رواية دائرة العشق الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم ياسمين رجب
بالقصر...
لم تكف دموعها طوال اليوم.... وقد اصبحت عيناها بلون الدم......
ظلت بالحديقة تنتظر قدومه حتى يعود بقراره عن اخبار الجميع بشأن زواجه....
باتت واقفة بالحديقة بعيد عن القصر... بمكان معتم وسط الظلام....
لتتفاجاء بتلك اليد على كتفها....
التفتت إليه وحملقت بذهول بشكله رائحة الخمر التي نفذت من فمه...
لتهتف بتوتر...... عماااد..
ابتسم بوجع وهو يقترب منها قائلا..... رافضتيني ليه...
هو احسن مني...
رجعت للخلف وقد ازداد خوفها من اقترابه...
لتهتف هي بخوف.....
انت سكران مش في وعيك... انا هنادي اسيا او توفيق بيه..
كادت تغادر ولكنه جذبها بقوة قائلا بغضب....
:_هششششش... انسي محدش هيسمعك ولا حد هيبعدك عني... انتي ليا...
طالعته بخوف حينما جذب حجابها عنها... ونظرة متوحشة احتجت عيناه....
لتصرخ هي بخوف ربما يغيثها احد....
:_عماد ابعد عني الله يخليلك ابعد عني...
ضغط بقوة على ذراعيها وهو يهزها بعنف قائلا...
:_مقدرش ابعد عنك واسيبك لغيري...
ازدادت دموعها وتوسلها له وهي تحاول بشتي الطرق ابعاده عنها....
دفعته بقوة وهي تركض بعيدا... حتى جذبها إليه وهو يصفعها بقوة....
اصتدامت بالارض وهي تزحف للخلف حتى اقترب منها قائلا بشر...
:_ليه هو مش انا..... هو احسن مني في ايه....
شهقت ببكاء وهي تعود للخلف قائلة بخوف...
:_ساعدوني.... ساعدووووووني....
صرخي اكتر واكتر ببس مفيش حد هيسمعك....
قالها بنبرة خبيثة وهو يجذبها من ساقيها.....
ترجل من سيارته... وهو يطالع ساعة اليد فقد تأخر اليوم عليها.....
سار بخطوات سريعة للداخل حتى سمع صوت... من الحديقة الخلفية للقصر....
لما يبالي وكاد يدلف حتى اخترق الصوت مسمعه... اخترق جدار قلبه وهي تستغيث بأسمه.... ونبرتها التي حملت الذعر...
:_ريااااااااااااااااااااااان.. حد يساعدني...
انشق قلبه نصفين وهو يركض بخوف وغضب...
بينما كانت هي تركله وتغرس اظافرها بأكتافه وصدره عله يبتعد عنها دون جدوي
صوتها يدوي بأرجاء القصر وهو يبحث بشتات وضياع عنها
وصل إلى مصدر الصوت حتى وجدها تعافر في الدفاع عن نفسها وذاك الرجل يحاول نهش عرضها....
غلت الدماء بعروقه وهو يكور قبضه يده بحقد وكراهية...
صوت نحيبها وبكائها جعل الغضب يتدفق من عيناه...
ليركض بقوة كالفهد المجروح بخناجر الغدر... ليدفع ذاك الجسد بعيدا عنه وهو يرفع يده حتي يهشم عظام وجهه الدميم...
كور قبضته بغضب حتى توقفت امام وجه صديقه.... هو من اراد الاعتداء على ساكنة الفؤاد... شقيقه رفيق دربه بحالة من الثمالة والهسترية.... وهو يردد بغضب...
:_مش هتكونى لغيري..
صر على اسنانه بغضب وهو يجهاد على ضربه وقتله... إلا أن رابط الصداقة اقوي بكثير...
تجمعت الدموع بعيناه وهو يدفعه بعيدا حتى سقط ارضا محاولا ابعاد ذاك المنظر من امام مخيلته....
اخرج سلاحه.... وهو يصوب على صديق عمره ثم بدون سابق انذار اطلق بعض الطلقات بالهواء... ربما يقل غضبه قليلا.....
تنهد بغضب ثم القي ما بيده....
