اخر الروايات

رواية رحيل وجاد الفصل الثالث 3 بقلم حنان اسماعيل

رواية رحيل وجاد الفصل الثالث 3 بقلم حنان اسماعيل



🌹الجزء الثالث🌹
سبحان الله ❤
فى المساء اتخذت رحيل  قرارها ان تستمتع بوقتها وان تتجاهل وجوده خاصة بعدما استطاع ان يجعلها تكره وجوده بجانبها ,ارتدت فستانا اسود اللون مكشوف الصدر والكتفين حتى انها استعانت بشال وردى مزركش يدوى وضعته على كتفها

كان قد انضم الى  مجموعه جاد وجدها  شركاء لهم من لبنان  بتجارة السلاح رجل يدعى حسان ومعه اخته وهى فتاة رائعه الجمال تدعى كالين  واخيها الاصغر  نزار

انضمت رحيل للحفل بعد وقت لتجد جاد وقد ارتدى بدله انيقه والفتاة اللبنانية تتأبط ذراعه كما لوكانت تعرفه من فترة فقد كانت تهمس فى اذنه بدلال بين الحين والاخر بينما ظل جاد جامد الوجه تشوبه ابتسامه خفيفه بين الحين والاخر , يشرب قهوته وعيناه تبحثان عن رحيل

ظهرت رحيل وقد تعمدت اطلاق شعرها منسدلا على كتفها ,رأته الا انها تجاهلته وتجاهلت نظراته الثاقبة اليها ,امتدت السهرة لساعات وهى تحس بعيناه تراقبانها بين الحين والاخر كلما التقتا

اشتغلت الموسيقى البدوية  فإهتزت متمايله معها ,غمز لها جدها ان تستمتع فنهضت مع باقى الفتيات الراقصات وظلت تتمايل فى دلال

اخرج نزار اللبنانى هاتفه وصور رحيل بعدما التفت الجميع حولها وهم يصفقون فى اعجاب

صعدت الدماء الى رأس جاد وهويراقب الموقف من بعيد غير منتبها لحديث باقى الرجال عن تقسيمة السلاح بينهم

اغتاظ اكثر عندما لمح نزار يصورها وقد سقط الشال من على كتفها

نهض غاضبا الى حيث يقف نزار ,اصطحبه  من ذراعه لبعيد وقام بأخذ الهاتف غصبا عنه قائلا فى جدية

جاد وهو يتفقد الهاتف: بكام ده ؟

نزار باسما : انت جبتنى هنا عشان التليفون عجبك ,,طب اخلص تصوير ونحكى سوا

جاد بصرامة : لالا خليك بس هنا معايا ,,قولى ده بكام ؟

نزار بفخر : هو عاجبك للدرجة دى ؟ طب اشترى لك واحد زيه لانى جبته من بره كنت فى امريكا الصيف اللى فات واشتريته ..تقريبا كان بخمسة الاف دولار

اخرج جاد دفتر شيكاته وقلم , كتب فيه شيئا ما وناوله لنزار قائلا

جاد : اظن ده يغطى قيمة التلفون

قالها وهو يكسر الهاتف بقدمه عدة مرات ونزار غير مصدق لما يحدث حوله قبل ان يصرخ فى جاد قائلا

نزار :انت ايه اللى عملته ده ؟انت اتجننت

جاد بغضب والشرر يتطاير من عينه

جاد : الجنان انى اتجرأ واصور بنت من غير اذنها وخاصة لما تكون اساسا صعيدية ,,عندنا هنا بنقول تضيع فيها رقاب

نزار محاولا اخفاء خوفه بسخرية : طيب اعمل ايه ,ماهى اللى بترقص حلو

نظر اليه جاد وقد اتسعت عيناه من الغضب قبل ان يمسك بقميصه ليتراجع نزار خائفا وهو يراجع الرقم فى الشيك مدعيا الرضى قائلا بحماس  

نزار : حلو حبيبى ,الرقم حلو كتير ويجيب بدل التلفون تلاتة

قالها وهو يرحل مبتعدا

عاد جاد للمكان بعدما طلب من بهجت ان يغير الموسيقى المشتعله بحجة علو صوتها وتسببها بالازعاج للرجال خلال اتفاقاتهم

وجدت رحيل الموسيقى وقد انخفض صوتها فجاة  فكفت عن الرقص وهى تجد جاد يراقبها فى غضب ,حاولت التملص من عيناه الحادتان الا انه لم ينزل عيناه عنها فى غضب واضح

ارتبكت من نظراته الغاضبة فإنسحبت متجهة للفندق

كان الطريق للفندق تملؤه اشجار النخيل واشجار اخرى كثيفه مع وجود عدة حمامات سباحة فى اماكن متفرقه  بخلاف استراحات اخرى من الكنب المصنوع من الخشب القديم

