اخر الروايات

رواية دائرة العشق الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم ياسمين رجب

رواية دائرة العشق الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم ياسمين رجب


اخبروه مرارا انني احببته فوق الحب حبا.... اخبروه بأن الشوق حرق ضلوعي ومزق اوتار قلبي......... فقط اخبروه
بأنني اشتاق إليه كلما داعبت اشاعة الشمس جفون عينيه فأغمضهم...... مزقوا تلك الدفاتر القديمة التي سطرتها في ليالي هجره.... مزقوا عتابي له.... احرقوا تلك الاوراق التي سطرتها دموعي وليست اقلامي.... ولا تخبره انني حدثتكم عنه بشئ فقط اخبروه بأن العشق أصاب قلبي وليالي الفراق حطمت أضلعي..... فقط اخبروه بأنني انتظر✋
_____________
خرج ريان من السرايا وانطلق السائق بالسيارة إلى مكان فارغ يخلوا من اي احد بينما نظرت يارا حولها وقالت بتساؤل...
:_هو وقف ليه
طالعها ريان بنصف ابتسامه وقال بهدوء....
انزلي الاول...
ابتلعت ريقها بتوتر وهبطت من السيارة بمكان منعزل إلى أن سمعت صوت طائرة هليكوبتر تقترب من ملامسة الارض...
اخفت وجهها بذراع وهي تتخفي من برودة الهواء اثر مروحة الطائرة...
اتسعت ابتسامته حينما ضمت جسدها إليه بخوف ورعب كان هو كالسد المنيع يخفيها بصلابته وقوته التي يهابها الجميع.....
هبطت الطائرة واشار القائد لريان الذي هتف بمكر.....
:_اول مره اعرف ان حضني حلوا...
كانت مغمضة العينين خائفة ومضطربة ولكنها هدأت حينما سكنت بين ضلوعه....
ابتعدت عنه بتوتر حينما سمعت كلماته ولكنها تفاجأت ب- فاطمة
قد صعدت للطائرة...
:_هي دادة رايحا فين ولمين الطيارة دي....
وضع يديه بجيوب بنطاله وعينيه تركزت داخل بؤبؤ عينيها حتى اصابها بالتوتر حينما لمست يده اصابعها وقال بصوت أقرب للهمس......
:_انتي واثقة فيا....
سارت رجفة شديدة بأوصالها وقد حملقت به بذهول حينما تفوهت دون وعي....
:_اكتر من نفسي...
تجسدت ابتسامة قد تلاعبت على شفتيه وتناغمت لحروفها الهادئة.... ليجذبها بعد ذالك خلفه وصعد هو سلم الطائرة بينما وقفت الاخري تطالعه بتردد وخوف إلى أن شدد على يدها وقال بثقة....
:_اطلعي متخافيش طول ما انا موجود.... أطلعي يا يارا..
حروف اسمها التي تلاعبت على شفتيه نبرته الرجولية حادة الطباع وخشنة إلا انها تلامس القلب بجنون وشغف...
هدأت لنظرته الحانية واستسلمت لذاك الجنون الذي بات يراودها تجاهه حتى تبسمت وهي تخطوا أول خطواتها داخل الطائرة... لتتفاجأ بيده التي جذبتها بقوة إلى داخل احضانه.... حتى ارتطمت بصدره ولمست بشرتها الناعمة..
جانب وجهه حتى شعرت بشخونة لحيته النامية... واخترقت رائحة عطره الفرنسي حواسها.... كأنه ليهب مشتعل انفاسه الحارة لفحت جانب وجهها واضرمت لهيب العشق بداخلها...... انفاسها المضطربة... وخفقان قلبها المتوالي كأنها بملحمة وهاهي طبول العشق تقرع بينهما..
تشعر بقوته وصلابته حينما ضغط بيده على خصرها كأنه يتعمد اضعافها... يتعمد ان يقربها إليه دون الاشفاق عليها
هو الذي لم يجيد قانون العشق إلا بين يدها فعليه الثأر من عينيها عليه إن يشعرها بتلك المشاعر الحارقة حتى تحترق مثله... تذوب كما تذوب شموع الحب من الاحتراق...
جمعت شجاعتها و ابتعدت عنه بخجل وهي تتحاشي النظر إليه هي ضعيفة و هزيلة ليس لديها القدرة على مواجهة هذا العاشق....
