اخر الروايات

رواية دائرة العشق الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم ياسمين رجب

رواية دائرة العشق الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم ياسمين رجب



مدت يداها و ازاحت خصلاته المتناثرة بعشوائية وهي
تنظر له مطولا ولا تدري ماذا يعنيها حتى الان هل هو
معشوقها اما قاتلها خوفها... ام امانها وحمايتها تخاف عليه
وتغار من نظرات احدهن له تموت قهرا كلما همست الفتيات
بأسمه.... شعور جديد يحتج قلبها و يآلمها حينما يطالعها
اغمضت عينيها بتنهيدة حارة
ورغما عنها اقتربت منه وهي تطبع قبلة هادئه على مقدمة رأسه بهدوء
حتى شعرت بأنظاره شعرت بلمسته وحركة يده
فتحت عينيها ببطئ وهي قريبة منه هكذا فكانت خصلاتها
تخفي جانب وجهه
نظرت إليه برهة من الزمن وهي تحاول الابتعاد عنه ولكنه اطبق بقوة على يدها...
فأعادت النظر إليه بذهول وهي تهتف بتعلثم...
:_ريان انا.... اصلي كنت.. ااانت حرارتك...
قاطعها بنظرته الممزوجة بلهيب العشق رغم ضعفه وقال بنبرة ارهقت كل دوافعها....
:_ انا محتاجك خليكي جانبي...
قالها بضعف وهو يغمض عينيه بوهن و آلم.....
بينما تنفست الاخري الصعداء وهي تحاول جمح خوفها.. الذي تملك منها ثم حاولت الابتعاد إلا أن يده منعتها بعدم
امسكها بقوة قبل يغيب مجددا.. اعادت سحب يدها بهدوء حتى لا تزعجه ولكنها لم تستطيع بسبب قوته... تبسمت بهيام
وهي ترمقه بخجل من اقترابهم هكذا..
تنهدت بهدوء وهي تمد يدها الاخري بالدعاء الذي جلبته
من الاسفل واخرجت منه المنشفة المبللة.. ثم وضعتها فوق جبينه بعناية وكررت فعلتها مرة تلو الأخرى.....
_________
في الصباح
بسوهاج....
لك يا بنت على القليل حطي لقمة بتمك....
قالتها همس بنفاذ صبر..
بينما ازاحة سلمي يدها قائلة بتعب وعيناها المتورمة من كثرة البكاء.....
:_همس ارجوكي انا مش قادره لو سمحتي... انتي مش عارفه انا فيا ايه...
تركت الطعام من يدها واقتربت منها وهي تربت على كتفها بحنان..
:_والله حاسة فيكي وبعرف بشو عم بتحسي هلا بس كرمال الله فوقي لحالك.. شوفي اشلون صرتي... يا بنت
والله كتير متغيرة مانك سلمي ياللي بعرفها......
صمتت قليلا وهي تنظر لها قائلة بثبات.....
:_لا تنكسري هيك قومي احكي مع ابوكى خبريه بكل شي صار...
صارحي بل كي بيسامحك... روحي لكريم وعرفيه مشاعرك
وانك اكتير انجرحتي من يلي عملوا فيكي..... مو غلط انك تعتذري الغلط انك تضلي واقفة محلك...
ازداد بكائها وهي تضع وجهها بين كفيها قائلة ببكاء مرير....
:_ياريت يا همس.. ياريت كان ينفع... بس صدقينى انا
وكريم خلاص علاقتنا بقت مستحيلة... هو اتوجع مني... بس انا كنت بموت اكتر منه....
لكان ليه كملتي بالمخطط تبعك ليه ما صارحتيه بالحقيقة... ليه صعبتي الوضع هيك يا بنت احكي كرمال الله احكي....
بكت بصوت اكتر حتى ضمتها همس وقالت بحزن....
خلاص والله اسفه ما بدي زعلك بس خايفه عليكي...
ابتعدت عنها سلمي وقالت برجاء....
سبيني لوحدي يا همس ارجوكي سبيني لوحدي...
تنهدت همس بنفاذ صبر وقالت بهدوء.....
:_متل ما بدك بس اتأكدي اني ما راح اتركك لحالك شو ما صار...
