رواية اهابه اخافك ليثي الفصل الثامن عشر18 بقلم ايمي عمر
البارت ١٨
بعد ثورته وغضبه من رؤية ما تعانيه صغيرته من الآلآم قرر أن يُعينها علي تخطي تلك المحنة 'نعم قلبه يعاني وهو يراها علي تلك الحالة حتي أنه أقسم لو كان ذلك الآم رجلًا لقتله وأنهي عذاب معشوقة فؤاده..
في أكبر مصحة لعلاج الأدمان خاصة فقط بالأثرياء وبالتحديد في غرفة معدة مخصوص لزوجة الليث..
كان يعانقها بدموع حارقة منهمرة علي وجنتيه وهو يشعور بأهتزازت جسدها وهي تنتفض بين ذراعيه يحاول تهدئتها بشتى الطرق ولكن دون جدوى كانت تصرخ وهي تترجاه ببكاء مرير:
-عشان خاطري لو بتحبني أديني جرعة .. الله يخليك أرحمني .. كانت تتحدث وهي تمسك برأسها تكاد أن تهشمها بقبضتها المرتعشة.. وآلم في معدتها يكاد يفتك بها ..و تتصبب عرقً من كل مكان..
=مقدرش .. مقدرش .. أنا علشان بحبك مينفعش أديكِ الهباب ده وفي المصحة هنا عارفين شغلهم أستحملي علشان خاطري..
نفضت يديه عنها وأبتعدت وهي تبكي وتقول بتآلم جسدي:
-أبعد .. أنا بكرهك .. أنت مش بتحبني.. لو بتحبني كنت ريحتني من العذاب ده.. آآآه..
أقترب منها و احتضنها من جديد وهو يشعر بقلة حيلة كيف وصل الحال بصغيرته الي هذا الحد لتقول هي ببكاء مضني:
-مش قاااادرة أستحمل جسمي كله بيوجعني آآه..
ليرد هو بنبرة باكية :
-أنا آسف يا حبيبتي .. بس كلها كام يوم والسم الهارى ده يخرج من جسمك .. أستحملي علشان خاطري..
-مش قااااادرة .. قالتها وأرتخي جسدها بين ذراعيه فاقدة لوعيها دون االحراك ف غالبا لم تتحمل أكثر..
صرخ بكل قوته وهو يصيح:
-دكتورررررررررررررر
هرولا الطبيب مسرعًا وجثي يتفقد ديمة تحت نظرات هلع وخوف ليث وأمر الممرضة التي هرولت خلفه بأعطاءها مسكن يخفف من تلك الآلآم..
ليث بذعر:
-هي ليه مش عايز تفوق يا دكتور ؟! هي حالتها خطرة
=لا يا ليث باشا.. بس هي جسمها مش مستحمل الآلآم علشان كدا بتفقد الواعي.. أنا أعطتها مسكن يخفف من حدة الآلآم اللي بتحس بيها..
ليث بعصبية:
-وهي الآلآم دي هتفضل لحد أمتي؟! المفروض أني جايبها أكبر مصحة في مصر علشان متحسش بأىّ وجع.. شكلكم كدا مش شايفين شغلكم صح..
الطبيب بخوف:
-أرجوك أهدي يا ليث باشا.. الموضوع مش سهل زي ما أنت فاكر ده إدمان ومش أي إدمان ده هيروين وأصعب مرحلة هي مرحلة أنسحاب المادة دي من الجسم و كل مرة بتجي نوبة الآلم أقل من اللي قبلها لحد ما تروح نهائي..
تنهد ليث وهو يتطلع إليها وهي نائمة لا حول لها ولا قوة .. في حين خرج الطبيب وخلفه الممرضة تاركين ليث الذي أستلقي بجانبها ورفع رأسها و وضعها في حضنه وأخذ يرتل عليها بعض آيات القرآن ويدعي أن تخرج صغيرته من تلك المرحلة الصعبة والمؤلمة عليه قبل أن تكون عليها.. أنهي قرأته ووضع قُبلة علي جبينها وأغلق عيناه بتعب مضني لروحه قبل جسده..
