رواية اهابه اخافك ليثي الفصل السادس عشر16 بقلم ايمي عمر
البارت ١٦
تسللت خيوط الشمس الذهبية تعلن عن يوم جديد يوم مرير بكل ما يحمل من أوجاع وآنين وهل جفي له جفن وصغيرته منذو يومين بعيدة عنه وبين براثين الشياطين لا لم يجفو فكيف يغلق عيناه وهو كلما أغلقهما يراها بأبشع الصور الذي كان شيطانه يهيئها له.. أعتدل بجذعه ومسح علي وجهه وخرج ليري كل من قصى وآدم وفهد يفترشون كلا منهم أريكة ويغفون والتعب ظاهر عليهم ف هم يعملون منذو ذلك اليوم الذي تم فيه أختطاف ديمة.. ليسمع صوت إغلاق باب إحدي الغرف ويري فياض يهبط الدرج حتي واصل أمامه.. نعم فهو أيضا لم يذهب وظل يعمل معاهم طوال اليومين دون ملل أو كلل..
فياض :
-صباح الخير يا ليث..
أبتسم ليث نصف إبتسامة ساخرة وأستطرد بتهكم:
-و ده هيجي منين يا سيادة اللواء..
زمّ فياض شفتيه بحزن وقال:
=أتفائل يا ليث وخلي حسن ظنك في ربنا كبير وأن شاء الله هنعرف نيرجع ديمة.. أنا قلبت الدنيا في الوزارة والكل بيتحرك علشان يعرف مكانها بالظبط أنا منمتش من يومين وأنا بتصل بالكل والوزير شخصيا مهتم بالموضوع..
أستطرد ليث بحزن:
-أحنا بنتكلم عن مافيا دولية يعني صعب يسيبوا أي آثر وراهم حتي اللي أسمه طاعون ده مراقبته مش بتوصلنا لحاجة لانه ببساطة عارف ان هو متراقب وعلي هذا الأساس بيتصرف وبيشغل ناس تحت إيده ناس جديد وفوق مستوي الشبهات يعني الناس دي عارفين هما بيعملوا إيه.. ثم أسترسل بيأس :
-يعني رجوع ديمة معجزة إلا بقي لو أحنا عملنا اللي هما عايزينه و عدينا الشحنة ..
فياض بتروي:
-ماشي يا ليث لو حكمت هنعمل اللي هما عايزينه وفي طرُق كتير وأحنا شغالين علي ده.. خلينا نروح القصر أنا جمعت الكل هناك علشان لازم يعرفوا اللي حصل.. صحي البهوات علشان نمشى..
ليث:
-حاضر.. كاد أن يتحرك ولكنهما سمعا صوت طرقات الباب.. أتجه ليث صوب الباب وفتحه فوجد سلين أمامه..سلين الذي نسي تماما أمرها
-أنتِ!!!! ده أنا نسيتك يا شيخة .. ثم أستطرد بسخرية:
-هو انتِ مش كنتِ معانا في المهمة دي ولا أنا بيتهيالي ولا إيه!!!!! يعني مفيش معلومة سمعتيها من الزفت ده وانتِ قاعدة معاه..
أستطرد فياض من الداخل:
-أدخلي يا سلين..
دخلت سلين حتي واقفت أمام فياض أستقامت وأدت التحية العسكرية..
فياض بصوت صارم:
-فين معلوماتك اللي خرجتي بيها من خلال وجودك مع المدعو طاعون ياسيادة الضابط..
أقترب ليث ليسمع ما سوف تقوله في حين فاق كلا من فهد وقصي وآدم ليستمعوا الي ما تقوله سلين..
