رواية ضراوة العشق الفصل الثامن عشر 18 بقلم دهب عطية
الثامن عشر
تسمرت رماديتاها عليه لبرهة.... قبل ان تزفر بإستياء
لعله يلتفت لها....لكنه لم يفعل بل ظل مكانه على
الفراش ممد ساقيه يعمل عبر هذا الحاسوب ومصوب
تركيزه كله عليه....
من وقت الاجتماع وهو صامت يتجاهلها عن عمد، هل أخطأت في قبول عرض الإعلان... بل ان الفرصة كبيرة ومهمه في خطوة نجاحها وستضيف
لها بالطبع....لِمَ الغضب اذن....
رفعت عينيها مره اخرى عليه وهي مكانها على تلك الاريكة تتظاهر بقراءة كتاباً ما.....إنتهى الباقي من الصبر بداخلها فقالت بدون مقدمات...
"انتَ مش ملاحظ انك متغير معايا من الصبح..."ظنت انه سيتجاهلها ويحرجها بكلام لكنه
رد ببرود وبدون ان ينظر نحوها...
"انتي اذكى من انك تسألي سؤال زي ده...."
تركت الكتاب بجوارها وهي تحدج به بأهتمام...
وقالت بنبرة منزعجه...
"ممكن افهم في إيه بظبط..."
عينيه على الحاسوب ويعمل بهدوئه المعروف لكن عيناه قاتمة مخيفة وكانه على وشكل الانفجار في اي لحظه......
لم ترى وعد كل هذا بل ظلت ترمقه بحنقٍ من تجاهله وبروده المستمر معها....وكان حديث التغير واكمال زيجة طبيعية معاً كانت هوجاء تهتف بها ..وهو لم يخرج من هذا الحوار إلا بمعلومة مفيدة ألا وهي عدم طلبها بطلاق منه بعد الآن !.......
مغفلة ياوعد.....عديمة الكرامة...وضعيفة....ومنبوذة من الجميع.....ياغبية اي عقلٍ وضع براسك لتغفري له
خداعه ومن ثم مكالمته مع تلك الـ(دارين) اي عقلٍ
وضع لتحاولي للمرة الثانيه خوض حربٍ متأكده
من خسارتها...هل كل هذا لاجل حبٍ ينبع بداخلك لا بداخله....افيقي هو يكرهك ينفر منكِ....الزواج لم يكن إلا انتقاماً وها هو الانتقام التجاهل وقلة التقدير
والبرود في علاقة زوجية حديثة لم يمر عليها إلا سبعة أيام وكلهم جفاء وكتمان؟...اي حربٍ يافاشلة
تريدين كسبها....هل كسبتي يوماً في حياتك
العاطفية استقراراً مع من تحبي.... او إسترداد حب ابيكِ لكِ وتغيره من ناحيتك .....اي حربٍ وانتِ اضعف من الضعف بذاته....بالله عليكِ افيقِ من احلام اليقظه الحب لا يكفي.... والماضي قتامة مفزعه
وانتي من اختارتي لونٍ تخشي الخوض بداخله.....(الأسود)
هزت راسها واعتصرت عينيها بألم وهي تعنف نفسها بقوة...لو كانت قررت العيش مستقرة بعيداً عن الحب والزواج لكانت بافضل حال...على الأقل لن يعمل عقلها في تلك الدائره للمرة الثانية....
يالهي وكان الفرح يشم رائحتها من بعيد فيختبئ قبل ان تراه ويراها وكانهم أعداء او لا يلائماً
بعض قط ؟!...
تكلمت بكبرياء بعد صمت كان حربٍ بداخلها...
"انا همضي العرض مع جمال عزمي بكره...ويمكن يبقى في مابيني وبين الشركة تعاقد لاخر سنة....."
عض على شفته بغضب وهو يضرب ازرار الحاسوب
بتجهم واضح.... مما زاد تشفيها به وهي تقول بصلف...
"بجد الراجل ذوق اوي وبيفهم......عرض زي ده محدش يقدر يعمله غيري....."
اغلق عمرو الحاسوب بقوة وهو ينظر امامه وتركها تتابع وهو يغلي بداخله....
اكملت وعد وهي تمط شفتيها الجميلة بتسلية وخبث ..
"تعرف اني متمحسة لشغل معاه....مش بس عشان العرض مغري لا.... عشان اللي مسئول عن الاعلان واخراجه.....جوزي حبيبي.....قد إيه هيبقى الشغل
معاك هايل...."
اعتدل في جلسته واصبح جالساً على حافة الفراش وأخيراً داهمت عينيها قتامة بنيتاه وهو يعقب على حديثها بجزع...
"واضح ان سكوتي بينلك اني اضعف من اني اتكلم في حاجه انا مش عايزك تعمليها...."
تعلقت بعينيه باشتياق خفي واثناء هذا ردت عليه باستنكار بارد...
"كان ممكن تتكلم ونتناقش...وساعتها يتقنعني يقنعك انا...."
لوى شفته بتبرم واضح وهو يعلق هزائاً
"تقنعيني بأيه.....إنك عايزه تتعري قدام الناس بفساتين من اياهم...ولا تقنعيني بالممثل اللي
هياخدك في حضنه بعد ما ترشي رشه من البرفن...."
امتقعت ملامحها وقالت بنبرة جليديه....
"وللهِ الفكرة فكرتك....انا مطلبتش حد معايا في الإعلان..."
نهض وهو ينهي النقاش بسأم وامراً قاسي...
"انسي موضوع الإعلان دا خالص....مفيش شغل ليكي اكتر من الشركة ومكتبك ...وكفاية مسخره
لحد كده...."
نهضت من مكانها وهي مكفهرت الملامح غير مصدقه بساطة كلماته...
"يعني إيه انسى شغلي واسمي اللي عملته بنفسي ... انتَ عايز تضيع تعب السنين..."
حدج بها ورد باستخفاف...
"تعب السنين في انك تعري نفسك قدام الكل.... وجسمك على الاعلان ده في لوحة داعية كبيرة محطوطة في طريق عام.... ووشك على منتجات التجميل واعلان لمنتجات تانيه... ودا بيتكلم عن
جمالك وده بيمدح في جسمك بتحرش لفظي عيني عينك في اي كومنت.....والمعجبين فتحين حسابات باسمك وكلها صور زي زفت...فعلاً تعب سنين بجد..."ضحك ضحكه خاليه من المرح وهو ينظر لها بغضب واستهزء يلمع بعينيه ...
رفعت سبابتها امامه وهي تهدر بضيقٍ من استهزئه بها...
"انا مسمحلكش تتريق عليه وعلى شغلي...وبعدين كل اللي بتقوله ده طبيعي وبيحصل مع اي حد مشهور على سوشيال ميديا مش انا بس....وبعدين انتَ بأي حق تمنعني اكمل في شغلي.... ورفض العروض اللي بتجيلي... "
ابتسم ببرود واسترسل بسخط...
"بما ان جالك حول في رأسك فاحب اقولك امنعك بصفتي جوزك...."
"يسلام...."وضعت يداها بخصرها بعناد..
تشدق بتوعد..
"كسري كلامي وكملي في المسخره دي وانتي هتشوفي...."
ردت بتحدي....
"هكمل ياعمرو....وملكش حاجه عندي..."
مسك كفها بين يده بقوة وهدر بها بنفاذ صبر...
"يعني اي مليش حاجه عندك.... انتي جايبه البجاحه دي كلها منين...."
نظرت لعينيه ببرود ثم اجابته بفظاظة....
"بتعلم بسرعة مش كده...."
قربها منه وهو يقول بإزدراء...
"متجبهاش فيه يابنت عمي انا موصلتش للبجاحه اللي تخليني اقوح في الغلط...."
"دا مش غلط.... دا شغلي و..."
بتر جملتها بسخط...
"شغل مبني على المسخرة...."
برمت شفتيها وهي تقول بسخرية...
"واضح انك ناسي انك جزء من المسخرة دي..."
شدد على فكها فتأوهت بقوة فهدر بها بغضب...
"اياكي تزودي كلمه تانية واضح اني اتسهلت معاكي لدرجة فكرتك اني أضعف من اني ارد على قلة عقلك... اسمعي انا شغال في المجال ده... مصور سيشن إعلانات..... آآه بصور عارضات انتي -كُنتي-
واحده منهم... وحطي جمب كُنتي دي مية شرطه
وخليني اكمل كلامي وجوبك اني اصور آه اشتغل في المجال ده بحكم موهبتي وخبرتي ايوا... لكن اخلي مراتي او اختي تتعرى وانا اقف اصورها
لا مش انا اللي اعمل كده...."
برغم وجع فكها بين يده الى انها علقت ببرود
مهين...
"تتعرى؟... انت مش ملاحظ انك اوفر في تعبير شوية..."
تكلم ببرود...
"دا تعبير الانسب بنسبالي... ونقاش خلص لحد كده...
ومش هنتكلم تاني...." دفعها بعيداً عنه بغضب...
لم تسمح له بمحي شخصيتها وعملها وحياتها فقط لانه أمر بذلك...هدرت بغضب
"يعني اي خلص.... انتَ مفكر انك هتستعبدني عندك... انا بنادمه ولي كياني وحياتي وشغلي...ولانت عايز تمحي كل ده باشارة واحده من ايدك "
حرك كف يده وهو يقول بملل واضح...
"بالله عليكي كفاية دراما لحد كده.... كيانك محدش محاه ونشيد حقوق المرأه بتاعك محدش خرف فيه... وشغلك موجود ، شركة والدك انتي بديري الجزء بتاعك ملكك..... اما حياتك.... فدي متخصكيش لوحدك احنا شركا فيها..... "
تعلقت بعينيه لبرهة قبل ان تقول بعناد...
"انا مش هسيب شغلي ياعمرو..."
تكلم بنبرة غريبة بين الترجي والعتاب...
"ضحي.... ضحي لو مرة في سبيل راحتي.."
تابع بعد ان راى التردد بعينيها....
"انا مش بفرض رايي عليكي ياوعد.... بس شيء طبيعي اني اغير على مراتي...." تركها بهدوء
خارجٍ من الغرفة باكملها تاركها متخبطت المشاعر
في علاقتهم التي لا تكتفي بالحب فقط، تحتاج لاشياءً اخرى حتى تصمد امام كل تلك العواصف
الخفية بداخلهم....
______________________________________
زفرت بحنق وهي تجلس بجوار هند التي كانت تتابع
فلماً من خلال شاشة التلفاز الشاسعة وبيداها طبق
كبير من الفشار....
انتبهت لها هند وحدجت بها بزهول...
"انتي لسه صاحيه.... مش معقول...."
