رواية دائرة العشق الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم ياسمين رجب
39
وضعت رأسها فوق صدره ولا تستمع إلا لصدي انفاسه لو كان الامر بيدها لكانت ايقظته على الفور ولا تتركه صوته
العذب متخفيا هكذا.... صوته الذي أطرب آذناها بحروف العشق.... اخبرها بما يحرق صدره حرق... وما يفعل به
الشوق كل ليلة... لم تكن هذه ليلتهم الاولى.... ولكنها الفريدة عن غيرها... بعدم نطق بعشقها.... عشقان يلتقيان
ويلتحمان بلهب العشق.. يحترقان ويذوبان عظاما ولحما من مشاعرهم.... وكأن العالم لا يوجد به سواهم....
تنهدت بهيام وهي ترفع راسها قليلا حتى تاهت بملامح وقسمات وجهه.......نظرت إلى شفتيه الغليظة الممتلئة لم
يكن فمه واسعا ولكنه متكرز بأغراء.... يعتلي شفتيه شارب خفيف متصل ب لحية نامية بعض الشئ... مدت اطراف
اناملها وتحسست ذقنه وكيف أثارت لمسته الرجفة في ثأر جسدها...... اغمضت عيناها بخجل طفيف ظهر على
قسمات وجهها وهي تتحسس بشرته.. وكأنها تحفر قسمات وجهه بباطن يدها......
:_أول رجل في حياتي انت ياريان... يمكن كان في حد زمان بس صدقني أنا عشت معاك كل لمسة وكل احساس
كل نفس منك حسيته بقلبي.... يمكن كنت فاكره اني حبيت بس انا عرفت معاك الحب الي بجد..... منكرش ان
اول مره قابلتك كانت عنيك بتسرقني.... ويمكن كنت بخاف أقع في دايرة حبك.... بس انا وقعت في هواك وغرامك منغير ما احس......
ابتسمت بخفوت ووجهها قد نقشت عليه حروف العشق..
ثم تابعت.....
:_زمان كنت بسمع ان الحب بيجي بعد الجواز...
بس طلع العشق هو الموجود في علاقة جوازنا... انت قادر
تخليني عاشقة ومجنونة غريبة عن يارا الي اعرفها..... شكلتني على كيفك انت ومبقاش ليا غير حضنك وبس....
همس شفتيها امام وجهه أيقظه حتى قرعت طبول الحرب بقلبه معلنة العشق لتلك البريئة التي جعلت القلب ينبض
بعد سكرته...... لم يتقن فنون العشق إلا بين احضانها....
اخذت نفس عميق وهي تنهض من جواره حتى تفاجأت
بيده تجذبها إلى احضانه.... ازداد بريق العشق بعيناه وهو يرمقها بتفحص.... بينما طالعته الاخري بسعادة فهتف هو...
:_مكملتيش كلامك ليه
تبسمت عيناها بمكر آنثي وهي تداعب لحيته قائلة....
:_كل كلامي ومشاعري انت عارفها.. انا كتاب مفتوح وانت
قرأت صفحاته.... انا الي محتاجة اسمعك واعرفك أكتر....
تنهد بغرام يحي القلب وهو يمرر يده بين خصلاتها حتى ابعدهم عن عينيها ثم قال....
:_أسراري كتير وهتخافي منها... بس عايزك تتأكدي ان ريان عمره ما كان كده مع اي ست...
عبست ملامح وجهها وقد تدفق الخوف إلى صدرها...ابتلع ريقه بتوتر من ما يخفيه عنها ثم قال بثقة.....
:_ انتي مش أول واحدة ألمسها ويكون بنا علاقة.... بس انتي الوحيدة الي اتمنيتها يا يارا مفيش ست لمستها
باللهفة دي... وكنت هتجنن واكون معاها... انتي الي فتحت ليكي باب قلبي وقفلته عليكي وبس....
انا رميت الماضي بوجعه هربت منه علشان اكون معاكي ومعنديش استعداد اخسرك حتى لو التمن موتي...
وضعت اصابعها على فمه وقد اغرقت عيناها بالدمع ثم قالت بعدها ببكاء....