أستطردت سلين بتروي:
-يا فندم أنا كنتِ قاعدة معاه وكان كل شىء ماشي تمام..فجأة جاله تليفون وحسيت أنه خاف من اللي بيكلمه ده..وبعدين قفل المكالمة وأتصل بحد تاني وأمره أنه يجمع الحرس كلهم وسمعته بيقول في بنت معاهم خدها و وديها المخزن إياه.. صمتت سلين في حين أقترب ليث منها بغضبٍ وأمسك ذراعها بقوة وهو يقول بحنقٍ وصوت عالي:
-وليه ما بلغتيش في ساعتها يا سلين ولا هو خطف ديمة كان علي مزاجك..
تألمت من مسكة يده في حين أمره فياض أن يتركها..
فياض:
- سيبها يا ليث..ثم أسترسل بصارمة:
-ليه ما بلغتيش يا سلين أنت عارفة أنك لو كنتِ بلغتي كان ممكن تنقذي ديمة لو كانت المعلومات دي وصلتنا في ساعتها كنا أتصرفنا علي طول..
سلين بكذب:
-يا فندم طاعون كان مراقب كل تصرفاتي وحسيت أنه شك فيا.. حاولت أقوم كذا مرة علشان أكلم أىّ حد وأبلغ بس حسيت حياتي في خطر..
ليث بغيظ:
-علي فكرة كان ممكن تبعتي رسالة من تحت التربيزة أو تدخلي الحمام وتبعتيها من هناك بس الموضوع علي هواكِ يا سلين أنا فاهمك كويس..
ردت سلين بتمثيل:
-حرام عليك يا ليث كفاية أتهام بقي.. يعني كنت عاوزني أعمل إيه.. أعرّض حياتي للخطر..
ليث بنظرة أستحقار:
-تعملي شغلك يا حضرة الضابط.. بس صدقني محدش فاهمك أدي..
فياض بصارمة:
-خلاص مش عايز كلام تاني .. ثم قال بآمر موجه حديثه الي فهد وقصي و آدم:
-عايزكم تقلبوه مصر كلها ومتسبوش مخزن واحد غير لما تفتشوه حتة حتة.. أماء له الجميع.. ثم نظر الي سلين وأسترسل:
-سلين مهمتك أنتهت تقدري ترجعي لشغلك في الجهاز بتاعك..
هذا القرار راق لليث كثيرا ولكنه جاء متأخر..
سلين بصدمة:
ليه يا فندم أنا عايزة أكمل..
فياض بنبرة قاسية:
-لا أنتِ غير مؤهلة للمهمة و تبريرك ما أقنعنيش وكان في طرق كتير تبعتِ بيها المعلومات..و دلوقتي أتفضلي علي جهازك وأحمدي ربنا أني مش هحولك للتحقيق..
خرجت سلين بغيظ وغضب تكبته بداخلها تحت نظرات الجميع .. ثم أسترسل فياض:
-خلينا نروح القصر يلا أجهزوا
______________$
كانت تجلس في غرفتها لتتذكر ما حدث معها ذلك اليوم تتذكر حنيته وتفهمه لها تتذكر رجولته وهو يحتوي نوبة أنهيارها..
"فلاش باك"
كانت تمشي في الردهة التي تؤدي لتلك الغرفة الذي حجزها مهاب في اشهر الفنادق الخمس نجوم.. تمشي بارتجاف وقلقٍ وخجل حتي واصلا أمام الغرفة فوجدت مهاب علي حين غرة يحملها بين ذراعيه وينظر لها بعشق ومشاعر جياشة تظهر بوضوح في بريق عيناه ، دخل الي الغرفة المعدة للعرئس وأغلق الباب بقدمه ومع غلق الباب أغلقت عينيها بخوف ، مشي بها خطوتين و أنزلها أمام الفراش ، رفع يديه يكفف وجهها الملائكي الذي أثر قلبه طبع قبلة علي مقدمة رأسها وقال بخفوت بجانب أذنها:
-مبروك يا حرم مهاب مصعب الألفي..
أبتلعت ريقها بتوتر وخجل و ردت بصوت مهزوز:
-الله يبارك فيك.. بس ممكن نتكلم شوية..