برمت وعد شفتيها وهي تاخذ القليل من حبات الفشار قبل ان تعلق بقرف...
"اي الاوفر ده....اول مره تشوفي واحده صاحيه لحد
اتناشر يعني...."
لكزتها هند وهي تقول بضيقٍ...
"مش قصدي.... انا بس مستغربه ان واحده جوازها معداش عليه اسبوعين كاملين تقعد قعدتك دي... فين جوزك..."
زمت وعد شفتيها وهي تقول بستهزاء...
"آآه اخوكي.... كالعادة بيروح بدري بيرجع متأخر..."
قالت هند بتعاطف مصطنع...
"ياحرام بيتعب عمرو جامد...مموت نفسه في شغل عشان يطفش من وشك...."
توسعت اعين وعد وهي تقول بغضب...
"نعم ياختي.... "
كبحت هند ضحتها وهي تتابع بتأثر زائف...
"متزعليش مني ياوعد بس عمرو شكله مش مرتاح معاكي..... الحقي نفسك بقه لحسان الرجاله دول ملهمش امان وتغير ده يخليكي تحطي عينك وسط رأسك...."
تشدقت وعد بتشكيك..
"انتي بتهزري صح...."
اومات هند بابتسامة رقيقة وهي تقول بجدية...
"طبعاً بهزر ....بس مش كل كلامي هزار صح..يعني التغيير والبعد ده....يخوف اي ست ولا إيه..."
ساد الصمت بينهم وعادة هند لتتابع التلفاز وكانها لم تزرع قنبلة الشك والقلق بداخل صديقتها...
لكن جزءاً من كلام هند صائب.. البعد...التجاهل...التغير خلفه أمرأه اخرى.....هل هو مشغول باخرى ويريد الحصول عليها....او ممكن ان يكون حصل عليها ولان يقضيان وقتاً حميمياً مع بعضهم .....
فلتت شهقت غضبٍ من بين شفتيها وتوسعت عينيها والخيال يرسم أقذع المشاهد بينهم....
انتبهت لها هند ونظرت لها وهي تقول باستفهام...
"مالك ياوعد في إيه...."
"الساعة كام معاكي ياهند...."
اجابتها هند بفتور...
"اتناشر ونص....بتسألي ليه...."
زفرت بضيق وهي تقو باستهزء...
"أبداً.......بطمن بس اصل اخوكي مش بيدخل البيت غير بعد تلاته...."
قالت هند بمزاح ساخر....
"تصدقي محترم....اروع زوج واللهِ.... "
قذفتها وعد بالوسادة وهي تقول بحدة...
"اي رخامه دي ياهند... اي ده...."
اطلقت هند ضحكات عالية وهي ترفع ذراعيها على وجهها تتفادى ضربات الوسادة التي تمسكها وعد...
"خلاص خلاص ولله بهزر........ دا عمرو اخويه دا ياساتر ماثر معاكي تاثير.....استني اما اشوف مصطلح يليق على الوضع.... " صمتت هند للحظات قبل ان تحك بشعرها البني القصير بحيرة..
"قوليلي اي المصطلح المناسب لحالتك...."
زمت وعد شفتيها بسخط....
"جت الحزينه تفرح...."
ضحكت هند بقوة معقبه وسط رناتها العالية...
"يخربيت الفاظك...انتي بتجيبي الكلام دا منين..."
قالت وعد ببساطة وهي تلوح بيداها...
"هيكون منين...شوية من مرات عمك....وشوية من البت نهى...."
علقت هند بحبور...
"آآه فهمت!....بس نهى دي عسل اوي.....اخدت رقمها يوم فرحكم ومش بنبطل رغي وشات مبيفصلش....
بسيطة كده ودمها خفيف.....حبتها اوي اكتر من صحابك التانين....."
بادلتها وعد الإبتسامة بتأكيد....
"نهى دا مفيش زيها ربنا يسعدها...."
"يارب..."وضعت هند حبات الفشار في فمها وتجهت
عينيها للتلفاز مرة اخرى....
عبثت وعد بهاتفها عبر مواقع التواصل الاجتماعي فلفت انتبها منشور لاحد الفتيات تحكي عن
خيانة حبيبها لها بعد اختبار حبه لها من خلال
حساب وهمي للتعارف عليه بسرية تامه والصدمة
الغير متوقعه ان حبيبها كان متقبل العلاقة بل وينغمس معها بالاحاديث المخلة ببارعه ويسايرها
بما تريد ويزيد من جرعة الكلام المعسول الذي لم تسمعه منه أبداً.....
عضت على شفتيها وهي تشارك هند المنشور لتتابع التعليقات عليه معها....
"معقول في كده...."قالتها وعد وهي تقرأ عدد كبير من التعليقات التي تحكي عن قصص الخيانة الغريبة
والغير متوقعه من أناس من المفترض انهم اهل ثقة..
ردت عليها هند ببساطة....
"مستغربة ليه مفيش راجل سالك....ولا في حاجه اسمها حب....الحمدلله اني مش من المغفلين دول
الحمدلله...."
ضربتها وعد على ذراعها وهي تنبه إياها بتحذير....
"احترمي نفسك انا قعده جمبك...."
انتبهت هند وقالت باعتذار...
"ااه صح...انتي واحده منهم.....معلش التعبير خدني شويه...."
ضيقت وعد عينيها وهي تقول بنبرة ذات معنى..
"مش انا بس اخوكي كمان من الرجاله اللي مش سالكين....."
هتفت هند بدفاع اعمى، مضحك بعد الشيء....
"لا ياحبيبتي حسبي......انا اخويه معلهوش غبار....ومش زي دول خالص...."
نظرت لها وعد بتشكيك وعينيها بدأت تلمع بخبث...
"هنشوف.......كل هيبان....."
______________________________________
فتحت الباب المتهالك فوجدت امراتان ضخمتان البنيه ذو ملامح اجرامية مكفهرة..... مُرتدية كل واحدةً منهم عباءة سوداء قديمة ووشاح شفاف
من ذات اللون...
ادخلتهم لوزه وهي تقول بصوتٍ خشنٍ قليلاً...
"اتفضلو ادخله......نورتيني يام فتحي..وانتي يام بطه....... ادخلو تعالو.."
قالت واحده منهم وهي تدلف...
"مسا الخير يالوزه...."
ردت عليها لوزه بترحيب...
"يسعد مساكي يام فتحي ادخلي..."
جلست الامراتين على اول اريكة قابلتهم جلستان بتأهب... وقالت واحده منهم على عجلة....
"متاخذناش يالوزه....بس احنا مستعجلين وورانا مشوار شغل مستعجل وقولنا نعدي عليكي نشوفك عايزه اي مننا اصل البت بطه بنتي قالتلي انك جتيلي وبعتيلي انا وام فتحي...خير ياحبيبتي محتاجه فلوس ولا حاجة..."
ربتت لوزه على ركبة المراة وهي تقول بامتنان
"تعيشي يام بطه....شيلاكي لوقت عوزه...."
نهضت وهي تقول بواجب
"هقوم اعملكم حاجه تشربوها...."
قالت المرأه الاخرى برفض...
"لا لا يالوزه تعالي قعدي...احنا مش غرب....وزي مأم
بطه قالتلك احنا مستعجلين.... ورانا مصلحة متتأجلش..."
زفرت لوزه وهي تعود جالسة على مقعد امامهم..
"ماشي...مش هضغط عليكم....صلو بينا على النبي..."
ردت السيدتان بنفاذ صبر...
"عليه الصلاة والسلام....."
قالت لوزه بجدية...
"انا عيزاكم في لقمة عيش حلوه....ولي تطلبوه هتاخدوه...."
قالت ام بطه باستفهام...
"لقمة عيش في اي بظبط....مانتي عارفه شغلنا... وكار بتاعنا دوستي في كتير قبل كده...."
اجابتها لوزه بتوضيح اكبر...
"هو دا اللي بتكلم فيه يام بطه...انا عيزاكم في طلعه من إياها....حساب قديم هخلصه وعيزاكم
تساعدوني في رده..."
ترددت ام فتحي وهي تقول بحرج..
"ايو يالوزه بس انتي عارفه ان احنا مش بنشتغل ببلاش...."
برمت لوزه شفتيها باستهجان...
"ومين قال اني هشغلكم ببلاش اللي تعزوه تاخدوه مني...أنتو اول مره تتعمله معايا ولا إيه..."
هتفت ام بطة بسرعة وبخبث نسائي...
"اخص عليك يالوزه دا احنا عنينا ليكي... ونبي متزعلي من ام فتحي مانتي عارف ظروفها مزنوقه في جوازة ابنها فتحي وبتلم من هنا وهنا .. وانا برضو زي مانتي شايفه العيال قطمين ضهري طلبات
مبتخلصش دا غير ابوهم صاحب كِيف و..."
قاطعتها لوزه بازدراء....
"خلاص يام بطه متكمليش... كل واحد اولى بحقه.... خدي..." مدت يدها في صدرها واخرجت ورقتين من الاموال الزهيدة وهي تقول...
"دول اول العربون والباقي في اليوم اللي هنفذ فيه .....كده عداني العيب.... "
اخذت ام بطة الورقتين واحده لها والاخرى لرفيقتها
وهي ترد على لوزه...
"كتر خيرك يابنت الأصول...كده بقه فاضل نعرف شكل الوليه اللي عليها العين....وسبينا انتي عليها واحنا هنطلعها من تحت ادينا متفشفشه ..."
نظرت لهم لوزه وقالت بسرعة.....
"لا انا مش عايزه حد يلمسها...دا حقي انا وانا اللي هاخده بايدي كل اللي عيزاه منكم تغطو ضهري ومحدش يحس انا الموضوع مدبر....وانت طبعاً فاهمين هتغطه ضهري ازاي...."
قالت ام بطة بحدة وعتاب...
"عيب عليكي يالوزه انتي مش بتكلمي عيلين من الشارع....هي اول مره..."
قالت لوزه بهدوء...
"متزعليش مني يام بطة...بس انا لازم أاكد عليكم.."
قالت ام فتحي بعجله....
"واحنا عارفين هنعمل إيه....نقره الفاتحه بقه...."
رفع ثلاثتهم أيديهم وتم قراءة الفاتحة على الأذى
اهناك اسواء من هذا؟!...
______________________________________
"هند..... هند.... قومي..." خبطت وعد على ذراعها
برفق.. فتحت هند عينيها وهي تقول بنعاس...
"اي ياوعد الفيلم خلص...."
ابتسمت وعد بإستياء...
"لسه.... بس بنسبه ليكي انتي خلص... ادخلي كملي نومك في اوضتك...."
