اخر الروايات

رواية ضراوة العشق الفصل السابع عشر 17 بقلم دهب عطية

رواية ضراوة العشق الفصل السابع عشر 17 بقلم دهب عطية 





لبارت السابع عشر 🦋

سارت بخطىٍ واسعه نحو باب غرفتها وبرغم من صوته الخافت والغضب باسمها ينادي حتى تقف مكانها لم تعره اهتمام وتجهت لمكانها منذ الصغر
كادت ان تغلق الباب فوجدت قدمه تعرقل غلقه

صاحت بحده وهي تمسح دموعها قبل ان يراها..
"عايز إيه..... سبني في حالي..."

دخل الغرفة وجذب ذراعها مخرجها منها وهو يقول من بين أسنانه....
"انا حالك !.... تعالي معايا ومتسمعيش حد بينا..."

لكزته في ذرعه القابض على رسغها وهي تسير معه بالقوة... هتفت بغضب هائل...
"ليك عين تكلم بعد اللي سمعته..... انتَ جايب البجاحه دي منين سيب ايدي...."

رد باستفزاز...
"من بعض ما عندكم...."

امتقع وجهها هي تنظر له بازدراء دفعها لداخل غرفته مُغلق الباب بالمفتاح عليهم....استدار لها وهو يسألها
ببرود....
"كُنتي بتعملي اي تحت؟.....بتصنتي عليه !..."

شقت جانب شفتيها إبتسامة هازئه...وهي تقول بمقت..
"بتنصت عليك؟...لا دي الصدفه بس اللي خلتني اكتشف خيانتك ليه مش اكتر....زي الصدفه اللي
خلتني اكتشف خيانة هشام قبلك...."

احتل وجهه الاحمرار الغاضب وهو ينظر لها بتحذير..
"اسم ابن الـ****ميجيش على لسانك تاني...وبعدين ازاي تشبهيني بيه...."

ردت وعد بإستنكار
"وانتَ فرقت إيه عنه......كلكم شبه بعض..."

بلع مرار الكلمات وهو يتشدق بدهشة...
"لدرجادي........كرهتيني...."

اسلبت وجهها وهي تتفقد البساط تحت قدميها ثم رفعت عينيها وقالت بجفاء....
"انا محبتكش عشان أكرهك....."

لوى شفتيه مكفهراً معلقاً باستهجان...
"وللهِ كلك ذوق...."

ساد الصمت بينهم للحظات قبل ان ترفع عينيها وتجده يحدق بها بنظرة غريبة.. تجرأت تلك المرة
وسائلة بنبرة جامدة..
"بتبصلي كدا ليه...."

"مستني...." رد ببساطة فما كان منها إلا ان ترفع حاجبها وتدقق بملامحه بعدم فهم.... اكمل عمرو بهدوء عكس لهيبه....
"مش هتساليني عنها..... ولا دي كمان مش مهمه عندك...."

لمسها الصوت المتألم بقوة.. شفقة عليه لبرهة
لكن حين اتت اعينهما تذكرت المكالمة
وكلماته الشبيهة بالمسنن الحاد على قلبها...
"هسأل عن إيه....كل حاجه واضحه قدامي...."

تحدث بثقه وهو يحاصر عينيها...
"محصلش بينا حاجه......انا قربتش من واحده غيرك.."

ارتجف جسدها عند هذا الاعتراف وزاغت عينيها بعيداً عنه بتوتر...

سمعت صوته يقول بهدوء مترجي..
"بصيلي ياوعد....."

عادت بعينيها إليه فقال بصدق متألم وهو يفصل الخطوات بينهم....
"انا مش خاين ياوعد....انا مقدرتش اشوف غيرك حتى بعد ماسبتيني...... حاولت مع دارين وغيرها
بس مقدرتش....صورتك مفرقتش خيالي كل ماكنت
بحاول اقرب من واحده فيهم كُنت بشوفك قدامي....." تريث برهة وكانه يبتلع شيءٍ ثقيل في جوفه قبل ان يتابع بوهن....
" صدقيني ياوعد انا مخنتش الحب.....بس الحب هو اللي خاني..."

نزلت دموعها وهي تدقق بملامحه المشدوده برغم من كلام يحثي على ضعفه وحبه لها....نعم تاكدت الآن انه احبها منذ زمن وهي ضيعته وجرحته بمنتهى الغباء ، وبسبب الماضي الحواجز بينهم تزايدت ليس واحد بل الكثير..... يفرقان هذا الحب ويعثران
ظهوره لهم......

هتفت من بين اعماق الظلمات بكلمات لم تكن محسوبة...
"انتَ عايزني....."

عقد حاجبيه وهو ينظر لها بعدم فهم وكان وجهها جامد لا يعبر عن حربها وآلمها لأجله....

رد عمرو بعد جدية ملامحها وانتظارها له..
"أيوه عايزك....."

