اخر الروايات

رواية عشق الملاك ( ملاك الادهم ) الفصل السابع عشر 17 بقلم حورية

رواية عشق الملاك ( ملاك الادهم ) الفصل السابع عشر 17 بقلم حورية



بعد عدة ايام

 

نجد داليا تدخل لجامعة ملاك

تمشي بتعالي كعادتها ،، جلست فالكافيه

تنتظر احدهم

 

"مساء الخير ،، انتي داليا مش كده "

 

خلعت داليا نظارتها ومدت يدها لمصافحته

"وانتا جاسر "

 

اماء لها جاسر بالايجاب وسحب الكرسي

المقابل لها وجلس يريد ان يعرف ما

الموضوع الذي يجمعه مع هذه الفتاة

 

تحدثت داليا بثقة

"اكيد بتسأل نفسك انا عاوزة منك ايه "

 

"احب اعرف "

 

"قولي الاول مش عاوز تاخد بتارك من

ادهم السيوفي "

 

ارتبك جاسر قليلاً

"تار ايه ،، انا مفيش بيني وبينه

اي تار او عداوة "

 

ضحكت داليا باستهزاء

" ما ترتبكش اوي كده ،، انا عارفة الي حصل بينك

وبين ملاك والي عمله ادهم معاك ،، خلينا

فالمهم احنا مصلحتنا واحدة "

 

نظر اليها جاسر باستغراب

"مصلحتنا واحدة ازاي يا ريت توضحي

اكتر من كده ،، وتقولي كل الي عندك

مرة واحدة عشان عندي معاد مهم "

 

ارجعت داليا خصلات شعرها الشقراء للوراء

وقالت بثقة مشبعة بالحقد

"انا هخليك تنتقم من ادهم من غير ما يكون

عليك لوم هتشوفه مذلول ومكسور قدامك ،، وانا

هكمل الباقي مع ملاك "

 

هتف جاسر بتعجب

"انا مش فاهم حاجة ،، لو سمحتي

وضحي اكتر من كده "

 

"انا هفهمك "

 

وقصت له خطتها الشيطانية التي ستوقع

بين ادهم وملاك

 

هز جاسر رأسه كعلامة موافقة على خطتها وهتف

متسائلاً

"طيب وانتي هتستفادي ايه من كل ده "

 

اجابته داليا بغموض

"دي حاجة تخصني ،، والي انتا هتعمله

هيفيندي اوي ،، ودلوقتي عن اذنك

لازم امشي ،، وهنبقى على اتصال "

 

غادرت داليا حرم الجامعة وابتسامة

شر مرسومة على شفتيها

 

********************* 

في مكتب امجد 

ك 

ان يعمل على حاسوبه

 

متجاهلاً هبة التي تجلس قبالته وتتأفف

بصوت مسموع ،، قالت هبة بحدة خفيفة

 

"يعني انتا هتفضل تتعامل معايا كده

لحد امتى "

 

اجابها امجد ولم يرفع عيناه باتجاهها

"لغاية ما يتعدل اسلوبك فالكلام

معايا ومع الكل " 

 

...

رفعت هبة حاجبها باستنكار

"ليه ماله اسلوبي بقى ايه الي مش عاجبك

فاسلوبي "



 

اغلق امجد حاسوبه وهتف بصوت عالي

"اسلوب مستفز ومستهتر ما بهمكيش

حد غير نفسك "

 

هتفت هبة بصدمة

"انا يا امجد مستفزة ومستهترة

وميهمنيش غير نفسي ،، وايه كمان

مش عاجبك فيا "

 

ثم اكملت

"كل ده عشان

مردتش عليك وكنت باكل ،، وانتا اخدتها حجة

عشان نبعد عن بعض وبقالك اكتر من شهرين

كل فين وفين لما بتتصل فيا "

 

"لأ يا هانم انا متصلتش عشان اشوف انا هفرق

معاكي امتى ،، بس للاسف بعد اسبوع لما افتكرتي

تتصلي وتطمني ،،الظاهر لما ادهم قال عنك مستهترة

ومش قد المسؤولية كان عنده حق "

 

اخذت هبة نفساً طويلاً قبل ان تهتف بهدوء

في محاولة لتخفيف غضب امجد

"طيب قولي ايه الي يريحك وانا اعمله "

 

"الي يريحني انك متبقيش مستهترة

ولما اتصل بيكي تردي على طول مش لما تخلصي

اكل او فسح مع صحابك ،، عشان انا بتصلك

عشان اطمن عليكى وببقى مش على بعضي

لما مترديش بيبقى الف سيناريو

فدماغي من خوفي عليكي "

 

هتفت هبة بمرح كعادتها

"يعني انتا بتخاف عليا يا ميجو "

 

اجابها امجد بتقزز

"ميجو ،، حسك عينك تقولي الكلمة

المقرفة دي تاني "

 

"ليه مش عاوزني ادلعك "

 

اقترب منها امجد بخبث

"طبعاً عاوزك تدلعيني وتشخلعيني

بس في طرق تانية غير ميجو دي "

 

تطلعت اليه هبة بترقب وقبل ان تفهم

كانت شفتيها اسيرة شفتيه ،، شدد امجد من

احتضانها متعمقاً في قبلته ،، زاد من عنفه قليلاً

عندما شعر بيدها على صدره تدفعه عنها ،، شهقت هبة

بقوة فور ابتعاده عنها ،، استند بجبهته على حبهتها

هتفت هبة بخجل

"متعملش كده تاني ،، افرض دخلت مها

وشافتنا كده هتقول ايه "

 

قبلها امجد بجانب شفتيها وقال بصوت

اجش

"هتقول واحد ومراته بيحبو فبعض

فيها حاجة دي "

 

ابتسمت هبة بخجل على جملته

 

هتف امجد بقليل من الجدية

"طيب هو احنا هنحدد معاد الفرح امتى "

 

اجابته هبة بخجل

"اكيد مش دلوقتي انا عندي إمتحانات

كمان اسبوعين وعاوزلي وقت اجهز نفسي "

 





















قال امجد بلهجة لا تقبل النقاش

"خلاص زي النهاردة كمان شهر "

 

كادت هبة ان تعترض لولا ان امجد رفع

يده كعلامة لانتهاء الحديث

 

**********************



في قصر ادهم

 

كان ادهم يراقب ملاك الجالسة على الارضية

العشبية في الحديقة من خلال شرفة مكتبه

الزجاجية،، شاردة الذهن لا يعلم ما

اصابها فهي اليوم كان مزاجها سئ للغاية

اتجه نوحها ليتحدث معها محاولاً

ان يكتشف ما يزعجها

 

التفتت ملاك لادهم عندما شعرت به

يجلس بجانبها ،، هتف أدهم بهدوء

متزامن مع جذبه لها لتتوسط احضانه

مقبلاً مقدمة رأسها

"حبيبتي مدايقة من ايه مين

الي زعل القمر بتاعي "

 

ابتعدت ملاك عنه قائلة بضيق

واضح

"مفيش بس حبيت اقعد لوحدي اشوية "

 

تحدث ادهم وعيناه تجوب تفاصيل وجهها

الذي بدا على ملامحه الضيق

"مش عاوايدك تقعدي لوحدك وتسيبي

جوزك حبيبك لوحده "

 

تأففت ملاك بصوت مسموع

"يووووه ،، قولتلك مافيش حاجة

حبيت اكون لوحدي "

 

قالت جملتها وهبت مسرعة للداخل

 

نظر ادهم لاثرها بتعجب

فهي لم تكن هذه طريقتها فالتعامل

مع الاخرين وخاصة هو فهي كانت دائماً

مثال للهدوء وللباقة في الحديث

مع الاخرين ،، تنهد بيأس وتبعها للداخل

 

غافلاً عن تلك التي تراقبه من نافذة المطبخ

ولم تكن سوى نسرين وابتسامة انتصار

ظهرت عليها

 

