اخر الروايات

رواية اهابه اخافك ليثي الفصل السابع عشر17 بقلم ايمي عمر

رواية اهابه اخافك ليثي الفصل السابع عشر17 بقلم ايمي عمر



مرت الأيام بطيئة وجاء معاد تسليم الشحنة، ذلك اليوم الذي ينتظره الجميع ، وقد أضحت حالة ديمة مزرية،لم يستطع سليم مساعدتها حتي أنها كانت تطلب تلك السموم بنفسها وإذا لم تأخذ جرعتها تتلوي من الآلآم التي لا تُحتمل ، وقد علمت رسيل أن سليم من ضمن تلك العصابة وكلما يدلف إليها تحرقه بنظراتها وترفض أن تتحدث إليه وهذا ما جعله يكره نفسه كثيرا ولكن أقنع نفسه أن خطفهما هو مجرد تهديد حتي سمع ما جعله يقسم أن يخرجهما من ذلك المخزن بشتي الطرق حتي لو فقد حياته، فتلك المكالمة بينه وبين طاعون أفقدته صوابه
"فلاش باك"
-طاعون هما البنات دي هتفضل هنا لحد أمتي؟!
=يا برنس أنت هتحرسهم لحد ما معاد الشحنة يجي وبعد كدا الباقي عند الرجالة..
-قصدك إيه بالباقي عند الرجالة ؟!! أنتوا ناوين علي إيه يا طاعون!!! مش هترجعهم لأهلهم؟!!!
=يا عم أحنا ملناش دعوة وبعدين في واحدة فيهم موتها أتكتب خلاص دي شافت الكبير ولو خرجت سليمة يبقي هتوقع الكل والكبير أمر بقتلها بعد الشحنة ما تتسلم بأمان بس طبعا بعد الرجالة اللي هيموتوا عليهم دول ما يعملوا معهم الصح ويخدوا اللي هما عايزينه أصل بيقولوا البنات إيه حاجة كدا محصلتش.. والله نفسي أجي بس أعمل إيه البوليس مراقبني..
كان يضغط علي الهاتف بغضبٍ كلما يتفوه ذلك البخيس بتلك الكلمات ولكنه أظهر عكس ذلك حتي لا يشك به أحدًا..
-ماشي يا طاعون .. سلام..
وأغلق الهاتف وهو يلعن معرفته بذلك الوغد وتلك السكك المشبوهة التي تؤدي الي طريق العدم وموت الروح..
"باك"
مشي بخطآ مرتبك الي الغرفة التي بها رسيل وهو يتلفت حوله ثم دلف اليها لتتطلع إليه بالنظرات الذي تعود عليها منها جثي علي ركبتيه وكفف وجهها وقال بحنان:
-متخافيش أنا ههربك النهاردة..
تجدد الأمل لديها وقالت بلهفة:
-بجد يا سليم.. والله أنا كنت عارفة أنك كويس وأنك مش وحش..
كتم فمها وهو يقول بتحذير:
-أشششش وطي صوت حد يسمعنا..
أماءت له وهي تطالعه بتلك العينان التي أسرت قلبه ليتوقف الزمن للحظات وتتحدث العيون وتتناغم الدقات التي أعلنت عشقها ولكن قطع تلك اللحظة دلوف أحد الحرس الذي قال بمكر عندما وجد سليم قريبًا من رسيل:
- اللي يأكل لواحده يزور يا برنس.. أنا بعديك أتفقنا..
ود لو قطعه لأربابٍ و رامه الي الكلاب ولكنه صمت حتي لا يشك ذلك الحارس في شىء ويفشل في تهريب الفتاتان.. أبتسم بغيظ مكتوم وقال بتحذير :
-الكبير قال محدش يقرب منهم وإلا هيرمي جثته للكلاب.. ولو أنت مستغني عن عمرك أنت حر
إبتلع الحارس ريقه برعب و رد قائلا:
-لا وعلي إيه يا عم ما الحريم علي قفا من يشيل.. قال جملته وخرج تاركً الغرفة لهما..
بكت رسيل وهي تقول بتقزز:
-هو الحيوان ده بيقول إيه.. أنا عايزة أمشي من هنا..
بكاءها جعل قلبه يرتجف فقال وهو يربت علي كتفها:
-أرجوك بلاش عياط ووعد مني هرجعك النهاردة..
