رواية دائرة العشق الفصل السابع والعشرين 27 بقلم ياسمين رجب
والاعتداء على المجني عليها سلمي وقضية الخطف
وبعد الفحوصات الطبية لكل من سلمي وكريم عاد بهم عماد إلى سرايا عائلة الصاوي...
ليدلف كريم وهو يحاول اسناد سلمي التي كانت حالتها لاتنم بالخير....
وعماد الذي سقط بصره على شقيق رفيقه...
ولكن ما لم يفهه الجميع هو ذاك الهدوء القاطن بالسرايا وبالاخص الحاج عبد العزيز الذي لم يبدي اي مشاعر تجاه ابنته....
اقتربت منه سلمي وبكائها يزداد ارادت ان تحضن ابيها ولكنها صدمت حينما احتضنت صفعته وجهها والقت بها ارضا...
الجمت الصدمة الجميع و اولهم كريم الذي رأى الدماء تتناثر من فمها ولم يستطيع معرفة ما حدث.... الجميع
صامتون لا احد يجرؤ على الحديث إلى أن اقترب عبد العزيز من ابنته وجذبها بقوة حتى وقفت امامه قائلا بنبرة
جعلت الرعب يسري بجسدها......
:_عملتي في ابوكي اكده ليه يابت عبد العزيز..... كسرتي هيبته بين الناس ليه...
هزت رأسها بالنفي وهي لا تفهم مقصده قائلة بكاء وتعب.....
:_بابا انا معملتش حاجة...
صفعة مجددة منه على وجهها وهو يهزها بعنف قائلا بصراخ....
:_بتكدبي تاني... من ميته وانتي كدابة اكده.... جبتيلي العار وحطيطي راسي بالطين....
رجفت نبرته المنكسرة وهو يهزها بعنف قائلا.....
:_كسرتي ضهري ... يا بت عبد العزيز.... بدل ما تكوني سندي وعوني بعد ربنا.... وسختي اسمي بعمايلك المهببة....
ده انا عمري ما استخسرت فيكي حاچة.... علمتك والكل جال ملهاش علام تچعد في الدار وتتچوز.... وانا الي رفضت.... كان نفسي اجول ابو الدكتورة... واشوف اسمك منور.... حسبي الله ونعم الوكيل فيكي...
قالها بصراخ وهو يدفعها بقوة حتى ارتطمت بصدر كريم الذي حال بينها وبين الارض....
طالعت كريم بضعف وتمنت ان تتخفي بأحضانه... ان تستمد قوتها منه... ولكنه اصبح لا يجيد سوي البرود جفت مشاعره وتحجر قلبه.... فلا عتاب عليه هي من فعلت به كل هذا....
اقتربت همس من كامل وهي تهتف بأسي.....
:_خالو شو صاير هون...
ابتلع ريقه بتوتر وهو يهز رأسه بمعنى أن تصمت...
حتى تقدم عبد العزيز من كريم وسلمي..... وعلى حين
غفلة القي بوجههم مجموعة من الصور...
قائلا بنبرة تحمل الكراهية.....
:_انتوا الاتنين... كسرتوا هيبتي بين الناس.....
شهقت بكاء وهي تري صورة جمعتها بكريم... بعضها بذاك المطعم حينما قبلها... وغيرها من من الصور وهو يحتضنها.....
طالعت كريم بعدم فهم ومن فعل هذا ولكن تفاجأ الاخر من تلك الصور..... ايعقل ان ذاك الوغد عمر كان يراقبهم....
بابا اسمعني......
قالتها بندم وضعف بعدم وضعت يدها على كتف ابيها...
ليلتفت الاخر وصفعها بقوة جعلها ترتطم بالارض وهو يقترب منها قائلا بوعيد......
:_في كدبة جديدة هتجوليها.... انا صدجتك لم جولتي هحب دكتور معرفة.... جولت وماله الراجل نيته خير....