كانت جالسة في غرفتهما تبكي بكاء مضني لروحها عندما تذكرت تلك المعضلة المنهكة لذكرى ذلك اليوم الذي تحاول بشتي الطُرق التخلص منها وتريد تحرير نفسها من الآلآم التي تكمن بثنايا قلبها ، تريد التخلص من تلك العقدة التي ترسخت بداخلها تريد أن تعيش مثلها كمثل باقي الفتيات من جيلها ولكن ذلك الخبر جدد ما كانت تحاول أن تمحي من ذاكرتها..
"فلاش باك"
-بما أننا في المستشفي خلينا نعمل التحليل اللي مهاب قال عليها.. أنا مش عارف ليه أنتِ رافضة تعمليها؟! قالها ياسين بخفوت لسلمي..
أستطردت بأقتضاب :
-أنا بقيت كويسة.. مفيش داعي أني أعمل حاجة ولو سمحت بلاش تلح عليا كل شوية..
قرر أستعمل الشدة معها فهو من خلال معشرته لها قد علم مدي تيبس رأسها فسحبها من ذراعها وتوجه بها الي معمل التحليل الخاص بالمشفي..
سلمي بغيظ:
-إيه ده!!! أنت ساحب عيلة صغيرة سيب إيدي يا ياسين لو سمحت..
=أشششش مش عايز ولا نفس يا سلمي وأمشي وأنتِ ساكتة..
تأففت من أصراره وأهتمامه بها .. نعم فهي تبحث عن خطأ له لكي تكرهه ولكنها لا تجد.. فمن يوم زواجهما وهو يعاملها بود وحنان..
-لو سمحتي عايز أعمل التحليل دي لزوجتي.. قالها ياسين لدكتورة الخاصة بتحليل مشفي الحياة..تلك الدكتورة التي كانت معجبة بوسامته بشدة فكلما تراه تتمعن فيه بإعجاب واضح لتقول بنعومة:
-أستاذ ياسين الألفي بحاله عندنا أتاري المعمل سطع نوره..
رفعت سلمي حاجبها اليمين و حدقتها بغضب وقالت بغيرة :
-مش لواحده علي فكرة أنا معاه..و بيقولك عايز أعمل تحليل لزوجتي..ياريت تشوفي شغلك بسرعة..
كتم ضحكته ورقص قلبه من الفرح ف أخيرا لمح بصيص أمل في علاقتهما وهو يري تلك الغيرة المحببة لقلبه الذي أصبح يخفق بسعادة..
الطبيبة بحرج:
-أحم .. حضرتك كمان نورتي يا مدام ..
سلمي بنظرة ذات معني:
-والمكتب سطع نوره بردو ولا في غيوم طفت نور القمر!!
تصببت الطبيبة عرقً وتغيرت ملامح وجهها من ذلك الحديث المبطن الذي يحمل في طياته التحذير لتقول بنحنحة:
-أتفضلي حضرتك علي الكرسي ده.. قالتها وهي تشير علي ذلك المقعد الذي يجلس عليه المريض لسحب العينة..
جلست سلمي وهي تطالعها بنظرات حارقة ولكن سرعان ما تغيرت نظرتها إلي أخري طفولية عندما وجدتها تأتي نحوها وبيدها تلك الحقنة المخصصة لسحب الدماء..
لاحظ ياسين مدي رعبها الظاهر بوضوح علي محياها فأقترب منها وجثي أمامها ومسك يدها وهو يقول بإبتسامة أسرت قلبها المرتجف :
-خليكِ بصة عليا ومتبصيش النحية دي.. وكان يقصد أن لا تنظر للطبيبة وهي تسحب العينة..
غرست الطبيبة الحقنة في ذراع سلمي لتشعر الآخري بالآلم وتتشبث بيد ياسين وتآن بخجل ودموع..