كانت عينيه تلتهم ملامحها الخجولة وهو يتجه إلى مقعده و اجلسها بجواره قائلا بهدوء يتنافي عن لهيب صدره...
:_اهدي علشان الطيارة هتتحرك دلوقتي...
التفتت إليه وقالت بحيره......
:_هو احنا هنروح فين...
تنهد بعشق من تساؤلاتها المتكررة فهتف بهدوء....
:_اولا.. راجعين القاهرة.... ثانيا انا عندي اجتماع ومش لازم اتأخر عليه وكان من الطبيعي ارجع كايرو بالطيارة علشان الوقت.... ثالثا وده الاهم.... متسأليش تاني انا جاوبتك على كل الأسئلة....
لوت ثغرها بتهكم وقالت.....
:_وهي العربية مكنتش هتوصلنا... انا بخاف من القطر تيجى انت تجيبلي طيارة.....
ازدادت ابتسامته اتساع حتى تحولت إلى ضحكات خافته
وهو يري تذمرها وحنقتها من الطائرة.....
بينما صرخة الاخري بهلع حينما شعرت بحركة الطائرة وهتفت بصراخ......
:_هي هتقع ولا اي لا انا عايزه انزل نزلني لو سمحت....
رأي خوفها وهي تتشبث بيده وصوت صراختها اخترق مسمعه حتى هتف بنبرة جامدة..... يارا اهدي في ايه....
شهقت بخوف وهي تتمسك بيده بقوة وقالت بخوف....
:_لا نزلني بالله عليك يا ريان انا خايفه نزلني...
مد يده واجبرها على النظر إلى عينيه وقال بنبرته التي تأثرها تغيبها عن الواقع....
:_بصيلي هنا وانسي انك راكبه طيارة اصلا....
صرت على اسنانها بخوف وهي تنظر إلى حدقيتين بلون امواج البحر.... حدقيتين من غيوم السماء غموض وسحر ألقي به على حواسها حتى هدأت بالتدريج وتاهت بسحره تاهت بتلك الامواج المتناغم مع الضوء فأخترقت جدار الخوف بداخلها و أحتل العشق نظرتها.....
_____________
بينما كانت فاطمة تتابع تلك النظرات وذاك البريق اللامع بعينيهم..... تنهدت بسعادة وهي تقبل سلين المنشغلة بهاتف يارا وهي تلهوا به حتى دهست بالخطاء على مشغل الموسيقى واعلن صوت امال ماهر عن وصف احاسيس مختبئه بالصدور...
رايح بيا فين ولفين مشاعري مودياني
دي وصلت مشاعري معاك لدرجه مخوفاني
وانا معاك بقيت مستغربه من كل حاجه
وليه كل حاجه معاك بقت مستغرباني
كلام في سرك حبي ليك مش من شويه
معرفش دا محسوبلي ولا محسوب عليا
بس اللي انا عارفاه ان انا وجودي في حياتك
مسأله موت او حياه بالنسبه ليا
انا ازاي بقيت في الحاله دي اللي وصلت ليها
جيت احكم مشاعرى جيت انت واتحكمت فيها
دا كان نفسي امسك نفسي ومقولكش حاجه
لقيت كل حاجه داريتها بحكيلك عليها
كلام في سرك حبي ليك مش من شويه
معرفش دا محسوبلي ولا محسوب عليا
بس اللي انا عارفاه ان انا وجودى في حياتك
مسأله موت او حياه بالنسبه ليا
____________
بسرايا الحاج عبد العزيز.....
تم عقد القران وسط اصوت الرصاص والزفة الصعيدية التي تبهج القلب برجالها وذاك الوقار المعروف بسمات كبارهم....
بغرفة سلمي...
جلست مرام بجوارها وهتفت بحنو.....
:_ايه يا سلمي هتفضلي ساكته كده كتير.....
كانت عينيها متصلبة في الفراغ وكأنها ذبيحة وقتيلة بمعركة العشق والكرامة....
بينما هتفت همس بحزن....
:_لك والله ما بيصير هيك... حتى ما قبلتي تنزلي لتحت وتحضري الزفة... حرام عليكي يالي عم تعمليه بحالك وب-كريم
اغمضت عيناها بحزن وضيق وهي تصم آذانها عن احاديثهم المتكررة....
لتهتف همس بغيظ.....