انما تلعبي على عمك وولد اخوه.. وتچبيهم لحد اهنه علشان تتنتجمي (تنتقمي) منيه...... يا جبروتك يا بت عبد العزيز....
ازداد بكائها وهي تحاول النهوض ربما يغفر لها ابيها.... ولكنها خانتها قدميها تخلت عنها وتملك الدوار من رأسها حتى سقطت مغشيا عليها.... بين يدي جاسم الذي استقبلها بخوف وهو يحملها بين يده....
سلمي لك شو صار لها.....
:_قالتها همس برعب وهي تقترب منها.....
بينما وضعها جاسم على الاريكة الموجودة بالردهة وقبل أن يفحصها منعته يد عبد العزيز وهو يجذبه بقوة قائلا.......
:_يدك يا دكتور..... متلمسهاش....
ابتلع جاسم ريقه بتوتر وهو يطالع عبد العزيز بترقب حتى هتف بجمود.....
:_حضرتك انسان محترم وربنا يبعتلك بت الحلال الي تصون اسمك وعرضك.....
يعني ايه......
:_قالها جاسم بتساؤل وتوتر....
ليكمل عبد العزيز حديثه وهو يتجه صوب كريم قائلا بغموض....
:_يعني بتي مش من نصيبك.... وبكرا كتب كتابها و دخلتها على ولد عمها.... علشان يغسلوا عار بعض....
الجمت الصدمة الجميع وما احد يجرؤ على الاعتراض إلى أن هتف جاسم برفض....
:_بس ده مينفعش يا حاج... وبعدين لازم سلمي بنفسها تقررر
......
التفت له وقال بغضب...
:_اسمع يا ولد الناس انت اهنه في داري وهشيلك فوج راسي... انما بنات معنديش للجواز.....
الي عندي فرحها بكرا وهتكون دخلة بلدي كمان......
__________
طالعته بنظرات عاشقة ولم تشعر بألالم فقط ما تشعر به حرارة يده على قدمها....
اشاحت ببصرها عنه ولكنها صرخت بهلع....
:_رياااااان...
التفت إلى ما تنظر إليه حتى وجد تلك الافعى قد لدغته في ساقه...
ولكنه قد امسك بها بمهارة غير مهتم بلدغتها واطبق بقوة على أسفل رأسها... محدد نوعها ومن اي الانواع السامة هي.... ومن بعدها سحق رأسها بقوة حتى قتلها....
بينما تجمدت هي وكأنها هي من لدغة ليس هو.....
بسرعة يا ولدي خلينا نروح المستشفى....
:_قالها الجد بخوف
بينما رفع ريان البنطال ورأي مكان لدغتها ثم ضغط بقوة بجوار اللدغة حتى لا ينتشر السم بباقي الجسد.... وقال بهدوء يتنافي عن الوضع ذاته.....
:_عايز سكينه... و حاجة اربط بيها رجلي بسرعة....
ركضت علا للداخل وبسرعة احضرت ما طلبه بينما ربط ريان ساقه بعيدا عن مكان لدغتها ثم بدأ بأنشاء جروح عديدة بساقة حتى يخرج الدماء....
كان الجميع يتابع بخوف من افعاله بينما قال ادهم.....
:_ريان خلينا نروح المستشفى بسرعة.....
تنهد بهدوء وهو ينهض من مجلسه حتى قال.....
:_ياريت لانها افعي الطريشة وهتعمل تجلط في الدم في خلال 3 ساعات...
احضر ادهم السيارة بينما نهضت هي مسرعة قائلة بخوف....
:_انا لازم اجاي معاكم......
اقتربت منها علا قائلة بهدوء....
:_مينفعش تروحي معاهم متجلجيش مش هيتأخرو....
اوما ريان برأسه وطمئنها بينما رحل الجميع به للشفي.....
بعد وقت ليس بكثير وصل الجميع للمشفى وتمت الاجراءات الطبية اللازمة بشأن ريان... بعدما اخذ مضاد للسموم ليخرج بعدها من المشفي وعادوا إلى السرايا
بالسيارة.....