وجدت ذراع قوية تجذبها لمكان فى احد جوانب الشاليهات المتناثرة بالقرية

استدارت لتجده جاد والذى كان الشرر يتطاير من عيناه قبل ان تحاول تخليص يدها منه قائله بغضب

رحيل : سيب ايدى ..انت اتجننت ولا ايه ؟

جاد بغضب شديد : انتى اللى شاكلك اتجننتى ومش حاسة انتى  بتهببى ايه ؟

رحيل بإستغراب  : يعنى ايه بهبب ايه ؟ اتكلم كوبس؟

جاد وهو يعصر ذراعها بقوة حتى انها تألمت

جاد :قاعدة تترقصى اودام الناس بمنظرك ده

قالها وهو يشير الى كتفها العارى بعدما سقط الشال على ذراعها

انتبهت لما يقوله فسحبت ذراعها منه قائله فى ارتباك  محاوله التماسك

رحيل : ااانا كنت برقص زى ماالكل مابيرقص وبعدين الشال كان مغطى كتفى ...وبعدين انت مالك ؟اذاكان جدى كان موافق

جاد بغضب اكتر : جدك ماكانش واخد باله ان فى واحد قاعد يصورك وانتى بتتمايلى فى مياصة عشان لما يرجع بيتهم ينزل الفيديو على النت ولا يخليه  يبقى فرجته يتفرج عليه هو واصحابه وتبقى تسليتهم

رحيل بغضب : انت بتقول ايه ؟ مين اللى صورنى ؟وبعدين ايه  مايصة دى ؟ انا مش هسمح لك بالاهانة اكتر من كده ....عدينى

قالتها وهى تحاول المرور من خلاله الا انه منعها بصدره قائلا لها فى آمر

جاد : بصى يابنت الحلال عاوزة تتجننى براحتك بس على الاقل راعى انك بنت صعيدية وان اى تصرف خارج منك  هيخلى سمعتنا زى الزفت

رحيل : انت مجنون ,تصرفات غلط ايه اللى بتتكلم عنها ..على اساس انك شايفنى  رقاصة اودامك ولا لابسة بدله رقصة مثلا

جاد متفحصا ملابسها وهو يعدل الشال  بيده حول كتفها بإهتمام حتى غطى بها كتفها وصدرها

جاد : يعنى انتى عاجبك هدومك دى ؟

بلعت ريقها مما يفعله قائله بعناد  : اه عجبانى

اقترب منها اكثر حتى احست بانفاسه الساخنة تلفح وجهها,حاولت ان تتراجع للخلف فكادت ان تسقط فمد ذراعه بسرعه وامسك خصرها وقربها اليه

ظلا لثوانى عيناهم تنظران لبعضهم قبل ان يستجمع شتات نفسه ,تنحنحت فى خجل وهى تقول له

رحيل : ممكن تعدينى ,جدى زمانه قلقان عليا

اوسع لها الطريق وهو يراقبها تبتعد فى خطوات واسعه

.....................

فى صباح اليوم الثانى ,تناولت الافطار فى المطعم مع جدها على منضدة مقابله لمنضدة جاد والذى كان يتناول فطوره مع سويلم ,

نهض كى يصب لنفسه شاى عندما رآها تعد لنفسها فنجانا من النسكافيه

كاد ان يقترب عندما احاطتها كالين بذراعها وهو تقبل خدها برقه قائله لها

كالين : حبيبتى رحيل ,وحشتينى

ثم التفتت الى جاد وهى تقبل خده قائله وهى توجه حديثها اليهم قائله بحماس

كالين : انا بجهز رحله بحرية باليخت اللى تبع بهجت يلا تعالوا معانا هتبسطوا اوووى هنصطاد ونغطس ونشوى ونرقص

رحيل : معلشى انا ...

قاطعها جاد وهو يتفحصها بعيناه الثابتتين : اه وماله  ليه لاء

رفعت رحيل عيناها اليه ثم سكتت

فإقتربت منها كالين وهى ترجوها قائله

كالين : حبيبتى رحيل وحياتى تيجى ,انا ضيفتكم وعاوزاكم معى نتبسط سوا

نظرت رحيل لجاد والذى كانت عيناه ماتزالان تتابعانها بشغف وكأنها تسأله عن الاجابة

ترددت لثوانى قبل ان تومئ براسها بالايجاب ,لمحت ابتسامة خفيفة ظهرت على وجهه  .

تهلل وجه كالين كالاطفال وهى تنسحب قائله

كالين : هروح اجهز نفسى بسرعه واقول لحسان انكم خلاص جايين

انصرفت فتظاهر جاد بأخذ قطعه سكر من امام رحيل وهو يقول

جاد بجدية  : مش هتجهزى نفسك ؟

ابتسمت دون ان ترفع وجهها اليه ولم تجبه, واستدارات محاوله الانصراف قائله

رحيل : والله دى حاجة متخصكش

ابتسم لعنادها تاركا كوبه الفارغ كى يجهز نفسه ,كان سويلم يتابعهم منذ بداية حديثهم بعيدا وعيناه ترمقان جاد ورحيل بقلق

..................