خرجت همس من الغرفة واتجهت للاسفل وهي تبحث بعينيها عن كريم... ولكنها اصطدمت بصدر صلب وضخم حتى قالت بغضب....
:_ايه شو عم تمشي بضهرك ما فيك عيون...
رمقها جاسم بغضب وقال.....
:_اسف...
ثم هدأت نبرته وقال بتساؤل....
:_هي سلمي عامله ايه...
ابتلعت همس ريقها وقالت بتعلثم....
:_وانت شو دخلك... ما بيصير تسأل عنها...
تأفأف جاسم بغضب وقال وهو يهم بالصعود للاعلي....
:_خلاص انا هطلع اطمن عليها قبل ما اسافر..
جحظت عيناها بصدمة حتى اسرعت ووقفت امامه على مقدمة الدرج قائلة بغضب...
:_لك وين رايح مفكر حالك بفندق.... والله بيقتلوك هون...
مو عيب عليك بدك تفوت عغرفة بنت عازبية العمي على هدول الناس....
اغمض عينيه بنفاذ صبر وقال بضيق...
:_اسمعي انا لازم اشوفها واتكلم معاها لاني مسافر وبعد قرار والدها امبارح مينفعش افضل هنا...
لا ما رح تحكي...
قالتها بحزم ورفض وهي تشير بسباتها....
:_ليك انا متأكدة ان في مصيبة راح تصير من تحت راسك بس اتكد اني راح ضلني راقبك وما هسمحلك تفرق بينها وبين كريم...
اقترب منها جاسم وعينيه قد لمعت بالشرار حتى قال بنبرة اخافتها....
:_اكيد هنتقابل تاني وصدقيني وقتها اتمنا المح قوتك دي.... انا سايبك بمزاجي... ولم نتقابل هعرفك مين هو جاسم....
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تبتعد عنه قائلة بقوة مصتنعة....
:_اعمل شو ما بدك مو همس الحريري يالي بتخاف من رجال... العمي بقلبك شو غليظ....
ابتسم بسخرية وحمل حقيبته وخرج بها تحت انظارها الخائفة.... وهي تردد بتوتر...
:_لك ما اغلظك... والله بكل حياتي ما شفت حقير متلك..
___________
بأحدي العمارات على النيل...
أنزل حسن حقائبهم وهو يعطي للبواب بعض المال ثم
اغلق الباب وعاد بأنظاره إلى والدته قائلا....
:_وحشتك شقتك يا امي...
ابتسمت زينب بهدوء وهي تحرك كرسيها المتحرك قائلة بسعادة....
:_ده انا روحي رجعتلي انت مش متخيل البيت وحشنى قد ايه....
بينما ظلت اسيل واقفة بجوار الحائط تنظر للمنزل الجديد وهي تشعر بالهدوء والسكينة بداخله حينما رأت صور
زوجها على كل جدران المنزل... وما اسعدها هي ابتسامته المبهجة والمريحة للصدر....
هااااا يا أسيل عجبك البيت...
قالتها زينب بسعادة وحب وهي تقترب منها...
بينما انحنت أسيل لمستواها وقالت بسعادة.....
:_يجنن يا ماما خصوصا انه بيتك انتي..
صمتت قليلا و نظرت إلى زوجها وتابعت.....
:_وبيت حسن....
اشاح ببصره عنها وقال بجمود....
:_انا هدخل اغير هدومي يا امي... علشان هنزل اروح مدرية الامن....
روح يا حبيبي ربنا يوفقك...
قالتها امه بهدوء...
وهي تنظر إلى اسيل قائلة....
:_
شوفي جوزك يمكن يحتاج حاجه...
تبسمت بجمود وهي تتبعه حتى دلفت خلفه إلى غرفته التي تراها للمرة الأولى.....
غرفة ذات اساس هادئ شبابي بسرير كبير وخزانة متوسطة الحجم...
حملقت عيناها حينما خرج امامها
بالزي الرسمي.. خفق قلبها لرؤيته فهذه المرة الأولى التي تره بملابس عمله..
بينما اغلق هو ازرار قميصه وبدأ في البحث عن عن احد الملفات..
تحب اساعدك في حاجة..
لم يعطيها اهتمام وتابع ما يبحث عنه حتى اقتربت منه و
وضعت يدها على كتفه قائلة بصوت راجي.....
