اخر الروايات

رواية دائرة العشق الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم ياسمين رجب

رواية دائرة العشق الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم ياسمين رجب



اه مش تفتحي يا عامية.....
قالتها صابرين بغضب وهي تطالع علا بحقد حينما دهست قدمها رغما عنها...
توترت عينيها التي لمعت بالدموع وقالت.....
:_معلش يا مرت عمي يقطعني مخدتش بالي...
جطيعة تقطعك وتريحني منك يارب
قالتها بغضب وكراهية لتكمل بعدها....
لحد امتي بس يارب هتحمل المصيبة دي مش كفايه زي الارض البرور مبتخلفش...
كلماتها كالخنجر المسموم انغرس بقلبها فلم تستطيع التحمل اكثر وهي تطالع الجميع بحزن
لتركض بعدها إلى غرفتها
بينما طالع ادهم والدته قائلا.....
:_الله يسمحك يا امي الله يسمحك...
قالها وركض خلف زوجته
بينما طالعها الجميع بغضب بعدم افسدت ليلة ابنتها وضايقت ابنها
شعرت يارا بالحزن على حال علا لتهتف بخفوت......
:_معقوله مفيش حد مرتاح رغم جوه العيلة ده
سمع ما تفوهت به ليحتضن كف يدها بهدوء وهو يطالعها بنظرة عاشقة باتت حليفة قلبه..
ابتعدت مريم عن زوجها وتقدمت من والدتها قائلة بحزن..
:_حرام عليكي يا أمي ليه تكسري بخاطرها اكده...
علا مش بيدها تخلف وده قضاء ربنا...
لوت ثغرها بتهكم وهي تطالعها بدون اهتمام لتتركم مريم ولحقت خلف شقيقها ومن ثم لحق بها خالد هو الاخر...
ركضت إلى غرفتها وهي تبكي بمرارة على حالها فمتي ستنعم بالراحة متي سينتهي حديث زوجة عمها الذي يقتلها يوما تلوا الاخر....
نظرت إلى خزانة الملابس وهي تخرج سلاح زوجها ربما تجد حل اخير لهذا الامر....
ركض أدهم خلفها وهو يعنف نفسه على صمته مرارا رغم معرفته بحديث والدته التي تخبرها به كلما رأتها....
دلف إلى غرفته وهو يقف على مقدمة الغرفة وعينيه تطالع زوجته بذهول قائلا بخوف...
ايه الي بتعمليه ده يا علا...
وضعت السلاح برأسها قائلة ببكاء مرير....
:_معنديش حل غيروا انا قلبي وجعني ومبقتش حمل وجع تاني يا ادهم.....
اقترب منها بحظر قائلا بهدوء وصوت خائف من تهورها.....
:_علا سيبي الزفت ده من يدك
وخلينا نتكلم
لا...... قالتها بغضب وهي تحذره من الاقتراب اكثر... لتهتف بعدها بدموع وانكسار......
:_متقربش علشان خاطري... انا خلاص تعبت ومش هتحمل اكتر من اكده....
قلبه يتمزق لاجلها هي محبوبته ومن تنير حياته ليهتف بخوف قائلا....
:_طيب عايزة ايه وانا هعملوا.....
انهمرت دموعها وقالت بصوت متحشرج ضعيف.....
:_عايزك تتجوز يا ادهم والا قسما برب العزة اكون مفرغ المسدس ده في راسي...
طالعها بذهول وهو يقترب منها بحظر حتى وقف مقابل لها... عينيه توغلت بداخل عينيها ونظرت العتاب بين كلاهما
ليمد يده وهو يجذب يدها حتى وضع السلاح امام قلبه قائلا...
:_يبجى لازم تقتليني الاول يا علا علشان مش هعيش لحظة واحدة من غيرك... ولا هفكر في حياتي المس ست غيرك
ازداد بكائها وهي تحاول اخذ السلاح منه بينما اطبق الاخر بقوة علي يدها... إلى أن خرجت من رصاصة حتى استقرت بذاك الجسد.....