بعد عدة ساعات

انتبهت نسرين على ارتجاج هاتفها الذي

تضعه في جيب تنورتها حتى لا ينتبه

اليه احد ،، تسللت للحمام وفتحت

صنبور المياه ليغطي صوت تدفق المياه

على صوت حديثها ،، جلبت هاتفها وردت على

اتصال داليا ،،

 

هتفت داليا بحدة مفرطة

"انتي يا بتاعة انتي بتصل بيكي

مردتيش من اول مرة ليه ،، فاكرة

نفسك حاجة مهمة "

 

لوت نسرين شفتيها بامتعاض

"اصلي يا ست هانم لحد ما عرفت ادخل الحمام

وارد عليكي عشان ماحدش ياخد باله "

 

"المهم ايه الاخبار عندك ،، عملتي

كل الي قولت عليه "

 

تحدثت نسرين كعادتها بسرعة

"كله تمام يا ست هانم والست ملاك

النهاردة مزاجها مش مزبوط خالص وقبل اشوية

اتخانقت مع ادهم بيه "

 

ابتسمت داليا بسعادة على بدء نجاح

خطتها ،، وستبدأ بالخطوة الثانية

 

قالت امره نسرين

"اسمعي الي هقول عليه ونفذي بالحرف

مش عاوزة غلطة .........."

 

فغرت نسرين فمها من خطة داليا

التي ستؤدى لكارثه ،، لكنها فضلت

السكوت مقابل ان تملئ جيبها

قالت بطاعة بعد ان تلقت من داليا

الاوامر التي ستنفذها

"حاضر يا هانم كل الي طلبتيه

هعمله بالحرف " 

نظرت للهاتف بامتعاض عندما اغلقت

داليا الهاتف بوجهها

"يا بااي على تقل دمك ،، بس

فلوسك حلوة وكتيرة ولاكانها قاعدة على

بنك ،، بس يا ترى لو حصل الي هي عاوزاه

هتديني ربع المليون الي وعدتني بيه "



 

وضعت هاتفها في جيب تنورتها بعد اغلقته

بالكامل وعادت مرة اخرى للمطبخ لتباشر

عملها المتكدس عليها ،، قبل ان تبدأ يتنفيذ

تعليمات داليا

 

"ما لسا بدري يا ست نسرين ،، كل ده فالحمام

شكلك نسيتي ان انه عندنا شغل"

كان هذا صوت الخادمة سمر

 

اجابتها نسرين بامتعاض

"لأ يا ختي مانسيتش ولا حاجة وهبدأ اهو

اشتغل "

قالت جملتها واتجهت لتخرج المستلزمات من

ستحتاجها للطهي من الثلاجة

 

كانت ملاك متسطحة على سريرها

تنظر للسقف بشرود ،، فاقت على تمسيد

ادهم على شعرها بحنان

نظرت اليه وهتفت بضيق

"هو انتا واخد اجازة عشان تفضل قاعد

فوق دماغي "

 

عض ادهم شفتيه كاتماً غيظه من اسلوبها

المستفز معه

قال بحدة مغلفة بهدوء

" انتبهي لكلامك معايا يا ملاك انا

مسمحش لحد يتكلم معايا كده "

 

تجاهلته ملاك واولته ظهرها داثرة

نفسها بالغطاء وهتفت بلا مبالاة

"انا عاوزة انام عن اذنك "

 

ترك ادهم الغرفة سافقاً الباب

خلفه بقوة جعلت ملاك تنتفض مكانها

 

بعد قرابة ساعتين كانت ملاك تنزل الدرج بشرود

متجه للمطبخ لتعد كوب نس كافيه لتزيل

الصداع المرافق لها منذ الصباح

 

دلفت المطبخ ولم تلقي التحية

كعادتها ،،اتجهت لاحد الادراج لجلب

اللازم

 

اقتربت منها نسرين وهتفت بسرعة

"هاتي عنك يا ست هانم انا هعملك

النس كافيه بتاعك وانتي ارتاحي "

 

تركت ملاك لها المجال لتصنعه

فهي ليست بمزاج لتقوم باي شئ

جلست على الطاولة التي تتوسط

المطبخ ،، اسندت رأسها على كف

يدها تنظر امامها بشرود

جلست بجانبها السيدة سعاد

وحدثتها بحنان

"مالك يا بنتي ايه الي مدايقك

اوي كده ،، في حاجة حصلت

بينك وبين ادهم "

 

ابتسمت ملاك لهذه السيدة

فحنانها يشبه حنان جدتها كثيراً

 

"أبدا يا دادة بس حاسة نفسي

مخنوقة اشوية ،، هشرب النس كافيه

واطلع ارتاح وان شاء الله هبقى احسن "

 

ربتت السيدة سعاد على ظهر ملاك بحنان

"ربنا يهدي سرك يا بنتي "

 

وضعت نسرين كوب النس كافيه بعد ان

وضعت بداخله حبوب الاكتئاب

 

ارتشفت ملاك من الكوب تحت نظرات

نسرين المترقبة



 

*******************

 

توالت الايام

 

وبدأت حالة ملاك بالتدهور اكثر من السابق

اصبحت لا تطيق الكلام مع احد ومزاجها سئ

دائماً ،، هذا ما دفع ادهم لترك المنزل بعد ان حاول

معها كثيراً لكنها لا تقبل الحديث معه اصبحت حبيسة

غرفتها لاتخرج منها ابداً حتى دراستها لم تهتم به مثل السابق ،، حتى صديقاتها لم تهتم بمقابلتهم

وجديها كل ما اتو لزيارتها بالكاد تجلس

معهم لدقائق معدودة وتعود لغرفتها مرة

اخرى

 

اما امجد وهبة فهم غارقان تارة بمشاكسة امجد لها

وتارة بجنون هبة وتجهيزاتهم للفرح

 

في احد الايام عاد ادهم للمنزل لجلب ملابس له

وبعض الاوراق المهمة ،، تعمد ان

التأخير حتى يضمن انها غرقت فالنوم حتى لايثير

غضبها الذي اصبح يثار بأقل كلمة ،، تنهد بقلة

حيلة عندما دلف للغرفة الغارقة فالظلام ،، مد يده

بهدوء لاضاءة الغرفة ،، تقدم من السرير وجلس على حافته متأملاً مظهرها الواضح عليه الشحوب

والتعب مسد على شعرها بهدوء

 

"ياه لو ترجعي ملاك الي عرفتها

نفسي اعرف ايه الي غيرك

وخلاكي كده مش طايقة حاجة

واولهم نفسك "

 

دثرها جيداً بالغطاء واتجه للغرفة

الملابس ،، تناول عدة بدلات وعدة اطقم

من الملابس المريحة ،، تأففت ملاك بضيق

عندما استيقظت على صوت حركة في غرفة

الملابس عرفت انه ادهم ،، اعتدلت في نومتها

واستندت بظهرها على السرير ،، خرج ادهم ووجدها تنظر امامها بشرود ،، اقترب منها وهتف بابتسامة

هادئة

"حبيبتي ايه الي صحاكي "

 

قابلت هدوء بهتاف حاد

"هيكون ايه غير الدوشة الي حضرتك

عاملها مش مراعي ان في بنآدمة مخمودة

نايمة "

 

احتدت ملامح ادهم بسبب صراخها

وهتف من بين أسنانه

"صوتك ميعلاش عليا ،، انا لغاية

دلوقتي مش عاوز اضغط عليكي

ومستني انك تقولي عن الي مضايقك "

 

صرخت ملاك بعنف

"قولتلك مليون مرة مفيش حاجة

عشان اقولها انتا مش عاوز تفهم ليه "

 

"امال إيه الي قلب حالك بالشكل ده

فين ملاك الهادية الي ملهاش صوت

عاجبك شكلك كده بقيتي على طول

حابسة نفسك فالاوضة دي

بقالي اسبوع بايت برا البيت وانتي

مافرقش معاكي تتطمني عليا ولاتشفوني

حصلي حاجة او لأ "

 

تأففت ملاك بخنق

"اديك كويس ومحصلش حاجة ايه لزمتها

بقى الدوشة الي عاملها دي "

 

هز ادهم رأسه بيأس فيبدو ان الكلام

معها اصبح لا يفيد ،، اخذ حقيبته وترك

البيت بأكمله 

في صباح اليوم التالي

في حمام الخدم كانت نسرين تحدث داليا بصوت خافت

"زي ما قولتك يا ست هانم امبارح كان صوتهم

عالي اوي وهما بيتخانقو ،، وادهم بيه خرج

مش شايف قدامه وفإيده شنطة هدوم شكله

والله اعلم ساب البيت "



 

تلاعبت داليا بخصلات شعرها

بغرور على نجاح خطتها ،، هتفت

بصيغة آمره

 

"طيب اسمعي الي هقول عليه

ونفذيه بالحرف ......."