أستشعرت صدق حديثه وكفت عن البكاء.. ليسترسل هو بتساؤل:
-في بنت تانية موجودة هنا أنا معرفش تعرفيها ولا لا بس كان ممنوع أنكم تتقابلوا.. البنت دي كمان حالتها صعبة والكلاب خلوها تدمن وأنا عايز أساعدها بس صعب أطلعكم أنتوا الاتنين لآن الحراسة برا كتير جدا..
قطعت حديثه وهي تسأل بلهفة:
-أسمها إيه البنت دي؟!
=أسمها ديمة
شهقت ورفعت يدها علي فمها بصدمة وهي تقول بذهول:
-ديمة!!!!!
سليم:
-أيوا أنتِ تعريفها؟!
ردت والدموع تنساب علي وجنتيها:
-أيوا طبعا أعرفها جدا.. ثم أسترسلت برجاء:
-لو سمحت عايزة أشوفها وديني عندها..
قام بفك تلك الحبال التي تكبل يديها وساعدها علي النهوض وهو يقول :
-خليكِ ورايا.. أنصاعت لكلامه وخطي هو وهي تسير خلفه وتتشبث بثيابه بخطآ مدروس ليفتح هو الباب ويري هؤلاء الأشخاص يلتفون حاول طاولة مستديرة ويلهون بلعب القمار ويشربون ما حرمه الله من أشياء تجعل الانسان يغيب عن الوعي.. تكلم بهمس موجه حديث لها:
-هي في الأوضة دي أمشي بسرعة وأنا هراقبهم وبعد كدا هجي وراكِ..مشت بخطآ سريع يشبه الركض حتي وصلت وفتحت الباب ودخلت في حين ذهب خلفها ودلف هو الآخر الي الداخل ..
ركضت رسيل الي ديمة وهي تقول بشفقة وحزنٍ علي هيئتها الهزيلة والمتعبة:
-ديمة!!!! إنتِ كويسة يا حبيبتي؟!!
أقترب سليم وفك تكبيلها وحثتها رسيل علي الأعتدال لترتمي ديمة في أحضان رسيل وتبكي بحزن مضني يخرج من ثنايا قلبها ويقطع نياطه..
-خلاص يا ديمة بلاش تعيطي سليم هيساعدنا أن أحنا نرجع البيت.. قالتها رسيل وهي تكفف وجه ديمة بين يديها..
ردت ديمة بوهن وضعف:
-عايزة ليث..خلي يوديني لليث..
أماءت لها رسيل بدموع وهي تبتسم :
-هودينا هو وعدني بكدا.. ثم وجهت نظرها إليه وهي تقول:
-مش كدا يا سليم..
أماء لها ولكن أستطرد بتلعثم:
-بس صعب نخرج أحنا التلاتة خصوصا أن ديمة تعبانة ورجليها مش شايلها..
هبت واقفة وقالت بحدة:
-لا وأنا أستحالة أخرج من هنا من غيرها يا سليم.. ثم أسترسلت برجاء:
-الله يخليك يا سليم أتصرف..
كانت تنظر لهما وهما يتحدثان لا تقوي حتي علي المجادلة لتقول بصوت ضعيف:
-أخرجي أنتِ يا رسيل .. أنقذي نفسك..
جثت علي ركبيتها وهي تقول بأصرار:
-لا يا ديمة مش هسيبك يا نخرج سوا يا نفضل سوا..
رافعت ديمة رأسها تنظر الي سليم وهي تقول:
-ممكن أتصل من تليفونك ..
أماء لها وكاد أن يخرج هاتفه ولكنه سمع خطوات تقترب من الغرفة أقترب من ديمة وأعاد تكبيلها بإهمال وهو يقول بخفوت:
-في حد جاي أحنا لازم أن ورسيل نستخبي وحاولي ما تلفتيش نظره لينا .. أماءت له في حين أمسك هو يد رسيل وهو يتلفت ويبعث عن مكان لكي يختبئان فيه ليجد زاوية ضيقة لا تتسع إلا لشخص واحد .. جذبها وأنحشرا هما الاثنان في تلك الزاوية لتصبح قريبة جدا منه ولا يفصل بينهما شىء لتقول بخفوت:
-يعني مش لاقي غير المكان ده ونستخبي فيه..
كان يتمعن في ملامح وجهها القريب منه ليقول بمكر:
-ماله المكان مهو زي الفل أهو..دا أنا عايز أشكر الواد اللي هيدخل ده..
