اخر الروايات

رواية كبرياء عاشقة الفصل التاسع عشر19 بقلم هدير نور

رواية كبرياء عاشقة الفصل التاسع عشر19 بقلم هدير نور

 

*كبرياء عاشقة*👩🏻‍🦱🩶
*البــ( 19 )ــارت*🔥🩶
دخل ادهم الي غرفته وهو يشعر بحمل ثقيل فوق اكتافه يحاوطه لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله لكي يتخلص من ذاك المريض الذي يدعي صفوت فمن المستحيل ان يطلق كارما او يتركها لغيره فهو لن يستطيع العيش بدونها ولو للحظة واحدة .. كما انه لن يستطيع ترك والدة كارما تعاني علي يدي ذاك المريض ..زفر ادهم بضيق وهو يتقدم في الغرفة ليجد كارما جالسة باسترخاء علي الإريكة تشاهد التلفاز بتركيز حتي انها لم تنتبه الي تواجده ...ليبتسم ادهم بحنان علي منظرها هذا برغم النيران التي تشتعل بداخله...
تقدم ببطئ منها حتي جلس بجوارها علي الاريكة لتشهق كارما بذعر عندما شعرت بيد تلامس شعرها بلطف لتلتفت علي الفور لتجد ادهم يجلس بجانبها يداعب شعرها بحنان لتتنهد بارتياح و يرتسم علي وجهها ابتسامة خلابة وهي تهتف بسعادة
=انت جيت يا حبيبي..اتاخرت ليه كده؟!
اجابها ادهم بصوت متحشرج وهو يبعد بحنان بعض خصلات شعرها المتناثرة علي وجهها خلف اذنها
=معلش يا حبيبتي كان عندي شغل كتير
هزت كارما رأسها بتفهم ..لتقترب منه تهتف بحماس
=عارف مين كلمني النهاردة
قضب ادهم حاجبيها باستفهام
اكملت كارما بسعادة
=ماما كلمتني النهاردة ...تخيل يا ادهم قالتلي انها وافقت وهاتيجي تعيش معانا خلاص ..بس هي هتروح تزور قرايب لعمو مصطفي جوزها كام يوم وبعدها هتحصلنا علي القاهرة علي طول ...انا فرحانة اوي يا ادهم
شعر ادهم وكانه تم تسديد لكمه حادة في صدره عند سماعه كلماتها تلك لتتأكد مخاوفه فصفوت قام بإبعاد الحاجة امينة و اخفائها بمكان لا يعلمه احد سوي الله...
قضبت كارما حاجبيها بقلق عند ملاحظتها لتجمد جسد ادهم بجوارها لتشعر بانه يوجد شئ خاطئ وانه يوجد شئ يضيقه لتقترب منه تضع يدها بحنان علي خده وهي تسأله بقلق
=مالك يا حبيبي ..في حاجة مضايقاك ؟!
اجابها ادهم وهو يجذب يدها الموضوعة علي خده يقبلها بعمق
= مفيش حاجة يا حبيبتي...
شعرت كارما بانه لا يقول الحقيقة لها وانه يخبئ عنها شئ لتقترب منه اكثر قائلة بتصميم
=ادهم..في ايه يا حبيبي مالك؟!..انا متأكده ان في حاجة مضايقاك
اجابها ادهم وهو يزفر ببطئ محاولاً عدم اقلقها قائلاً
=شوية مشاكل في الشغل بس يا حبيبتي.
.
نظرت اليه كارما بقلق
=مشاكل ايه ؟!
اجابها ادهم بجمود وهو لايزال عقله منشغل بايجاد حل للتخلص من صفوت
=في شوية مشاكل في تصفية الشركة برا ...والتعامل مع البنك
اقتربت منه كارما تضع يدها حول رقبته تضمه اليها بقوة قائلة بصوت منخفض
=هتتحل يا حبيبي متقلقش..ِ.
احاطها ادهم بذراعيه يجذبها اليه بشدة راغباً في الحصول علي بعض الراحة بقربها ليدفن رأسه بعنقها يستنشق بعمق رائحتها لعلها تهدئه قليلاً ..وهو يشعر بالسوء لاضطراه للكذب عليها لكنه لن يستطيع ان يقول لها الحقيقة و اقلقها فهي لن تتحمل خاصة اذا علمت بان حياة والدتها بخطر.....
