اخر الروايات

رواية رحيل وجاد الفصل الثاني 2 بقلم حنان اسماعيل

رواية رحيل وجاد الفصل الثاني 2 بقلم حنان اسماعيل


❤رحيل❤للمبدعة حنان اسماعيل❤😘
🌹الجزء الثانى🌹
الحمد لله دائما وابدا ❤ 
وصلا للمستشفى ونزل جاد مسرعا وهو يحمل رحيل ,حاول سويلم ان يحملها بدلا منه الا انه رفض وتقدم للداخل ورجاله يحيطون المستشفى بعدما وصلا ورائه بسياراتهم 
دخلا للاستقبال ونادى عليهم كى يأتيا بعربة لاخذ رحيل ,استقبله موظف الاستقبال وهو يسأله عن اسمها وبياناتها 
لم يجبه جاد وهو ينظر اليها فى حيرة والى سويلم والذى نطق قائلا فجاة 
سويلم : اسمها رحيل طه الجارحى 
صعق جاد مما سمعه ونظر الى سويلم نظرات استفهام وغضب قبل ان يرى ممرضات بعربة ياخذون رحيل من بين يديه ويدخلون مسرعين للطوارئ 
نظر مطولا لسويلم ثم قال :
جاد : بنت الجارحى ؟!!!!
اومأ سويلم راسه فى اسف : ايوه ,حفيدته بنت طه اللى ....
قاطعه جاد فى غضب  بصوت عالى : بنت الجارحى !!!!
اقترب منه طبيب قائلا له : اتفضل معايا عشان اشوف الجرح اللى فى كتفك 
مشى معه  وهو شارد ,نظر الطبيب للجرح قبل ان يبلغه ان الجرح يحتاج لجراحة لاستخراج الرصاصة فأومأ جاد بالموافقه طالبا منه  بعصبية ان يعجل والا يعطيه بنج كلى 
.....................
قبل هذا بساعتين.
كان صالح الجارحى ينتظر رحيل على احر من الجمر كعادته كل ليله خميس ,ومتابعتها هاتفيا لاعداد طعام العشاء وقت وصولها الا ان تاخرها زاد من قلقه خاصة حين طلبها كثيرا ولم تجبه لاهى ولا سائقه الخاص 
مما جعله يطلب من يونس ابن عمها واخواته ان يذهبا للتحرى عن اسباب تأخرهم ,وبالفعل يذهب يونس ليجد سيارة رحيل وسيارة جاد مقلوبتين بجوار بعضهم فيظن ان جاد تعرض لرحيل اثناء عودتها فيبلغ جده والذى يحشد رجال عائلته جميعهم بالاسلحة  متجهين لبيت جاد 
فى نفس اللحظة التى تزداد فيها وتيرة الامور شدة والعائلتان يقفان امام بعضهم بالاسلحة ,يصل اليهم خبر وصول رحيل فى المستشفى بعدما انقذها جاد  فيتجه الجد فورا اليهم برجاله واسماعيل الموافى ايضا برجاله كى يطمئن على جاد 
...................
يجول جاد ذهابا وايابا فى غضب داخل غرفته بالمستشفى وسويلم  جالس امامه قائلا له 
سويلم : انت ايه اللى مضايقك دلوقتى ؟ هو انت كنت تعرف انها بنت الجارحى يعنى ؟
جاد بغضب : حتى لو كنت عرفت انها بنتهم كنت هعمل كده واكتر بس اللى غايظنى انها كانت عارفانى  وفاهمة ان انا  اللى عاوز اقتلها ورفعت مسدسها عليا  لاء واستغفلتنى وكانت عارفانى من اول لحظة وفضلت تتوهنى 
سويلم متعجبا : يمكن خافت منك 
جاد بغضب : ده على اساس انى قتال قتله لاء وستات كمان   
سويلم : متنساش انك اكبر عدو لجدها واكييد حفظوها كلام كتير عنك وعن الدم اللى بينكم وخصوصا موضوع ابوها طه فطبيعى البنت تكون خافت 
جاد بغضب واهتمام  : معرفتش مين الرجالة اللى كانوا عاوزين يخطفوها دول ؟                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                              
سويلم : هعرفلك ,بس اللى مستغربه انك انت اللى تظهر فى نفس الوقت  ده ,ولولاانى اتصلت بابن عمك اسماعيل اول مادخلنا المستشفى كان زمان بحر دم سايل للركب عند البيت  بعد ما رجاله صالح الجارحى ماحاوطوا البيت  وهما فاهمين ان  انت اللى اتعرضت لبنتهم وهى راجعه 
جاد بضيق : طب اقفل على الموضوع ده ويلا خلينا نمشى 
سويلم :بس الجرح لسه...
