اخر الروايات

رواية دائرة العشق الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم ياسمين رجب

رواية دائرة العشق الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم ياسمين رجب



بأسيوط....
خطت أول خطواتها داخل احدي سرايات الصعيد المبنية على التراث القديم..... سرايا كبيرة يملؤها الدفئ والحب...
وقليلا من الحقد والكراهية تتخفي ببعض الصدور....
شعرت بالنفور والضيق و راودها التواتر والقلق...
حتى توقفت عن السير عند بوابة السرايا....إلي أن شعرت بالامان حينما اطبق بقوة على يدها وهو يحتويها بدفئ...
تعالت خفقات صدرها من لمسته الحانية فطالعته بأمتنان
حتى شقت شفتيه أبتسامة هادئه جعلت قلبها يتراقص
على لحن العشق... سحرها دون ان تدري او تلتزم بقوانين
العشاق لتسقط في بئر اشواقه...
تابعت سيرها بهدوء إلى أن توقف كلاهما على اعتاب السرايا... حينما استقبلهم كبير العائلة.... سليمان البدري..
احد اكبر اعيان اسيوط... رجل تجاوز العقد السابع ومازالت قوته وصلابته يهابها الجميع....
اتسعت ابتسامته وهو يطالع حفيدته بسعادة ليقترب منها
بهدوء وهو يهتف بدمعة قد لمعت بعينيه..... قربي يا بنت
الغالي قربي...
نظرت إلى زوجها بحيره ولا تعلم كيفية التعامل مه
هز ريان رأسه بأيجاب بعدم حرر يدها
فتقدمت هي حتى وقفت امام جدها الذي جذبها بقوة داخل احضانه وهو يهتف بنبرة اوشكت على البكاء....
اه يا غالية يا بنت الغالي وحشتيني يا قلب جدك...
للحظة شعرت بالامان داخل احضان هذا الكهل الكبير وكأنه ابيها الذي احتضنها حتى رقت عينيها بالدموع وهو يهتف....
عشت سنين محروم من ابوكى و اتحرمت منكم اختك رجعت النور لقلبي وانتي رجعتي قلبي شباب...
ابعدها قليلا وهو يحتوي وجهها بين كفيه قائلا بسعادة...
انتي واختك شبه عبد الرحمن ابني بالظبط... نفس عيونه
وملامحه حتى لمعت عيونك كلها عبد الرحمن...
ابتسمت بدفئ فقبلها جدها على مقدمة رأسها..
بينما كان ريان يشعر بنيران الغيرة تأكل اوصال قلبه من لمسة العجوز لها.... ونظرات الاعجاب من المحيطين بهم
ليقترب منها بهدوء وهو يحتضن كف يدها بتملك وثقه
حتى يثبت ملكيته لها امام الجميع.... ألتفت له بتعجب من
فعلته التي باتت حليفته وهي تري نظرات التملك ظهرت
على قسمات وجهه.....
بينما طالعه سليمان بفخر وهو يرى مدي العشق القابع
بعينين ريان لها ومدي الغيرة واللهفة.... حتى شعر بالالفة
تجااهه فقد سعد حينما اخبره محمد بزواجها من رجل
اعمال يهابه الجميع صافحه وهو يرحب به بحرارة
ثم شرع في تعريفهم على عائلته.... اولهم ابنه الاكبر....
محمود سليمان البدري... تجاوز الثالث والخمسون من العمر
وهيئته تنم عن جبروت وقسوة تخفت بداخل عينيه...
ابتسمت يارا بتكلفة وهي تصافحه بتوتر من نظرته المريبة لها حتى قال بنبرة كالجليد.... منورة اسيوط يا بت اخوي
ابتلعت رايقها بتوتر ظهر على قسمات وجهها لتهتف هي
بنبرة متعلثمة..... مرسي.. منورة بأهلها...
كانت نظرات الكراهية كامنة بعينين محمود تجاه ريان بالاخص وهو يرمقه بشرز وغضب
بينما كان يعرف ما يجول بقلبه ولما كل هذا الحقد.....
فقد افسد عليه مخططه.... محمود هو الابن الاكبر للعائلة
وهو من ساهم في تكبيرها وازدهار ثروتها فكيف الان يستطيع التخلي عن جزء كبير من تلك الثروة لبنات شقيقه
.......