انت عرفت نوع الافعى ازي.... وغير اكده..... يعني مخفتش وهادي.....
قالها ادهم بتساؤل...
بينما ابتسم ريان بخفوت وقال...
كل موقف لازم تتصرف معاه بحظر..... يعني في الموقف الي زي ده اهم حاجه الهدوء... ومتتوترش... ثانيا تتعامل
بحظر مع نوع اللدغة هي من افعي نوعها ايه.... زي الطريشة دي نوع سام جدا بتسبب تجلط في الدم تقدر تجرح نفسك.. وتخرج دم... وفي نوع تاني مينفعش تجرح نفسك لانها بتسبب سيولة في الدم......
طالعه ادهم بتعجب وقال....
وليه جرحت رچلك...
قالها ادهم بتساؤل....
فأبتسم ريان بهدوء وقال.....
علشان ميحصلش غرغرينة.... يعني موت في الانسجة والخلايا..
:_انا مستغربك كيف واعي اكده يعني فاهم في كل حاجه... لم خرجت الرصاصة لمريم... وعرفت نوع الافعى وجتلتها من غير خوف....
ارجع رأسه للخلف وهو يتذكر حياته السابقة كيف عاشها وحيدا دون اب... كيف قضي طفولته... كيف تعلم كل تلك الاشياء المريبة...... هناك امور عديدة اخذت من روحه
وقلبه ولكن سيظل يخفيها عن الجميع...
:_اوقات الظروف بتكون اقوي منك.... ولازم تتعلم كل حاجه علشان تقدر تكمل
_______________
بسرايا الحاج عبد العزيز...
جلس عمار بصحبته وهو يحاول تهدأته قائلا.....
:_الي بتعمله في نفسك ده حرام... صحتك مش هتتحمل..
تنهد بأسي وهو يضع وجهه بين كفيه قائلا بنبرة تحمل الآلم......
:_صحتي..... وهيبتي.. كرامتي... كلوا راح يا عمار..... بتي حططتهم بالوحل... اه يا ولدي لو تعرف النار الي في جلبي... لو بيدي كنت جتلتها و دفنتها بالحيا.... بس مجدرش...
اقترب منه عمار وهو يربت على يده قائلا بحزن.....
:_الكل بيغلط يا حاج وسلمي زيها زي كل بنات جيلها... مكنش لازم تأخذ قرار جوازها بالسرعه دي....
تنهد بثقل وكأن قلبه يحترق ليهتف بوجع......
:_معرفش حل غيروا.... هي غلطت وكريم غلط كيف رايدني اچوزها لواحد تاني..... جاسم راجل كويس وزين...
بس يمكن يرميها بعد كام يوم.... مفيش رجل دمه حر هيجبل على كرامته وحدة كدابة.....
انت مصر على جوازهم بكرا...
قالها عمار بتوتر...
بينما نهض عبد العزيز من مجلسه وقال بحزم....
:_اه يا ولدي... بكرا دخلتهم وهتكون بلدي... منا خلاص لازم اثبت عفتها وشرفها للناس كلها....
_________
بأحدي غرف السرايا.....
وقفت مرام بالشرفة وهي تحاول ربط الاحداث ببعضها... وما حدث اليوم... ايعقل كان انتقام سلمي اعمي إلى هذا الحد...
قطع شرودها دخول عمار للغرفة الذي قال بهدوء.... ايه يا حبيبتي انتي لسه صاحيه...
اقتربت منه وقالت بحزن.....
:_الحاج عبد العزيز عامل ايه دلوقتى...
تنهد بأسي وهو ينزع معطفه ثم القي بجسده على الفراش قائلا بتعب......
:_حالته صعبة... وفي نفس الوقت صعبان عليا الي سلمي عملته فيه ميقدرش يتحمله
اقتربت منه وهي تتوسط صدره قائلة بحزن.....