جاد مقاطعا بآمر : قلت لك يلا 
فاقت رحيل فى المشفى وهى تهمس بإسم جاد ,اقترب منها جدها قائلا فى لوعه 
صالح : رحيل انتى كويسة ياحبيبتى 
رحيل بضعف : جدى انا فين ؟
صالح بحنان وهو يتحسس شعرها برفق: فى المستشفى ياحبيبتى ,طمنينى انتى كويسة ؟ حد اتعرض لك يارحيل ؟ حد من الرجالة اللى طلعوا عليكى ولا ابن الموافية ده اتعرض لك ولو بكلمة 
رحيل : جاد !!
صالح بغضب : متنطقيش اسمه على لسانك 
رحيل بفضول ووهن : هو كويس ؟
صالح صائحا بغضب : انتى مالك وماله يارحيل كويس ولا غار فى داهية 
رحيل بحنان : مش انقذ حياتى ياجدى ,على الاقل المفروض اتطمن عليه 
صالح بعصبية : ولا نتطمن ولا عاوزين نفتكره من اساسه ,عاوزك تنسى كل اللى حصل ده ولا كأنه كان ,وانا ورحمة ابوكى هجيب لك ولاد الحرام اللى اتجرأوا واتعرضوا لكى وهخليهم يتمنوا الموت من اللى هيشوفوه منى 
رحيل  بتعب : هما مين دول ياجدو وكانوا عاوزين منى ايه ؟
صالح  وهو يقبل جبينها : دول حد بينى وبينهم شوية مشاكل كده ,,متشغليش نفسك بيهم  ,اهم حاجة تقومى بالسلامة ياحبيبتى ومتفكريش فى اى حاجة تانية ,يلا هسيبك تستريحى شوية وهبعتلك سيدة تبات معاكى النهاردة .انا بعت جبتها من مصر 
اومأت برأسها فى وهن وهى تراقب جدها خارجا 
..........................
فى نفس اللحظة تقابل صالح ومعه يونس حفيده وبعض من رجاله بجاد وسويلم ومعهم اسماعيل وهم يخرجون من الغرفه 
وقفا قباله بعضهم وصالح وجاد يرمقان بعضهم بنظرات كرة وحقد قبل ان يوجه صالح حديثه لجاد قائلا فى تعالى 
صالح  بحقد : اياك تفتكر انك لك جميل عندى باللى عملته مع بنتى ؟
جاد بصرامة وكبرياء : انا عملت اللى المفروض الرجالة  الحقيقية تعمله ,ودى حاجة مااظنكش كنت ممكن تعملها لو كنت مكانى 
صالح بغضب : انت عارف انى ممكن انسفك من الدنيا نسف 
اسماعيل متدخلا : خلاص ياجاد ,خلاص ياصالح ,احنا هنتخانق هنا فى المستشفى ولا ايه ؟ وبعدين لموا الدور الضابط ياسر جاى ورانا اهو 
يتقدم منهم ياسر وهو رجل فى منتصف الثلاثين قائلا  فى جدية 
الضابط  ياسر : السلام عليكم ياجماعه ,انا مرضتش ابعت لكم تيجولى عشان نفتح تحقيق ونشوف ايه اللى جرى ,وقلت اجى لكم اتطمن بنفسى عليك ياجاد وعلى حفيدتك يا حاج صالح 
جاد مسئذنا  وهو يعدل الرباط حول ذراعه : معلشى ياياسر بيه لازم امشى عشان انا كنت اتعطلت بما فيه الكفاية 
ياسر مقاطعا : لا لسه فى تحقيق وفى اتنين لقيناهم مقتلوين فى غيط القصب ده غير حريقه الارض و..