جسد ضعيف ارهقته الحياة ولم يعرف السعادة يوما
نظرت علا إلى زوجها بخوف وهي تري نظراته المتفحصة
حتى انتبه كلاهما إلى مريم التي طالعتهم بوهن بعدم استقرت الرصاصة بصدرها
غلفت عينيها الدموع وهي تسقط مغشيا عليها حتى وقفت يده حائل بينها وبين الارض وعينيه ترمقها بخوف وفزع
حتى صرخ قلبه على معشوقته وهو يهتف بخوف...
:_مريم....
رفعت عينيها قليلا وهي تردد بآلم...
:_انا هموت يا خالد........
:_______________
بالاسفل
صعق الجميع على صوت اطلق الرصاص فركضوا لأعلي
بينما صرخت صابرين حينما رأت ابنتها غارقة في الدماء وهي تركض صوبها وتحتضنها بصريخ.....
:_بتي مريم جومي يا بتي جومي يا جلب امك جومي
دنا منها ريان وهو يتحسس النبض جيدا حتى صرخ بشقيقها قائلا حد يطلب الاسعاف بسرعة
وهتولي شاش وقطن ضروري..
كان الجميع في حال يرثى لها ليصرخ قائلا....
هتفضلوا واقفين كده كتير... اخلصوا....
تعلثمت علا وهي تهتف ببكاء....
:_بابا عنده اوضة تحت فيها ادوات طبية وحاجات كتير...
نهض ريان من مجلسه وقال بهلع..
:_تمام تعالي معايا نشوف هنحتاج ايه لحد ما الاسعاف توصل....
خرج كلاهما من الغرفة بينما هاتف أدهم الاسعاف واخبر
عمه بما حدث فقد ذهب بعد عقد القران من اجل امر هام بالمشفي...
في تلك الاثناء عادت علا وريان
الذي ابعد يد خالد عنها وسطحها على الارض بعناية....
قائلا بهدوء.....
:_ياريت الكل يطلع بره وميفضلش غير ادهم وخالد...
طالعه الجميع برفض لهتف صابرين.....
:_انا مش خارجة من اهننه غير لم بتي تجوم وبعدين انت هتعمل فيها ايه..
لم يكن ريان بحالة تسمح للنقاش ليهتف بغضب موجها حديثها لها...
لو عايزه بنتك تقوم يبقى تتفضلي تتطلعي بره وياريت الكل يخرج...
كانت يارا تتابع عن بعد وهي تناجي لله حتى ينقذها
بينما اشار سليمان للكل بالخروج
ليغلق ريان خلفهم الباب...
واقترب من مريم المسطحة على الارض...
مد يده بحظر وهو يقتص جزء من ملابسها حول الجرح
بالمقص الذي وجدها مع بعض الادوات الطبية...
وبدا يستكشف ان كان هناك نزيف داخلي او تمزيق ب الانسجه
هدأت ملامحه قليلا حينما تأكد ان الرصاصة لم تتسبب بالنزيف
ثم تناول الشاش المعقم بحذر وهو يقيس به عمق الجرح بعدم علم بأن الرصاصة لم تصيب القلب....
وبعد ذلك انتقل بعينيها إلى الادوات الطبية ليأخذ منها ملقاط طبي معقم
(ملقط الحواجب ) حتى رجفت يده وطرق عقله ذكري
مريرة حينما قام بأخراج رصاصة للمرة الأولى...
نفض تلك الافكار من رأسه وهو يجاهد بحظر لأخرج الرصاصة حتى تمكن من اخراجها....
ليبدأ بعد ذالك في اقتصاص خرطوم الكالونه...
وهو يبحث بعينيه عن شئ ما...
لينهض من مجلسه حتى... خرج من الغرفة وهو يهتف قائلا....
محتاج ازازة مياه فاضية....
انتبه الجميع لخروجه المفاجىء وهم يطالعوه بخوف ليهتف ابيها قائلا......
:_فهمني بس انت بتعمل ايه في بتي...
:_هي هتكون بخير بس ياريت حد يجبلي الي طالبته....
ازداد نحيب صابرين وهي تضرب وجهها قائلة ببكاء......
:_يا مرارك الطافح يا صابرين...