:_مش عارفه هي ليه تعمل كده الانتقام وحش اوي وبيوجع... وبصراحة الحاج عبد العزيز كتر خيره انه لسه واقف على رجليه
مرر يده بخصلاتها وعينيه تحدق بسقف الغرفة....
:_كسرة القلب صعبة... وهي يمكن رفض كريم ليها في
الاول خلها تسعي علشان ترجع كرامتها... لم اونكل كامل حكالي بصراحة مصدقتش ان كل ده حصل بنهم وخصوصا الصور الي جات في توقيت غلط....
اعتدلت مرام بجلستها وقالت بتساؤل.....
:_تفتكر مين له مصلحة في حكاية الصور دي.....
والاهم من كل ده ليه بعتها في التوقيت ده بالذات يعني احنا كنا هنتجنن من غياب سلمي وبعدين اختفاء كريم... يجي حد ويبعت الصور دي لأهل البلد....
تقصدي ايه..قالها عمار بعدم فهم
فتابعت مرام قائلة.......
:_يعني ممكن يكون نفس الشخص الي خطف سلمي هو الي بعت الصور ويمكن لم عرف انها هتتخطب لواحد غير
كريم حب يشوه سمعتها في نظر ابوها وبعدها الحاج عبد العزيز يعتبر بنته ماتت وما يدورش عليها اكيد كان ده تفكيروا
تعمق بالتفكير قليلا وقال....
:_انا لازم بكرا اتكلم مع كريم.... وافهم منه هو ناوى على ايه خصوصا ان جوازه من سلمي امر محتوم
رجعت مرام إلى احضانه
وقالت بصوت هامس......
:_ان شاءالله خير...
___________
بسرايا اسيوط....
ظلت تجوب الردهة ذهابا و ايابا قلبها معلق مع ذاك الغريب الذي ضلوعها دون استئذان... لم يكن على لسانها سوي
الذكر والدعاء له...
كانت نظرات الجد وباقى العائلة تحالفها ولا احد قادر على تهدئتها.....
اعلن صوت السيارة الوصول السرايا لتركض هي مسرعة في استقباله عاشقة تستقبل محبوبها بعد طول غياب
عاشقة لم تدرك قانون العشق بعد.... استقبلته بدموعها المنهمرة وقلبها المفطور من كثرة البكاء والرعب عليه...
بينما طالعها ريان بذهول حينما ركضت إليه ودفنت نفسها بين احضانه ضمته بشوق ولهفة خوف نابع من اوصالها...
بينما ضمها إليه بأشتياق وجنون من دموعها التي لامست تجويفة عنقه.. انفاسها المنقطعة وانين بكائها جعل قلبه
يحترق... لم يختنقن من دموع آنثي سواها
ما الذي تفعله به تلك الحورية...
كادت عظام صدره تذوب بين احضانها وكاد لهيب الشوق
يحرق ذراعيه الملتفة حول خصرها احاسيس واضطراب من لمستها ورغبة وشوق لم يكن لسوها....
:_ريان انت كويس صح....
قالتها من بين دموعها....
حتى اعادته إلى رشده فأنتبه لنظرات الجميع لهم
اخرجها من احضانه وهو يضم وجهها بين كفيه حتى مسح
تلك الدموع وقال بصوت بث العشق بداخلها.....
:_انا بخير علشان انتي بخير... وكويس علشانك انتي وسلين...
ابتسمت قليلا حينما لمعت الابتسامة بعينيه.. ف- تاهت بذاك السحر المفعم بالحياة نظرة اغرقتها في بحور عشقه...
ابتعدت قليلا حينما انتبهت لوضعهم وقالت بحرج..... انا هروح اعملك اي حاجه تأكلها....
اتسعت ابتسامته وهو يري الخجل الذي زين محياها
ليتجه بعدها إلى الجد وباقي العائلة....
الجد بنبرة متسائلة.....
:_هااا يا ادهم عملتوا ايه.....