:_بلاش سيرة الموت علشان خاطري.... ريان انا مليش
غيرك... انا لقيت معاك كل حاجه بتحلم بيها اي بنت... الضهر والسند.. الامان.. حتى الحب.. وووو..
عضت على شفتيها بخجل وهي تشيح ببصرها عنه بينما اعتدل الاخر بجلسته ليظهر نصفه العلوي من جسده العاري وهو يردف بأهتمام...
:_وايه كملي..
نظرت إلى عمق عيناه وهتفت بشئ يكسوه الخجل...
:_حسيت بمعنى كلمة ست.... لمستك ووو لم بكون معاك
بكون فعالم تاني.... لمست شفايفك الي بتغيبني عن العالم والي بيها بتخليني اسعد واحدة ف الدنيا.. انا اتجننت بيك
يا ريان ومعنديش استعداد اسمح لحد يشاركني فيك....
لثم باطن يدها بقبلة رقيقة بثت بداخلها الاطمئنان.....
:_اوعدك اني اخليكي اسعد انسانه في الدنيا...
اقتربت منه و وضعت كفها على يسار صدره وعيناها تحمل الرجاء...
:_مش عايزه وعد بالسعادة.... لاني معاك بنسي همومي ووجعي... عايزك توعدني انك متلمسش ست غيري... اوعدني متجرحنيش يا ريان...
غاب بسحر عيناها وهو يضع يده خلف عنقها حتى قربها إليه وقال بصوت يشابه الهمس...
:_مفيش حد بيجرح روحه..... ومفيش روح بتحن لروح غير روحها..... فاهمة...
اتسعت ابتسامتها بسعادة وهي تقبل جانب وجهه قائلة بحب.....
:_حبيبي يا ناس...
ضيق عيناه بغضب مصطنع حينما اوشكت على النهوض فجذبها بقوة قائلا...
:_انتي هتروحى فين...
امسكت وجهه بين يدها وقالت بمشاكسة...
:_جعانة يا ناس عايزة أكول زي البني ادمين... ولا انت ناسي اني مأكلتش حاجه من امبارح... هو انت مش بتجوع؟!
رفع حاجبيه قائلا بسخرية....
:_يعني تسبيني وتروحي للاكل... ايه الجحود ده....
قربها إليه أكثر وهمس بخبث...
:_ومن جهة الجوع فأنا واقع من الجوع... وهأكلك انتي دلوقتى...
فتحت عيناها بصدمة وهي تبتعد عنه قائلة بضحك....
:_لا انسي...
ما ان نهضت حتى هب واقفا هو الاخر ولحق بها لخارج الغرفة وهو يهتف بمكر....
:_تؤ تؤ مش بعرف أنسي..
رأته يقبل عليها بنظرات ماكرة وهي تتخفي تقف في الاتجاه الاخر لطاولة الطعام...
:_ريان انت هتعمل ايه... الي في بالك تنساه...
اتسعت ابتسامته بخبث وهو يركض إليها قائلا...
:_و هو انتي عرفتي ايه ف بالي علشان انساه...
حاولت الفرار إلا انه امسكها بقوة حتى ارتطمت بصدره ليهتف بعشق....
:_هتروحي مني فين كل الطرق تؤدي إلى احضاني...
مطت شفتيها بغضب طفولي وقالت بعبث......
:_قولتلك جعانة وانت مش بتسبني ابعد عن حضنك كده هموت من الجوع....
قرص انفها بمشاكسة وهو يعض شفتيه السفلية قائلا...
:_يادوب تأكلي ساندويتش بس علشان متقوليش جعانة تاني...
حاوطت عنقه وقالت بمكر وصوت انثوي خافت....
:_طيب و انت مش هتأكل...
شعر بمكرها فقال...
:_قولتلك اني هأكلك انتي..
_________
بغرفة معتمه شبه مخيفة....
ظلت عيناه تحدق بسقف الغرفة وقد اشغل التفكير عقله وما عليه فعله فهل سيترك كل شئ على ما هو عليه.....
اغمض عيناه بأنزعاج حينما اشعلت شقيقته ضوء الغرفة ودلفت إليه قائلة...
:_انت هتفضل هنا كتير يا عماد...
زفر بضيق بعدم اعتدل ف الفراش ثم هتف بضيق....
:_اطلعي يا آسيا وسبيني لواحدي...