اما بالنسبة للابن الثاني.. مصطفى سليمان البدري...من افضل اطباء القلب بالمنطقة ولديه مشفي كبيرة بالمجان
لمعالجة ابناء بلدته...
رقت نبرته وهو يحتضن يارا بحب قائلا بصدق..... اهلا بيكي يا بنتي نورتي بيتك
احتضنته يارا بهدوء وهي تبتعد عنه و توقفت بجوار زوجها
إلي أن هتف كبير العائلة.....
:_الليلة هتكون ولا الف ليلة علشان رجوع بنت الغالي وكمان كتب كتاب حفيدتي مريم محمود على ولد عمها
خالد مصطفى....
ارتفعت اصوات الزغاريد من الداخل و اتبعها اصوات الطلقات النارية..
ما ان سمعت اصوات الطلقات حتى احتصنت ذراعه بخوف وهي تتمسك به بقوة حتى اخفت وجهها داخل صدره..
بينما طالعها بذهول من فعلتها وخوفها الذي سكن ملامحها
حتى رفع ذراعه واحتضن كتفيها بأحتواء فرفعت عينيها
وطالعته بنظرة اذابت جليد قلبه واضرمت بصدره لهيب العشق والشغف.. لو كان الامر بيده لأخفها عن اعين الجميع
وما لمسها بشر سوه....
_______________
بالطابق الثاني لمنزل عائلة البدري تجمعت فتيات العائلة وبعض النساء...
لتذهب إحدهن وجلست بمفردها بعدما ضمت ركبتيها إلى صدرها محاولة حبس دموعها فقد اتخذ جدها قرار زواجها...
مالك يا عروسة زعلانة اكده....
قالتها زوجة اخيها...
رفعت اعينها السوداء ك عتمتة الليل وقالت بصوت يشبه
البكاء..... چدي قرار يچوزني ل خالد طيب مش المفروض يعرف رأيي الاول.....
جلست علا..بجوارها وقالت بصوت هامس.....
الي يسمعك اكده يچول انك مريداش تتجوزي اخوي البشمهندس خالد.... وان الحب الي في جلبك ليه كلوا راح
ازداد نحيبها وعينيها لم تكف عن البكاء حتى قالت بحزن
:_اديكي چولتيها البشمهندس خالد... وانا حيالله كل الي
معايا دبلوم تچاره.... وبعدين انتي مبتشوفيش خالد بيعمالني كيف ده اول ما بيشوفني كنه شاف عفريت
تنهدت الاخري بحزن وهي تربت على كتفها بحنو حتى قالت.....
وچع الجلب صعب يا مريم... يعني انتي هتنبسطي لو اتچوز دكتورة ولا بشمهندسة غيرك...
لا....... قالتها برفض وقلب قد هلع لأجله... ولكن اغروقت عينيها بالدموع مرة أخرى حتى قالت ببكاء مرير
:_الموت اهون عليا ولا اشوفه مع غيري.... اخوكى هو فرحة عمري ونور حياتي يا علا...
ابتسمت علا بهدوء وهي تحتضن كفها قائلة بسعادة....
خلاص ترمي حمولك علي الخالق وهو يفرچها من عنده..
امسحي دموعك دي وخلينا ننزلوا علشان نشوف بت عمنا والا زمان چدي هيولع فينا...
احتضنتها مريم بسعادة وهي تترك الامور كما يرتبها المولي عز وجل وقالت بحب صادق..... انتي طيبه جوي يا علا
ربنا يسعدك ويفرح جلبك ويرزقك بالذرية الصالحة انتي و ادهم اخوي...
ابتعدت علا عنها وهي تحاول رسم الابتسامة على شفتيها قائلة بهدوء..... خلاص بلا دلع ماسخ يلا جومي شوفيلك مصلحة...
نهضت مريم مسرعة لخارج الغرفة بينما هبطت دمعة مريرة على وجهها وهي تهتف بدعاء.... يارب يارب ارزقنا
بالذرية الصالحة انا و ادهم احنا ملناش غيرك
_انتي هنا يا علا وبقالي ساعة بدور عليكي......
هتف بها زوجها وهو يطالع عينيها الباكيتين ليهتف بخوف ظهر على قسمات وجهه.....
_ بتبكي ليه يا علا... مين زعلك...
هزت رأسها بالنفي وهي تطالع زوجها الحنون وعينيه
البنيتين التي لمعت ببريق الخوف والعلع لتهتف بكذب..