ابتسم ادهم بسعادة وهو يضع يده على كتف ريان.....
:_واضح ان نسيبك عارف حاجات كتير في الطب وساكت يا چدي... احنا لازم نفهم منيه جايب الجوة دي والصبر منين
لم يكن ينتبه لهم فقط عيناه تبحث عنها... لم تغيب كثيرا ولكنها اخذت قلبه معها...
ريان.....
قالها الجد بهدوء..
انتبه له ريان بتوتر ظهر على قسمات وجهه قائلا بحرج...
بتقول حاجة...
تبسم الجد بسعادة وهو يري مدي العشق القابع بعينيه حتي قال....
:_لا يا ولدي شكلك تعبان اطلع ريح نفسك شوية وانا هبعتلك مرتك بالوكل على فوج....
بالمطبخ الخاص بالسرايا...
اعدت الحساء الساخن ويدها تكاد تسقط ما تتمسك به من
فرط توترها وخجلها لا تتدرك لم احتضنته بكل هذا الشوق وتلك الاحاسيس التي تداهم قلبها....
كانت علا تتابعها بسعادة وقالت بصوت هامس...
:_الشوربة هتبرد اكده....
حمحمت بحرج حينما انتبهت لها.. وقالت بصوت متوتر...
:_اسفة بس سرحت شوية..
اردت مشاكستها فقالت بمكر...
:_الي واخد عجلك (عقلك)يتهني بيه...
اخفضت رأسها بحرج وهي تحمل الطعام ورحلت تحت انظار علا المبتسمة...
بينما اخذت الاخري صنية صغيرة عليها بعض الطعام وصعدت بها إلى غرفة مريم....
________
بغرفه مريم...
احتج قلبها السعادة التي باتت ترافقها منذ ان اعترف لها بمشاعره.... خالد المغرور يعشقها.. لتهتف بسعادة وحب....
:_والله في سماه لو حد جالي انك بتحبني لكنت جولت انه مجنون...
:_ده مين ده الي مجنون يا بت عمي...
قالتها علا بعدم جلست بجوارها على الفراش....
لتتسع ابتسامة مريم وهي تنهض من مجلسها قائلة بسعادة وفرحة عارمة......
:_انا مبسوطة اوي يا علا طايرة من الفرحة وجلبي طاير فوج السحاب....
جذبتها علا بهدوء واجلستها فوق الفراش قائلة بتحذير....
:_اجعدي يا مجنونة... جرحك لسه چديد...
تبسمت بهيام وهي تضع يدها على صدرها قائلة بعشق....
:_اه يا ريتك ضربتيني الرصاصة دي من زمان يا علا
ياريت كنت دخلت المستشفى من سنين علشان اعرف ان اخوكي غرجان لشوشته (غرقان) في حبي...
اقتربت منها قائلة بوعيد.....
:_انطجي اتحدتي ميته جالك الحديد ده... جولي يا مجصوفة الرجبة (مقصوفة الرقبة)
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بتعلثم...
:_هو يعني لم كنا في المستشفى.. اتحدد وياي وجالي انه بيحبني..
_:بس اكده.....
قالتها علا بتساؤل... ثم تابعت..
مجلش حاچة تاني..
هزت رأسها بالنفي وهي تشيح ببصرها بعيدا عنها...
بينما تناولت علا الطعام الذي احضرته وقالت..
:_طيب اشربي الشوربة دي وكولي حتتة الفرخه علشان ترم عضمك... وتعوضي الدم الي نزل...
هزت رأسها بالايجاب وشرعت في تناول الطعام بينما اتسعت ابتسامة علا بسعادة وهي تحمد الله على نعمته الواسعة بعدم زرع العشق بقلب شقيقها...
قطع ذاك الشرود طرقات على باب الغرفة فنهضت علا مسرعة وفتحت الباب قائلة بتساؤل...
:_خير يا خالد ايه چابك اهنه
ابتلع ريقه بتوتر وقال..
:_كنت جاي اطمن على مريم..
