها بالايجاب معلنة الموافقة على ما تفوه به.....
طوق كتفيها بحنان وهو يتجه بها صوب سيارته حتى انطلق بها إلى مقصده وقد انشغل باله بتلك المكالمة فقد اصبح الخطر يحيطها وعليه حمايته مهما كلفه الامر......
___________
بأحدي المقاهي المطلة على النيل ارتفاع صوت شجارهما وقد وصل إلى مسمع الجميع.......
: _انا قلتلك ان القضية دي بتاعتي وياريت تبطل تدخل في الي ملكش فيه.....
قالتها مليكه بغضب وصوت جهوري مرتفع حتى ضرب شهاب الطاولة قائلا بغضب وضيق.....
: _حضرتك مش لواحدك والقضية دي انا كمان مكلف بيها واي غلط هيحصل بسببك انا مش هقبل بيه...
نظرت إليه بتحدي وشر قائلة بقوة......
: _تقدر تتنازل عنها و انا مستعدة اتكلف بيها لواحدي اظن سيادتك معندكش مانع...
ضيق عيناه ب
غضب وقد تبدلت قسمات وجهه معلنة النفور والضيق.....
: _انتي ماشيه في طريق غلط..والي زي ريان رسلان صعب يقع بالسهولة دي و الي واثق منه أن ده فخ ليكي...
اقتربت منه اكثر
وتحدثت بكل ثقة.......
: _انت غيران مني علشان انا الي قدرت اوصل لكل الادلة....
مشكلتك انك مش حابب يكون في حد احسن من وبالاخص لو كان الحد ده انا....
نهضت من مجلسها وهي تهم بالمغادرة بينما منعتها يده التي جذبتها بقوة حتى ارطتمت بصدره الصلب..... فغابت عيناها بسحر عيناه التي طالما تهربت منهما... تتهرب من عشقه... من ذاك الخنجر المسموم الذي يطعن صدرها بقوه كلما ارادت الهروب فتسقط على وجهها..... يؤلمها الماضي بكل ما فيه.... و تحيا بنظرته الثاقبة في لقاء عابر بين كل حين.....
بينما كان هو تائه بالرماديتين الممزوجة بلهب اشاعة الشمس فسرقت دفئ الفؤاد مجددا
ارتخت قبضته قليلا وسارت يده على طول ظهرها مقربا اياها صوبه عله يستنشق بعض من عبير رائحتها...
بينما شعرت هي بالضعف والانهيار من لمسته التي جهادت على كراهيتها طيلة السنوات الماضية......
كورت قبضت يدها وقد عاد التنمر و الحقد بداخلها قائلة بنبرة لا تنم بالخير
.......
: _ابعد ايدك عني يا شهاب...
فاق من نوبة عيناها على كلماتها الغاضبة فتعمد اخفاء شغفه قائلا بسخرية مصطنعة وهو يمرر يده فوق جسدها.....
: _ليه ايدي مش عجباكي دلوقتى مع ان زماان كان حضني هو امانك ولا نسيتي....
اشتعلت عيناها بمزيج من الغضب ولم تعي لنفسها الا حينما لكمته بقوة حتى ابتعد عنها.... قائلة بتحذير....
: _اياك يا شهاب اياك تفكر تلمسني و الا وقتها هتندم
تحسس اثر ضربتها وهو ينفر بغضب و رد لها الضربة بضربة اقوي منها مما جعلها تتراجع للخلف.....
لاحظ الجميع الشجار العنيف بينها فتراجعوا للخلف بينما دار بينهما معركة استنزفت قوة كلاهما
في تلك الاثناء وصل كلامن فارس بصحبة حسن الذي تم استدعائه لمهمة جديدة
فحص المكان بعيناه وهو يحاول جمح عشقه الذي سيطر على قلبه فأراد العودة لمنزله و لصغيرته التي باتت منبع عشقه....
ايه يا ابني فين الناس الي معنا؟!
قالها بتساؤل وحيرة
بينما تسمر فارس بمكان وهو يبتلع ريقه بتوتر حينما سقط بصره على ابنة عمه و شهاب
ليعيد حسن سؤاله مجددا....
: _فين يا ابني الظابط الي معااك
اشار بأصبعه إليهم فنظر حسن بأندهاش مما يراه ليهتف بغضب.......
هما دول؟!!
