رواية دائرة العشق الفصل الثلاثون 30 بقلم ياسمين رجب
فقد حاك الحنين صدري.... و اعادني اليك... لا مفر منك فكل الطرق تؤدى إليك..... ليت العمر يعود ادراج الرياح... لكنت احببتك من جديد.... وتركت الشوق يفعل بصدري..... كما يفعل اللهب بالحديد....
__________
________________
أضعت في عرض الصحراء قافلتي .. وجئت أبحث في عينيك عن ذاتي
وجئت أحضانك الخضراء منتشيا .. كالطفل أحمل أحلامـي البريئـات
غرست كفك تجتثيـن أوردتـي .. وتسحقيـن بـلا رفـق مسراتـي
واغربتاه مضاع هاجرت مدني عني .. وما أبحرت منهـا شراعاتـي
نفيت وأستوطن الأغراب في بلدي.. ودمروا كـل أشيائـي الحبيبـاتٍ
خانتك عيناك في زيف وفي كذب .. أم غرك البهرج الخداع مولاتـي
فراشة جئت ألقي كهلى أجنحتي ..لديـك فاحترقـت ظلمـاً جناحاتـي
أصيح والسيف مزروع بخاصرتي .. والغدر حطم آمالي العريضـاتِ
وأنتِ أيضا ألا تبت يـداك ؟؟.. إذا أثـرت قتلـي استعذبـت أناتـي
ليلـى ... مـن لـي؟؟ .. بحـذف اسمـك الشفـاف مـن لغـاتـي
إذن ستمسـي بـلا ليلـى .. ليلـى .. يــا ليـلـى .. حكايـاتـي
من روائع القيصر
كاظم الساهر
__________
فبمجرد ان تقترب منه تخونها كل دوافعها..... ولكنها اشفقت عليه حينما رأت يده تعتصر جبهته....
لتقودها قدميها بدون هدي حتى وصلت إليه وجلست بجواره... ثم وضعت القليل من الزيت على يدها وبدأت
بعمل مساج مريح لرأسه... توغلت اصابعها داخل خصلاته الناعمة حتى ارتخت معالم وجهه حينما شعر بلمستها التي تزيل كل اوجاعه.... لا يعرف لم هي فقط من تضعفه يخور
امامها ويتصرف على غير عادته حتى انه يتعمد ان يقربها إليه.... ايعقل سقط بدائرة العشق دون ان يدري....
بينما تابعت هي عمل مساج رأسه بخجل وسعادة في الان
ذاته وعلى وجهها ملامح العشق الطاغية..... لن تبتعد عنه مادام القدر جمعها به... فلن تستطيع الابتعاد عنه وهو بمثابة الاكسجين لها.....
كانت تمرر يدها بمؤخرة رأسه حتى رفعتها قليلا ولكنها وجدته يضعها فوق قدمها وعينيه اخترقت جدار عينيها.
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تتحاشي النظر إليه بينما شعر هو
بمدي برائتها... خجلها... هدوئها الذي يغريه حد النغاع.... فريدة هي عن غيرها... ليست كتلك النساء التي عرفها من قبل... بل هي حورية من الاساطير....
يدها تداوي آلام رأسه وعينيها قد محت ذاك الحزن القابع بين ضلوعه..... رفرف طائر الغرام بعينيه وهتف بنبرة جعلتها تكف عم تفعله.......
:_انتي ليه كده...
طالعته بعدم فهم بينما نهض هو واعتدل في جلسته قائلا بتساؤل ونبرة تخترق اوصالها.....
:_ليه مش خايفه مني.... ازاي بتخافي عليا وبتأمني على نفسك معايا.....؟؟؟؟؟؟!
هدأت ملامح وجهها وهي تبتسم بخفوت ثم اعادت النظر إليه وقالت بثقة.....
:_لاني ببساطة شايفة الي جواك....
انا عمري ما كان عندي الثقة الكبيرة دي في حد.... بس صدقنى يا ريان
لم طلبت اننا نتجوز علشان افضل مع سلين... ولم قلتلي متخافيش طول ما انا معاكي....
