اخر الروايات

رواية دائرة العشق الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ياسمين رجب

رواية دائرة العشق الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم ياسمين رجب



وقفت أمام المشفى الخاصة به وقلبها يكاد يحترق من هذا اللقاء لتخطوا أول خطواتها بتواتر وكادت اقدامها تخور من القلق والتيهة خوفا فربما يراها أحد هنا....
أبتلعت رايقها حينما وصلت إلى غرفة مكتبه لتدلف لها بضعف بعدم سمح لها بالدخول.....
اخيرا تكرمتي عليا وجيتي....
قالها جاسم بغضب وضيق ثم تابع حديثه.....
:_مالك ساكتة ليه مش هتقولي حاجة....
اختنقت نبرتها وهي تجاهد على التماسك حتى لا تنهار باكية لتهتف بحنق وضيق....
:_معنديش كلام اقوله وانت عارف كويس ان الي في دماغك مش هعملوا...
اشتعل الغضب بداخله كمن سكب عليه مواد حارقة لينهض من مجلسه وهو يضرب يده بمكتبه قائلا بغضب وصوت مرتفع....
:_انا مش قادر افهم لحد امتي هتعاندي وتكابري لحد امتي هتسيبي المرض ينهش فيكي وانتي واقفة زي الصنم.... انا فعلا غلطان اني طاوعتك ومشيت في خطتك القذرة علشان تكسري كريم ويكرهك بس النتيجة كانت ايه..... هو اتجوزك خلاص ومفيش مفر النهاردة او بكرا بالكتير هيعرف.....
تجمدت الدموع بعيناها وقالت بضعف.....
:_كريم خلاص بيكرهني وصدقني كلها كام يوم ويطلقني وقتها هموت من غير ما حد يزعل عليا....
تبقي غبية لو فاكرة انوا هيطلقك ده بيعشقك يا غبية بيعشقك....
قالها بغضب وضيق من افعالها..
بينما نهضت الاخري وقد خانتها دموعها حتى بكت بقهر وضعف مما وصلت إليه لتهتف بصراخ وغضب....
:_وانا مش مستعدة اخليه يعيش تجربه خسارة جديدة.... مش مستعدة اشوفه بيتدمر قصاد عيني...... معنديش ادني استعاد اشوف بابا مكسور وضعيف على موت بنته.... يمكن الاتنين دلوقتى بيكرهوني ولم اموت محدش منهم هيتأثر بموتي...
انما لو بيحبوني الاتنين هيتكسروا يا جاسم الاتنين اغلي عندي من روحي ومش هقدر اشوفهم خايفين يصحوا يلاقوني ميته...
انا مش هقدر اوجعهم يا جاسم مش هقدر.....
انهارت باكية وهي تجلس على المقعد المقابل له
بينما شعر بحزنها وما وصلت إليه
فأقترب منها وهتف بحزن...
:_ليه حاطة الموت في قاموسك...
الطب اتقدم وكل حاجه ليها علاج...
ابتسمت بسخرية وهي ترفع عيناها حتى تلاقت مع عيناه فقالت بضعف......
:_لان مرضي ملهوش علاج يا جاسم وانت عارف ان الضمور المخيخي مبيتعلجش.... صح في مسكنات وعلاج طبيعي بس في النهاية هموت.... مش هقدر اخليهم يشوفوني وانا بتشل او بفقد النطق.... انا لم بيغمي عليا بقول خلاص الموت جاني بس في كل مرة برجع للحياة....
طيب هتحملي نفسك فوق طاقتها كتير....
قالها بضيق وغضب...
ليتابع حديثه....
:_هتتحملي نظرة الكره في عين كريم.... وغضب ابوكى...
مسحت دموعها ونهضت من مجلسها قائلة بنبرة غلفتها بالقوة......
:_هتحمل يا جاسم صدقنى لازم اتحمل....
نهض هو الاخر واحضر لها بعض الادوية قائلا.....
:_طيب خدي جبتلك العلاج ده خليه معاكي علشان لو حصلك حاجة...