اقتربت منه حتى جلست اسفل قدميه وامسكت بيده قائلة بحزن......
:_مفيش حاجه تستاهل كل الي انت فيه... وبعدين كلنا عارفين انك مكنتش ف واعيك.... انما لو على البنت فصدقني هي متستاهلش كل الي انت فيه ده... وبكرا ريان يرميها زيها زي غيرها....
طالعها عماد مطولا وقد ضاقت عيناه بأنزعاج وهو يسحب يده بقوة قائلا......
:_انتي ليه انانيه كده.... وشايفه كل الناس اقل منك..... ليه دايما شايفين ريان سفاح و جزار مع انكم انتوا السبب ف الي هو فيه....
ضرب يده برأسه وهو يدور بالغرفة ثم نظر إليها وتابع....
:_يارا مش لعبة علشان نرميها لم نزهق.... دي بني ادمة دم ولحم... وغير كده هي نظيفه اوي من جوه واستحالة اسمح بخسارتها...
:_تقصد ايه يا عماد؟؟؟؟!!
قالتها بحيره وخوف مما قد يفعله..
بينما تهجمت ملامحه وهو يتنهد بغضب قائلا....
:_هتعرفي كل حاجه ف وقتها...
حاولت جاهدة ان تفهم مقصده بينما كان الاخر يدبر لشئ ما وعليه تنفيذه.....
ليخرج بعدها من غرفته متجه للاسفل وخلفه آسيا تحاول اللحاق به...
بينما كان توفيق يلقي بهاتفه بعدم حاول مهاتفة ابنه الاخر....
ليجد عماد يهبط الدرج والشر يطاير من عيناه فقال بحده...
:_انت رايح فين..
طالعه عماد بدون اهتمام وهو يهم بالرحيل....
:_خارج اشم هواء...
كاد يغادر إلى أن اطبق توفيق على يده بقوة قائلا بغضب...
:_استني عندك مفيش خروج من هنا قبل ما افهم ايه الي
بيحصل والبنت دي ازي ريان اتجوزها... وانت ليه تحاول تقتل صاحب عمرك علشان خاطر حتت بنت من الشارع.....
:_لو سمحت يا توفيق بيه....
قالها بغضب وضيق...
ليكمل عمار حديثه بعدم دلف مؤخرا من باب المنزل وهو يقترب منه قائلا...
:_دي مش طريقة نقاش ومش هتحل حاجه.....
:_طيب قولي انت يا عاقل ايه هي طريقة النقاش.... لما الاخين يحاولوا يقتلوا بعض علشان خاطر بنت لا ليها اصل ولا ليها فصل
قطع عمار حديثه قائلا بهدوء وهو يشير له بملف ورقي ......
:_الملف ده فيه اصلها وفصلها البنت من عيلة كبيرة في
الصعيد واهلها ناس كبار عمها واختها شاغلين في المخابرات يعني هي مش من الشارع....
:_ثانيا ريان متجوزها لانه حبها وهي بتحبه....
والي حصل من عماد كان سوء تفاهم مش اكتر....
بابا سيب ريان يختار حياته لو مرة صح بلاش تفرض رأيك سيبه يعيش لان العشق هو الوحيد الي هيرجع ريان ليك ولماما...
ابتسم توفيق بسخرية وهو يطالع زوجته قائلا بهدوء....
:_ريان هيفضل زي ما هو... قاتل و مجرم....
رمقه عمار بحزن وهو يواليه ظهره حتى قائلا بضيق...
:_يبقى متنساش ان حضرتك السبب.... هو مختارش حياته
انت الي رميته للنار منغير متفكر انها ممكن تحرقه....
على العموم انا مسافر انا ومراتي على طيارة 10م..... اشوفكم بخير...
لم يحاول ان يودع عائلته بل رحل وترك الجميع بأحزانه....
بينما جلس توفيق بضيق على اقرب أريكة وهو يفكر بحديث عمار الذي اخترق جدار قلبه المنيعة....
_________
بڤيلا كامل....
هبط من سيارته امام بوابة الڤيلا وهو يفتح الباب الامامي لزوجته قائلا بهدوء
:_انزلي يا سلمي....
