رواية اهابه اخافك ليثي الفصل الخامس عشر15 بقلم ايمي عمر
وقفوا الجميع بتأهب وهم يستمعون اليه والي توصياته في حماية صغيرته.. صغيرته التي شحب وجهها وأصبح كالأموات وقد هربت منها الدماء فهي لأول مرة تراهم وهم يستعدون لمثل تلك المداهمات ليس كذلك فقط بل وهي جزء هام في تلك المهمة الصعبة لتدعي في خلدها أن يعينها الله علي الثبات فهي تشعر أن قدميها تحملها بصعوبة.. كان يشعر بخوفها ولما لا وهو يفهم تفاصيلها.. أقترب منها وكفف وجهها بحنان وهو يبث الاطمئنان لثنايا قلبها المرتجف رعبً ليقول بتأكيد:
-مش عايزك تخافي خالص أنا هكون معاكِ خطوة بخطوة.. وعايزك لو حصل أي حاجة تفضلي جانبي ومتبعديش مهم حصل يعني عينكِ تكون دايما عليا حتي لو حصل أشتباك تفضلي جانبي وأنا هتصرف فاهمة يا ديمة..
أماءت له وشعرت بالاطمئنان وكأنه ملاكها الحارس..التقط حقيبة وأخرج منها جاكيت مصمم خصيصا للتصدي لأىّ رصاصة تصوب بإتجاه الشخص الذي يرتديه.. ألبسها إياها ودثر الملابس عليها جيدا والتفت الي فهد وآدم وقصي وقال بتوصية أخيرة قبل التحرك:
-زي ما أتفقنا يا وحوش حماية ديمة في دخولها وخروجها من الڤيلا هي الأهم..
أماءوا له بعيون تشع قوة وشجاعة فكيف لا يحموا معشوقة أقرب صديق لهم.. تحركوا بخفة الي داخل الڤيلا ثم أشارا ليث لقصى بأشارة يفهم معناها جيدا ليتقدم فهد من وكر الكلاب الشرسة الذين كادوا أن يعووا ولكن أسكتتهم قطع اللحم الذي يلقيها بإتجاهم قصي ليلتهموها بنهم وما هي إلا ثواني وأستكنت الكلاب دون الحراك تأثيرا بالمخدر الموضوع في تلك القطع.. دخل ليث وخلفه ديمة وهو يتلفت ويدرس كل خطوة في حين أخذ باقي الوحوش أماكنها في الحديقة تحسبً لأىّ شىء قد يحدث..
فتحت جهاز الكومبيوتر وأخذت تعمل علي فك شفرته بأحترافية تحسد عليها في حين كان ليث يراقب جميع أركان ذلك المكتب الذي بداخل الڤيلا والخاص بزعيم العصابة أو ما يسمي "بالرأس الگبيرة"
ليث بتوتر وقلق لأول مرة في حياته يشعر به أثناء تأدية مثل هذه المهمات ليقول:
-ديمة بسرعة قبل الحرس ما يحثوا بحاجة..
أستطردت وهي تعمل بسرعة:
-خلاص قربت أخلص أهو ثواني والفلاشة هتحمّل..
وما هي لحظات إلا وسمعا طلقات نارية من الخارج لينظر ليث ويري الحرس الذين أحسوا بوجود أشخاص داخل الڤيلا..
قال بأمر يشوبه قلق :
-ديمة يلا لازم نطلع من هنا بسرعة..
=لحظة .. خلاص الفلاشة بتجمع كل الملفات.. قالتها ديمة المرتجفة من ذلك الصوت ولكنها عزمت علي انهاء ما بدأته.. سحبت الفلاشة بعد نجاحها في تحميل كل ما يخص الشحنة المشبوهة وهي تقول:
-خلاص حمّلت يلا بينا.. قالتها وهي تمد يدها له بالفلاشة فأخذها ووضعها في ثيابه ومشي أمامها وهي تمسك في ثيابه من الخلف وترتعش بخوف وهو يصوب السلاح تحسبً لأىّ هجوم قد يأتي علي حين غرة..
أما في الخارج كان أطلاق النار متبادل بين وحوش الصحراء وبين الحرس الذين كثر عددهم..