:_حسن بليز ممكن نتكلم...
نفض يدها بقوة وقال بغضب....
:_بيني وبينك مفيش كلام يا اسيل....
لمعت الدموع بعينيها وهي تحاول التماسك جيدا لتهتف بعدها بضعف....
:_لا في كلام كتير وانت هتسمعني...
لم يهتم لحديثها وكاد يخرج من الغرفة إلا انها وقفت
امامه وقالت بحزم.....
:_مفيش خروج من هنا قبل ما نتكلم...
وانا قلت مفيش كلام انتي ايه مبتسمعيش....
احتدت نظراتها وقالت بغضب وقوة تتنافى عن ضعفها...
:_وطلم مفيش بنا كلام رجعتني معااك ليه..
طلما مبقتش عايزنى ليه مطلقتنيش ورمتني هناك...
ليه رابطني بيك يا حسن ليه رابطني بيك..
كور يده بغضب وهو يرفعها فخبأت الاخري وجهها بين كفيها إلى أن سمعت اصطدام يده بالباب... فأبتلعت ريقها
بتوتر من غضبه ولون عينيه التي لمعت بشرارة الغضب....ثم فتح باب الغرفة ورحل تركها خلفه تبكي بقهر على ما وصلوا إليه...
خرج من العمارة بأكملها وقاد سيارته بجنون عيناها الباكية تحاصر عقله ولا تترك مخيلته خوفها وبكائها جعل قلبه يهتز من الغضب...
___________
تجاوزت الساعة العاشرة صباحا..
وبدأت اشاعة الشمس بمداعبة جفونه الناعسة... حتى فتح
عينيه الزرقاء وهو يتنهد بثقل احتل جسده.... شعر بشئ فوق جبهته فمد يده وهو يطالع تلك المنشفة بذهول.... ثم
شعر بثقل على ذراعه وشئ متمسك بقميصه حتى نظر بجواره......
فوجدها تغط بسبات عميق متمسكة به... كطفلة تحتضن ابيها... جميلة،ناعمة،بريئة كالاطفال.... لم يجد لها وصف
حتى الان ولكن ما أثار العشق بقلبه عيناها التي اخفتهم خلف رموشها... تمني للحظة ان يسرق من بستان شفتيها
المتكرزة.. قبلة تذيب جليد قلبه... تمني ان يحتضنها حتى يذيب عظامها ولحمها بين ضلوعه... اجل يتمنى الاقتراب،
يتمني العيش بين احضانها... ولكن هل تتمني هي ذالك.... تري هل ستكمل بزواجها منه ام انها ستتطلب الطلاق حينما تعود....
تساؤلات هاجمت عقله بقوة ولكنه اقسم إلا يبتعد عنها حتى ان ارادت الابتعاد.... وما جعله يقسم هو شعوره بما
تكنه بداخلها من مشاعر... عينيها الخائفة ضمتها له و استسلامها لقبلته... لم تكن سوي عاشقة له....
اتسعت ابتسامته وهو ينظر إلى يدها المشبكة بيده حتى ألتفت لها واصبح وجهه مقابل وجهها..
انفاس مختلطة ممزوج بأحاسيس جديدة مفعمة بنيران الشوق.....
ظل يفترس ملامحها ما يقارب ساعة... ولكنها بدأت في
استعادة وعيها حتى اغمض الاخر عينيه حينما لاحظ اضطراب جفونها....
تململت بنوم وهي تفتح عينيها بنعاس ما زال يرافق عينيها.... لكنها تفاجأت بنفسها نائمة بين احضانه متمسكة
بقميصه و كأنها تخاف فقدانه.... ابتلعت رايقها بتوتر وهي تمد يدها تتحسس حرارته... حتى ارتخت ملامحها حينما
شعرت بأنخفاض الحرارة...
لتبدأ بعد ذلك في النهوض خلسة حتى لا يشعر بها... ولكنها
تفأجات بيده القوية التي جذبت يدها بقوة واسقطتها بين احضانه مجددا....
نظرت إليه بتوتر وخجل وهي تهتف بتعلثم...
:_هو ااااااصل ااااااانا..