نهضت هند وهي تتثاب بنعاس...
"طب انا دخله انام بقه.....مش هتطلعي..."
هزت وعد راسها وهي تقول بنفي...
"لا شويه كده.... هكمل الفيلم وطلع..."
اومات لها هند وهي تقول بخفوت...
"طيب تصبحي على خير..."
نظرت لها وعد وهي ترحل وردت عليها بلطف...
"وانتي من اهله ياحبيبتي...."
تنهدت وهي تمسك هاتفها وتعبث به للحظات وأثناء
انشغالها به اتى في عقلها بمنتهى التهور فتح حساب وهمي.. وإرسال رسالة من عليه لعمرو وكان محتواها مختصر....
(ممكن نتعرف.....) خرجت من الحساب وهي تعض على اصابعها وعقلها يدور في إتجاه واحد....
'هل سيرد'.... لكنها على يقين ان الكثير والكثير من المعجبين يبعثون له تلك الرسائل بل واكثر من كلمتين مترددتان تخشى ان يرد عليها من خلالهم ؟! ......
وضعت الهاتف بجوارها بعد ان خرجت من هذا الحساب الوهمي.....
انشغلت في مشاهدة التلفاز قليلاً .....
دلف من باب القصر منهمك الملامح بارهاق.... أنتبه
لضوء النافذ من غرفة المعيشة وصوت التلفاز يصدر منها..
سار نحوها عاقداً الحاجبين وهو ينظر لساعة معصمه
والذي تعدت الثانية صباحاً....
نظر ببنيتاه بهدوء وجدها تجلس على الاريكة تجلس جلسة القرفصاء وتضع على ساقيها طبقاً من الفشار
تاكل منه على مهل وعيناها مسلطة على الشاشة المنيرة أمامها....
جلس بجوارها ، انتبهت له لكنها لم تعره إهتماماً..
"صاحيه ليه لحد دلوقتي..." سالها وعيناه تطوف على جانب وجهها..وشفتيها المتحركة بفعل مضغ
حبات الفشار....
لم تنظر لها بل اكملت ما تفعل وهي تقول ببرود...
"عادي....."
"عادي ازاي يعني.....انتي مش عندك شغل الصبح..."
"مش رايحه....."
رد باستفزاز لتنظر نحوه...
"يبقى احسن برضو..."
فعلت والتفتت له لتنظر لعينيه بشراسة بادلها النظرة
بجاذبية دغدغت انوثتها.... اشاحت بوجهها بحنق وهي تقول ساخرة....
"واضح انك تعبت اوي في شغل انهاردة..."
رد باختصار وهو يخلع سترته...
"مش النهاردة بس.... انا بتعب كل يوم...."
ردت بنزق وتشكيك...
"غريبه كل اللي في شركة بيروحو بدري الا انتَ... تفتكر ليه....."
رد ببساطة...
"يمكن عشان انا اللي مسئول عن العروض اللي متاخرة....ولي لازم تتسلم في معادها.. "
لوت شفتيها هاكمه...
"سبب كافي انك تتاخر صح...."
عقد حاجبيه بشك وهو ينظر نحوها....
" انتي مش بس بتحققي معايا دانتي بتتريقي كمان.... انتي بتشكي فيه.... "
ردت عليه هازئه قبل ان تنهض من مكانها...
"بشك فيك؟..لا مش بشك انا متأكده ..."
مرت بجواره وهو جالس مكانه على الاريكة لم
يسمح لها بالفرار ، جذبها من ذراعها فوقعت على
ساقه وقبض على خصرها بكلتا يداه محاصرها
اكثر....
"متاكده من اي بظبط...." قرب وجهه منها وبعثر سخونية أنفاسه على صفحة وجهها....
اشتعلت رماديتاها وهي تقول بضيق...
"متاكده انك كُنت مع واحده من اللي بيلفو حوليك ...."
ارجع خصلات شعرها للخلف وهو ينظر لغضبها وغيرتها عليه باستمتاع..
"ونفرض ان ده صح.... هتعملي إيه...."
تشنج جسدها بين يداه وحاولت النهوض بغضب...
ابتسم بتسلية وهو يقول بحزم...
"بطلي فرك.... وردي عليه.... هتعملي إيه.... هتسبيها تاخدني منك...."
صاحت بحدة..
"هسبكم انتوا الإتنين تشبعه ببعض..."
قال بعذوبية...
"وهون عليكي...."
قالت بحزن...
"يسلام طب مانا هونت عليك....."
قبل وجنتها ببطء وهو يقول بهدوء....
"لا متهونيش... وبعدين انا مهم لفيت هرجعلك انتي برضو..."
هدرت بغيظاً من كلماته الفظة...
"انت عايز تنقطني ياعمرو....."
تعمق بعينيها وهو يقول بصوتٍ أجش...
"بتغيري...."
هزت راسها بنفي وعناد.... قرب وجهه منها وقال
"تعرفي انك اكبر كدابه عرفتها ...."
اغمضت عينيها وهي تزم شفتيها بتزمر
وسالته بتردد...
"قول الحقيقه كنت مع مين..."
"مكنتش مع حد...."طبع قبلة على شفتيها بسرعة
ابعدت راسها بضعف وهي تفتح عينيها تواجه
بنيتان قاتمتان تلمعان بالرغبة....
"يعني مفيش اي واحده في حياتك..."مالى على جانب عنقها وقبل وشمها وهو يقول بخفوت
"مفيش غيرك....."لثم عنقها ببطء وتروي
جعل كيانها ينهار بين يداه الخبيرة التي تعبث
بوقاحة في مفاتنها....همست باسمه بضعف..
"عمرو...."همهم بخشونة وهو يحل باصابعه اول
أزرار منامتها.....حاولت ابعاده عنها بحرج وهي
تهتف من بين شفتيه بصعوبة...
"عمرو حد يشوفنا أبعد...."
جعل جسدها يستلقي على الاريكة وهو فوقها وشفتيه الخبيرة تفعل العجب بثغرها المنفجر
فتنة ورغبة به....
برغم من المقاومة منها إلا انه لم يتوقف عن ما يفعله
معها...بدأت تئن بضعف من مجرد قبلات ولمسات حانية....همس عمرو في اذنها بصوتٍ متحشرج...
"وحشتيني....يامجنونة...."اغمضت عينيها وهي تعض على شفتيها بخجل وردت عليه بخفوت
"وانت كمان..... وحشتني......"افترس شفتيها مره أخرى لكن بضراوة اطاحت بعقلها وعقله وانغمس بجسدها اكثر وبمنتهى الجنون بادلته بمنتهى الاستسلام والحب واهات الشوق من شفتيها نغمة أدمن سمعها....
رفعها عن الاريكة وهي بين احضانه تعانقه بقوة
محيطه خصره بساقيها وكانتى شفتاه تلقي
تعويذة السحرِ بفمها الناعم...
صعد بها لغرفته ملقي إياها على الفراش وهو معها
ابعد راسه عنها وتحسس بيداه وجهها وشفتيها نزولاً
لعنقها الناعم وهو يقول باعجاب صارخ....
" جميله اوي ياوعد.... جميلة اوي ياحبيبتي... "
إبتسمت شفتيها ولمعة عينيها بومض الحب وهي تنظر إليه متعمقه بملامحه الرجولية الجذابة
عن قرب...وجدته يميل بلهفة عليها ويقضم شفتيها متذوق اشهى مذاق للحلوى من خلالهم......
تلك المرة كانت رغبة وحب...وكان الشوق تغلب على اي ماضي يداهم حياتهم في تلك اللحظات النادرة...
______________________________________
انكمشت ملامحها بانزعاج شاعره بمن يعبث بخصلات شعرها صعوداً وهبوطاً......
فتحت عينيها ببطئ فوجدت رأسها تتوسد كتف رجولي عاري....رفعت رماديتيها على وجهه الجذاب
عن قرب وابتسامته الحانية تداعب شفتيه العابثة...
شقت شفتيها إبتسامة ناعمة وهي تقول بخجل...
"صباح الخير....."
تخلل باصابعه شعرها بنعومة وهو يقول بمداعبة
"صباح الورد.....ياحبيبي...."
عضت على شفتها وهي تسحب الغطاء باحكام على جسدها....و تنحنحت وهي تساله بخفوت...
"هي الساعة كام دلوقتي...." رفع يده عن شعرها وهو يميل نحو المنضدة بجواره ملتقط الهاتف وهو يقول...
"الساعة.......حداشر...."
توسعت عينيها وهي تحدج به...
"حداشر مرحتش الشغل يعني...."
استلقى على جانبه واخذها باحضانه وهو يجيبها بهدوء..
"أجازه النهاردة...."
رفعت حاجبها باستغراب...
"أجازه......إزاي يعني؟...."
نظر بإطار عينيها وهو يقول بمزاح ثقيل..
"يعني قررت اعوضك عن الغياب اللي فات خصوصاً
اني بقالي فترة مع مراتي التانية وسايب الاولى تصور سلفي مع حيطان الاوضه...."
لكزته بصدره بقوة....
"اي الغلاسة دي.....بطل كدب... "
كبح ضحكته وهو يقول بمراوغة..
"انا مش بكدب على فكره انا فعلاً متجوز عليكي تلاته...."
"تلاته...... يامفتري..... تلاته...." لكزته بصدره فوجدته ينفجر ضاحكاً عليها ضحكة تذيب قلبها العاشق وبرغم من تاملها لملامحه المرحة للحظات إلا
انها انتبهت لكلماته اللزجه فقالت بغيظ...
"تصدق انك غلس وكداب...."
توقف عن الضحك بتدريج وهو ينظر لها بدهشة..
"انا غلس...."
اكملت بحنق...
"وكداب...."
رفع الغطاء فجأه عن جسدها وهو يكمل عنها
بخبث...
"وقليل الادب كمان...." اصبح فوقها وحاصر جسدها
الغض بهيمنه باتت تعشقها وتتوق لها خصوصاً من خلال تلك البنيتان الوقحتان....
"انتَ بتعمل اي ياعمرو.... ابعد عني... وبطل قلة ادب...." ضربته بذراعه بغيظ كي يحررها...
حدج بها عمرو بخبث وقال...
"لسانك طويل ياحبيبي.... وايدك اطول...." وجدته يميل عليها باعين عابثة لا تبشر بخير....هتفت بصوتٍ
متردد "هتعمل إيه...عمرو إياك...وللهِ....آآه..خلاص..آآه
ياعمرو حرام عليك...."كانت تتأوّه وتضحك في ذات الوقت فكانت اسنانه الحادة تدغدغ عنقها بقوة فتارة تضحك وتارة تتاوه من عنفه قضمته.....وسط ضحكاتها المرحه ...
