رواية كبرياء عاشقة الفصل العشرون 20 بقلم هدير نور
*كبرياء عاشقة*
*البــ( 20 & قبل الاخير )ــارت*
كانت كارما لازالت جالسة علي الارض تنتحب بحرقه وحسره علي قلبها الذي تم كسره وكبريائها الذي قام ادهم بدعسه بقدمه
لتظل مستلقية كالجثة الهامدة تنظر بشرود الي سقف الغرفة و وجهها منتفخ من كثرة البكاء لا تدري كم مر عليها من وقت اهي دقائق ام ساعات لا تعلم فالالم الذي يعصف بداخلها قد خدرها...
ظلت كلمات ادهم ترن في اذنها لا تستطيع ايقافها تشعر بها وكأنها تجلدها ....فهي لاتستطيع ان تصدق ما سمعته فادهم لايمكنه ان يفعل بها هذا.ِ..كما انها واثقة بانه يحبها ايمكن ان يكون صفوت يتلاعب بها وان يكون هذا التسجيل مزيف ...لتشعر كارما بالامل يشع بداخلها لتنتفض جالسة تبحث عن هاتفها لتجده ملقي علي الارض لتنحني وتلتقطه علي الفور بلهفة اخذت تبحث بداخله عن احدي الرسايل الصوتية التي ارسلها لها ادهم من قبل تستمع لها حتي تقارنها بتلك التي ارسلها لها صفوت ظلت كارما تستمع الي التسجلين باحثة عن اي اختلاف بينهم ولو صغير لكنها لم تجد ...لتنتحب كارما بقوة عند تأكدها من صحة رسالة صفوت لتهمس من بين شهقات بكائها الحادة
=ليه ...يا ادهم ليه
لتشهق كارما بقوة عند ربطها للمحادثة وافعاله معها خلال الايام الماضية فهو لم يعد يتحمل القرب منها .. لتتذكر انفجاره بوجهها بالامس دون سبب لترن كلماته القاسية في عقلها
"كل شوية اسئلة ..اسئلة ايه هو تحقيق انا زهقت من القرف ده"
لتغطي كارما وجهها بيديها تتنحب بشدة وهي تتذكر تغير ملامح وجهه ليله أمس عند ذكرها له بان والدتها قد وافقت علي المكوث معهم بالقاهرة ..
لتبكي كارما بشدة قائلة بصوت متحشرج من شدة الالم الذي يعصف بها
=لأنه مكنش عنده نية ياخدني
معاه القاهرة
لتكمل وهي تبكي بشدة وجسدها يرتجف بعنف
=علشان كان ناوي يطلقني
لتضرب بقبضتها علي صدرها بقوة ضربات متتالية في محاولة منها لتخفيف الألم الذي يمزق قلبها وهي تهتف
=ليييه يعمل فيا كده ..ده انا حبيته ..ومحبتش حد قده في الدنيا دي كلها...ليه تكسرني يا ادهم ..ليه
بالمساء...
دخل ادهم الي الغرفة ليجد كارما جالسة علي الفراش وهي تمسك بين يديها كتاباً تقرئه ليتنفس ادهم ببطئ وهو يتأملها بشغف فقد اشتاق لها كثيراً ليلعن ثريا وصفوت بقوة .. ليفكر. بان عليه ابعادها عن هذا المنزل فهو لن يتحمل الابتعاد عنها لكل هذا الوقت....
اتجه ادهم نحو حزينته يخرج منها ملابس نومه ويدخل الي الحمام مقرراً اخذ دشاً بارداً لعله يهدئه قليلاً...
ظلت كارما جالسة بمكانها وهي تتابع تحركاته في الغرفة ترغب بان تقفز فوقه وتمزق وجهه باظافرها لكنها حاولت تهدئة ذاتها مقررة تجاهله تماما حتي تصل الي حل ترضاه.....
خرج ادهم من الحمام واتجه ببطئ نحو الفراش يستلقي بجوار كارما..مستغرباً تجاهلها له منذ دخوله للغرفة ليتنحنح قائلاً
=بتقري ايه ؟!