قالت بصلابة...
"انا مصدقك..... ومستعده اسامح في اللي فات كله... بس انتَ كمان توعدني انك هتسامح ونبدأ الحياة
من جديد... "

ليس الامر بهذه البساطة؟! ، تعلم ان لديها جولات
طويله مع نسيان الماضي والمه منها .... ولكنها ستعافر معه ومع جراحه ستحاول مداوته وانقاذ المتبقي من عشقه لها.... حاربت مرة لأجل زواج
يستمر خوفاً من اقاويل الناس... اليوم ستحارب لأجل حب لن يعوض مهم بحثت في أرجاء الحياة لن تجده لانه نادر ، وحبيبها وقلبه يستحقون العناء لكن ليته يساعدها ولا يتركها وحدها بين ضراوة العشق !....

قال ببطء وتردد....
"يعني مش هتطلبي الطلاق..."

وكانه طفل يخشى ان تتركه امه وحده في زحام للمره الثانية ويشعر بضياع الاشد ان تكرر الأمر..... تأوه قلبها وندم يزيد بداخلها ، كيف لها ان تترك هذا الحب وتخذله مره أخرى.... كما قال
_انا لم اخون الحب هو من خانني؟!_...

قربت وجهها منه اكثر وهي تنظر له بعاطفة وندم...
"مش هطلب الطلاق ولا هبعد... بس لو انتَ اللي طلبت ده.... انا..."

قاطعها هو واكمل بصدق...
"انا مش عايز حد غيرك...."

ابتسمت ابتسامة جميلة برغم الدموع في عينيها وهي تقول بنعومة...
"وانا كمان ياعمرو مش عايزه من الدنيا دي غيرك..."

مسح دموعها بيده وهو يقول بحنان...
"طب كفاية عياط....." ابتعد عنها بصعوبة محاول السيطرة على نفسه.. وتغير هذا الجو المأثر من حولهم فقد وصل لمرحلة جادة معها !..... فتح خزانة الملابس وأخرج شيءٍ مريح له متجنب النظر لها...

سالته باهتمام...
"اكلت...."

هز رأسه وهو يقول باقتضاب...
"مليش نفس...."

ابتسمت بحنان...
"ممكن قعد معاك وفتح نفسك لو تحب...."

نظر نحوها باستغراب ثم علق بغرابة...
"مش متعود عليكي كده...."

لم تفقد البسمة من على شفتيها وهي تقول بصبر...
"لازم تتعود احنا لسه قيلين إيه...."

تشدق بعدم اقتناع....
"هننسى؟..... بس مفيش حد بينسى بسرعه.. ولا بيتغير بسرعة...."

ردت بصبر تدربت عليه لعامان واكثر...
"وانا معاك للآخر...."

نظر لعمق عينيها وهو يقول...
"هتتعبي..."

قالت بإيجاز...
"المهم النتيجة....."

رد بعدم تفائل...
"يمكن تخسري...."

برمت شفتيها وابتسمت من جديد بثقه...
"ويمكن الحب يشفعلي...."

استدار ودخل الحمام وهو يلعن نفسه هل كان يجب ان يعترف بحقيقة تأثرها عليه... كان يود ان يالمها
ويظهر أمامها الخائن القاسي.. ولكن نظره حزينة من عينيها ليلة امس جعلته يسرد حقيقة زواجه منها
وخوفه عليها من الجميع بعد سفره..... واليوم وقف معه القدر وجرحها لكنه لم يستغل الصدفة بل لم يتحمل نظرتها له كاخائن وضيع ، فاعترف لها بحقيقة مكانتها بحياته حتى بعد تخليها عنه وفراقهم
لعامين اخبرها انه وفيِ لها حتى النهاية .... اي عشق جعله عاجز عن الانتقام منها اي عشق سيجعله يكمل معها صفحه جديدة وكانه مزق ورقة الماضي الأسود...

سيظل واقفاً يتابع ضراوة حربها من بعيد لن يتدخل
ولن يشارك سيظل يشاهد عن قرب طول صبرها على إسترداد عشقه لها من جديد بنفس الصفاء
والثقه ؟!....

حرب خاسرة ورهان بها يعد غباءاً ؟!....

خرج من الحمام فوجد الغرفة فارغة كان سيخرج للبحث عنها لكنه فضل الإنتظار قليلاً...

طرق الباب كان غريب فكانها يركل من أحدهم... اتجه إليه وفتحه فوجدها امامه تحمل صنية الطعام وعلى شفتيها ابتسامة هادئه....

برغم من الدهشة من فعلتها لكنه لم يلبث كثيراً وهو يمد يداه لياخذ منها الصنية بحنانه المعهود...

ابعدتها عنه وهي تقول بحرج...
" سبها ياعمرو... وعديني بس عشان ادخل... "

سحب الصنية عنوةً عنها وهو يقول بخشونة...
"اسمعي الكلام وسبيه.... عشان درِاعك..."

ابتسمت بأمل وهي تنظر له ثم امتثلت له وتركتها....

اغلقت الباب خلفها فوجدته يضعها على المنضدة وهو يقول بتعجب...
"انتي ‌اللي حضرتي الاكل بنفسك..."

مطت شفتيها وهي تقول بحرج...
"الكدبه خيبه.....روحية ساعدتني....."

مط شفتيه وهو يقول بعدم اكتراث...
"كويس...."

هزت راسها بحرج وهي تقول بتردد...
"طب يلا عشان تاكل...."

نظر لصنية ثم لها وقال بهدوء...
"بس انا مطلبتش منك اكل...."

قالت بنبرة جادة...
"انتَ مكلتش من الصبح....انتَ ناسي ان انت نازل وصنية الفطار زي ماهيه..."