"عمرو كفاية بجد...مش قادرة.....خلاص....."خرج تأوة اقوى بعد قضمه من أسنانه على عنقها....لم يبتعد عنها بل رفع راسه وداهم رماديتاها وهو يقول بصلابة....
"هطولي لسانك تاني....."هزت راسها بنعم ،لمعت عينيه بومض العبث وكادَ ان يميل على عنقها مره
اخرى ولكنها اوقفته بسرعة وهي تقول بنعومة....
"خلاص..... خلاص...مش هتكرر تاني...."
نظر لعينيها وهو يقول بمكر...
"مم..... طب مش هتصلحيني...."
عقدت يداها حول عنقه وهمهمات بدلال..
"اصلحك إزاي...."
رد بخبث..
"انتي عارفه...."
رفعت راسها لتقرب شفتيها من خاصته فوجدته يبعد راسه قليلاً....لم تنتبه فحاولت مره أخرى فكررها ببساطة.....زمت شفتيها وهي تقول بضيق...
"وبعدين بقه....."
نظر لها وقال ببراءة زائفة...
"انا اللي المفروض اقول كده...انا مستني من بدري..."
هتفت بتزمر...
"مانتَ بتبعد..."
"اي دا بجد...... طب متقوليلي قرب..."
لوت شفتها بتافف وانزعاج...
"طب قرب..."
قرب وجهه منها وبدات أسنانه تدغدغها بمداعبة...وهو يقول بخفوت...
"كده.... كدا حلو....مفيش اقرب من كده صح ..." ضحكت بقوة وهي تحاول التملص منه وهتفت
إسمه بتاوة حار. .
"يا عمرو.... "
نظر لها وهو يتنهد بحرارة امام وجهها....
"اي..... ياحبيبي عمرو ....."
كانت على لسانها تلك الحروف الذهبية التي تعبر عن مشاعرها العاطفية نحوه ولكنها لجمت امام وجهه وتفحص عيناه المنتظره فلم تجد أمامها إلا الاقتراب
منه وتقبيله ببطء وارتجاف واضح من تلك الخطوة
الأول التي تبداها بنيابة عنه.... لم ينتظر اكثر بل بادلها القبلة بجنون رجولي ليقودها لطريقها
المعروف ، منغمس جسدها بجسده بتناغم
لا يعرفه إلا لحنٍ خاص بهم.....
كانت تمشط شعرها امام مرآة الزينة وعيناها تتابعه من خلالها كان يقف خلفها يجفف شعرها بمنشفة
تحيط عنقه.....
أنتبه لعينيها الشاردة به اقترب منها ولف ذراعيه من الخلف حول خصرها ولصق جانب وجهه بوجهها وهو ينظر لها خلال المرآة.....ساد الصمت قليلاً وبينهم ملحمة من النظرات الحميمية الدافئة....
"اي رايك نقضي اليوم النهاردة برا....."ابتسمت شفتيها المتفجرة فتنة....
"موافقة....طالما معاك...."
طبع قبلها على عنقها وهو يسألها بحنان...
"تحبي نروح فين...."
تنهدت بحرارة واجابته باستسلام...
"اي حته...مش هعترض...."
"مش هتعترضي خالص...."
هزت رأسها وعادت الكلمة على شفتيها...
"خالص...."
"طب تحبي الاكل يكون ا..."
استدارت له وهي تقول بسرعة...
"مش محتاجه سؤال يعني سي فود..."
مسك فكها ورفع عينيها إليه معلقاً بمزاح ثقيل...
"كابوريا ياخواتي...."ضربت كفه وهي تبتعد عنه
بضيق زائف وعينيها تتلألأ بسعادة.....
نظر عمرو له وهي تبحث عن شيءٍ ما فسألها بهدوء..
"بدوري على إيه..."
عضت على شفتيها وهي تتردد قليلاً قبل ان تقول..
"السلسلة اللي انتَ جبتهالي.....اخر مره سبتها في الحمام و....."
قاطعها وهو يقول باختصار..
"قصدك رمتيها....."
اسلبت عينيها بحرج وهي تقول بتردد...
"هي معاك...."
"ااه معايا...."
رفعت عينيها وهي تقول بحرج اكبر...
"طب هاتها...."
قال بنبرة شديدة الهدوء قليلاً....
"وطالما انتي عيزاها اوي كده ...رمتيها ليه...."
اشاحت بوجهها واحمرت وجنتيها غضبٍ وخجل
من كلماته.....
ساد الصمت قليلاً قبل ان تسمعه يقول بخفوت...
"تعالي....قربي...."
اقتربت منه وعيناها بعيناه وجدته يفتح درج منضدة الزينة ويخرج السلسلة من العلبة وهو يأرجحها امام عينيها قائلاً بنبرة ذات معنى....
"مش كل مره هتسبيها وهتيجي تلقيها زي ماهيه....يمكن المرة الجاي تضيع بجد....حافظي
عليه....."وضعها داخل كف يدها واغلق قبضتها
عليها وهو يقول بذات النبرة الغريبة....
"مهم حصل اتمسكي بيها اكتر من كده...."نظرت لعينيه وجدية نبرته معها.. لم يصدر منها الا ايماءة بسيطة ، صدر من قلبها رجفة خوفاً من الماضي والمستقبل معه.....
ضراوة حربٍ قائمة، والعشق كالجمر المُلتهب ، باي حياة تريد يا 'عمرو' ، واي مكان تنتمي يا 'وعد' ؟!
ابتعدت عنه قليلاً وهي تقول بهدوء....
"متقلقش....مش هضيعها تاني...."دلفت للحمام تخفي
دموع انسابت بوهنٍ من ماضي يرفرف في حياتهم مهم توهمت انهُ نسى إياه مثلها !....
تعلم ان المُذنب يحاول النسيان ويفلح في الأمر لكن مابالك بمن أصيب بذنب ذاته واحترقت كرامته على جماره ولازال صامد يتابع حياته وكان شيءٍ لم يكن
لكن بداخله تظل قتامة قاسية لا تخرج إلا رذاذ ، فقط رذاذ نحوها يشعل قلبها، ويأنبها ضميرها
وتتلوى على جمار الندم
' ليتني ما تركت قلبك يوماً ياحبيبي !.... '
زفر بضيق وهو يرى ابتعادها وإغلاق الباب عليها
وكانه تختبئ من مواجهته.....
يريد المواجهة واخرج كل ما بداخله ليته يرتاح وتعرف هي العلاج له.....
راى انارة هاتفها بأشعار عبر الإنترنت..التقطه بفتور وفتح النمط الخاص به فوجد أشعار من حساب وهمي قد سجلت الدخول به...مط شفتيه وهو
يدخل عليه بفضول ليجده انه مستجد وتسجيل
عليه كان فقط البارحة ولا يوجد عليه شيءٍ مهم... فتح الرسائل فوجد رسالة مرسلة منها لحسابه الخاص محتواها...
(ممكن نتعرف....)
ابتسم بخبث وتسلية بعد فهم المغزى من هذا الحساب...تحدث لنفسه بخفوت...
"اختبار خيانة وكده....."اعاد كل شيء لمكانه وترك هاتفها وفتح حسابه وبحث في الرسائل الوارده له
من بعض المتابعين والتي تتعدى الآلاف من
الرسائل من جميع الجنسيات....
تذكر الاسم الذي يعد تموية حتى لا يكشف هويتها بسهولة.....ضحك بإستياء وهو يقول في نفسه بتسلية واضحة...
"فوفه !......من وعد لفوفه حرام عليكي...."
وجد حسابها أخيراً ففتح المحادثة ورد عليه بمراوغة...(وماله نتعرف...يا.......يافوفه....)ارسل
وجه يداعب بغمزة وقحة.....
كبح ضحكته عندما وجدها تخرج من الحمام وهي تقول بخفوت....
"وقف كدا ليه ياعمرو...."
"مفيش كُنت بشوف حاجه على التلفون...."
قالت بتردد....
"رسالة...."
رفع حاجبه وقال بمكر...
"رسالة؟....رسالت اي...""
قالت بارتباك ...
"معرفش...انا بسألك...."
قال بخبث غير مرئي....
"لو بتكلمي على رسايل المعجبين فهم كتير وانا مليش خلق اقرأ حاجه بصراحة.... تحبي تقريهم بنفسك....وتطمني..."مد الهاتف لها ببساطة...
ارتبكت وهي تبعد الهاتف الممسك به برفق عنها
وهي تقول بصوتٍ متحشرج....
"اطمن؟.....اطمن من إيه...انا واثقه فيك...."
"بجد...."
مررت يدها على جانب عنقها وطاطاة براسها وهي تقول بنبرة اكثر ثباتاً....
"أيوه.....واثقه فيك انتَ مش مصدقني ولا إيه..."
مط شقتيه وهو يقول بسخرية....
"لا إزاي مصدقك طبعاً.... "
طرق الباب عليهم في تلك الحظة جعلته يتقدم منه ويفتح إياه ليجد الخادمة امام وجهه في تلك
اللحظة....
"في حاجه يامدام روحيه...."
"لمؤخده يابيه بس في واحده ست في اديها شنطة سفر مستنيه حضرتك تحت....."
"ست...ست مين....متعرفيش إسمها إيه...."
حاولت الخادمة التذكر لغرابة الإسم وثقلة على لسانها....
"إسمها....ايوا ياعمرو بيه اسمها دارين...."
"دارين...."نطقتها وعد بصدمة وهي تقف خلفه تحدج به بصمت وقد بهتت ملامحها فجأه ...نظر عمرو لها نظرة غريبة ولم تتحرك عضلة بملامحه وهو يخرج خلف الخادمة بدون ان يخرج كلمة واحده لها.....
خرجت خلفه بعد ان ذاب جليد الصدمة من على جسدها ، وقفت على اول درجات السُلَّم وهي ترى امراة فاتنة شقراء متفجرة الانوثة من خلال جسد ممشوق.....كانت تعانق زوجها بحميمية واضحه
وهي تبكي بحرقه على صدره والاخر يربت عليها بحنو....قد انتبهت أخيراً لراسها المحيط بشاش
أبيض طبي... وذراعها المجبر والمرتاح بداخل رباط طبي متعلق بمؤخرة عنقها....
سمعت عمرو يقول بهدوء بعد ان ابعد دارين عن احضانه بحزم......
"ممكن تهدي يادارين...وكفاية عياط.....فهميني اي اللي حصلك ومين اللي عمل فيكي كده...."انفجرت
اكثر بالبكاء وهي تلقي رأسها على كتفه مرة
اخرى مشبثه يداها به بقوة وكانه طوق النجاه.....