_لا مش ببكي دي حاچة دخلت في عيني...
اقترب منها وهو يحتضن وجهها بين كفيه قائلا ب عتاب
:_بتكدبي عليا على اساس اني محفظش ملامحك وعيونك
وسبج وجولتلك اني محبيتش ولا هحب غيرك واذا كان
موضوع الخلفة ده تاعب جلبك انسيه علشان انا مش بفكر فيه...
_بس انا بفكر يا أدهم..... قالتها ببكاء وقلب ارهقه الانتظار..
خمس سنين وانا بستنه ومفيش چديد مجدراش اتحمل
نظرة مرات عمي وهي بتعاتبني.... اتچوز يا أدهم وهات عيل يشيل اسمك... انا الي بطلبها منك..
_خلصتي حديتك يا بت عمي...
قالها بضيق وبرود ثم تهجمت ملامحه وهو يهتف....
_لأخر مرة يا علا هجولها ليكي.... جواز تاني مش هتچوز..
ومش عايز عيال غير منك انتي... ولو ربنا أراد اننا ميكنش
لينا عيال.... انا مش هتچوز... فاهمة يا بنت الناس... انا
مش رايد غيرك من الدنيا ولا عايز منها غيرك... انتي اختي وحبيبتي ومراتي انتي كل حاچة يا علا...
ألقت نفسها داخل احضانه وصوت بكائها يمزق بأوتار قلبه
:_حقك عليا يا ادهم سايق عليك النبي ماتزعل مني...
انا بتمني من ربنا ياخد من عمري ويزيدك
ابعدها قليلا وهو يحتوي وجهها بين كفيه قائلا بحنان...
_وانا مش عايز عمر زيادة طول ما انتي مش معايا..
تبسمت بعشق اذاب قلبه حتى قال بمشاكسة وهو يضمها إليه.....
:_طيب ما تيچي نقيل شوي (قيلولة) وانتي شبه القشطة اكده
لاكزته بكتفه قائلة بحده....
:_وجدي الي فاضل شوي ويصرخ علينا... هتچوله ايه عاد
تنهد بعشق وهو يضغط على شفتيه السفلية..
هجوله عاشق ومحروم يا چدي حس بيا يا چدي ينوبك ثواب يا چدي
تعالت ضحكاتها وهي تطوق عنقه بسعادة وعشقه يزداد اكثر واكثر حتى توغل بداخلها فباتت تتنفسه
:_بحبك جوي يا ادهم ربنا ما يحرمني منك واصل..
اقترب منها اكثر وهو يغمز لها بعينيه اليسري قائلا..
:_طب ايه مش ناويه تحني عليا ولا ايه..
اقترب اكثر حتى مست شفتيه شفتيها بعشق دام لسنوات من الصغر حتى اجتاز الحواجز باكتساح تاركا ظلم البشر يفعل ما يشاء...
__________________
بالاسفل......
تجمعت العائلة بردهة السرايا وبدأت يارا رحلتها في التعرف على باقي العائلة... و اولهم جدتها عزيزة التي
ضمتها بسعادة وحب كأنها تشتم ريح ابنها بهذه الفتاة وردت بحب.... نورتي دارك يا بنت الغالي....
بادلتها الابتسامة وهي تنتقل ببصرها إلى زوجات اعمامها
ورأت نظرات الحقد بعينيهم...
اقتربت منها مريم وهي تجلس بجوارها قائلة بهمس...
ازيك عاملة ايه..
هزت يارا رأسها بالايجاب تدل على انها بخير ولكن عينيها على زوجات اعمامها...
لتهتف مريم بهدوء بعدم رأت اعينهم التي أطلت بالشر...
سيبك منيهم علشان هما اكده على طول
طالعتها يارا بأستفهام حتى تابعت مريم قولها.... ريا وسكينة.... اقصد امي ومرات عمي...
كادت يارا تبتسم من التشبيه الصائب فتابعت مريم قائلة...
متاخديش في بالك هما شكل بس انما مش بيعضوا
هيولفوا عليكي على طول
مريم...... قالها جدها بغيظ
فلتفت له الاخري قائلة بهدوء....
:_نعم يا چدي
حمحم بهدوء حتى لا يخجلها امام الجميع..... بلاش توجعي دماغ بت عمك خوديها على اوضتها علشان ترتاح شوي
هزت رأسها بسعادة وهي تأخذ يد يارا بهدوء قائلة...