صالح مقاطعا : الارض انا هعوض اصحابها يااياسر بيه  ,والاتنين اللى لقيتهم مقتولين دول كانوا حرامية وطلعوا على بنتى حاولوا يسرقوها ولولا شهامة ابننا جاد كانت هتبقى فى خبر كان 
قالها صالح بخبث وهو ينظر لجاد والذى وجه حديثه بنفاذ صبر لياسر قائلا : بكره الصبح هعدى عليك فى المديرية 
ياسر قائلا : انت مش جاى بكره تتطمن على الجرح الدكتور قالى كده من شوية قبل مااجى لكم ,هقابلك هنا وانا باخد اقوال الانسة حفيدتك ياصالح لان الدكتور قالى انها تعبانة ونايمة دلوقتى 
انصرف جاد ورجاله وصالح بعدما اوصى برجاله ان يحيطوا بالمستشفى والا يسمحوا لايا كان ان يقترب من غرفه حفيدته الا بعد التأكد من هويته .......................
فاقت رحيل فى الصباح وهى تجد سيدة خادمتها العجوز تنام على السرير الاخر الذى وضع ليلا بجوار سريرها قائله لها  فى ابتسامة ضعيفه 
رحيل : دادة سيدة  
تنهض سيدة وهى سيدة فى الخمسين من عمرها  فى فرح : ياروح دادة ,كده يارحيل تقلقينى عليكى ,ده انا كنت هموت من الخوف لما سمعت بإللى جرى لك ,وجدك كتر خيره بعت جابنى امبارح على اول طيارة جاية من مصر 
رحيل : الحمدلله يادادة انا بخير .....متعرفيش اخبار عن ...
سيدة : عن مين يابنتى ؟
رحيل بتردد : عن جاد ...اللى انقذنى امبارح ..ابن الموافية 
سيدة بضيق : واحنا مالنا وماله يارحيل ,انسيه ولا كأنك شوفتيه ,واوعى تجيبى سيرته تانى على لسانك والا جدك هيزعل منك ده يطيق العمى ولا يطيقهوش  وهو كمان جاد ده بيكره عيلتكم كره العمى ,انتى كنتى صغيرة ومتعرفيش حاجة .
رحيل : انا بس عاوزة اتطمن عليه 
سيدة بنفاذ صبر : انتى دماغك ناشفه .انتى فاكرة انه لو كان عرف انك بنت الجارحية كان عبرك من اساسه 
رحيل بثقه : مااظنش انه كان ممكن يأذينى ,لانه واضح انه راجل بجد .. 
سيدة : معرفش يابنتى انا معرفهوش بس اللى اسمعه عنه ,انه قاسى وقلبه حجر وهو الكبير اللى بيمشى الدنيا  كلها فى عيلتهم بطرف عينيه رغم انه الاصغر من ابن عمه اسماعيل 
رحيل بإهتمام وهى تعتدل مكانها : طب ليه مش هو الكبير الحقيقى للعيله 
سيدة : عشان عيبة كبيرة مادام فى واحد كبير فى السن يمسكوا الاصغر , ده غير ان سمعت ان كل العز ده بتاعه  هو ورثه من ابوه وامه ,يالهوى يابنتى امه دى كانت قمر قمر وبنت ناس اكابر اوووووى ,تلاقيكى عارفاهم عارفه عيله هارون المحمدى اللى فى البلد اللى جنبنا 
رحيل وهى تتذكر : اه عارفاهم طبعا 
سيدة : دى عيله امه وهارون ده خاله ,وبيحب جاد كأنه ابنه خصوصا ان ابنه مات وهو صغير ومعندهوش الا بنات 
رحيل : طب ومجوزهوش حد من بناته ليه ؟
سيدة : لا ماهما كلهم متجوزين وكمان جاد ده خاطب 
رحيل بإهتمام وضيق : خاطب ؟ خاطب مين ؟
سيدة : بنت عمه اسمها فاطنة ,تلاقيكى عارفاها ؟كانت معاكى فى المدرسة بتاعه المركز وانتم صغيرين بس هى قعدت فى البيت ومكملتش تعليمها 
رحيل وهى تحاول تذكرها : اه افتكرت دى كانت بتكرهنى اوووى من صغرها ,بس حلوة ,تلاقيه بيحبها
سيدة : حب ايه يابنتى ؟هو احنا عندنا حاجة اسمها حب هنا فى الصعيد ,هتلاقيها جوازة زى جوازتك انتى وابن عمك يونس 
رحيل بضيق وتأفف : ليه بس بتفكرينى يادادة ,مش كفاية انى مضطرة اقعد هنا لحد لما اخف واضطر اتحمل سخافته هو وامه 
سيدة ضاحكة : يعنى هتهربى من قدرك ..مصيرك له ومصيره لكى 
...........................