نظرت لها وعد بغيظ و
........يتبع
تسمرت رماديتاها عليه لبرهة.... قبل ان تزفر بإستياء
لعله يلتفت لها....لكنه لم يفعل بل ظل مكانه على
الفراش ممد ساقيه يعمل عبر هذا الحاسوب ومصوب
تركيزه كله عليه....
من وقت الاجتماع وهو صامت يتجاهلها عن عمد، هل أخطأت في قبول عرض الإعلان... بل ان الفرصة كبيرة ومهمه في خطوة نجاحها وستضيف
لها بالطبع....لِمَ الغضب اذن....
رفعت عينيها مره اخرى عليه وهي مكانها على تلك الاريكة تتظاهر بقراءة كتاباً ما.....إنتهى الباقي من الصبر بداخلها فقالت بدون مقدمات...
"انتَ مش ملاحظ انك متغير معايا من الصبح..."ظنت انه سيتجاهلها ويحرجها بكلام لكنه
رد ببرود وبدون ان ينظر نحوها...
"انتي اذكى من انك تسألي سؤال زي ده...."
تركت الكتاب بجوارها وهي تحدج به بأهتمام...
وقالت بنبرة منزعجه...
"ممكن افهم في إيه بظبط..."
عينيه على الحاسوب ويعمل بهدوئه المعروف لكن عيناه قاتمة مخيفة وكانه على وشكل الانفجار في اي لحظه......
لم ترى وعد كل هذا بل ظلت ترمقه بحنقٍ من تجاهله وبروده المستمر معها....وكان حديث التغير واكمال زيجة طبيعية معاً كانت هوجاء تهتف بها ..وهو لم يخرج من هذا الحوار إلا بمعلومة مفيدة ألا وهي عدم طلبها بطلاق منه بعد الآن !.......
مغفلة ياوعد.....عديمة الكرامة...وضعيفة....ومنبوذة من الجميع.....ياغبية اي عقلٍ وضع براسك لتغفري له
خداعه ومن ثم مكالمته مع تلك الـ(دارين) اي عقلٍ
وضع لتحاولي للمرة الثانيه خوض حربٍ متأكده
من خسارتها...هل كل هذا لاجل حبٍ ينبع بداخلك لا بداخله....افيقي هو يكرهك ينفر منكِ....الزواج لم يكن إلا انتقاماً وها هو الانتقام التجاهل وقلة التقدير
والبرود في علاقة زوجية حديثة لم يمر عليها إلا سبعة أيام وكلهم جفاء وكتمان؟...اي حربٍ يافاشلة
تريدين كسبها....هل كسبتي يوماً في حياتك
العاطفية استقراراً مع من تحبي.... او إسترداد حب ابيكِ لكِ وتغيره من ناحيتك .....اي حربٍ وانتِ اضعف من الضعف بذاته....بالله عليكِ افيقِ من احلام اليقظه الحب لا يكفي.... والماضي قتامة مفزعه
وانتي من اختارتي لونٍ تخشي الخوض بداخله.....(الأسود)
هزت راسها واعتصرت عينيها بألم وهي تعنف نفسها بقوة...لو كانت قررت العيش مستقرة بعيداً عن الحب والزواج لكانت بافضل حال...على الأقل لن يعمل عقلها في تلك الدائره للمرة الثانية....
يالهي وكان الفرح يشم رائحتها من بعيد فيختبئ قبل ان تراه ويراها وكانهم أعداء او لا يلائماً
بعض قط ؟!...
تكلمت بكبرياء بعد صمت كان حربٍ بداخلها...
"انا همضي العرض مع جمال عزمي بكره...ويمكن يبقى في مابيني وبين الشركة تعاقد لاخر سنة....."
عض على شفته بغضب وهو يضرب ازرار الحاسوب
بتجهم واضح.... مما زاد تشفيها به وهي تقول بصلف...
"بجد الراجل ذوق اوي وبيفهم......عرض زي ده محدش يقدر يعمله غيري....."
اغلق عمرو الحاسوب بقوة وهو ينظر امامه وتركها تتابع وهو يغلي بداخله....
اكملت وعد وهي تمط شفتيها الجميلة بتسلية وخبث ..
"تعرف اني متمحسة لشغل معاه....مش بس عشان العرض مغري لا.... عشان اللي مسئول عن الاعلان واخراجه.....جوزي حبيبي.....قد إيه هيبقى الشغل
معاك هايل...."
اعتدل في جلسته واصبح جالساً على حافة الفراش وأخيراً داهمت عينيها قتامة بنيتاه وهو يعقب على حديثها بجزع...
"واضح ان سكوتي بينلك اني اضعف من اني اتكلم في حاجه انا مش عايزك تعمليها...."
تعلقت بعينيه باشتياق خفي واثناء هذا ردت عليه باستنكار بارد...
"كان ممكن تتكلم ونتناقش...وساعتها يتقنعني يقنعك انا...."
لوى شفته بتبرم واضح وهو يعلق هزائاً
"تقنعيني بأيه.....إنك عايزه تتعري قدام الناس بفساتين من اياهم...ولا تقنعيني بالممثل اللي
هياخدك في حضنه بعد ما ترشي رشه من البرفن...."
امتقعت ملامحها وقالت بنبرة جليديه....
"وللهِ الفكرة فكرتك....انا مطلبتش حد معايا في الإعلان..."
نهض وهو ينهي النقاش بسأم وامراً قاسي...
"انسي موضوع الإعلان دا خالص....مفيش شغل ليكي اكتر من الشركة ومكتبك ...وكفاية مسخره
لحد كده...."
نهضت من مكانها وهي مكفهرت الملامح غير مصدقه بساطة كلماته...
"يعني إيه انسى شغلي واسمي اللي عملته بنفسي ... انتَ عايز تضيع تعب السنين..."
حدج بها ورد باستخفاف...
"تعب السنين في انك تعري نفسك قدام الكل.... وجسمك على الاعلان ده في لوحة داعية كبيرة محطوطة في طريق عام.... ووشك على منتجات التجميل واعلان لمنتجات تانيه... ودا بيتكلم عن
جمالك وده بيمدح في جسمك بتحرش لفظي عيني عينك في اي كومنت.....والمعجبين فتحين حسابات باسمك وكلها صور زي زفت...فعلاً تعب سنين بجد..."ضحك ضحكه خاليه من المرح وهو ينظر لها بغضب واستهزء يلمع بعينيه ...
رفعت سبابتها امامه وهي تهدر بضيقٍ من استهزئه بها...
"انا مسمحلكش تتريق عليه وعلى شغلي...وبعدين كل اللي بتقوله ده طبيعي وبيحصل مع اي حد مشهور على سوشيال ميديا مش انا بس....وبعدين انتَ بأي حق تمنعني اكمل في شغلي.... ورفض العروض اللي بتجيلي... "
ابتسم ببرود واسترسل بسخط...
"بما ان جالك حول في رأسك فاحب اقولك امنعك بصفتي جوزك...."
"يسلام...."وضعت يداها بخصرها بعناد..
تشدق بتوعد..
"كسري كلامي وكملي في المسخره دي وانتي هتشوفي...."
ردت بتحدي....
"هكمل ياعمرو....وملكش حاجه عندي..."
مسك كفها بين يده بقوة وهدر بها بنفاذ صبر...
"يعني اي مليش حاجه عندك.... انتي جايبه البجاحه دي كلها منين...."
نظرت لعينيه ببرود ثم اجابته بفظاظة....
"بتعلم بسرعة مش كده...."
قربها منه وهو يقول بإزدراء...
"متجبهاش فيه يابنت عمي انا موصلتش للبجاحه اللي تخليني اقوح في الغلط...."
"دا مش غلط.... دا شغلي و..."
بتر جملتها بسخط...
"شغل مبني على المسخرة...."
برمت شفتيها وهي تقول بسخرية...
"واضح انك ناسي انك جزء من المسخرة دي..."
شدد على فكها فتأوهت بقوة فهدر بها بغضب...
"اياكي تزودي كلمه تانية واضح اني اتسهلت معاكي لدرجة فكرتك اني أضعف من اني ارد على قلة عقلك... اسمعي انا شغال في المجال ده... مصور سيشن إعلانات..... آآه بصور عارضات انتي -كُنتي-
واحده منهم... وحطي جمب كُنتي دي مية شرطه
وخليني اكمل كلامي وجوبك اني اصور آه اشتغل في المجال ده بحكم موهبتي وخبرتي ايوا... لكن اخلي مراتي او اختي تتعرى وانا اقف اصورها
لا مش انا اللي اعمل كده...."
برغم وجع فكها بين يده الى انها علقت ببرود
مهين...
"تتعرى؟... انت مش ملاحظ انك اوفر في تعبير شوية..."
تكلم ببرود...
"دا تعبير الانسب بنسبالي... ونقاش خلص لحد كده...
ومش هنتكلم تاني...." دفعها بعيداً عنه بغضب...
لم تسمح له بمحي شخصيتها وعملها وحياتها فقط لانه أمر بذلك...هدرت بغضب
"يعني اي خلص.... انتَ مفكر انك هتستعبدني عندك... انا بنادمه ولي كياني وحياتي وشغلي...ولانت عايز تمحي كل ده باشارة واحده من ايدك "
حرك كف يده وهو يقول بملل واضح...
"بالله عليكي كفاية دراما لحد كده.... كيانك محدش محاه ونشيد حقوق المرأه بتاعك محدش خرف فيه... وشغلك موجود ، شركة والدك انتي بديري الجزء بتاعك ملكك..... اما حياتك.... فدي متخصكيش لوحدك احنا شركا فيها..... "
تعلقت بعينيه لبرهة قبل ان تقول بعناد...
"انا مش هسيب شغلي ياعمرو..."
تكلم بنبرة غريبة بين الترجي والعتاب...
"ضحي.... ضحي لو مرة في سبيل راحتي.."
تابع بعد ان راى التردد بعينيها....
"انا مش بفرض رايي عليكي ياوعد.... بس شيء طبيعي اني اغير على مراتي...." تركها بهدوء
خارجٍ من الغرفة باكملها تاركها متخبطت المشاعر
في علاقتهم التي لا تكتفي بالحب فقط، تحتاج لاشياءً اخرى حتى تصمد امام كل تلك العواصف
الخفية بداخلهم....
______________________________________
زفرت بحنق وهي تجلس بجوار هند التي كانت تتابع
فلماً من خلال شاشة التلفاز الشاسعة وبيداها طبق
كبير من الفشار....
انتبهت لها هند وحدجت بها بزهول...
"انتي لسه صاحيه.... مش معقول...."
برمت وعد شفتيها وهي تاخذ القليل من حبات الفشار قبل ان تعلق بقرف...