رد بصوتٍ رخيم...
"مش ناسي....ومش ناسي كمان اني عرفت من روحية انها نزلت زي ماهيه...وانتي مكلتيش..."

رفعت حاجبها بدهشة...
"انتَ معاك رقم روحية؟....."

شقت شفتيه ابتسامة صغيرة على ملامحها
المضحكه ونظراتها الثاقبة ولكنه رد ببساطة...
"حاجه زي كده...."

هزت راسها بتفهم وهي تشعر بمدى اهتمامه بها لدرجة تجعله يتواصل مع الخادمة لأجل الاطمئنان
على تناولها وجبات طعامها ....

اي رجلٍ هذا...عفواً اقصد اي كنزٍ هذا !!....

قالت وعد بخفوت....
"خلاص بما ان مفيش حد فينا كل من الصبح....يبقا ناكل سوا دلوقتي...."

هز رأسه بتفهم وهو يقترب من الاريكة امام صنية الطعام تبعت إياه بهدوء وجلست بجواره..

نظر لطعام الذي كان عبارة عن دجاجة محمرة وارز وشوربة دجاج وبعض البطاطس المقرمشة.....

دث المعلقة في طبق الارز وبدأ بالاكل بصمت...

راقبته عن قرب ولاول مرة يجتمع كلاهما بهذا الشكل وهذا الهدوء وكان الحرب انتهت او آجلة لا تعرف ولكن الهدوء والمسالمه في علاقتهم جميلة و ناعمة
يكاد يذوب جسدها من تامله وهدوئه لهذا الحد...

قطع قطعه من الدجاجة ووضعها في طبقها وتجنب النظر لها فقط قال بفظاظة..
"كُلي ياوعد انا مش هطير...."

اسبلت عينيها بحرج....كيف رآها لقد كان منشغل بطعامه هل يتظاهر؟...مخادع.....بارع حبيبي
الخبيث !!...

شعرت بشيءً ساخن وقع على مئزرها الحريري فوصل ببساطة لركبتها العاريه اسفله..تاوهت وهي تبعد المئزر عنها......ولاحظت ان شرودها سبب سكب ما بالمعلقه على ركبتها....
نهضت وهي تبعد المئزر عند البقعه الساخنه ....

نظر لها عمر بأستغراب...
"مالك ياوعد قومتي ليه..."نظر لبقعة الماء على مئزرها فقال بهدوء..
"محصلش حاجه اقلعيه...."

هتفت بتردد...
"لا....يعني...."

رفع حاجبه باستفهام...
"هتقعدي كده..."

قالت بحرج وارتباك
"ااه....لا...يعني هروح اجيب واحد تاني...."

امتقعت ملامحه وهو يقول ببرود...
"على فكره ياوعد انا جوزك...ومش حرام تقعدي قدامي بأي حاجه اين كان يعني اللي تحت الروب..."

"آآه بس...."وجدته يقترب منها ويحل تلك العقدة ويترك مئزرها يقع أرضاً من شدة نعومته على جسدها ....

ظل يحدج بها للحظه يتامل كل جزء بها يشبع جوعه
بنظره لمفاتنه ، حلاله لن يحرمها على نفسه فتلك المرأه حلم تحقق في وقت رفض السعي خلفه
اي قدر جمعهم الآن بغرفة واحده مُغلق بابها عليهم
لم يقدر احد بابعادهم عن بعض، حلالاً له وحلال لها
ولكن يمتنع عنها وكانه يخشى ان يدمن قربها اكثر من الازم يكفي قبلات تطيح بعقله كلما اختلى بنفسه وتخيلهم....ان تحولت القبلات للحظات حميمية ماذا سيحدث له....ولن يكذب انه يتوق لها بل ويشتهي تلك اللحظات بضراوة....

تامل قميصها الفاتن... جسدها النحيف الأبيض ذو المنحنيات الفاتنة... بروز صدرها الذي يتحرك صعوداً وهبوطاً بتوتر وحرج ملحوظ....انحدرت عينيه الامعه بالرغبة لخصرها الممشوق وبطنها المسطحة ثم للأسفل ساقيها البيضاء العارية الجميلة، قدمها الصغيرة واصابعها المطليه بلون لم يعرف مصدره فكان احد درجات اللون الأبيض عليه نجوم فضيه صغيرة كيف فعلتها؟ لا يعرف ولكن التقنيات النسائية كثيرة وبذات في مستحضرات تجميل المرأه.... مؤكد هذا احد الاخترعات الحديثة ؟...

صعدت عينيه مرة اخرى على جسدها فوصل لوشمها الفاتن ولوجهها الجميل وتعلقت عينيه بعيناها
المرتابه.....سمعها تقول بحنق وحرج ...
"على فكره بقه مينفعش تبص كده...."

رد عليها بوقاحة...
"ليه ببص على حاجه مش حلالي..."

بلعت ريقها وهي ترى لمعة عينيه تتزايد بعبث....غيرت مجرى الحديث وهي تقول بحرج...
"مش هتاكل...."

رد بهدوء وعيناه تحدق بها اكثر..
"شبعت كملي انتي اكلك..."

"لا.... انا كمان شبعت...."

