اخر الروايات

رواية دائرة العشق الفصل الثامن عشر18 بقلم ياسمين رجب

رواية دائرة العشق الفصل الثامن عشر18 بقلم ياسمين رجب



صف عماد سيارته امام الوحدة الصحية بينما قالت يارا بضيق وغضب من نفسها..... انا نسيت البطاقة الصحية بتاع سلين....
ضرب عماد رأسه بغضب قائلا.....
:_طيب خلينا نرجع
لا.... قالتها برفض وهي تترجل من السيارة بصحبة الصغيرة وهتفت.......
:_انا هستناك هنا وانت ارجع تاني هاتها على الاقل يكون في حد منا هنا
رأي فكرتها مناسبة فقال بمواقفه......
خلاص تمام مش هتأخر مسافه السكة...
رحل عماد و تركها واقفة امام المشفي...
بينما وقفت الاخري بالشارع حتى كادت تدلف للداخل إلى
أن قطع طريقها نظرات شريرة أثنين من الشباب ظهر على
ملامحهم الشر ونظرات تفحصهم لها جعلت العرق يصتب من جبينها...
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تدلف من بوابة المشفى حتى قطع طريقها واحد منهم..
___________
بينما خرج ريان من قصره وهو يحاول مهاتفة عماد دون فائدة فأراد ان يخبره انهما تركا البطاقة الصحية بالقصر..
ألقى بهاتفه على مقعد السيارة وانطلق بهم إلى الوحدة الطبية.....
ليعلن هاتفه عن مكالمة واردة من عماد فأمسك الهاتف وهو يجيب بغضب.......
:_بقالي ساعة بحاول اكلمك مردتش ليه
تنهد عماد بهدوء وهو يقلل من سرعة السيارة ليهتف قائلا
:_معلش يا ريان مأخدتش بالي المهم
صمت قليلا وتابع حديثه
:_يارا نسيت البطاقة الصحية و انا في الطريق راجع أخدها..
ضيق ريان عينيه بغضب قائلا...
:_لا خليكم وانا على وصول ليكم..
اوقف عماد سيارته وقال بتساؤل......
:_يعني انت رايح الوحدة دلوقتى؟! خلاص انا هرجع لهم لحد ما توصل
اوقف الاخر سيارته على حين غفلة قائلا بغضب....
ليه هما هناك لواحدهم؟؟
اه يا ريان فيها ايه يعني........... قالها عماد بهدوء
بينما اشغل الاخر محرك سيارته وهو ينطلق كالبرق قائلا بغضب........
:_في انك غبي يا عماد وكل تصرفاتك غبية زييك..
أغلق الهاتف بوجهه وهو يلقي به بعدم اهتمام فقد اضرمت
نيران الخوف بصدره الهلع والجنون كيف لهذا الاحمق ان يتركهم بمفردهم هناك؟!
خوفه على صغيرته لم يكن اقل من خوفه على تلك الحورية
كلاهما صغيرتين ولا تقوي احدهن على مقاومة احد..
_____________
امام المشفى
:_الجميل رايح فين....
قالها الرجل بمكر وخبث وهو يختلس لها النظرات
فرجعت هي للخلف بتوتر وعينيها مسحت المكان الذي
لم يكن به سواهم
لتهتف هي بتعلثم وخوف.........
:_لو سمحت ممكن تبعد علشان عايزة ادخل..
اتسعت ابتسامته وقال بسعادة....
:_تصدقى اول مره حد يكلمنى بأحترام، صحيح مهي
الشفايف الي زي الفرولة دي هتقول أيه غير الكلام
الي بينقط عسل،
شعرت بالأشمزاز من انفاسه وهيئته المريبة، بينما انكمشت
سلين بخوف وهي تتخفي بأحضانها
لتهتف يارا برجاء.....
:_الله يخليك ابعد عننا والي انت عايزو هتاخدوا...