:_انتي ليش صايرة هيك كأنك حجر مو بشر.... فكري بخالوا فكري بكريم شو ذنبوا المسكين تعملي في كل هالشي... والله انتي وحدة بلي مخ سلمي....
صمتت همس حينما لاحظت جمودها فكادت تعنفها مجددا إلى أن لفت انتباهها رسالة واردة لهاتف سلمي... والاغرب من كل هذا ان المرسل هو جاسم....
حدقت همس بالهاتف بغضب وكادت تأخذه إلى أن يد سلمي جذبته بقوة وهي تخفي بعيدا عن يد همس....
روادها الشك تجاه هذا الجاسم... ولم يطاردها بعدم
اصبحت على اسم رجلا اخر... وما زاد حيرتها هو تعابير وجه سلمي التي شحب وجهها من التواتر والقلق......
_________
بعد أن هبطت الطائرة استقل ريان السيارة التي كانت بأنتظاره حتى اعادتهم إلى الڤيلا....
اعادتهم إلى حيث نبض القلب بالعشق... وبداخل كلامنهما شعور جديد....
وقفت السيارة وهبط منها ريان بصحبة ابنته وفاطمة.... وتلك الحورية الصغيرة...
دلف الجميع للداخل وقد كانت السعادة تغلف وجههم للمرة الأولى إلى أن تلاشت بشكل جذري حينما ركضت تلك الفتاة واحتضنت ريان قائلة بسعادة....
:_حبيبي وحشتنى اوي اوي...
جف حلقه وعينيه قد اضرمت بها نيران الغضب من هذا المشهد البغيظ....
بينما اشتعلت نيران الغيرة بقلب تلك العاشقة التي اغرقت عينيها الدموع وكادت تموت قهرا بمكانها ولكنها هدأت تدريجيا حينما هتفت الفتاة بحب.....
:_وحشتني اوي يا أبيه....
ابعدها ريان بهدوء وهو يبتسم رغم عنه قائلا بنبرة تشبه الجليد....
:_وانتي اكتر يا أسيا...
تهجمت ملامحه حينما اقتربت منه والدته وقالت بنبرة حزينة....
:_آسيا بس الي وحشتك طيب وانا....
كانت نظرته تنم عن كم الوجع بداخله ذاك الآلم الذي بات
يحرق بصدره كأنه مزيج من حقد وكراهية لماضي أليم.....
اقتربت منه والدته وهي تضم وجهه بين كفيها قائلة ببكاء.....
:_هتفضل قاسي كده لأمتي....
ابتلع ريقه بغضب وهو يبعد يدها عنه بحظر قائلا بصوت أجهش....
:_البيت بيتكم انا لازم امشي عندي شغل...
ألتفت للاتجاه الاخر فوجدها تنظر إليه بحيره وتساؤلا عديدة تتمني ان تعلمها... بينما كان هو يتمنى ان يحتضنها
شعر بالضعف و الآلم الذي احتج اوصاله... ارد ان يخبئ نفسه بداخلها يخبرها عن سنوات ذاق بها اشد انواع العذاب حتى اصبح قلبه من فلاذ وتملكت القسوة من قلبه....
كاد يغادر إلى أن اوقفته جملة توفيق رسلان وهو يردد.....
:_لو مش متقبل وجودنا في بيتك تقدر تقولها بشكل مباشر بلاش طريقتك دي....
عم الغضب عينيه وهو يلتفت لوالده الذي وضع كلتا يديه بجيوب معطفه...
بينما اقترب منه ريان وابتسم بسخرية قائلا بنبرته القوية.....
:_انا عمري ما اتعلمت اهين ضيوفي ولا اطردهم بره بيتي زي باقي الناس...
ابتسم والده بسخرية وقال...
:_ده انت اسود بقا معقول مش قادر تنسي كل السنين دي مغيرتش فيك حاجة....
تنهد ريان بسخرية وعينيه مسحت ردهة منزله ثم هتف بنبرة ساخرة.....
:_قلبي اسود.... تؤتؤ يا سيادة اللواء.... ده الايام هي الي
غيرته... قلبي كان نضيف بس حيطان المدرسة الداخلية هي الي دمارته.... رفضك ليا وانت بترميني بره بيتك... هي الي حطمت كل البراءة الي كانت في طفولتي....
احتدت نبرته وهو يستعيد بعض من ذكرياته المريرة حتى تابع بغضب ونبرة محطمة.....