رفع حاجبيه وهو ينظر لها بتعجب بينها جف حلق الاخري وهي تحاول النهوض من فوقه... وقد احتل الخجل قسمات وجهها...
بينما ابتسم هو بهدوء وتركها حتى لا تموت من فرط خجلها....
إ
لا أنها بمجرد ابتعاده حتى ركضت إلى المرحاض ربما تختفي من امامه.....
__________
بغرفة علا في المندرة القديمة فقد انتقلت إليها بناء على طلب كبير العائلة
بدأت في ترتيب الملابس بالخزانة الخاصة بهم.. بعدم نظفتها في الصباح الباكر...
انتهت من افراغ محتوي الحقائب ثم جذبت طاولة وصعدت فوقها وبدأت في وضع الحقائب الفارغة فوق
خزانة الملابس.... ولكنها امسكت رأسها بآلم وقد شعرت بالدور الذي اصاب رأسها منذ عدة أيام... ربما لانها أهملت
صحتها وطعامها بعدم غضب منها زوجها....
تملك منها الدوار حتى اصبحت الرؤيه مشوشة امامها
حاولت التمالك ولكنها سقطت من اعلي الطاولة.... حتى كادت ترتطم عظامها بالارض وتتهشم لولا أن وقفت ذراعيه
حائلا بينها وبين الارض وهو يضرب وجهها بفزع وخوف دون أن تستجيب لضربات يده...
حملها بخوف و وضعها بالفراش ثم جذب زجاجة العطر وبدأ في نثره على وجهها قائلا....
:_علا حبيبتي مالك يا جلبي...
فتحت عينيها بضعف وهي تراه امامها اغروقت عينيها
بالدموع وهي تخفي وجهها بالوسادة
فأقترب الاخر قائلا بخوف....
:_يا علا مالك اجبلك دكتورة ولا فيكي ايه...
لم تجيبه و ازداد تشنجها وبكائها إلى أن فقد الاخر اعصابه وجذبها بقوة حتى جلست على الفراش ثم هتف بغضب.....
:_كفاية بكي وجوليلي فيكي ايه...
طالعته برهة من الزمن ثم قالت ببكاء.....
: _انت هتتجوز عليا.... مش اكده...
مسح وجهه بكفيه وهو يحاول امتصاص غضبه ثم قال....
استغفر الله العظيم... يا بت الناس مش ده طلبك... وانتي الي عيزاني اتچوز عليكي....
مسحت دموعها وهي تطالعه برجاء....
:_يبجي متنفذش الطلب ده... انا مش رايدك تتجوز وحدة غيري
نهض من مجلسه وقال....
:_سيبي الموضوع ده دلوجتي علشان انتي بألف رأي...
كاد يهم بالانصراف إلا انها نهضت مسرعة و وقفت امامه قائلة....
:_ادهم بالله عليك خليك ثوانى...
نظر لها بتعجب حينما اتجهت صوب الخزانة واحضرت
صندوق خشبي... ثم وضعته على الفراش وهي تفرغ محتوي الصندوق....
شعر بوخذة تملكت من قلبه حينما وقع بصره على عدد كبير من اختبارات الحمل... التي اعتادت على عملها كل شهر على امل ان يستجيب لها الله....
:
سمع انينها الخافت وصوت بكائها الذي تجاهد على اخماده... فأقترب منها وجلس على ركبتيه قائلا بحزن....
:_ايه فكر تانى بالموضوع ده... يا علا لازم تتأكدي اني عمري ما هفكر اتچوز ست غيرك....
اتسعت ابتسامتها وهي تشير إلى تلك الاختبارات قائلة ببكاء.....
:_فكل مرة كان عندي امل... كل شهر اجرب اختبار جديد...
بس في كل مرة بنكسر كل شهر بتوچع... مفجدتش ثجتي في الله واصل... لحد ما ربنا استجاب ليا...
طالعها بعدم فهم.. بينما اتسعت ابتسامتها من بين دموعها وهي تضع بيده اختبار جديد قائلة ببكاء ممزوج بخيوط الفرح....
:_المرة دي ربنا چبر خاطري... وكرمنا يا أدهم.. هيكون عندي عيل منك.... حته منك انت.. وهيشيل اسمك....