ليعود إليها ببصره.... فوجدها متكورة بوضع الجنين وهي تبكي بمرارة وحزن...
اقترب منها بهلع وقلب خائف بعدم انحني لمستواها قائلا.....
:_يارا انتي كويسة محصلش حاجه...
رفعت عيناها من وسط تلك الدموع وهي تلقي بنفسها داخل احضانه..... وصوت تشنجها يخترق جدار قلبه قبل مسمعه....
ضمها إليه بخوف وقوة صوتها المتآلم دموعها التي احرقت تجويفه عنقه.... كأنها لهب مشتعل واصتب فوق جسده.....
رااااااااااااااااااااااااااااياااااااان
رددتها بدموع فأبعدها هو عنه بحزن وطالع عيناها ثم احتضن وجهها بين كفيه قائلا بهمس....
:_اهدي يا حبيبتي انا هنا معاكي ومش هسيبك لحظة واحدة....
شهقت ببكاء اكثر وهي تحضنه بقوة....
:_متسبنيش تاني يا ريان خدني من هنا علشان خاطري....
اغمض عيناه بآلم وهو يمسد فوق شعرها قائلا....
:_حاضر... هبعدك عن اي حد...
ابعدها عنه قليلا وهو يجبرها على الوقوف...
بينما كان عماد متابعا حديثها مع شخص لم يستطيع تحديد ملامحه... لم تكن الرؤيه واضحة امام عيناه.... مما جعل الغضب يعمي قلبه... والحزن الذي بدأ بالتأكل ف زوايا قلبه.... امسك بسلاح ريان الملقي بأهمال على الارض وهو يصوب على كلاهما....
وقفت امامه وهو يمسح تلك الدموع المتناثرة على وجهها مواليا ظهره لرصاصة الغدر..
جحظت عيناها بصدمة وهي تصرخ بهلع وقلب ارتفع صوت نبضاته.....
:_حااااااااااسب يا ريان...
ألتفت خلفه حتى طالع صديقه الذي اعماه الخمر ونيران العشق...
انطلقت الرصاصة بسرعة البرق حتى أخترقت كتفه بقوة مما جعله يتراجع قليلا... تتدفقت الدماء بغزارة حتى اتسخ قميصه الابيض بلون دمائه....
ريااااااااااااااااااااااان..... قالتها يارا بصراخ وقلب كاد يتوقف من الصدمة
لتسقط مغشيا عليها..... امام انظار الجميع
بينما وقفت عائلة ريان بأكمالها بحالة من الذهول والصدمة...
الشقيقان احدهما اطلق الرصاص على الاخر...
ظل عماد مصوب سلاحه تجاه صديقه.. حتى ركض عمار ودفعه بعيدا ليأخذ ذاك السلاح من يده... وهو يهزه بعنف قائلا بغضب...
:_ايه الي عملته ده يا مجنون.....
تعالت ضحكاته وهو يجلس على الارض بدون وعي...
:_بتحب حد تاني..
تنهد بآلم وهو يضغط على كتفه ثم جلس على ركبتيه امامها محاولا افاقتها دون جدوى...
ابتلع ريقه بتوتر وهو يضرب وجهها قائلا بهلع....
:_يارا فوقي يارااااا
اقترب منه عمار قائلا...
:_خلينا نروح المستشفى بسرعة...
جرحك بينزف...
لم يكن بحالة جيدة... ما يؤلمه هو قلبه على محبوبة عمره...
شعر عمار بخوفه ومدي وجع العاشق بفقدان من يحب...
ليهتف بقلق.... صدقنى هتكون كويسة... بس انت لازم تعالج جرحك....
لم يجيبه بل ظل يردد اسمها بخوف...
عمار بهدوء...
:_خلينا ناخدها المستشفى احسن...
كان عقله متوقف تماما.. ليرفع عيناه بآلم إلى شقيقه وهو يأكد عليه الموافقة....
ابتسم عمار بهدوء محاولا حملها... فأبعده ريان بغيرة ظاهره وهو يهتف بغضب....
:_لا خليك انت انا هشيلها...
تعجب عمار من افعاله فكيف يحملها وهو مصاب هكذا..
ولكن هذا العنيد لن يسمح لاحد بلمسها...