:_قعدتي زي الايتام في المدرسة ومحدش يسأل عني بالشهور هي الي غيرتني و قوتني خلتني حجر نار الي يقرب منها يتحرق....
بدأت الدموع بالتدفق إلى عينيه وهو يتجه إلى والدته وقال بغضب.....
:_حتى مراتك الي المفروض انها امي... كانت بتخاف تقرب مني.... حملتوني ذنب مش ذنبي ومع ذلك انا كبرت وبقا
ليا اسمي ومركزي بقيت ريان رسلان اصغر رجل اعمال في العالم... الرجل الفلاذ الي مبيتقهرش... وعمري ما احتاجت لعطفك و لا اسمك...
انا كنت ومازلت قوي ومش مستعد اخسر نفسي علشانكم....
:_وياتري هتربي بنتك على نفس الكره ده....
قالها توفيق بضعف...
عادت الشراسة لذالك الفهد وهو يصرخ بغضب....
:_عمري ما هربي بنتي على الي انا اتربيت عليه.... سلين هي الحاجة الوحيدة الي بعيش علشانها ولو حد فكر مجرد
تفكير يقرب منها همحيه من علي وش الدنيا.....
انهي حديثه ورحل بينما انهارت والدته وجلست على ركبتيها وهي تبكي بمرارة إلى أن اقتربت منها آسيا وقالت ببكاء....
:_ماما بليز متبكيش اكيد ابيه ريان هيرجع ليكي زي زمان... صدقينى هو بيحبك اوي بس لسه مش قادر ينسي...
رفعت عينيها الممتلئة بالدموع وقالت بقهر.....
:_ريان عمره ما هينسي قلبه مسكون بالوجع ومفيش حد هيقدر يمحي الوجع الي جواه...
بينما كانت يارا تمزقها حروفه التي هتف بها... هل عاني كل هذا تري كيف تحمل تلك الضغوطات..... ذاك الظلم حتى وقف على قدميه واصبح قاسي.. هو يحتاجها بجواره ولن
تتركه كلفها الامر.... سيحيا قلبه من جديد ويعزف على اوتار العشق... وهي ستكون من تأخذ بيده إلى محراب عشقها...
تنهدت بأسي وهي تأخذ سلين من يد فاطمة ثم اقتربت من والدته وقالت بنبرة هادئه....
:_مش عايزة تشوفي حفيدتك..
نظرت إلى ذاك الصوت البرئ وهي تبتسم حينما رأت جمالها الاخذ للعقل ثم اتجهت ببصرها إلى حفيدتها وهي تبتسم بسعادة قائلة بحب....
:_سلين حبيبتي.... شايفة يا آسيا بنت ريان جميلة ازاى...
اتسعت ابتسامة آسيا وهي تحملها بحب حتى اقترب
توفيق منها ومسد على شعرها بحنان قائلا....
:_شبه ريان اوي وهو صغير...
كانت الصغيرة تترقب ملامحهم بهدوء وكأنها تتعرف عليهم... إلا انها نظرت لرفيقتها وقالت بنبرة تشبه البكاء....
:_يا يايارا
:_هي بتقول ايه..... قالتها اسيا بتساؤل...
بينما اتجهت فاطمة بسعادة وقالت بحب دي بتنادي على يارا اصلها تبقى...
مربية سلين..... قالتها يارا مسرعة حتى نظرت لها فاطمة بدون فهم فهي ارادت ان تخبرهم بحقيقة زواج ريان ربما يسعدوا بأختياره....
اقتربت يارا وحملت الصغيرة بهدوء.. التي ما ان حملتها حتى صفقت بسعادة وهي تحتضن يارا بحب....
رمقها الجميع بقلق وقال توفيق بتساؤل.....
:_انتي بتشتغلي هنا من زمان... شكل سلين متعلقه بيكي زيادة....
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت...
:_لا من كام شهر بس....
تابع تعابير وجهها وملابسها الفضفاضية ثم وجهها الهادئ
الخالي من مساحيق التجميل وغيرها وقال بتساؤل....
:_انتي عيلتك منين وخريجة ايه....
نظرت لفاطمة بتوتر ثم قالت بتعلثم....
:_انا والدي ولدتي متوافين.... واتخرجت من كلية حقوق بس مشتغلتش علشان كده دادة فاطمة هي الي جابتلي الشغل ده لحد ما اتشغل.....