أستطردت بإستنكار وخجل:
-ياسلام وتشكره ليه بقي..
سحب رأسها وأسندها علي صدره لتسمع هي خفقان قلبه الذي تزلزل من أقتربها وهو يقول بخفوت:
-أششششش بس علشان ميسمعناش ..
أستكنت علي صدره تشعر بذلك الدفء المريح وأقترب هو من خصلات شعرها لينعم برائحته وينعم بذلك الاحساس الذي أعاد روحه الذي كانت أوشكت علي أن تصير حطامً..
دخل ذلك الشخص في حين تمرد جسد ديمة يطالب بتلك الجرعة التي اعتادت عليها .. دنا منها وملس علي جسدها بشهوة وكأنه يستعريه في حين أنكمشت هي علي نفسها تشعر بالأشمئزاز من تلك اللمسات التي أقتحمت سجيتها بدون وجه حق..
-إيه يا حلوة مالك كدا متخشبة ما تطوعني وأنا هريحك وهديكِ الجرعة..قالها ذلك الحارس وهو يتحرش بيده علي جسد ديمة التي تترجاه أن يعطيها تلك الجرعة..
كادت رسيل أن تجن وهي تري ذلك البخيس وهو يقترب من ديمة ويحاول أن يؤذيها حتي كادت أن تطلق شهقة ولكن حجبها سليم وهو يضع كفه علي ثغرها ويحذرها بعيناه..
ديمة برجاء ودموع:
-هات البودرة .. مش قادرة أستحمل الوجع ده دماغي هتتفرتك..
الحارس بخبث:
-طاوعيني وأنا أديكِ.. مد يده يفتح أزرار بلوزتها وهو يقول :
أنتِ تريحيني وأنا أريحك إيه رأيك.. وأخذ يُقبلها عنوة وهي تبتعد برأسها وتبكي بذعر وخوف..
طفح الكيل وتدفقت الدماء في جسد سليم ليصل الي ذروة غضبه وخرج من تلك الزاوية وأقترب من الحارس وأطرحه أرضًا بعد أن كيل له من الضربات ما يجعله يفقد وعيه لمدة ساعات وسحبه من قدميه وهو يأمر رسيل ويقول:
-إدي التليفون لديمة وهاتي الحبل بسرعة..
تحركت رسيل بسرعة ولكن واقفت بصدمة وهي تشاهد ديمة تستنشق تلك المادة البيضاء وتغمض عينها بتعب أقتربت منها ونطرت تلك المادة بعيدًا وأحتضنتها بحزن..
أستطرد سليم بأمر:
-يلا يا رسيل هاتِ الحبل بسرعة..
أماءت له.. ثم أردفت وهي تنظر لديمة:
-ديمة أتصلي بليث بسرعة..
أماءت لها ديمة وألتقطت الهاتف وضغطت أزراه..
في حين كبل سليم ذلك الشخص وخبئه بين تلك الخردة القديمة..
في وزارة الداخلية وبالتحديد في مكتب وحوش الصحراء كانت أقداح القهوة مرصصة في كل مكان ف منذو ذلك اليوم وهما قاطعوا شيئًا يسمي النوم الجميع يعمل بدون كلل أو ملل دلف العسكري الي الداخل وأدي التحية ثم أستطرد:
-تم القبض علي طاعون زي ما حضرتك أمرت يا ليث باشا..
التمعت عين ليث بالأنتقام وهب واقفًا وهو يقول بنبرة مرعبة:
-هو فين؟
العسكري:في زنزانة الترحيب زي ما حضرتك أمرت..
ليث بشرود مخيف:
-ماشي .. حضر لي التلاجة وبعد ما أخلص معاه عايزك تأخده عليها..
تبادل آدم وقصي وفهد النظرات و روادهم القلق خوفً أن يرتكب ليث جريمة تجعله يخضع الي المسألة القانونية فذلك المكان المسمي بالثلاجة هو عبارة عن فريز كبير درجة حرارته منخفضة جدا تصل الي تحت الصفر وذلك نوع من أنواع التعذيب البدني لينزع المتهم ملابسه ويدخل الي الغرفة المسماه بالثلاجة حتي يشعره أنه أقترب من الموت وذلك يحثه علي الاعتراف بجريمته حتي لو لم يرتكبها..