ابتسم الرجل وهو يخرج سكين حاد من جيب بنطاله،
قائلا بنبرة اخافتها........
:_بصي يا جميل كده كده الي عايزو هاخدوا، برضاكي
او غصب عنك، طلعي كل الي معاكي و إلا هعمل من
وشك الي شبه التفاح الامركاني ده، طريق سياحي من
فيصل للجيزة خالي من ايتوها مطب.... شغلعي جيبك يا
حلوة
اشارت له بيدها خوفا منه حتى لا يقترب منها وقالت....
:_حاضر
لتخرج من حقيبتها كل المال الذي بحوذتها وهاتفها...
حتى ساعة اليد نزعتها واعطتها له.... قائلة بصدق
:_ده كل الي معايا....
طالعها بتفحص حينما لمح سلسال برقبتها على هيئة
مصحف... قد تدلي من أسفل حجابها....
ليهتف بغضب....
:_هاتي السلسلة الي في رقبتك دي
رجعت للخلف بخوف وحزن فهذا السلسال ملك لوالدتها
ولم تفكر يوما ان تعطيه لاحد... ولكن ان لم تعطيه لهذا السمج سوف يؤذي الصغيرة....
لم يكن لديها خيار آخر.... لتبدأ في نزع السلسال بهدوء وهي تعطيهم له قائلة بصدق......
:_انت اخدت كل الي معايا ارجوك سيبني امشي..
اخذ الرجل المال و قام بأعطائم لصديقه ثم طالعها بجرأة
:_لا لسه فيه البت الصغيرة دي تلزمني شكلها بنت ناس
ومن عيله مبسوطة....
طالعته بخوف وهي ترجع للخلف قائلة برفض
:_لا ابوس ايدك..... كله الا سلين الله يخليك
ضمت الصغيرة إلى صدرها وعينيها قد ترقرقت بالدموع خشيتة على صغيرتها
اقترب منها الرجل وهو يشير بالسكين قائلا.....
يلا يا حلوة هاتي البت بدل ما اعمل معاكي... الصح
ارتعبت وهي تتراجع برفض.... حتى أصطدم ظهرها بصدر
صلب قوي.... ألتفتت خشيتة من ذاك الضخم ولكن شهقت
بسعادة وعينيها رقت بالدموع كأنها وجدت طوق النجاه
عينيه المشتعلة بالغضب بثت الطمئنينة بداخلها جعلت
قلبها يقرع كطبول الحرب حينما اطبق على يدها حتى
ارجعها خلفه...... لتصفق الصغيرة بسعادة قائلة بصوت
مفهوم نسبيا......
:_باابا بااابااا باابا
قبلتها يارا بحب كأنها تخبرها بأن ابيها مصدر امانهم
اقترب الرجل من ريان وهو يشر بالسكين قائلا..
:_يلا يا جدع انت من هنا علشان معوركش
طالعه ريان بنظرة شر وغضب لم يفصح عنه بعد
غضب يكاد يحرق الاخضر واليابس
حتى جاء الرجل الاخر قائلا........
:_سيبك منه هات البنات خلينا نمشي:
تعجبت يارا من هدوءا الغير معتاد وعلمت ان هذا الريان
لن يترك الامر يمر مرور الكرام
في تلك الاثناء هبط عماد من سيارته ليجد صديقه وخلفه
يارا التي ركضت صوبه قائلة بخوف.....
الحق ريان بيه الناس دي كانوا عايزين يخطفوا سلين
و دلوقتي في واحد معاه سكينه ممكن يضربه بيهاا
لا ينكر غضبه من هؤلاء ولكن ابتسم بهدوء قائلا.....
متخافيش ده اخرهم علقة تأدبهم....
ليتركها واقفة وتقدم من صديقه قائلا......
تحلها لواحدك ولا احل معاك...
رمقه ريان قائلا بنظرة ذات مغزي.......
نحلها احنا الاتنين علشان عندنا شغل.....