خرجا الي حديقة الڤيلا التي أصبحت أمطار من الرصاص ومازالت تتواري خلفه حتي جاء ثلاث من الحرس وأقتربوا من ليث وديمة بعد أن فرغت الاسلحة من الرصاص.. واقف كالأسد الذي يستعد لساحة المعاركة ولكن ما أربكه وجود ديمة.. أقترب منه أحد الحوائط البشرية محاولا ركله ولكن فشل عندما أسقطه ليث أرضً و كيّل له ضربات مبرحة جعلته يفقد الوعي.. بعد ذلك تقدما الاثنان الاخران وتصدي لهم ليث ليمسك حارس منهم ديمة ف رأه ليث الذي جن جنونه واقترب منه وضربه بشراسه وغضب فكيف يتجرأ ذلك الحقير ويلمس صغيرته.. التفت ينظر علي مكان وقوف ديمة وجده فارغ.. واقف بلهفة يبحث عنها بجنون ولكن وجد سكون في الڤيلا إلا من بعض الحرس المغشي عليهم ويفترشون الارض في كل مكان..صاح بأعلي صوت:
-دييييييييييييييييييمة
التفت قصي وآدم وأقتربوا منه
ليتحدث قصي:
-ديمة فين يا ليث أنا من ثانية كنت شايفها واقفة جانبك!!
ليث بجنون وهو يشد علي شعره:
-مش عارف.. أنا كنت بضرب في واحد من الحرس وبصيت فجأة ملقتهاش..
آدم بتعجب:
-فين فهد يا ليث؟!! ممكن تكون معاه..
ليث بأمل:
-أيوا صح.. ثم ركض خارج تلك الڤيلا ليجد فهد يستقل سيارة وكاد أن يمشي إلا أنه واقف عندما وجد ليث ليقول بذعر:
-ليث أركب بسرعة الحرس أخدوا ديمة ومشيوا خلينا نلحقهم..
قفز ليث الي داخل السيارة وأنطلق فهد سريعا لمحاولة اللحاق بتلك السيارة..
أستطرد ليث بقلق :
-أنت شوفتهم ازاي وهم بياخدوها يا فهد؟!
فهد وهو ينظر أمامه بتركيز:
-أنا بصيت عليها لقيت أتنان مسكنها جريت علشان ألحقها بس ركبوا العربية بسرعة..
ليث وهو يخبط مقدمة السيارة التي أمامه بحنقٍ وغضب:
-وحياة أمي لا هموتهم واحد واحد الكلاب.. بس يقعوا في إيدي.. أسرع شوية يا فهد..
فهد وهو يزيد من سرعة السيارة :
-حاضر يا ليث.. أهدي وأن شاء الله نلحقهم..
"بعد مدة"
توقف فهد وهو ينظر الي ليث بخيبة أمل فقد أختفت السيارة التي كانت أمامهما والتي بها ديمة..
ماذا يعني ذلك!!! أحقا صغيرته وقعت في أيدي مافيا!!! أحقا لم يقدر علي حمايتها كما وعدها.. سُحقا أضاعت صغرته من بين يده .. تذكر رجفتها وهي بجانبه فكيف حالها وهي بين أيدهم .. نزل من السيارة بغضبٍ عارم ونوبة جنون أجتاحته وهو يركل دولاب السيارة بقوة و يقول بسخطٍ:
-معرفتش أحميها..أااانا السبب .. ااااانا السبببب.. ديييييييييييمة.. قالها وهو يجلس علي الاسفلت ساندا بظهره علي السيارة وضعًا يديه علي شعره ويشده بقوة وغيظ..
كان فهد يري أنهياره ونوبة جنونه بشفقة وغيظ من نفسه علي عدم حماية زوجة أعز أصدقائه حتي لو كانت ديمة.. ديمة التي تغيرت فكرته عنها عندما شاركت معهم في تلك المهمة..
جثي علي ركبتيه واضعا يده علي كتف ليث مردفا:
-أهدي يا ليث وأن شاء الله هنعرف نوصل لها وهنعمل أقصي جهدنا لحد ما نلاقي مكانها.. بس أنا متستغرب من اللي حصل ده!!! والحرس اللي ظهر من كل مكان.. كأنهم كانوا عارفين بوجودنا أو حد بلغهم..