"متاكده....."هزت رأسها بنعم فمسك يدها واجلسها على الاريكة وهو يقول بصوتٍ رخيم امر ...
"كُلي ياوعد...."

فرقت مابين شفتيها ونظرت له بعدم استيعاب...

اشار على الطعام وهو يقول بأمر....
"كُلي..... خلصي طبقك على الأقل...."

"وانتَ....."

قال وكانه أب يدلل ابنته ويرضي اياها
بمحبه...
"هاكل معاكي يلا..."

تناولت طعامها بجواره وكان طعم الطعام اشهى من اي يوماً مضى بحياتها...فقط لوجوده...كانت تقتل الصمت بينهم ببعض الأحاديث الهادئه وهو يشاركها
الحديث وعينيه تجري على جسدها الناعم تارة
تخجل وتارة تحاول الصمود أمامه..تريد ان تتغلب
على ضعفها وخجلها أمامه حتى لا يظن انها خائفه منه او تخشاه....لان تلك الأشياء لأمرأه سبق لها الزواج تعد مبالغه منها....لكن بنسبة لها كان كل شيءٍ جديد وكأنها لاول مره تدخل تلك الحياة الزوجية وتخشى مما سياتي من خلفها....

لكنها تجزم ان عمرو شيء آخر ولا وجه مقارنه بينه وبين الوضيع الأول....

يستحق فرصة وصبر....مثلما تستحق منه البدء من جديد ونسيان ما اقترفته مع في سابق...
.........................................
تشاركان الفراش بدون ان يبدي هو اي كلمة او تعترض هي على تلك المشاركة... بل بالعكس شعرت
بالأمان بقربه.... كانت بينهم مسافة كلاً منهم يولي ظهره للآخر.. الظلام يحل الغرفة ولكن الضوء الخافت يداعب الظلام ويطغي على قواتم لونه قليلاً...

سمعت تقلبه لناحية الأخرى اي أصبحت عينيه تخترق جسدها من الخلف.. عضت شفتيها وهي بتلقائيه تسحب الغطاء على جسدها تخفي قميصها
المخل بشكله....

اللعنه لماذا دثرت نفسها بجواره بدون ان ترتدي شيءٍ لائقٍ لم تنتبه لتلك النقطة اللى بعد تقلبه
المفاجئ... فهو دلف قبلها للفراش وتظاهر بنوم....
وهي الان تتظاهر بنوم بل تتوسل للنوم ان ياتي
ويخلصها من تلك المشاعر التي تجتاح جسدها
ببطء...... اين سياتي النوم وهي بجوار 'عمرو' من تخدع يترى؟... حبيبها وقح من الطراز الأول الوقاحة
تنهض وتجلسه مكانها ...

توسعت عينيها لاخرهم بشكلاً مضحك وهي تجد كفه يرتاح على خصرها....بلعت ريقها وظنت انه ربما صدفة.....او نائم...(لا تظلمي الوقح ياوعد...)
هتفتها بداخلها ببعضاً من الصمود المتبقي...

ثوانٍ معدودة وجدت يده تسير باريحية على جسدها

يتحرش.....

افعال متحرش من الدرجة...اي درجة من الاحتراف تعلم يا ترى ؟...انه يثير كياني لا انوثتي !...

اخيراً نطقت بوجه متورد غضباً وخجلاً...
"عمرو..."

همهمات رجولية تئن ببعض الضعف جعلتها بكمت السان لدقائق وفي خلالهم كان يزيد جرعة العبث
اللذيذ......

اغمضت عينيها بضعف تاركه له حرية ما يفعله شاعره
بلذة والمتعة من تلك اللمسات الحميميه بينهم والتي
كانت اشد جرأه من الصباح...

التصق بها من الخلف ولثم عنقها ببطء وتروي ويده تفعل العجب بجسدها....

خبير؟..

ويقال انها اول من يلمسها...تشك في تلك اللحظة !...

لم تعرف كيف ومتى اصبحت بمقابلة وجهه يبدو ان جسدها قادها لمواجهة الحب والرغبة معاً....

فتحت عينيها في الظلام لترى من خلال الاضاءة الخافته عينيه النارية التي تداهمها بقوة وكانها
فريسة ثمينة ولن يصطادها وياكلها غيره....

هتف بصوتٍ هامس متردد امام وجهها....
"وعد................انا.....................................انا عايزك...."

اغمضت عينيها وهي تجده يقترب من شفتيها ويطبع
قبلة ناعمة عليهم أبعد وجهه وانتظر جوابها.....هل يقترب ام يبتعد....لا يريد اجبارها...حتى لو كانت حلالاً له ، ويراغب بها بشدة!؟.....

انتظرت وعد على احر من الجمر قربه مرة اخرى
لكنه لم يفعل حتى يداه توقفت عن المداعبة....هل حقاً يريد جوباً صريح كما
فعل هو......لا لم تقدر.....ولكن العاطفة ولاجتياح يجذباها نحوه وكانه لمس مالم يشعر به غيره...

ظلت تتبادل النظرات معه بحرج....هو يتابعها باعين منتظره جائعه متلهفه.....وهي ترمقه بنظره متردده...