طالعته بسخرية وهي تنظر إلى ما بيده حتى تناولته ثم هتفت بسخرية.....
:_مسكنات تاني... سلام يا جاسم...
خرجت وتركته حزين على ما اصابها كيف يخرجها من تلك الحالة و
بعدم اصبحت اكثر عناد...
__________
بينما خرجت هي من المشفى بأكملها وسارت بلي هدي.. لا تعرف إلى اين تقودها أقدامها وما عليها فعله انهمرت دموعها حتى جلست على احد الارصفة بالشوارع وهي تراقب مرور السيارات تشتاق لابيها كثيرا ويؤلمها تلك الفجوة التي بينهم ولكن عليها ان تتمسك بقوة حتى لا تنهار وتضعف...
نهضت من مجلسها وتابعت سيرها حتى تعود إلى ذاك المنزل الذي حتما سيضعفها امامه...
_________
بڤيلا ريان...
انهي احمد مكالمته الهاتفية حتى سمع صوت غاضب يهتف بحنقه وضيق......
:_انت مش هتخلص انا اتأخرت على جامعتي...
ألتفت لها أحمد وهو يطالعها بضيق فهوا ليس خادما حتى تعامله هكذا من تلك الفتاة التي تجرؤ على أهانته....
:_حاضر يا آنسة دلوقتى يجي عم ابراهيم ونمشي...
نعم وانت شغلتك ايه...
قالتها بغضب وضيق...
بينما تمتم الاخر بضيق قائلا...
:_أستغفر الله العظيم.... يا آنسة انا هكون معاكم
نظرت إليه بغضب وقد شعرت بالاستياء منه لتهتف بضيق....
:_وانت بقي هتعمل فيها حارس شخصي لا خليك انا هروح مع السواق... مش محتاج واحد يحرسني...
كور قبضة يده وهو يجاهد على التماسك حتى لا تنفلت اعصابه فقال بهدوء مصتنع....
:_دي أوامر ريان بيه و لازم تتنافذ.... سواء حضرتك رضيتي او لا...
اشتعلت عيناها بالغضب وكادت تضرب على وجهه ولكنه امسك يدها بقوة قائلا.....
:_قسما بالله لو حد غريب بعيد عن عيلة ريان بيه لكنت كسرتلك ايدك...
شعرت بصلابته حتى كاد يكسر معصمها لتهتف بغضب.... سيب ايدي يا حيوان..
ترك يدها بقوة حتى كادت تصطدم بالسياره
ايه صوتكم عالي ليه....
قالها ريان بتساؤل حينما خرج على صوتهم المرتفع وخلفه عماد وعمار...
لتتجه آسيا إليه قائلة بضيق....
البني أدم ده لازم يترفد حالا...
طالعها ريان بعدم فهم حينما رأي وجهها المشتعل بالغضب....
ليهتف بتساؤل.....
:_ايه حصل...
نظرت إلي احمد بنصر وقالت... ده واحد متخلف وحيوان وز
كادت تكمل حتى قاطعها صوت شقيقها الغاضب الذي هتف بغضب محذرا اياها....
:_آسيا احترمي نفسك و اياكي تغلطي في اي حد هنا في الڤيلا و إلا وقتها متلوميش إلا نفسك...
شعرت بالخوف من اخيها فقالت بنبرة اوشكت على البكاء...
:_بس يا أبيه هو الي..
قاطعها ريان بحزم وقال....
:_الي عندي قولته وانا متأكد ان احمد مش غلطان... ولازم تعرفي انوا هيكون مع عمي ابراهيم يوصلك الجامعة ويجيبك.... واياكي اعرف انك تجاوزتي حدودك مع حد فيهم
ضربت اقدامها بالارض وهي تصعد للسيارة...
بينما صعد احمد بجوار السائق دون حديث وهو يشعر بها تكاد تحترق من الغضب والضيق..
لم تكن تبكي فهي متمردة قوية ولكن بداخلها هشة وضعيفة..