كاد الشابين ان يقتربوا مجددا تجاه يارا و سلين ولكن
قاطعهم لكمتين من عماد و ريان اسقطت كلاهما ارضا
ليبدأ كلا منهما في الانهيال بالركل والصفعات عليهم
بينما دنا ريان من السكين الذي سقط من يد الشاب وقربها من وجهه قائلا.......
قبل ما تفكر تلمس حاجة لازم تعرف هي تخص مين الاول..
ليمرر السكين على وجهه حتى انغراس به وهو يمررها بطول وجهه
وسط صرخات الرجل بآلم فقد صنع له ريان طريقا سياحيا بوجهه... 😂
اصدرت سلين ضحكات عالية وهي تصفق لابيها وصديقه بسعادة وحب
بينما ألقي ريان السكين لصديقه قائلا.......
:_شوف هتعمل ايه
التقط عماد السكين بمهارة وهو يقترب من الرجل قائلا
بحزن.......
:_عارف انا طول عمري مبحبش الدم...
ابتسم الشاب بسعادة بينما ارتسم الخبث على ملامح عماد
وهو ينظر إليه قائلا...
:_بس مينفعش اخالف كلام اخويا...
ليرفع قدمه وركله بين ساقية بقوة.. (تحت الحزام 😨😂)
جعلت الرجل ينكمش على نفسه بآلم ولا يقدر على الحديث....
بينما دنا ريان من الهاتف والمال حتى أخذهم و قال مشيرا
لصديقه.......
:_خلاص يا عماد طول عمرك قلبك ابيض
اتسعت ابتسامته وقال
:_مانت عارف اني مبحبش الدم
رمقه ريان بسخرية قائلا....
:_روح انت الشركة وانا هشوف سلين و اوصلهم البيت
هز عماد رأسه بالايجاب وهو يصعد سيارته، بينما اتجه ريان إلى تلك الوقفة كالصنم لا تتحرك وعينيها تطالعه
بحزن مما فعلوه بهؤلاء
ليهتف هو بجدية....
:_خلينا نخلص موضوع سلين ونمشي..
مكنش لازم تضرهم بالشكل ده...
قالتها يارا بحزن
ليقترب منها الاخر بتساؤل وقد جمح غضبه عنها قائلا..
:_نعم... مكنش لازم اضرهم، وكنتي سيادتك مستنية مني
ايه اخدهم بالحضن و لا اصرف لهم مكافئة
خفضت بصرها بضيق قائلة بنبرة حزينة...
:_ربنا غفور رحيم، ومينفعش انت تعاقب حد، في قانون
في البلد..
اتسعت ابتسامته بسخرية وهو يأخذ ابنته قائلا بغضب
جعل اوتارها ترتعب.......
:_لو البلد دي فيها قانون مكنش زمانك هتموتي من الخوف
ومفيش حد سأل فيكي، لو فيها قانون كان زمان الناس دي
في الزنزانة مش هنا..
اخذ ابنته ورحل إلى داخل الوحدة.. بينما سارت الاخري خلف بضيق وحزن مما تسببت به...
نظر ريان إلى الحشد الكبير من النساء التي تجمعن حول حجرة الحقن
ليجد انظارهم مسلطة عليه، لم تكن سوي نظرات اعجاب
بوسامته و هيئته الخاطفة، لتهتف احدهن بأعجاب،
:_يا اختي اهي دي الرجالة ولا بلاش، مش المنيل على
عينه جوزي نايم بيشخر في البيت زي القتيل...
اجابتها الاخري بأعجاب....
ولا شايفة شكله يا بت ده باين عليه العز، ياسلام لو كان
جوزي، ده انا كنت قفلت عليه ب 100 قفل... علشان محدش يشوفه..
نظرت الاخري إلى يارا بأمتعاص قائلة....
باين عليها الي معاه دي مراته، بس شكلها مش حلوا زيه
ردت الاخري بتهكم قائلة.....