لم تجد للكلام سبيل او معنى في تلك اللحظة كل ما فعلته انها قربت وجهها منه والصقت شفتيها على خاصته قائلة بافعالها....(اكمل مابدأت به.....لا تتركني....)

كان عرض سخي منها مُفاجئ له فسكوتها لوهلة
اشعره برفضها له ولكن بعد تلك الخطوة اصبح المكان عبارة عن ملحمة من المشاعر المتبادلة....لكنه
كان الأقوى في تعبير عن شوقه لها....بادلته ولكن
ليس بمستوى هجومه الشرس على جسدها الغض..

لحظات وهدئة العاصفة وخمدت نيران الرغبة
مؤقتاً....

ظنت انه سيبتعد ويتركه...ولكنها تفاجئت به ياخذها بين احضانه ويقبل جبهتها ويمسد على شعرها...توسدت صدره العاري...ولاول مرة تشعر بالأمان مع رجل وبالأخص في احضانه وهذا الشعور ليس جديد معه فقد اعترفت به كثيراً من قبل ... لكن وسط تلك اللحظات الجميلة التي عاشتها انغرس في قلبها نسل مسنن شيءٍ اكتشفته في احضانه لن تنكره ! ...نزلت دمعه ساخنة منها على صدره شعر
بها ولانه يعلم سببها صمت وهو يرفع عينيه لسقف الغرفة تارك لها حرية البكاء في احضانه...كما تمنى منذ ان عشقها ...
........................................
'من قال ان تقارب الاجساد وغمرة اللحظات تخفي حقائق الأعماق....بل معظمها يخرج على هيئة شوق
او نفور....او واجب يجب فعله على مضض...او
رغبة شبيهه بالحيوان لا يميز مع من كان !..... '

اغمضت عينيها وانسابت دموعها وهي تقف في شرفة الغرفة تنظر للبعيد بوهن....لم تذق طعم
النوم منذ ليلة أمس.... كانت ليلة معسولة لكن
التعمق بها يشكل مرارة حادة....

في ليلة امس شعرت انها مع رجلان احدهم يحبها ويشتهي قربها ولاخر يكرهه وينفر منها كانوا نقيضان ارهقان قلبها وشتتان عقلها ....

كلما شعرت بنفوره تحاول الابتعاد فيجذبها بين الضعف والحب بترجي ويقترب بحميمة وحب مخدر إياها.... ثم يقترب ثم تشعر بنفوره....كانت تحترق ببطء بجواره ولكنها كانت كالمسحوره بقربه.... حبها يشفع له ورصيد صبرها كان اكثر من المستنزف على يداه

وبرغم كل شيء كانت اجمل اللحظات لكن النقيض بهم احساسها انه ينفر منها ، هل حقاً يشعور بنفور لأجل زوجها من هشام ؟...

سيكون مختال ان فكر بتلك الطريقة....ولكنها تعذره
فلو كانت مكانه

لو بمكانه...لن تنفر منه...ستغار لكن لن تنفر !....

هزت رأسها بتعب وهي لا تعرف مذاق النوم ولافكار تعيد نفسها بداخلها والألم يزيد والحب يداوي اياها
ويشفع للحبيب.... فمحي الماضي بداخله يتطلب
صبر ومعافره منها....

ممكن ان تكون تتوهم.... تتوهم ليس إلا... هل في تلك الأشياء الحساسه توهم ؟!.....

انتفضت في وقفتها بحرج وهي تشعر بذراعين تلتفان حلو خصرها ببطء ورقه.. تسحبانها للخلف على ظهره القوي... همس بشفتاه الصلبه وهو يلامس أذنها بشغف بالغ.....
"صباح الخير...."

إبتسمت بتردد وهي تريح رأسها على كتفه وتسند وجهها بوجهه....
"صباح النور...."قبل جانب وجهها وهو يقول بصوتٍ لا يزال ناعساً....
"اي اللي مصحيكي بدري كده...."

هزت راسها ببطء وهي تنظر لساحة الخضراء بحزن..
"انا منمتش أصلاً ياعمرو..."ادارها إليه وهو يواجه عينيها قائلاً بقلق....
"مالك في حاجه تعباكي.... امبارح انا كُنت ا"

بترت جملته بحرج وقالت بجرأه...
"شكلك ناسي اني كُنت متجوزه قبل كده.. "

نظر لها بعتاب ونفور واضح...ثم قال بصوتٍ
كالثلج البارد....
"لا فاكر...... وكويس انك بتاكدي عليه...."

زفرت بحنق وهي تجلس على مقعد في شرفة...
قالت بتردد....
"عمرو.....ممكن نتكلم شوية...."

جلس امام عينيها بصمت وهو يقول بذات النبرة...
"هنتكلم في إيه...."

بلعت مابحلقها وهي تقول بحرج...
"الموضوع حساس....بس لازم نتكلم طالما يخصنا احنا الاتنين....."

نهض من على مقعده احضر سجارته وعاد واشعلها وهو يجلس مكانه....وقال بعد ثوانٍ...

"انا سمعك اتكلمي....."

فرقت بيدها وهي تترجم الكلام بعقلها قبل خروجه...
"إمبارح.....كُنت.....كُنت متغير وكانك عايزني ومش عايزني في نفس الوقت....."رفعت وجهها الاحمر إليه
فوجدت عينيه ثاقبة تتابعها بدون ان تختفي النظره
الجامده منهم ملامحه الصلبة لم تتحرك بها عضلة بعد تلك الكلمات الحرجه والغير مرتبه منها....