تبسمت بجمود قائلة.....
:_مريم زينة وبتاكل كيف المفجوعة روح انت شوف رايح فين..
رأي اخته تضع يدها على الباب كانها تمنعه الدخول فقال بجدية...
على فكرة مريم بقت مراتي وعادى جدا لم ادخل اشوفها...
كاد يدلف للداخل فمنعته يدها التي وضعتها على صدره قائلة بحزم.....
:_صوح انكتب كتابكم بس هي لسه مش مرتك رسمي... ولسه حسابي معااك على الي عملته في المستشفى
ابتلع ريقه بتوتر وظهر التعلثم بنبرته فقال بتساؤل.....
:_هي قالتلك ايه بالظبط...
ابتسمت بسخرية وقالت.....
:_كل حاچة من طجطج لسلام عليكم (طقطق)
على فكرة أنا مكنش قصدي ابوسها...
:_قالها بخوف وتوتر..
لتضرب الاخري صدرها بصدمة قائلة....
:_نهارك مهبب بوستها يا خالد..
وضعت مريم يدها على وجهها قائلة بغيظ...
:_ضحكت عليك و وقعتك بالكلام...
شعر بمدي غبائه فقال بتوتر وقلق....
:_طيب انا هطمن على مريم وامشي...
وقفت امامه قائلة بتحذير وغيظ....
:_ايك تدخل ولا تفكر حتى تشوفها بعد عملتك السودة...
على فكرة مريم مراتي.
قالها بغضب
بينما ابتسمت بسخرية وقالت...
خلاص ناخد رأي چدي في الحديد ده.. وبالمرة يعرف الي
هببته في المستشفى.... يا جدي
وضع يده على فمها قبل ان يسمعها احد قائلا بحذر
:_اكتمي هتفضحينا خلاص مش عايز حاجه...
امممممممممممممم... غمغمت بها ليبعد الاخر يده وهو يطالعها بغيظ ثم رحل....
___________
ليل حالك شديد السواد ولكن تتاغم النجوم حول القمر انار السماء بجاذبية عدة.... حاله كحال السماء... ممتلئة
بالنجوم ولكن هناك قمرا واحد يلغي وجود الجميع... مثلها وحيدة كالقمر ومبهجة مريحة لقلبه تغطي على كافة
النساء ليست كغيرها بل تأثره بجنون تحتل تفكيره عاطفته ومخيلته...
نظر للقمر بشرود وكأن وجهها احتل مكان القمر واصبح لون عيناها مضيئ بلمعة العشق...
وضع يده على يسار صدره يشعر بتلك الخفقات المجنونه...
حبيتها يا ريان....
قالها بحيره حتى تزين وجهه بأبتسامة عاشقة وتابع.... او يمكن عشقتها... بس انت والحب مش طريق واحد.... هي
مختلفة عن غيرها... طاهرة ونضيفة لابعد الحدود.... وانت ايدك كلها دم....
صمت قليلا واغمض عينيه قائلا...
:_يمكن اول مره اعرف ليه عمار اتعذب كل السنين دي
علشان وحدة هجرته... يمكن العشق بينور القلب... وبيمحي العتمة و الوجع.... انا محتاج يارا في حياتي... واول مرة اكون محتاج حد... محتاجها بجد...
:_ريان...
قالتها بصوت هادئ خافت وهامس.. كأنها سمعت ندأ قلبه لها.. كأنها شعرت به...
ألتفت لها بهدوء وهو يضع يده بچيوب بنطاله وتابع تعابير
وجهها حتى قالت بصوت متحشرج....
:_عملتلك شوربة خضار....
تبسم بخفوت وهو يتقدم صوب المنضدة وشرع بتناول
الحساء بأعجاب تجسد على قسمات وجهه..