اجابته كارما ببرود دون ان ترفع عينيها عن الكتاب وهي لازالت تتصنع قراءته
=تراب الماس ..لاحمد مراد
اومأ ادهم برأسه وهو يشعر بان بها شئ غير طبيعي فهذه ليست كارما التي كانت لا تنقطع عن الحديث معه فور دخوله للغرفة
امسك ادهم بطرف الكتاب يجذبه منها ببطئ قائلاً بقلق
=انتي كويسة ؟!
نظرت اليه كارما ببرود قائلة وهي تجذب منه الكتاب تفتحه وتعاود القراءة به
=اها تمام الحمد لله
زفر ادهم باحباط من برودها معه ..ليلعن نفسه بقوة فهو من اوصلها الي هذة المرحلة من البرود معه بسبب تعامله القاسي معها خلال الايام الماضيه ..لكنه لا يدري ما يجب عليه فعله اي يصارحها ويسبب لها الألام ..والقلق ..ليزفر ادهم ببطئ وهو يمرر يده بشعره بغضب ...مقرراً بانه لن يستطيع فعل ذلك بها فهي لن تتحمل ....
حاول ادهم تلطيف الامر معها قليلاً حتي يخفف من حدة ما فعله معها سابقاً ليتنحنح قائلاً
=تعرفي ان المهندس كلمني النهاردة..وقالي ان خلال اسبوع الفيلا هتكون جاهزة....
ليكمل ادهم وهو يمسك بهاتفه باحثاً به
=وبعتلي تصاميم لاوضة نومنا علشان تختاري منها ..
شعرت كارما بالنيران تنشب بصدرها فور سماعها لكلماته تلك لتتذكر علي الفور محادثته مع صفوت ونيته بطلاقها هل لا يزال يتلاعب بها ..لتغلق كارما الكتاب بقوة وتضعه علي الطاولة وتستدير نائمة موليه ظهرها له دون ان تنطق بحرف واحد ....
صدم ادهم من فعلتها هذه فهو لم يتخيل ان تكون هذه ردة فعلها ..فكارما حتي وان كانت غاضبة منه لا تتصرف معه بهذة الطريقه ..فعلي ما يبدو انه قد اوصلها الي مرحلة انها اصبحت تمقته بشدة
نهض ادهم من الفراش بغضب
ليخرج الي الشرفة يستنشق بعض الهواء..فلعله يهدئه قليلاً..
همس ادهم لنفسه محاولاً منع نفسه من الالتفات والعودة اليها ليوضيح لها كل شئ حتي لا يتسبب في اذيتها
=اصبر يا... ادهم اصبر كلها يومين وكل حاجة هتتحل
ليرتمي علي المقعد وهو يتنفس بعمق .....
في اليوم التالي...
كان ادهم جالساً بمكتبه وهو مقضب الوجه يشعر بحالة من اليأس تسيطر عليه ...فتصرفات كارما معه اصبحت لا تحتمل فعندما استيقظ بالصباح وجدها جالسة امام المرأة تمشط شعرها وعندما القي عليها تحية الصباح اجابته ببرود وهي تستدير خارجة من الغرفة دون ان توجه اليه كلمة واحدة اخري فهو غير معتاد منها علي ذلك فهي كل صباح تساعده في ارتداء ملابس وتصمم علي اختيار ملابسه له بنفسها ....
زفر ادهم بيأس وهو يمرر يده علي وجهه بغضب قائلاً بصوت متحشرج
=لازم اخلص من الموضوع ده في اقرب وقت..لازم اصلح كل حاجة مع كارما
ليتناول هاتفه ويتصل بكاظم ليهتف علي الفور عند سماعه صوت صديقه علي الطرف الاخر
=هااا يا كاظم وصلتوا لايه...؟!
اجابه كاظم علي الفور
=تمام يا ادهم متقلقش ...قربنا خلاص نعرف مكان الست امينة
هتف ادهم بغضب
=قربتوا ؟!....