اممممممم غمغم بها بهدوء حتى كاد يهتف بأسئلته إلى أن قاطعته زوجته قائلة برجاء......
:_خلاص يا توفيق هو تحقيق...
ارتخت ملامح يارا حينما هتفت والدة زوجها وقالت بحب.....
:_روحي انتي يا بنتي.. واعملي فنجان قهوة مظبوط لتوفيق بيه يا فاطمة....
اتسعت ابتسامة فاطمة وهي تتجه للمطبخ حتى لحقتها يارا وقالت بهمس.....
دادة لو سمحتي ممكن طلب...
نظرة لها فاطمة بأبتسامة قائلة بهدوء.....
:_خير يا بنتي...
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تقترب منها قائلة برجاء....
:_مش عايزه حد يعرف بجوازي انا وريان ارجوكي يا دادة...
هدأت ملامح فاطمة وقالت بتفهم....
:_حاضر يا بنتي... الي تأمري بيه..
اتسعت ابتسامة يارا وقالت بمشاكسة....
:_حبيبتي يا دادة ربنا يخليكي.... سبيني بقي اعمل القهوة لحمايا
قهقهة فاطمة بخفة وهي تتناول الصغيرة قائلة بسعادة.....
:_ربنا يسعدك يا بنتي والله ريان طيب ويستاهل كل خير....
ابتسمت بخجل وهي تبدأ في عمل القهوة....
______&_________
على الجانب الآخر
ظل يجوب مكتبه ذهابا و ايابا
وكم الغضب الذي سكن قلبه..... لم عادوا إلى هنا... لم لا يتركوه وشأنه فكيف يستطيع تحمل رؤيتهم امامه... يذكروه بالماضي وما عانه بسببهم....
ضرب يده بحفة مكتبه وهو يضع وجهه بين كفيه كأن قلبه يعتصر من الألم.....
ابو الصحاب......
قالها عماد بمرح وسعادة وهو يجلس امامه... وما ان رأي عينين صديقه المشتعلة بالغضب حتى ابتلع ريقه بتوتر قائلا....
':_انت روحت الڤيلا....
صمت عماد مجددا وهو يتابع بتوتر......
:_انا مكنتش عايزهم يرجعوا بس صدقنى انا خلصت
الصفقة و آسيا كلمتني وقالت انها عايزة تشوفني لم رحت هناك لقيتهم مرتبين كل حاجه و اصروا انهم ينزلوا معايا..... وخصوصا ان اسيا وطنط ضغطوا عليا علشان مقولكش حاجة.....
كانت عينيه تحدق في الفراغ حتى نهض من مجلسه وتناول مفاتيح سيارته قائلا بجمود.....
:_احضر انت الاجتماع ده و لوا فادي كتر معاك اكسرلوا رقبته لاني لو حضرت واستفزني بكلمة هفضي مسدسي في دماغوا.....
ومتنساش تكلم احمد يرجع الشغل من بكرا....
بس انا كنت....
هتف بها عماد ولكنه تفاجأ بخروج ريان دون يستمع إليه فقال بيأس....
:_يلا هروح اشوف الزفت الي اسموا فادى مع انه تبت ورخم... هو يوم باين من اوله مش كفايه البت ام لسان معوج الي جابتلي الضغط...
______________
بسرايا الحاج...عبد العزيز....
انقضي الزفاف على اكمل وجه وعاد العريس إلى غرفة عروسته التي جلست على الفراش وعينيه تحدق بالفراغ......
ابتسم بسخرية وهو يقف امامها ويلقي ما بيده قائلا.....
:_المنديل..
رفعت عينيها الممتلئة بالدموع وهي ترمق ما ألقي به قائلة بعدم فهم.....
:_يعني ايه مش فاهمه...
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه وقال....
:_يعني اهلك مستنية اثبات برائتي وبرائتك انتي كمان....
طالعته بغضب فتابع الاخر.....
:_مستنية يشوفوا المنديل ده وعليه كرامة ابوكى....
وقفت من مجلسها واخرجت تلك السكين ثم قالت بغضب....
:_اوعا تكون فاكر اني هسمحلك تقرب مني مهما حصل..... لاني ببساطة يا كريم بكرهك ومش طايقة اشوف وشك.... وصدقني الموت اهون عليا من انك تلمسني....
رمقها شرز وقد تملك الغضب من قلبه ثم اقترب منها بوعيد وهي تتراجع للخلف حتى جذبها بقوة بعدم اخذ منها تلك السكين وقال بنبرة غاضبة......