وغيرها حاجات كتير حصلت كنت انت بتكون موجود بتديني الدعم القوة الي عمري ما حسيت بيها.... حتى لم مسكت ايدي اول ما وصلنا اسيوط.. وقتها حسيت بالامان
وانك زي الوطن الي بتحامي فيه....
كان يتابع حديثها بقلب يخفق كطبول الحرب... اراد ضمها بقوة حتى تذوب عظامها ولحمها بين ضلوعه.... يريد أن
يخبرها بمدي اشتياقه إليها.... وجعلها زوجته بكل معنى الكلمة.... يريد اخبارها بعشقه ولكن بطريقته الخاصة التي لم يشعر بها إلا معاها هي فقط... ولكن مهلا ليس الان
سيدع الامر حينما تفصح عن مشاعرها وحينما يترك هو كل شيء... من اجلها سيكون الزوج والاب لها والعاشق في محرابها هي فقط......
رأته كيف يطالعها فأخفضت بصرها بخجل وتلك الجرأة التي لم تكن بها يوما....
اقترب منها وامسك كف يدها قائلا بنبرة متسائلة.....
:_يارا انتي متقبلة فكرة جوازنا ولا ده علشان تخلصى من رجوعك اسيوط....
تابع صمتها بخوف ماذا ان اخبرته انها تريد الانفصال ماذا سيفعل حينها هل سيتركها ام انه سيجبرها على البقاء....
:_قولي يا يارا.... و صدقينى لو الطلاق قرارك انا مش ه..........
رفعت يدها الاخري ووضعتها على شفتيه وقد طالعته بنظرة حملت كل معاني العشق......
:_الجواز مش لعبة يا ريان...
ومن وقت ما مضيت على قسيمة جوازنا... وانا اعتبرت نفسي منك جزء في حياتك والا مكنتش خليتك تشوفني من غير حجاب... يجمعنا مكان واحد من غير ما يكون حد موجود معنا
يدها تلامس شفتيه وحديثها قد اطرب قلبه ومسمعه لتخفض الاخري يدها وقالت....
_:ببساطة يا ريان احنا الاتنين تايهين والي بيقع التانى بيسنده
يعني عندك استعداد تكملي معايا.. وعلاقتنا تاخد شكل تاني...
قالها بنبرة متسائلة لتهز الاخري راسها بسعادة وعينيها فاض بهم العشق لتهتف بعدها بنبرة تحمل الرجاء والامل......
:_بس لازم نبدأ صح ونعرف بعض كل واحد فينا جواه حاجه مخفية واكيد التانى محتاج يعرفها.....
جف حلقه لولهة ثم نظر إليها وقال.....
:_يبقى نبدأ بيكي احكيلي عنك..
اممممممم.... غمغمت بها وهي تنهض من مجلسها ثم قالت....
:_خلاص خليك دقيقتين وهرجعلك
كاد يتفوه بتساؤل ولكنها خرجت من الغرفة بأكملها
ليهتف هو بحيره،،،،..... هتروح فين دي....
ما هي إلا دقائق وعادت إليه مجددا وبيدها ألبوم صورها... ثم جلست بجواره وفتحت اولي صفحاته قائلة.....
:_كل صورة هحكيلك كانت فين وكمان علشان تحس انك عارف عني كل حاجه.....
هز رأسه بالايجاب بينما بدأت هي بتعريفه على افراد عائلتها الصغيرة وهي تخبره بمدي سعادتها في تلك الايام.... حياتها البسيطة كانت هادئه وجميلة يزينها والدها و والدتها وشقيقها....
ظلت تسرد له طفولتها وكيف كانت مشاكسة لتهتف بسعادة وهي تشير على احدى الصور....
:_ودي لم كان عندي 12 سنة وقتها ختمت القرأن....
نظر لها بسعادة وقال.....
:_كنتي جميلة اوي
اتسعت ابتسامتها وهي تقلب الصفحات بسعادة إلى أن سقط بصرها على تلك الصورة فحاولت اخذها ولكنه اخذها بمكر وقال....
:_مين دي...
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بغضب...
:_ريان لو سمحت عيب كده هات الصورة....
ابتسم بمكر وهو يطالعها حينما كانت ابنة عشر سنوات
وترتدي ملابس السباحة..... ليهتف هو بخبث.....