ليكمل ادهم بتصميم
=كاظم الليلة يكون عندي مكان الست امينة ..الليلة يا كاظم
اجابه كاظم بهدوء محاولاً تهدئته فهو يعلم الضغوط التي يمر بها صديقه
=حاضر ادهم.. بس انا مش عايزك تقلق ...احنا فعلاً في مكان شاكين فيه.. صفوت اتردد عليه امبارح ..بس مستنين نتاكد من الراجل بتاعنا اللي وسط رجالة صفوت مش عايزين ناخد اي خطوة وتطلع غلط ونكشف نفسنا له
ليكمل كاظم بتصميم
= باذن الله .. هيكون عندك مكان الست امينه الليله دي ..
اغلق ادهم مع كاظم ..وظل يفكر بما يجب عليه فعله مع صفوت ....
كانت ثريا تنتظر صفوت في احدي المطاعم الشعبية وهي ترتدي وشاح علي شعرها حتي تخفي به وجهها لكي لا يستطيع احد التعرف عليها فهي تخاف ان يكتشف ادهم امرها لذلك اصرت علي صفوت ان تقابله في احدي المطاعم الرخيصة باحدي الاحياء الفقيرة ...فبعد ان علمت ان صفوت ينوي علي قتل امينة بالفعل شعرت بالذعر ..وقد ندمت علي تورطها معها فادهم اذا علم بان لها يد في ذلك فسوف يسحقها تحت قدمه دون ان تطرف عين...
زفرت ثريا بارتياح عند رؤيتها لصفوت يدخل من باب المطعم اقترب منها صفوت جالساً بالمقعد الذي امامها هاتفاً بحنق وهو ينظر في ارجاء المطعم بقرف
=ايه المكان المقرف ..اللي جايبنا فيه ده ؟!
ردت ثريا ببرود قائلة
=معلش استحمل الربع الساعة اللي هتعقد فيهم دول وتسمع فهيم الكلمتين اللي هقولهم..بعدين المكان ده ارحم من نار ادهم .ِ.....
لتكمل وعينيها تلتمع بذعر
=ادهم لو عرف اني معاك في الليلة دي هيدفني حية
ابتسم صفوت بسخرية قائلاً
=ده انتي طلعتي بتترعبي منه بقي
اجابته ثريا علي الفور
=طبعاً...لازم اترعب منه انت متعرفش ادهم ..ادهم ده ممكن يقلب غول في ثانية لو حد داسله علي طرف... ويدمر اللي قدامه من غير ما عينه حتي تطرف
اشتعلت عينين صفوت بالغضب قائلاً
=ادهم ده...انا لفيته علي صباعي..وخليته يطلق مراته باشارة مني
هتفت ثريا برعب
=صفوت ..بلاش تستهون بادهم..ادهم مش سهل زي ما انت متخيل بلاش غرورك يعميك
اكلمت ثريا بنفاذ صبر عندما لاحظت صفوت لا يأخذ كلامها علي محمل الجد ..
=المهم...دي اخر مرة هقابلك او هكلمك فيها ..انت كنت عايز تتاكد اذا كان ادهم فعلا مش طايق كارما وناوي ع طلاقها ولا لاء وانا اتاكدتلك..اعتقد مهمتي انتهت لحد كده الكره في ملعبك انت دلوقتي
ِنظر اليها صفوت بغضب قائلاً
=ده انتي خايفة بجد..وقررتي تخلعي من الليلة كمان
احابته ثريا بارتباك وهي تنهض من مكانها
=افهم زي ما تفهم يا صفوت ....
لتكمل وهي تغادر الطاولة
= انا خارج الليلة بتاعتك دي
ظل صفوت جالساً مكانه بتابع ثريا وهي تغادر المكان وعينيه تشتعل بالغضب ليهمس بحدة
=ماشي يا ثريا يا حافظ ... ان ما ندمتك ندم عمرك....
ليكمل وعينيه تلتمع بجنون
= لما دورك يجي...لما دورك يجي
كان ادهم مستلقياً بالفراش يتابع بعينيه كارما التي كانت جالسة علي الاريكة تشاهد التلفاز بوجه متجهم...ليقرر ادهم النهوض والتحدث معها قليلاً ..في محاولة منه لاصلاح الأمر بينهم فهو لم يعد يتحمل رؤيتها علي هذا الحال ..