نظر لها تاره و إلى الاختبار تارة أخرى وهو يبتلع ريقه بتوتر قائلا بتساؤل.....
:_قصدك ااانك حامل...
هزت رأسها بسعادة و عينيها لم تكف عن البكاء....
فلمعت الدموع بعينيه وهو يردد بسعادة.....
:_انتي حبله يا علا... يعني خلاص ربنا چبر خاطرنا...
اتسعت ابتسامتها اكثر وهي تردد بسعادة....
:_ايوة يا جلب علا...
شقت الابتسامة شفتيه وهو يحملها بين يده ودار بها عدة مرات قائلا بسعادة وفرحة عارمة.....
:_يا ماانت كريم يارب الف حمد وشكر ليك...
شعرت بالدور وهي تصرخ به قائلة بسعادة....
:_خلاص يا ادهم كفايك عاد... نزلني كفاية
وقف قليلا وهي بين يده وقال بحب.......
:_من النهاردة رچلك مش هتلمس الارض واصل... هتبجي
ملكة اهنه وفوج الكل يا جلب و روح ادهم...
قهقهت من السعادة وقالت...
:_طيب نزلني..
لا...
قالها بحزم ورفض...
ثم تابع قائلا.....
:_هنروح نفرح چدي ونفرح الكل... يا عيون ادهم...
كادت ان تعترض ولكنه خرج بها واتجه إلى السرايا وهي بين ذراعيه...
__________
بغرفة ريان تلقي مكالمة هاتفية جعلت الدماء تغلي بعروقه وكاد يسحق كل شيء امام ناظريه...
بينما خرجت يارا من المرحاض بعدم ابدلت ملابسها وقالت بنبرة متسائلة...
:_خير في حاجة.. انت كنت بتزعق....
جهزي نفسك علشان هنرجع القاهرة حالا...
قالها بغضب وهو يدلف إلى المرحاض بينما ذهبت هي خلفه دون أن تنتبه انه قد نزع ملابسه العلويه وقالت....
:_طيب ممكن افهم ايه حصل... وايه غيرك فجاء كده...
كان الغضب مسيطرا على كافة حواسه فقال بنبرة جعلت
قلبها يهوي بين اقدامها....
:_متدخليش في الي ملكيش فيه انتي فاهمة...
رجف جسدها من نبرته وقد لمعت الدموع بعينيها فقالت بنبرة خائفة...
:_انا اسفة...
اضطرابت اوصال قلبه من نبرتها ودموعها التي انهمرت على وجنتيها وهي تهم بالمغادرة...
إلي أن جذبها الاخر بقوة حتى ارتطمت بصدره الصلب كنبرته الحاده.. اصطدم كفيها بضلوع صدره واستكانت بين احضانه...
:_نظرات معاتبة منها ونظرات الندم التي احتلت عينيه
اقترب منها حتى مسح تلك الدموع.. ازالها بشفتيه التي سارت بهدوء على وجهها..
رجف جسدها من لمسته و ازادت ضربات قلبها كطبول الحرب.. إلا أن شفتيه عرفت وجهتها الاخيرة و انتقلت إلى
مسكنها المذيب لجليد قلبه... شفتيها هي ذاك المسكن الذي يسكر عقله كما يسكره الخمر... يغيبه عن كل ما مر به....
لم تستطيع الاخري التماسك فشعرت بقدميها تخور حتى رفعت يديها وتمسكت بأكتافه العريضة وهي تحاول إلا تنهار...
كانت قصيرة تكاد تصل إلى منتصف اكتافه مما جعله يضمها إليه اكثر... ضمها بشوق وسارت يده على طول
ظهرها.... حتى وصلت إلى شعرها من اسفل الحجاب... ابعد ذاك الحجاب عنها... وتعمقت يده بخصلتها الناعمة
التي تناثرت على جانبي وجهها...
انتقل هو بشفتيه التي قبلت كل انش بوجهها حتى تعمق
اكثر وسارت شفتيه إلى عنقها.. ازداد سيل القبلات مما جعلها تكاد تسقط بين يديه... حينما انتقلت يده إلى
بلوزتها وبدأ في فك ازرارها...
و لامست اطراف انامله جسدها...
:_ريان ارجوك...