ليث بحزن:
-فعلا الموضوع مش طبيعي.. أحنا كنا درسين كل حاجة والمكان كان هادي و مفيش غير كام حارس بس .. كل ده طلع منين مش عارف.. زي ما يكون كان كامين لينا..
فهد بخوف:
-هي الفلاشة مع ديمة ؟!
=لا معايا.. ديمة أعطتني الفلاشة قبل ما نخرج من المكتب..
تنهد فهد براحة مردفا:
-الحمد لله.. خلينا نمسكهم ولاد الكلب دول.. يقعوا في إيدنا بس ويجي يوم الحساب وساعتها هنخليهم ينسوا الحليب اللي رضعوا من أمهاتهم..
واقفا الاثنان من جديد وأستقلا السيارة وهما يجران خيبة الامل وأنطلق فهد بعد أن غير مسار السيارة الي الرجوع لتلك الڤيلا لعلهم يجدوا شيء يفيدهما..
_______________$
في مخزن قديم في أحد الاماكن المهجورة من البشر..فقد اختاره بعيدا حتي يتم فيها العمليات المشبوهة من أختطاف أو تخزين الممنوعات تململت بعد أن كانت فاقدة للوعي .. فتحت عينيها وبربشت عدة مرات فوجدت يديها خلف ظهر ومكبلة وثغرها محجوب بقطعة من القماش تمنعها من التفوه ونائمة علي جانبها اليمين.. حاولت الصراخ ولكن فشلت فذلك الظلام الحالك في الغرفة أرعبها وكادت أن تفقد وعيها فهي تأتيها حالة زعر من الأمكان المغلقة والعاتمة بسواد..فأخذت تحاكي نفسها بدون صوت:
-ليث مش هيسيبني.. هينقذني بسرعة .. هو وعدني بكدا.. وأخذت دموعها تنهمر وهي تردد تلك الكلمات التي تبعث الأطمئنان إلي قلبها.. فُتح الباب علي حين غرة فتسرب الضوء الي الغرفة لتنظر ديمة الي ذلك الشخص المخيف الواقف أمامها ويرتدي قناع يحجب ملامح وجهه ليتكلم الشخص:
-فين الفلاشة اللي كنتِ بتنقلي عليها المعلومات من الكمبيوتر بتاعي..
أحست أن صوته مألوف بالنسبة لها و ردت بصوت متهدج:
-م م معرفش حاجة .. ومش معايا حاجة..
أقترب منها وأمسكها من ثيابها وهو يحثها بعنف علي الوقوف :
-لا يا بنت نادين.. ده أنا أقتلك فيها دي .. طلعي الفلاشة أحسنلك يما هتشوف الويل..
ديمة بشجاعة:
-قولتلك معرفش.. وعلي فكرة أنا عرفتك .. مفيش داعي للقناع اللي أنت لبسه ده يا شريف سعيد منصور..
خلع القناع وقال بنبرة مخيفة:
-كويس أنك عرفتي أنا أبقي مين .. بس اللي لسه متعرفوش هو أني ممكن أعمل فيكِ إيه لو الشحنة دي أتمسكت..
"فلاش باك"
أرتعدت أوصله عندما سمع صوت الأنذار نعم فهو يضع علي جهاز الكمبيوتر جهاز أنذار وكاميرا مراقبة تعمل عندما يضرب الأنذار ليفتح حاسوبه ويري ديمة وليث بداخل غرفة المكتب .. أخرج هاتفه وأتصل علي طاعون وأنتظر حتي جاءه الرد..
طاعون:أيوا يا باشا تحت أمرك..
شريف بصوت مرعب: أنت يااااااا حمار سايب الڤيلا وفي حد داخل وبيأخد معلومات من جهاز الكمبيوتر ده أنا هشرب من دم أهلك يا تتتتتتتتت...
طاعون بتلعثم وهو يهب من جوار سلين:
-إيه!!! طب أنا هتصرف وكل حاجة هتبقي تمام يا باشا متقلقش..