 

*********************

 

في شركة ادهم

 

كان يعمل على حاسوبه بذهن شارد

في زوجته التي تحولت لسيدة اخرى

لا يعرفها

تمنى لو يعرف سبب تأخرها

 

اخرجه من دوامة التفكير التي كان

غارق بها ،، صوت سكرتيرته

هتف بملل

"غادة ،، لو عندك شغل او اي اوراق

اجليها لوقت تاني انا مش فاضي "

 

تحدثت السكرتيرة باحترام

"لأ يا فندم ،، الموضوع مش شغل

في واحد بره مصر انه يقابل حضرتك

مع ان مفيش معاد "

 

عقد ادهم حاجبيه باستغراب من هذا

الذي يصر على مقابلته

"ماقلش اسمه ايه "

 

اجابته باحترام

"جاسر الصياد يا فندم "

 

تشنجت ملامح وجهه وضغط على اسنانه

بغضب ،، وهتف بهدوء مخيف

"دخليه ومدخليش حد عندي ولا تحولي تلفونات

لحد اما يخرج "

 

خرجت السكرتيرة بخطوات متعثرة

بسبب مظهره الغاضب المخيف

 

خلع ادهم جاكيت بدلته وحل اول ثلاث ازرار

من قميصه وشمر عن كميه وكأنه يستعد

للعراك ،، وضع يديه في جيب بنطاله عندما

شاهد جاسر يقترب من مكتبه ،، يسير بخطوات

واثقة

 

قال أدهم

"ده انتا جريئ اوي لدرجة انك تيجي لحد

عندي ومش خايف "

 

جلس جاسر على الكرسي المقابل

لمكتب أدهم ووضع قدماً على اخرى

تحدث بثقة بالغة

"واخاف ليه ،، محدش بخاف الا الي عامل

حاجة غلط وانا المرادي مش غلطان "

 

قال ادهم بنفاذ صبر

"وايه الي جابك عندي اخلص انا مش فاضلك "

 

اخرج جاسر هاتفه وعبث به

قليلاً تحدت نظرات ادهم المترقبة

ثم مد جاسر الهاتف اليه

"اتفضل شوف وانتا تعرف انك

بقى الي مضحوك عليك "

 

تناول ادهم منه الهاتف

وسرعان ما اصبحت انفاسه تعلو وتهبط من هول ما رأى فملاك ترسل لهذا الحقير الكثير من الرسائل

الغرامية وبعضها ما لا يصلح الا بين الازواج

واخرى تقول فيها انها تزوجت بادهم

طمعاً بماله ليس اكثر 

القى الهاتف ارضاً ثم امسك جاسر

من تلابيب قميصة مسدداً له اللكمات



 

"بقى انتا يا وسخ جاي عشان تسود

سمعة مراتي وتقلل منها "

 

تحدث جاسر بانهاك اثر لكمات ادهم

"لو مش مصدقني شوف نمرتها منها اتبعتت

الرسايل ،، وتقدر تشوفهم من على تلفونها

وتقدر كمان تتأكد من شركة المحمول ...

اكمل بخبث عندما شاهد نظرات أدهم

المنكسرة ... انا كنت قادر اكمل معاها

والموضوع يتطور ،، بس انا قولت

دي ست متجوزة اي نعم هي مش معبرة

جوزها بس .... اااااه "

 

صرخ بها عندما تلقى ركلة من ادهم اسقطته

ارضاً جثى ادهم فوقه مسدداً له عدة لكمات جعلته

يفقد الوعي ،، اصبح ادهم لا يرى امامه فما سمعه

ورآه لا يصدق جلس على كرسيه بضعف ،، لا يصدق

ان زوجته التي احبها حتى الجنون تخدعه بوجهها

الملائكي الرقيق ،، ربط ما يحدث معها من تغيير

في المزاج ومع ما حدث بينها وبين هذا الجاسر

حتماً ان نفسيتها اصبحت سيئة عندما وجدته

لا يرد على رسائلها ،، ومن الممكن ان تكون

فكره ان جاسر حاول الاعتداء عليها كانت

مجرد تمثيلية ليقع ادهم في حبها

نهض ادهم عن كرسيه نافضاً تلك الافكار

من دماغه حدث نفسه بشرود

"لأ يا ادهم انتا هتصدق كلام الوسخ

ده ،، دي ملاك الي حبيتها وانتا عمرك ما

اتخدعت بالمظاهر وهي اكيد مخدعتنيش

ايوة هو الموضوع كده والوسخ ده انا هعرف

اتصرف معاه ازاي عشان يتجرأ يجيب

سيرة مرات ادهم السيوفي على لسانه "

 

التفت الى جاسر ولم يجده في مطرحه

فعرف انه خرج من للمكتب ولم يشعر به

 

بعد قرابة الساعة كان ادهم يدلف لقصره باحثاً

عنها بعينيه ،، دلف لغرفته وجدها فارغة كاد ان

يخرج حتى استمع لصوت تدفق مياه آتي من

الحمام ،، بحث عن هاتفها وجده موضوع على

الطاولة الصغيرة الملاصقة للسرير

التقطه بسرعة عابثاً به ،، ابتسم

براحة عندما وجد انه لا يوجد رسائل

في هاتفها اغلق هاتفها واعاده مكانه

 

شهقت ملاك بذعر عندما خرجت ووجدت

ادهم يجلس على السرير ،، وضعت يدها

مكان قلبها ،، هتفت بعتاب

"حرام عليك يا ادهم خضتني "

 

نظر اليها بنظرات لعوب فمظهرها

بهذه المنشفة التي تغطي جزء صغير من

جسدها شعرها المبلل الذي يقطر ماء

لم يخفى عليه صفاء بشرتها

جعلته يذوب شوقاً اليها

 

افاق على نفسه عندما لوحت ملاك بيدها

امام وجهه عندما لاحظت شروده

"ايه مالك سرحت فإيه "

 

وقف ادهم واحاط خصرها بيديه مقربها

منه ،، تملمت ملاك بين يديه عندما

فهمت نظراته الماكرة

هتف ادهم بخبث

"وحشتيني اوي اوي "

ابتسمت ملاك انخفضت رأسها وهتفن بخجل

ولم تجيبه



 

"هو حبيبتي ايه إلي كان مدايقها

الفترة الي فاتت "

 

نظرت إليه وتحدثت بصدق

"والله انا نفسي معرفش كل الي اعرفه

اني كنت مدايقة ومخنوقة ومعرفش

السبب "

 

استشف ادهم الصدق في كلامها

حاول تغيير النوضوع وقال بخبث

"بس حلو البرنص الي لابساه ده

بس من غيره احلى "

ارفق جملته بغمزة وقحة

 

فتحت ملاك فمها لتعترض ولكنه

ابتلع اعتراضها بقبلة اشتياق

جارفة ،، ساحباً اياها لعالمه

الخاص

 

بعد عدة ساعات قضها ادهم بأخذ ملاك

من جولة لاخرى ،، احتضنها بحب مقبلاً

فروة رأسها ،، واصابع يده ترسم دوائر

وهمية على ذراع يدها العاري

 