"اي الاوفر ده....اول مره تشوفي واحده صاحيه لحد
اتناشر يعني...."
لكزتها هند وهي تقول بضيقٍ...
"مش قصدي.... انا بس مستغربه ان واحده جوازها معداش عليه اسبوعين كاملين تقعد قعدتك دي... فين جوزك..."
زمت وعد شفتيها وهي تقول بستهزاء...
"آآه اخوكي.... كالعادة بيروح بدري بيرجع متأخر..."
قالت هند بتعاطف مصطنع...
"ياحرام بيتعب عمرو جامد...مموت نفسه في شغل عشان يطفش من وشك...."
توسعت اعين وعد وهي تقول بغضب...
"نعم ياختي.... "
كبحت هند ضحتها وهي تتابع بتأثر زائف...
"متزعليش مني ياوعد بس عمرو شكله مش مرتاح معاكي..... الحقي نفسك بقه لحسان الرجاله دول ملهمش امان وتغير ده يخليكي تحطي عينك وسط رأسك...."
تشدقت وعد بتشكيك..
"انتي بتهزري صح...."
اومات هند بابتسامة رقيقة وهي تقول بجدية...
"طبعاً بهزر ....بس مش كل كلامي هزار صح..يعني التغيير والبعد ده....يخوف اي ست ولا إيه..."
ساد الصمت بينهم وعادة هند لتتابع التلفاز وكانها لم تزرع قنبلة الشك والقلق بداخل صديقتها...
لكن جزءاً من كلام هند صائب.. البعد...التجاهل...التغير خلفه أمرأه اخرى.....هل هو مشغول باخرى ويريد الحصول عليها....او ممكن ان يكون حصل عليها ولان يقضيان وقتاً حميمياً مع بعضهم .....
فلتت شهقت غضبٍ من بين شفتيها وتوسعت عينيها والخيال يرسم أقذع المشاهد بينهم....
انتبهت لها هند ونظرت لها وهي تقول باستفهام...
"مالك ياوعد في إيه...."
"الساعة كام معاكي ياهند...."
اجابتها هند بفتور...
"اتناشر ونص....بتسألي ليه...."
زفرت بضيق وهي تقو باستهزء...
"أبداً.......بطمن بس اصل اخوكي مش بيدخل البيت غير بعد تلاته...."
قالت هند بمزاح ساخر....
"تصدقي محترم....اروع زوج واللهِ.... "
قذفتها وعد بالوسادة وهي تقول بحدة...
"اي رخامه دي ياهند... اي ده...."
اطلقت هند ضحكات عالية وهي ترفع ذراعيها على وجهها تتفادى ضربات الوسادة التي تمسكها وعد...
"خلاص خلاص ولله بهزر........ دا عمرو اخويه دا ياساتر ماثر معاكي تاثير.....استني اما اشوف مصطلح يليق على الوضع.... " صمتت هند للحظات قبل ان تحك بشعرها البني القصير بحيرة..
"قوليلي اي المصطلح المناسب لحالتك...."
زمت وعد شفتيها بسخط....
"جت الحزينه تفرح...."
ضحكت هند بقوة معقبه وسط رناتها العالية...
"يخربيت الفاظك...انتي بتجيبي الكلام دا منين..."
قالت وعد ببساطة وهي تلوح بيداها...
"هيكون منين...شوية من مرات عمك....وشوية من البت نهى...."
علقت هند بحبور...
"آآه فهمت!....بس نهى دي عسل اوي.....اخدت رقمها يوم فرحكم ومش بنبطل رغي وشات مبيفصلش....
بسيطة كده ودمها خفيف.....حبتها اوي اكتر من صحابك التانين....."
بادلتها وعد الإبتسامة بتأكيد....
"نهى دا مفيش زيها ربنا يسعدها...."
"يارب..."وضعت هند حبات الفشار في فمها وتجهت
عينيها للتلفاز مرة اخرى....
عبثت وعد بهاتفها عبر مواقع التواصل الاجتماعي فلفت انتبها منشور لاحد الفتيات تحكي عن
خيانة حبيبها لها بعد اختبار حبه لها من خلال
حساب وهمي للتعارف عليه بسرية تامه والصدمة
الغير متوقعه ان حبيبها كان متقبل العلاقة بل وينغمس معها بالاحاديث المخلة ببارعه ويسايرها
بما تريد ويزيد من جرعة الكلام المعسول الذي لم تسمعه منه أبداً.....
عضت على شفتيها وهي تشارك هند المنشور لتتابع التعليقات عليه معها....
"معقول في كده...."قالتها وعد وهي تقرأ عدد كبير من التعليقات التي تحكي عن قصص الخيانة الغريبة
والغير متوقعه من أناس من المفترض انهم اهل ثقة..
ردت عليها هند ببساطة....
"مستغربة ليه مفيش راجل سالك....ولا في حاجه اسمها حب....الحمدلله اني مش من المغفلين دول
الحمدلله...."
ضربتها وعد على ذراعها وهي تنبه إياها بتحذير....
"احترمي نفسك انا قعده جمبك...."
انتبهت هند وقالت باعتذار...
"ااه صح...انتي واحده منهم.....معلش التعبير خدني شويه...."
ضيقت وعد عينيها وهي تقول بنبرة ذات معنى..
"مش انا بس اخوكي كمان من الرجاله اللي مش سالكين....."
هتفت هند بدفاع اعمى، مضحك بعد الشيء....
"لا ياحبيبتي حسبي......انا اخويه معلهوش غبار....ومش زي دول خالص...."
نظرت لها وعد بتشكيك وعينيها بدأت تلمع بخبث...
"هنشوف.......كل هيبان....."
______________________________________
فتحت الباب المتهالك فوجدت امراتان ضخمتان البنيه ذو ملامح اجرامية مكفهرة..... مُرتدية كل واحدةً منهم عباءة سوداء قديمة ووشاح شفاف
من ذات اللون...
ادخلتهم لوزه وهي تقول بصوتٍ خشنٍ قليلاً...
"اتفضلو ادخله......نورتيني يام فتحي..وانتي يام بطه....... ادخلو تعالو.."
قالت واحده منهم وهي تدلف...
"مسا الخير يالوزه...."
ردت عليها لوزه بترحيب...
"يسعد مساكي يام فتحي ادخلي..."
جلست الامراتين على اول اريكة قابلتهم جلستان بتأهب... وقالت واحده منهم على عجلة....
"متاخذناش يالوزه....بس احنا مستعجلين وورانا مشوار شغل مستعجل وقولنا نعدي عليكي نشوفك عايزه اي مننا اصل البت بطه بنتي قالتلي انك جتيلي وبعتيلي انا وام فتحي...خير ياحبيبتي محتاجه فلوس ولا حاجة..."
ربتت لوزه على ركبة المراة وهي تقول بامتنان
"تعيشي يام بطه....شيلاكي لوقت عوزه...."
نهضت وهي تقول بواجب
"هقوم اعملكم حاجه تشربوها...."
قالت المرأه الاخرى برفض...
"لا لا يالوزه تعالي قعدي...احنا مش غرب....وزي مأم
بطه قالتلك احنا مستعجلين.... ورانا مصلحة متتأجلش..."
زفرت لوزه وهي تعود جالسة على مقعد امامهم..
"ماشي...مش هضغط عليكم....صلو بينا على النبي..."
ردت السيدتان بنفاذ صبر...
"عليه الصلاة والسلام....."
قالت لوزه بجدية...
"انا عيزاكم في لقمة عيش حلوه....ولي تطلبوه هتاخدوه...."
قالت ام بطه باستفهام...
"لقمة عيش في اي بظبط....مانتي عارفه شغلنا... وكار بتاعنا دوستي في كتير قبل كده...."
اجابتها لوزه بتوضيح اكبر...
"هو دا اللي بتكلم فيه يام بطه...انا عيزاكم في طلعه من إياها....حساب قديم هخلصه وعيزاكم
تساعدوني في رده..."
ترددت ام فتحي وهي تقول بحرج..
"ايو يالوزه بس انتي عارفه ان احنا مش بنشتغل ببلاش...."
برمت لوزه شفتيها باستهجان...
"ومين قال اني هشغلكم ببلاش اللي تعزوه تاخدوه مني...أنتو اول مره تتعمله معايا ولا إيه..."
هتفت ام بطة بسرعة وبخبث نسائي...
"اخص عليك يالوزه دا احنا عنينا ليكي... ونبي متزعلي من ام فتحي مانتي عارف ظروفها مزنوقه في جوازة ابنها فتحي وبتلم من هنا وهنا .. وانا برضو زي مانتي شايفه العيال قطمين ضهري طلبات
مبتخلصش دا غير ابوهم صاحب كِيف و..."
قاطعتها لوزه بازدراء....
"خلاص يام بطه متكمليش... كل واحد اولى بحقه.... خدي..." مدت يدها في صدرها واخرجت ورقتين من الاموال الزهيدة وهي تقول...
"دول اول العربون والباقي في اليوم اللي هنفذ فيه .....كده عداني العيب.... "
اخذت ام بطة الورقتين واحده لها والاخرى لرفيقتها
وهي ترد على لوزه...
"كتر خيرك يابنت الأصول...كده بقه فاضل نعرف شكل الوليه اللي عليها العين....وسبينا انتي عليها واحنا هنطلعها من تحت ادينا متفشفشه ..."
نظرت لهم لوزه وقالت بسرعة.....
"لا انا مش عايزه حد يلمسها...دا حقي انا وانا اللي هاخده بايدي كل اللي عيزاه منكم تغطو ضهري ومحدش يحس انا الموضوع مدبر....وانت طبعاً فاهمين هتغطه ضهري ازاي...."
قالت ام بطة بحدة وعتاب...
"عيب عليكي يالوزه انتي مش بتكلمي عيلين من الشارع....هي اول مره..."
قالت لوزه بهدوء...
"متزعليش مني يام بطة...بس انا لازم أاكد عليكم.."
قالت ام فتحي بعجله....
"واحنا عارفين هنعمل إيه....نقره الفاتحه بقه...."
رفع ثلاثتهم أيديهم وتم قراءة الفاتحة على الأذى
اهناك اسواء من هذا؟!...
______________________________________
"هند..... هند.... قومي..." خبطت وعد على ذراعها
برفق.. فتحت هند عينيها وهي تقول بنعاس...
"اي ياوعد الفيلم خلص...."
ابتسمت وعد بإستياء...
"لسه.... بس بنسبه ليكي انتي خلص... ادخلي كملي نومك في اوضتك...."
نهضت هند وهي تتثاب بنعاس...
"طب انا دخله انام بقه.....مش هتطلعي..."