:_انا صح وافقت اتجوزك بس مش علشانك.... ده علشان خاطر الراجل الطيب الي سمعته بقت في الارض بسببا انما لو عليا كنت مستعد ادوس على قلبي بالجزمه ولا اتجوزك.....
شعرت بغصة مريرة بحلقها فقالت بنبرة اوجعت رجولته...
:_انت بس بتداري على وجعك لانك ببساطة مش هتقدر تاخد حاجة غصب عني... وحتى لو اخدت هبقي معاك جثة لوح تلج.... وو
لم تكمل ما ارادت اخباره به... فقد هجم على شفتيها بجنون وغضب... قبلها بقوة حتى بث بها غضبه وكراهيته التي تمتلك قلبه بسبب افعالها...
ارادت الابتعاد عنه التملص منه قبل أن يسيطر كليا عليها ويتحكم بمشاعرها..
لكنه اطبق بيده اسفل عنقها... وتحكم بشفتيها قبلته معذبها لها ولكنها تعذبه اولا يشتاق إليها ولكن عناد العاشقين دائما اقوي....
بدأت بالضعف والانهيار امامه كل غضبها بدأ يتلاشى... حتى هو هدأت قبلته وبدأت في التحول إلى قبلة عاشقة تبث جنونه.. شفتيها المسكرة انسته فعلتها
فسارت يده على امتداد ظهرها وبدأ في ضمها إليه بشغف وجنون رغبة في تملكها....
بينما كادت الاخري تففد وعييها وهي تتمسك بقميصه ربما لا تسقط الان...
رجعت للخلف وهو يقودها بشفتيه حتى تمددت على الفراش بينما اطبق هو على كفيها وشبك اصابعه بأصابعها وهتف بنبرة اعدتها لواقعها.....
:_اقدر اخد اي حاجه بس انتي متلزمنيش......
فتحت عينيها وحملقت به حتى رأته يبتعد عنها وابتسامة نصر تجسدت على شفتيه ثم تناول السكين والمنديل وقال بسخرية.....
هما محتاجين دليل وانا هبعته من غير ما اقرب منك...
نظرت له بعدم فهم حتى وجدته قد غرس السكين بيده لتتناثر الدماء فوق المنديل وصبغته باللون الأحمر.... دماء عشقه... ام دماء خيانتها......
___________
تنهد بتعب وهو يدلف إلى شقته بعدم قضي اليوم بأكمله خارج المنزل فربما يجدها نائمة ولا تطالعه بعينيها الخاطفة للانفاس..
خط اول خطواته داخل الغرفة حتى استوقفها صوتها البكاي فوق سجادة الصلاة... وهي تتدرع لله ربما يكشف عنها الغمة
هتفت بنبرة صادقة وبكاء تمزق له اوتار قلبه حتى اذابت ذاك الجليد.......
:_يارب انت عارف اني مظلومه واضعف من اني اقتل حشرة... انا كنت مستنية البيبي اكتر من حسن... كان
عندي امل انك تعوضني عن وحدتي..... يمكن في لحظة ضعف هددت اني ممكن اقتله... بس كان من وجعي..... انا ظلمت حسن وشكيت فيه..... بس يارب متعاقبنيش على سؤ ظني فيه.... انا خلاص مليش غيروا هو الوحيد الي ليا...
ظلت تناجي و تتدرع لله عله ينجيها مما اسقطتها به تلك الخبيثة صافي....
نهضت من فوق السجادة فواجدته واقفا بجوار الفراش... وعينيه بها نظرة حزينة متعبة.. اشتياق وعشق احتج كلاهما....
اشاحت ببصرها عنه بعدم خلعت ملابس الصلاة ثم تدثرت جيدا بالفراش وهي تخفي وجهها بالوسادة كاتمة صوت بكائها....
اصاب الآلم صدره كيف يقسوا على معشوقته... كيف يخيفها و ينهرها... ألا يثق بها...
عنف نفسه مرار ثم ابدل ملابسه وعاد إلى الفراش.....
شعر بتلك البرودة تسري بأوصاله هاهي بجواره ولا يستطيع لمسها ضمها إليه.....
تنهد بتعب وهو يقترب منها بعشق انتصر على عناده... ليضمها إليه من الخلف وتنهد بحرارة في تجويفة عنقها قائلا بصوت عاشق.....