نظر حوله كالمجنون وهو يبحث عن حجابها الملقي بأهمال على الارض... حتى بمرضها وبتلك الحالة التي بها لن يسمح لاحد برؤيتها صغيرته لن يخدش احد حيائها..
جذبه بغضب و احكمه على رأسها..... ثم حملها بضعف تسلل لداخله... وكأن قلبه ينزف دماء بدلا عن كتفه....
كان الجميع يتابعهم بعدم فهم......
انصرف ريان بها تجاه سيارته بينما كاد عمار يلحق بهما حتى اوقفه صوت توفيق الذي هتف بصوت اجهش...
:_استنا عندك.... هو ايه الي بيحصل هنا...
وعماد ازي يضرب اخوه بالنار وعلشان ايه... والبنت دي مالها متبهدلة بالشكل ده....
نظر إلى حالة والدته الخائفة حتى اعاده لرشده صوت توفيق...
اتكلم يا ابني ايه حصل.... اوعا يكون ريان اتهجم عليها؟؟؟!
ايه الي حضرتك بتقوله ده....
قالها عمار بغضب وضيق.... ثم اشار على عماد قائلا...
كلنا طلعنا على صوت ضرب النار ولم وصلنا كلنا شفنا انها كانت مطمنه في حضن ريان... ازي تفكر انه ممكن يعمل كده....
كور توفيق قبضة يده ثم هتف بغضب...
:_وايه الي بينها وبين ريان علشان يخاف عليها بالشكل ده..
صر على اسنانه بغيظ وهو يهتف بغضب...
:_علشان تبقي مراته.... يارا و ريان متجوزين... وياريت حضرتك تسيبهم يشوفوا حياتهم... بلاش تعيش دور اللواء وتحقق في كل كبيرة وصغيرة....
اعلن صوت سيارته عن الرحيل... فركض عمار محاولا اللحاق به وخلفه زوجته التي صعدت هي الاخري بدورها إلى سيارة عمار....
اقتربت اسيا من عماد الذي تمدد على العشب الاخضر وهو يردد قائلا....
:_ليه تحب غيري ليه مش انا....
مسدت على شعره بحنان وقد اغروقت عيناها بالدموع
وهي على علم بمشاعره التي اتضحت لها بالايام القليلة التي قضتها هنا....
:_عماد.... قوم علشان خاطري...
دمعة مريرة هبطت من عيناه الزرقاء وهو يردد...
:_في قلبها غيري... انا لوحدي يا آسيا...
انهارت باكية وهي تساعده على النهوض قائلة بحب اخوي...
:_كلنا معاك وانا اهوو مش كفايه عليك..
ضحك بثمالة وهو يشير لتوفيق وزوجته قائلا...
:_كلنا.... مفيش كلنا.. في انا لوحدي....
اسيا بحزن.......
صدقني اكيد في وحدة تاني تحبك وتنسيك اي ست عرفتها...
ساعدته في الدخول إلى القصر...
بينما بقت تلك الام المنكسرة... ابنائها الاثنين ولا تستطيع ضم احد منهما.... الاول... انجبته وتركته لمرارة الايام رغما عنها....
والثاني..... ارضعته حليبها وتربي بين احضانها... ولكن انين الماضي لا يفارقها.... طالعت زوجها بحزن وعتاب....
ليهتف هو قائلا....
:_بتبصيلي كده ليه...
رمقته بسخرية قائلة....
:_ايه نظرتي بتوجعك... معقولة مش حاسس بناري
ابني اتصاب قصاد عيني وانا مش قادرة اجري عليه احضنه... ابكي في حضنه
انت سبب كل الي احنا فيه يا توفيق...
تركته وانصرفت إلى الداخل بينما وقف هو يتابع غيوم السماء وعواصف الهواء التي هزمته.... اب بلا قلب قسي على ابنائه لجرم لم يكن بيد احدهما....
________
بأحدي المستشفيات الكبيرة...
ركض عمار حتى وصل إلى شقيقه الذي تناثرت دمائه اسفل قدميه... ومازال واقفا امام حجرة الفحص...
اقترب منه قائلا بتوتر....