البت هتروح مني يا ناس.... اه يغلبي و حرجة جلبي
(حرقة قلبي) عليكي يا نور عيني
طالعها سليمان بغضب وهو يضرب بعكازه قدمها....
:_بطلي تنوحي يا وش النحس انتي بطلي والا عظيم بيمين اكون طاخك عيارين يخلصوا عليكي....
وضعت يدها على فمها قائلة ببكاء...
:_سكت اهو يا عمي حطيت جزمة جديمة (قديمة) في خشمي وسكت بس جلبي مش هيسكت جلبي بيصرخ يا عمي جلبي بيصرخ على نور عينيي...
اه يا مرارك يا صابرين... جات الحزينه تفرح ملجتلهاش مطرح..
وجيت افرح واغني... لجيت بيزيد في همي...
عايزه بابور وعجلة حديد تجيب الحكيم من البلاد البعيد...
عايزه ابرة وجماشة وخيط.. اخيط كفني بيدي قبل كفن الحبيب...
يا موري يا موري....
اشتعل الجد غضبا وهو يرفع عصاه حتى هبط بها على ظهرها مرة تلو الأخرى
قائلا بغضب.....
:_اجفلي خشمك يا بوذ الاخص اجفلي يا بومه بتندبي على مين يا حزينة...
عادت علا بيدها الزجاجة حتى اخذها ريان بسرعة البرق و دلف للداخل
بينما اربحها الجد ضربا وهو يكمل بغضب.....
:_محدش جاب الحزن والنكد للدار غيرك يا بومة...
ركضت علا إلى والدة زوجها وهي تحتضنها بخوف ربما تحميها من بطش جدها قائلة بخوف.....
:_كفاية يا جدي حرام عليكي...
بعدي عني يا غراب البيت...
:_قالتها صابرين بغضب وهي تدفعها بقوة بعيدا عنها قائلة بغضب....
:_كلوا طالع من تحت رأسك انتي
ربنا ينتجم منك
اعاد الجد عليها بالضرب قائلا بغضب...
:_شكلك مش هتجفلي خشمك غير لم اكسر ضلوعك....
____________
بالداخل
كان ريان يتعامل بحظر بعدم وضع الخرطوم بداخل
الزجاجة ثم وضعه بداخل الجرح حتى يتمكن من سحب الدماء الفاسدة...
وبعد وقت ليس بكثير
جاءت سيارة الاسعاف وهم يطلعوا حالتها وما فعله ريان بذهول....
لينقلوها بعد ذلك إلى المشفى حتى تتم الاجراءات الازمة
____________
في سوهاج...
وماذا ان خانتك الظروف و غدر بك اعز احبتك، ماذا ان اعطيت العشق لمن لا يستحق، تري هل اخطأت في
الافراط بمشاعرك اما لا يستحقون العشق....
هربت دمعة مريرة من عينيه كلما تذكر لحظتهم معنا ايعقل
مشاعرها كاذبة لمسته لشفاها وهي تبادله الشغف ايعقل خداع...
مسح وجهه بكفيه وهو يتنهد بتعب معلن الجفاء والتصلب فما عاد العشق يطرق ابواب قلبه مجددا تبا لتلك المشاعر
الكاذبة وتبا لاحاسيس لم تكن لنا يوما...
عاد بوجهه يخلوا من التعابير رغم نيران قلبه المشتعلة
وكل ما عليه الان الرحيل سيرحل عن عالمها ويتركها تهني بفعلتها سيودع عينيها ويدهس قلبه تحت قدميه ما الفائدة من عشقه لإمرأة لن يجني منها سوى الحزن و الالم...
شو عملت معها.....
قالتها همس بتساؤل حينما لاحظت دخوله من باب السرايا...
ليبتسم الاخر ساخرا وقال بآلم...
:_كانت بتكذب عليا يا همس كل مشاعرها تجهي كذب...
رقت عينيه بالدموع وهو يتابع بأنكسار...
:_خلينا نستأذن ونمشي لاني مش هتحمل دقيقة تاني...
اغروقت عينين همس بالدموع وهي تري مدي الحزن القابع بعينيه لهتف بأسي....
:_والله هي خسرتك كريم ما بتستاهل تنوجع عليها الله يسامحها....
:_خلينا نمشي يا همس ارجوكي...