:_انا اسف يا أسيل....
انهي حروفه حتى تفاجأ بها تلتفت إليه وهي تحتضنه بقوة قائلة ببكاء مرير.......
:_متسبنيش تاني يا حسن.... انا مليش غيرك انت وماما زينب.....
كان صوتها الباكي يمزق اوتار قلبه يأثره بجنون ابعد وجهها عنه وهو يقبل كفيها.....
:_عمري ما هبعد عنك.... ولا هفكر ابعد ده انتي روحي يا أسيل...
شهقت ببكاء وقالت بنبرة اضحكته.....
:_يبقى توعدني دلوقتي انك عمرك ما تسبني وتفضل معايا لحد ما اعجز فاهم....
اتسعت ابتسامته وهو يقبل جانب وجهها قائلا بنبرته العاشقة......
:_عمري ما هبعد ولا هقدر ابعد عنك يا روح روحي.....
اتسعت ابتسامتها وقالت بمكر متعمدة اثارة غضبه.... بجد يعني مش زعلان خلاص كده هنام وانا مطمنة تصبح على خير يا حسن....
أولته ظهرها وهي تحاول كتم ضحكاتها ليهتف الاخر بوجه عابس.....
:_نعم تصبح على خير يا حسن....
ده انا اصور قتيلة الليلة دي...
جذبها بقوة حتى اجبرها على النظر إلى عينيه وقال بمكر....
:_يعني انا اصالحك وانتي تقولي تصبح على خير يا حسن...
ده انتي ليلتك سودة...
ضحكت بخفة وهي تداعب شعيرات ذقنه النامية وقالت..
:_ليلتي سودة ليه بس...
ايتها الصغيرة من اين لكي بهذا المكر و الدهاء متي اصبحتي تتقني فنون الاثارة والقتال دون هدر الدماء....
ابتلع ريقه بتوتر وهو يشبك اصابع يده بيدها وقال بهمس...
:_الليلة هتكون فيها..... عتاب
.. وصلح... قاعدة عرب.... ونشوف مين غلطان في حق التاني.... وانا هصدر حكمي عليكي...
طالعته بعشق وقالت بنبرتها القاتلة......
:_وانا مستعدة لحكمك يا سيدي القاضي..... ان شأت انهرني بأحاديثك المعذبة.... وان شأت اطلق رصاص رحمتك واقتلني... ولكن لا تتركني لاحد يصدر حكمه... كنا منصف يا سيدي..
اتسعت ابتسامته وهو يوزع سيل من القبلات على جانب وجهها حتى غاب وسط تلك الحروف التي هدرت بها بينما استقبلت الاخري حروفه بجنون وشغف عشق واثارة كأنها تخبره بمدي اشتياقها إليه....
_________
انقضي الوقت ومازالت واقفة خلف شرفة غرفتها تنتظره بلهفة وقلق عليه... فقد عاد عماد باكرا واخبرهم انه خرج من الشركة دون ان يحضر اجتماع اليوم....
اصبح القصر يسكنه الهدوء بعدم نام الجميع... وبدأت نسائم الهواء تداعب بشرتها حتى اصبحت بارده... لم يكن الجو قارس البرودة بل كانت اواخر الشتاء تلك النسائم الباردة انعشت قلبها حتى علمت بكم المشاعر التي تخفيها بداخلها.....
سمعت صوت سيارته وهي تراه يترجل منها بوقاره المعتاد.... لم تكن تعلم بم عليها اخبارها وبما تواسيه ولكنها عزمت امرها على محادثته....
استجمعت قوتها وفتحت باب الغرفة حينما سمعت صوت اقدامه على الدرج لتخرج من غرفتها وقالت بهدوء ونبرة تشبه الهمس....
:_ريان ممكن ثوانى...
ألتفت إليها وعينيه تكاد لا تري وجهها من شدة آلم رأسه فقال بنبرة متعبه..... نتكلم الصبح لاني مصدع وتعبان....
نظرت إليه بحزن وهي تراه بهذا الضعف للمرة الأولى....
لتعود إلى غرفتها مجددا بعدم اصابها اليائس والضيق.....
ولكنها ابتسمت بهدوء حينما تذكرت شيء ما.....
________
بغرفه ريان....