:_عملت ايه
عيناه اصبحت معتمة من الخوف والهلع عليها...
بينما اقترب احد الاطباء وهو يطالع ريان بتوتر قائلا...
:_ريان بيه خلينا نشوف جرحك... لازم نطهرو
ربت عمار على كتفه قائلا بهدوء....
:_روح معاهم خليهم ينضفوا الجرح...
ابتلع غصة مريرة بحلقه وهتف بحنق....
:_لم اطمن على مراتي الاول...
نظر اليه بتوتر وهو يشير إلى الدماء التي اغرقت قميصه..
:_يا ريان بيه كتف حضرتك لسه بينزف... وده غلط عليك ارجوك اتفضل معنا اوضة العمليات جاهزة...
اعتلي الغضب قسمات وجهه وهو يقبض على تلاتيب ملابس الطبيب قائلا بغضب وصوت جهوري....
:_قلتلك لم اطمن على مراتي.... وجرحى الي بينزف اكيد مش هخلي جزار زيك يلمسه واكون تحت رحمتك...
مش ريان رسلان الي يسلم نفسه للجزارين أمثالك...
هربت الدماء من وجه الطبيب بينما اقترب عمار واستطاع ابعاده عن الطبيب بصعوبة قائلا بآسف...
:_خلاص يا دكتور بعد اذنك سيبه براحته...
هز الطبيب رأسه بالايجاب وهو يفر هاربا من امام هذا الذئب....
انقضت بعض الدقائق وخرجت الطبيبة من غرفة الفحص..
ثم طمئنتهم على وضعها الحالي وانها بحالة جيدة...
تنهد ريان بهدوء وكاد يدلف إليها حتى اوقفه صوت عمار قائلا...
:_ريان مينفعش تدخل لها وانت بالحالة دي... ارجوك خلي دكتور يشوفك...
زفر بغضب وضيق وهو يسير بممرات المشفى باحثا عن احد الاطباء.....
جلست مرام بتعب وهي تطالع زوجها قائلة بحزن...
:_ريان صعبان عليا اوي..
جلس الاخر بجوارها وهو يضع وجهه بين كفيه قائلا..
:_ده كتلة عناد.... مش عارف هو معجون بأيه...
ابتسمت مرام بسذاجة قائلة بهيام....
بس اخوك رومانسي اوي..... لدرجة أنه غار عليها منك وخاف تلمسها.... هيييييييح بحدا طلع دانجوان
طالعها بسخرية وقال...... ايه التفاهة الي انتي فيها دي..
هو ده مفهوم الرومانسية عندكم...
رمقته بغيظ وهي تتمتم ببعض الكلمات
_______
حضرتك الي بتعمله ده غلط عليك....
قالتها الطبيبة بغضب وخوف.... حينما رفض وضع المخدر وباشر هو بأخراج الرصاصة من كتفه دون أن يلجأ لمساعدة احد..
قام بغرس ملقاط صغير بكتفه بعدم تفحص عمق الجرح واتخذ الاجراءات اللازمة..
ظلت الطبيبة تتابعه بخوف وهي تري امامها شخص غامض قوي... فلو كان احد مكانه لخضع لعمليه جراحية تحت اشراف مجموعة من الاطباء الماهرين...
اخرج الرصاصة من كتفه ثم بدأ بتنظيف الجرح و امسك الخيط الطبي و الابرة... وبدأ بخياطة جرحه....
وسط انظار الطبيبة.....
___________
فتحت عيناها ببطئ وهي تنظر حولها ثم هاجمت ذكري ما حدث مخيلتها بعدم تذكرت تلك الرصاصة التي اخترقت جسدها....
اغروقت عيناها بالدموع وهي تنهض من الفراش قائلة بهسترية وصوت باكي.....
:_ررايااان ريان...
كانت متعثرة مضطربة وخائفة ولم تنتبه على يدها المعلقة بالمحاليل الطبيبة...
هبطت من الفراش حتى اصطدمت يدها ببعض الاشياء الموجودة على الكمود المجاور للفراش فسقط على الارض وتحطم... لتصرخ هي بهلع وهي تضم كفيها الي وجهها بصراخ
دلف عمار و زوجته على صوت صراخها.....