هزت وعد راسها وهي تقول بنفي...
"لا شويه كده.... هكمل الفيلم وطلع..."
اومات لها هند وهي تقول بخفوت...
"طيب تصبحي على خير..."
نظرت لها وعد وهي ترحل وردت عليها بلطف...
"وانتي من اهله ياحبيبتي...."
تنهدت وهي تمسك هاتفها وتعبث به للحظات وأثناء
انشغالها به اتى في عقلها بمنتهى التهور فتح حساب وهمي.. وإرسال رسالة من عليه لعمرو وكان محتواها مختصر....
(ممكن نتعرف.....) خرجت من الحساب وهي تعض على اصابعها وعقلها يدور في إتجاه واحد....
'هل سيرد'.... لكنها على يقين ان الكثير والكثير من المعجبين يبعثون له تلك الرسائل بل واكثر من كلمتين مترددتان تخشى ان يرد عليها من خلالهم ؟! ......
وضعت الهاتف بجوارها بعد ان خرجت من هذا الحساب الوهمي.....
انشغلت في مشاهدة التلفاز قليلاً .....
دلف من باب القصر منهمك الملامح بارهاق.... أنتبه
لضوء النافذ من غرفة المعيشة وصوت التلفاز يصدر منها..
سار نحوها عاقداً الحاجبين وهو ينظر لساعة معصمه
والذي تعدت الثانية صباحاً....
نظر ببنيتاه بهدوء وجدها تجلس على الاريكة تجلس جلسة القرفصاء وتضع على ساقيها طبقاً من الفشار
تاكل منه على مهل وعيناها مسلطة على الشاشة المنيرة أمامها....
جلس بجوارها ، انتبهت له لكنها لم تعره إهتماماً..
"صاحيه ليه لحد دلوقتي..." سالها وعيناه تطوف على جانب وجهها..وشفتيها المتحركة بفعل مضغ
حبات الفشار....
لم تنظر لها بل اكملت ما تفعل وهي تقول ببرود...
"عادي....."
"عادي ازاي يعني.....انتي مش عندك شغل الصبح..."
"مش رايحه....."
رد باستفزاز لتنظر نحوه...
"يبقى احسن برضو..."
فعلت والتفتت له لتنظر لعينيه بشراسة بادلها النظرة
بجاذبية دغدغت انوثتها.... اشاحت بوجهها بحنق وهي تقول ساخرة....
"واضح انك تعبت اوي في شغل انهاردة..."
رد باختصار وهو يخلع سترته...
"مش النهاردة بس.... انا بتعب كل يوم...."
ردت بنزق وتشكيك...
"غريبه كل اللي في شركة بيروحو بدري الا انتَ... تفتكر ليه....."
رد ببساطة...
"يمكن عشان انا اللي مسئول عن العروض اللي متاخرة....ولي لازم تتسلم في معادها.. "
لوت شفتيها هاكمه...
"سبب كافي انك تتاخر صح...."
عقد حاجبيه بشك وهو ينظر نحوها....
" انتي مش بس بتحققي معايا دانتي بتتريقي كمان.... انتي بتشكي فيه.... "
ردت عليه هازئه قبل ان تنهض من مكانها...
"بشك فيك؟..لا مش بشك انا متأكده ..."
مرت بجواره وهو جالس مكانه على الاريكة لم
يسمح لها بالفرار ، جذبها من ذراعها فوقعت على
ساقه وقبض على خصرها بكلتا يداه محاصرها
اكثر....
"متاكده من اي بظبط...." قرب وجهه منها وبعثر سخونية أنفاسه على صفحة وجهها....
اشتعلت رماديتاها وهي تقول بضيق...
"متاكده انك كُنت مع واحده من اللي بيلفو حوليك ...."
ارجع خصلات شعرها للخلف وهو ينظر لغضبها وغيرتها عليه باستمتاع..
"ونفرض ان ده صح.... هتعملي إيه...."
تشنج جسدها بين يداه وحاولت النهوض بغضب...
ابتسم بتسلية وهو يقول بحزم...
"بطلي فرك.... وردي عليه.... هتعملي إيه.... هتسبيها تاخدني منك...."
صاحت بحدة..
"هسبكم انتوا الإتنين تشبعه ببعض..."
قال بعذوبية...
"وهون عليكي...."
قالت بحزن...
"يسلام طب مانا هونت عليك....."
قبل وجنتها ببطء وهو يقول بهدوء....
"لا متهونيش... وبعدين انا مهم لفيت هرجعلك انتي برضو..."
هدرت بغيظاً من كلماته الفظة...
"انت عايز تنقطني ياعمرو....."
تعمق بعينيها وهو يقول بصوتٍ أجش...
"بتغيري...."
هزت راسها بنفي وعناد.... قرب وجهه منها وقال
"تعرفي انك اكبر كدابه عرفتها ...."
اغمضت عينيها وهي تزم شفتيها بتزمر
وسالته بتردد...
"قول الحقيقه كنت مع مين..."
"مكنتش مع حد...."طبع قبلة على شفتيها بسرعة
ابعدت راسها بضعف وهي تفتح عينيها تواجه
بنيتان قاتمتان تلمعان بالرغبة....
"يعني مفيش اي واحده في حياتك..."مالى على جانب عنقها وقبل وشمها وهو يقول بخفوت
"مفيش غيرك....."لثم عنقها ببطء وتروي
جعل كيانها ينهار بين يداه الخبيرة التي تعبث
بوقاحة في مفاتنها....همست باسمه بضعف..
"عمرو...."همهم بخشونة وهو يحل باصابعه اول
أزرار منامتها.....حاولت ابعاده عنها بحرج وهي
تهتف من بين شفتيه بصعوبة...
"عمرو حد يشوفنا أبعد...."
جعل جسدها يستلقي على الاريكة وهو فوقها وشفتيه الخبيرة تفعل العجب بثغرها المنفجر
فتنة ورغبة به....
برغم من المقاومة منها إلا انه لم يتوقف عن ما يفعله
معها...بدأت تئن بضعف من مجرد قبلات ولمسات حانية....همس عمرو في اذنها بصوتٍ متحشرج...
"وحشتيني....يامجنونة...."اغمضت عينيها وهي تعض على شفتيها بخجل وردت عليه بخفوت
"وانت كمان..... وحشتني......"افترس شفتيها مره أخرى لكن بضراوة اطاحت بعقلها وعقله وانغمس بجسدها اكثر وبمنتهى الجنون بادلته بمنتهى الاستسلام والحب واهات الشوق من شفتيها نغمة أدمن سمعها....
رفعها عن الاريكة وهي بين احضانه تعانقه بقوة
محيطه خصره بساقيها وكانتى شفتاه تلقي
تعويذة السحرِ بفمها الناعم...
صعد بها لغرفته ملقي إياها على الفراش وهو معها
ابعد راسه عنها وتحسس بيداه وجهها وشفتيها نزولاً
لعنقها الناعم وهو يقول باعجاب صارخ....
" جميله اوي ياوعد.... جميلة اوي ياحبيبتي... "
إبتسمت شفتيها ولمعة عينيها بومض الحب وهي تنظر إليه متعمقه بملامحه الرجولية الجذابة
عن قرب...وجدته يميل بلهفة عليها ويقضم شفتيها متذوق اشهى مذاق للحلوى من خلالهم......
تلك المرة كانت رغبة وحب...وكان الشوق تغلب على اي ماضي يداهم حياتهم في تلك اللحظات النادرة...
______________________________________
انكمشت ملامحها بانزعاج شاعره بمن يعبث بخصلات شعرها صعوداً وهبوطاً......
فتحت عينيها ببطئ فوجدت رأسها تتوسد كتف رجولي عاري....رفعت رماديتيها على وجهه الجذاب
عن قرب وابتسامته الحانية تداعب شفتيه العابثة...
شقت شفتيها إبتسامة ناعمة وهي تقول بخجل...
"صباح الخير....."
تخلل باصابعه شعرها بنعومة وهو يقول بمداعبة
"صباح الورد.....ياحبيبي...."
عضت على شفتها وهي تسحب الغطاء باحكام على جسدها....و تنحنحت وهي تساله بخفوت...
"هي الساعة كام دلوقتي...." رفع يده عن شعرها وهو يميل نحو المنضدة بجواره ملتقط الهاتف وهو يقول...
"الساعة.......حداشر...."
توسعت عينيها وهي تحدج به...
"حداشر مرحتش الشغل يعني...."
استلقى على جانبه واخذها باحضانه وهو يجيبها بهدوء..
"أجازه النهاردة...."
رفعت حاجبها باستغراب...
"أجازه......إزاي يعني؟...."
نظر بإطار عينيها وهو يقول بمزاح ثقيل..
"يعني قررت اعوضك عن الغياب اللي فات خصوصاً
اني بقالي فترة مع مراتي التانية وسايب الاولى تصور سلفي مع حيطان الاوضه...."
لكزته بصدره بقوة....
"اي الغلاسة دي.....بطل كدب... "
كبح ضحكته وهو يقول بمراوغة..
"انا مش بكدب على فكره انا فعلاً متجوز عليكي تلاته...."
"تلاته...... يامفتري..... تلاته...." لكزته بصدره فوجدته ينفجر ضاحكاً عليها ضحكة تذيب قلبها العاشق وبرغم من تاملها لملامحه المرحة للحظات إلا
انها انتبهت لكلماته اللزجه فقالت بغيظ...
"تصدق انك غلس وكداب...."
توقف عن الضحك بتدريج وهو ينظر لها بدهشة..
"انا غلس...."
اكملت بحنق...
"وكداب...."
رفع الغطاء فجأه عن جسدها وهو يكمل عنها
بخبث...
"وقليل الادب كمان...." اصبح فوقها وحاصر جسدها
الغض بهيمنه باتت تعشقها وتتوق لها خصوصاً من خلال تلك البنيتان الوقحتان....
"انتَ بتعمل اي ياعمرو.... ابعد عني... وبطل قلة ادب...." ضربته بذراعه بغيظ كي يحررها...
حدج بها عمرو بخبث وقال...
"لسانك طويل ياحبيبي.... وايدك اطول...." وجدته يميل عليها باعين عابثة لا تبشر بخير....هتفت بصوتٍ
متردد "هتعمل إيه...عمرو إياك...وللهِ....آآه..خلاص..آآه
ياعمرو حرام عليك...."كانت تتأوّه وتضحك في ذات الوقت فكانت اسنانه الحادة تدغدغ عنقها بقوة فتارة تضحك وتارة تتاوه من عنفه قضمته.....وسط ضحكاتها المرحه ...