دلف للغرفة بوجه مظلم يكاد يختنق من الضيق وما زاد الامر سوء آلم الرأس الذي اصابه... تنهد بضيق وخلع معطفه وقميصه الاسود ثم القي بجسده فوق الفراش.... حتى طرق عقله هيئتها قبل قليل.... تري لم انتظرته..... وما كانت تريد اخباره به.....
قطع ذاك التفكير طرقات خفيفة على باب غرفته لينهض من مجلسه واتجه إليه....... ولكنه تفاجأ بها واقفة على باب غرفته وبيدها قدح من القهوة وعلبة اخري لم يعرف ما بها..... لم تكن المشكلة بقدومها ولكن بهيئتها التي جعلت حواسه تلتهب بحرارة العشق..... منامة بناتية من القطن.... لونها الوردي كوجهها المصبوغ بحمرة الخجل.... وعينيها التي رسمتها بالكحل الاسود المعتم حتى برزت تلك الرماديتين...... بينما شبكت خصلات شعرها الاولي بدبوس الشعر وتركت باقي شعرها للعنان.....
بينما نظرت الاخري لعضلات بطنه السداسية وعظامه البارزة بأكتافه العريضة... مرورا بخصلاته التي تناثرت على وجهه بعشوائية.... وقالت بتعلثم ونبرة متوترة من حالته......
انا اصلي... هو انت اتأخرت... جبتلك قهوة علشان الصداع.....
طالع توترها بأشفاق وهو يشير لها بالدخول بينما جذب هو تيشرت ابيض وارتداه حتى يخفف من توترها... لم يكن يدري بأن عينيه حتى التي تصيبها بالتوتر.....
اغلق باب الغرفة واتجه إليها حتى ألتقت اعينهم في نظرة تحمل العديد من التساؤلات... فقال بهدوء..... انتي كنتي مستنياني لحد دلوقتي....
ابتلعت رايقها بتوتر وقالت بهدوء تنافي عما بداخلها.....
:_اصل انت اتأخرت وعماد كان بيقول انك خرجت من الشركة بدري... بس لم مرجعتش على البيت.... قلقت عليك....
كانت تتحدث وهي تخفض عينيها بالارض وتكاد تحطم اصابع يدها من فرط توترها..... فأبتسم هو بسعادة داخلية واتجه صوب قدح القهوة قائلا بنبرة عاشقة.....
:_انتي الوحيدة الي قلقتي عليا.. وحسيتي اني محتاج فنجان قهوة كمان.....
ارتخت معالم وجهها وهي تطالعه حينما ارتشف القهوة وقالت دون واعي........
لم قلت انك مصدع حسيت انك تعبان ومحتاج للقهوة وبعدين انا احساسي عمره ما خاب.....
تنهد بحيره من امرها بعدم وضع قدح القهوة وقال بتساؤل.....
:_ايه الي في العلبة ده......
اتسعت ابتسامتها وقالت.....
:_دي مجموعة زيوت للراس بس بتخفي الصداع تماما....
كان يتابع ملامحها المبهجة وعينيها التي تحدثت بنصر ليتمدد هو على الاريكة بمكر متعمد اقترابها.......
طيب يا ريت تعملي مساج لاني محتاج ليه...
نظرت إليه بعدم تصديق وهي تحاول منع نفسها من الاقتراب...
فبمجرد ان تقترب منه تخونها كل دوافعها..... ولكنها اشفقت عليه حينما رأت يده تعتصر جبهته....
لتقودها قدميها بدون هدي حتى وصلت إليه وجلست بجواره... ثم وضعت القليل من الزيت على يدها وبدأت بعمل مساج مريح لرأسه... توغلت اصابعها داخل خصلاته الناعمة حتى ارتخت معالم وجهه حينما شعر بلمستها التي تزيل كل اوجاعه.... لا يعرف لم هي فقط من تضعفه يخور امامها ويتصرف على غير عادته حتى انه يتعمد ان يقربها إليه.... ايعقل سقط بدائرة العشق دون ان يدري....
بينما تابعت هي عمل مساج رأسه بخجل وسعادة في الان ذاته وعلى وجهها ملامح العشق الطاغية..... لن تبتعد عنه مادام القدر جمعها به... فلن تستطيع الابتعاد عنه وهو بمثابة الاكسجين لها.....
كانت تمرر يدها بمؤخرة رأسه حتى رفعتها قليلا ولكنها وجدته يضعها فوق قدمها وعينيه اخترقت جدار عينيها....



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close