مشي بخطآ غاضب الي الردهة المظلمة إلا من ضوء خافت ينير بكآبة الي تلك الزنزانة التي يقبع بها طاعون، دفش الباب بقدمه ليقف الآخر بهلع ، خلع ليث ساعته بهدوء مرعب وفك أزرار قميصه ونزعه وألقاه فأضحي بتشريت أسود اللون يبرز عضلات جسده القوية ليقول بصوت كالموت:
-أنا وأنت مش هنخرج من الأوضة دي غير لما تقولي مكان البنات فين..
أستطرد طاعون ببرود من تأثير ما يتعاطاه من مخدر يجعله لا يشعر بالآلآم ولا بالخوف:
-لو فضلت تضرب فيا من هنا لبكرا مش هقول حاجة
=خلينا نشوف يا روح أمك .. وأقترب منه ليث وأخذ يكيل له الضربات المبرحة التي جعلته يتصبب الدماء من كل مكان.. أنقذه من غضب ليث ذلك الرنين الذي صدع من هاتف ليث..توقف ليث وأخرج هاتفه ورد وهو يلهث:
-ألو
ديمة بصوت ضعيف:
-ليث
رد بلهفة :
-ديمة حبيبتي .. أنت كويسة يا عمري..
هزت رأسها بالنفي وهي تبكي وكأنه يراها وقالت بوهن وهذيان:
-ليث تعالي خدني.. أنا تعبانة أوي.. الحيوان.. حاول يلم... وقطعت حديثها وهي تتهدج من البكاء..
فهم مقصدها وكيف لا وهي روحه ليقول بغضب وهو يخبط علي باب الزنزانة بعصبية وأستنكار :
-عملوا فيكِ إيه ولاد ال...... .. قالها وهو يشاور للعسكري بغلق الباب وذهب بخطآ سريع الي مكتب الوحوش الذين يرقبون هاتف ليث ويحاولوا تحديد مكان ديمة..
-ديمة أنت بتتصلي منين؟!!و ده تليفون مين؟! قالها بعد أن دخل وهو يشاور للوحوش الذين كانوا يعملوا علي تحديد موقع الهاتف..
=ده تليفون واحد أسمه سليم هو اللي ساعدنا أنا ورسيل..
-يعني رسيل معاكِ في نفس المكان ..
=أيوا يا ليث .. خد سليم هيقولك المكان فين بالظبط..
التقط سليم الهاتف من ديمة وتحدث قائلا:
-أيوا يا فندم..معاك سليم علي السباعي.. أنا بحاول أهرب البنات بس خايف حد يشوفنا من الحرس اللي برا والبنات تتصاب أو يجرلهم حاجة
ليث بتروي:
-كل اللي عليك تقولي مكان المخزن فين بالظبط وأنا هكون عندكم في أقل من ساعة..
سليم:
-المحزن علي الطريق الصحراوية في المكان ........ وأملا عليه العنوان..
أستطرد ليث بوجه أعتلاه الأمل:
-أهم حاجة متخليش حد يشك في حاجة ولا يقرب علي البنات..
=أمرك يا باشا.. وعلي حين غرة دلف أربعة من الحرس ليخبئ سليم الهاتف وهو مازال مفتوحا في جيب بنطاله..
أحد الحرس بشك:
-أنت بتعمل إيه يا سليم.. وفين شكري..
أرتجفا الفتاتان في حين لمح إحدي الحرس قدم ذلك الشخص الذي أفقده سليم وعيه..
-أهو شكري أهو.. أقتربوا منه ليجدوه مضروب و مكبل.. في حين جذب سليم الفتاتان ليحتموا بظهره..
أخرج واحد من الحرس سلاحه وصوبه بإتجاه سليم وهو يقول:
-أنت خاين يا سليم و عايز تهرب المزز مش كدا..
أما علي الجهة الأخر كان يستمع اليهم من الهاتف الذي مازال مفتوحا وقد خفق قلبه رعبا علي صغيرته..
أستعدوا جميعا ليقول ليث بأمر:
-فهد أنت هتجي معايا.. ثم أسترسل وهو ينظر الي آدم وقصي:
-وأنتوا هتأخدوا قوة وتطلعوا علي مكان تسليم الشحنة.. أماء له الجميع وركض هو و وراءه فهد الذي أمر بعض من أفراد القوات الخاصة بأن يجهزون لتلك المدهمة التي يتوقف عليها مصير الجميع..