:_وهو يا اختي الي زي ده هيلاقي وحده في جماله،
على رأي المثل.... المخدة مابتشلش اتنين حلوين،
ياريت الوحده مننا كان حظها مع واحد زي ده.... قيمه
وسيما و رجولة بدل... الغفر الي عايشين معاهم
ويارينا عجبينهم
اعطي ريان احد العاملين بعض المال وساعده في الدخول إلى حجرة الحقن بينما كانت نظرات النساء تخترق يارا
وكادوا يقتلوها على هذا الوسيم.. بينما شعر ريان بتلك النظرات وهو يطالعهم بسخرية لينظر إلى الطبيبة التي
حقنت ابنته التي ارتفع صوت بكائها وهي تحتضن يارا ببكاء مريرا ليهتف ريان بغضب....
:_ايه براحة على البنت مش شايفه انها صغيرة
الطبيبة بتوتر......
معلش بس هي الابرة تقيلة..
كاد ان يتحدث ولكن اوقفته يارا قائلة...
:_هي ملهاش ذنب... المواد بتاع الحقنة تقيلة عليها
وكل الاطفال مش بيستحملوها..
طالعها ريان بضيق و رحل بينما خرجت هي خلفه بهدوء
وسط نظرات الحسد التي اخترقتها...
ظلت سلين تبكي بآلم حتى لمعت عينين يارا بالدموع
عليها حتى وصلت إلى سيارته.... وكادت تركب بالمقعد
الخلفي إلى أن قال هو.....
:_ده على اساس اني السواق بتاعك... اركبي هنا ادام..
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تصعد بجواره حتى اصبح صدي
انفاسها و وصل إلى مسمعه.....
رقبته بصمت وهي تشيح ببصرها للامام
______________
في ألمانيا....
ظلت امام مقبرة ابيها منذ ان دفن وكأن قلبها دفن بجواره
ابيها الذي سكن جسده المقابر ليلة امس...
دموعها هي رفيقتها الوحيدة وقلبها مات ودفن لم يبق منها
سوى بقايا وضعف آلم الرحيل احتج قلبها واعلنت الحداد
على الجميع..... فهي وحيدة لا احد يبقي معها.... الجميع
يخون عهد البقاء... ذرفت عينها سيل الدموع بغزارة وهي
تلمس القبر بيدها قائلة بنبرة أرهقت قلبه ومشاعره وهو
لا يعرف كيف يداوي ذاك الآلم........ ليه يا بابا تخوني انت
كمان ليه بهون عليكم تسبوني لواحدي... هو انا وحشة لدرجة أن الكل بيبعد عني معقول مستاهلش ان حد يفضل
معايا هعيش وهموت وانا لوحدي....
اغمض عينيه بآلم كيف يخبرها انه ليس مذنب...
هل يخبرها ما حدث في تلك الليلة....
فلاش باك...
فجميع الكبائر كالقتل والزنا وأكل مال اليتيم وغيرها تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عاقب عليها وإن شاء غفرها...
ربنا غفور رحيم يا ابني..... هو الي قادر يغفرلك طلما التوبة هي مقصدك....
بس يا ابني الوضع غير الوضع انت بتقول انك متزوج وتلك المرأة متزوجة...
هز حسن رأسه بالايجاب..... فتابع الرجل حديثه قائلا....
هنا يسقط عقاب مختلف إلا وهو الرجم حتى الموت..
ربنا عز وجل له حكمة فكل حاجه كون المرأة محصنة اي
متزوجة فتلك الحالة... يجب قتلها بالرجم والا حدث جرم
اكبر..... بمعني حدوث حمل وتخالط أنساب... بس كمان
ربنا غفور رحيم قابل التوبة وهو سترك في الليل عن
جرمك بلاش تجهر بيه لان ربنا أمر بالستر
رَوى البخاري ومسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
” كلُّ أمتي مُعَافىً إلا المجاهرين، وإنَّ من المجاهرة أن
يَعمل الرجل عملًا بالليل فيَسْتُره ربُّه، ثم يُصْبِح فيَكْشِف سِتْرَ الله عنه”.
..صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم،
وروى الحاكم وصححه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “الحياء والإيمان قُرَناء جميعًا، فإذا رُفِع أحدهما رُفِع الآخر”
ولما رجم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ماعزًا الأسلَمي قال: “اجْتَنِبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمَن ألمَّ بشيء منها فليَسْتَتِر بِسِتْر اللهِ، فإن أبْدَى لَنَا صَفْحَتَه نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللهِ” صحَّحه الحاكم وابن السَّكن،
ربنا سترك يا ابني بلاش تفضح سرك، ربنا ابواب رحمته كتير، افتح قلبك ليه وهو هيهديك للصواب وهتعرف ان ربنا هينصرك
قوم صلي ركعتين واستغفر وبعدين نكمل كلامنا،
تركه الرجل ورحل بعيدا وفي داخله يدعوا الله ان ينير بصيرة هذا الشاب
قام وبدأ في تأدية فريضة الصلاة واخذ يرتل احدي الآيات القرآنية......
بسم الله الرحمن الرحيم.....
{أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٖ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡرَٰٓءِيلَ وَمِمَّنۡ هَدَيۡنَا وَٱجۡتَبَيۡنَآۚ إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُ ٱلرَّحۡمَٰنِ خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَبُكِيّٗا۩ ٥٨ ۞فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا ٥٩ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡٔٗا ٦٠ جَنَّٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدَ ٱلرَّحۡمَٰنُ عِبَادَهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ إِنَّهُۥ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَأۡتِيّٗا ٦١ لَّا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوًا إِلَّا سَلَٰمٗاۖ وَلَهُمۡ رِزۡقُهُمۡ فِيهَا بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا ٦٢ تِلۡكَ ٱلۡجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنۡ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّٗا ٦٣ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمۡرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَيۡنَ أَيۡدِينَا وَمَا خَلۡفَنَا وَمَا بَيۡنَ ذَٰلِكَۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّٗا}
صدق الله العظيم...
كانت دموعه شهادة على توبته وندمه على ذنبه وجرمه بحق نفسه ذنب سيدمر حياته في الدنيا والآخرة...
انهي صلاته وعينيه لم تكف عن ذرف الدموع اغمضها بتعب ووهن ندم يأكل اوصاله ليعود بذاكرته إلى تلك الليلة المشؤومة
حاول نفضها من ذاكرته ولكن لم تتركه وشأنه
فلاش باك
طرقت الخادمة باب الغرفة بعدم وضعت قدح القهوة امامه
الذي جاء بوقته فقد احتل آلم الصداع جزء كبير من رأسه
ارتشف القدح بأكمله ونهض حتى يأخذ حماما سريعا إلى
أن شعر بالدوار وعينيه مشوشة الرؤيه
حتى اقتربت منه صافي التي دلفت إلى الغرفة خلسة
بعدم ارتدت ملابس تشابه ملابس زوجته
حسن......... قالتها صافي بهدوء
ليفتح الاخر عينيه بضعف وقال...... أسيل انتي جيتي امتي
ابتسمت الاخري بمكر وهي تفك ازرار قميصه لتقترب منه
قائلة بأنفاس حارة..... وحشتنى يا حسن..
طالعها بنصف ابتسامة فقد اشتاق لها ليقترب منها اكثر
وهو يطالعها بعشق واشتياق رغم آلام رأسه قائلا...
:_وانتي كمان وحشانى اوي..