دخل  جاد غرفته كى يغير ملابسه لملابس تتناسب مع جو البحر عندما طرق الباب ففتحه ليجد سويلم امامه بوجه عابث ,ادخله وعاد لما يفعله ,فسأله سويلم فى جدية

سويلم : انت بتعمل ايه ياجاد بيه ؟

اجابه جاد دون ان يرفع عيناه وهو يربط حذائه الرياضى فى لامبالاة

جاد :زى ماانت شايف يجهز نفسى ,طالع رحله بحر

سويلم بجدية اكثر : انا مش بسألك على ده ؟ انت فاهم انا بسألك عن ايه ؟

انتبه جاد اليه اكثر بعدما اعتدل واقفا قائلا

جاد : انت عاوز تقول ايه ياسويلم  ؟وضح كلامك ؟

سويلم : قربك من بنت الجارحى

جاد مرتبكا : قرب ايه اللى بتتكلم عنه ياسويلم ؟ انت اتجننت ولا ايه ؟

سويلم  بجدية : ياريت ويكون اللى انا ملاحظه ده  غلط

جاد بجدية : ملاحظ ايه ؟

سويلم : كلامك معاها وعينيك اللى متبعاها فى كل مكان ووشك اللى بتتغير ملامحه لما بتظهر

جاد مقاطعا فى غضب : بس ..متكملش

سويلم : لو عليا هوقف كلام بس انت كمان لازم توقف اللى بتعمله ده ..قبل ماندخل فى متاهات احنا مش قدها وحابب افكرك لاتكون نسيت من هو صالح الجارحى ولا نسيت دم ابوك

جاد بغضب : مانسيتش ولا عمرى هنسى

سويلم : طب كويس ,انا بس حبيت افكرك ,بنت الجارحية مش لك ولا عمرها هتكون ,حتى لو مكانتش بنت الجارحية وكانت بنت ناس تانيين برضه مكانش ينفع ,انت خاطب فاطنة بنت عمك من صغركم واسماعيل لو ساكت عليك دلوقتى مش هيسكت علطول وفى اقرب وقت هيحدد ميعاد الفرح

جلس جاد مكانه صامتا وقد تبدلت ملامحه

...................

فى نفس الوقت كانت رحيل تعد نفسها امام المرآة وهى سعيدة ,قبلت المرآة وهى تتذكر نظراته اليها

اخذت تلف بفستانها الذى اخرجته من الدولاب  بسعادة قبل ان ترتديه

اعتذر لها جدها عن الذهاب معهم لإحساسه بالارهاق ,فلم ترجوه كثيرا كى  تلحق بهم وبخاصة جاد ,وصلت وانتظرته طويلا فلم يظهر ,تحرك اليخت بهم وعيناها تتابعان الميناء لعله يظهر فى اخر وقت

مرت بهم ساعات طويله وهم فى البحر ,كان الجميع يرقص ويغنى بينما اكتفت هى بالجلوس مع قائد المركب وكان رجلا عجوزا ,صيادا قديما ,جلست بجواره طوال الرحله وهو يصطاد ,كان يحكى لها عن  البحر وانواع السمك وطرق الصيد ,كانت تستمع له وهى حزينة شاردة تتساءل عما جرى لجاد وعن عدم لحاقه بها كما ظنت من تلميحه اليها

حتى ان كالين نفسها تضايقت من عدم حضوره واشتكت لرحيل بذلك

...................

عادت ليلا وعيناها تبحثان عنه لعلها تجده فى انتظارها على الميناء الا انها لم تجده فخاب ظنها

مرت بجدها للاطمئنان عليها فلاحظ شرودها وحزنها فطمأنته انها تقريبا من دوار البحر ,واستأذنته كى تذهب للنوم

كادت ان تدخل غرفتها الا انها قررت ان تمر بالدور الذى توجد به غرفته خاصة وانها كانت لاتعلم رقمها

صعدت للدور  وتمشت به لعلها تلمحها ,فجأة لمحت كالين تقف فى احد طرقات خارج باب غرفه جانبية  وهى تعاتب احد ,اقتربت اكثر دون ان يلمحها احد واستمعت لصوت كالين وصوت جاد وهما يتحادثان ,كانت كالين تعاتبه عن عدم حضوره لليخت مثلما اتفق معها فأبلغها بإنشغاله وانه سيعوضها عن ذلك ,قبلته كالين قبله طويله فى فمه فى انسجام من كليهما  ...



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close