مرام بخوف...
:_يارا اهدي مفيش حاجه حصل خير....
ابتعدت عنها مرددة بصراخ...
:_ريان ريان.....
حاولت مرام ان تهدأ من خوفها ولكن ازداد الوضع سوء..
حتى وصل ريان إلى الغرفة الموجودة بها... وما انه وقع بصرها عليه حتى ركضت وضمته بقوة وهي تخفي وجهها بصدره
ضمها بخوف ولهفة وهو يمسد فوق شعرها بحنان قائلا بحب..
:_حبيبتي اهدي متخافيش انا معاكي
وجهها اصتبغ بحمرة الخوف فبدت ملامحها اجمل وبالاخص خصلاتها السوداء التي انسابت على وجهها بعشوائية و زادت جمالها اكثر....
لم يكن عمار بنيته ان ينظر إلى زوجة شقيقه ولكن جمالها جعله عيناه تتفحص ملامحها....
ليهتف بهمس إلى زوجته....
:_تعرفي انا اول مره اعرف ان يارا بالجمال ده....
طالعته بغضب وحنق وهي تراه يتفحص آنثي اخرى...
لتجذبه من يده بقوة للخارج الغرفة وهي ترمقه بغضب قائلة.....
:_انت ازي تبص لمرات اخوك وتتغزل فيها...
ابتسم بهدوء وهو يهتف بعدم مبالاة...
:_مش بتغزل فيها بس او مرة اخد بالي انها بالجمال ده...
الهدوء والرقة الي فيها بتسحر.... الصراحة البنت مفيهاش غلطة... و الواد ريان ده حظوا من السما...
وضعت يدها أسفل ذقنها وهي تهتف بسخرية...
:_اه و ايه كمان قول يا حبيبي متخليش حاجه فقلبك قول ايه تاني حلوا فيها...
نظر إلى ملامحها الغاضبة وكم الغيرة المسيطرة عليها..
ليبتسم بخبث وهو يقترب منها قائلا بمكر....
:_هو من جهة الحلاوة والجمال.... فهو مفيش حد ينافسك يا جميل انت...
كتمت صوت ضحكاتها وهي تواليه ظهرها قائلا بهدوء...
:_يا سلام وده من امتي...
مد انامله ودغدغها بخصرها لتصرخ بقوة وهي تبتعد عنه قائلة....
:_اااه انت اتجننت... ايه الي عملته ده
اتسعت ابتسامته وهو يقترب منها قائلا بهمس...
:_اصلك وحشانى وبصراحة مش قادر اتحمل البعد ده حرام عليكي..
كتمت صوت ضحكاتها وهي تبتعد عنه قائلة ببراءة..
:_مش ذنبي دي اوامر الدكتورة...
طالعها بغضب وهو يجذبها من يدها قائلا...
:_لا دكتورة مين... اصلا دي مش بتفهم...
:_انا النهاردة يا قاتل يا مقتول.... مهو ريان جوه يصالح ويحب... وانا اغني ظلموه... احنا مش هنفذ كلام دكاترة
..
لم تستطيع المجادلة امامه فقد جذبها خلفه وهو يخرج بها من المشفي بأكملها متجه بها إلى ڤيلاته الخاصة...
_______
بينما اصرت يارا على مغادرة المشفى بعدم تاكد ريان من صحتها....
ليأخذها إلى شقته بالاسكندرية بعيدا عن الجميع وكل ما حدث فهي بحاجة للراحة اكثر من ذي قبل....
بالاسكندرية....
ظل واقفا بشرفة الغرفة ونسمات الهواء تنعش بقلبه ترنيم الغرام... تحيا القلب بعد سكرة من الحزن... تحيا النبض وتلهب المشاعر بأيقونة عشق جديدة.... صوتها و همس شفتيها يطرب مسمعه عشقا.... عيناها التي لا مثيل لها... لا توجد امرأة تنافس جمال عيناها و برائتها....
نفذت رائحة عطر الياسمين واخطلت برائحة بحر الاسكندريه...... شقت الابتسامة شفتيه وقد شعر بتعثر قدميها عن السير بعدم خرجت من المرحاض.... لم يكن يراها ولكن رائحتها... صوت خطواتها الخافت تراقص على اوتار قلبه فأتسعت ابتسامته وهو يعود ببصره إليها...