-خلاص يا حبيبتي أهدي هي قربت تخلص.. قالها ياسين مهدئًا إياها ثم واقف وأخذ رأسها الي صدره مخبئًا عينيها حتى لا تنظر الي تلك الدماء..
كل ذلك تحت نظرات الحسرة والحسد من تلك الطبيبة التي تري مدي العشق البادي علي محياهما وتلك العيون التي تتطلع الي بعضها البعض بشغفٍ و احتياج..
-أنا خلصت.. من فضلك خليكِ ضغطة علي القطنة جامد علشان العرق يقفل.. قالتها الطبيبة وهي تنهي تفريغ الدماء في الوعاء الخاص بها في حين مد ياسين يده وضغط هو بعد أن سحب مقعد وجلس أمامها ولم تنقطع أسترسل تلك النظرات بينه وبين محبوبته،ثم واقف من جديد و قال بحنان:
-حاسة بحاجة دلوقتي؟!
=هربت بنظرتها بعيدا و ردت بصوت خجول:
-لا .. أنا كويسة.. خلينا نمشي .. ثم واقفت ولكنها شعرت فجأة بالدوار فأسندت رأسها علي صدر ياسين وتشبثت بيديها في ثيابه فضمها إليه بذراعيه وهو يقول بلهفة :
-إيه يا سلمي ..أنت دايخة ؟
=أيوا شوية .. بس هكون أحسن متقلقش..
تتطلع الي الطبيبة وقال :
-هي نتيجة التحليل هتطلع أمتي؟
ردت الطبيبة التي عدلت من نبرتها لتصبح جدية :
-خلال نص ساعة يا أستاذ ياسين..
أماء لها وأسند سلمي وهو يستطرد:
-تعالي نشرب حاجة لحد ما النتيجة تطلع.. ولا أقولك تعالي أجيبلك حاجة تاكليها..
لم تقوي علي الرفض ولا القبول وذهبت وهي تتكأ عليه..
بعد مرور نصف ساعة أو أكثر ذهب ياسين وبجواره سلمي لينتهي بيهما الحال وهما يستمعان للطبيبة وهي تنطق ما جعل عيناي سلمي تتسعان لتتجدد تلك الذكري المهينة لكبرياء و عنفوان أىّ امرأة لترمقه بعتاب أصاب قلبه بالحزن عندما قالت الطبيبة:
-مدام سلمي حامل..
"باك"
أستقمت وعزمت علي فعل ذلك الجُرم ألا وهو قتل نفس بريئة ف واقفت علي الفراش وأخذت تقفز من عليه مريرا وتكررا بتعب أعتلي وجهها وحبات عرق تتزايد كلما قفزت أكثر و ريثما هي تقفز فُتح الباب و دلف ياسين ف شاهد ما كانت تفعله ف هرع إليها وهو يقول بفزع:
-سلمي!!!!!! إيه اللي بتعمليه؟! حرام عليكِ!!! عايزة تقتلي نفس بريئة!!!
انهارت باكية وهي تجلس علي الأرض وقالت بتهدج:
-عايزني أعمل إيه!!!! أسيبه علشان يفكرني بعملتك اللي بحاول أني أنساها وأعيش طبيعية.. طب أنت عارف أنا حاسة بأيه دلوقتي!!! في أصعب من أن أم تقتل جنينها بإيدها..
رد بعصبية:
-وتقتليه ليه؟!! حرام عليكِ .. ثم قال بنبرة تحذيرية صارمة:
-أوعي تفكري تعملي كدا تاني.. ده مش قرارك لوحدك يا سلمي ده إبني أنا كمان..
أستطردت بأنفاس متقاطعة:
-عايزني أقوله إيه لما يكبر؟!أقوله أنت جيت نتيجة أغتصاب أبوك لأمك في الجامعة؟!