قالتها بضعف بعدم دق ناقوس الخطر بعقلها اعادها إلى الواقع قبل أن تضعف اكثر... وتستلم لجنونه ورغبته
بينما استعاد وعييه من تلك النشوة تلك الاحاسيس التي تضرب بقلبه...
ابتعد عنها بسرعة البرق وهو يلتفت للجهة الاخري وسارت يده بين خصلاته.... يعنف نفسه على جنونه بها الذي
سيقضي عليه حتما....
ما ان ابتعد حتى خرجت هي و اغلقت باب المرحاض خلفها...
انفاسها تعلوا وتهبط بجنون كأنها خرجت للتو من سباق... اتجهت إلى المرآة بخطوات ضعيفة وهي تري هيئتها..
شفتيها المتورمة وتلك العلامات ظهرت على عنقها... هاهي اثار عشقه طغت عليها ظهرت للعلن واقسمت ان تبرز مشاعرهم....
اغمضت عيناها بضعف وخجل حينما عادت ذكري قبلته إلى مخيلتها...
فتحت عينيها بهدوء واتجهت إلى خزانة الملابس ثم بدأت في جمع اغراضهم وقد عزمت امرها على الرحيل ف- يبدوا ان الامر في غاية الاهميه....
________
بسوهاج...
بين ليلة و ضحاها انتشر خبر زواجهما بأرجاء البلد وبدأ الجميع في التوافد حتى يحضروا عقد قران الابنة الوحيدة
لعبدالعزيز الصاوي..... ذبحت الذبائح وبدأ رائحة الطعام تعم المنطقة فرغم ما فعلته ابنته إلا انه لم يشاء سرقة
سعادتها بيوم كهذا... فعل ما لم يفعله اب لابنته من قبل...
بالداخل وقفت خبيرة التجميل وهي تضع المساحيق على
وجهها الشاحب الذي اصبح كشحوب الموتى... لم تعترض ولم تبدي أي من ردود الفعل... لم يطرق ذهنها انها ستحصد
نتيجه خطتها.... لم تتدرك ان العواقب اصعب من ما توقعت.......
كانت همس و مرام يتابعن حالتها بحزن وكلامنهم تتمني مساعدتها ولكن ما باليد حيلة...
انتهت خبيرة التجميل من وضع اللمسات الاخيرة وقالت بنصف ابتسامة.....
:_يالا يا عروسة علشان تلبسي الفستان....
نظرت إلى هيئتها بالمرآة وهي تتناول ثوب الزفاف من يد خبيرة التجميل.... طالعته برهة من الزمن ثم تركته حتى
سقط ارضا وهي تنظر له بشرود وضعف...
لك سلمي شو صارلك انتي منيحة..
نظرت لنفسها بالمرآة وهي تشهق ببكاء و صوت بكائها يزداد حتى اصبح صراخ يصدح بأرجاء السرايا.....
صرخت بقوة وهي تحطم كل شئ امامها قائلة بأنهيار.....
:_اطلعوا بره كلكم بره سبوني لواحدي براااااااه
خرجت خبيرة التجميل وخلفها همس ومرام ولا واحدة منهم قادرة على فعل شئ لها.... تلك الحالة التي وصلت إليها تحطم كل شئ امامها وصراخها يزداد....
:_في ايه.....
قالها عمار بخوف حينما خرج من غرفة كريم على صوت الصراخ بينما طالع هيئتها وذاك الانهيار وحالة الجنون التي
وصلت إليها وهو لا يصدق ما تراه عينيه...
بينما هناك قلب يتمزق من الحزن و الالم الضعف... الذي
احتل اوصاله حينما رأها هكذا... اراد الاقتراب منها اراد ضمها ولكن قلبه غلفته القسوة وعناد العاشقين...
في تلك الاثناء هرول عبد العزيز لاعلي وهو يرى حالة ابنته التي انهارت وسقطت ارضا بعدم ضمت ركبتيها إلى
صدرها وصوت نحيبها يخترق جدار قلبه....
ابتلع ريقه بضعف ودلف إليها بقوة مصتنعة تتنافي عن
ضعفه الداخلي.... ليهتف بعدها بجمود...
:_ايه الي هببتيه ده... فاكرة اني هشفج (هشفق) عليكي اياك
رفعت وجهها وطالعت ابيها برجاء ثم نهضت من مجلسها وهي تنحني على يده تقبلها قائلة ببكاء....