في المخزن حاول حارس ان يقترب من رسيل ليطرحه سليم أرضا وهو يقول بشجاعة:
-محدش يقرب منهما وإلا مش هيحصل خير.. وأخذ يكيل لما تطوله يديه ضربا مبرحة بقوة وشجاعة تحت صرخات الفتاتان ليطلق ذلك الحارس رصاصة تخرج وتعرف مكانها لتستقر في صدر سليم، لتصرخ رسيل وهي تري جسده يهوي علي الأرض والدماء تنساب بسرعة فائقة..
جثت علي ركبتيه بهلع وكتمت الدماء بيدها وهي تقول:
-أنا السبب .. أوعي تموت الله يخليك.. أنت لازم تعيش يا سليم..
ضحك بوهن وقال بوجهه يعتلي التآلم:
-لو هتتجوزني ماشي..غير كدا لا..
هزت رأسها بالأيجاب وهي تجاريه في الحديث:
-ماشي بس خليك معايا .. ثم نظرت إلي الحارس وقالت بغضب:
-أطلب الاسعاف بسرعة ..
تجاهل الحارس حديثها وأمر الجميع بالخروج وأغلق الباب عليهم من الخارج..
ديمة بذعر:
-أكيد هيقتلونا كلنا يا رسيل ...
رسيل بدموع:
-سليم خليك فايق معايا .. ثم أسترسلت وهي تحدث ديمة:
-ديمة شوفي أي حاجة نكتم بيها النزيف ده..
واقفت ديمة تبحث عن شيء حتي وجدتت قطعت قماش كبيرة ألتقطتها وأعطتها إياها لتقوم الآخر بعمل إسعافات أولية
بعد مدة وصلوا أمام المخزن ودخلوا بعد اشتباكات بين أفراد العصابة وأفرد القوات الخاصة الذين كان يصوبون علي أقدامها ..
دخل يبحث في كل مكان وكلما يقابله أحدٍ من أفراد العصابة يطرحه أرضً وخلفه فهد، فكانا كالأعصار الذي يلتهم كل ما يقابله، حتي وصل الي الغرفة التي يوجد بها ديمة ورسيل وسليم..
دفش الباب وهو يصوب سلاحه ودخل بتراقب ليقع نظره علي خليلة قلبه الذي أصبح جسدها هزيلاً و وجهها شاحب ومتعب..
عندما شاهدته ركضت بتخبط حتي أستقرت بين أحضانه ليحتويها ويستنشق رائحة شعرها وهو يطبع قبلات مشتاقة علي رأسها وهي تبكي وتقول بصوت مخنوق ومتعب:
-كنت عارفة أنك مش هتسبني .. كنت عارفة أنك جاي يا حبيبي..
أستطرد بخفوت عند أذنها:
-خلاص يا حبيبتي كله عدي وإنتهي مش هسمح لحد تاني يآذيك يا عمري
رسيل بصوت متهدج:
-فهد ساعدني ننقل سليم للمستشفي
أقترب فهد وتحسس عرق النبض الخاص بسليم ليتأكد من عدم وفاته.. في حين أقترب ليث وهو يحتضن ديمة وكأنه يخاف أن تتضيع من بين يده من جديد..
أستطرد قائلا:
-عايش يا فهد؟!
رد فهد وتابعته رسيل :
-أيوا يا ليث عايش
-بس لو سبناه هيموت .. قالتها رسيل ببكاء..
ديمة برجاء:
-وحياتي يا ليث تنقذه ده هو اللي أنقذني من الحيوان اللي كان عايز.... وقطعت حديثها..
أنتفخت أوداجه وأجتاحه الغضب من تخيله أن أحدً قد أقترب من صغيرته..
ليقول بأمر:
-فهد خلي الرجالة ينقلوه علي العربية عشان نوديه المستشفى..أماء له فهد في حين نظر ليث لديمة وقال بغضب مكتوم:
-تعالي ورايني الحيوان اللي قرب منك.. ثم سحبها وخرج حتي استقروا أما أفراد القوات الخاصة الذين قد سيطروا علي الوضع وقبضوا علي كل أفراد العصابة
-مين في دول.. قالها ليث وهو يحثها علي التذكر..