:_لا ما احنا اتفقنا اشوف كل الصور واعرف قصتها....
نهضت من مجلسها وهي تقف امامه قائلة بتحذير.....
:_اياك تشوفها وهات الصورة يا ريان....
قهقه بمكر وقال......
:_تؤ تؤ لم اعرف كانت فين واشوفها كويس.....
ضربت اقدمها بالارض وهي تحاول اخذها منه بقوة بينما كان الاخر يبتسم بعشق كلما اقتربت هكذا ليبعد الصورة عنه حتى مالت عليه محاوله جذب صورتها من يده ولكنها
تفاجأت بيده التي جذبتها بقوة واسقطتها بأحضانه
تلاقت الاعين بصمت وحاك الحنين صدورهم وشعور يحتج الاوصال بجنون لا وقت للعودة للخلف كلامنهما يريد البدأ من جديد
ويريد من الاخر أخذ خطوة واحدة لاجتياز ذاك الفارق بينهم....
لم يعد قادر على التحمل اكثر رغبته بها ضربت بأوصاله و ألقى بكل شئ عرض الحائط... فسوف يسرق من جنتها بعض اللحظات ربما لا تعوض....
بينما تاهت الاخري في سحر عينيه ارادت الابتعاد فقد دق ناقوس الخطر مرار ولكنها تناست كل شيء فما عاد القلب قادر على الابتعاد.....
كانت انفاسه الحارة تلفح وجهها وشفتيه اتجهت إلى مسكنهم الاخير.... ملاذه وقوته التي لا يستقيم إلا منها.... كانت قبلة عاشقة وخافتة هادئه مثلها... ولكنها اخذت
منحني اخر بعدم شبكت الاخري يدها بعنقه و استلمت لجنونه لشغفه... استكانت بين احضانه بل وتجاوبت معه قليلا..... لم يكن يريد الاقتراب اكثر ولكن اتخذ قلبه القرار بدل عنه.... واخذت شفتيه اذن اقتحم ابواب العشق المغلقة......
طالت قبلته واخذت تتحول إلى سيل من القبلات حتى نهض من مجلسه وهو يحملها بخفة واتجه بها صوب فراشه الوثير...
وضعها بهدوء وهو يجاهد على الابتعاد عن شفتيها.... فوجدها مغمضة العينين و وجهها الذي سكنه الخجل... نظر إلى وجهها بأمعان وعقلا قد غاب في سحرها وسارت يده إلى طول ذراعها حتى تناول كفها وقبل باطن يدها
بعشق.... وقال بصوت يشبه الهمس......
:_انتي مستعدة تكملي معايا وناخد الخطوة دي....
لم تكن قادرة على الحديث ففتحت عينيها بضعف وخجل وهي تهيم ببحر عينيه المشعة ببريق العشق...... لا تراجع
الان هو زوجها وما يريده حقه.... وبكل ثقة وعشق احتج اوصالها اخفت وجهها بصدره وكأن ضمتها له اعطته مفاتيح قلاع قلبها.... ضمها إليه بشوق وعشق وهو يسطر
ابيات من العشق والجنون... ابيات من ألحانه... وعزفه هو.... كانت لمساته كعشقه حانية ومدمرة في الان ذاته كأنه للمرة الأولى التي يلمس بها آنثي... وكل لمسة اثبتت
لها بأن عشقهم و زواجهما قد اقلعت رحلته.... ليبدأ كلاهما رحلة من العشق والجنون رحلة من الشغف
رحلة جديدة ولن يكن بها سواهم.... على متن طائرة الغرام....
كانت لحظات، ثوانى، دقائق، ساعات... ومازال العشق والجنون يغلف رحلتهم.... كان ضوء القمر ينير السماء بصفاء بعدم اصبح بدر منير بتوهج شاهد على قلبين عذبهم القدر وجمعهم العشق تحت اضواء القمر... لتذكرني بكلمات.....