هتف ادهم بحب

 

"تعرفي نفسي فإيه "

 

هممت ملاك ليكمل ادهم

 

"نفسي فولد اسميه سليم على اسم بابا

ويطلع راجل كده ،، وبنوته اسميها سلين على اسم

ماما وتبقى زي القمر شبهك تبقى نسخة منك

فكل حاجة وشك عنيكي رقتك كل حاجة زيك"

 

دست ملاك رأسها بصدره العاري

وقالت بهدوء

"بس مش دلوقتي بعد الجامعة

حاسة اني مش قد مسؤولية

عيل صغير وتربية "

 

عقد ادهم حاجبيه باستغراب

من ردة فعلها ،، ولكنه لم يعلق

 

********************

 

في احد المولات الكبيرة

كانت هبة تدخل من محل لاخر تنتقي

ملابس لجهازها

هتفت هبة بحماس

"وااااو حلوة اوي البيجامة دي "

 

التفت امجد لمكان ما تنظر ،، فرفع

حاجبه مستنكراً عندما شاهد بيجامة

سبونج بوب لا تصلح إلا لطفلة صغيرة

ليس لفتاة ستتزوج بعد فترة قصيرة

 

امسكها من ذراعها بلطف وهتف بمكر

"عاوزة تجيبي بيجامة بتاعة عيلة صغيرة

وانتي جاية عشان تشتري هدوم لجوزك ...

ثم اكمل بمكر اكبر

فيه هناك محل بتاع قمصان نوم مشخلعة

شوفت قميص احمر هتبقي فيه فرتيكة "

 

اصطبغ وجه هبة بالحمرة وتركته

وذهبت مسرعة ،، فهو فالآونة الاخيرة

اصبح لا يفوت فرصة إلا ويثير خجلها

بأي شكل

 



















*********************

 

مساءً في قصر ادهم

 

كانت ملاك تدلف للمطبخ بوجه بشوش

اشتاق اليه الجميع منها

 

ابتسم لها الجميع عدا نسرين التي كانت

تعرف سر تغيرها المفاجئ

هتفت السيدة سعاد بحب

"اهلاً يا بنتي ،، انا عملالك جمبري هتاكلي

صوابعك وراه "



 

مصمصت ملاك شفيها بتلذذ

"امممم ،، تسلم ايدك يا ست الكل "

 

اقتربت من موقد النار لتشتم الرائحة

ولكن سرعان ما شعرت بغثيان قلب

معدتها رأساً على عقب اسرعت متجهة للحمام المرفق

للمطبخ ،، وزع الجميع نظراتهم بين بعضهم

بسعادة فيبدو ان سيدتهم الجميلة تحمل بولي

العهد ،، عدا نسرين التي ابتسمت عندما احتسبت

كم ستجني من داليا او فرح حسب ما تعرفها

عندما تخبرها بهذا الخبر

 

خرجت ملاك من الحمام ووجدت السيدة سعاد

تنظر اليها بفرح ،، قضبت ملاك

حاجبيها بتعجب

"مالك يا دادة بتبصيلي كده ليه "

 

هتفت السيدة سعاد بخفوت

"مبروك يا بنتي شكلك حامل "

 

اجابتها ملاك ببلاهة

"مين الي حامل "

 

ضربتها السيدة سعاد بخفة على كتفها

"انتي الي حامل يا بنتي مبروك

ربنا يتمم بخير "

 

ضحكت ملاك بخفة

"يعني عشان راجعت اشوية خلاص بقيت

حامل والنبي انتي طيبة يا دادة ،، عموماً

اطمني انا مش حامل "

 

سألتها بترقب

"هو انتي بستخدمي موانع حمل "

 

"لأ مابستخدمش ،، بس انا عارفة

نفسي مش حامل "

 

كان هذا تحت مسامع نسرين التي

وقفت على مقربة من الحمام لتستمع لحديثهن

 

بعد عدة دقائق

كانت نسرين تتصل بداليا لتخبرها

بما جد في الساحة

"ايوة يا ست هانم ،، ليكي عندي خبر

بس عاوزة الحلاوة بتاعتي "

 

قالت داليا بعجرفة

"اخلصي انتي هتصاحبيني "

 

لوت نسرين فمها بغيظ

"كنت عاوز اقولك ان الست ملاك

حامل "

 

هبت داليا بصدمة تحت نظرات صديقتها

فريدة المستغربة من ذعرها المفاجئ

 

"انتي متأكده ،، وامتى الكلام ده "

 

"ايوة متأكدة ،، وحصل من شوية بس هيا

مش مقتنعة انها حامل ومحدش يعرف

بحملها ده غير الي فالمطبخ

يعني ادهم بيه ميعرفش لسا "

 

هدأت داليا قليلاً

 

"طيب انا اشوية وهكلمك وهقولك

تعملي ايه "

 

اغلقت الهاتف والقته على الكرسي المجاور

لها ،، سألتها فريدة

"مالك ايه الي ضايقك كده"

 

"الزفتة الي اسمها ملاك حامل

الي كنت خايفة منه حصل "

 

"طيب انتي هتعملي ايه دلوقتي "

 

فركت داليا جبهتها بتفكير

تحاول ايجاد حل لهذه المصيبة التي

وقعت على رأسها

"مش عارفة ،،، مش عارفة ....

بس انا لقيتها"

 

"هي ايه الي لقتيها "

تجاهلت داليا سؤال فريدة

وامسكت هاتفها لتتصل بنسرين

تدلي عليها التعليمات

"اسمعي الي هقول عليه ،، دلوقتي انا


هبعتلك حبوب تحطي لزفتة ملاك حبايتين

بس حبايتين مش اكتر لان دي حبوب اجهاض

مش لعبة لو كترتي اكتر من كده هتبقى كارثة "

 

في الجهة الاخرى

فغرت نسرين فمها من هول ما سمعت لم تتوقع ان

الشر بداخل داليا او كما تعرفها بفرح ان يصل

لحد القتل ،، ولكن داليا اسكتتها بمبلغ

ضخم جعلها تفغر فمها ولكن بسعادة

 

*****************

 

بعد مرور يومين

قضتها ملاك تارة في احضان ادهم

وتارة في الحمام تفرغ ما في معدتها

 

كانت تجلس مع ادهم في غرفة المكتب يشرح

لها بعض المسائل الهندسية المصتعصية عليها

فهي بعد ان عادت لمزاجها الطبيعي ،، اول شئ

فكرت به هو دراستها

 

شعرت ملاك بالغثيان فاسرعت للحمام

الملحق للمكتب ،، هرع ادهم خلفها للاطمئنان عليها

خرجت ملاك بعد دقائق تمسح فمها بالمناديل وتضع

يدها على بطنها

 

اجلسها ادهم برفق على الكرسي المجاور

هاتفاً بحب ممزوج بالخوف

"مالك يا حبيبتى انتي بقالك كام يوم

الاكل ما بقعدش فمعدتك ،، انا هتصل

بالدكتور "

 

اجابته ملاك بخفوت

"لأ يا حبيبي انا كويسة بس شكلي

واخدة برد فمعدتي هشرب دلوقتي اي حاجة

دافية وهبقى اكويسة "

 

اتصل ادهم بالهاتف الداخلي بالمطبخ

ولسوء حظ ملاك اجابته نسرين

حدثها بصيغة امرة

"اعملي اي حاجة ساخنة وهاتيها للست

ملاك على المكتب "

 

اجابته نسرين بطاعة

"حاضر يا فندم ،، ثواني ويكون عندها "

حمدت ربها انها الوحيدة فالمطبخ

فأخرجت الحبوب التي ارسلتها داليا

ووضعتها في كوب الاعشاب الذي اعدته لملاك

 

هتفت بشر

"بالهنا والشفا يا ست ملاك ،، وباي باي

يا ولي العهد "

 

في منتصف الليل شعرت ملاك

بمغص حاد يعصف بطنها والم مرافق له

في اسفل ظهرها

 