بينما دلفت هي للمرحاض و ابدلت ملابسها إلى ثوب طويل
يصل إلى الارض بلون فيروزي هادئ ضيق حول خصرها حتى اظهر انوثتها وجسدها الممشوق بأغراء.. ثم خرجت
بعد ذالك وهي تعصج شعرها للخلف بدبوس الشعر.... بعدم تركت العنان لبعض الخصلات التي تمردت بعشوئية على وجهها...
تشردق هو وانتابه السعال حينما خرجت امامه بطلتها الخاطفة للانفاس....
ارتشف القليل من المياه وعينيه تتفحصها بأشتياق للاقتراب منها...
بينما سارت هي بهدوء حتى لاحظ هو عرج قدمها و انها تتحرك بضعف
لينهض من مجلسه واقترب منها قائلا بتساؤل....
:_انتي رجلك لسه بتوجعك...
اخفضت رأسها بتوتر وقالت بضعف...
:_يعني مش قوي...
اقترب منها وجذبها من يدها ثم اجلسها على الفراش وقال.....
خليني اشوفها...
جحظت عيناها بصدمة وهي تراه يجلس امامها ثم تابع حديثه....
:_هاتي رجلك...
لا هي مش بتوجعني....
قالتها برعب وهي تنهض من امامه بينما جذبها الاخر قائلا بنبرة لا تحمل النقاش....
:_اسمعي الكلام بقولك...
رجفت انتشرت بجسدها وهي تضم قدميها إلى صدرها واشارت له على قدمها التي تؤلمها...
بينما هز الاخر رأسه بنفاذ صبر... وامسك قدمها بعناية ثم رفع اطراف الثوب بهدوء وبدأ في تفحص قدمها بحظر..
وبدأ في عمل مساج خافت جعل انفاسها المضطربة تهدأ قليلا وبدون سابق أنذر.. قام بلوي كاحلها بقوة جعلها
تصرخ بألم وهي تمسك بقميصه حتى التصقت به....
عيناها اختفت خلف رموشها الكثيفة... انفاسها المضطربة
وجمالها الطاغي أصاب قلبه بأسهم العشق.... حتى سارت يده وازالة دبوس الشعر حرره من سجنه.... بينما فتحت
الاخري عيناها فقابلت امواج البحر الهادئة.. شرد كلاهما بشغف جديد مشاعر لم يجرؤ احد منهم على الافصاح بها
للاخر.... عشق يحتج الصدور ومشاعر تطرب القلوب...
احاسيس تحررت في لحظة ألتقاء عينيهم فمد يده ومررها
على وجهها يحفر ملامحها بين كفيه وسط ضعف واستسلام تام منها... لم تكن سوي بريئة بقانون العشق....
اقترب اكثر حتى سلط عينيه على شفتيها وبين لحظة ضعف من كلاهما قبلها بهدوء ورغبة بشغف واشتياق...
سارت إلى عنقها ولمس عظمتين الكتف ويده الاخري سحبت يدها ووضعها فوق يسار صدره...
مشاعر تولد من جديد بينهم...
تأكد لهم صدق ما يشعرون به.....
قربها إليه اكثر وكادت ذراعيه التي ضمت خصرها بقوة
تتذيب لحمها وعظام جسدها من قوة احتضانه لها.... لم يستطيع الابتعاد عنها او يهدئ مشاعره
ولم تكن الاخري قادرة على الحديث او الاعتراض...
طالت قبلته وطال شغفهم... طال الحنين وطال الشوق بينها...
حتى انتبه كلاهما إلى صوت طرقات على باب الغرفة...
فأبتعد عنها بسرعة البرق وهو يتبتلع ريقه بتوتر يحاول جمح انفاسه اللاهثة... بينما كانت الاخري في حالة صدمة
مما حدث وجهها الذي اصتبغ بحمرة الخجل وهي تزيح خصلة شعرها خلف اذنها قائلة بتوتر....
:_الباب بيخبط...
حمحم بحرج واتجه صوب باب الغرفة ليجد فاطمة تحمل ابنته وقالت بأسف....
:_انا اسفه بس سلين مش بتسكت معايا وبتبكي من بدري...