ابعدها ادهم عنه ببطئ هامساً
=بحبك اوي يا كارما
اسندت كارما جبهتها فوق جبهته وهي تتتنفس سريعاً هامسة له بصوت متحشرج
=وانا بعشقك يا قلب كارما ..انا مقدرش اتخيل حياتي من غيرك لو ليوم واحد ..اوعدني يا ادهم متبعدش عني ابداً
همس ادهم وهو يقبل عينيها برقة
=اوعدك يا حبيبتي
ليقترب ادهم منها متناولاً شفتيها في قبلة قوية يبث فيها حبه وعشقه لها لتطلق كارما تأوه منخفض وهو تستجيب له بشغف ليعمق ادهم قبلته وتجرفهم عاطفتهم ...
🍀🌸🍀🌸🍀 🌸🍀🌸🍀
في اليوم التالي....
كان ادهم جالساً في مكتبه ينتظر مكالمة من صديقه الذي ولاه مهمة مراقبة صفوت و عمه و زوجته ثريا...فهو يعلم بان احد منهم ان لم يكن كلاهما متورط مع صفوت في خطته الحقيرة تلك ....
صدع صوت هاتفه في ارجاء الغرفة ليجيب ادهم علي الفور قائلاً بجمود
=هاااا يا كاظم طمني وصلت لحاجة ؟!
وصل اليه صوت صديقه كاظم من الطرف الاخر قائلاً
=شكوكك طلعت في محلها يا ادهم...الست اللي اسمها ثريا قاعدة دلوقتي مع صفوت في فيلته بقالها اكتر من ساعة ولسه مطلعتش لحد دلوقتي
لم يستغرب ادهم كثيرا فهو كان يتوقع ذلك..
ليكمل كاظم بارتباك
=الراجل اللي خليته يدخل الفيلا بليل اكد علي ان الست امينه مالهاش اثر خالص في الفيلا ..معني كده ان صفوت مخبيها في مكان تاني..
تنهد ادهم بضيق قائلاً
=كنت متاكد انه هيعمل كده.....
ليكمل بتحذير
= كاظم انا مش عايز رجلتك تغفل عنهم ولو لثانية واحدة ... لازم اعرف مكان الست امينة في اسرع وقت..علشان افوق للكلب صفوت
اجابه كاظم علي الفور
=متقلقش يا ادهم رجلتي مراقبهم ليل ونهار مفيش خطوة هيخدوها الا وهتكون عندك ..
اغلق ادهم مع كاظم ليجلس في مكانه بجمود وهو يفكر بما يجب عليه فعله ...ليزفر ادهم و هو يصل اخيراً الي انه يجب عليه التظاهر امام صفوت بالموافقة علي شروطه وعلي تطليقه لكارما و مجارته حتي يستطيع ان يكتسب الوقت لمعرفة مكان الحاجة امينة والعثور عليها وبعد ذلك فهو سيجعل صفوت يندم علي يوم ولادته..
قام ادهم علي الفور بالاتصال بصفوت ليصل اليه صوته الكريه علي الطرف الاخر يهتف بحماااس
=ادهممم بيه ....ياتري ايه السر ورا المكالمة السعيدة دي ..لا ثواني اكيد خدت قرار و جاي تبلغني به مش كده
شدد ادهم قبضته بغضب علي الهاتف حتي ابيضت مفاصل يده ليزفر ببطئ محاولاً السيطرة علي غضبه قائلاً بسخرية لاذعه
=لا برافو عليك شاطر ..
ليكمل ادهم ببرود
=انا موافق ان اطلق كارما
اصدر صفوت صوتاً يدل علي عدم التصديق قائلاً بتهكم والشك يتخلله من موافقة ادهم السريعة علي طلبه فهو لم يكن يتوقع ذلك
=موافق !!..بسهولة كده طيب ازاي ؟!
اجابه ادهم بسخرية وهو يتصنع اللامبالاه
=ايوه بسهولة كده ...لأن كنت ناوي اِطلق كارما بعد اسبوعين بالظبط يعني لو كنت صبرت شوية مكنتش هتحتاج تعمل الفيلم الاجنبي اللي عملته ده ...