:_ظل طوال الطريق يراقب عيناها في مرآة السيارة حتى أوصلها للجامعة... فهبطت من السيارة وصفعت الباب خلفها بقوة مما جعل احمد يتمتم بغيظ منها...
دلفت للجامعة وقد عماها الغضب لم تكن تنتبه لطريقها حتى اصتدامت بصدر صلب وقوي مما جعل اوراقها تسقط... فقالت بغضب دون النظر إلى ذاك الشخص...
:_هو انت اعمي مش تفتح
رفع عيناه السوداء حتى طالع تلك الصغيرة التي لا تتعدي المتر وستون.... بشعرها الاسود وعيناها الزيتونية وملامح بشرتها الطفولية التي بدت أكثر شراسة وغضب فهتف بحنق وضيق....
:_مهو لو الشبر ونص تبص قدامها مش تحت رجليها مكنش حد داس عليها...
ألتقطت أشيائها وهي تهتف بغضب...
:_الشبر ونص دي ممكن تعلمك الادب لو محترمتش نفسك
كور قبضة يده وكاد يصفع تلك الغبيه التي تجرؤ على مهاتفته هكذا..
ولكنها أخذت نفسها وابتعدت عنه قبل أن يلقنها دراسا لان تنساه
_____
بعد مغادرة ريان.. بقت يارا بالحديقة الخارجية وهي تراقب الفراشات كيف تتنقل بحب بين الورود... اتسعت ابتسامتها حتى كاد يتوقف قلبها من فرط خفقانه لذاك الوسيم
الذي سرق دفئ الفؤاد منها وترك قلبها لبرد الشتاء يكاد يتجمد....
امسكت بهاتفها وتفحصت تلك الصور التي التقطتها من ألبوم صوره الخاص.. رأت نظرته الحادة وتعابير وجهه الصارمة....
حتى لاح بذاكرتها ابتسامته وصوت ضحكاته الذي يسرق القلب من موضعه.....
تنهدت بعشق وهي تدندن بهيام...
ياما عشت اتمني قبلك ياللي زيك مش كتير مش مجاملة عشان بحبك دا انت ليا حاجات كتير هيا كام مرة حقابل حد بيحب بضمير حد عاش عمره عشاني و قلبو ليا بيت كبيييييير عمري ما أنسي انا قبلك كنت ف ايه و معاك انا بقيت انا ايه انا باقي ليك و لحد ما عمري ينتهي حفضل يا حبيبي معاك و حعيش و اموت بهواك انا ليا مين غيرك حبيب عمري....
هتفضلي سرحانه فيه كتير...
رفعت عيناها إلى فاطمة التي جلست بجوارها...
لتبتسم بخجل وهي تهتف بحب....
:_أخد عقلي مني يا دادة....
اتسعت ابتسامة فاطمة وهي تهتف بحب.... ربنا يسعدكم يا حبيبتي ويوفقكم.... بس هتفضلوا في السر كده كتير....
اخرجتها فاطمة من حالة العشق... حتى اعادتها للواقع المرير لتهتف يارا بحنق وضيق..... كده احسن يا دادة...
:_ليه يا بنتي...
قالتها بحزن
بينما تنهدت يارا بحزن وهي تشيح ببصرها عنها قائلة..
وضع ريان مش مستقر... لازم يتغير الاول.... و علاقته بعيلته تتحسن... علشان يقبلوني... ريان حياته مكنتش صح... بس هو ملوش ذنب... وانا لازم ادعمه الاول... واكون حضنه وبيته و سكنه علشان ميروحش يدور على الامان في الحرام.....
ربتت فاطمة على كتفها قائلة بحنان.....
:_ربنا يصلح بينكم الحال دايما ويسعدك يا بنتي....
امسكت يارا بيدها وهي تهتف بحب....
:_ربنا يخليكي ليا يا دادة ولا يحرمني منك ابدا... ربنا عالم انك في مقام ماما الله يرحمها...