فاق جاد من نومه وهو يتحسس كتفه ,تذكر للحظة رحيل وهى تشهر مسدسها بوجهه ثم تذكر نطقها لاسمه قبل ان تغيب عن الوعى ,ظهرت على وجهه علامات الضيق فنفض رأسه ونهض كى يرتدى ملابسه 
......................
انتظر صالح ويونس رحيل فى غرفتها بالمشفى بعدما اتت ممرضتان لاصطحابها على كرسى متحرك لاجراء اشعه للاطمئنان عليها 
فى الوقت ذاته كان جاد هو الاخر بحجرة كشف الطبيب للاطمئنان على وضع الجرح 
تقابلا فى الردهة ورحيل على الكرسى امام باب غرفه الاشعه بعدما طلبت منها الانتظار لثوانى حتى  تستعجل فنى الاشعه 
رمقها جاد بنظرة غضب سريعه وهم بخطوات واسعه كى يبعد عنها فنادته فى رقه 
رحيل : لو سمحت 
وقف مكانه وعيناه تنظران اليها بغضب دون ان ينطق 
#رحيل : انا حابة اشكرك ...و..
لم يدعها تكمل حديثها وابتعد فى خطوات واثقه  
تضايقت من رد فعله  المهين  وهى تتابعه بعيناها وهو يبتعد .
......................
مرت الايام ورحيل ببيت جدها ,شاردة طوال الوقت تفكر فى جاد والذى سيطر علي فكرها منذ تلك الليله ,كانت تجلس فى شرفه غرفتها الواسعه والتى تطل على الاراضى الواسعه ,تلمحه من بعيد ممتطيا حصانه وهو يركض به مسرعا كفارس سباق ,كانت قد رآته منذ عامين فى اجازتها للقرية صدفه وهى تقف بالشرفه وهو يعدو بحصانه الاسود كل صباح 
سألت عنه سيدة وقتها وعرفت انه ابن الموافية وان اسمه جاد وانه الد اعداء جدها ,قابلته مرة اخرى وجهها لوجه اثناء سفرها بالطائرة ذات يوم  بعدما ارتطمت به وهى تمر من امامه ,يومها رآته وتسمرت مكانها للحظات من قوة نظراته الصامتة لتعرف من سيدة التى كانت تقف ورائها انه هو جاد الذى يمتطى حصانه كل صباح 
لعامين كاملين تقف بشرفة منزلها كلما اتت اجازة تراقبه من بعيد وهو يعدو بحصانه ,لا تعلم لماذا ولكنها كانت  تحب هذا ,وتحب مراقبته فى صمت  فقط .
...........................
نزل جاد بعد اخذه لحمام بارد عقب عودته من جولته بحصانه ادهم فجر كل يوم .كانت زوجة عمه ام اسماعيل وفاطنة ابنتها يعدان الطعام بينما جلس اسماعيل على رأس المائدة ,جلس جاد فى صمت بعدما قبل راس اسماعيل ابن عمه  ,,جلست قبالته فاطنة وهى تنظر له بحب وشوق وبجانبها امها والتى اخذت تغمز لها حتى تنزل عيناها عنه 
سأله اسماعيل : ايه اخبار شغل ايطاليا ؟
جاد بجدية : تمام 
اسماعيل بضيق : يعنى ايه تمام ماتقولى حصل ايه ياجاد 
جاد موجزا: يعنى تمام يااسماعيل ,مااظنش ده لا وقته ولا مكانه 
قالها وهو ينظر لزوجة عمه وابنتها قبل ان يفطن اسماعيل محاولا تدارك خطأه قائلا وهو يتناول الطعام 
اسماعيل : طيب بلاها سيرة الشغل ,امتى هنفرح بيك انت وفاطنة بقى ,بقالكم كام سنة مخطوبين وكده كتير اوووى والعيله كلها بتتكلم فى ده 
فرحت فاطنة لفتح اخيها  اخيرا لسيرة تعجيل الزواج بعدما حادثت امها كى تستعجله ,راقبت رد فعل جاد والذى انشغل بتناول قهوته  قائلا فى ضيق