:_تعالي معايا
نهضت يارا بعدما اخذت الصغيرة من فاطمة بعدم غلبها النوم وسارت وسط انظار ريان
وبينما تسير يارا حدثتها مريم قائلة بتساؤل....
هي دي بنتك
ضمتها يارا بحب وقد تذكرت ارتباطهم وشكل حياتهم الجديد حينما تذكرت حديثه بالامس ان تصبح ام للصغيرة
....
:_لا دي بنت ريان بس هي زي بنتي بالظبط
تقدمت مريم حتى منعتها من السير وقالت بلهفة وتساؤل..
صحيح هو چوزك ده تقفيل بلاده
ضيقت عينيها بعدم فهم حتى تابعت الاخري قائلة...
اصله غريب اكده شبه ابطال الروايات و الممثلين الاتراك
شردت قليلا وقد طرق ذهنها عينيها الزرقاء وقسمات وجهه القوية فتسللت الابتسامة إلى ثغرها من فتنتها به..
___________
هااااا رحتي فين يا چميلة الچميلات....
قالتها مريم بتساؤل... ثم تابعت حديثها......
اوعا تكوني بتغيري عليه كيف علا مرت اخوي...
طالعتها بعدم فهم... فضربت مريم رأسها قائلة بخبث وهي تهمس لها..... علا دي سندريلا السرايا هي و ادهم اخوي...
بيعشقوا بعض بچنون والكل يحبهم.... ويتمنالهم الخير... إلا امي....
دلفوا سويا إلى احدى الغرف الكبيرة بالطابق الثالث... حتى
اغلقت مريم الباب خلفها وتابعت بحزن.....
اصل علا عندها مشكلة في حكاية الخلفة و امي كل شويه
تسمعها كلام يسم البدن في الطالعة والنازلة
رقت عينيها بالدمع على ما تفوهت به مريم وشعرت بالاسئ على حال تلك الفتاة...
لتكمل مريم قائلة..... بس الحمد لله اخوي ادهم رافض يتچوز وجالها للكل بالنص اكده:::يا چدي انا مش ناوي
اتچوز مهما عملتوا لاني بحب مرتي و مريدش غيرها من الدنيا... :::
ومن وجتها و امي هتفرجع من علا و ادهم بس ربنا يصلح لهم الحال..
ظلت يارا صامتة وتستمع حديث مريم التي لم تكف عن سرد افعال العائلة لتهتف بتساؤل....
هو انتي هادية اكده على طول.
ازي مش فاهمه......
قالتها يارا بتساؤل...
فتابعت مريم قائلة... اصل مليكة اختك... زيك كده هادية على طول ولم بتيچي اهنا مش بتجعد غير مع چدي و
چدتي بس الشهادة لله امي ومرت عمي بيخافوا منيها
كنهم شافوا عفريت.... يا بوي عليها نظرة كلها شر بتخليهم
يحطوا لسانهم في خشمهم و لا يجدروا ينطقوا معها بحرف واحد...
تبسمت بهدوء وهي تتذكر ملامح شقيقتها القوية ولكن ما اثار تساؤلاتها لم بعد تلك السنوات لم تعتاد عليهم....
بينما نهضت مريم وهي تعدل حجابها قائلة...... طيب هسيبك ترتاحي شويا علشان ارجع باليل اكملك النشرة
بالتفصيل وهروح اجهز حالي....
هو انتي مريم الي كتب كتابها النهاردة.... قالتها يارا بتساؤل ثم تابعت.... ولا في مريم غيرك..
هزت مريم رأسها بالنفي قائلة..... لا وربنا مفيش مريم غيري وخالد واحد بس هو الي هيكون چوزي..
لتبتسم خجل وهي تخرج من الغرفة مسرعة إلى غرفتها ولكنها اصتدمت بجدار صلب قوي وعينين عسليتين
كالجمر المشتعل..... حملقت به وهي تتراجع للخلف قائلة بتعلثم....
خالد انا اصلي هي انا...
رمقها بغيظ وغضب وقال بصوت اجهش....
مش تفتحي قدامك ولا انتي مش فالحه غير في الرغي واللت والعجن.... والكلام الماسخ
رفعت عينيها السوديتين التي لمعت بهم الدموع وقالت بتمرد..