شريف بغضب أسود:
-يا ويلك لو كان عاكس كدا هتشوف مني اللي عمرك ما شوفته قبل كدا يا طاعون فاااااااااهم
طاعون بخوف:
-حاضر حاضر يا باشا أطمن..
شريف بأمر:
-البنت اللي فتحت جهاز الكمبيوتر تكون في المخزن بأىّ شكل من الأشكال حتي لو فيها موتك فاااااهم..
طاعون :اللي حضرتك تقوله يتنفذ يا باشا .. أنا هتصرف..
"في أحدي الكباريهات"
أغلق معه طاعون وضغط أزرار هاتفه من جديد فحاولت سلين تشتيت أنتبه ولكن دون جدوى..
طاعون وهو يتكلم في الهاتف:
-أنتوا يا شوية أغبياء في حد أقتحم الڤيلا ومن ضمنهم بنت.. البنت دي تكون في المخزن بأي طريقة فاااااهمين وأنا هبعتلكم حرس تاني ومش عايز أي غلط علشان هيكون بموتنا كلنا سااااامعين يا أغبية..
ألتمعت عين سلين بفرحة عندما سمعت أنهم سوف يخلصوها من ديمة وقد نست ضميرها فقد أعمها عشقها لليث عن تأديت واجبها المهني ولم تحاول اخبار ليث بما ينوي طاعون فعله ف فضلت الصمت والتكتم علي ما سمعته..
"باك"
شريف:
-فين الفلاشة يا بت.. انطقي لحسن أقتلك يا بنت الكلب أنتِ..
ديمة بتئلم وأختناق وهو يضغط علي عنقها بيديه بقوة:
-كح كح.. مش معايا .. والله ما معايا حاجة سبني.. كح كح هموت..
شريف:
-قولي هي مع مين بدل ما أقتلك يا وش الفقر من يوم ما شوفتك وأنا حاسس أنك هتكون سبب في خسرتي لكل شيء.. أبويا عايز يكتب لك جزء من فلوسي اللي شقيت وتعبت فيها وميعرفش الخطر اللي بتعرض له كل مرة بتدخل شحنة للبلد..
أستطردت ديمة بسخطٍ:
-فلوسك دي أنا مش عايزاها ولا تلزمني .. دي فلوس حرام بتكسبها من تخريب عقول وصحة الشباب .. كل أم أبنها بياخد الهباب دي بتدعي عليك من قلبها المحروق.. شوف بقي كام دعوة بتاخدها كل يوم ساعة الفجرية .. ثم أسترسلت بعد أن رمقته بحقارة:
-أنت أزاي عايش أصلا!!!! بتعرف تنام أزاي!!! فين ضميرك.. طب مفكرتش في أمجد إبنك أنه مثلا يكون واحد من اللي بياخدوا الهباب ده.. قطعت حديثها عندما تلقت صفعة قوية جعلت ثغرها يكب الدم وأنامله الخشنة ترتسم علي وجهها الرقيق ودموعها الحارقة تزداد وتنهمر بكثرة
ليستطرد شريف بقسوة قاتمة وهو يمسك خصلاتها ويلفها علي يده ويشدها بقوة حتي كادت أن تطلع من جزورها:
-أنتِ هتعلمني الضمير يا بنت دارين..دارين اللي قتلت أخويا بدم بارد..أمك المجنونة اللي دخلت المصحة وجبتك فيها عشان تخربي حياتي.. لا ده أنا أخلص منك ومن أهلك كلهم لو اللي أنا عاوزه محصلش والشحنة عدت بسلام..
كانت تتألم من قبضته وتدعي الله أن ينقذها ليثها من ذلك الشيطان بهئية بني أدم..
شريف:
-مش عايزة تتكلمي.. قالها وهو يخرج من جيب سترته ملفوة صغيرة فتحه و دنا منها وأطبق بيده علي فمها و دنا تلك الملفوف من أنفها وهي تتململ وترفض وعندما فشل صاح بأعلي صوت:
-أنت يا بهيم أنت وهو .. تعالي أمسك رأس بنت ال تتتتتت دي أقترب الحارس وثبت رأسها وكتم ثغرها.. قرب شريف ذلك المخدر من أنفها وهو يقول بحقد:
-جربي الهباب اللي بتقولي عليه ده حتي جميل وهيعملك دماغ تخليكِ طايرة في السما وتنسيكِ أنك شوفتني أصلا..