وكأنه لم يسمع ما قالته فهو في عالم آخر..فكان يُقبل عنقها و وجهها بشوقٍ وشغف..
مرت لحظات حتي فاق علي دفشه وبكاءها وهي تقول:
-مهاب من فضلك .. أنا مش هينفع أعمل كدا.. أرجوك أفهمني..
مسح علي وجهه ليحاول أن يهدي من نيران داخله الذي أشتعلت من قربها ومن ثم
سحب رأسها الي أحضانه وقال:
-ماشي يا حبيبتي زي ما تحبي بس أهدي ومش عايز عياط..
ردت بصوت متهدج:
-عايزة أمشي من هنا.. لو بتحبني خلينا نمشي..
أستطرد بصارمة:
-خلاص يا سجي قولتلك متخافيش وبعدين أنا جوزك وأكيد مش هاكلك يعني وأستحالة أعمل حاجة غصب عنك..
هدئت قليلًا وجلست علي الاريكة وقالت بارتباك وهي تفرك في يديها:
-مهاب اللي أحنا عملناه ده غلط..أحنا أتسرعنا
تنهد بحزن وقال بزعل وهو ينهض:
-خلاص يا سجي لو أنتِ شايفة أنه غلط يبقي نروح ننفصل وكأن شيء لم يكون.. طالما جوازنا بالنسبة ليكِ غلطة.. كنتُ فاكر أنك بتحبني زي ما أنا بحبك..
واقفت بلهفة وأقتربت منه وقالت ببكاء:
-لا لا مش قصدي يا مهاب.. والله مش قصدي جوازنا بس أقصد الطريقة نفسها.. قالت جملتها وجلست بتعب علي الاريكة من جديد..
أستطرد مهاب وهو يجلس بجوارها :
-يا سجي أفهميني.. أنا عارف أهلي كويس واللي فهمتوا أن اللي بينهم وبين أهلك مشاكل صعب تتحل..
بكت بحرقة و رمت برأسها علي كتفه في حين رفع هو ذراعه يحتويها في دفىء أحضانه لتقول هي بصوت متهدج:
-وأنا مش هعرف أفرح بحبي ليك في الخفي.. عايزة أبقي عروسة تخرج من بيت أهلها وترفع رأسها وتتباهي قصاد الكل.. عايزة أمسك في إيدك وأمشي والكل يقول أني حرم دكتور مهاب..أحلام بسيطة بس صعب تتحقق.. ليه من دون الناس كلها نتقابل أنا وأنت ونحب بعض.. ياريت ما كنا أتقابلنا ياريت كنت مت قبل ما أقبلك.. أنا أسفة يا حبيبي أني بقول كدا بس أنا حاسة أني مخنوقة أوي ..
قال بلهفة:
بعيد الشر عنك يا روحي..ثم
ربت علي ظهرها بحنان وأردف :
-خلاص يا حبيبتي كله هيتم زي ما أنتِ عايزة بس محتاجين شوية وقت نحاول نقنع أهلي وأهلك.. ثم قال وهو يقف ويسحب يدها ويحثها علي الوقوف:
-قومي يلا أغسلي وشك علشان نمشي.. كادت أن تتحرك فقال بمكر ومزاح:
-ما تجبي بوسة وأنتِ شبه الكريزة كدا..
رفعت يدها بتحذير وقالت :
-مهاب علي فكرة عيب كدا .. ثم مشت بخطآ سريع الي المرحاض حتي تعدل من هيئتها..
قام بتقليدها:
-مهاب علي فكرة عيب..هو إيه ده اللي عيب هو أنا لحقت أعمل حاجة ثم رمي بثقله علي الفراش ووضع يده علي قلبه وهو يقول:
-أهدي يا عم .. مالك كدا هتخرج من جوا ..ثم تنهد بشوق وهو يقول:
- صبرني ياااااااارب...