قالها بنبرة لا تحمل النقاش...
بينما كان عبد العزيز منشغل بعمار وزوجته حتى هتف عمار قائلا......
:_انا هسمي الولد على اسمك يا حاج ومفيش جدال
..
تعالت ضحكات عبد العزيز وهو يهتف بسعادة...
:_والله يا ولدي ده شئ يفرح جلبي بس... حرام تظلم ولدك بالاسماء الجديمة دي
عمار بنفي.... لا ده انت الخير والبركة انا اخدت قرار...
حملقت به مرام قائلة بغيظ...
:_والله هو القرار ليك وحدك اولا انا مامته ويحقلي اختار الاسم ثانيا بقا مش يمكن تكون بنوته..
رأي عمار غيظها فتعمد اثارة غضبها ليهتف بمشاكسة....
:_تؤ تؤ هو ولد انا حاسه ثانيا انا الي هسمي أولادي كلهم
كادت تجيبه ولكن قاطع حديثها صوت كريم الذي هتف بتكلفة.....
معلش يا جماعة احنا لازم نمشي..
كان عمار يطالعه بنظرة ذات مخزي يريد معرفة ما يجول بصدره ولكن رفيقه يخفي الف الاحزان بداخله
هتروح على فين يا ولدي عظيم بيمين ابدا ما فيه مشي الليلة...
قالها عبد العزيز بغضب...
ليهتف كريم برفض...
:_ارجوك يا عمي اعفيني انا لازم امشي لاني بكرا مسافر المانيا...
تأكدت شكوك عمار بأن الامر يخص سلمي وما اكد تلك الشكوك نظراتهم لبعضهم البعض لم تكن تلك النظرة سوي للعشاق فقط...
ليهتف عبد العزيز بتردد.....
بس يا ولدي مينفعش الحديد ده انت ملحجتش تجعد كيف الناس..
:_يا حاج عبد العزيز يا حاج
قالتها الخادمة بخوف وبكاء حتى انتبه لها الجميع
ليتقدم منها عبد العزيز قائلا بهلع...
:_خير يا هنيه مالك اكده كيف الي نهشه حنش
تنفست الصعداء وهي تهتف ببكاء..
:_الست الست سلمي اتخطفت..
ترجع عبد العزيز بضعف حتى كاد يسقط لتمنعه يد عمار التي اسندته من الخلف...
فتابعت الخادمة قائلة...
:_في اتنين كانوا واخدينها بالغصب وبعدين لم حاولت تصرخ ضربوها وحطوها بالعربية ومشيوا...
صعق الجميع للخبر بينما رجف قلب كريم بخوف مما قد يصيبها من هذا الذي فعل بها هكذا ومن يكونوا هؤلاء...
ليتقدم من الخادمة قائلا بنبرة تحمل الخوف.....
:_طيب شفتي شكلهم ايه او رقم العربية...
هزت الخادمة رأسها بالنفي لهتف ببكاء...
:_والله يا بيه ما شفت حاجه انا طلعت بالصدفة شفتها وهما طلعين بيها من الچنينة التانية ولم حاولت اصرخ او استنجد بحد كانوا مشيوا جيت على اهنه طواليي....
:_بتي سلمي اتخطفت مني...
قالها عبد العزيز بضعف بعدما انهارت قوته...
ليجلسه عمار على اقرب اريكة امامه قائلا بصدق...
:_اهدي يا حاج اكيد هترجع اوعدك بكده...
اطبق على يده قائلا...
:_بتي يا عمار انا مليش غيرها...
اعلن رنين هاتف كريم عن رسالة نصية وكان مضمونها...
****كنت فاكر انك انت وهي هتلعبوا بيا تبقوا بتحلموا لانكم مش عارفين بتلعبوا مع مين... واحب اطمنك على سلمي هرجعها ليك قريبا بس لم اخد منها الي نفسي فيه... ******
اشتعلت عينيه بلهيب الغضب وهو يكاد يحطم هاتفه
من هذا ولم هي بالاخص حتى يختطفها.. كاد قلبه ينشق نصفين حينما تذكر ما يريد هذا الحقير فعله بها ولكن لن يدعها بين ايدي ذاك الكلب...