آهٍ على قلبٍ هواهُ محكّمُ ؛
فاض الجوى منه فظلما يكتمُ
ويحَيِّى أنا بحت لها بِســــــــــــرِّه ؛
أشكو لهــــا قلباً بنارها مغرمُ
ولمحت من عينيها نارى وحرقتى ؛
قالت على قلبى هواها محرَّمُ
كانت حياتى فلمَّـــــــا بانت بنأيها ؛
صارت الرَّدى آه علىَّ أرحـــــمُ
كل القصايد من حلا عينيكي من دفا ايديكي كتبتن وقلتن
هودي القصايد مش حكي يا روحي هو بكي القصايد هو لكي كلن
هودي الاغاني غرامي سنين هودي دموع ونغم وحنين
هودي ايامي معك قلبي اللي بيوجعك
انا لو لا الهوى انا مين
كل القصايد من حلا عينيكي من دفى يديكي كتبتن وقلتن
________________
بسرايا الحاج عبد العزيز....
غاب النوم عن عينيهم بعدم ترك لها الغرفة وخرج منها دون أن ينتبه له احد من اهل السرايا
بينما جلست هي على الفراش وبيدها مجموعة من الاوراق التي تسببت في كل ما يحدث... تلك الاوراق اللعينة فرقتها عن من تحب لم تشاء ان تفارقه ولكن ان عرف احد بشأن ما تخفيه تري ماذا سيحدث... إلى متي ستخفي الامر عنهم وبالاخص بعد زواجها من كريم.... وماذا عن جاسم... هل سيصمت ماذا ان اخبرهم بشئ... ايعقل يخلف بعهد لها....
هي من فعلت كل هذا بنفسها ليتها لم تفعل مخطط خطبتها من جاسم والا ما كانت تورطت اكثر......
اخفت وجهها بين كفيها بعدم عادت الدموع ترافقها من جديد.....
_____________
بغرفة ريان
سارت يده بخصلاتها الناعمة وهو يطالعها بعشق سكن بين زوايا قلبه لم يكن يدري بأنه عاشق لها هكذا ولكنه ايقن ان قانون العشق حتما ينتصر.....
تجولت يده إلى وجهها وهو يمرر اصابعه على بشرتها بأشتياق.... ايعقل يشتاق إليها وهي بين احضانه إلى اين اوصلته هي ومتي اسقطته في برثان عشقها هكذا لم يدري
ولكن حتما لن تفارقه حتي تسكن روحه المقابر...
شعرت بلمسته بأنامله التي ضمت وجهها بحنان... ففتحت عينيها ببطئ حتى وجدت عينيه ترافق نظراتها الخجول...
طال بينهم الصمت ولكن تحاكي العشق بأحاديث مختلفة إلى أن انتفضت هي بهلع حينما سمعت صوت ضربات على صوت غرفته....
حملقت بخوف وهي تطالعه بقلق قائلة......
:_انت هتفتح ولا ايه...
نظر لها بسخرية قائلا...
:
_اكيد يعني مش هينفع اسيب الي على الباب واقف كده...
طالعته بذهول وقالت بخوف....
:_ولم حد يشوفني يقول عننا ايه...
وضع يديه في جيوب بنطاله وقال بهمس وثقة....
:_عادي واحد ومراته فيها ايه....
ابتلعت رايقها بتوتر وقالت.....
:_بس محدش هنا يعرف اننا متجوزين غير دادة فاطمة...
تذكر امر زواجهم وانه لم يخبر احد بذالك حتى قال بهدوء....
:_خلاص نقول دلوقتى....
ركضت إليه وقالت برجاء...
:_ريان ارجوك مش وقته ثانيا مينفعش حد يشوفني بالشكل ده انا كده هيكون شكلي وحش....
نظر لها بحيره وقال....
:_طيب المفروض اعمل ايه...
نظرت حولها بشتات حتى تخفت خلف باب الغرفة واعطته اشارة بفتح باب الغرفة...
ليجد عماد واقفا وهو يهتف بغضب......
:_ايه كل ده نوم بقالي ساعة واقف على الباب وانت ولا هنا
نظر له بشموخ اعتاد عليه وقال....
:_خير عايز ايه على الصبح...
حملق به عماد بذهول وقال بدهشة....
:_انت مش واخد بالك ان الساعة 8,30 واننا عندنا شغل...
ثانيا الكل مستنيك على الفطار مش هتنزل......
نظر له بجمود وهتف بنبرة بارده....
:_الشغل مش هيطير..... والفطار انا هشرب قهوة مش هفطر....