خرج من غرفة الاجتماع وقد اشتعل بالغضب من ذاك الواقح فادي.... فحتما سيعلمه كيف يطاول عليه ولكن مهلاا ليس الان... فسوف يسقطه في بئر لا يستطيع النهوض منه... تنهد بضيق وجلس على مكتبه حتى اشغل حاسوبه الشخصي لمتابعة بعض الاعمال ربما يخرج ذاك الوغد من تفكيره... ولكن دون جدوى فقد باتت أعصابه على حافة الهاوية لو كان بيده لحطم وجهه بلكمة قوية..... تنهد بحنق شديد وهو يغمض عيناه ولكنها رمته بأسهم العشق فتسللت إلى اعماقه رويدا رويدا... حتى أبتسم بسعادة على ما وصل إليه.... فتح عيناه وهو يبحث بالحاسوب عن شئ ما...
فهي المرة الأولى التي يريد بها وصفا لمشاعره.... حتى عبر القيصر عم بصدره حينما تغني بأجمل الكلمات....
نهض من مجلسه ووقف بالشرفة مغلقا عيناه حتى يشعر بدفئ الكلمات.....
حُبُكِ يا عميقةَ العينين
تطرفٌ، تصوفٌ، عبادة
حُبُكِ مثلُ الموتِ والولادة
صعبٌ بأن يُعادَ مرتين
أشعلت الكلمات قلبه حتى صرخت آهات الاشتياق إليها...
واضرمت بقوته لهيب العشق..... فتآلمت قسوته و استنجدت بها... علها تأتي وتخرجه من نيران الغرام التي تلتهب بروحه.... فقد أصبحت كالجمر في حشا الروح.... كالهب يغزوا القلب....
عُدي على اصابعِ اليدينِ ما يأتي
فأولاً، حبيبتي انتي
وثانياً، حبيبتي انتي
وثامناً، وتاسعاً، وعاشراً
حبيبتي انتي، انتي
حبيبتي انتي، أنتي انتي انتي
حبيبتي انتي
يا ربُ قلبي لم يعد كافيا
لأن من أحبها تعادلُ الدنيا
فضع بصدري واحداً غيره
يَكُونُ في مساحةِ الدنيا
دعي نظراتكِ الحمراء تقتُلني
ولا تكوني معي
يأساً ولا املَا
وقاوميني بما اوتيتِ من حيل
إذا أتيتكِ كالبركان مشتعلَا
احلا الشفاه التي تعصي
احلا الشفاه التي تعصي
وأسوأها تلك الشفاه التي
دوماً تقولُ بلى
كرمال هذا الوجه والعينين
قد زارنا الربيعُ مرتين
كرمال هذا الوجه
كرمال هذا الوجه والعينين
طال شروده بالسماء وكأن وجهها يداعب اشاعة الشمس حتى اختلط نور الشمس بنور وجهها... فباتت تتوهج مثل قرص الشمس الذهبي تحترق مثله بلهيب من عشق احرق الصدور وترك العظام....
لا لا لا لا..... استحالة....
قالها عماد بذهول وعدم تصديق وهو يتفحص صديقه...
بينما انكمشت ملامح ريان وعادت للصلابة مرة أخرى وبات أكثر جمودا وقسوة....
ليكمل عماد.....
:_الي سمعته ده حقيقي ولا انا بحلم.... مهو اكيد انت مش مشغل اغانى وسرحان مع كاظم....
جلس على مكتبه وهو يشعل سيجاره بعدم أطفاء الحاسوب ثم قال بهدوء.....
:_عايز ايه يا عماد.....
رمقه بسخرية وهو يقترب منه قائلا بأبتسامة عريضة...
:_هي مين يا ريان..... مين الجبارة الي وصلتك لحالة انك تسمع كاظم.....
فهم ريان مقصده ولكنه أصبح أكثر برودا وهتف بهدوء...
:_الي هي مين بقا....
صر على أسنانه بغيظ وهو يعود للمقعد وقال بغضب...
:_هتخبي عن صاحب عمرك... اخوك في الرضاعة... بس ماشى.... على العموم براحتك يا بوب.... بكرا الشوق يجيبك.... وتحكي لحبيبك عن الي طيرة النوم من عينك..