هز الاخر رأسه بالايجاب دون حديث بينما صرخ به حسن قائلا بغضب.....
: _طيب اتحرك يا بني ادم خلينا نبعدهم قبل ما يقتلوا بعض....
رفع يده بأستسلام قائلا برفض.....
الاتنين مجانين ومحدش هيقدر عليهم....
صر على اسنانه بغيظ وهو يرمقه بضيق ثم نزع معطفه و القي به ارضا متجه إليهم
___________
صف سيارته امام المبني القاطن به لينظر إليها بحيرة وهو يمسك بكف يدها وطبع قبلة رقيقة بباطن يدها قائلا بعشق.....
خلي بالك من نفسك انا مش هتأخر عليكي....
نظرت إليه مطولا وقد خفق قلبها بالخوف والفزع شئ سئ يسرق راحتها يزعج اوصال قلبها دون رحمة او شفقه....
: _اوعدني ترجعلي بسرعة...
قالتها بخوف ظهر على قسمات وجهها مما جعل الشك يخترق جدار قلبه....
رفع يده و احاط جانب وجهها قائلا بتساؤل....
: _انتي متغيرة ليه كده وخايفة..
لمعت بعض العبرات بعيناها وهي تهتف بخوف...
: _خايفة اوي،،، خايفة تبعد عني بعد ما لقيتك، خايفة القي نفسي لواحدي بعد ما عرفت الامان والعيلة معاك، ريان انا بخاف اخسرك
: _هششششششششش..... غمغم بها وهو يحتوي وجهها بين كفيه قائلا بصدق.......
: _مفيش حاجه في الدنيا دي بحالها ممكن تبعدني عنك غير الموت.... ده الحاجة الوحيدة الي هتفرق بنا فاهمة... غير كده انا ممكن احرق الدنيا كلها لو فكر حد ياخدك مني...
ابتسمت بعشق وهي تختلس النظرات من عيناه التي فاضت بعشقها بينما قال هو بمداعبة....
: _بلاش الضحكة دي علشان بضعف..
احمرت وجنتها خجلا وقالت....
: _هسيبك تروح شغلك علشان انت ملكش امان....
صر على اسنانه بغيظ وهو يطالعها بمكر قائلا....
: _اه يا مفتريه ده انا مسكين خالص...
قهقهت بمرح وهي تهم بالانصراف قائلة...
: _انت بكاش اوي...
كادت تهبط من سيارته الا انه جذب يدها بقوة حتى نظرت إليه وطبع قبلة عاشقة على جانب وجهها قائلا بعدها بدفئ.....
: _هتوحشيني....
دق ناقوس الخجل بأوصالها مما جعلها تهبط مسرعة من السيارة...
بينما اتسعت ابتسامته بسعادة وهو يحرك سيارته الا مقصده...
ظلت واقفة تتابع طيفه الذي غاب و الابتسامة لا تفارق شفتيها...
إلا أن لمحت تلك السيارة التي صفت امامها ونظرات السائق اخافتها.... فأبتلعت ريقها بتوتر وخوف من القادم هل عليها الذهاب خلفه ام تثق به للمرة الاخيرة.....
تنهدت بثقل وهي تسترجع ذكري حديثه مما جعلها تبتسم
معلنة ثقتها الكاملة به.... لتركض بعدها صوب داخل البنايه...
__________________
بأحد الفنادق الفاخرة فتحت باب الجناح الخاص بها وهي ترتدي ثوب اسود اللون يصل إلى منتصف فخذها... بعدم صبغت وجهها بمستحضرات التجميل العالمية و مجموعة من العطور التي تسرق الانفاس....
:_كنت متأكدة انك هتيجي...
قالتها ليال وهي تلقي بجسدها داخل احضانه.... إلا أن يده سبقتها وصفعة قوية ارجعتها للخلف....
ابتلعت ريقها بتوتر حينما اقترب منها كالذئب الجائع وهو يطبق بقوة على شعرها قائلا بغضب.....
: _اوعي تكوني فاكرة اني جيت علشان خايف منك... لا فوقي لنفسك يا ليال.... مش ريان رسلان الي يخاف......
انا بس جيت علشان اعلمك درس عمرك ما هتنسيه....
لمعت عيناها بالدمع وخارت كل قوها حتى صرخت بهسترية...