طالعته بخوف و توتر وهي تفحص المكان بعيناها... هنا احبته وعشقته... اول دقة قلب اول نظرة و اول قبلة هنا البداية والجنون...... اغمضت عيناها بحزن وقالت......
:_كريم ارجوك خلينا نمشي من هنا... مش هقدر اشوف عمي علشان خاطري خلينا نمشي...
اقترب منها وضم وجهها بين كفيه قائلا بهدوء....
:_حبيبي انا معاكي... ثانيا بقا انا عارف ان اونكل كامل وحشك جدا هو وهمس انزلي بقا وجمدي قلبك....
اطبق على يدها بثقه وهو يخرجها من السيارة بينما سارت الاخري بضعف وتوتر وقد شعرت بقدميها تكاد تخونها وتتركها....
:_هموس يا اونكل كامل....
هتف بها كريم بصيح وهو يدلف إلى ردهة المنزل....
ليقف كلاهما بمنتصف الردهة وقد اصابهم التوتر والفزع حينما سقط بصرهم على عبد العزيز الجالس بجوار كامل.....
شعرت بالضعف والخزي من نفسها وقد اغرقت عيناها بالدمع....
بينما ضرب عبد العزيز الارض بعصاه الخشبية وقد احتدت نظرته من تلك الواقحة و زوجها
اهلين كريم كيفك...
قالتها همس محاولة تخفيف شحنة الغضب
لتعود ببصرها إلى سلمي وهي تضمها بشوق قائلة...
:_كيفك سلمي اشتقتلك...
ضمتها بحزن وعيناها تخطف النظرات من ابيها.... بينما نهض والدها من مجلسه وقد اصبح الغضب مسيطرا على اوصاله....
:_هطلع اريح چتتي فوج و اغير خلاجتي علشان هرجع البلد بكرا...
قالها بحزم ورحل بينما ابتلعت غصة مريرة بحلقها وهي تطالع زوجها بحزن... فضم يدها بحنان قائلا...
:_متقلقيش اكيد هيسامحك...
كان عمها يطالعها بغضب هو الاخر ليرحل بعدها إلى غرفة مكتبه....
ما تزعل كريم ان بتعرف خالوا كامل معصب من وقت يالي صار....
قالتها همس وهي تحاول اقناعه لتهتف سلمي بضيق...
:_خلينا نرجع يا كريم حتى اونكل زعلان مني....
اقترب منها وضم وجهها بين كفيه قائلا بعشق....
:_اهدي يا حبيبتي و اوعدك كل حاجه هتتصلح... خليكي هنا مع همس و انا هروح اتكلم معاه...
كاد يغادر فأطبقت على معصمه وقالت بعينين تحمل الرجاء....
:_بلاش تقوله حاجه يا كريم...
احتضن نظراتها وهو يرحل للداخل..
بينما طالعتهم همس بعدم فهم وهتفت....
:_عن شو عم تحكوا انتي وياه...
هزت رأسها بالنفي قائلة بأبتسامة مصطنعة...
:_متخديش ف بالك المهم انتي اخبارك ايه...
زفرت بضيق و غضب بعدم جلست على حافة المقعد الخشبي ثم قالت بغضب....
:_ما في شي جديد اتعينت بشركة كبيرة بس ما اشتغلت لانوا المدير ما اجي عشغلوا حتى استاذ ريان هو كمان ما
اجي... العمي هادول الناس باينتهم ما بيهتموا بالشغل لكان ليش ليجيبوا موظفين... ويدفعوا مرتبات...
ابتسمت سلمي بهدوء وهي تقترب منها قائلة بأبتسامة صافية...
:_متشغليش بالك بمشاكلهم اكيد عندهم اشغال... وبعدين اكيد هيرجعوا وتزهقي من الشغل..
هدأت تعابير وجهها ثم هتفت...
:_ايه اتذكرت بتعرفي انوا انا قابلت هداك القبضاي خارج من الشركة...
قبضاي مين؟؟؟!!!
قالتها بحيره وتساؤل
بينما ضربت الاخري مقدمة رأسها وهي تهتف....
:_لك نفس القبضاي هداك يالي انقذك انتي وكريم من المجرمين...
ضيقت عيناها بعدم فهم لتكمل الاخري....