لو سمحت احترم نفسك انا مسمحلكش تكلمني اكده واصل..
تملك الغضب من قلبه وهو يطالعها بغيظ حتى اطبق على ذراعها بقوة قائلا.....
حسك عينيك صوتك ده يعلي عليا تاني... والا قسما عظما يا مريم اقطع لسانك و ارميه للكلاب فاهمة...
تألمت من قبضته ورغما عنها هبطت دمعة مريرة من عينيها حتى قالت ببكاء....
ايدي يا خالد حرام عليك هتتكسر في يدك...
رق قلبه لدموعها فترك يدها ورحل بينما ازداد نحيبها وهي
تدلف لغرفتها حتى ألقت بجسدها على الفراش تبكي من قلب قاسي لا يؤلمه حنينها إليه ولا عشقها المكبل بداخلها لسنوات...
_____________
بالاسفل..
كان ريان يتابع احديثهم بضجر وهو يشعر بالضيق من تلك
الاحاديث المتكررة... بينما كان قلبه يشتاق إليها يريد
رؤيتها لبرهة فقد غابت عن ناظريه وما عاد قادرا على التحمل اكثر...
لينهض من مجلسه وهو يطالع جدها قائلا بهدوء...... بعد اذنك يا حاج سليمان انا محتاج اطلع فوق شويا انت
عارف السفر والطريق...
تبسم سليمان بهدوء وهو يشير لخالد الذي هبطت الدرج قائلا....
وصل ريان لاوضته يا خالد...
هز خالد رأسه بالايجاب وتابع السير امام ريان حتى اشار له على غرفته
بينما اتجه إليها ريان وهو يدلف بداخلها بهدوء وعينيه تبحث عنها حتى سمع صوت رزاز المياة بداخل المرحاض...
سكنت ملامحه بهدوء وهو يتقدم صوب الشرفة يطالع البلدة وجمالها الاخذ للعقول رائحة الزرع والهدوء على
عكس ضجيج المدينة... حتى لهو الاطفال مميز وهادئ...
شعر بصوت باب المرحاض ينفتح فأنتبه لها... وعينيه
توقفت عن النظر لسوها فقط حتى خفق قلبه بجنون وشعر بقلبه يهوي بين قدميه..
بينما خرجت هي من المرحاض بعدم اخذت حماما ساخنا انعشت به جسدها.... ارتدت منامة قطنية منقوشة ببعض
الرسومات الكرتونية ضيقه برزت منحنيات جسدها وكشفت عنقها وعظمتي الكتف .... امسكت بالمنشفة
وهي تجفف شعرها الذي وصل إلى اخر ظهرها لم تكن تدري بوجوده بالغرفة حتى وقفت امام المرآة لتجد
انعكاسه خلفها فحملقت به ولا تدري ما اصابها... اعلن قلبها عن ضرباته بجنون وتأبي عينيها عن النظر لشئ اخر..
كانت حالته لا تقل عنها فأقترب منها بهدوء حتى اصبح خلفها
وانفاسه الحارة لفحت جانب وجهها ابتلعت ريقها بتوتر
حينما شعرت بيده تزيح شعرها المبلل وتجرأت شفتيه حتى سارت على طول عنقها... فأغمضت عينيها من فيض
المشاعر التي احتجت قلبها وهي تشعر به يتمادي اكثر حتى مرر شفتيه ولثم عظمتي الكتف بقبلته الحانية
توغلت يده إلى خصرها وهو يجبرها على النظر إليه.. فأغمضت عينيها بتوتر وعشق جديد اخفته بداخلها حتى
مرر يده على وجهها كأنه يحفر ملامحها الهادئة بداخله... استسلمها وضعفها له جعلت رغبته بها تزداد وهو يبلل
شفتيه بتوتر وعشق يحاول جمحه والسيطرة عليه.. دنا منها اكثر ويده تمر بحرية على ثأر جسدها وهو يشعر
برجفتها الخائفة بين يده.. دنا منها حتى مست شفتيه شفتيها بقبلة هادئه تحولت إلى قبلة عاشقة اذابت الجليد بينها وجمعت قلوبهم على طريق العشق...
__________________
بلاسفل
لم يتبقي سوي كبير العائلة وحفيده خالد يتناقشن ببعض
الامور ولكن توقف كلاهم عن الحديث حينما هتفت مريم قائلة......