هتف صفوت بدهشة والشك لازال يتخلله
=تطلقها ؟!! ليه هو انت مش بتحبها برضو
ضحك ادهم بسخرية قائلاً
= بقي ادهم الزناتي يحب واحدة زي كارما برضو...كل الحكاية انها كانت زي التحدي بالنسبالي لعبة كان نفسي فيها ...ولما بقت ملكي خلاص ملتها و زهقت منها وجه الوقت ان اتخلص منها
سأل صفوت بشك
=طيب واشمعنا بعد اسبوعين كنت هطلقها ؟!
اجابه ادهم بنفاذ صبر
=كنت مستني...اخلص تصفية اعمالي في امريكا وانقلها للقاهرة .. علشان اسافر ومضطرش اوجع دماغي بزنها او مشاكلها...
ضحك صفوت بصخب قائلاً
=ايه ده يا ادهم بيه ده انت طلعت اسوء مني يا راجل ....
ليكمل بفحيح كفحيح الافعي
=بس انا بقي عكسك مش هسيبها ابدا....كارما هتفضل لعبتي لأخر العمر
شعر ادهم بالنيران تشتعل بصدره فور سماعه ذلك يرغب بخنق صفوت بيده حتي يلفظ انفاسه الاخيره بين يديه ليزفر ادهم بضيق محاولاً السيطرة علي مشاعره تلك حتي لا يخرب ما يخطط له..
ليكمل صفوت يهتف بسعادة وهو يشعر بالانتصار برغم انه لازال غير مستريح لموافقة ادهم السريعة
=تمام يا ادهم بيه ..وانا هطلع جدع معاك وهسيبك الاسبوعين اللي كنت مقرر تطلقها بعدهم تظبط فيهم امورك ...
ليكمل بصوت كفحيح الافعي
=بس اسبوعين ويوم..لو كارما مطلقتش...او حسيت انك بتلعب عليا هيوصلك خبر موت حماتك العزيزة..
اغلق ادهم الهاتف ...وهو يشعر بالنيران تنهش بصدره يرغب في
دفن صفوت حياً ليزفر ببطئ محاولاً ان يهدئ من غضبه هذا فهو يشعر و كأنه علي حافة بركان من الغضب فقد شعر بحريق ينشب بداخله عند استماعه الي كلمات صفوت عن كارما فلم يكن يعلم ما الذي كان سيفعله اذا كان صفوت هذا امامه عند نطقه هذه الكلمات
جلس ادهم مطولاً يفكر فيما يجب عليه فعله ليقرر ادهم واخيراً بانه يجب عليه ان يغير طريقة تعامله مع كارما خلال هذه الفترة فهو يعلم ان هذا سوف يُسبب لها الالم لكنه لايوجد امامه حلاً اخر امامه غير هذا كما انه لايستطيع اخبارها باي شئ مما يدور حولها حتي لا يتسبب في اذيتها فهو يعلم انها اذا علمت بان حياة والدتها بخطر سوف تنهار .. كما انه يعلم بان زوجة عمه ثريا ستراقبهم باعين كالصقر خلال هذه المدة وبانها ستخبر صفوت بادق تفاصيل حياتهم لذلك فهو مرغم علي ان يعامل كارما بقسوة امامهم حتي يقنعهم بانه لم يعد يرغب بها...
🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀
ِ
كانت كارما جالسة ببهو المنزل تنتظر وصول ادهم فقد تأخر الوقت كثيراً وادهم لم يأتي بعد كما انه لم يجيب علي اتصالاتها طوال اليوم
رفعت كارما رأسها عندما وقفت عزيزة امامها قائلة
=ست كارما احضرلك الاكل ...
هزت كارما رأسها بالرفض قائلة
=لا يا عزيزة انا هستني ادهم
لتكمل كارما بحيرة
=هما الجماعة فين ؟!
اشارت عزيزة برأسها تجاه غرفة الطعام
=قاعدين في الاوضة جوا بيشربوا القهوة
اومأت كارما رأسها قائلة
=ظيب يا عزيزة......
لتقطع كلماتها عندما دخل ادهم من باب المنزل وهو متجهم الوجه لتنهض علي الفور مقتربة منه قائلة
=ادهم ...اتاخرت ليه ؟!
اجابها ادهم ببرود...
=كنت في القاهرة بخلص شغل
اقتربت منه كارما قائلة بلوم
=طيب ليه مردتش عليا وعرفتني انك هتسافر ...