اتسعت ابتسامتها حتى دنت منه اكثر وقبلته بهدوء ورغبة
تملكتها في الحصول عليه.... بينما ابتعد عنها الاخر بنفيض
من الرفض...... وعدم الرغبة بها قلبه لا يستجيب وهناك ضيق انتاب صدره حينما لامست شفتيه
رجع للخلف حتى سقط على الفراش بضعف... فأقتربت
منه الاخري وهي تميل عليه..... حتى فتح الاخر عينيه
بضعف... واستكشف ملامحها...... ليهتف بوهن
:_انتي بتعملي ايه هنا
شهقت بضيق وغضب حينما اوشك مخططها على الفشل
ولكن لن تسمح لهذا الشاب ان يكون لسوها....
اقتربت منه محاولة تقبيله ليضعه الاخر يده حول عنقها
يمنعها من الاقتراب منه..... ولكن خارت قوته وسقطت يده
بعدم تركت اصابعه اثار على رقبتها..... حاولت افاقته عدة
مرات ولكن دون جدوى فهي وضعت اكثر من ثلاث حبات
مخدرة بقهوته.... ابتسمت بمكر وشرعت في نزع ملابسه
بشكل كامل وهي تتوسط صدره العاري قائلة بخبث..
:_هتكون ليا يا حسن....
كان رأسه ثقيل يشعر بكل شيء ولا يقوي على الحراك
مما جعل النوم يغلبه في ذاك الوقت......
__باك
كور يده بغضب دفين وعينيه لمعت بحقد
ولكن هدأت ملامحه وهو يسجد لله مرارا وعينيه لمعت بالدموع والسعادة....
ليجد يد الرجل تربت على كتفه قائلا......
:_ربنا بينصر المظلوم دايما...
رفع حسن عينيه بتساؤل..... ليجلس الرجل بجواره وتابع حديثه.......
:_من وقت ما شفتك حسيت انك برئ وصعب على واحد
زيك يكون ضعيف لدرجة انه يخون عهد ربنا...
ولم قلتلي انك مكنتش في وعيك حسيت ان في حاجة
غلط في الموضوع...... سبتك في حيرتك وكلمتك عن
عقاب ربنا ورحمته علشان تقدر تهدأ وتفكر في كل الي
حصل
ابتسم الاخر بسعادة وهو يهتف بفرحة
:_انا مخونتش مراتي، ولا عملت ذنب في حق نفسي..
لتختفي تلك الابتسامة وتحولت إلى غضب وهو يهتف....
بس لازم الي كان السبب يتعاقب
ربت الرجل على يده بهدوء وقال.....
:_بلاش تتهور ولازم تحسب كل خطوة هتعملها علشان
تأمن حياة مراتك و حماك
ضيق حسن عينيه بقوة و اقسم بداخله ان يلقي بها بجحيم السجن...
لتهدأ نظرته قليلا ونظر للرجل قائلا..... محتاج منك طلب..
طالعه بتساؤل.......
فأكمل حسن حديثه...
:_عايزك تجلدني 100 جلدة.....
ضيق الرجل عينيه بعدم فهم ولا يعرف لم يطلب منه هذا الشاب الجلد....
فأبتسم حسن بهدوء وتنهيدة حارة خرجت من صدره...
_:عايز احس اني مش مذنب لاني كل ما بفتكر ان لمست
الست دي بكره نفسي...... ارجوك ساعدني..
_________________
باك
اغمض عينيه بتعب وقلبه يحترق على ما يحدث بحياة
زوجته، كيف يخبرها بحقيقة الامر؟
وهل ستصدق ما يخبرها به؟!
لقد اصبح الوضع مريب أكثر من السابق، ولكن عليه
الانتقام أولا من تلك الحقيرة التي سرقة سعادته....
رقت عينيه وهو يقترب من زوجته حتى وضع ذراعيه على أكتافها وقال بهدوء......
:_كفاية كده يا أسيل حراام الي انتي بتعمليه ده..
نهضت بتعب احتج قلبها وهي تطالع عينيه لتعلو شهقاتها
وهي تلقي بجسدها داخل احضانه......