جاد : بعدين يااسماعيل 
بانت ملامح الغضب على فاطنة وامها والتى سارعت قائله لجاد
ام اسماعيل : فى ايه ياجاد هو انت يابنى لسه بتجهز نفسك ولا حاجة لا سمح الله ..ده انت عندك فلوس لو وقفت عليها تطول القمر وبعدين كده كتير اووى بصراحة والموضوع طول اووى وشكلنا بقى وحش اودام الناس ,ولا يكون لك شوفه تانية ومحدش واخد باله 
جاد بصرامة : مرات عمى انا لا ليا شوفه تانية ولا ليا فى هرى الستات ده ,انا قلت بعدين يعنى بعدين ,كام شهر من النهاردة على مااخلص شغل مهم جايز اسافر له الفترة الجاية وبعدها هنقعد نحدد ميعاد الفرح وكل الحاجات اللى انتم عاوزينها ,,,بالاذن عندى شغل ...عاوز حاجة يااسماعيل 
اسماعيل ناكسا رأسه : لاء ياجاد 
نهض جاد منصرفا وامه تزجره بغضب 
ام اسماعيل : ينفع كده .هو ده اللى قلت لك عليه 
اسماعيل بغضب وهو يزيح الاطباق جانبا بيده : يعنى اعمل ايه ياامه اضربه على ايده واقول اتجوز اختى بالعافية ,ماانتى شوفتى قال بعدين وقفل الكلام ,ايه عاوزانى اترجاه 
ام اسماعيل وهى تنظر لفاطنة الحزينة  :بس انت الكبير وكلمتك تمشى عليه 
اسماعيل بسخرية : كبير ايه بس ياامه ,,احنا هنضحك على بعضنا ماانتى عارفه انى كبير بالاسم انما اللى بيدير كل حاجة واوامره بتمشى على الكبير قبل الصغير هو جاد ابن عمى ,والفلوس والعز اللى احنا عايشين فيهم فلوسه هو ,,يعنى اللى يقوله يمشى علينا واحنا ساكتين 
نهضت فاطنة وهى تبكى لغرفتها قبل ان تلحق بها امها
نظرت اليه امه بعتاب قبل ان تلحق بابنتها فى غرفتها,اقتربت منها قائله 
ام اسماعيل: مالك بس يافاطنة 
فاطنة وهى تبكى : قلت لك من اول يوم انه مش عاوزنى ياامه 
ام اسماعيل بتحدى : وانا قلت هجوزه لكى برضاه او غصب عنه ,هيروح مننا فين ,احنا وراه لحد لما يحدد  ميعاد الفرح 
فاطنة  وهى تمسح دموعها : ده عمره ماقالى كلمة واحدة حلوة ياامه ولا بص فى وشى ولا كأنى خطيبته  ,نفسى مرة يحس بيا ,,يحسسنى انى افرق معاه  
ام اسماعيل وهى تطيب خاطرها : بعد الجواز هيحس بيكى وهيحبك وخصوصا لما تجيبى  له ولى العهد اللى هيورث كل العز ده ,,يابنتى هى طباعه كده ,,المهم ان مفيش حد فى دماغه وده اللى يهمنا 
فاطنة : ياخوفى ياامه 
امها مطمئنه : متخافيش هتتجوزيه وحياة امك لا اجوزه لك 
........................
ابلغ صالح يونس ان يرعى البيت والاراضى لحين عودته من سفرية قد تستغرق اسبوعا لاحد القرى السياحية بالبحر الاحمر للاتفاق على صفقه جديدة  وهم على الافطار 
كانا يتحادثان بلغه خاصة  دون الافصاح عن طبيعه شغلهم امام الجميع ,, كانا يتحادثان عن  صفقه السلاح المعتادة  والتى توزع على العائلات بكميات ومناطق محددة  فى هذا الوقت من كل عام بحضور اجانب شركاء لهم من الخارج ,اعتادا ان يلتقيا فى قرية سياحية مملوكة لشريك اخر لهم ,وكان اسماعيل يحضرها ممثلا عن عائلته قبل مرضه الا ان جاد اصبح هو من يحضرها بدلا منه.