ده انت بتقول اشعار بقا......
قالها ريان بسخرية
بينما اتسعت ابتسامة عماد وهو يحك صدره بباطن يده قائلا بهيام.....
:_اصلك مش لواحدك الي الغرام سارقك... ده اخوك الشوق مبهدلوا على الاخر وعايز حد يلموا
طالعه ريان بشمئزاز قائلا بضيق....
:_بقيت بتتكلم زي الصيع و البلطجية....
تأفف بضيق وهو يحك مؤخرة رأسه قائلا....
:_مهو انا لازم اتكلم واقولك على الي في قلبي... علشان خلاص تعبت ومش قادر ومحدش هيلم الليلة غيرك....
ضرب الاخر كفه بالكف الاخر قائلا....
:_عايز ايه يا عماد....
اتسعت ابتسامته وهو يعتدل في جلسته ثم هتف بسعادة...
:_عايز اتجوز والنهاردة قبل بكرا...
نظر إليه ريان بتساؤل وملامح الجدية متابعا حديثه...
بينما حمحم عماد بتوتر وقال...
:_كويسة اوي يا ريان وبصراحة من اول مره شوفتها مفارقتش خيالي... دي حتى شغالة ف__
قطع حديثه رنين الهاتف لينظر إليه ريان وهو يجيب عليه بأنصات حتى قال بسعادة....
:_اهلا يا عمار..
:_عمار.....................
اتسعت ابتسامته وتابع......
:_احنا تحت أمرك تيجي بكرا ومعها السي ڤي بتاعها ومتقلقش.... عليها هشوفلها وظيفة مناسبة
عمار...............
قهقه الاخر بسعادة قبل أن يغلق الهاتف وقال....
:_خلاص مسافه الطريق ونكون في القصر.... سلام...
اغلق الهاتف وهو يجمع اغراضه بينما هتف عماد بتساؤل...
:_في ايه مالوا عمار..
تابع جمع اغراضه وقال بهدوء....
:_مفيش عنده موظفة جديدة وعايز يشغلها عندنا قلتلوا تيجي بكرا..... وانت روح جهز حاجتك لان عمار هيحصلنا على القصر.... علشان نتعشي مع بعض....
نهض عماد من مجلسه وقد تناسي ما كان يريد اخباره به....
ليرحل كلاهما عائدين للقصر...
________________________
بشركة عمار....
خلاص يا همس.... اعتبري نفسك اشتغلتي...
قفزت بسعادة وهي تهتف بفرح....
:_بحياة الله عنجد اشتغلت... يسلموا عمار كتير مشكور....
بادلها عمار الابتسامة وقال بهدوء....
:_ده اقل واجب اقدمه لأونكل كامل وكريم.....
ازدادت ابتسامتها اتساع وهي تصفق بسعادة.....
:_ما بعرف اشلون اتشكرك بس انت كتير مذوق وخالوا قالي ما حدا غير عمار راح يساعدك
تبسم بهدوء قائلا....
:_ده واجبي يا همس اهم حاجه تكونى ملتزمة في شغلك وانتي وشطارتك بقا...
نهضت من مجلسها وقالت بسعادة...
:_والله من بكرا راح خليك ترفع رأسك فيني.... وتقول بنت بيروت ما خيبت ظني فيها.....
اتسعت ابتسامة عمار وهو يودعها بسعادة...
ثم جمع اغراضه ورحل هو الاخر...
________________
بالقصر.....
كانت يارا و مرام هم من يعدون العشاء....
وسط جو من الفرح والسعادة بين كلاهما....
ولكن الآلم بدأ يصاحبها بشكل قوي... ازدادت الوجع بأحشائها وهي تجاهد على التماسك أكثر حتى لا تنهار...
فقد بدأت حرارتها ترتفع بالتدريج و روادها شعور الغثيان مرار حتى تقيئت أكثر من مرة....
امسكت أسفل باطنها بعدم أنهت تقطيع السلطة فلاحظت فاطمة تآلمها لتهتف بتساؤل...