كانت تحبس أنفاسها ودموعها تنهمر بهلع.. كادت أن تختنق من عدم تنفسها
-هتفضلي كاتمة نفسك كدا كتير .. تمام أنا معاكِ للصبح يا حلوة.. قالها شريف غير عابئ لتألم تلك الصغير .. غير مهتم أن كانت من دمه فكل ما يشغل تفكيره هو تلك الشحنة..
سحبت نفس ليدخل ذلك المسحوق الأبيض الي رئتيها.. يدخل ويتغلغل ويفسد داخلها .. سحبت عدت أنفاس وهي تستعطفه بعينها أن يكف ولان هيهات فهي تستعطف شيطان..
أبتعد عنها وهو يقول:
-كفاية كدا النهاردة يا بنت دارين و دلوقتي قول لي فين الفلاشة؟
تهدجت روحها وهي تقول ببكاء:
-مع ليث.. أنا أعطتها له لما كنا في الڤيلا..
شريف :
-أطلبي رقمه .. و عارفة لو قولتي أسمي أو جبتي سيرتي مش هموتك لا ده أنا هخليكِ تتمني الموت ومش هطوليه..
________________$
فياض بغضب :
-أزاي يعني أربع رجالة طوال عراض والبنت تتاخد منكم.. أقول إيه لمصعب أقوله الأمانة ضاعت وهي بين إيدين المافيا دلوقتي.. قالها فياض بعد أن علم وأتي إليهم في الڤيلا المستأجرة..
ثم أسترسل :
-فين الفلاشة؟
كان يجلس علي الاريكة يكفف وجهه و النيران تتأكل في داخله يفكر كيف حال صغيرته.. غصة مريرة تكبس علي قلبه.. قلبه الذي يخفق بشدة خوفا عليها وعلي ما المّ بها..
فهد: الفلاشة مع ليث
فياض: فين الفلاشة يا ليث؟
مد يده في جيب سترته وأخرجها وأعطه إياها.. التقطتها منه فياض ووضعها في اللابتوب وعمل علي نسخها عدة مرات.. وأرسالها للجهات المختصة..
لحظات وسمع الجميع صوت رنين هاتف ليث.. أنتفض ليث من مكانه وأخرج هاتفه و رد بلهفة فقلبه يشعر أنها معشوته:
-ألو .. ديمة؟؟
ديمة بصوت متهدج:
-ليث..
=حبيبتي أنتِ كويسة .. حد آذكِ يا قلبي..
ردت مندفعة:
-ليث الحقني بسرعة..وفجأة أختفي الصوت..
علي الجهة الاخري في ذلك المحزن
شريف بتحذير:
-أنا قولت إيه!!! علي الله تقولي حاجة غير اللي قولتها.. قالها وهو يكتم سماعة الهاتف بيده..
أماءت له بكسرة وطاعة فوضع الهاتف علي أذنها من جديد..
"في الڤيلا"
كان كالليث المحبوس وهو ينهب الارض ذهابا وايابا وهو ينادي بأسمها في ذلك الهاتف الذي يضعه علي أذنه يريد أخترقه ليصل الي من ملكة فؤاده..
=ديمة .. حبيبتي ردي عليا .. حاولي تقولي مكانك وأنا في أقل وقت هكون عندك..
-ليث.. هم عايزين الفلاشة ومحدش يفتحها.. ده طلبهم..ولو أتفتحت يبقي الشحنة تعدي بسلام وإلا هموتوني.. أنا خايفة أوي يا ليث أوعي تسيبهم يموتوني.. ثم أجهشت في البكاء..
أتسعت عينيه فهو يعلم جيدا أن فياض لن يتنازل عن ضميره ولن يسمح بدخول الشحنة الي البلاد..