صاح ادهم بغضب
=واعرفك ليه هو انا عيل صغير علشان اخد الاذن منك ولا اية
وقفت كارما تشعر بالصدمة من ردة فعله هذه لتهمس بارتباك وهي تحاول ان تبتلع الغصة الحادة التي تكونت بحلقها
=لا ..مش قصدي ..
انا..انا..بس ..كنت قلقانة عليك
شعر ادهم بغصة حاده في قلبه عند رؤيته للألم المرتسم علي وجهها يعلم انه يقوم بجرحها لكن لا يوجد امامه حلاً اخر سوا هذا حتي يتأكد من سماع ثريا لمحادثتهم تلك وابلاغ صفوت بها حتي تنجح خطته ..
ابتعد ادهم عنها يصعد الدرج ليصل اليه صوت كارما تسأله بصوت ضعيف ليؤلمه قلبه بشده عند سماعه نبرة الضعف هذه بصوتها
=طيب مش هتتغدا انا كنت مستنياك ؟!
التفت ادهم اليها ينوي تلطيف الامر معها قليلاً فقلبه لن يتحمل رؤيتها بذلك الضعف والالم كثيراً خاصة و انه يعلم انه السبب ورائهم ..لكنه لمح بطرف عينيه ثريا تقف امام غرفة الاستقبال تتابع ما يحدث بينهم باهتمام ليقضب حاجبيه بغضب قائلاً بقسوة
=مش جعااان...وياريت بعد كدة تاكلي ومتستنيش..متشلنيش ذنبك
شعرت كارما بالدماء تنسحب من جسدها عند سماعها كلماته القاسية تلك لتخفض رأسها تومأ له بالموافقة بصمت وهي تشعر انها علي وشك البكاء فهي لا تعلم ما سبب تغيره معها هكذا ...وقف ادهم عدة ثواني ينظر الي رأسها المنحني بتردد لكنه التفتت بالنهاية يصعد الدرج بغضب وهو يلعن ويسب صفوت وثريا بافظع الالفاظ بصوت منخفض ...
كانت ثريا تتابع ما يحدث وعلي وجهها ترتسم ك ابتسامة شماتة لتهمس بصوت منخفض
=حلو اووي ده باين كلام صفوت بجد وادهم فعلاً زهق منها ...
ِلتصمت قليلاً مفكرة فيما حدث لتكمل بغل
=بس برضو ممكن يكون ده فيلم بيعملوه قدامنا ...انا لازم اتاكد بنفسي وبطريقتي لتصعد الدرج ببطئ وهي تخطط الي ما سوف تفعله
🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀
في احدي الشقق المتهالكة كانت الحاجة امينة جالسة علي الفراش تبكي بصمت علي حالها فهي محتجزة بهذا المكان الردئ ..لا تعلم لما فعل صفوت ذلك معها فهي دائماً كانت تعامله مثل ولدها فهي فقد ربته بعد وفاة والدته في حادث سير ومنذ ذلك الوقت اعتبرته مثل كارما ابنتها كما انها حبته كثيراً...لتزداد شهقات بكاء امينة عند تذكرها لابنتها كارما التي كانت تخطط للمكوث معها اخيراً فبعد ان حىمت منها لاكثر من عشرين عاماً اصبحت اخيرا تستطيع الاجتماع بها دون ان يمنعها احد من ذلك لكن فرحتها لم تكتمل فها هو القدر سوف يحرمها منها مرة اخري ..
انتفضت امينة بذعر عندما فتح باب الغرفة ودخل صفوت الي الغرفة وهو يرتسم علي وجهه ابتسامة غريبة لتهتف عزيزة بصوت ضعيف
=ليييه يا صفوت ..ليه يا بني تعمل فيا كده ؟!
جذب صفوت احدي المقاعد وضعاً اياه بجوار فراشها ليجلس فوقه وهو يضع قدماً فوق الاخري يتنفس من سيجارته ببطئ قائلا بتهكم
=ايه يامرات عمي ..مستغربة ليه ؟!
ليكمل وهو يضحك بسخرية
=ده انا اللي المفروض استغرب ازاي انتي طول السنين دي ملاحظتيش كرهي ليكي ؟!
ارتعشت شفتي امينه وهي تهمس بضعف
=تكرهني...؟! ليه يا بني عملتلك ايه ؟!!!