: _كل ده علشان حتت البت الجربوعة الي انت لميتها من الشارع..... قدرت تضحك عليك وتوقعك في حبها يا ريان...
صفعة اقوي هبط بها فوق وجهها مجدد قائلا بتحذير...
: _متنسيش اصلك يا ليال... ولو في حد جربوع ومن الشارع فهو انتي.....
دي اخر مره هحذرك بعد كده هقتلك بأيدي فاهمة.....
تركها بقوه مما جعلها تصتدم بالارض وهم بالرحيل حتى اوقفه
حديثها الذي اثار غضبه....
: _اجري يمكن تلحقها..... صدقنى مش هتعرف تشوفها تاني خلاص
اعاد النظر إليها وقد سكن الخوف قلبه لتكمل هي بتشفي وحقد..
: _زمان حبيبة القلب مع الاموات اعمل ايه حاجه بس صدقني مش هتقدر تنقذها.........
قبض على ذراعيها بقوه وقد تهجمت نظراته حتى قال بغضب....
: _تقصدي ايه...
ابتسمت بنصر وهي تهمس بحقد....
: _ مش هخلي ست غيرك تاخدك مني....
شعر بنبرتها الحاقدة مما جعله يدفعها بقوه وغضب قائلا بتحذير......
: _حسابك معايا بعدين وصدقيني يا ليال موتك هيكون على ايدي....
القي بجملته وركض صوب الخارج بينما ابتسمت الاخري بنصر لنجاح مخططها الشيطاني.....
_____________
قاد سيارته بجنون وهو يحاول الاتصال بها دون جدوى....
بينما كانت هي بالمطبخ تعد الطعام من اجله بعدم رتبت المنزل و اضاءة الشموع ليصبح الجو شاعري....
ابتسمت بسعادة وهي تخرج من المطبخ بعدم انهت اعداء الطعام
فأوقفها رنين الهاتف....
ضيقت عيناها بتعجب من يكون المتصل على هاتف المنزل... لم تعطي الامر اهتمام واتجهت إليه الا ان رنين جرس الباب اوقفها هو الاخر لتعود ادراج إلى الباب وهي تبتسم فلابد ان المحبوب قد عاد...
وضعت يدها على المقبس وما ان فتحت حتى تسمرت بمكانها...
من هول ما رأت...
______
رنين رنين دون اجابة كاد عقله يتوقف للحظات حتى اتاه الرد ليهتف بخوف...... يارا؟!
وكأن قلبه شعر بأنفاسها المكتومه شهقات تعلوا ببكاء مما جعله يهتف بخوف...
: _ياارا مالك في ايه...
ازداد بكائها حتى قالت بخوف.....
: _في ناس هنا...
تهجمت ملامحه و اوقف سيارته على حين غفله حينما اتاه صوت غريب صوت لن ينساه طيلة سنوات حياته....
: _ايه يا ريان خايف عليها... عندك حق هي يتخاف عليها....
انت مين وعايز منها ايه....؟؟؟!
قالها بغضب وصوت جهوري مرتفع
لتعلوا ضحكات الاخر بنصر قائلا بسعادة....
: _عايز اكسرك يا ريان،،،،
لم يجد اجابة اخري بعدم اغلق الهاتف... ليبقى هو بنيران الغضب مشتعل...
قاد سيارته مجددا و انطلق بسرعة البرق إلى حيث محبوبة القلب والفؤاد....
اخبر ملكة الفؤاد بأن القلب قد تاب عن المعاصي.... اخبروها بأن النبض والهمس والخفقان لم يكن لسواها...... فما كان القلب يوما هكذا فقد احيته بعد اعوام من القحط والجفاء.... حتى ترعرع على ربيع عشقها.....
صف سيارته امام البنانية وقد غامت عيناه للمرة الأولى بالخوف
ابتلع ريقه بتوتر وركض صوب الداخل وكأن الدرج ازداد اضعاف ما كان عليه... انقطعت انفاسه و انقطع قلبه خوفا حتى وصل ليجد باب منزله موارب.... دفعه ببطئ وهو يري تحطم المكان وبعد نقاط الدماء التي انتشرت في ثأر المنزل...
ليخترق مسمعه انين خافت بدئ متآلم....
سار بضعف وخوف حتى وجدها ملاقاة على الارض غارقة في الدماء....