كانت رحيل تستمع اليهم وهى تتناول افطارها حتى اتيا على ذكر جاد والذى سوف يكون متواجدا معهم ممثلا عن عائلته فسألت فى لهفه 
رحيل : جدو هى ايه الصفقه دى ؟
صالح وهو يتناول افطاره : دى صفقة خضار وفاكهة هنصدرها لبره 
رحيل : اه طب تمام , طيب ايه علاقة اللى اسمه جاد ده بيها ؟
صالح بضيق : ماهو الناس الاجانب اللى بياخدوا مننا بيقسموها علينا كلنا كبار العائلات فى الصعيد ,يعنى بياخدوا من كل واحد فينا حاجات معينة عشان يفضلوا محافظين على علاقتهم بالكل فهمتى 
رحيل : لاء بصراحة بس مش مهم  ,,ممكن  اجى معاك 
يونس بضيق: تروحى فين انتى اتجننتى ؟
نظرت اليه رحيل بغضب ثم نهضت تحتضن رقبة جدها بحنان قائله فى دلال 
رحيل : جدو ..خدنى معاك بليز ..انا تعبانة من المذاكرة ومن اللى مريت به الايام اللى فاتت ونفسى اغير جو وانت مش بترضى تسفرنى مع اصحابى 
ام يونس فى حقد : ماتبطلى دلع ماسخ كده هو انتى عيله صغيره 
صالح فى غضب : يونس قول لامك متتدخلش ولا انت كمان ولا اى حد هنا يتدخل بينى وبين رحيل فاهمين ...هقولها لاخر مرة ...كلكم شئ ورحيل شئ تانى ..اى حاجة تطلبها تتنفذ ,,اى طلب يتحقق فاهمين 
ام يونس فى ضجر : ولا كأنك خلفت غيرها ياعمى ,,يعنى ماانت عندك احفاد كتير اشمعنى كل الدلع ده من نصيب رحيل 
صالح  وهو يقبل يد رحيل فى حنان : عشان دى بنت الغالى طه ,,كل ولادك وولاد سلفتك شافوا ابوهم وعاشوا فى عزهم لحد لما كبروا  وانتم ماشاء الله موجودين حواليهم ..انما رحيل لا شافت اب ولا شافت ام ,,وبعدين دى البنت الوحيدة فى العيله وشايله اسم امى الغالية ,,ايه مستكترين عليها تتدلع شوية. 
قبلت رحيل رأس جدها بحب  فالتفت اليها قائلا 
صالح : انا رايح فى شغل يارحيل وجايز اكون مشغول عنك وخايف تزهقى 
رحيل بإصرار : لا ياجدو اوعدك مش هتحس بيا اطلاقا وهكون زى النسمة وعد 
ابتسم قائلا فى حنان وسط نظرات الغل من الجميع
صالح : طب يلا روحى جهزى نفسك..... 
🌹الفصل الثانى ج2🌹
فى المطار وجدت نفسها وجها امام جاد وجها لوجه وان كان قد تعمد تجاهلهم ,كان  جاد مختلفا  عما راته من قبل ,يرتدى بذله انيقه باهظة الثمن سوداء اللون وبدا كما لو انه رجلا اخر وان كانت البذله الانيقه قد زادته وسامة فوق وسامته الا انها لم تغير من قسوة ملامحه الصلبة 
راقبته فى صمت وهى تجلس بجوار جدها بينما انشغل هو فى التحدث طوال الوقت على الهاتف ,رمقها مرة نظرة سريعه فأطاحت بنظرها بعيدا 
استقلا الطائرة وجلسا بعيدين عن بعضهم حتى وصلا للمطار 
.......................
مرا بها جاد اثناء نزوله وقد لبس نظارة شمسية اخفت عيناه بينما انشغل بمحادثاته الهاتفيه التى لاتنتهى كلما رآته .
نزلا فى الفندق ذاته والذى كان مملوكا لصديق مشترك بين جاد وجدها صالح بعدما حرص ان يبعد غرفهم عن بعضهم لمعرفته بخلافتهم القديمة 
اصر صاحب الفندق وكان يدعى بهجت ان يدعوهم لعشاء فخم اعد خصيصا لهم فى  مكان طابعه بدوى يطل على البحر مباشرة 
ارتدت رحيل فستانا ازرق بسيط من الحرير مكشوف الذراعين 
تأبطت ذراع جدها بعدما وعدته ان تبتعد فور اندماجهم فى حديث العمل  الى مكان اخر .
وجدت جاد يجلس وسط الرجال الاخرين  وقد غير ملابسه لقميص ابيض وبنطلون من القماش الكتان  لونه بيج زاده وسامه بذقنه وشعره القصير
لم يعرها انتباه وظل كما هو يتناقش بحدة بادية على وجهه مع المحيطين به .