عاوزة اتحدد وياك يا چدي...
رفع عينيه إليها فكانت عينيها متورمة من شدة البكاء و
وجهها مشتعلة بالاحمرار...لينهض بغيظ قائلا...... نكمل كلامنا بعدين يا چدي..
_لا خليك يا بشمهندس لان الكلام يخصك..
قالتها مريم بقوة وهي تحاول جمح غضبها منه..
فأعاد الاخر بصره إلى جده الذي اشار له بالجلوس مرة اخرى وقال..... طيب اقعدى يا مريم خلينا نتكلم...
تماسكت جيدا حتى لا تنهار وهتفت بصوت يأبي الخروج او التفوه بالامر فقالت بحزن.......
_انا مش هتچوز خالد يا چدي مريدهوش...
تملك الغضب اوصاله وهو ينهض من مجلسه وعينيه تفترسها بغضب تمني لو حطم رأسها العنيد ليهتف بصوت غاضب....
_وسيادك عايزة تتجوزي مين يا هانم...
_خالد.... قالها سليمان بغضب
ليهتف الاخر بضيق....
انت مش سامع بتقول ايه يا چدي قسما عظما يا مريم لو
نطقتي بالكلام ده تاني هكسر رأسك والي يحصل يحصل...
نظرت إلى جدها بدموع ترقرقت بعينيها قائلة بحزن..... سامع يا چدي بيقول ايه امال هيعمل فيا ايه بعد الچواز...
__________________
بعد خروجه من المشفي اصبح كل شيء اسود بعينيه ولكن عليه الانتقام من تلك الافعى صافي حتى يعود إلى
زوجته المصون ويلقنها عذاب يجعلها تتمني الموت أكثر.... اخرج هاتفه و اجري بعض المكالمات الطارئة ثم اغلق هاتفه واتجه إلى مقصده...
بالڤيلا...
القت هاتفها أرضا وهي تلعن حظها وكل شئ ولكن عليها الهروب الان قبل سقوطها في ايدي الشرطة... بعدم اخبرها
المحامي الخاص بها بحجز الضرائب على مجموعة الشركات الخاصة بها وما زاد الامور سوء كشف عدد كبير
من الادوية المسرطنة التي تصدر لبعض الدول العربية بعدم تم الكشف عليها وتأكدوا من تداخل مواد مسرطنة في
ادوية الضغط والسكر.... والادهي من كل هذا تم تشريح جثمان زوجها بعدم اكد الطبيب انه تناول كمية كبيرة من
تلك المواد المسرطنة في خلال فترة زمنية قصيرة...
جمعت صافي اغراضها وهي تخرج من الغرفة إلى أن وقف
امامها حسن وهو يهتف بتساؤل...
خير يا مدام صافي رايحة فين...
ابتلعت رايقها بتوتر وهي تطالعه بخوف لتهتف بتعلثم....
..انا كنت رايحا يومين اشم هواء..
تبسم حسن وهو يجذبها بقوة من ذراعها حتى القي بها أرضا قائلا بغضب..... قصدك هربانه يا صافي..
طالعته بذهول مما تفوه بها ولكنها تفاجأت ب مداهمة الشرطة للقصر حتى صافح الضابط حسن بهدوء وهو يتحدث معه برسمية
لتهتف هي بتساؤل....
:_هو فيه ايه...
تبسم حسن بخبث وهو يقترب منها حتى صفعها بقوة على وجهها قائلا بحقد...
:_في ان اعمالك الوسخة كلها اتكشفت يا صافي هانم... و متقلقيش اعمالك كلها انا مسبتش منها حاجة إلا وجمعتها
كلها مع بعض علشان حكم الاعدام يبقى بضمير...
رمته بنظرة خاطفة قبل أن يكبلها الضابط لهتف بعدم
تصديق.... انت ظابط يا حسن...
اتسعت ابتسامته وهو يرمقها بنصر حتى قال..... اه المقدم
حسن الراوي ياريت تفتكري الاسم كويس..
حملقت به وهي تحاول ربط الاحداث وذاك الاسم المؤلوف بالنسبة لها... حتى ربطت الاحداث ببعضها... لتقسم بداخلها على الانتقام منهم جميعا....
____________
بالمشفى...
فتحت عينيها بضعف وهي تنظر حولها فسقط بصرها على الطبيبة التي همست بهدوء.... حمدالله على السلامة..