:_بابا راح يا حسن بابا سبني لوحدي خلاص
ضمها بقوة عله يطمئنها قليلا ويخفف عنها ليهتف بهدوء
عكس نيران قلبه.....
:_هو معاكي وسامع وحساسس بكل وجعك خليكي قوية
:_وافتكريه بالدعاء يا اسيل.... ادعيلوا بالرحمة احسن..
بكت أكثر وقد تعبت من كل هذا الالم ولكن لم يعد امامها شيء اخر سوي البكاء...
______________
بسوهاج......
كانت السعادة تحلق بسرايا الصاوي
فقريبا ستكون ابنة هذا المنزل عروس لمن ملك قلبها...
جلس عبد العزيز على مقعده بحديقة السرايا منتظر رد شقيقه على الهاتف..
حتى اتاه الرد من كامل الذي هتف مرحبا به......
:_اهلا يا عبد العزيز عامل ايه
اتسعت ابتسامة الاخر حتى هتف بسعادة....
بخير طول ما انت بخير يا اخوي..
كيف احوالك والناس الي حداك..
الكل بخير......
قالها كامل بود ثم تابع قائلا..
:_و عروستنا عاملة ايه..
ابتسم بصفاء وحب قائلا
:_زينه وبتسلم عليكم كمان..
تنهد كامل بسعادة وقال بصدق
:_ربنا يسعدهم اهم حاجه عندي
انهم مبسوطين..
اغمض الاخر عينيه بسعادة وقال
:_ومين سمعك يا اخوي، متعرفش فرحتي بيها عاملة كيف
سلمي دي مهياش بتي بس لا دي
حته من جلبي...
ربنا يفرحك بيها.......
:_قالها كامل بصدق.....
ليهتف عبد العزيز قائلا...... هااا هتيجوا على الچمعة ان شاءالله..
كامل وقد تهللت اساريره........ اكيد هنكون عندكم على المغرب....
تنهد عبد العزيز براحة كبيرة وقال بسعادة......
:_ان شاءالله هكون في انتظاركم....
انهي المكالمة مع شقيقه.... ليجد ابنته دلفت للتو من البوابة وهي تتجه إليه قائلة بهدوء....... السلام عليكم
ابتسم بحب قائلا..... وعليكم السلام يا دكتورة..... هااا مچولتليش نزلتي مصر من الفچر ليه...
اقتربت من والدها وهي تشير إلى بعض الحقائب قائلة....
:_مش عروسة ولازم اجيب كل احتياجاتي....
ابتسم والدها بحب وقال بسعادة وهو يغمز لها بخبث......
:_و ياتري جابلتي مين هناك.....
طالعته بنصف ابتسامة وقالت....
:_ايه يا حاچ انت بتشك في فيا عاد
طالعها والدها بضحك وقال...
:_هعمل مصدجك و خلاص يالا چومي غيري خلاجتك
علشان اخلي هنيه تجهز الوكل..
اقتربت منه وطبعت قبلة رقيقة على جانب وجهه
قائلة بسعادة.....
:_من عيوني يا حاج يا قمر انت...
_____________
بالمعسكر....
خرج شهاب من غرفته وقد ضاق صدره بعدم حاك الحنين
قلبه لتلك المشاغبة التي سرقة دفئ الفواد منذ سنوات
مضت..... ماذا حدث وكيف ابتعدت عنه هكذا بعدم كان
العشق رفيقهم كيف خانت عهد البقاء أيعقل ان قلبها
وجد البديل.. اغمض عينيه بتعب لينظر حوله بضيق ولكن
رأها وسط الساحة تركض بمهارة عالية لم تكن تجيدها
يوما.... ليشعر بالاختناق حينما لمح ذاك البغيض فارس
يركض خلفها، وكأنهم في سباق... ليعود بذاكرته إلى سنوات خلت...
فلاش باك....
قاد سيارته بجنون حتى يلحق موعده مع ابيه قبل ان يغادر
ولم يبالي بالطريق المزدحم، فكل ما يريده ان يصل في الموعد المحدد.......