"عمرو كفاية بجد...مش قادرة.....خلاص....."خرج تأوة اقوى بعد قضمه من أسنانه على عنقها....لم يبتعد عنها بل رفع راسه وداهم رماديتاها وهو يقول بصلابة....
"هطولي لسانك تاني....."هزت راسها بنعم ،لمعت عينيه بومض العبث وكادَ ان يميل على عنقها مره
اخرى ولكنها اوقفته بسرعة وهي تقول بنعومة....
"خلاص..... خلاص...مش هتكرر تاني...."
نظر لعينيها وهو يقول بمكر...
"مم..... طب مش هتصلحيني...."
عقدت يداها حول عنقه وهمهمات بدلال..
"اصلحك إزاي...."
رد بخبث..
"انتي عارفه...."
رفعت راسها لتقرب شفتيها من خاصته فوجدته يبعد راسه قليلاً....لم تنتبه فحاولت مره أخرى فكررها ببساطة.....زمت شفتيها وهي تقول بضيق...
"وبعدين بقه....."
نظر لها وقال ببراءة زائفة...
"انا اللي المفروض اقول كده...انا مستني من بدري..."
هتفت بتزمر...
"مانتَ بتبعد..."
"اي دا بجد...... طب متقوليلي قرب..."
لوت شفتها بتافف وانزعاج...
"طب قرب..."
قرب وجهه منها وبدات أسنانه تدغدغها بمداعبة...وهو يقول بخفوت...
"كده.... كدا حلو....مفيش اقرب من كده صح ..." ضحكت بقوة وهي تحاول التملص منه وهتفت
إسمه بتاوة حار. .
"يا عمرو.... "
نظر لها وهو يتنهد بحرارة امام وجهها....
"اي..... ياحبيبي عمرو ....."
كانت على لسانها تلك الحروف الذهبية التي تعبر عن مشاعرها العاطفية نحوه ولكنها لجمت امام وجهه وتفحص عيناه المنتظره فلم تجد أمامها إلا الاقتراب
منه وتقبيله ببطء وارتجاف واضح من تلك الخطوة
الأول التي تبداها بنيابة عنه.... لم ينتظر اكثر بل بادلها القبلة بجنون رجولي ليقودها لطريقها
المعروف ، منغمس جسدها بجسده بتناغم
لا يعرفه إلا لحنٍ خاص بهم.....
كانت تمشط شعرها امام مرآة الزينة وعيناها تتابعه من خلالها كان يقف خلفها يجفف شعرها بمنشفة
تحيط عنقه.....
أنتبه لعينيها الشاردة به اقترب منها ولف ذراعيه من الخلف حول خصرها ولصق جانب وجهه بوجهها وهو ينظر لها خلال المرآة.....ساد الصمت قليلاً وبينهم ملحمة من النظرات الحميمية الدافئة....
"اي رايك نقضي اليوم النهاردة برا....."ابتسمت شفتيها المتفجرة فتنة....
"موافقة....طالما معاك...."
طبع قبلها على عنقها وهو يسألها بحنان...
"تحبي نروح فين...."
تنهدت بحرارة واجابته باستسلام...
"اي حته...مش هعترض...."
"مش هتعترضي خالص...."
هزت رأسها وعادت الكلمة على شفتيها...
"خالص...."
"طب تحبي الاكل يكون ا..."
استدارت له وهي تقول بسرعة...
"مش محتاجه سؤال يعني سي فود..."
مسك فكها ورفع عينيها إليه معلقاً بمزاح ثقيل...
"كابوريا ياخواتي...."ضربت كفه وهي تبتعد عنه
بضيق زائف وعينيها تتلألأ بسعادة.....
نظر عمرو له وهي تبحث عن شيءٍ ما فسألها بهدوء..
"بدوري على إيه..."
عضت على شفتيها وهي تتردد قليلاً قبل ان تقول..
"السلسلة اللي انتَ جبتهالي.....اخر مره سبتها في الحمام و....."
قاطعها وهو يقول باختصار..
"قصدك رمتيها....."
اسلبت عينيها بحرج وهي تقول بتردد...
"هي معاك...."
"ااه معايا...."
رفعت عينيها وهي تقول بحرج اكبر...
"طب هاتها...."
قال بنبرة شديدة الهدوء قليلاً....
"وطالما انتي عيزاها اوي كده ...رمتيها ليه...."
اشاحت بوجهها واحمرت وجنتيها غضبٍ وخجل
من كلماته.....
ساد الصمت قليلاً قبل ان تسمعه يقول بخفوت...
"تعالي....قربي...."
اقتربت منه وعيناها بعيناه وجدته يفتح درج منضدة الزينة ويخرج السلسلة من العلبة وهو يأرجحها امام عينيها قائلاً بنبرة ذات معنى....
"مش كل مره هتسبيها وهتيجي تلقيها زي ماهيه....يمكن المرة الجاي تضيع بجد....حافظي
عليه....."وضعها داخل كف يدها واغلق قبضتها
عليها وهو يقول بذات النبرة الغريبة....
"مهم حصل اتمسكي بيها اكتر من كده...."نظرت لعينيه وجدية نبرته معها.. لم يصدر منها الا ايماءة بسيطة ، صدر من قلبها رجفة خوفاً من الماضي والمستقبل معه.....
ضراوة حربٍ قائمة، والعشق كالجمر المُلتهب ، باي حياة تريد يا 'عمرو' ، واي مكان تنتمي يا 'وعد' ؟!
ابتعدت عنه قليلاً وهي تقول بهدوء....
"متقلقش....مش هضيعها تاني...."دلفت للحمام تخفي
دموع انسابت بوهنٍ من ماضي يرفرف في حياتهم مهم توهمت انهُ نسى إياه مثلها !....
تعلم ان المُذنب يحاول النسيان ويفلح في الأمر لكن مابالك بمن أصيب بذنب ذاته واحترقت كرامته على جماره ولازال صامد يتابع حياته وكان شيءٍ لم يكن
لكن بداخله تظل قتامة قاسية لا تخرج إلا رذاذ ، فقط رذاذ نحوها يشعل قلبها، ويأنبها ضميرها
وتتلوى على جمار الندم
' ليتني ما تركت قلبك يوماً ياحبيبي !.... '
زفر بضيق وهو يرى ابتعادها وإغلاق الباب عليها
وكانه تختبئ من مواجهته.....
يريد المواجهة واخرج كل ما بداخله ليته يرتاح وتعرف هي العلاج له.....
راى انارة هاتفها بأشعار عبر الإنترنت..التقطه بفتور وفتح النمط الخاص به فوجد أشعار من حساب وهمي قد سجلت الدخول به...مط شفتيه وهو
يدخل عليه بفضول ليجده انه مستجد وتسجيل
عليه كان فقط البارحة ولا يوجد عليه شيءٍ مهم... فتح الرسائل فوجد رسالة مرسلة منها لحسابه الخاص محتواها...
(ممكن نتعرف....)
ابتسم بخبث وتسلية بعد فهم المغزى من هذا الحساب...تحدث لنفسه بخفوت...
"اختبار خيانة وكده....."اعاد كل شيء لمكانه وترك هاتفها وفتح حسابه وبحث في الرسائل الوارده له
من بعض المتابعين والتي تتعدى الآلاف من
الرسائل من جميع الجنسيات....
تذكر الاسم الذي يعد تموية حتى لا يكشف هويتها بسهولة.....ضحك بإستياء وهو يقول في نفسه بتسلية واضحة...
"فوفه !......من وعد لفوفه حرام عليكي...."
وجد حسابها أخيراً ففتح المحادثة ورد عليه بمراوغة...(وماله نتعرف...يا.......يافوفه....)ارسل
وجه يداعب بغمزة وقحة.....
كبح ضحكته عندما وجدها تخرج من الحمام وهي تقول بخفوت....
"وقف كدا ليه ياعمرو...."
"مفيش كُنت بشوف حاجه على التلفون...."
قالت بتردد....
"رسالة...."
رفع حاجبه وقال بمكر...
"رسالة؟....رسالت اي...""
قالت بارتباك ...
"معرفش...انا بسألك...."
قال بخبث غير مرئي....
"لو بتكلمي على رسايل المعجبين فهم كتير وانا مليش خلق اقرأ حاجه بصراحة.... تحبي تقريهم بنفسك....وتطمني..."مد الهاتف لها ببساطة...
ارتبكت وهي تبعد الهاتف الممسك به برفق عنها
وهي تقول بصوتٍ متحشرج....
"اطمن؟.....اطمن من إيه...انا واثقه فيك...."
"بجد...."
مررت يدها على جانب عنقها وطاطاة براسها وهي تقول بنبرة اكثر ثباتاً....
"أيوه.....واثقه فيك انتَ مش مصدقني ولا إيه..."
مط شقتيه وهو يقول بسخرية....
"لا إزاي مصدقك طبعاً.... "
طرق الباب عليهم في تلك الحظة جعلته يتقدم منه ويفتح إياه ليجد الخادمة امام وجهه في تلك
اللحظة....
"في حاجه يامدام روحيه...."
"لمؤخده يابيه بس في واحده ست في اديها شنطة سفر مستنيه حضرتك تحت....."
"ست...ست مين....متعرفيش إسمها إيه...."
حاولت الخادمة التذكر لغرابة الإسم وثقلة على لسانها....
"إسمها....ايوا ياعمرو بيه اسمها دارين...."
"دارين...."نطقتها وعد بصدمة وهي تقف خلفه تحدج به بصمت وقد بهتت ملامحها فجأه ...نظر عمرو لها نظرة غريبة ولم تتحرك عضلة بملامحه وهو يخرج خلف الخادمة بدون ان يخرج كلمة واحده لها.....
خرجت خلفه بعد ان ذاب جليد الصدمة من على جسدها ، وقفت على اول درجات السُلَّم وهي ترى امراة فاتنة شقراء متفجرة الانوثة من خلال جسد ممشوق.....كانت تعانق زوجها بحميمية واضحه
وهي تبكي بحرقه على صدره والاخر يربت عليها بحنو....قد انتبهت أخيراً لراسها المحيط بشاش
أبيض طبي... وذراعها المجبر والمرتاح بداخل رباط طبي متعلق بمؤخرة عنقها....
سمعت عمرو يقول بهدوء بعد ان ابعد دارين عن احضانه بحزم......
"ممكن تهدي يادارين...وكفاية عياط.....فهميني اي اللي حصلك ومين اللي عمل فيكي كده...."انفجرت
اكثر بالبكاء وهي تلقي رأسها على كتفه مرة
اخرى مشبثه يداها به بقوة وكانه طوق النجاه.....
نظرت لها وعد بغيظ و
........يتبع
التاسع عشر من هنا