اخرج دخان سجارته وهو يقول باستفسار...
"ليه حسيتي بكده....يعني لو مش عايزك ليه هقربلك من الأول...."

اعتصرت عينيها بحرج وقالت بصعوبة....
"انتَ مش قادر تفهم كلامي ياعمرو...."

قال عمرو بخشونه واستفهام...
"فاهم كويس ...... بس انتي بتوهمي نفسك ..."

هتفت سريعاً بيقين حزين...
"دا مش وهم...... انتَ بتكرهني ياعمرو..."

تبادلاً النظرات لبرهة قبل ان يقول بهدوء...
"ليه خدتيه بشكل ده....."

جفلت عن الحديث عن عمد وهي تقول بتبرم....
"دا اللي واضح... "

استرسل بنبرة بديهة....
"الواضح بنسبه ليه...ان مفيش حاجه اسمها كره مابينا....ولو في عمري ما هفكر اتجوزك...."نهض عن مقعده وهو ينهي هذا النقاش الثقيل....

هتفت وعد من خلفه...
"مش هتقدر تكدب إحساسي....."

استدار لها وهو يحدج بها بنظرة غريبة قبل ان يكمل طريقة لداخل الحمام مغلق الباب عليه تاركها جالسه على مقعدها ترفع راسها للسماء بعينان غامتان بحزنٍ
ويأس دفين.....
...................................................................
سارت بجواره لداخل الشركة وسط وتهنِئات الجميع
والهتفات المباركة لهم....

ابتسم بالباقة وهو يسلم على بعض الرجال بينهم
وهي تسلم على نهى والباقية.....

هتفت نهى في اذن وعد...
"طمنيني الجواز حلو...."رمقة صديقتها وهي عاقدة الحاجبين فبادلتها الاخرى غمزة ممزاحه....هزت وعد رأسها وهي تهز رأسها بايجاز...همست نهى لها مرة اخرى..
"شكلك مش مبسوطه...."

"لا عادي...."ارجعت خصلة من شعرها وهي تنظر لعمرو الذي منغمس مع الجميع متبادل الاحاديث والضحك....

مطت شفتيها بحنق وهي تتذكر اعتراضه وتملكه
عليها من يوم ان اصبحت زوجته وزاد التحكم
حنقها اكثر صباح اليوم حين اعترض على ما ترتدي
وسالها باستفهام وقتها وعينيه الثاقبتان كانتى
على صدرها البارز جزءاً منه...
"انتي خارجه كده...."

نظرت الى ماترتدي من بنطال جينز (وبادي توب ) أبيض عليه سترة جينز ملائمه للون البنطال...
عادت بعينيها له...
"ااه هخرج كده ماله لبسي...."

مال عليها قليلاً بعصبية...
"مال لبسك؟....انتي بتسالي ياوعد..."

نظرت له بعدم فهم وتشدقت باستفسار..
"ايوا ياعمرو بسأل في إيه مالك...."

"واضح ان المنظر دا عادي...."مسح على وجهه بنفاذ صبر وهو يتابع بأمر...
"غيري الهدوم دي لو سمحت....ولبسي حاجه محترمه..."

قالت بتبجح...
"وماله ده ماهو محترم اهوه...."

نظر لجزء محدد وهو يهتف بوقاحة...
"فين الاحترام ده وانا شايف صدرك كله قدامي..."

تورد وجهها غضباً وهي ترفع السترة قليلاً...
"بتزحلق يعني....هي مش كده....وبعدين انا لبسه جاكت و... "

"تبقي تقفليه..."

نظرت لسترة بدهشة...
"اقفل إيه...انت شايف في زراير...الموضه كده على فكره..."

تافف بملل واضح من النقاش المستمر وعدم خضوعها لم يطلبه منها....قال بسأم..
"ايان كان اللي بتكلمي فيه...البسي حاجه محترمة عشان اتأخرنا...."

"لا انا هخرج معاك كده...وبعدين انا عُمر مافي حد ادخل في لبسي...."

"انا ادخل...انا جوزك..."

عقدت ذراعيها وهي تمط شفتيها باستهجان معلقه...
"سبب كافي عشان تتحكم في حياتي ..."

"دي مش حياة.....دي قلة آدب...."

"مسمحلكش...."لوحت بيدها بتلقائية فالقى عليها نظرة قاتلة جعلتها تنزل يدها وتلتزم الصمت....هدر بأمر...
"ادخلي غيري مستنيكي تحت....حاجه مقفوله ومش قصيرة...."

زفرت بصوتٍ مسموع لعله يتراجع عن تلك الأوامر
الخانقة.. ولكنه لم يعرها اهتمام وخرج وتركها تدب الارض بمنتهى العصبية....