****************************

فولو وكومنت وتعليقكم على البارت

عارفة البارت مش طويل كفاية بس والله ده الي

قدرت اكتبه بس 3000 كلمة انا بكتب وانا تحت التنفس الاصطناعي

بسبب كورونا وكتبت عشان خاطركم عشان عارفة اني اتأخرت عليكم ،، مع ان النهاردة عيد عندنا

المهم توقعاتكم على البارت وبوعدكم البارت الجاي

هيبقى كبيييير اوي ،، والرواية خلاص

على النهاية ،،، وادعولي

🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓البارت الثاني و العشرون

استيقظ ادهم على صراخ ملاك

وهي تضع يدها على بطنها

قال بصوت خائف

"مالك يا حبيبتى حاسة بإيه "

 

هتفت ملاك بصوت متقطع بسبب الالم

"بطني .... بطني .... بتوجعني "

 

حملها ادهم وخرج من الغرفة مسرعاً

صرخ بغضب للحرس الواقفين دون حركة

"حد يتحرك يا بجم منك ليه ويفتح باب

العربية "

 

هرع احد الحراس بخطوات مسرعة

خوفاً من غضب رئيسه

وضع ادهم ملاك في الكرسي الخلفي واسند رأسها على ساقيه ،، تعالت انفاسه عندما شعر

بعدم حركتها وسكونها بين يديه

صرخ بالسائق بغضب

"زود السرعة اكتر من كده مراتي

هتروح مني "

 

بعد عدة دقائق مرت على ادهم عالساعات الطويلة وصل ادهم للمستشفى الخاص به

 

حملها بين ذراعيه ودخل للداخل بسرعة

صرخ بالموجودين ليهرع اليه الاطباء بخوف

وضعها بلطف على احد الاسرة الموجودة

 

اقتربت منها احد الطبيبات وفحصتها تحت نظرات ادهم الخائفة

 

قالت الطبيبة للممرضات

"جهزولي غرفة العمليات بسرعة "

 

وقبل ان تخرج اعترض طريقها ادهم

"هي حالتها ايه "

 

"دي حالة اجهاض ولازم تعمل عملية تنظيف

فوراً عشان ميحصلش مشاكل فالرحم "

 

صدم ادهم من كلمات الطبيبة

فزوجته كانت تحمل قطعه منه داخل احشائها

ولكنهم فقداها قبل ان يعلمو بوجودها

 

بعد قرابة الساعة

خرجت الطبيبة من غرفة العمليات ،، اسرع

ادهم اليها متسائلاً بخوف

"هي عاملة ايه دلوقتي والبيبي اكويس "

 

أجابته الطبيبة بخبث مبطن

"بيبي ايه الي بتتكلم عنه حضرتك البيبي

وصل ميت ،، وطالما انتو عاوزين البيبي

ليه مراتك واخدة حبوب للاجهاض "

 

ضيق ادهم حاجبه باستغراب

"حبوب اجهاض ازاي مش فاهم "

 

اكملت الطبيبة بخبث اكبر

"واضح انك متعرفش ان مراتك كانت واخدة

حبوب عشان تنزل البيبي ،، شكلها مش عاوزة

تخلف منك ،، على العموم هي اشوية

وهتفوق وهننقلها اوضة عادية تقدر

تسألها براحتك ،، عن اذنك "

 

ذهبت الطبيبة من امامه وما ان وصلت

لاحد الزوايا البعيدة عن الانظار

جذبت هاتفها واتصلت بداليا

 

"ازيك يا داليا هانم ،، كل الي طلبتيه

حصل وقولت لادهم بيه الي فهمتهوني

بالضبط ،، بس في حاجة "

 

سألتها داليا بخوف

"بس ايه ادهم عرف حاجة "

 

اجابتها الدكتورة بسرعة

"لأ الموضوع مش كده ،، اصل البيبي موصلش

ميت انا نزلته زي ما طلبتي مني " 

...

 

اتسعت ابتسامة داليا على نجاح خطتها

ثم هتفت بشكر

"شكراً ليكي يا دكتورة ،، وبكره الصبح

250 جنيه هبقو فحسابك فالبنك "



 

"شكرا ً بس انا لحد هنا معرفكيش ولا انتي

تعرفيني "

ثم اغلقت الهاتف وفرت مسرعة قبل ان

يراها احد وهي تتحدث بخفوت ويشك في امرها

 

اما ادهم ففور ذهاب الطبيبة جلس على اقرب

كرسي بنهيار وكأن قدماه لا تحملانه

اصبحت الافكار تعصف بعقله

فكل ما يفكر به انها اجهضت نفسها

ولاتريد ان تنجب منه ،، بدأت الافكار لديه

بالترابط ،، فهي من يومين كانت حالتها سيئة

فكيف تحسنت هكذا بين ليلة وضحاها ،، الرسائل

التي ارسلتها لجاسر فهو تاكد من هذا الشى من

شركة الاتصالات ولكنه كذب نفسه وصدقها ،،

 

ذكره للأطفال

وانه يريد ان ينجب واعتراضها على الفكرة بحجة

الدراسة ،، كل تلك الامور اصبحت واضحة من وجهة

نظره ،، حدث نفسه بغضب

 

"يعني هيا كانت مش طايقة نفسها من كام

يوم عشان الوسخ الي بتكلمه من ورايا مبردش

عليها ،، ولما شافت انه مش هيرد رجعت لوضعها

الطبيعي وقالت اضحك على العبيط الي عندي

بكلمتين ،، ولما لقت نفسها حامل وهتتربط بيا

طول عمرها قالت انزله ومحدش هيعرف ،،

ورحمة امي لخليكي تشوفي النجوم

فعز الظهر ،، وحياة كل لحظة خدعتيني بيها

لكون مطلعها على جتتك بلا ازرق "

 

دلف لغرفتها ،، تقدم نحوها بخطوات متريثة

ونظراته لا تبشر بخير ،، نظر لوجهها الشاحب

الذي لميخفي جمالها ،، استهزء نن نفسه

عندما فكر بها الامر فهذا الوجه البرئ خدعه

ومثل ببراعة دور الضحية ،، ابتعد عنها

عندما صدرت منها همهمة خافتة،، تدل

على زوال المخدر وانها بدأت تستعيد

وعيها من جديد

 

رمشت ملاك عدة مرات قبل ان تستوعب

انها في غرفة اشبه بغرف المشافي

جالت بعيناها المكان بضعف ،، وجدت

ادهم يقف بجانب الشباك يثني يديه

امام صدره وينظر اليها بنظرات غامضة

لم تستطيع تفسريها ،، سألته بوهن

"ادهم ،، ايه الي حصل انا جيت

هنا ازاي "

 

اجابها مستهزئاً

"هه ،، ابداً كان في حاجة مش مهمة عندك

وخلاص راحت لحالها "

 

تطلعت إليه بتعجب بسبب

طريقته المستهزئة بها

همت ان تعيد عليه السؤال ،، لكن

قاطعها دلوف الطبيبة التي اجرت

اليها عملية الاجهاض

سألتها ملاك بقلق

 

"دكتورة هو ايه الي حصل ،، انا كل

الي فكراه اني حسيت بمغص جامد

ووجع فظهري وبعديها مش فاكرة حاجة "

 

اجابتها الطبيبة بخبث قاصدة اثارة

غضب ادهم

"ده طبيعي من حبوب الاجهاض الي حضرتك

اخديتها ،، بس واضح انك فاهمة بتعملي ايه

اكويس اوي لأن الجنين لسا مكملش شهر عشان

كده الموضوع جه بسيط ومحصلش

مضاعفات "

ازدادت حيرة ملاك بسبب كلام

الطبيبة

"حبوب اجهاض ايه وجنين ايه

الي بتتكلمي عنه انا مش فاهمة حاجة "



 

همت الطبيبة انا تشرح لها بتفصيل

اكثر ،، ولكن قاطعها ادهم بحزم

"عنك انتي يا دكتورة انا هفهمها بطريقتي

اصلها بعيد عنك ساعات مخها بيبقى تخين

حبتين "