:_لك يا بنت نفس الشاب ابو عيون زرق يالي بيشبه النجوم التركيين القبضاي ابو عضلات...
قصدك يوم ما البوليس قبض على عمر.... قالتها بتذكر ثم قالت...
:_الي وصلنا البيت...
قفزت بفرح وهي تردد بسعادة...
:_ايه هو ما في غيروا هداك الوسيم الوقح...
شبكت ذراعيها امام صدرها قائلة بخبث ودهاء....
:_وسيم و وقح... لا ده انا لازم افهم...
ابتلعت همس ريقها بتوتر وهي تهتف بحنق...
:_شو تفهمي لك هداك الشاب ازعر... وبلا ادب... العمي بقلبه شو غليظ....
كانت تتابع تعابير وجهها وتذكرت كيف بدأت رحلة عشقها وهي ترها تتجسد من جديد برفيقتها.... فكيف تحارب من مات قلبه بمحراب امرأة اخري.... هل سيحيا ام يبقا اسير الهواء
*************
بداخل المكتب....
نظر عمه إلى التقرير الطبي وقد تمكن الالم من صدره وعيناه فاضت بالدمع ليهتف بصوت مبحوح...
:_يعني سلمي مفيش لها علاج..
اغمض الاخر عيناه بحزن و انزعاج من قصة مرضها ليهتف بضعف ظهر على قسمات وجهه....
:_للاسف مفيش علاج يقضي عليه... كل الي موجود حاليا مجموعة اعشاب و حبوب تبطئ المرض... وهي رافضه فكرتهم...
ترك ما بيده وهو يمسح وجهه بكفيه قائلا بحزن....
عبد العزيز لو عرف ممكن يروح فيها....
:_لا يا عمي ارجوك بلاش هو
........ قالها كريم بحزم ورفض....
هو تعبان وكفاية الي حصل.... انا بس عايزهم يقربوا من بعض كفايا الي حصل...
هز رأسه بالايجاب مؤيدا لحديث ابن شقيقه ولكن غيم الحزن على قلبه وهو يطالع التقرير الطبي بآلم يكسوا زوايا القلب
:_بلاش ترجع البيت خليك انت وسلمي هنا الليلة و انا هحاول امنع عبد العزيز من السفر.....
ابتسم بهدوء وهو ينهض من مجلسه متجه للخارج
____________
باليوم التالي
بشقة حسن
دلف إلى منزله وهو يبحث عنها بعيناه التي اشتاقت اليها.... ولكن لفت انتباهه هدوءا المكان و الضوء الخافت.... مع رائحة عطر الياسمين التي اخترقت حواسه... فعلم بأنها قريبة منه وتتعمد ان تتخفي بعيدا عن عيناه..... ظلت عيناه تتفحص المكان بحرص شديد إلى أن لمح طيفها خلف الباب..... اتسعت ابتسامته بمكر وهو يدعي الهدوء وعدم المبالاة ثم سار بأتجاه غرفته حتى تخطها بخطوات قليلة..... بينما عضت الاخري شفتيها بغيظ فكيف لا يبحث عنها بشغف كما توقعت... ضربت الارض بأقدامها وهي تلتفت حتى تلقنه دارسا..... ولكنها تفأجات به واقفا خلفها وهو يضع كلتا يديه بجيوب بنطاله وتعمقت عيناه النظر إلى وجهها بعشق مما دب الخجل بأوصالها وهي تردد بتعلثم وحيرة.....
:_ح حسن...اا ....انت
:_هششششششششش.......
غمغم بها بعشق وهو يضع اصابع يده على فمها
:_حسن مش عايز يسمع كلام كفاية عليه انه شايفك قصاد عينه كده...
اعاد النظر إليها وهو يبتسم.... مما ترتديه.. فكان ثوب رقيق هادئ ومميز من اللون الابيض..كشف عن ذراعيها ومقدمة صدرها...
مرورا بفتحة كبيرة تكشف الظهر إلى اخره.....
توردت وجنتها خجلا و توتر من نظراته لتحاول بشتي الطرق اظهار قوتها وهي تهتف.....
:_طيب خلينا نتغدا انا جهزتلك الاكل الي بتحبه.....
:_اقترب أكثر حتى حاصرها بين ذراعيه وهمس امام شفتيها....