ضمها الي أحضانه وقال :
-ساعتها مش هتقدري تقولي كدا لانه هيكون حاجة كبيرة أوي بالنسبة لك.. ثم أسترسل بترجي:
-حاولي تنسي وخلينا نعيش حياتنا طبيعي .. ثم أعتدل وحضن وجهها بكفيه وقال بحنان:
-أنا بحبك يا سلمي.. والله العظيم حبيتك أوي .. بس أديني وأدي نفسك فرصة واحدة بس.. جربي مش هتخسري حاجة .. تتطلعت إليه وكأنها توافقه الرأي، فأستغل أستكنتها وتلك الفرصة التي منحتها له لتكون تلك هي المرة الأولي بعد زواجهما، نعم ليس أول مرة ولكنها تختلف كثيرا لتشعر هي بشيء لم تحاسه من قبل.. خفقان قلبها.. ثورة خُلدها بمشاعر خجولة..حنانه البالغ الذي تعمد أن يُغمرها به ويشبع روحها الذي جرحها في يوم من الايام ،عازمٍ علي جعلها أميرة علي عرش قلبه معوضًا أياها عن ما مرت به..
____________.
كان يقوم بلملمت أشياءه من ثياب وأحذية وعطور والحزن والغضب يعتلي محياه لينهي كل شىء ويغلق الحقائب وهو عازم علي ترك القصر بعد الرفض التام من جانب مصعب علي أن يذهب معه لمنزل علي السباعي لطلب يد سجي من جديد مثلما أصر والدها علي ذلك وهو يقول أن ذلك هو أبسط حقوقه كأب أن يأتي عريس إبنته الي بيته ويطلبها بشكل رسمي..
"فلاش باك"
بعدما القي علي مسامع الجميع تلك الجملة سحبه مصعب من ذراعه وأمر علي السباعي أن يأتي بسجي ليدلفوا الي إحدي الغرف بالمشفي ويقول مصعب بحنقٍ:
-أنت مجنون يا مهاب!!!! إزاي تتجوز من ورايا؟!
في حين قال علي السباعي موجه حديثه لابنته بنفس الغضب:
-الظاهر يا سجي أنك محتاجة تتربي من جديد.. إزاي تعملي فيا كدا!!! ده أنا وثقت فيكِ.. صحيح أنا كنت في السجن لحد ما أنتِ كبرتي بس ريما مقصرتش في تربيتك!! ده جزاءها أنها فضلت كل السنين دي تعلمك وتزرع فيكِ الاخلاق.. ثم أسترسل بحزن مضني أختلج قلبه وهو يجلس علي المقعد ويشبك أصابع يديه في بعض بقلة حيلة:
-يا خسارة ثقتي فيكِ يا بنتي.. أنا طلعت من السجن بعد ما غسلت كل ذنوبي بس أظهار أنهم كتير اوي .. أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم..وأخذ يستغفر تحت نظرات مصعب الذي لاحظ مدي تغير "علي"
جثت أمامه وقال بدموع:
-أنا أسفة يا بابا .. والله ما كان قصدي أخون ثقتك فيا .. أنا بس حبيته ومكنتش أعرف الخلافات اللي بنكم .. والله ما كان قصدي .. وبعدين جوازنا علي ورق بس..
تنهد علي وحزنا علي بكاء طفلته وقال بحزم وهو ينظر الي مهاب:
-لو هو بيحبك هيجي هو وأهله يطلبوكِ من البيت زي الاصول ما بتقول غير كدا يبقي كل واحد يروح في طريق..ثم سحب سجي وخرج وهو يقول:
-ولحد هنا كلامنا خلص..
بعد خروجهما تتطلع مهاب إلي مصعب وقال برجاء:
-الله يخليك يا بابا وافق علي جوازنا وخلينا ننهي الخلاف ده .. من الواضح أن الراجل أتغير عن زمان ..