رمقتها أسيل بوهن بعدم تذكرتها ولكن لمعت الدموع
بعينيها وهي تهتف بآلم..... البيبي بخير
طالعتها الطبيبة بأسف وهي تقترب منها قائلة بحزن...
:_ان شاءالله ربنا يرزقك بطفل غيروا عوض ربنا كبير..
شهقت ببكاء وهي تتحسس بطنها حتى أدمعت عينيها فقد
خسرت كل شيء لم يعد هناك ما يجعلها تتمسك بالحياة كل شيء خسرته وبقت وحيدة كما كانت دائما.... نظرت حولها وهي تشهق ببكاء قائلة بمرارة.....
'
:_حتى الطفل الي كنت مستنيه اتحرمت منه معقوله اتحرم من كل حاجه بحبها
حزنت الطبيبة لاجلها وقالت بحزن....
اكيد ارادت ربنا خير.. صدقينى هو بيختار لنا الخير
ازداد نحيبها وهي تصرخ بهسترية...
:_اشمعنا انا الي كل حاجه بخسرها.. طيب ذنبي ايه علشان يحصلي كل ده...
قوليلي ذنبي ايه
كانت صرخاتها تصدح بالمشفى بأكملها وهي تضرب كل شيء امامها... إلي جاء بعض الاطباء واعطوها ابرة مهداة..
____________
توقفت سيارة عمار امام سرايا الحاج عبد العزيز فترجلت مرام منها قائلة بسعادة.....
:_الله اخيرا نزلت الصعيد..
طوق عمار كتفيها بحنان قائلا...
:_ولسه لم تتعاملي مع اهلها هتحبيهم اوي
اتسعت ابتسامتها بحب حتى قالت بسعادة...
_:كريم ودكتور كامل هناك اهم..
اوقف كريم سيارته هو الاخر وترجل منها بينما تبعته همس وعمها...
ليهتف عمار قائلا.....
:_اهلا بالواطي..
تعالت ضحكات كريم وهو يحضنه بشوق قائلا....
:_من بعض ما عندكم يا ابو الصحاب...
اقتربت همس من عمها وهو تطالع السرايا بتساؤل حتى قالت..
خالوا شو صاير هون مو على اساس اليوم بدنا نطلب ايدها لسلمي... بحس الموضوع مبالغ فيه...
رمق عمها الاضاءة و اصوات الغناء المرتفعة وغير كل هذا وجود عدد كبير من السيارات الفاخمة امام السرايا فقال بعدم فهم.....
:_والله يا همس انا مش فاهم حاجه بس اكيد سلمي اصرت على عبد العزيز يعمل كل الحاجات دي..
_______
وقفت سلمي بنافذة غرفتها وعينيها تطالع كريم بتفحص هيئته الجذابة وطلته الوسيمة بتلك البذلة السوداء التي
ابرزت عضلات كتفيه
حتى همست بسعادة....
:_اخيرا وصلت يا كريم...
كانت عينيه تبحث عنها وهو يطالع نوافذ الغرف إلى أن سقط بصره على طيفها بعيدا وسط اضاءة خافته لم تكن
ملامحها ظاهره بشكل كامل ولكنه ميزها عن غيرها اشار قلبه بخفقات متتالية و لو كان بيده لصعد إليها واخذها
بأحضانه حتى تحطمت ضلوعها بداخله....
دلفوا سويا إلى الحديقة الكبيرة المزينة بشكل مبهجة...
يا مرحب يا مرحب دي سوهاج نورت بيكم...
قالها الحاج عبد العزيز وهو يحتضن عمار بسعادة
فربت عمار على ظهره قائلا بحب صادق.....
:_منورة بأهلها وناسها يا حاج..
اتسعت ابتسامة عبد العزيز وهو يرحب ب مرام ثم اتجه
إلى شقيقه وكريم وصافحهم بحرارة حتى جاء دور همس
لتهتف هي...
:_اهلين خالوا كيفك
اكيد انتي همس مش كده..
قالها عبد العزيز بتساؤل.
.. لتهتف هي بسعادة....
:_اي انا هيا بشحمها ولحمها كمان..
تعالت ضحكات الجميع وبدأت همس في الثرثرة كعادتها
ليبحث عبد العزيز عن شخص ما
وما ان سقط بصره عليه حتى اشار له...
وهو يهتف.....



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close