أستمعت إليه وكتمت ضحكتها ودخلت الي المرحاض..
"باك"
-سجي يلا علشان نجهز الفطار.. قالتها ريما وهي تنادي عليها من الخارج..
ردت سجي وهي تعتدل في جلستها:
-حاضر يا ماما جاية أهو..
أما في غرفة سليم فقد فاق علي صوت رنين هاتفه ألتقطه وأجاب بأقتضاب:
-عايز إيه يا طاعون مش قولتلك ما تتصلش بيا تاني..
=يا عم سليم ليه الداخلة دي أنا عايزك في شغل والأوامر جاية من الباشا الكبير..
سليم بغضب:
-مش عارف ليه الداخلة دي يا طاعون!!! أنت ناسي عملت إيه مع أختي..
=خلاص يا سيدي أنا قولتلك أني كنت شارب ومش حاسس أنا بعمل إيه.. المهم خلينا في شغلنا.. أنا عايزك تفضي نفسك أسبوع علشان تروح المخزن بتاعنا في بضاعة لازم تحرسها..
سليم بتعجب:
-أسبوع!!! وحراسة!!! ودي بضاعة إيه دي أن شاء الله..
طاعون :
-لما تروح هتعرف بس بسرعة عشان الشغل مستعجل وأنا مينفعش أروح علشان الحكومة مراقبني..
تنهد برفض داخله ولكنه وجد نفسه يقول:
-ماشي هفطر وأورح علي المخزن .. ثم أغلق الهاتف ونهض متوجه الي المرحاض..
في الصالون كان يجلس يقرأ في الجريدة اليومية..
خرجت سجي وألقت تحية الصباح:
-صباح الخير يا بابا
رفع رأسه عن الجريدة و رد باإبتسامة :
-صباح النور يا حبيبتي..ثم سألها بتعجب أنتِ لبسة ليه؟!
سجي بتوتر:
-هروح المستشفي يا بابا مينفعش أغيب..
علي السباعي بغضب:
-لا يا سجي مفيش مرواح في أىّ مكان يخص عيلة مصعب الألفي ولا ولاده..
أقتربت منه وجثت أمامه وقالت بترجي:
-يا بابا ده شغلي وتدريبي مينفعش أقول أنا مش هروح وأضيع مستقبلي .. ثم أسترسلت بكذب:
-وبعدين أنا تدريبي مش هيكون تحت إيد دكتور مهاب..
أستطرد علي :
-ماشي يا سجي أنا واثق فيكِ و عارف أنك هتبعدي عنه..
وكأن كلامه هو خنجر أتغرس في قلبها ماذا لو علم أنها زوجة مهاب الألفي.. قطع حديثهما خروج سليم من غرفته وهو يرتدي ملابسه..
رمقه" علي" بتفحص وقال بحزن:
-علي فين يا بني؟!! نفسي أعرف أنت بتعمل إيه بالظبط..
سليم بوجه مبهم:
-شغل.. وياريت تبطل تسأل عشان أنت عارف أنا بعمل إيه وبشتغل مع مين فبلاش تعمل عليا شغل الابوة ده.. سلام.. قال جملته وتركهما وخرج .. أتت ريما راكضة وهو تنادي عليه:
-سليم يا سليم مش هتفطر يا أبني ..
رد عليها علي:
-متتعبيش نفسك يا ريما سليم مشي
ريما بزعل:
-من غير ما يفطر.. منهم لله الناس اللي ملموم عليهم ربنا ينتقم منهم..
علي السباعي:
-لله الأمر من قبل ومن بعد .. ربنا يهدي وينور قلبه للخير ويبعد الشر عنه..
ريما بتمني:
-آمين يارب
ثم قاموا متوجهين الي سفرة الطعام..