جلست رحيل امام موقد من القهوة البدوية تصنعها سيدة عجوز تظهر من ملامحها انها بدوية من اهل المكان ,تسامرا حول نكهات القهوة وعاداتهم 
كانت تطالع جاد بعيناها بين الحين والاخر ,,التقت عيناهم مرة وهو يتلفت على اثر موسيقى انطلقت فجاة من المكان ,رمقها سريعا بنظرة جادة قبل ان يعود لما كان فيه .
انسحب مستأذنا لاجراء محادثه هاتفيه فلحقت به رحيل من غير ان يدركها جدها المنشغل وسط الرجال 
وقفت تنتظر انهاؤه المحادثه ,التفت ليعود فإرتطم بها وامسك بيدها مسرعا كى لا تسقط قبل ان يتدارك مايحدث فتركها وابتعد فى عصبية 
نادته فى رقه 
رحيل: ممكن لحظة لو سمحت 
لم يجبها بل وقف ينظر اليها بملامح قاسية 
استطردت حديثها قائله : انا كنت عاوزة اوضح لك اللى حصل يوم الحادثه 
قصدى يعنى انى خبيت عليك انا مين ؟
لم يجبها وظل ينظر اليها بملامح قاسية فاكملت قائله 
رحيل بتوتر : وكمان كنت عاوزة اشكرك ....
نظر اليها بإستفزاز وتعالى  قبل ان يستدير عائدا حيث يجلس جدها والرجال 
استفزها غلاظته واهانته لها بالانسحاب اثناء حديثها معه  دون ان يرد عليها وتدفقت الدماء الى وجهها 
عادت لمكانها والدماء تغلى بداخلها ,راقبته فوجدته كما هو جامد مثل الصنم مكانه ,يتحدث بصرامة وقسوة ونظرات الكره تملا عيناه حينما تلتقيان بعينى جدها 
وضعت المشروبات والاطعمة وتحرك الجميع كى يتناولا مشروبا ,نهض جاد الى مكان المشروب وصب لنفسه كوبا من الشاى ,اقتربت منه رحيل وبيدها كوب من الماء ,,تعمدت ان تسكبها على وجهه بعدما تظاهرت بالسقوط امامه 
اغتاظ وظهرت علامات الغضب على وجهه وهو يمسح بيده الماء على وجهه وملابسه  قائلا فى غضب 
جاد : انتى ايه مابتشوفيش 
رحيل بضيق :  لاء بشوف بس واضح انك انت اللى مش بتشوف 
جاد ملتفا حوله كى يسيطر على غضبه :بصى  احسن  لك تمشى من اودامى دلوقتى 
رحيل بإستفزاز: ولو ممشيتشى يعنى هتعمل ايه ؟ هتقتلنى ؟
جاد بغضب : ده على اساس انى حاولت قبل كده ؟ انا معرفشى المكان اللى اتربيتى فيه الرجالة  بتتعامل فيه ازاى فيه مع الستات ,بس عندنا الراجل الحقيقى مايتعداش على اى ست مهما كانت حتى لو كانت طالعه من بيت زى بيتكم 
رحيل بغضب : انت انسان قليل الذوق 
سيطر على غضبه  وقد ضم قبضه يده فى قوة وتركها وانصرف  بإتجاه الخيمة التى يجلس فيها الرجال 
عضت على شفتيها فى غضب  واتجهت للداخل كى تصعد الى غرفتها 
ضغطت زر المصعد ودلفت لداخله ,ضغطت زرالدور فى تأفف , وانتظرت حتى يغلق الباب لتفوجئ بيد تفتح الباب قبل اغلاقه ,فوجئت بجاد يدخل الى المصعد ,نظرت اليه بإحتقار 
دخل وانتظر حتى اغلق الباب ,فجاة ضغط زر توقف المصعد فإرتعبت وقالت محاوله التظاهر بالشجاعه وهو يتقدم ناحيتها حتى التصقت بحائط الاسانسير
رحيل : انت وقفت الاسانسير ليه ؟ لعلمك جدى لو ....