:_تؤتؤتؤ.... انا مش جعان غير ليكي انتي...
علمت بأنه غاب بسحر عيناها فتنهدت بقوة وهي تضع اصبع يدها على شفتيه قبل أن يقبلها ثم همست بخفوت....
:_بس انا جعانة يا حسن... يرضيك اسيل حبيبتك تفضل جعانة...
ضيقت ملامحها بعبس طفولي وهي تحاول خداعه حتى نجحت بذالك حينما اطبق على كفها قائلا....
:_ماشي اسيل
ابتسمت بسعادة وهي تجذبه صوب طاولة الطعام ثم بدأت بعد ذلك بوضع طعامه المفضل امامه قائلة بسعادة....
:_عملتلك المحشي الي بتحبه...
طالعها بذهول وعدم تصديق ثم تابعت الاخري حديثها...
:_انا كلمت ماما زينب في الموبيل وعرفت منها كل الاكلات الي انت بتحبها.... وبعدين جبت الوصفة من النت وفضلت طاول اليوم اجهز لك في الاكل....
كان يطالعها بعشق ونظرات هيام... فقد اصبحت في الايام الماضية طباخة ماهرة ببعض الاكلات... وترتيب اساس المنزل من بعد سفر والدته إلى منزل شقيقته........
ظلت واقفة بجواره حتى كادت تجلس على المقعد المجاور له... إلا انه جذبها من يدها حتى اجلسها على قدميه لتهتف هي بتساؤل...
:_هو انا عيله هقعد على رجليك...
مرر يده بشعرها وقال بهمس...
:_انتي بنت قلبي ومكانك في قلبي نفسه... وبعد النهاردة هيكون ده مكانك ممنوع تقعدي بعيد عنه....
اتسعت ابتسامتها وهي تحتضن وجهه بين كفيها ثم همست بخفوت.....
:_نفسي يا حسن افضل كده في نظرك... انا بحاول اتعلم كل حاجه انت بتحبها... بحلم اني مخليش نفسك ف- حاجة
كانت اصابعه بخصلات شعرها.... ليبعد تلك الخصلة خلف آذناها وهمس.....
:_انا نفسي فيكي انتي يا بعد روحي...
سارت شفتيه على عنقها فتوترت انفاسها وهي تبتعد قليلا قائلة بسعادة....
:_طيب يلا شوف الاكل وقول رأيك...
تنهد بمرح وهو يطالع الطعام حتى نظر إلى طبق خاص من ورق العنب.... طالعه بحيره محاولا معرفة بدايته ونهايته فهذه المرة الأولى التي يري بها حجم صباع كهذا....
رأت نظراته المتعجبة فقالت بخجل....
:_حاولت اعمل صوابع صغيرة معرفتش ودي اول مره اعمل فيها محشي يا حسن... البتاع ده صعب في لفه....
حاول كبت ضحكاته وهو يطالع النوع الاخر من (محشي الكرونب) لتزداد ابتسامته اتساع وهو يري ان الاصابع اكبر بكثير من النوع الاخر.....
:_اصل انا اول مره اعمل البتاع ده والمرة الجاية هيكون احلي...
انتقل بعيناه إلى الطبق الاخر وهو يناول واحدة منه يرمقه بنظرات متفحصة حتي تساقطت خلطة الرز من داخلها بسبب الثقوب التي احدثتها اسيل بها..
:_المفروض انها كوسة مش كده ود بتنجان...
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تهتف بتعلثم.....
:_بص انا حاولت اعمله زي ما الطباخة عملته بس بس هو يعني... كل ما احط البؤر في الكوسة يخرج من الناحية التانية...
نعم بؤر ايه
قالها بتساؤل......
لتكمل الاخري..... البؤر يا حسن معقول مش عارف البؤر.... الي بيعملوا بيه الكوسة وبنطلع قلبها بيه....
:_مقوار قصدك المقوار
اتسعت ابتسامتها وهي تهتف....
:_اه هو ده يا حسن المهم احطه من هنا يطلع من هنا وبصراحة كلهم باظ مش باقي الا الاتنين الي في الطبق و واحدة البتنچان دي....
وضع يده على فمه يخمد صوت ضحكاته ليهتف بعدها....