دلف بخطوات تكاد تكون متعثرة وهو ينظر خلفه بخوف بعدم دث هاتفه بجيب معطفه واتجه للداخل.... فقابلته شقيقته الصغيرة قائلة بخوف....
:_ابيه جاسم سلمي اتخطفت...
______________
بالمشفي
بعدم اخرجوا مريم من غرفة العمليات تم نقلها للعناية المشددة بينما استطاع محمد التصرف بشأن القوانين الامنية للمشفى حتى لا يتم تبليغ الشرطة بما حدث ولا يحدث ضجيج وشوشرة
كما تبقي النساء بالمنزل ولم يأتى سوي ريان ورجال العائلة
وكان الجميع ينتظر بالخارج
ليهتف والد خالد بتعب....
:_يالا يا جماعه الكل على البيت مش هينفع تقعدوا هنا
سليمان بآلم على حفيدته...
:_مش جادر اسيبها اهننه وامشي يا ولدي
ربتت خالد على يد جده قائلا بحنان....
:_روح يا جدي علشان ترتاح ساعتين وانا بعد اذنك هفضل هنا معاها مريم خلاص بقت مراتي..
طالعه الجد بسعادة وهو ينهض بتعب قائلا بدفئ.....
:_انا مطمن عليها طول ما انت معها يا خالد
ابتسم خالد بهدوء حينما رأى انساحب الجميع لينظر إلى والده قائلا بخوف...
:_هتكون كويسة مش كده يا بابا..
ابتسم والده بحب وقال....
:_ان شاءالله هتكون بخير والفضل يرجع بعد ربنا لريان..
تذكر خالد ما فعله ريان ليهتف بتساؤل...
:_هو ريان ده تقريبا رجل اعمال ومش دكتور... ازاى قدر يعمل ده كلوا....
اغمض والده عينيه بعدم فهم قائلا....
:_والله يا خالد انا نفسي مش فاهم حتى لو كان دكتور صعب عليه يتعامل مع الموقف انا لازم افهم منه عمل كده ازاي وبالمهارة دي
تنهد خالد بتعب وهو يطالع مريم من خلف الزجاج قائلا...
:_هو انا ينفع ادخل عندها يا بابا ارجوك..
هز والده رأسه بالايجاب قائلا...
:_ادخلها يا خالد هي محتاجلك انت اكتر من اي حد
ابتسم بخفوت بعدم تركه والده بينما دلف هو إليها وهو يرها معلقة بالاسلاك الطبية والاجهزة حتى جلس بجوارها وهو يمسك كفها بين يده قائلا بحزن...
:_مكنتش اعرف ان هيجي عليا يوم واشوفك بالحالة دي يا مريم..
ليطبع قبلة حانية على باطن يدها وتابع بحزن...
:_كان نفسي تحسي بعشقي ليكي الي بقاله سنين وسنين بيكبر جوايا عشق كنت خايف منه
احسن يضعفني في يوم، خفت اقرب منك وبدل ما احافظ عليكي اضيعك مني، ااااااااه يا مريم لو بس مرة شفتي لهفتي وغيرتي عليكي كنتي عرفتي معنى العشق في قلبي ليكي،
تنهد بعشق وهو يقبل باطن يدها مجداد
حتى انتقل بعدها ومسد بحنان على شعرها قائلا بعشق توغل بداخله...
:_يا احلى واجمل مريم في الدنيا..
________________
ب السرايا
كان بزوغ الفجر اوشك وهي مازالت واقفة خلف نافذة غرفتها تنتظر عودتهم.... وعقلها منشغله بذاك الريان وما فعله اليوم..
من يكون؟!
:_اهو ساحر... ام طبيب للقلوب... ام مجرما لا يعرف ابواب الرحمة من اين... واخيرا اهوو معشوقها.. لم تراودها تلك الفكرة دائمآ كلما تذكرت عينيه تهيم به عشقا..
كلما رأته تتعالي خفقات قلبها بجنون.... وكلما احتضن كف يدها اثار الحنين بداخلها... امان.. وخوف.. تشعر بهما كلما اقترب منها....