اقترب ادهم منها قائلاً وهو يجلس بجوارها
=كارما ....
همهمت كارما بصوت خافض دون ان تلتفت اليه
=ممكن اعرف هتفضلي لحد امتي زعلانه مني كده و واخدة جنب مني.... ؟!!
التفتت اليه كارما قائلة وهي تنظر اليه ببرود
=و مين قالك اني زعلانه منك ؟!
مد ادهم يده يبعد بعض خصلات شعرها عن عينيها بحنان قائلاً
=طيب لو انتي مش زعلانة مني ...ممكن اعرف كل اللي بتعمليه ده ايه ؟!
اجابته كارما وهي تبعد يده عنها بحدة
=مش يمكن اكون زهقت من جوازتنا دي ؟!
تجمد جسد ادهم علي الفور عند سماعه لكلماتها تلك ليتنحنح قائلاً بتجهم
=تقصدي ايه ... ؟!
نهضت كارما واقفة مقررة ان ترد له كل كلماته التي قالها عنها لصفوت..حتي تجعله يشعر بما شعرت به لتستدير له قائلة ببرود مميت
=يعني .....انا قبل ما اتجوزك. انتكنت حلم. بعيد بالنسبالي..بس لما اتجوزتك حسيت اني خلاص مبقتش عايزه الحلم ده
لتكمل بسخرية وهي تنظر الي عينيه بحقد
=زي بالظبط العيل الصغير لما يشبط في لعبة و اول ما مامته تجبهاله يزهق منها ويملها
انتفض ادهم واقفاً بغضب ليمسك ذراعيها بيده يهزها بقوة قائلاً
=انتي اتجننتي...ايه اللي بتقوليه ده
نفضت كارما بقوة يده الممسكة بها وهي تتراجع الي الوراء تصرخ بهسترية
=انا ابقي اتجننت فعلاً ..لو استمريت معاك يوم واحد في الجوازه دي ....
لتكمل وهي تنظر اليه بحقد
=طلقني.....
وقعت كلماتها علي اذن ادهم كأنها صاعقة ضربته بقوة ليقف بمكانه يشعر وكانه تم شل حركته...
ليهمس بعدم تصديق
=اطلقك ؟! ..عايزة تطلقي مني يا كارما
وقفت كارما تنظر اليها بتردد وهي تشعر بالضعف نحوه عند رؤيتها للألم المرتسم علي وجهه وكأنه شخص قد تم جلده بقوة...لكنها تذكرت علي الفور محادثته مع صفوت وكلماته الجارحة عنها ..لتنهر نفسها بقوة مذكرة اياها بانه لم يحبها ابدا ..وانها كان يمثل عليها طوال هذا الوقت
رفعت كارما رأسها تنظر اليه وهي ترسم علي وجهها اللامبالاه...قائلة بحدة
=ايوة عايزة اطلق
اقترب منها ادهم ببطئ قائلاً بهدوء محاولاً السيطرة علي النيران التي تشتعل بقلبه
=انتي اكيد بتقولي كده....بسبب طريقتي معاكي اليومين اللي فاتوا بس .......
لتقاطعه كارما علي الفور تصرخ بغضب وهي تحاول ان تتسبب في ايلامه لعله يشعر ببعض ما تشعر به
=مش عايزة اسمع حاجه.....ياريت تفهم بقي ان انا معتش طايقاك ولا طايقة ان اعيش معاك يوم واحد
اقترب منها ادهم بوجه غاضب و عينيه تشتعلان بشدة قائلاً بحدة
=مش طايقني ..ولا طايقة تعيشي معايا ؟!