مصعب بنبرة لا تحتمل النقاش:
-أنا مش هحط إيدي في إيد علي السباعي أنت فاااااهم .. من رابع المستحيلات ده يحصل.. أنسي خالص.. لو عايز تجيب مراتك القصر معنديش مانع أنما أروح معاك أطلبها منه زي ما هو شرط لا ..قالها مصعب وتركه وذهب بثورته الغاضبة
"باك"
سحب حقيبته وخرج من الغرفة متجه صوب الدرج..
أما في هول القصر كانت تجلس ومصعب يفترش الاريكة ويضع رأسه علي قدميها ويغلق عيناه بتعب وأرهاق وهي تداعب خصلاته السوداء المختلطة بالشعيرات البيضاء تتذكر حديثها مع ريما
"فلاش باك"
ريثما دخلوا مصعب وعلي ومهاب وسجي تلك الغرفة كانت ماسة تختلس النظرات الي صديقتها القديمة ل تري مدي حزنها وبكاءها علي إبنها المصاب والذي مازال في غرفة العمليات حتي أنها كانت مغيبة عندما نطق مهاب بجملته عن زواج أبنتها منه .. أقتربت ماسة وجلست بجوارها وقالت :
-أن شاء الله ربنا يطمنك عليه..
ألتفتت ريما نحو ماسة ورمت نفسها في أحضانها وأخذت تبكي وهي تقول بحزن يتقطع له نِياط القلب:
-إبني يا ماسة .. وحيدي ومليش غيره..
وجدت نفسها تربت علي ظهرها وتقول محاولة تهدئتها:
-أهدي يا ريما وأن شاء الله هيبقي كويس .. أهدي يا حبيبتي..
ديمة بتهدج:
-شكله ذنبك واللي عملناه زمان بيخلص مننا دلوقتي يا ماسة .. ثم أسترسلت برجاء:
-الله يخليكِ تسامحينا يا ماسة ..
أستطرد ماسة وهي مازالت تربت عليها :
مسامحكم يا ريما .. أنتِ عارفني قلبي أبيض..
أماءت لها ريما وهي تقول:
-فعلا يا ماسة مفيش أطيب من قلبك .. ثم شددت من أحتضانها وأخذتا الأثناتان يدعون بالشفاء لسليم..
"باك"
أستطردت ماسة بنعومة وهي مازالت تداعب خصلاته:
-حبيبي.. مش شايف أن علي السباعي أتغير عن الأول بكتير..
رد وهو يعرف مجري ذلك الحديث:
-أمممم وبعدين يا ماسة قلبي هاتي من الآخر..
إبتسمت بحب وكيف لا وهو يعرف كل تفصيلها ف أردفت برجاء:
-خلينا نروح نطلب إيد سجي علشان خاطري يا مصيو..ده مهاب صعبان عليا أوي..
مصعب برفض:
-لا يا ماسة وأقفلي الموضوع ده .. علي السباعي أتغير لنفسه مش ليا أنا أستحالة أحط إيدي في إيده..
بهتت ملامحها وصمتت ف فتح هو عينيه وتتطلع اليها وقال :
-زعلتِ ليه دلوقتي؟! ما أنتِ عارفة موقفي من الموضوع ده .. وبعدين أنا مش رافض أن البنت تجي هنا وتبقي مرات إبنك..
أستطردت ماسة بهدوء:
-طب يا حبيبي أنت ترضي أن لورا تتجوز من غير فرح وأن جوزها يخدها كدا سُكتي؟!
مصعب بإستنكار:
-لا طبعا ده أنا هعملها أحلي فرح دي بنت الألفي..
أسترسلت ماسة قائلة:
-شوفت أزاي بقي.. وبعدين دي أبسط حقوقها..
زفر مصعب بضيق من تخيله وهو يردخ لذلك البغيض ولكن قطع تخيله صوت خطوات تهبط الدرج ألتفتا ف وجدا مهاب وهو يحمل حقائبه .. أعتدل مصعب و واقفت ماسة وقالت وهي تقترب من الدرج:
-أنت رايح فين يا مهاب؟! مسافر ولا إيه؟!