حين نزلت بثياب اخرى عبارة عن بنطال جينز كحلي وقميص أبيض كانت انيقة واجمل من السابق....
لجت لسيارة بوجهاً ممتقع وعينان غاضبة..
ابتسم عمرو برضا وهو يرمقها بنظرة شاملة..شعرت به يميل عليها ويقبل عنقها فوق وردتها الحمراء
ثم همس بجوار اذنها....
"كده احلى...."همهمت بسخرية برغم من سرعة خفقات قلبها....
"المهم رضاك..."مط شفتيه وعاد لمقعده وهو يقول
بنبرة توصل القشعريرة لجسدها....
"طول مانتي جمبي....انا راضي...." صمت برهة ثم نادها بدون ان ينظر لها....
"حبيبي..."نظرت نحوه بقلبٍ يخفق بسرعة تفوق السابق....ساد الصمت لثوانٍ قبل ان يقول بهدوء...
"اربطي حزام الأمن..."انطلقت السيارة وهي تعقد الحزام حول خصرها ووجهها يصرخ غضباً وشوقاً
له....اسبوع ركض من حولها وهم على نحو البعد
يسيرون....يتشاركان الفراش البارد وكلاً منهم
يولي ظهره للآخر...وكان نيران الاشتياق تأبى الاقتراب منه...ام هي فتتغذى على صبرها
ببطى.... تشتاق لأقل شيءٍ تعشقه به.... احضانه.....
اهذا كثير عليها منه ؟....

فاقت على صوته وهو يقول بجدية...
"يلا ياوعد....الاجتماع بدأ....."

نظرت له وهي تقول بهدوء...
"مين هيحضر الاجتماع...."

سار بجوارها وهو يمسك ملف عمل ويتفحصه...
"انا وانتي وموظفين الإدارة....ثروت الاباصيري عنده اجتماع تاني في مكتبه..... "

اومات له وهي تدلف لمكتبه والاعين الجالسة على طاولة الاجتماعات تتربص لاقل حركة تخرج منهم
حتى جلسان سوياً فبدأ الجميع النظر بملفاته بجدية ...

وبدأ عمرو بالحديث مع العميل في امر ترويج إعلان
لشركة معروفة من خلال الدعاية الخاصة بهم....

اعطاه عمرو ملفاً به عدة صور لعارضات أزياء
وقال بعملية...
"بما اننا اتفقنا على الفكرة وتوقيت استلام الشغل وشكل ديزاين اللي هيضاف معاه صورة الموديل اللي هتقوم بالاعلان...... تحب بقه اضيف الموديل اا.."

قاطعه الرجل وهو ينظر نحو وعد باعجاب...
"انا شايف ان الموديل هتكون وعد هي انسب واحده
للمشروع ده...."

ابتسمت له وعد بمجاملة ناعمة وهي تقول بإمتنان....
"شكرآ بجد ياجمال بيه...دي خطوه مهمه اني اكون وجه اعلامي لشركتك...."

تحدث الرجل ببشاشة...
"متقوليش كده...جمالك وتلقائيتك وشهرتك المعروفه في المجال ده تخليني انا الكسبان وواثق ان الاعلان هيكسر الدنيا وصورتك على المنتجات هتزيد ارباح الشركة......"

اسلبت وعد عينيها بخجل من تلك المجاملة الحارة....
فما كان عليها ان قالت ببساطة...
" This kindness of you......(هذا اللطف منك....).....بانتظار النجاح...."

رد عليه الرجل بتفائل...
"ان شاء الله ودا اللي انا متوقعه.......وانتَ اي رايك ياستاذ عمرو...."نظر نحو عمرو الذي كانتى عيناه مثبته على وعد بقتامة مظلمه مُخيفة تكاد ان تبتلعها بمكانها....انتبهت وعد لحديث الرجل فنظرت باتجاه عمرو بفتور فوجدته على وشك قتلها لا محال...بلعت ما بحلقها وهي غير مستوعبه سبب غضبه بعد....

تكلم عمرو أخيراً بهدوء شديد.....مُريبٍ أفزع قلبها...
"الرأي رايكم....ووعد هانم قررت خلاص انها هتكون وجه اعلامي لشركتك"مط شفتيه وهو يقول بجزع."مش بطال........مبروك ياهانم..."وجه لها نظره حادة اوقعت قلبها في قدميها....
______________________________________
طرق على القفص الحديدي الفاصل بينهم وهو يهدر
بعدم تصديق....
"اتجوزها؟......اتجوزها امتى؟...."

برمت لوزه شفيتها بسخط وهي ترمقه من خلال فوارق الحديد....
"بقالهم يجي أسبوع او اكتر...."

تحدث هشام ببطء..
"يعني بعد ماخلصت عدتها على طول...."شرد وهو يقول بدهشة...
"مش مصدق ان اتجوزها بعد كل اللي حصل مابينهم
زمان....حتى بعد اللي قولتهوله عنها....اتجوزها..."

انتبهت لوزه لحديثه الشارد وهي تسأله بفضول...
"هو انت قولتلو اي عنها ياهشام...."

نظر لها هشام ثم اجابها بتبجح...
"قولتله انها كانت بتجيلي الشقه وهي مخطوبة ليك ..."

فغرت لوزه شفتيها وهي تحدج به...وسائلة بتشكيك..
"وهي فعلاً كانت بتجيلك الشقه...."