ليكمل محاولاً اخفاء الالم الذي يعصف به
= انت ازاي بقيتي كده .ولا انتي طول الوقت كنت انانيه كده وانا اللي كنت اعمي ومكنتش واخد بالي
ليكمل وهو ينفضها عنه بغضب
=عايزة تطلقي ؟!....تمام يا كارما هطلقك
شعرت كارما وكانه تم سحب جميع الدماء من جسدها فور سماعها لكلماته تلك وموافقته السريعة علي تطليقها ..لتنفجر علي الفور تبكي
بشدة وتنتحب بقوة حتي اخذ جسدها يرتجف بشدة
وقف ادهم يراقب انفجرها هذا وهو يشعر بقبضة جليدية تعتصر قلبه وهو يراها بهذة الحالة يشعر بحاله من العجز تسيطر عليه فهو لم يعد يعلم ما الذي تريده فها هي تبكي فور موافقته علي تطليقها
زفر ادهم بيأس وهو يقترب منها بوجه جامد قائلاً
=ممكن اعرف بتعيطي ليه ؟!
لم تجيبه كارما.. لتخفض رأسها ببطئ وبكاءها يزداد بقوة
شعرت كارما ببرودة غريبة تسري في انحاء جسدها لتشعر وكانما هناك غيمة سوداء تبتلعها فلم تحاول ان تقاومها كثيراً راغبة ان تتخلص من ذاك الالم الذي ينهش بقلبها ليكون اخر ما تراه وجه ادهم الشاحب بشدة وهو يتلاقها بين ذراعيه قبل ان تسقط علي الارض وهو يصرخ باسمها بذعر....
كان ادهم واقفاً يتابع فحص الطبيب لكارما وهو يشعر بالقلق يتأكله فهو بحياته لم يشعر بالذعر كما شعر لحظة سقوطها بين ذراعيه مغشياً عليها ....
انتبه ادهم الي ان الطبيب قد انتهي من فحصها ليقترب منه ادهم علي الفور يسأله بقلق
=خير يا دكتور طمني ؟!
اجابه الطبيب بهدوء
=خير متقلقش يا ادهم بيه
ليكمل الطبيب وهو يبتسم
=مبروك ..كارما هانم حامل في الشهر التاني والجنين وضعه كويس جدا ...
شعر ادهم بفرحة عامرة تتخله عند سماعه تلك الكلمات فهو سيصبح اب اخيراً وسيكون له ابن من كارما...لتنطفئ فرحته تلك علي الفور عند تذكره لكارما وطلبها الطلاق منه ...
ليتنحنح ادهم يسأل الطبيب بقلق محاولاً الاطمئنان عليها
=طيب كارما ...كارما كويسة...
اجابه الطبيب علي الفور
=كارما هانم بخير والجنين كمان بخير. متقلقش......ِ
ليكمل الطبيب
=بس ياريت لو نبعدها الايام دي عن اي توتر لان من الواضح انها في الفترة الاخيرة اتعرضت لضغوط نفسية صعبة
شعر ادهم بغصة حادة تعصف بصدره عند سماعه كلماته تلك لكنه اومأ له رأسه بالموافقة
ليشعر ادهم بالذعر عند تذكره ثريا فهي اذا علمت بحمل كارما فهو لن يستبعد عنها ان يعميها حقدها وتقوم بايذاء وطفله وبالطبع هو لن يسمح لها بذلك ليقترب ادهم من الطبيب قائلاً
=معلش يا دكتور ..كنت عايز منك خدمة
نظر اليه الطبيب قائلاً
=خير يا ادهم بيه اتفضل ؟!!
اجابه ادهم
=مش عايز اي حد في البيت يعرف ان كارما حامل ..يعني لو اي حد سألك ياريت تقوله شوية ارهاق وتعب ...
اومأ الطبيب برأسه موافقاً محترماً رغبته تلك....
ظل ادهم جالساً بجوار الفراش
يراقب بعينين غائمتان بالألم كارما النائمة بعمق اثر المهدئ الذي حقنها به الطبيب ...
ظل ادهم يتذكر حديثهم سوياً وطلبها الطلاق منه ليشعر بنصل حاد ينغرز في قلبه فهو لا يصدق ان كارما يمكنها ان تفعل ذلك به ...