:_بابا ابوس ايدك اعمل اي حاجه بس بلاش جوازي من كريم... ارجوك يا بابا...
سحب يده بعنف منها وقال بغضب...
:_عمري ما اتخيلت اشوفك مذلولة اكده... بتترجيني.... بس للاسف انتي الي عملتي اكده في نفسك... ضيعتي
غلاوتك عندي.. وحطيتي حچر على جلبي....
يا بابا انا....
قالتها ببكاء مرير إلى ان اوقفها صوته الغاضب قائلا بحزم....
:_خلاص مفيش وجت للبكي والنحيب.... الشيخ جه تحت علشان يكتب كتابك.. ويغسل عارك معاكي.......
خرج من الغرفة وتركها تبكي على حالها بينما رحل كريم وعاد إلى تلك الغرفة وهو يضرب يده مرارا بالحائط قائلا بغضب....
:_لو فاكرة اني هموت عليكي تبقي غلطانة بس انا هعرفك مين هو كريم...
_________
يا ادهم كفايك عاد نزلني الكل بيتفرچ علينا...
قالتها علا بحرج من افعال زوجها....
بينما لم ينصاع لها الاخر ودلف بها إلى داخل السرايا قائلا بسعادة.....
:_يا جدي يا جدي... يا خالد يا امي...
خرج الجميع على صوته المرتفع إلى ان شهقت والدة علا
بخوف وهي تركض صوب ابنتها قائلة بخوف....
:_مالك يا بتي ايه صابك..
خير يا ولدي مالها مرتك...
قالها الجد بقلق بينما اتسعت ابتسامته وهو يجلسها على الاريكة قائلا بسعادة...
:_خلاص يا جدي مفيش غير الفرح والسعادة.. علشان حفيدتك هتچيبلك حفيد چديد..
نظر الجميع لبعضها البعض بعدم فهم فأقترب خالد من جده وقال بسعادة.....
:_علا حبلة يا جدي وبعد خمس سنين ربنا جبر خاطرنا...
اتسعت ابتسامة الجد وهو يحتضنه بسعادة قائلا بفرحة مفرطة....
:_ألف مبروك يا ولدي ربنا يتمم على خير انشاء الله...
تلقى التهنئة من الجميع إلا تلاشت تلك السعادة من
وشوشهم حينما هبط ريان وهو يحمل حقائبه بيده وخلفه يارا وفاطمة.....
خير يا ولدي رايح فين...
وضع ريان الحقائب واقترب منه قائلا بهدوء.....
:_للاسف احنا مسافرين النهاردة لازم نرجع القاهرة ضروري....
التفت الجميع لبعضهم البعض بينما تابع ريان بهدوء..... انا عارف ان احنا مقعدناش بس صدقنى اكيد هنرجع تاني وقريب كمان...
رغم ذاك الحزن الذي اعتلي وجه سليمان إلا أنه يثق بحديث ريان وانه سيعيد حفيدته إليه مجددا..
:_مش هجولك اجعد وسيب اشغالك بس انا عارف ان كلمتك سيف وهترجع بيها تاني اهنه..
اتسعت ابتسامة ريان وقال بحب.....
:_اكيد هنرجع تاني علشان نحضر فرح خالد...
ربت الجد على كتفه وهو يقترب منه ثم قال بهمس....
:_عارف انك رجل من ضهر رجل بس خلي بالك من مرتك
شيلها في عنيك.. لانها هتحبك كيف عيونها...
خفق قلبه بجنون لكلمة سليمان وهو يري شرارة العشق تسكن عينيها...
بينما اقترب منها سليمان وضمها بحنان صادق ثم قبل رأسها بسعادة وهتف بحب....
:_لولا اني عارف انك متجوزة زين الرجال كنت خوفت عليكي.... خلي بالك من جوزك وبيتك ربنا يسعدكم.....
ابتسمت لجدها بسعادة.. وهي تودع الجميع....
__________
خرج ريان من السرايا وانطلق السائق بالسيارة إلى مكان فارغ يخلوا من اي احد بينما نظرت يارا حولها وقالت بتساؤل...
:_هو وقف ليه


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close