:_لا والله كتر خيرك بس يا حبيبتي انا مش عايز اتعبك قلتلك اجيب حد يساعدك لحد ما تتعلمي
نهضت بضيق وهي تبتعد عنه قائلة بغضب.....
:_ مش عايزه حد يساعدني في حاجة و قلتلك اني بتعلم ومع الوقت هكون بعرف اعمل كل حاجه.....
وقف امامها وهو يحضن كفيها بين كفيه ثم اخذ يقبل باطن يدها بحنان قائلا بعشق.....
:_يا قلب حسن والله ما قصدي ازعلك انا بس مش عايز اتعبك خايف عليكي...
رقت عيناها بالدمع وقالت.....
:_الي يعجبك يا حسن اعمله....
انا يهمني تكون مبسوط.... وعارفة ان اكلي وحش ومش حلوا....
:_هششششش...... غمغم بها وهو يمسح عبراتها التي تناثرت على وجهها ليكمل بعشق...
:_ده انتي لو حطيتي السم في طبق و قولتي ده اكل يا حسن.....
حسن مش هيفكر وهيأكل وهو مبسوط..... حسن ملوش غيرك يا بعد روحي
ابتسمت بسعادة لجمال كلماته وقالت.....
:_انت كتير عليا اوي يا حسن...
امسك قلبه بطريقة مسرحية وهو يهتف بسعادة.....
:_ااااااه اهي كلمة حسن الي من شفايفك دي تساوي حياة وقلب و روح حسن
نظرت إلى عيناه بحب.....
:_هتفضل تحبني كده لحد امتي
اقترب منها وهو يضم وجهها بين كفيه ليأخذ بعدها نفس عميق وهو يختلس النظرات من عيناها.....
:_انا مش عارف هموت امتي؟؟!
لان طول ما فيا نفس وقلبي بيدق هفضل احبك....
:_هتفضلي اسيل البنت الي سكنت قلبي من يوم ما اتولدت
يا اسيل انا قلبي عمره ما شاف ولا هيشوف غيرك فاهمة... ركزي على النقطة دي... ربنا زرع حبك في قلبي بعدك عني بس جمعني بيكي.....
ضمته بقوة وهي تخفي دموعها بصدره بينما ربت الاخر على شعرها بحنان و دفئ قائلا بمرح...
:_طيب مش هأكل بقا انا عصافير بطني روحها بتطلع
ابتعدت عنه وهي تبتسم بسعادة لتهتف بعدها
:_تمام اقعد
جلس على مقدمة الطاولة بينما كادت ان تجلس هي على المقعد الكرسي المجاور إلا أن يده سبقتها وقد جذبها إليه مرة أخرى حتى اجلسها على قدميه قائلا......
:_قلتلك مكانك هنا
لمع بريق عينيها بالعشق ليبدأ كلاهما بتناول الطعام سويا....
لم يكن الاكل بالطعم الممتاز ولكنه لم يكن بسئ فكيف يرفض شئ اعدته ساكنة القلب و الفؤاد... حبيبة الروح وملكة قلبه منذ ان عرف قانون العشق....
بعد ان اوشك على انهاء طعامه اعلن هاتفه عن مكالمة واردة من رئيسه بالعمل يخبره بضرورة الحضور في الحال....
:_تمام يا فندم مسافة السكه و اكون هناك.....
اغلق هاتفه بينما طالعته أسيل بتساول...
:_هتروح فين...
امسك بهاتفه وهو يجمع اغراضه ليهتف بهدوء....
:_لازم انزل يا حبيبتي عندي شغل ضروري
:_بس انت لسه داخل....
قالتها بضيق وحزن
بينما اقترب منها الاخر وهو يقبل مقدمة رأسها قائلا بهدوء....
:_حبيبتي غصب عني و اوعدك ارجع على طول مش هتأخر
غصة مريرة تمكنت من صدرها وهي تودعه.... اعلن قلبها التمرد على رحيله هكذا وقد سيطر الخوف عليها كليا....
_____________
سارت بجواره على الشاطئ ونظرات الفتيات تفتك بهم... رأت بأعينهم الغيرة والحسد... ازدادت ابتسامتها اتساع وشبكت أصابعها بأصابعه...... وكأن نبضه يصل إلى مسمعها تشعر بخفان صدره ومدي العشق الكامن بأوصاله....