كاد ادهم ان يصدق بانها لا تحبه وترغب بالطلاق منه لولا انهيارها فور موافقته علي تطليقها شعر ادهم بانه يوجد شئ تخفيه كارما عنه جلس ادهم يحاول ان يتذكر محادثتهم سوياً لعله يصل الي شئ لترن كلماتها الساخرة باذنيه
"زي بالظبط العيل الصغير لما يشبط في لعبه و اول ما يتملكها يزهق منها "
اخذ ادهم يلعن بصوت منخفض وهو يفهم علي الفور ما حدث فالكلمات التي نطقت بها كارما ما هي الا الكلمات التي قالها لصفوت عندما كان يحاول اقناعه بانه لا يحب كارما ....ليعلم علي الفور بان صفوت قد سجل محادثته تلك وقان بارسلها الي كارما وبالطبع هي صدقت ما سمعته فأي شخص بمكانها كان سيصدق تلك الكلمات القاسية التي قالها .. كما ان معاملته السيئه لها خلال الايام الماضيه قد اكدت لها ما سمعته زفر ادهم ببطئ وهو يسب ويلعن صفوت باقذر الالفاظ....
انتبه ادهم الي كارما وهي تفتح عينيها ببطئ لينتفض ادهم واقفاً يقترب منها ببطئ سألاً اياها بصوت منخفض
=حاسه بايه يا كارما ؟!
نهضت كارما ببطئ تجلس علي الفراش وهي تسند بتعب رأسها علي ظهر الفراش وهي تهمس
=الحمدلله ..هو ايه حصل ؟!
اجابها ادهم بهدوء
=اغمي عليكي .....
نظرت اليه كارما بصدمة قائلة بدهشة
=اغمي عليا .....
لتكمل باحباط
=انا مش عارفة ايه اللي بيحصلي بالظبط الايام دي
اجابها ادهم بهدوء
=يمكن علشان حامل مثلاً
ظلت كارما تنظر الي عدة ثواني دون ان يرجف لها جفن حتي ظن ادهم انها لم تسمعه في بادئ الامر لكنه تاكد من انها سمعته عندما خبئت وجهها بين يديها وهي تنفجر بالبكاء بشدة اقترب منها ادهم ببطئ يجلس بجوارها جاذباً اياها بين ذراعيه محاولاً احتضانها لتقاومه كارما في بادئ الامر محاولة الابتعاد عنه لكنه ظل ممسكاً بها بقوة حتي استسلمت ليحتضنها بقوة الي صدره متنفساً بقوه عندما دفنت كارما وجهها بعنقه تبكي وتنتحب بشدة ...
اخذ جسد كارما يرتجف بقوه وهي تفكر بان حلمها قد تحقق اخيراً وسيصبح لها طفل من ادهم كما تمنت طوال حياتها لذا فمن المفترض ان تكون سعيدة بهذا الخبر ...لكنها لا تشعد بانها كذلك فادهم لايريدها وبالتأكيد لن يرغب بطفل منها لتزداد شهقات بكائها ليشدد ادهم من احتضانه لها وهو يمرر يده بلطف علي ظهرها محاولاً تهئتها
...بعد ان تأكد ادهم من انها قد هدئت تماماً ابعدها عنه ببطئ وهو يحاوط وجهها بيديه سائلاً اياها
=ممكن اعرف بتعيطي ليه تاني..انت مضايقة انك حامل ؟!
اخذت كارما تنظر اليه وعينيها ملتمعة بالدموع و وجهها منتفخ من كثرة البكاء لتهز رأسها بالرفض قائلة
=طبعا لا...فرحانة
زفر ادهم براحة قائلاً ببطئ
=كارما ...انت فعلاً عايزة تطلقي مني؟!
ظلت كارما تنظر اليه بصمت وشفتيها ترتجف بقوه تدل علي انها علي وشك ان تبدأ موجة. اخري من البكاء
ليفترب منها ادهم مقبلاً عينيها بحنان هامساً لها محاولاً تهدئتها
=اهدي يا حبيبتي اهدي
ليكمل ادهم وهو يراقب تعابير وجهها بدقة علي كلماته التي سيلقيها
=كارما انتي صفوت كلمك صح ؟!