لم تكن هكذا يوما كأنه ملاذا وطوق نجاه تحتمي به هو ليس الاخير من جنس الرجال.. ولكنه الاول الذي لمس زوايا قلبها واشعل فتيل العشق بهم...
صباح الخير....
:_قالها بصوت هادئ رخيم.. بعدم دلف للغرفة وهي شاردة على حالها
بينما انتفضت هي برعب حينما انتبهت لصوته لتهتف بتعلثم...
:_صباح النور..
صمتت قليلا وتابعت تعابير وجهه المجهدة فقالت بتساؤل..
:_اخبار مريم ايه..
تنهد بتعب وهو يلقي بمعطفه على الاريكة حتى جلس بهدوء واضعا وجهه بين كفيه...
:_بخير خرجت من العمليات والكل رجع مفيش غير جوزها هو الي فضل معاها...
حملقت به لبرهة وهي تجاهد نفسها على الصمت و إلا تسأله عن شيء ولكن فضولها يكاد يقتلها....
:_عايزة تسألي عن ايه...
قالها بهدوء وهو يتابع قسمات وجهها التي المتسائلة..
بينما طالعته بذهول من معرفته بما يجول بخاطرها لتهتف بتعلثم وهي تقترب منه حتى جلست امامه متناسية انها ترتديي منامة رقيقة وهادئة وتركت العنان لشعرها الحريري... حتى اصبحت تشابه الاميرات...
بينما شردت عينيه بها وكأنه يري آنثي للمرة الأولى هكذا رغم انه عاشر الكثير من النساء ولكنه لم ينجذب لسوها باتت هي حوريته الاولى والاخيرة ومن تجذبه بجنون.....
حمحمت الاخري بحرج وقالت بتساؤل....
:_هو انت بتشتغل ايه بالظبط...
يعني دكتور.... ولا رجل اعمال..
مش قادره افهمك...
طالعها لولهة من فضولها هذا حتى تبسم بداخله ونهض من مجلسه قائلا...
:_وده يهمك في ايه..
رمقته بتعجب قائلة بدون وعي منها....
:_اكيد يهمنى لانك جوزي اولا وثانيا لانك خرجت رصاصة من صدر بنت عمي...
توهجت عينيه ببريق العشق والشغف حتى دنا منها قائلا بصوت اقرب للهمس...
:_جوزك؟؟؟؟
:_اه جوزي
قالتها دون وعي حتى انتبهت لما تفوهت به ولقربه منها فأبتلعت ريقها بتوتر من نظراته بعدم ادركت ما ترتديه فتوردت وجنتها بخجل وهي تخفض وجهها للاسفل من غبائها....
:_عمرك شفتي واحدة بتتكسف من جوزها....
قالها بهمس ليكمل بعدها...
:_لم تبطلي تتكسفي هبقا احكيلك انا مين.....
تركها ودلف للمرحاض حتى يبدل ملابسه بينما تسمرت الاخري بمكانها وهي تشعر بلهيب انفاسه وصدي صوته يقرع بأذنيها..
وبينها وبين نفسها تحدثت ايعقل تلقبه بزوجها كما اخبرته....
عضت شفتيها بخجل وهي تهمس بخفوت....
:_وانا شغالة بالي بيه ليه هو مش عايز يقول خلاص...
صدح صوت المؤذن بالبلدة فأرتدت ملابس الصلاة... و وقفت تنتظر خروجه من المرحاض حتى تتم الوضوء...
بينما خرج ريان من المرحاض بعدم ابدل ملابسه وهو يراها ترتدي تلك الملابس المتحشمة التي حجبت عنه مفاتن جسدها.. ولكن رغم ذالك اظهرت جمالها البراق ولمعان وجهها بالعشق الذي اصاب قلبه...
لتهتف بتعلثم وشفتين ترجف من نظراته لها......
:_انا كنت هتوضي علشان الفجر آذن...
لم يبالي بحديثها ولكنه اشار لها بالدخول..
حتى دلفت هي و اوصدت الباب خلفها..
بينما نظر هو إلى ابنته النائمة وتمدد بجوارها حتى اغمض عينيه بشرود بتلك الحورية التي اقتحمت دوافعه ببرائتها و آنوثتها المميتة رغم تحشمها...