جاد بقسوة : جدك ولا يقدر يعملك حاجة ,,بصى يابنت الجارحية واضح انك زى مابيقولوا عليكى حد متدلع وتافه وانا مش فاضى لك فاحسن لك تبعدى عن طريقى وبلاش تزودى النار اللى بينا وبين عيلتكم 
اغتاظت لاهانته لها وحاولت ان تبعده بيدها وهى تقول بعصبية 
رحيل : انت انسان مغرور فعلا زى مابيوصفوك ,,انا  كل اللى كنت عاوزاه انى اشكرك وبس ...بس انت اللى مريض وقلبك اسود 
ازاحته من طريقها بعدما تراجع للخلف  وضغطت زر الصعود ,نزلت الدور الذى فيه غرفتها ,,بينما زم هو شفتيه فى ضيق 
فى الصباح لم تتناول الإفطار مع جدها والباقون فى المطعم واكتفت بالمشى على البحر 
كانت شاردة وغاضبة من وصفه لها بالتافهة والمدللة  وان كانت ليست المرة الاولى لها التى توصف فيها بهذه الكلمات المهينة والتى تتنافى مع طبيعه شخصيتها الا ان هذه المرة اغضبها نظرته اليها وكأنها تسعى ورائه 
لمحته قادما من بعيد وهو يتحدث فى هاتفه  كعادته فرمقته بغضب قبل ان تنسحب للداخل بسرعه 
مساء اليوم  الح عليها جدها ان تنزل معه للسهرة عند البحر الا انها رفضت بعدما علمت بوجوده هناك 
ظل جاد طوال السهرة يراقب ظهورها خاصة بعدما وجد صالح وحده 
الا انها لم تظهر ,ظل طوال الليل يتجول داخل غرفته فى ضيق بسبب تفكيره بها,
كان الصباح قد اشرق فى ساعاته الاولى ففتح البلكونة ونظر منها ليجد رحيل تتمشى على البحر بفستان ابيض  يتطاير من هواء البحر 
راقبها قليلا قبل ان يلاحظ ظهور رجلان  اجنبيان من النزيلان بالفندق يقتربان منها فى تعمد 
لم يتمالك نفسه وغادر حجرته مسرعا حتى انه لم ينتظر صعود الاسانسير اليه لينزل مسرعا على السلالم ,حين وصل اليها وجد الرجلان يحتكان بحديث معها ويبدو من ملامحها الغاضبة انها تحاول تفاديهم 
اقترب ورجل منهم يمد يده بإتجاهها ليجد يد جاد تمسك بها بقوة قائله بلغه انجليزية سليمة 
جاد : من سمح لك انك تمد يدك عليها ؟
تراجعت رحيل للخلف ,بينما ابتسم الاجنبى فى برود قائلا بإستفزاز 
الاجنبى : وما شأنك انت بها ؟ لا اظنها تمانع ؟
لم يتردد جاد فى ان يلكمه بقوة فى فمه ليسقط الرجل ارضا  وفمه ينزف دما ليقترب صديقه الاخر محاولا ضرب جاد والذى اسقطه هو الاخر بضربة اخرى قبل ان يسحبها من يدها بقوة مبتعدا عنهم 
سحبت يدها من يده بقوة لتوقفه قائله فى غضب 
رحيل : سيب ايدى ..انت مين اداك الحق انك تجرنى بالطريقه دى 
جاد بغضب : يعنى هى دى شكرا بتاعتك ولا كنتى عاوزانى اسيب الاتنين دول يمدوا ايدهم عليكى ولا يكونشى الموضوع كان عاجبك من اساسه 
لم تتمالك نفسها من الغضب ورفعت يدها كى تصفعه على وجهه الا انه امسك بيدها بقوة  ,تلاقت اعينهم مطولا  قبل ان  تتمالك نفسها وتسيطر على مشاعرها الغاضبة
رحيل بغضب : انت كل يوم بتخلينى اكرهك عن اليوم اللى قبله ,انا عرفت ليه جدى بيكرهك كل الكره ده
ابتسم ساخرا : جدك اساسا مبيعرفش يحب حد.ده شيطان عايش فى دور انسان 
رحيل بعصبية : اخرس ,,جدى ده احسن منك ومن عيلتك كلها 
قالتها وهى تنزل يدها وتسير مبتعدة الا انه جذبها من ذراعها ناحيته وعيناه القاسيتان تخترقان عيناها قائلا فى تهديد 
جاد : خليكى فاكرة انى  حذرتك من الاول تبعدى عنى وياريت لو تبعدى نفسك عن دايرة الكره دى كلها 
لم تجبه وهى تبعد عنه متجهة للداخل 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close