________________$
جاءها أتصل أخرجت هاتفها من الحقيبة قبل أن تدلف الي ذلك السوق التجاري الذي يتكون من عدة طوابق كبيرة ومحلات تبيع أشهر المودلات العالمية من كل ما يخص المرأة من ثياب وأكسسورات وأحذية..
-ألو أيوا يا قدري..
جوليا:
-أنتِ فين يا رسيل؟!
رسيل:
-هكون فين يا جوليا رايحة المول هشتري شويات حاجات كدا أصل زهقت من كل اللي عندي..
جوليا:
-طب بقولك إيه يا رورو متنسيش أختك
رسيل بتأفف:
-هاتي من الاخر عايزة إيه يا زفتة..
جوليا:
-شوفي كدا بيلا نزلت لينسزز جديد كدا .. أصل آدومي ممكن يرجع في أي وقت و عايزة أعمل نيولوك جديد..
رسيل بغيظ:
-يا بت هو أنتِ ناقصة دي عينك تحفة لوحدها.. وبعدين لو آدم عرف أنك لبستي لينسزز هيزروفك قلم علي وشك وأنتِ عارفاه إيده طارشة..
جوليا :
-يزروفك!!! إيه يا بنتي الألفاظ دي!!! أنتِ متأكدة أنك دكتورة..
رسيل بزهق:
-بنت أنتِ خلصيني أنا مش فاضية ليكِ.. ولكن قطعت حديثها وأطلقت صرخة عندما وضع شخصً ما منديل علي أنفها وفمها وسحبها بسرعة علي السيارة وقاد بسرعة البرق..
علي الجهة الآخري كانت جوليا تقف بذعر وتقول:
-رسيل أنتِ سمعاني.. رسيل بتصوتي ليه.. رسيل .. رسيييييييل...
_______________$
واقفا جميعهم أما البوابة الكبيرة يرأسهم فياض مترددين الدخول الي الداخل خائفون من ردة فعل مصعب فهو الي الآن لم يعلم بأختطاف ديمة..
-يعني إيه مش فاهم .. أنتوا قصدكم إيه بأختطاف ديمة .. يعني بنتي دلوقتي في إيد مافيا.. قالها مصعب الألفي بصوت غاضب مرعب دوى في أرجاء القصر تحت نظرات الجميع الذين جاءوا بأمر من فياض..
فياض بحزن وخجل من صديقه:
-إهدي يا مصعب وكل شىء هيتحل وديمة هترجع..
أقترب مصعب ومسك ثيابه وقال بسخطٍ:
-أهدا!!!!! فياض فين ديمة.. أنت قولت أنها هتكون تحت حمايتك .. ضيعت البنت .. ده وعدك ليا .. دي الامانة اللي أمنتك عليها..
أقترب رائد ومعتز وأبعدوا مصعب عن فياض وحاولوا تهدئته بشتي الطرُق
رائد: أهدي يا مصعب الامور متتحلش كدا..
أسترسل معتز:
-أكيد اللي حصل كان غصب عنهم يا مصعب ، فياض عمره ما يضحي بديمة دي زي بنته..
تركهم مصعب وذهب الي ذلك الذي يقف بخزي وآلم مطأطأ الرأس يعلم ان الدور سوف يأتي عليه من والده
مصعب بعتاب :
-سيبتهم يخدوها عادي كدا!!!! فين بقي الحب اللي بتقول عليه ده.. أنت أستحالة تكون بتحبها لو بتحبها كنت حميتها..
وكأن تلك الكلمات هيا زر الانفجار فقد واصل ليث الي ذروة غضب.. اليس يكفي ما يشعر بيه من عذاب وقلة حيلة فهو كالمربوط بسلاسل من حديد.. يريد أن يجد عصا سحرية تخبره مكان تواجدها ليراكض اليها بل يطير ليصل ويخلصها.. وبكل قوته قور قبضة يده وضرب زجاج النفاذة التي بجانبه لتتدفق الدماء منه ويجري الجميع اليه بلفهة وذعر ولكن توقفوا عندما أشارا لهم بتحذير وعيناه المكسوة بخيوط حمراء تدل علي مدى غضبه ليقول وهو ينظر الي مصعب:
-ديمة دي روحي.. عارف يعني إيه روحي..يعني أنا دلوقتي واقف قصادك جسد بس.. ثم أسترسل بوعيد:
-بس أنا هعرف إزاي أرجع مراتي حتي لو كان التمن موتي..قال جملته وذهب من أمام الجميع متجهًا الي غرفتهما والدماء تتساقط من يده..