 

هزت الطبيبة رأسها بتفهم وقبل ان

تغادر الغرفة ،، اوقفها ادهم متسائلاً

"نقدر نخرج من المستشفى النهاردة "

 

"والله لو هتلاقي الرعاية الكويسة

والاهتمام اللازم ممكن تخرج بس

لازم تمضي ان الخروج على مسؤليتك

الشخصية "

 

هز ادهم رأسه بتفهم ثم تبع الطبيبة

للخارج لينهي اجراءات الخروج

 

ظلت ملاك تفكر فيما قالته الطبيبة

فهل كانت تقصد انها كانت حامل

واجهضت نفسها ،، لكنها عندما عادت بذاكرتها

للوراء تذكرت انها لم تتناول اي ادوية

او اقراص ،، بقيت في تلك الدوامة تحاول

ان تجد حل لهذا اللغز لكنها فشلت

افاقت على ادهم الذي فتح الباب

بقوة افزعتها ،، هتف بحدة

"يلا على البيت ولا عاوزة نفضل

هنا لبكرة "

 

تعجبت ملاك من اسلوبه الجاف معها

شعرت بالم يحتل اسفل بطنها عندما

وقفت على قدميها ،، جعلها تأن بخفوت

 

غلب ادهم قلبه عندما رآها تتألم فهما فعلت

ستبقى حبيبته التي عشقها ،، تقدم نحوها

حاملها بين ذراعيه متجاهلاً اعتراضها

ونظرات الجميع اليه ،، فتح له الحرس

الباب الخلفي للسيارة

اجلسها بهدوء حتى لا يؤلمها

ثم جلس بجانبها ،، بعد

قرابة النصف ساعة اصطفت

سيارته امام باب القصر نزل ادهم ثم مد

يده لها لتستند عليه ،، سارت بجانبه بضعف

كان واضح على خطواتها

 

تعجبت عندما وجدت جميع الخدم مصطفين

بجانب بعضهم ،، جذبها ادهم من خصرها

مقربها اليه ،، ثم هتف بجمود

"انا والست ملاك هنسافر فترة

عشان نفسية ملاك تتحسن ،، وانا

ادتكم اجازة مفتوحة لغاية ما نرجع

والمرتب هيبقى شغال زي ما هو ،، بس هتفضل

الحجة سعاد ومعها وحدة بس عشان

لو حصل حاجة "

 

قالت نسرين بسرعة

"انا هفضل معاها يا بيه "

 

هز ادهم رأسه تفهم ،، ثم جذب

ملاك التي اصبحت لاتفهم تصرفاته فتارة

يستهزء بها وتارة يحدثها بجمود

والان يريد ان يسافر معها او هكذا ما كانت

تظن ،، دفعها ادهم بحدة لداخل احد الغرف

المجاورة لغرفتهم ،، تطلعت اليه ملاك بتعجب

 

"هو ايه الي بيحصل ،، انا عاوزة افهم

الدكتورة كانت تقصد ايه بكلامها ده

وانتا بتعاملني كده ليه ،، وليه عاوزنا

نسافر "

انخرط ادهم بنوبة ضحك جنونية جعلت عيناه

تدمع من فرط الضحك ،، ثم توقف عن الضحك

فجأة وتقدم منها ثم امسكها من ذراعها

بقوة جعلتها تصرخ بالم

هتف من بين أسنانه

"عاوزة تفهمي وماله افهمك بس بطريقتي "



 

ترك يدها ثم صفعها بقوة جعلتها تسقط ارضاً

ثم جثى ركبتيه وامسكها من شعرها بقوة

حتى شعرت انه سيقتلع من جذوره

هتف بغضب حارق

"اول حاجة خنتيني مع الكلب الي اسمه

جاسر ولما شوفتيه مش معبرك عاملتيني

معاملة كأني بشحت منك ،، وتاني حاجة

قتلتي ابني قبل ما اعرف بوجوده

بقى انا اقولك الصبح نفسي اخلف

منك وانتي بالليل تسقطي نفسك

ليه انا عملتك ايه ،، ده انا حبيتك

اكتر من نفسي وكنت مستعد

اديكي عمري كله ،، بس انا هعرف

اربيكي من اول وجديد "

 

كانت ملاك تذرف الدموع ،، وتهز رأسها

بالنفي ترفض كل تلك الاتهامات ،، هتفت

بصوت ضعيف

"والله ما عملت كده صدقني ،، تقدر تشوف

الكاميرات ،، وهتعرف اني معملتش كل الي

بتقول عليه "

 

رفعها ادهم لتقف وهو ممسكاً بخصلات شعرها

وقال

"هو انا هستناكي لما تقوليلي ما انا شوفتها

وشوفتك وانتي بتنكري حملك قدام الحجة سعاد

عشان لما تسقطي نفسك محدش ياخد باله "

 

حاولت ملاك ان تفسر له ولكنه ابى ان يستمع

اليها ،، اتجه لباب الغرفة وقبل ان يخرج

هتف بوعيد

"انا هسيبك تستريحي يومين ،، عشان

تقدري على الي هعمله فيكي "

 

قال جملته وخرج مغلقاً الباب بالمفتاح جلست

ملاك على الارض تضم قدميها لصدرها بضعف

ارتفع نحيبها بشدةعندما تحسست خدها

الذي تخدر بسبب صفعة ادهم ،، لم تتخيل

فيوم انه سيقوم بضربها هكذا ولكن الم خدها

لم يقارن بالمها من شك ادهم بها ،، مسحت دموعها

عندما تذكرت كلام ادهم فماذا كان يقصد

بانها خانته مع جاسر ،، بقيت تفكر حتى

غفت مكانها بسبب شدة التعب الذي تعرضت اليه

 

***********************

 

في بيت جد ملاك

 

كانت الحاجة فوزية تنتظر انهاء الحاج حسن مكالمته

مع ادهم ،، الذي اتصل به بشكل مفاجئ

سألته بفضول فور ان وضع الهاتف جانباً

"ها يا حج طمني ،، ملاك كويسة "

 

هز الحاج حسن رأسه بالإيجاب هاتفاً

"اطمني يا حجة ملاك بخير ،، بس

ادهم بيتصل عشان يبلغني انهم

مسافرين فترة ،، عشان لو اتصلنا بيهم

ومحدش رد منقلقش "

 

ابتسمت الحاجة فوزية بسعادة

"ربنا يهنيهم ويسعدهم واشوف عيالهم "

 

*********************

 

عودة لقصر ادهم

 

كانت نسرين تتصل بداليا لتطلعها على

اخر المستجدات هتفت بلهفة

"ايوة يا ست هانم ،، كنت عاوزة اقولك

ان الست ملاك رجعت البيت ،، وادهم بيه

إدى الخدم أجازة مفضلش غيري والست

سعاد ،، وقال انه هياخد الست ملاك

ويسافرو عشان نفسية الست ملاك تتحسن " 

شدت داليا خصلات شعرها بعنف فخطتها

ذهبت ادراج الرياح ،، انبهت لحديث نسرين

التي اكملت

"بس اول ما طلعو فوق ،، سمعنا صوت

الست ملاك بتصرخ "



 

اتسعت ابتسامة داليا بسعادة فكانت تظن انها

خسرت ولكن يبدو انها ربحت الان ،، فأدهم

سيخلي القصر من الخدم حتى لا أحد يرى

ماذا سيفعل بها

هتفت بهدوء

"اسمعي الي اقولهولك ،، عاوزة كل حاجة

بتحصل فالقصر تبقى عندي اول باول

التافهة قبل المهمة انتي فاهمة ولا لأ "

 

قالت نسرين بطاعة

"حاضر يا ست هانم ،، بس متنسيش

حلاوتي " ثم اغلقت الهاتف بوجه

داليا عندما استمعت لصوت اقدام تقترب

من باب الحمام ،، لطمت خدها بعويل فظنت في

بادئ الامر انها كشفت ولكنها زفرت راحة

عندما عرفت انها الحاجة سعاد

 