اه لو تبدلت الاحوال وبقت بجواره هنا.... اه لو علم الجميع بشأن زواجها منه...بطريقة افضل من هذه... تري من كان سيتقبل ومن سيرفض... وذاك الصديق الذي تحطم قلبه بسببها تري كيف يكون الوضع بعد عودتهم
تنهدت بحيره وهي تترك الامر لربها مدبر الاحوال.... حتى قالت بهدوء....
:_هو احنا مش هنرجع البيت.... البنات كلها عيونهم عليك..
وقف مقابل لها وهو يبتسم بعشق قائلا...
:_ايه غيرانه عليا...
نظرت إلى عيناه بثقة وقلب مفعم بالعشق كأنها الانثى الوحيدة بهذا المكان... فكت واثق يدها و وضعتها فوق صدره قائلة بثقة.....
آلام العشق تذيب القلب.. وتجلب الهم... ما بالك انت بقلب لم يجيد سوي العشق والفرح.... لا اغار من نساء الكون...
فأنا ملكة على عرش قلبك... و الملكة لا يهزها جواري...
كن على يقين بأن قلبي لا يقبل إلا بك... وحدك دون غيرك..
وان حاولت احدهن ان تشاركني بك... سأقتلع قلبها من بين ضلوعها و انهشه بأسناني كما تنهش اللبوة غريمتها
اقترب منها اكثر وهو يطالع عيناها بعشق قائلا..
:_انتي اتعلمتي كل الشراسة دي امتي....
اقتربت هي اكثر وقالت بثقه...
:_ده طبع في كل ست... لو حد قرب على روحها بتنهشه
ازدادت ابتسامته اتساع وهو يراقب معالم وجهها حتى كاد يتحدث الا ان رنين هاتفه قطع ذالك...
ابتعد عنها حتى يتحدث بالهاتف بينما وقفت هي تطالع امواج البحر بسعادة.....
حتى شعرت بطفل صغير يجذب يدها بهدوء...
ابتسمت بخفوت وهي تنحني لمستواه...
:_خير يا حبيبي...
نظر لها الصغير وهو يعطيها ورقة مطوية ثم رحل...
بينما نظرت هي إليها بحيره وفتحتها بهدوء...
غامت عيناها بصدمة وهي تبتلع ريقها بتوتر من مضمون الرسالة.....
"اوعي تكوني فاكرة ان ريان رسلان بيحبك... ده بس بيتسلي بيكي ولو مش مصدقه هو دلوقتى بيكلم عشقته في الموبيل....
نظرت إليه بحزن وعدم تصديق لتعود ببصرها الي محتوي الرسالة مجدد ثم تابعت القراءة
" ولم يرجعلك هيرجعك البيت ويروح لها.... لو حابة تتأكدي في سواق هيستناكي بعد ما هو ينزل من البيت... السواق هيوصلك مكان ما بيخونك..... فكري في كلامي ومش هتخسري.... اتمني تفوقي لنفسك قبل ما يرميكي في جحر الشيطان بتاعه زي ما عمل مع غيرك"
________________
اسفة جدا على التأخير ده بس عندي مشكله في النت والموبايل نفسه ومكنتش عارفه ادخل الاكونت من اي موب غيروا.....
وخصوصا ان الفصل ده كان مكتوب في الموبيل ده..
وثانيا والله اسفة جدا لعدم الرد على الخاص بس ربنا عالم باليومين الي فاتوا... وبخصوص حالة الوفاة... تبقي مرات عم جوزي... يعني سلفة حماتي...
:_ثالثا بقا...... بالنسبة للناس الي بتسأل على اخر حلقة...
احنا خلاص في الوقت البدل ضايع للرواية وهندخل في الجد وان شاء الله رب العالمين قبل رمضان هتكون خلصت... ومش هتشفوني الا قليل من خلال البوستات بقا وبعد الولادة..... لاني خلاص في السابع حاليا...
:_رابعا وده الاهم ركزوا بقا للاحداث الجاية وتوقعوا الجاية هيكون شكله ايه.....
بالنسبة ليارا احب اطمنكم هي هتتنفخ بس