همس صفوت بفحيح كفحيح الافعي
=عايزة تعرفي بكرهك ليه ...هقولك عمي طول عمره مبيخلفش.. يعني كل اللي كان بيملكه كان هيبقي ليا لوحدي ..لحد ما اتجوزك وكتبلك نص املاكه..ده غير انه كان بيحبك اكتر مني....
ليكمل بحقد
=كان بيحبك اكتر مني انا اللي من لحمه و دمه..ده انا لو كنت تعبان وبموت مكنش بيهتم بيا لكن انتي لو جالك صداع بس كان بيقلب الدنيا علشانك
هتفت امينه بانكار
=عمك كان بيحبك ...حبك اكتر مني ومن نفسه حتي ..انت اللي الغيرة عمتك وعمت قلبك
ضحك صفوت بغل قائلاً
=كده كده هتموتي بس هنأجل موتك لاسبوعين لحد ما ادهم يطلق بنتك و تبقي ليا
صرخت امينه برعب
=ادهم هيطلق كارما !!...وبنتي تبقي ليك ازاي انت اتجننت يا صفوت
انتفض صفوت واقفاً بغضب مقترباً منها ليمسك ذراعها بقسوة قائلاً بغل وعينيه تلتمع بجنون
=هيطلقها....وبنتك هتبقي ليا هتبقي لعبتي اللي هطلع عليها كل اللي عملتيه فيا انتي وجوزك هخليها تتمني الموت ومتلقهوش من العذاب اللي هتشوفه علي ايدي
نفض ذراعها بعنف مغادراً الغرفة بخطوات غاضبة تاركاً امينة تبكي بشدة وهي تهمس بذعر وهسترية
=كارما لا ...كارما لا يا صفوت.. كارما لا
🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀
دخلت كارما الي الغرفة لتجد ادهم مستلقياً فوق الفراش وقد بدل ملابسه
اقتربت منه كارما ببطئ جالسة بجواره تمرر يدها بحنان علي شعره الحريري قائلة بحنان
=مالك يا حبيبي..عرفني ايه مضيقك؟!
نظر اليها ادهم بحنان وهو يشعر بغصة حادة تتكون في حلقه يرغب في جذبها بين ذراعيه واحتضانها بشدة معتذراً لها عن قسوته معها ..لكنه يعلم انه لا يمكنه ذلك ويجب ان يستمر في خطته تلك حتي يقنع الاخرين ..كما انه متأكداً بان ثريا تقف خلف باب غرفتهم الان تحاول الاستماع الي حديثهم
لينتفض ادهم واقفاً وهو يبتعد عنها يصرخ بغضب
=انتي مش هتبطلي اسلوبك ده بقي
وقفت كارما هي الاخري وقد شحب وجهها بشدة قائلة بارتباك
=اسلوبي ؟! انا عملت ايه دلوقتي يا ادهم ؟!
صرخ ادهم بغضب محاولاً ان يصل صوته الي الخارج
=كل شوية اسئلة ..اسئلة ايه هو تحقيق انا زهقت من القرف ده...ِ
شعرت كارما بالم حاد في قلبها من كلماته تلك لتمتلئ عينيها علي الفور بالدموع لتهمس بصوت متقطع من شهقات بكائها
=انا...والله مش ..قصدي انا..انا بس كنت بطمن عليك
وقف ادهم يشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه عند رؤيته لدموعها تلك
لكنه ابتعد عنها بغضب نحو الباب مغادراً قبل ان يضعف ويجذبها بين ذراعيه ويهدم كل ما خطط له ...لكنه عندما فتح اصطدم بقوة بثريا الواقفة امام باب الغرفه مباشرة.. لتتأكد شكوك ادهم علي الفور بانها كانت تتجسس عليهم وتسترق السمع لمحادثتهم...
ليقضب ادهم حاجبيه قائلاً بغضب
=خير يا مرات عمي واقفة عندك كده ليه ؟؟
شعرت ثريا بالذعر عندما وجدت ادهم امامها لتهمس بارتباك وذعر
=ابداً...يا ادهم انا بس سمعت صوتكوا العالي وكنت جاية اطمن عليكوا
هتف ادهم بسخرية وهو يحاول السيطرة علي غضبه المشتعل حتي لا يقم يخنقها بيده
=لا كتر خيرك متقلقيش مفيش حاجة
همست ثريا وهي تحاول ان تسترق النظر خلفه الي داخل الغرفة حتي تستطيع رؤية كارما لكن ادهم خرج من الغرفة مغلقاً الباب خلفه حتي لا يمكنها من ذلك
=طيب عمتاً لو احتاجتوا حاجة انا في اوضتي ..تصبح علي خير يا ادهم
لم يجيبها ادهم وظل ادهم واقفا بمكانه مراقباً اياها حتي اختفت في حجرتها ليسب ادهم بغضب ضارباٌ بقوة يده بالحائط حتي ينفث عن الغضب المشتعل بداخله ليشعر بالالم يتخلل يده لكنه لم يكن بشئ بجانب الالم الذي يشعر به في قلبه......ِ
بعد عدة ساعات....