ليث بعدم تأكد من حديثه :
=متخفيش يا حبيبتي .. هعطيهم الفلاشة وهنقذك منهم ..
-ليث.. أنا بحبك أوي أوي .. خليك عارف ده كويس.. أنت اللي في قلبي وبس ولو جري لي حاجة .. مش عايزاك تزعل يا حبيبي وتكمل حياتك عادي.. قالتها بتدافع قبل أن يضحك شريف بسخرية ولكنه تركها تتحدث فذلك سوف يكون في مصلحته فهو يعلم أن ليث سيفعل أي شيء ويأتي بتلك الفلاشة..
ياااااالله الآن تعترف بحبها له في ذلك الوقت لتتأجج النيران الحارقة في قلبه وتنزل دمعته الذي مسحها بسرعة يحجبها علي عيون الاخرين..
=أنا كمان بحبك يا عمري..بس مش عايز أسمع منك كلمة الموت دي..و قولي لهم اللي هم عايزينه هيتم..
-بيقولك أستني منهم تلفون بالمكان يا ليث ..
كاد أن يرد ولكن أغلق الخط.. التفت ينظر الي فياض وقال :
-حضرتك سمعت .. هات الفلاشة علشان أخلص ديمة..
فياض بتروي:
-أهدي يا ليث.. الموضوع مش سهل زي ما أنت فاهم.. والمعلومات كلها وصلت للوزارة دلوقتي أنا بعتهم في إيميل..
ليث بغضب وأستنكار:
-يعني إيه!!!! يعني مراتي خلاص كدا ضاعت!!!أنت هتضحي بديمة يا حضرة اللواء..دي أمانة أبويا ليك؟!!!
فياض بحزن:
-هنوصل لهم يا ليث ومش هسيبهم يآذوا ديمة.. هي مش بس مراتك.. دي بنتي أنا كمان..
رد ليث وقد أعمه غضبه:
-لا مش باين بصراحة.. ولو بنتك كنت هتكتم علي الفلاشة وتنقذها..
قصي بغيظ:
-إيه اللي بتقوله ده يا ليث أحنا مقدرين اللي انت فيه بس أحنا كمان مش هنفرح لو ديمة جراله حاجة..
ليث بغضب :
-أنا ميهمنيش الكلام ده .. أنا عايز أنقذ مراتي وبس..
واقفا الجميع يشاهدون أنهيار الليث وقد تشتت أفكارهم فهم في حاجة الي التفكير لكي يصلوا الي حل ولكن ليث لم يعطي لهم الفرصة فهو كل ما يشغل تفكيره ويشعل نيرانه صوت ديمة المتهدج..لحظات وسمعوا صوت آذان الفجر..
فياض وهو يربت علي كتف ليث : خش أتوضي وصلي علشان تهدا ونعرف نشوف حل..أنصاع له ليث.. ثم أسترسل فياض وهو ينظر للجميع:
-يلا يا شباب هنصلي صلاة الفجر جماعة.. تحرك الجميع بطاعة فمن يخرجهم من تلك المعضلة سوا الواحد الاحد رب الكون الذي أذا أردا شيء يقول له كون فيكون..
______$
دخل الغرفة خاصتهم ليجدها نائم القي نظرة متفحصة عليها لعلها تمثل النوم كعادتها ولكن وجدها ساكنة دون الحراك توجه الي الاريكة التي هي فراشه بالاساس فمن يوم زواجهما وهي وضعت بينهم تلك الحدود الذي لم يحاول هو تخطيها إلا من بعض المزاح الماكر الذي يحاول بيه التقرب اليه.. أحبها نعم أحبها وكلما تذكُر أمامه أن وجدها هو فترة مؤقتة يخفق قلبه بخوف من أقترب تلك اللحظة التي سوف ترحل فيها.. رمي بثقله علي الاريكة وأخرج هاتفه ليتصفح الانترنت .. مرت بضع دقائق ليسمع آنين خافت يأتي من صوب الفراش التي ترقد عليه.. أنتفض قلبه قبل جسده و دنْا منها ليتمعن النظر اليه فوجد وجهها يتصبب عرقًا ووجنتيها الحمراء تأججت بلهيب حارق وكانت تهمهم ببعض الكلمات الغير مفهومة مد يده يتحسس جبينها لتصدر منه شهقة رجولية وهو يتحسس باقي وجهها بلهفة ثم تحدث إليها وهو ينقر بلطف علي إحدي وجنتيها ليحاول أفاقتها:
-سلمي فوقي .. أنتِ سمعني
ردت بهذيان:
-بابا.. مش.. ه .. هينفع نكمل سوا أحنا .. مش متفقين.. أنا وهو أستحالة نكمل مع بعض بلاش تزعل يا بابا ..كانت تتحدث بتلك الكلمات التي جعلت قلبه يختلجه الهم فهي تفكر جديًا أن تتركه.. نفض رأسه من التفكير في ذلك الشىء حاليا وقام من جوارها متجهًا الي غرفة الثياب التقط أسدالها بسرعة ورجع من جديد وهو يقول بلهفة:
-سلمي ساعدني وقومي ألبسى الأسدال عشان أنادي مهاب يشوف إيه سبب الحرارة دي..