مصعب وهو يجلس علي الاريكة بتعب ويمسح علي وجهه يحاول الهدوء:
-مهاب أطلع ورا أخوك وعالج جرحه..
مهاب بطاعة:
-حاضر يا بابا.. ثم تحرك هو الاخر متجهًا خلف ليث..
في حين جلست ماسة تبكي بحرقة وألتفوا حولها حياة وأريج ورهف محاولين أن يهدوا من روعها..
-يعني إيه!! يعني ديمة مش هترجع تاني وأنتوا ليه معرفتوش تحموها..قالتها شذا ببكاء وهي تنظر الي فهد بأتهام.. فديمة صديقتها المقربة..
معتز بحزم:
-شذا خلاص مش وقته الكلام ده..
ردت بتهدج :
حاضر يا بابا.. ثم خرجت الي الحديقة لتتنفس لعل حالتها تتحسن وخرج وراءها فهد..
في حين لمح قصي من النافذة لورا وهي تترجل من سيارة ذلك البغيض .. ثار داخله وخرج اليهما والغضب والغيرة يعتلي وجهه..
واصل قصي ليقول بفظاظة:
-هي الهانم مش المفروض تكون في أجتماع العيلة ولا إيه..
لورا بضيق:
-في إيه يا قصي أنت بتكلمني كدا ليه؟!! سحبها قصي من ذراعها بعيدا عن ذلك المدعو أحمد وقال بحنقٍ:
-أنا مش قولتلك متكلميش الواد ده تاني ولا تركبي معاه عريبته؟!!
نزعت يدها منه وقالت بغضب:
-وأنت مالك يا قصي.. أنا حرة يأخي.. بأي حق بتدخل في حياتي أخويا!! أبويا!!! خطبي!!! جوزي!!!
أنتفخت أودجه وهز رأسه بتوعد وقال:
أنتِ اللي أضطرتني للي هعمله ده..ثم مشي بخطآ ثأر نحو أحمد ولقنه درس "ممنوع الاقتراب من أملاك الغير".. فكان يبرحه ضرب وهو يقول:
-مش عايزك تقرب من خطبتي تاني يا روح أمك.. لو شوفتك ماشي في الشارع الي هيا فيه هشرب من دمك.. ومع كل جملة كانت يده تتحدث في وجه أحمد الذي نال من غضب قصي ما يجعله يرقد شهور دون الخروج من منزله..
لورا هو تصرخ به وتحاول أن تخلص أحمد من بين يد ذلك الغاضب الغيور:
-خلاص يا قصي سيبه عشان خاطري أحنا مفيش بنا حاجة.. والله ده زميل وبس.. أنا كنت بغيظك مش أكتر..
أنتبه الي كلامها وتركه وهو ينظر اليها بعدم أستعاب.. في حين هرب أحمد وهو يقول:
-لورا مش عايز أعرفك تأني..
ردت لورا بشفقة :
-حقك يا أحمد بصراحة..ركب سيارته وأنطلق بسرعة..
-ممكن أفهم معني كلامك يا هانم .. يعني إيه كنتِ بتغيظيني؟!!
لورا :يعني أنا بحبك أنتِ يا غبي .. ومش حد غيرك.. بس أنت لوح علي رأي عمو فياض..