دخل ادهم الي الغرفة ببطئ ليجد كارما مستلقية علي الفراش مستغرقة في النوم استلقي ادهم بجانبها مقترباً منها ببطئ ليشهق بالم عند رؤيته لاثار الدموع علي خديها ليعلم انها ظلت تبكي طوال الوقت المنصرم لينخفض ادهم مقبلاً خديها ببطئ ممراً يده بحنان بشعرها وهي يتمتم بكلمات اعتذار جاذباً اياها بين ذراعيه يحتضنها بقوة وهو لايزال يقبل وجهها برقة.....
🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀🌺🍀
استيقظت كارما ببطئ وهي تشعر بالم حاد برأسها لتنهض ببطئ وهي تنظر الي الجانب الاحر من الفراش لتجده فارغاً لتبحث بعينيها في ارجاء الغرفة عن ادهم لكنها لم تجده لتعلم انه قد غادر الغرفة ....
ظلت كارما جالسة في مكانها تفكر في كل ما حدث بالامس ...تشعر بالم حاد في قلبها عند تذكرها لكلمات ادهم الحادة معها ..فهي لا تعلم ما الذي حدث له حتي يعاملها بهذه القسوة والجفاء فقد تغير وكانه اصبح شخصاً اخر ..تنهدت كارما ببطئ وهي تحاول ان تبرر تصرفاته تلك معها ...لتصل الي انه يمر ببعض المشاكل والعقبات التي يواجهها في عمله لذلك يجب عليها ان تتحمله هذة الفترة فهي تعلم بان ادهم يحبها ولن يقم بايذائها او ايلامها عن قصد.. زفرت كارما بقوة وهي تنهض ببطئ من فوق الفراش و تقف امام الخزينة تبحث عما تستطيع ارتدائه
عندما وصلت اليها رساله علي هاتفها لتسرع كارما تلتقطه بلهفة معتقدة انه ادهم من ارسلها اليها ..لكنها تجمدت مكانها عندما وجدتها رسالة من صفوت لتشعر بقلبها يسقط عندما قرئت ما كتبه
"علشان تعرفي ان قلبي عليكي ..اسمعي جوزك المصون بيقول عليكي ايه "
فتحت كارما علي الفور التسجيل الصوتي المرفق بالرسالة ليصل اليها صوت ادهم الساخر
= بقي ادهم الزناتي يحب واحدة زي كارما برضو...كل الحكاية انها كانت زي التحدي بالنسبالي لعبة كان نفسي فيها ...ولما بقت ملكي خلاص ملتها و زهقت منها وجه الوقت ان اتخلص منها
لتستمع الي صوت صفوت وهو يسأله
=طيب واشمعنا هطلقها بعد اسبوعين ليه مش دلوقتي ؟!
ليصل اليها صوت ادهم وهو يجيبه ببرود
= مستني...اخلص تصفية اعمالي في امريكا وانقلها للقاهرة .. علشان اسافر ومضطرش اوجع دماغي بزنها او مشاكلها...
شعرت كارما بانسحاب الدماء من جسدها عند سماعها لمحادثتهم
تلك تشعر بالبرودة تسرى فى انحاء جسدها ودقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها لتضع يدها فوق صدرها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي ينشب به كأنه حريق لتسقط جالسة علي الارض فقدميها لم تعد تستطيع حملها وهي تهمس دون وعى من بين شهقات بكائها المريرة بكلمات متقطعة غير مترابطة
=لا ...ادهم عمره ما يعمل فيا كده لا...
لتظل جالسة علي الارض كالجثة الهامدة تبكي كما لم تبكي من قبل
وهي تشعر بانه قد تم سحق روحها وقلبها للابد........




العشرون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close