ولا يهمك يا دادة هاتيها....
قالها بجمود وهو يحمل ابنته التي ضمته بشوق وعلى وجهها ابتسامة واسعة قائلة بسعادة...
:_باااباااا بابااااااا
ابتسم لها ريان واغلق الباب بعد مغادرة فاطمة ثم اتجه صوب يارا قائلا بنبرة حاول على اخراجها....
:_دادة فاطمة جابت سلين...
هزت رأسها بالايجاب واخذتها منه...
ثم اتجهت بها صوب الاريكة وبدأت بمداعبتها وهي
تتحاشي النظر إليه....
اتجه هو صوب الفراش وتمدد عليه بوهن وقد شعر
بجسده هزيل... ولكن عقله منشغل بما حدث قبل قليل... لم يكن يعلم أن القبلة من شفتيها تلهب مشاعره....
_________
انقضي الوقت وانتهت هي من صلاة الفجر..... ونهضت من مجلسها وعادت الاريكة مجددا
خلعت اسدال الصلاة وتركت العنان لشعرها
طالعته خلسة وعشق يتخفي بداخلها... إلي أن انتبهت
لجبهته التي يصتب منها العرق...
اقتربت منه بقلق وهي تتحسس جبهته حتى شهقت بفزع
حينما وجدت حرارته مرتفعة... اغروقت عيناها بالدموع وهي تحاول افاقته دون جدوى... لم تكن تدري ما عليها
فعله... ولكنها خرجت من الغرفة وهبطت الدرج بسرعة البرق... حتى احضرت وعاء من اواني الطبخ وخرجت به من المطبخ وهي تركض..
يارا خير يا بتي.....
قالها الجد الذي عاد للتوه من صلاة الفجر....
بينما هتفت هي ببكاء وخوف....
:_ريان تعبان اوي يا جدو حرارته عالية اوي
اقترب منها الجد وقال بهدوء...
:_اهدي بس خلينا نطلع نشوفه....
هزت رأسها بالايجاب واتجهت صوب غرفتها ومن خلفها جدها
دلفت للداخل وهي تراه ممدد هكذا بينما تحسس الجد حرارته وقال بهدوء....
:_متجلجيش ان شاءالله هيكون بخير... هو بس أثر السم لسه....
رقت عينيها بالدموع وهي تحاول التماسك حتى لا تنهار...
فهو الان بهذه الحالة بسببها.... ربتت جدها على كتفها بحنان قائلا بنبرة مطمئنة......
:_متجلجيش يا بتي هيكون بخير.... وان شاء الله الي ربنا رايده هو الي هيكون...
طالعت جدها بحزن وقالت ببكاء..... انا السبب يا جدوا
لو مكنش قتل التعبان علشان ينقذني منه مكن......
قاطعها جدها قائلا بنبرة هادئه..... يا بتي افهمي عاد... ده مجدر ومكتوب وكده كده وليفته مكنتش هتسيبوا لازم تنتقم.... استهدي بالله وصلي ركعتين وان شالله بس الصبح ينكشف هيكون هو بخير...
ودعها جدها ورحل بينما جلست هي علي ركبتيها وطالعته
بحزن وقد انشق قلبها لحالته بعدم ارتفعت حرارة جسده..
مدت يداها و ازاحت خصلاته المتناثرة بعشوائية وهي
تنظر له مطولا ولا تدري ماذا يعنيها حتى الان هل هو
معشوقها اما قاتلها خوفها... ام امانها وحمايتها تخاف عليه
وتغار من نظرات احدهن له تموت قهرا كلما همست الفتيات
بأسمه.... شعور جديد يحتج قلبها و يآلمها حينما يطالعها
اغمضت عينيها بتنهيدة حارة
ورغما عنها اقتربت منه وهي تطبع قبلة هادئه على مقدمة رأسه بهدوء
حتى شعرت بأنظاره شعرت بلمسته وحركة يده