ضحك ضحكه خافته سمجه...وتشدق هازئاً
"شقه؟....دي كانت بترفض مكالمات التلفون....مصممة
اني لازم الكل يعرف واولهم عمرو.....الغبية متعرفش
اني مقرب منها بس عشان اقرطس عمرو وطلعه
قدامها***...وآآه لو تعرف ان كل هدفي كان عشان افضل معاها على الخط لحد ما تتجوزه ساعتها اديله الضرب القضيه بعد ماكون خدت اللي انا عايزه من مراته..."

ابتسمت لوزه بتحفز واضح وهي تعلق على حديثه...
"ياااه....دا انتَ بتكرهه اوي...."

رد بغل واضح...
"مكرهتش في حياتي قده....عنده كل حاجه كانت بحلم بس تبقى عندي...وصل للي مقدرتش اوصله
بس عشان هو من عيله كبيره ومعه فلوس...وانا..."

اخرج الهواء من شفتيه بصوتٍ عالٍ ساخر مكمل...
"وانا الواد الغلابان اللي مش لقي اللضه...اللي صحابه الاغنيا بيعطفه عليه بالي في النصيب ومن ضمنهم
ابن الاباصيري....كنت باخد حسنتي منه بما يرضي آلله......"ضحك هازئاً حاقداً كارهاً تلك الحياة التي
جعلته صغير صغير الحجم يدعسه من هم اقوى واكبر منه ، وان انتبه له احدهم يعطف عليه لكن عينيه تهزاء به وتسخر من ضعفه....

كذلك كان يشعر بمساعدة من حوله له.. كان يرى نفسه ضعيفاً فقيراً متسولاً عند بيوتهم.... قد زاد
الأمر داخله أكثر وتحول الكرهه وعدم الرضا بحياته الى حقد وكره لجميع من حوله بل تطور واصبح شر شيطاني اعمى لا يرحم من حوله.....نفوس ضعيفه... وهو واحداً منهم......

هونت عليه لوزه ببعض الكلمات بعد ان لاحظت شرود وتشنج عضلات وجهه...
" هون على نفسك ياهشام... اللي حصل حصل... انساهم ركز انتَ بس في نفسك وربنا يهون عليك خمس سنين السجن دول.... "

لم يرد عليها هشام بل نظر حوله للحظات وسط عدد المساجين والوقفين بجواره يتكلم كل واحداً منهم
مع اهلاً او رفيقٍ اتى لزيارته وأيضاً بينهم حاجز حديد يفصلهم عن بعضهم.... قال هشام بخفوت وحزم ...
"اسمعيني كويس يالوزه... قبل مازيارة تخلص..."

اقتربت لوزه من الحاجز الحديدي وهي تقول بخفوت...
"ايوا ياهشام.... سمعاك عايز حاجه اجبهالك الزياره الجايه...."

تكلم هاكماً
"ااه عايزه... خبر يشفي غليلي منهم... وبذات طلقتي..."

هزت لوزه رأسها بعدم فهم...
"عايزني اعمل إيه...."

نظر لها بشر وهو يقول كالحيوان الضاري...
"خناقه صغيرة....عايزها تكره تبص لنفسها في مراية
بيتهم.....ولو في يوم بصت تعيط بدل الدموع
دم..... وتكره اليوم اللي اتولدت فيه...."

فهمت لوزه سريعاً مايريد فقالت بتردد...
"وعمرو.....هيسبنا بساهل بعد اللي هيحصل لمراته ....لا اخاف أتاذي من وراها...انا مش قده...."

نظر له هشام بجزع...
"جرا إيه يالوزه....انتي هتعمليهم عليه...دي شغلنتك من زمان ولا الكار الجديد نساكي القديم...."

لوت شفتيها بحنق وهي تقول بإستياء...
"اصبر ياهشام... لم اشوف الاول الموضوع مش بساهل كده.... "

انتهت الزيارة بعد جملتها وبدأ الجميع بذهاب وسط صيحات الظباط... استدار هشام ليذهب لزنزانه ولكنه وقف سريعاً وقال بصياح ذات معنى...
"الزياره الجايه تبشريني يالوزه متنسيش..."

قالت بتردد وخوف...
"مش هنسا....هرتبلها وشوف...."سارت للخارج بخطوات مترددة وهي تفكر بحديثه وتلك الحادثة التي ستقدم عليها والتي كانت في سابق احد باب رزقها قبل ان تتخلى عن اخر شيءٍ بحياتها
الزهيده...

ستعود لعملها الاجرامي مره أخرى فقط لتنال من تلك المتكبرة (بنت الذوات) كما تلقبها ستشفي غليلها منها بعد اول واخر مقابله حدثت بينهم ولم تنسى
اهانتها لها وعجرفتها عليها....

جزء صغير من الانتقام خاص بهشام...وجزء أكبر يخصها وحدها ويدفعها لتنفيذ فلم تداهمها الفكرة من قبل ولكن الشيطان وسوس لها وهي ستلبي بكل تاكيد فمن يأتي لها فرصة كهذهِ ويرفض!.. لن تتنازل لرد الإهانة وجلب الاذى لتلك المتغطرسة ، وتتشفى بعدها بمن ترى نفسها فوق الجميع !....

ابتسمت كالافعى السامة وهي تتذكر ملامح وعد الجميلة...
"خسارة.......مش هنكر انها كانت جميلة....كانت...."
ضحكت بغل وهي تستلقي حافلة مزدحمه....

....يتبع



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close