رقبت عينيه المغمضتين خروجها وهو يشعر بخطواتها بجواره حتى شرعت و خشعت في الصلاة كان يشعر بهمس شفتيها وتكبيرات الصلاة التي صدحت بأوصال قلبه تناديه تخبره بأن يجتاز تلك الموانع وينهض ليسجد باكيا ولكن ضعيفة خطواته لتلك النقطة يريد من يأخذ بيده يعلمه و يرشد قلبه للهدايا...... فكيف له يفعل ما يعرفه او يدركه.. بعدم اعتاد القتل والنهب...
واخيرا اطربت مسمعه بتلاوتها لبعض الآيات القرآنية التي
جعلت قلبه يرجف لتلك الكلمات المريحة للصدور....
بسم الله الرحمن الرحيم..
ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٌ۬ وَلَهۡوٌ۬ وَزِينَةٌ۬ وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ وَتَكَاثُرٌ۬ فِى ٱلۡأَمۡوَٲلِ وَٱلۡأَوۡلَـٰدِ‌ۖ كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُ ۥ ثُمَّ يَہِيجُ فَتَرَٮٰهُ مُصۡفَرًّ۬ا ثُمَّ يَكُونُ حُطَـٰمً۬ا‌ۖ وَفِى ٱلۡأَخِرَةِ عَذَابٌ۬ شَدِيدٌ۬ وَمَغۡفِرَةٌ۬ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٲنٌ۬‌ۚ وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَـٰعُ ٱلۡغُرُورِ (٢٠)"
شعر بالبرودة تسري بأوصاله والدفئ عم قلبه حتى غط في ثبات عميق للمرة الأولى ..
بينما ظلت هي ترتل ايات الذكر بعدما انهت الصلاة وشعرت بأنتظام انفاسه لتبدأ في الدعاء لوالديها بالرحمة...
:_يارب ارحم اهلي ونور قبورهم... واسكنهم الفردوس الاعلي... اللهم اني اسألك لهم المغفرة والرحمة.... وأسألك الهدايا لأختي....
اغمضت عينيها حتى ظهر شبح يوم وفاة والدتها وتذكرت ذاك الرجل الذي دفع تكاليف المشفى بأكملها فأبتسمت بحب قائلة...
يارب أهديه ونور قلبه بالايمان... واجعله ومن الصالحين...
و ارزقه من حيث لا يحتسب...... اللهم اجعل القرآن ربيع قلبه..
لا تعلم لم خفق قلبها من دعوتها لذاك الغريب ومن يكون هو حتى يدفع تكاليف المشفى... ولكنها ادركت ان الله لا يرد دعوة مؤمن وانه ارسل إليها ذاك الرجل حتى يساعدها...
نهضت من مجلسها وهي ترمقه بسعادة حتى اقتربت منه وتفحصت ملامحه الهادئة
وسيم حد النغاع ومثير للجنون والشغف... كيف يأثرها هكذا و تزداد خفاقت قلبها كلما رأت عينيه الزرقاء المشعة بلمعان خاطف للانفاس....
تبسمت بخجل من افعالها الصبيانية ورفعت الغطاء حتى تدثره به ولكن اقترابها منه جعله يشعر بهمس انفاسها وصوت ضربات قلبها التي اخترقت مسمعه.... حتى نظراتها له شعر بها ليرفرف قلبه بين ضلوعه ويريد القفز خارجا التحرر من قيود الغرور حتى يذوق شهد شفتيها يريد الاقتراب اكثر ربما يغيب بعالم جديد معها هي فقط... ولكن تحاصره القيود فكيف الفرار من حصون واغلال قوية كهذه....
________
بالمشفى.....
فتحت عينيها بتثاقل وآلم قد اشتد بها حتى شعرت بثقل على يدها فلتفتت للاتجاه الاخر وهي تطالع ذاك النائم بذهول كيف نام هكذا ومتي... هل تتوهم.. ربما هي بحلم.. ولكن المشفى والضماض الموجود على يسار صدرها... حتى الملابس التي ترتديها.... اغلقت عينيها عدت مرات وهتفت بآلم.....
:_خالد.. يا خالد..