جذبها من خصلات شعرها بلطف كعادته وهو يقول بمزاح:
-بحبك و غبي ولوح في نفس ذات الجملة .. بوظتي اللغة.. ثم أسترسل وهو يضمها اليه :
-أنا كمان بحبك يا حمارة .. بحبك أوي.. رفعت رأسها تنظر اليه من داخل أحضانه:
-أنت قصدك بحمارة دي عليا..أماء لها بالأيجاب فشددت من أحتضانه وهي تقول: الله يسمحك مش هرد عليك وأخرب اللحظة دي..
لا يعلم كيف يخبرها بأختطاف ديمة فقال بتلعثم:
-كان في حاجة لازم تعرفيها يا لورا .. بس قبل ما أقولك ..لازم تعرفي أن أحنا هنعمل كل حاجة علشان نصلح الوضع ده..
أبتعدت عنه وخفق قلبها وقالت بقلق :
-في إيه قصي قول علي طول..
زم شفتيه وصمت قليلا ثم حكي لها ما حدث..فشهقت بذعر وأخذت تبكي خوفا علي أختها تلك الحنون الملاك التي لم تآذي أحدا لما يحدث لها كل هذا..
علي الجهة الآخر من الحديقة خرج وراءها فوجدها تبكي وهي تجلس في ركن من الورود
-كفاية عياط يا شذي عيوانك الحلوة دي تعبت من الدموع..قالها فهد بعد أن أقترب منها..
هبت واقفة ودفشته بقوة بعيدا عنها وقالت بهالة من اللوم والاتهام:
-أبعد عني .. أنتوا إزاي تعرضوا البنت المسكينة دي للي هيا فيه دلوقت ..ثم أسترسلت بأستنكار:
- صحيح وأنت هتحميها ليه ما أنت أصلا بتكرهها وعايز تخلص منها بأي شكل..وأخذت تنوح قائلة:
- ياحبيبتي ياديمة ياتري عاملين فيكِ إيه..
جذبها فهد إليه وكبل يديها خلف ظهرها وهو يقول:
- ممكن تهدي وتسمعني..رمقته بغضب وهي تقول:
-سيب إيدي يا فهد..
فهد وهو يقترب أكتر:
-تؤ تؤ .. مش هسيبك .. وبعدين علي فكرة أنا أبتديت أغير من حبك لديمة..
أستطردت بتلعثم من قربه:
-تغير إزاي يعني مش فاهمة!!!
همس بجانب أذنها قائلا :
-يعني مش عايزك تحبي حد غيري أنا وبس..
أبتعدت عنه وقالت بتحذير:
-لو سمحت يا فهد قولتلك قبل كدا متتعادش حدودك معايا أحنا مفيش بنا حاجة علشان تعمل الحركات دي..
وضع يديه في جيوبه وقال بنبرته الباردة والواثقة :
- بس هيبقي في أن شاء الله.. أول لما الظروف دي تعدي علي خير هنتجوز علي طول..
كادت أن تجن من غروره وقالت بغيظ وهي تصتّك علي أسنانها:
-هو أنا وافقت علشان تتكلم بالثقة دي!!!
فهد وهو ينظر لداخل عينيها:
-علي فكرة أنا عارف أنك بتحبني أصل الحب باين أوي في عينيك ولو أنا شاكك ذرة أنك مش بتحبني مكنتش أصريت أني أتجوزك أنا أساسا أستحال أجري ورا أي بنت علي طول هما اللي بيجروا ورايا..
شذا بخفوت:
-ملك المغرورين..ثم أسترسلت بصوت مسموع:
-بص يا فهد لو أنت عايزني أوافق علي الجوازة دي يبقي تعمل أىّ حاجة و ترجع ديمة .. ثم بكت وقالت:
-إنما لو ديمة جرالها حاجة عمري..عمري ما هوافق فااااهم..