بحثت بين الحرس بعينها المجهدة حتي أستقر نظرها علي ذلك المدعو شكري .. فهم ليث أنه هو من أعتدي علي صغيرته فأقترب بغضبً مرعب وجذبه من ثيابه وعلي حين غرة أسقطه أرضا بعد أن ضربه بقوة ألمته ليصرخ بألم في حين أخرج ليث سلاحه وصوبه عليه ف ترجاه أن يتوقف ولكن ليث أطلق أربع رصاصات وجثي وأقترب من وجهه وأمسكه من شعره وقال وهي يجز علي أسنانه:
-عارفة أنا ضربت علي رجلك وإيدك بس ليه ؛ لآن عذابك من دلوقتي هيكون علي إيدي يا كلب..ثم بصق عليه وقال بأمر خدوه علي المستشفى..
بعد مدة أمام غرفة العمليات في المشفي الخاصة بحياة ومهاب واقف ليث وبأحضانه ديمة، وفهد ورسيل التي أصرت علي البقاء لتطمئن عليه، وصلت عائلة علي السباعي وهم يبكون بخوف وذعر علي سليم، في حين واصلوا عائلة مصعب الألفي وعائلة رائد وعائلة معتز وأخيرا عائلة فياض.. ليقفوا الجميع لوهلة وينظرون الي علي السباعي بتعجب و يتساءلون ما الذي أتي بيه إلي هنا..تجاهل "علي " نظراتهم وركض وهو يتساءل بخوف:
-إبني جراله إيه
رسيل بدموع:
-أتصاب برصاصة في صدره.. حضرتك باباه يا عمو؟!
-أيوا يا بنتي هو حالته إيه طمنيني؟
رسيل:
-لسه مش عارفين يا عمو هو الدكتور معاه جوا ..
بكت ريما وسجي بحرقة في حين ركضت حياة وفياض علي رسيل يحتضنا إياها وركضت ماسة ولورا علي ديمة التي أرتمت بين أحضانهما وأخذت تبكي..
-هو علي السباعي إيه علاقته بالموضوع ده يا ليث؟!!!.. سألها مصعب بعد أن سحب ليث في ركن بعيد..
-إبنه سليم هو اللي أنقذ البنات يا بابا ولولاه مكناش عرفنا نوصلهم وكمان أنقذ ديمة من واحد إبن....... كان عايزه...... صمت بغيظ ليفهم مصعب مقصده ويقول بغضب:
-ولاد ال......
جاء مهاب من بعيد ليري ذلك التجمع مشي بخطآ سريع وهو يشعر بالقلق فهو لم يعلم بما حدث ولكنه توقف وهو يري سجي التي تبكي بحرقة وكأن المكان فارغ من حولهما لتركض هي بدون واعي وترتمي في أحضانه ليحتويها بين ذراعيه تحت أنظار الجميع الذين أعتلت وجوههم الدهشة والذهول فأقترب "علي" ومصعب وفرقا بينهما ليقول "علي"بحنقٍ:
-إيه اللي بتعمليه ده يا سجي أنتِ أتجننتِ؟!
فاقت من حالة اللا واعي وتتطلعت الي مهاب وكأنها تقول:
-أنقذني..
في حين قال مصعب بغضب:
-أنت أتجننت يا مهاب إزاي بتحضنها كدا..
رد مهاب بشجاعة:
-لا يا بابا متجننتش .. سجي مراتي علي سنة الله ورسوله..
أتسعت أعين الجميع وتعالت الهمهات في حين سمعوا صوت صفعة قوية من "علي" لتنزل علي وجه سجي ليسحبها مهاب وراء ظهره وهو يقول بتحذير:
-مسمحلكش تمد بيدك علي مراتي..
دخل آدم وهو يسند قصي الذي أُصيب بطلق ناري في كتفه لتركض حياة بذعر وهي تقول بتهدج:
-في إيه.. إيه الدم ده يا قصي..
في حين صرخت لورا بذعر وأخذت تنوح وتبكي:
-ياااااالهوي!!! ... قصي مالك مين اللي عمل فيك كدا!!.. هتموت ولا إيه..
أتسعت عيناه ورفع حاجبيه بطريقة مضحكة وقال:
-يخربت يا شيخة .. أنتِ بتفولي عليا يا بت.. ما أنا واقف قصدك أهو ..
لورا ببكاء:
-لا أنت بتضحك عليا .. أكيد هتموت
رفع كفه يتحسس جيبنه بذعر :
-يالهوي هو أنا حالتي صعبة كدا
آدم بغيظ:
-يا عم أنت هتصدق دي جرح سطحي..هتستموت فيها...