بعد قرابة الساعتين استيقظت ملاك من نومها

فوجدت نفسها نائمة على الارض انهمرت دموعها

عندما تذكرت ما حدث معها ،، وما فعله الادهم بها

 

انتبهت لصوت الباب الذي يفتح من الخارج

انكمشت على نفسها بخوف ،، فظنت انه ادهم

قد عاد ليضربها مجدداً ولكنها هدأت فور رؤيتها

للحاجة سعاد تدلف وتحمل بيدها صينية

موضوع عليها طعام ،، نهضت ملاك من

جلستها على الارض وجلست على حافة

السرير ،، وضعت السيدة سعاد الطعام على

المنضدة الملاصقة للسرير

"مالك يا بنتي ايه الي حصل بينكم "

 

وضعت ملاك رأسها على صدرها واخذت تنحب

بشدة ،، ربتت السيدة سعاد على ظهرها

بحنان بالغ حتى هدأت

" ادهم يا دادة بيتهمني اني اخدت حبوب

سقطت نفسي وانا والله ما عملت كده ،،

انا اصلاً مكونتش أعرف اني حامل

وكمان بقولي اني خنته ،، وضربني

يا دادة "

قالت الاخيرة بانكسار

هتفت السيدة سعاد بمواساة

"اهدي يا بنتي ،، كل حاجة هتتحل هو لما

يهدى ويفكر بعقل ،، هيعرف غلطه وهيجي لحد

عندك ويعتذرلك "

 

مسحت ملاك دموعها بظهر يدها بسعادة

"بجد يا دادة يعني ادهم ضربني وقال الكلام

ده عشان كان متعصب بس "

 

"ايوة يا بنتي هو اصلاً هيلاقي واحدة

تحبه قدك فين ،، يلا عاوزة طبق الشوربة

ده يخلص انا عملهولك مخصوص "

 

احتضنت ملاك تلك السيدة الحنونة التي

تعوضها عن جدتها

"بس كنت عاوزاكي تجبيلي لبس عشان

اغير هدومي "

 

"حاضر يا بنتي انتي كلي وانا هجيبلك

هدوم من اوضتك "

هزت ملاك رأسها بالايجاب متمنية ان

يتحقق حديث السيدة سعاد ويتراجع ادهم عن

حديثه الذي قاله

 

************************ 

بعد مرور يومين 

كانت ملاك تقف قبالة الشباك تنتظر قدوم ادهم

لها فهي منذ ان جلبها لهذه الغرفة وحديثه معها

وصفعه لها لم تراه اطلاقاً ،، استمعت لصوت الباب

يفتح ،، ظنت في بداية الامر انها السيدة سعاد

جلبت لها الطعام كعادتها ولكن وصلت لانفها

رائحته التي تخفظها عن ظهر قلب ،، التفتت

بلهفة اليه وتطلعت اليه باشتياق فبالرغم من

كل ما فعله معها الا انها ما زالت تعشقه حد

الجنون كانت تود ان تهرع اليه وتعانقه ولكن لن

تفعل هذا حتى يعتذر عما بدر منه ،، تقدم منها

حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى خطوة ،،

نظر اليها هو الاخر بلهفة شديدة كان كل ليلة

يتسحب الى غرفتها ويقبلها بهدوء ثم ينسحب من

المكان كان يفعل هذا حتى يرضي قلبه الثائر

شوقاً اليها ،، تامل تقاسيم وجهها الفاتن الذي

اذابه عشقاً ،، ازاح بنظره عنها عندما شعر انه سيضعف



 

هتف بجمود

"من دلوقتي الوضع هيختلف "

 

تطلعت اليه ملاك بتعجب

"هيختلف ازاي "

 

أولاها ظهره حتى يرى ملامحها التي

تنهكه ضعفاً

"حصليني تحت وانتي تعرفي "

وقبل ان يتحرك خارجاً من الغرفة ،، امسكت

ملاك يده تمنعه من الخروج ،، استدارت

لتقف امامه وهتفت بهدوء وعيناها مسلطة

على عيناه

"ادهم انا معملتش حاجة صدقني ،، انا لما قولت

للدادة اني متأكدة ان مفيش حمل مش عشان

عاوزة انزله لأ ،، عشان مكنتش متوقعة صدقني

وم......... "

قطع حديثها عندما رفع يده امام وجهها

وهتف بغموض

" يعني انتي عاوزة تخلفي مني "

 

هزت ملاك رأسها بالايجاب ،، وقبل ان

تتحدث دفعها ادهم بقوة لتقع على السرير

نظرت ملاك الى ادهم بتعجب من فعلته

ولكنها صدمت عندما وجدته يخلع قميصه

ويرميه ارضاً اقترب منها وجذبها نوحه

بعنف ،، هزت ملاك رأسها برفض تام

لتلك الفكرة وقالت بضعف

"أدهم متعملش كده ،، عشان خاطري

ااااه "

صرخت بها عندما جذبها من خصلات شعرها

بعنف

"وانتي عملتي كده ليه ها ردي عليا

روحتي تبعتي رسايل للوسخ الي

تعرفيه وانا مفرقتش معاكي ،، فكرتي

فمنظري لما كان بقولي بكل بجاحة ان

مراتي بتحبه هو وبتتسلى بيا انا

مفكرتيش فيا ليه وانتي بتقتلي ابني

عشان ميبقاش في رابط بيني وبينك

بس انا هخلف منك وغصب عنك "

 

قال جملتها وانقض عليها يمزق

ملابسها بهمجية ،، كانت ملاك تصرخ بالم

مضاعف فالم جسدها من افعاله بها والم قلبها

من معاملته الدنيئة لها كأنها فتاة ليل عاهرة

وليست زوجته

 

انكمشت ملاك على نفسها بعد ان ابتعد عنها لاول

مرة يقترب منها بالاجبار ولم يكتفي بمرة واحدة

بل اخذها عدة مرات متتالية ،،

جذبت الغطاء تغطي به جسدها الذي تصبغ باللون البنفسجي بسبب همجيته وعنفه معها ،، كانت

تنحب بشدة على ما آلت اليه علاقتهم في

هذين الومين ،،

"ايه هفضلي قاعدة كده في السرير

لحد امتى ،، إلا بقى لو عاوزة كمان مرة "

هتف بها ادهم باستهزاء مغلف بجمود



 

نهضت ملاك بفزع تحاول لملمة الغطاء على نفسها

وكانت ستتجه للغرفة المجاورة لجلب ملابس لها

فملابسها مزقها هو منذ قليل ،، ولكن امسكها

ادهم من ذراعها دافعاً بها للخلف ،، ثم اخرج من

الخزانة طقم ملابس يشبه طقم ملابس الخدم

القاه فوجهها ثم جلس على السرير يدخن بشراهة

 

نظرت ملاك للملابس بتعجب كبير فماذا ستفعل

بهذه الملابس

 





















هتف ادهم بغلظة

"انتي من دلوقتي خدامة البيت ده محدش

هيشتغل هنا غيرك ،، يعني هتنضفي وتطبخي

وتغسلي وتعملي كل حاجة .....