في تلك الاثناء...
هبطت من سيارة الاجري
وهي تجذب السائق من ياقته حتى أخرجته بالقوة قائلة
بنبرة غاضبة....... انت رجل قليل الادب ومش محترم وأنا هعرفك يعني ايه احترام....
امسك الرجل يدها وهو يبتسم حتى ظهرت اسنانه
المهترية بشكل مثير للاشمئزاز..... ده يوم المني يا جميل لم لهطة القشطة دي تعلمني الادب...
رمقته بغيظ وغضب قائلة بضيق...... اهي لهطة القشطة
دي هتخليك تكره كل انواع القشطة الي في الدنيا...
نظرت له نظرة ذات مغزى وهي تبتسم ثم على حين غفلة ركلته بقدمها بين ساقيه
ليسقط الرجل على قدميه وقد ضغط على اسنانه من الالم قائلا....... أه يا بنت ال**********
اتسعت ابتسامتها وهي تواليه ظهرها قائلة بسعادة..... ابقي قابلني لو قدرت تعاكس بنت بعد كده..
تركته وانصرفت وعلى وجهها معالم السعادة فهي مليكه عبد الرحمن.... ومن يجرؤ على الاقتراب منها،
امسكت هاتفها وهي تبحث عن رقم ما دون ان تنتبه لسير السيارات
إلي أن فرغت فمها بذهول حينما اقتربت منها السيارة
وكادت ان تودي بحياتها لولا أن اوقفها صاحب السيارة على حين غفلة... لتصدمها حتى اوقعتها أرضا...
خرج الشاب من السيارة وهو يطالعها بقلق قائلا بهدوء..... حصلك حاجه؟؟
رفعت عينيها الرمادية لتتقابل مع موجة من العسل الصافي... طلته ووسامته الجذابة المثيرة للاهتمام....
بينما طالعها الاخر بأعجاب
لم تتجاوز الثامنة عشر طفلة صغيرة وبريئة ورغم صغر سنها
إلا أن جمالها طاغي مميز وساحر يفتن القلب والعين بالان ذاته..
انتبهت لنفسها وكيف طالعته بأعجاب ولكن ما أثار الغضب بذاتها حينما لاحظت تفحصه لها...
فقالت بغضب وهي تنهض من مجلسها....
:_مش تفتح يا اخينا ولا البيه اعمي مش بيشوف..
رمقها بغضب حينما سمع اهانتها وهتف بتحذير
:_احترمي نفسك، ثانيا المفروض انك انتي الي تفتحي.. ولا سيادتك عاميه..
اشتعلت بالغضب والجنون وهي تقترب منه قائلة بغضب وشراسة..
:_لولا اني مش حابه اعمل مشاكل كنت علمتك ازي تحترم بنات الناس..
هما فين بنات الناس، انا مش شايف حد...
قالها بسخرية متعمد اثارة غضبها
بينما طالعته الاخري بغضب
وهي تتركه حتى تشير لسيارة أجري وسط نظراته التي احترقت دوافعها
بينما ابتسم الاخر بأعجاب لها وهو يواليها ظهره قائلا..... لسانها طويل ،بس زي القمر
اتسعت ابتسامته وهو يمرر يده بشعره
ليفرغ فمه بدهشة حينما استمع صوت كسر زجاج... انتبه
إلى سيارته ليجد الزجاج الامامي قد تحطم بسبب ذاك الحجر التي القته بمهارة على زجاج السيارة
وهتفت بأنتصار وهي تصعد سيارة الاجري.....
:_ابقى اتعلم السواقة وبعدين اركب عربيات
اخرجت لسانها متعمدة اثارة غضبه بينما تابعها الاخر بضيق وهو يرها ترحل، كيف تركها تغادر دون أن تعاقب على فعلتها ولكن لن يترك تلك الصغيرة فحتما ستجمع الايام بينهم
__________


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close