:_مالك يا بنتي في حاجة...
هزت رأسها بالنفي وقالت بتعب...
:_لا يا دادة مفيش شكلي أخدت برد...
طيب يا بنتي اطلعي ارتاحي فوق واحنا هنجهز السفرة. .
وافقتها يارا وحملت الصغيرة وغادرت... بينما أكملت
فاطمة اعداد السفرة...
في تلك الاثناء... دلف الاشقاء الثلاثة بطلتهم الخاطفة للانفاس.... ورغم أن عماد ليس شقيقا بالدم إلا أنه اقرب ابن للعائلة... بشوش وهادئ ومرحه هو الذي يخفف من تواتر الوضع...
كانت والدتهم جالسة بصحبة توفيق الذي انشغل طوال اليوم بقراءة الكتب... فبعد تقاعده من العمل تفرغ للقراءة والهدوء....
أم اسيا ظلت جالسة بصمت وهي تتدبر كيفية التخلص من ذاك الغليظ الذي عينه شقيقها ليكون الحارس الخاص لها...
جلس الجميع على مائدة العشاء بينما كانت عيناه تبحث عنها بشوق ولهفة منذ ان جاء بدأ شعور الضيق يتسلل إليه حتى كاد يصرخ بأسمها ربما تأتي إليه...
حمحم بهدوء وهتف....
:_هي سلين مختفية ليه...
ردت عليه مرام بهدوء وقالت....
:_لسه طالعة مع يارا من شويه.... اصل ياراجهزت معنا العشاء وطلعت...
ابتلع ريقه بضيق ونفور من غيابها فقد اشتاق للعودة من أجلها ولكنها لم تنتظره....
بينما ازدادت ابتسامة عماد وهو يطالع الاكل بشهيه قائلا....
:_الاكل النهاردة له رايحة خاصة وشكل مختلف...
طالعه الجميع بتأكيد بينما مالت عليه.... آسيا وهتفت بخبث
:_اصل الجميلة هي الي جهزته شكلك هتأكلنا احنا كمان...
صر على اسنانه بغيظ بعدم لكزها بكتفه قائلا بحنق وضيق..
:_أتلمي يا آسيا احسن احط وشك في طبق الشوربة..
تأوت بخفوت حتى لا يسمع آنينها احد وقالت بمكر...
:_هتلم بس انا مش هرحمك غير لم اعرف أيه الحوار..
ضحك بغيظ وقال من بين أسنانه.... انتي متأكدة انك متربيه في آلمانيا ده انتي ولا تربية الشوارع..
هتفت الاخري بهمس...
:_من بعض ما عندك يا عماد... ده انت وريان قتلين قتله.... مستني مني اطلع ايه....
لو ريان سمعك هيقتلنا احن الاتنين....
قالها عماد وعيناه على صديقه الشارد بعالم آخر..
________________
انقضي الوقت ببطئ حتى اصبحت الثانية عشر منتصف الليل..... ظل يجوب الغرفة كالمجنون هي لم تأتى حتى الان...
حتى انها لم تنتظر عودته... ماذا حدث فقد كانت بخير في الصباح ايعقل ازعجها بشئ او اغضبها....
كور يده بغضب وضربها بالمرآة حتى خارت دماء يده بغزارة.....
لم يستطيع الانتظار اكثر فخرج من غرفته غير مبالي بدماء يده التي تنزف خلفه على الدرج...
وقف امام غرفته والغضب والتردد يهاجم قلبه ولكنه طرق بضيق على الباب عدة مرات.. حتى وصل إلى مسمعه صوت مقبض الباب يدور... كاد يعنفها ويصب كم الغضب بقلبه لها....
ولكن احمرار عيناها.... وشحوب وجهها جعله يتجمد كالاصم.... حملق بها وقد رجف قلبه حينما هتفتف بضعف...
:_ريان انا.......
لم تكمل فقد فقدت الوعي وكادت ترتطم بالارض حتى اصبحت يده حائل قوي ومنعتها من السقوط....



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close