ثم اكمل بنبرة مهينة لها

"ولما اعوزك الاقيكي في السرير "

 

ادمعت عيناها بصدمة ،، لا تصدق ما تسمعه

وكأن عقلها لا يستوعب ما يقوله ،، افاقت على

نفسها عندما وجدته يقف امامها مباشرة

هاتفاً بحدة

"ودلوقتي حضريلي الحمام "

 

هزت ملاك رأسها بأسى ،، امسكت بالغطاء الملفوف

حول جسدها جيداً حتى لا يقع امامه ،، دلفت

للحمام وابدلت ملابسها وجهزت له الحمام كما

يحب ،، كانت دموعها لا تتوقف وكأنها لا تستطيع

التحكم بها ،، خرجت فوجدت الغرفة خالية

سوى من رائحته التي تملئ المكان ،، مسحت

دموعها وحدثت نفسها بدعم

"اجمدي يا ملاك متبقيش ضعيفة ،، خليه

يعمل الي هو عاوزه ،، اكيد هيجي يوم

ويندم على كل ده لما بعرف اني معملتش

حاجة "

 

لملمت شعرها على شكل كعكة منمقة كما

تفعل الخادمات في هذا القصر ،، ثم رتبت

الغرفة ونزلت للاسفل ،، وجدته يقف قبالة

الدرج ينتظر نزولها ،، وبجانبه السيدة

سعاد والخدامة نسرين

تحدث ادهم بغلظة



"زي ما قولت كل شغل البيت ملاك الي

هتشتغله ،، وانتو هتكونو موجدين عشان

لو حصل اي حاجة بس ،، مفهوم "

 

هزت السيدة سعاد رأسها بحزن على تلك المسكينة

اما نسرين فهزت رأسها بشماتة ،،

وجه كلامه لملاك الواقفة بشرود

 

"وانتي عاوزك تعملي اكل يكفي بتاع 30 شخص

عندي عزومة ،، وعاوز كل انواع الاكل يعني

سمك ومكرونة وفراخ ولحمة وكل حاجة

مش عاوز حد يشتهي حاجة وتكون مش موجودة

وعاوز كل انواع السلطات والعصائر

وكمان عاوز حلويات بكل انواعها ،،

وعلى الله اعرف ان فيه حد فكر انه يساعدك

هيكون حسابه معايا عسير "

قال جملته الاخيرة وهو يرمق السيدة سعاد

ونسرين بنظرات تحذيرية مخيفة

 

اتجهت ملاك للمطبخ لتبدأ بتحضير الاصناف

المطلوبة منها ارتدت المريلة الخاصة بالمطبخ

وانغمست في العمل بسرعة فليس لديها وقت

كافي

كان ادهم في مكتبه الموجود في القصر

يتابع عمله فهو اخبر الجميع انه سافر مع

ملاك لتتحسن نفسيتها ،، زفر بضيق

عندما كانت صورة ملاك وجه ملاك الباكي

تظهر امامه



"ايه مش عارف اركز ليه ،، انا مغلطتش معاها

فحاجة هي الي راحت تبعت رسايل وسخة

للواطي الي اسمه جاسر ،، وقتلت ابني

قبل حتى معرف فوجوده انا كل الي عملته

والي لسا هعمله ميجيش نقطة فبحر الي

حاسه ،، انا جوايا نار قايدة "



 

اخذ نفساً طويلاً واخرجه ببطء محاولاً

تنظيم عقله المشتت ،، امسك هاتفه ليجري

اتصالاً باحد ولكن قلبه وعقله خاناه قبل

اصابعه التي ضغطت على الكاميرا

ليشاهدها وهي تعمل بتعب ،، رآها وهي تهرع

بين الموقد وبين الفرن كانت تحرك هذا الطعام

وتقلب الاخر ،، اغمض عيناه بحزن على حالها

وبغضب من نفسه فكيف جعلها ان تفعل هذا

ولكنه تذكر فعلتها ،، وقبل ان يغلق الهاتف

وجدها تمسك يدها بالم ،، القى الهاتف واسرع

باتجاه المطبخ ،، وجدها تضع يدها تحت الماء

الباردة ،، امسك يدها بلطف ثم هتف بحدة

عندما رأى عمق الحرق

" ايه الي عمل فإيدك كده "

 

اجابته بخفوت

"مفيش حاجة،،دي حاجة بسيطة دلوقتي

هحط مرهم هتبقى اكويسة "

 

"انا سألت ايه الي عمل كده يا ريت

تجاوبي على قد السؤال "

 

رمشت ملاك عدة مرات لتمنع دموعها من

النزول

"من الزيت السخن ادلق على ايدي "

 

ترك ادهم يدها وخرج ،، نظرت ملاك لاثره

نهرت نفسها بشدة على تفكريها

"ايه فكراه حن وندم وعاوز يطمن عليكي

ده اكيد دخل المطبخ عشان يشوف وصلت

لحد فين فالشغل ....."

قطع تفكريها عندما وجدت ادهم يدلف للمطبخ

يحمل بيده صندوق الاسعافات الأولية

جذبها لتجلس على الكرسي ،، دهن لها

مكان الحرق ثم لف عليه الشاش الطبي

كان يود ان يقبل يدها ،، ولكنه خرج مسرعاً

مسحت ملاك دموعها ،، ثم عادت لتكمل

ما كانت تفعله

 

***********************

 

في فيلا داليا

تطلعت فريدة بتعجب لسعادة داليا

فكانت تلتهم الحلوى بشراهة غير

معتادة عليها

سألتها فريدة بفضول شديد

"ايه الي مخليكي طايرة من الفرحة

كده قوليلي عشان افرح معاكي "

 

هتفت داليا بسعادة غامرة

"اصله حصل اكتر من الي كنت متخيلاه

ادهم مخلي ملاك خدامة فالبيت ،، لأ وكمان

مخليها تلبس لبس الخدم "

 

قالت فريدة بتعجب

"انتي متأكدة ،، مين قالك الكلام ده "

 

"الخدامة قالتلي من شوية وقالتلي كمان انه

مانع اي حد يساعدها فشغل البيت ،، ومش بس

كده قالتلي انها سمعت صوت ملاك بتصرخ

بس ما تعرفش ايه الي حصل مش متخيلة

انا مبسوطة ازاي خلاص فاضل تكة

وكل حاجة بينهم تنتهي " 

***********************



 

عودة لقصر ادهم

انهت ملاك اعداد الطعام الذي طلب منها

ووضعته بشكل مرتب على طاولة السفرة

الكبيرة الخاصة بالضيوف ،، عادت لترتب

المطبخ بعد الفوضى التي حصلت به بسبب

كثرة الطهي وكثرة الاواني المتسخة المتكدسة

 

بعد قرابة الساعتين انتهت ملاك من التنظيف

جلست على الكرسي بتعب ،، مدت يديها

لتدلك ساقيها الذي تشنجا بسبب الوقوف

لفترة طويلة كانت تشعر بالجوع الشديد

ولكنها فضلت الذهاب للنوم فكل ما تحتاجه

الان هو الراحة ،، وقفت بتعب واضح متجهة

للاعلى ،، لكنها توقفت على صوت ادهم

"رايحة فين "

 

"طالعة الاوضة تعبانة وعاوزة انام "

 

ضحك ادهم بسخرية

"هو انتي صدقتي انك ست البيت ده بجد

انتي هنا خدامة ،، واوضتك هي اوضة

الخدم "

 

صدمت ملاك من كلامه لكنها لم تعقب

استدارت لتتجه لغرفة الخدم لكنه اوقفها

بصوت امر

"استني ،،لمي الاكل الي جوى ده وارميه

فالزبالة "

 

هتفت بصدمة

"طيب والضيوف "

 

قهقه ادهم بخفة

"هو انتي متعرفيش انه مفيش عزومة

وانتي عملتي الاكل ده على الفاضي "

 

جحظت ملاك عيناها وفغرت فمها فهل

جعلها تطهو اصناف الطعام الكثيرة

التي انهكتها بشدة ،، ليرميها فالقمامة

 

هتفت بصدمة

" يعني انتا خلتني اعمل الاكل ده كله

عشان ارميه فالزباله "

 

هز ادهم رأسه بالإيجاب

قبل ان يمر بجانبها رامقها بنظرات

مستحقرة

 

دلفت ملاك غرفة احد الخدم

فكانت عبارة عن غرفة صغيرة ،، يوجد

بها سرير متوسط الحجم وخزانة صغيرة

وحمام صغير ملتحق بها ،، اخذت ملاك حمام

دافئ يزيل عنها التعب الذي تشعر به

خرجت وهي تلف منشفة حول جسدها

النحيل ،، 




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close