قرصت شفتيها السفلية بأسنانها وهي تحاول اطالة قميصه الاسود الذي ارتدته بعد حماما ساخنا... انعش جسدها بالحياة....
لم يصل القميص إلى ركبتيها فقد كشف عن ساقيها البيضاء الملتفة حول بعضها من الخجل.... ساقيها نحيفة ولكن طولهما زادهما جمال.....
بينما كشف القميص عن عنقها وعظمتين الكتف مرورا بمقدمة الصدر..... كان وجهها ملتهب بحرارة الخجل... و التصاق شعرها بجانب وجهها جعل جمالها يسرق الدفئ من قلبه.....
اقترب منها بحرارة العشق... وقلبه يتسع بغرام تلك الحسناء......
ابتلعت ريقها بتوتر من انفاسه الحارة التي لفحت وجهها وهو يمرر يده على ذراعها حتى لمس وجهها وابعد تلك الخصلة المتمردة حتى وضعها خلف آذانها قائلا بهمس يرجف القلب....
:_مكنتش اعرف ان القميص بتاعي حلوا كده....
اغمضت عيناها بخجل وهي تجاهد على التماسك بينما اقترب هو اكثر ورفع كفها إلى فمه مقبلا باطن يدها بعشق...
فتحت عيناها وحدقت به..... لتجد امواجه التي باتت ملجأ قلبها.... امواج عيناه الزرقاء كصفاء السماء بعد ليل حالك السواد....... ازدادت ابتسامة الخجل لديها وهي تتعلثم بحروف خجولة.....
:_أول مرة اعرف انك بتحبني كانت النهاردة...
طالعها بنظرات متسائلة فأبتسمت هي وتحسست وجهه بكفيها حتى دغدغت لحيته باطن يدها......
:_اول ما صحيت ولقيتك مش جانبي... وافتكرت الي حصل..... حسيت ان روحي راحت.....
بس لم جيت وحضنتني وقلت اهدي يا حبيبتي.... انا معاكي..... روحي رجعت وقلبي دق بعنف وجنون...
:_حسيت بكلمة حبيبتي لاول مره كأنها بحبك.. صح انت مقولتهاش
بس انا راضية..... لو هتخيل انك قولتلي بحبك فأنا راضية..
راضية بخيالي وحبي ليك طول ما انت معايا....
تنهد بحرارة وقد اقترب منها ومست شفتيه شفتيها حتى همس بدون سابق انذار....
:_ب_____ح__ب__ك....... مازلت يدها تضم وجهه حتى شعر برجفتها وخوفها.... ابتلعت ريقها بعدم تصديق وعيناها..... رقت بدمعة شاردة... ونظرة رجاء احتجت عيناها توسلا لاعادة حديثه.....
قبلة رقيقة يداعب بها شفتيها ثم همس مجددا بين كل قبلة والاخري..... بحبك... بعشقك.... ويمكن من اول مرة شفتك فيها سرقتي قلبي... انتي اول واخر ست سكنت روحي....
لم تستطيع الصمود أكثر و لأول مرة اسكتت شفتيه بشفتيها بقبلة طويلة دامت للحظات او ربما دقائق...
__________
سكن الهدوء مدينه الاسكندريه ولم يكن هناك سوي امواج البحر التي تضرب الارصفة بقوة.... كأنهما عشقان يلتقيان في صدمة واحدة....
وضعت رأسها فوق صدره ولا تستمع إلا لصدي انفاسه لو كان الامر بيدها لكانت ايقظته على الفور ولا تتركه صوته العذب متخفيا هكذا.... صوته الذي أطرب آذناها بحروف العشق.... اخبرها بما يحرق صدره حرق... وما يفعل به الشوق كل ليلة... لم تكن هذه ليلتهم الاولى.... ولكنها الفريدة عن غيرها... بعدم نطق بعشقها.... عشقان يلتقيان ويلتحمان بلهب العشق.. يحترقان ويذوبان عظاما ولحما من مشاعرهم.... وكأن العالم لا يوجد به سواهم..