حياة بقلق:
-تعالي يا حبيبي .. ثم أخذته الي أحد الغرف وخلفها لورا التي مازالت تبكي وتنوح وهي تقول:
-طنط حياة هو هيموت؟!
-لا يا حبيبتي متقوليش كدا .. ده جرحه سطحي ..
قصي بغيظ:
-أقولك حاجة يا لورا هاتي صبارة وأدفنيني أحسن..
خبطته في كتفه المجروح وهي تقول:
-تصدق أنا غلطانة أني خايفة عليك
قصي بتآلم:
-آآآآآه يخربتك يا شيخة ده أنت عاملة زي الدب اللي قتل صاحبه.. ماما خرجي البت دي برا..
جلست علي المقعد بعند وهي تقول:
-مش خارجة وعلي قلبك يا قصي .. عايزني أخرج عشان تبصبص للممرضين مش كدا..
هز رأسه بقلة حيلة ثم قال بمكر وهو يغمز :
-طب مفيش حضن كدا يمكن أخف
حياة بجدية:
-ولد إيه اللي بتقوله ده .. ثم رمقتهما بشك وأسترسلت :
-أنتوا في بينكم حاجة؟!
أخفضت لورا رأسها بخجل وإحمرت وجنتيها..
ليقول قصي بمزاح:
-أوعي تقولي يا لورا أنك بتتكسفِ!!!
رمقته بتوعد ليقول هو بضحك:
-لا ده أنتِ بتتكسفِ فعلا..
لورا بغيظ:
-ما تبطل برود بقي يا قصي الله..
وأخذا يتجدلان لتقول حياة بفقدان صبر:
-بااااااااس أنتوا الأتنين و جاوبوني علي سؤالي..
قصي بمزاج:
-أيوا يا ماما للاسف قلبي دق للهبلة دي وعايزة أتجوزها ..
=بس متقولش هبلة..قالتها لورا بغيظ
تهلهل وجه حياة بالفرح فكم تمنت أن يوافق قصي علي طلب يد لورا لتقول بسعادة:
-والله لولا الظروف كنت زغرط..
خرج الطبيب من غرفة العمليات ليقترب علي وريما بلهفة:
-خير يا دكتور.. إبني كويس
أماء الطبيب وهو يقول:
-الحمد لله أحنا سيطرنا علي النزيف وإبنك جسمه أوي وعدي مرحلة الخطر..
تنفس الجميع الصعداء وجلست رسيل علي المقعد وهي تحمد الله علي سلامة من سلب قلبها دون إرادة منها..
أقترب فهد من شذا وهو يقول بخفوت:
-معاد فرحنا أمتي بقي.. أنا وفيت بوعدي ناقص أنتِ..
إبتسمت بخجل وهي تقول :
-ده اللي يحدده بابا مش أنا..
رد بلهفة:
-يعني أنتِ موافقة؟!!
أحمرت وجنتيها وتركته وذهبت
فهد بسعادة:
-السكوت علامة الرضا.. يا بركة دعاكِ يا أروچتي..
أستطرد ليث موجه حديث لقصي:
-هرب إبن اللي.... بس زمانه جاله جلطة دي الشحنة بملايين الدولارات
آدم بتساءل:
-هما البنات محدش فيهم شاف زعيم العصابة ده؟!!
ليث:
-لسة مسألتش حد فيهم..
جاءتها الآلام من جديد.. يطالب جسدها بجرعة جديد لتضع يدها علي رأسها وجثت علي ركبتيها بتعب مضني .. شاهدها ليث وركض عليها بهلع وجثي هو الاخر وهو يقول بقلق:
-مالك يا حبيبتي ؟! حاسة بإيه؟! إيه وجعك يا عمري؟!
أقتربت رسيل التي تفهم ماذا تريد ديمة لتقول :
-ليث ديمة عايزة جرعة بودرة..
ماذا!!!!! ماذا!!!!! صوعق الجميع ولكن من أتسعت عيناه بصدمة هو ليث ليقول بصوت مهزوز:
-قصدك إيه يا رسيل؟!
رسيل بشفقة:
-الكلاب خلوا ديمة تدمن بودرة يا ليث..
واقف والذهول يعتلي وجهه ثم ثار وأخذ يخبط في الحائط ويسب ويلعن في هؤلاء الذي نادم أنه ترك أحدً منهم علي قيد الحياة..


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close