مهاب بحزن:
-لا يا ماما أنا بس الفترة اللي جاية عندي عمليات كتير فقررت بدل ما أروح وأجي كل يوم أفضل هناك ..
عقد مصعب حاجبيه وقال بإستنكار:
-طب ما طول عمرك بيكون عندك عمليات كتير أشمعنا دلوقتي اللي هتبات في المستشفى ؟!!!
أخفض رأسه وتنهد ثم رد بأحترام :
-معلش يا بابا خلينا علي راحتي.. قالها وخطآ صوب باب القصر الداخلي..
أستطردت ماسة وهي تذرف الدموع:
-شوفت يا مصعب مش قولتلك.. أديه ساب البيت..
تأفف مصعب بحنق وقال لها:
-خلاص يا ماسة بلاش عياط وخلينا نخلص من الحوار ده خليه يحدد معاد مع اللي أسمه علي ده وأنا هروح بس علشان خاطر دموعك الغالية دي بس..
أستطردت بفرح:
-بجد يا مصيو.. ربنا يخليك لينا يارب .. قالتها وذهبت بخطآ سريع لتلحق بمهاب..
-مهااااااب.. أستني يا واد قطعت نفسي .. قالتها ماسة بعد أن خرجت للحديقة ..
واقف وأستدار ووجهه يعتلي الحزن في حين أقتربت ماسة وقالت وهي تلهث:
-أبوك وافق يروح معاك تخطب سجي..
رد ببلاهة وهي يقول:
أنتِ قصدك أن اااا .. أماءت له بإبتسامة أمومية بشوشة..ليسترسل بنفس البلاهة:
-يعني مصعب الألفي رجع في كلامه؟!!!!
ماسة بزهق:
-في إيه يا واد.. هو الغباء أشتغل ولا إيه؟!!! ..وعلي حين غرة رفعها مهاب وأخذي يدور وهو يقول:
-بحبك يا ماسة قلبي .. ربنا يخليكِ ليا يا ست الكل يا نبع الحنان..
-بسبب اللي أنت عملته ده أنا رجعت في كلامي.. قالها مصعب بغيرة وغيظ وهو يضع يديه في جيوب بنطاله..
واقف مهاب وأنزل ماسة وهو يقول :
-لا وعلي إيه.. أنا أسف يا بص مش هقرب من الممتلكات الخاص تاني ..
إبتسم مصعب وهو يهز رأسه ليقول:
-إبقي جرب تقرب تاني .. وبعدين إبقي شيل اللي يخصك يا خفيف ..
=أحم أحم اللي تأمر بيه يا بص بس وعد دي أخر حاجة .. ثم طبعة قبلة علي وجنتي ماسة وركض وهو يقول:
-خلي الشغالين يطلعوا الشنط يا ماما..
مصعب بغيظ:
-يا إبن الكلب..
=خلاص بقي يا مصيو سيب الواد وخليه فرحان..
طوق كتفها وحثها علي الدخول وهو يقول بمكر :
-تعالي بقي علشان عايزك في موضوع مهم
تعالت ضحكاتها وهي تقول :
-و ده هيطول شرحه..
=طبعا يا قلبي ما أنتِ عارفة أني مواضيعي محتاجة شرح ياما..
في غرفة قصي كانت تجلس وبيدها صنية مملوءة بالطعام:
-يا بت كفاية هو أنت بزغطي دكر بط..
لورا بأصرار:
-لازم تأكل علشان أنت نزفت كتير .. قالتها وهي تدس الطعام في فمه..
=كح كح منك لله يا لورا همووووت خلاص كفاية يا زفتة..
-لا مش خلاص هتاكل كل الأكل ولا عايز لما تجي تخطبني تكون هفتان؟!
=يعني أنتِ اللي همك أني لما أجي أخطبك أكون بصحتي..
أماءت له وهي تقول:
-طبعا يا حبيبي..