صوتها العذب يطرب مسمعه و يخترق جدار قلبه حتى بنومه..
ولكنه انتبه حينما تكرر النداء..
ففتح عينيه بنعاس وهو يرى تحملق به فأنتفض من مجلسه قائلا بخوف وفرحة عارمة في الوقت ذاته.....
:_مريم انتي كويسة حاسة بحاجة تعباكي... حبيبتي ردي عليا..
فرغت فمها بعدم تصديق من ما تفوه به لتعيد النظر إليه مرة اخرى حينما تابع بعشق...
:_ردي عليا يا مريم متوجعيش قلبي اكتر من كده طمنينى عنك يا حبيبتي...
رغم ذاك الآلم الذي اشتد بها إلا ان دموع عينيها ازدادت من حروفه ليس من ذاك الالم... فقال الاخر بلهفة وصوت خائف....
:_يا مريم بالله عليكي طمنيني.. تحبي انادي الدكتور...
لم يجد منها رد ولكن ازداد نحيبها وصوت بكائها تهتز له اوتاره.
فأتخذ قراره وكاد يغادر عله يأتى بالطبيب إلى أن امسكت بيه قائلة بخوف.....
:_متسبنيش يا خالد...
اعاد النظر إليها حتى رأي دموعها المنهمرة بغزارة فجلس بجوارها وهو يحتضن يدها قائلا بنبرة عشق وخوف....
:_اسيبك ازاي يا مريم و انا روحي فيكي.....بس طمنينى انتي كويسة...
حاولت الاعتدال بجلستها ولكنه نهض من مجلسه وساعدها بعدم وضع الوسادة خلف ظهرها قائلا بنبرة هادئه.... كده مرتاحه
هزت رأسها بالايجاب وقالت...
:_الحديد الي انت جولته ده من جلبك يا خالد...انا صوح حبيبتك.... جلبك بيوجعك عليا... ولا مجرد شفجة على حالي(شفقة)...
باغتها بنظرة تكن لها الكثير من العشق وهو يقترب منها قائلا بنبرة عشق تحمل الكثير من الشغف والجنون...
:_لا يا مريم انتي مش حبيبتي.. وقلبي مش بيوجعني عليكي.......
طالعته بدموع متحجرة وهي تسحب يدها من بين كفيه حتى اخفت وجهها بينها علهاا تختبئ من ضعفها بقربه..
بينا اقترب هو اكثر وابعد كفيها عن وجهها حتى طالع عينيها التي اشتعلت بمرارة كلماته....
ليبتسم بحنو بعدم ضم وجهها بين كفيه قائلا بكل معاني العشق.....
:_انتي فعلا مش حبيبتي يا مريم.....
لانك روحي.... قلبي... كياني... حياتي.... انتي كل حاجه ليا
يامريم... انتي الهواء الي بتنفسه... جنوني وشغفي... عشقي.... وملاذي....
ادمعت عينيها من فرط عشقه وما يتفوه به...
فتابع الاخر بسعادة...
:_عارف اني كنت دبش معاكي واسلوبي مستفز...
بس صدقينى ده كان نابع من عشقي ليكي... كنت بخاف عليكي من نفسي يا مريم.... كنت خايف في يوم اضعف
وشطاني يخليني اعمل حاجه تغضب ربنا.... خفت في يوم اتكلم معاكي وبدون سابق انذار... احضنك واخبيكي في ضلوعي عن العالم...... خوفي ملهوش غير مبرر واحد وهو العشق يا مريم مش الحب
كانت دموعها تنهمر بغزارة فأقترب منها اكثر ومسح دموعها بأنامله قائلا بهمس.....
_:بحبك بحبك يا مريم
انتهت حروفه واكملت شفتيه ما يريد اخبارها به اكملت رحلة عشقه لها علها تخبرها عن ما تذوقه في ليالي الفراق
اتخذت شفتيه السبيل في التعبير عن ما يريد
بينما استقبلت الاخري شفتيه بعشق وهي تشعر بجنونه
وشغفه رغم خجلها وهي مستسلمة له
إلا أن انخدرت يدها إلى صدره ربما تشعر بضربته المجنونه..



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close