لتتأكد شكوكه علي الفور عند رؤية وجهها يشحب بشدة
ليهتف ادهم بتصميم
=ردي عليا يا كارما كلمك ؟!
هزت كارما رأسها بالايجاب
ليزفر ادهم براحة فها هو تأكد من كلام كارما معه لم يكن الا ردة فعلها علي كلماته القاسية لصفوت
ابعد ادهم خصلات شعرها عن عينيها وهو يهمس
=وانتي صدقتي الكلام ده....؟!
همست كارما بضعف
=اومال عايزني اعمل اي وانت بتقول بكل فخر ان كنت مجرد لعبة بالنسبالك و مليت منها ..وانك هطلقني بعد اسبوعين
لتكمل بصوت مرتجف وهي تبكي
= هو انت فعلاً محبتنيش يا ادهم
شعر ادهم بطعنة حادة من الالم في صدره عند سماعه لكلاماتها تلك
ليقترب منها علي الفور يحتضنها اليه بقوة وهو يدفن رأسه بعنقها هامساً بصوت متحشرج
=محبتكيش ؟! انا بحبك اكتر من روحي.. انتي حياتي وعمري يا كارما
ليكمل مقبلاً عنقها بقوة
=انتي النفس اللي بتنفسه..انا مقدرش اعيش من غيرك لو للحظة واحدة
همست كارما بضعف
=والكلام اللي قولته لصفوت
رفع ادهم رأسه ينظر اليها بحنان
=كل اللي هقدر اقولهولك ان كل ده مش زي ما انتي فاهمه
لتقضب كارما حاجبيه قائله برجاء
=طيب فهمني انت
رفع ادهم يدها يقبلها قائلاً
=هفهمك كل حاجة في وقتها يا حبيبتي
ليكمل وهو يقبل جبينها
=كل اللي طالبه منك دلوقتي انك تثقي فيا ... وعايزك تعرفي اني محبتش ولا هحب حد قدك في حياتي كلها
نظرت اليه كارما بعينين متسائلة قائله وهي تشعر بالقلق عليه
=ايه اللي بيحصل يا ادهم طمني ؟!
ليجيبها ادهم بهدوء
=اطمني يا حبيبتي مفيش حاجة ..جوزك قدها
ليقترب منها ممرراً يده بحنان فوق بطنها قائلاً وعينيه تشع بسعادة غامرة
=تخيلي ان انا هبقي بابا خلاص
ابتسمت له كارما بسعادة وهي تضع يدها فوق يده الموضوعة علي بطنها وهي تهمس بدلع مشيرة الي بطنها
=ادهومي الصغنن
هتف ادهم وهو يغيظها
=لا دي كارمتي الصغننه احنا هنجيب بنوته وهسميها كارما علشان يبقي عندي كارمتين
ابتسمت له كارما بسعادة لتحاوط عنقه بيدها تضمه اليها بقوة وهي تشعر بالسعادة تغمرها بقوة فهي تثق بادهم ...مهما حدث سوف تثق به دائماً
ابتعد عنها ادهم ينظر اليها بشغف قائلا محاولاً اغاظتها عندما لاحظ عينيها الملتمعة بالدموع
=كارمتي العيوطة...
لتضربه كارما بخفة علي صدره وهي تهتف ...
=بس يا ادهم ...
لتكمل بخجل وخديها مشتعلان بشدة
=انا فعلاً بقيت بعيط كتير اوي لدرجة ان لما عزيزة عملتلي نسكافية الصبح وطلع ناقص سكر فضلت اعيط...
ضحك ادهم بصخب قائلاً بانفاس متقطعة
=هرمونات ...هرمونات الحمل يا حبيبتي
ليجذبها ادهم بين ذراعيه قائلاً بحنان وهو ينحني متناولاً شفتيها في قبلة شغوفة
=واحشتني اوي يا كارما
ليكمل وهو يقبلها قبلات متقطة علي شفتيها
=اياكي تبعد عني تاني ...فاهمة
لتومأ له كارما برأسها وهي تبادله قبلاته تلك بشغف....