هز رأسه بمكر وسحب الصنية بعيدا وعلي حين غرة أصبحت هي بالأسفل وهو يعتليها ليقول بغمزة:
-لو عايزة تعرفي أذا كنت بصحتي ولا لا أنا معنديش مانع بس متزعليش..
لورا بصدمة :
-إيه اللي بتعمله ده يا قليل الآدب .. ثم دفشته بعيدا وقالت وهي تخرج :
-يا عمو فياض.. يا عمو فياض..
ركض وراءها وهو يقول:
-يخربتك خدي يا بت أنا كنت بهزر معاكِ..
أنتها بيهما الحال وهما يقفان أمام فياض الذي تتطلع إليهما بتساءل
كان قصي يحذرها بعينيه ولكن دون جدوي..
-عمو فياض يرضيك أن قصي
=قصدها يعني يا بابا تقول عايزين نحدد معاد الخطوبة مش كدا يا قدري..قال جملته الأخير وهو يجز علي أسنانه بغيظ..
رفعت حاجبها بإستنكار وهو تقول:
-أصله كان عايز
=كنت عايز أعمل كتب كتابة علي طول يا بابا .. مش كدا يا لورا..
-بص يا عمو هو عمل..
=ولا أقولك يا بابا ياريت دُخلة علي طول مش كدا يا زفتة.. قالها وهو يلكزها تحت نظرات فياض الذي لا يعي ما يقولون..
لورا بمكر:
-أيوا يا عمو هو كدا ..عن أذنكم..
=يا بنت الل...
فياض بإستغراب:
-هو في إيه بالظبط؟!!!
=ولا حاجة يا بابا عن أذنك..ثم تركه وصعد من جديد وهو يستحلف أن يرد لها تلك الخاديعة..
في حين هبطت رسيل وتحدثت إليه ولكنه كان مشغول في مجنوته ..
-هو ماله ده؟! قالتها رسيل وهي تلوي شفتيها بتعحب ثم نفضت رأسها وأكملت هبوط الدرج حتي أستقرت أمام والدها..
فياض بتساءل:
-علي فين يا رسيل؟!
=كنت رايحة لسليم أزوره يا بابا..
-لا خلاص كدا كفاية أوي..
بهتت ملامحها وقالت بحزن:
-ليه يا بابا ده هو اللي أنقذني..
=أنقذك وأحنا شكرناه وخلاص يا رسيل وياريت تنسيه خالص..
-طب هروح آخر مرة يا بابا ..
=لا يا رسيل هي كلمة واحدة مش هعيدها..
خرجت حياة من المطبخ وهي تقول:
-في إيه يا رسيل رايحة فين؟!..
ترقرقر الدمع في عينيها وخطت صوب الدرج والحزن حليفها..
ريما:
-هي مالها يا فياض..
=بنتك بتحب إبن علي السباعي يا حياة..
-يالهوي!!! وأنت عرفت إزاي؟!
=عرفت يا حياة ده باين أوي وأنا أستحالة أناسب علي السباعي فياريت تعقليها علشان مستخدمش العنف معها..
صمتت حياة وهي عزمة علي معرفة ذلك الموضوع من إبنتها..
بعد مرور أسبوع تعافت ديمة من ذلك الأدمان تماما ف واقفت أمام المرآة تري محياها المجهد والمتعب لتشعر بيه وهو يحاوط خصرها بتملك ويدفن وجهه في ثنايا عنقها ويطبع قبلات صغير مشتاقة ف أرتجفت أوصلها وهي تري أنعكاس صورته في المرآة ف أدرها لتوجهه وقال بعيون عاشقة:
-هو في جمال بالشكل ده
إبتسمت بوهن وضعف وأستطردت بخجل :
-جمالي شايفاه في بريق عينك .. صمتت قليلا ثم أسترسلت وهي تنظر لداخل عيناه وتقول بهيام:
-أعشقك ليثي