أقترب خطوتين ومسح دموعها وقال بحنان:
-وعد مني يا شذا أول لما نلاقي طرف خيط يوصلنا لمكانها هنعمل المستحيل ونرجعها.. قطع حديثهما ركض جوليا وهي تبكي و وراءها يركض قصي ولورا وهما يحاولان معرفة لماذا تبكي بهذا الشكل..دلفوا الجميع الي الداخل لتقول جوليا بصوت متهدج من البكاء:
-بابا رسيل.. رسيل كنت بكلمها وبعدين فجأة صرخت والخط فضل شوية مفتوح وسمعت حد بيقول ركبوها بسرعة.. ثم أجهشت في البكاء ف هرع اليه آدم ليحاول أن يواسيها فقد تزلزل قلبه من بكاءها.. في حين جلس فياض بصدمة لم يستوعبها لوهلة وصرخت حياة وهي تقول بهلع:
-يالهوي بنتي.. بنتي يا فياض .. كله من شغلك يا فياض .. آآآآه يا تري هيعملوا فيكِ إيه يا رسيل..
قصي بغضب وعصبية:
-وديني لا هقتلهم واحد واحد الكلاب..
في غرفة ليث
داخل مهاب خلف ليث وهو يقول:
-وريني إيدك يا ليث.. أنت بتنزف
ليث بحزن يتقطع له نِياط القلب:
-أنا فعلا بنزف يا مهاب بس مش من إيدي .. بنزف من قلبي لو عندك علاج ليه أدخل ولو معندكش أخرج وأقفل الباب وراك
أقترب مهاب من الأريكة الذي يجلس عليها وسحب مقعد وجلس هو الاخر وأمسك يده وأخذ يعقمها وهو يقول:
-أن شاء الله كل شىء هيرجع زي الاول.. أنا حاسس بيك يا ليث.. بس أنت إزاي كنت مخبي كل الحب ده في قلبك كل السنين اللي فاتت دي!!! وإزاي كنت مستحمل كلمة أبيه اللي كانت بتقولها ديمة!!! ده أنت جبل يا جدع..
إبتسم ليث نصف إبتسامة وقال بحزن:
-ترجع بس وتقول اللي هيا عايزاه
ربت مهاب علي كتفه بعد أن ضمضم جرح يده وقال :
-بإذن الله .. قطع حديثهما دلوف ياسين وهو يقول:
-شوفتوا حصل إيه تاني..
خفق قلب ليث وهو يتخيل أنه قد صار شىء لصغيرته
في حين قال مهاب بقلق:
-في إيه يا ياسين أتكلم علي طول..
ياسين :
-رسيل أتخطفت وشكل اللي خطفوها هما نفسهم اللي خطفوا ديمة..واقف ليث وخرجوا من الغرفة متوجهين الي الدرج وهبطوا حتي وصلوا الي ذلك التجمع العائلي..
لينظر ليث الي وحوش الصحراء بنظرة ذات معني فكلا منهم يحمل في قلبه غضبٍ ونيران كفيلة بحرق قبيلة بأكملها.. نيران قصي علي خطف أخته.. ونيران آدم علي بكاء معشوقته التي أرتمت في أحضانه تتواسل إليه لكي يفعل شيء..نيران فهد ووعده لحبيبته .. وآخيرا بركان الليث الثائر وهو يقول :
-أحنا ليه قاعدين هنا!!! يلا بينا
أماءوا له وتحركوا وهم عازمين علي فعل أىّ شىء حتي لو بحثوا في كل شبر لكي يأتوا بديمة ورسيل..
مصعب بتساؤل:
-رايحين فين يا ليث؟!
ليث :
-رايحين المكتب نشوف حل نوصل بيه لمكان ديمة ورسيل.. ثم أسترسل وهو ينظر لفياض:
-لو حكمت هقبض علي طاعون وأخلي يعترف بمكانهم..
فياض بتعب:
-لو قبضت علي طاعون مش هتوصل لحاجة و كدا البنات هي اللي هتتآذي.. دي ماف