كان جسدها يرتخي بين يديه وهو يحاول مساعدتها في أرتداء الاسدال وكانت تستند برأسها علي صدره الصلب كالطفل الذي يلجأ الي حضن والدته في شدة مرضه.. انتهي من لف حجابها وهو يخفي خصلات شعرها الناعم ثم أسندها من جديد ومشي صوب الباب بخطآ واسع ليصل الي غرفة مهاب ويدق بشدة ولهفة..
داخل غرفة مهاب كان يتحدث الي سجي في هاتفه وعندما سمع الطرقات أعتدل بجذعه وهو يقول:
-في حد بيخبط عليا هشوف مين وأرجع أكلمك تاني يا قلبي .. ثم أغلق الهاتف بعد ان وصل الي الباب ففتحه ليجد ياسين الذي يعتلي وجهه القلق والخوف
-ياسين!!!في ايه يا بني مالك بتخبط كدا هو انا قاعد ورا الباب..
=مش وقته يا مهاب .. المهم تعالي معايا عشان سلمي تعبانة اوي وحرارتها مرتفعة..
-ماشى ثواني هيجيب الشنطة بتاعتي وجاي ..قالها وهو يدلف الي الداخل ليحضر حقيبته..في حين ذهب ياسين سريعا الي غرفته من جديد
-ياسين دي حرارتها فوق الأربعين لازم حرارتها تنزل حااالا .. قالها مهاب بعد ان كشف علي سلمي تحت نظرات ياسين القلقة ليقول بتوتر:
-ودي هتنزل ازاي يا مهاب ؟!
مهاب بعملية:
-تنزل تحت الدُش بسرعة يا ياسين بس ماية باردة مش سخونة والعلاج ده انا هبعت حد من الحرس يجبه تكون انت اتصرفت .. فهمتني!!
هز رأسه وهو يبتلع ريقه بتوتر.. في حين خرج مهاب واقترب هو منها وحملها بين ذراعيه متجها الي صوب المرحاض.. أوقفها وفتح الميآه لتنزل عليها كالمطر شديد البرودة في ليلة شتاء قارسة عاصفة..رفعت عينيها تتمعن النظر اليه وهي تصطّك بفكيها بعضها البعض تشعر بالأرتجاف .. رفع كفه يمسح علي شعرها و وجهها بحنان كمن يملس علي قطة ترتعش..
لتقول هي في خلدها وهي تري أهتمامه وخوفه البادي علي وجهه :
-أنت شيطان ولا ملاك ولا إيه حكايتك بالظبط..
وكأنه يفهم ما يدور في نفسها ليقول بعيناه دون التحدث:
-أنا مش وحش بس اديني فرص واحدة..
أيمكن للعيون أن تفهم علي بعضها البعض؟!نعم فهي عيون عاشقة متيمة
كانت تلم ثيابها بيدها تحاول أن تدري جسدها الظاهر بخجل وتوتر..في حين سحب هو منشفة كبيرة وطوقها بيها وعيناه تُطمأنها بأن لا تخاف منه فهو سيحميها حتي من شيطان نفسه ..
ريثما كان يدثرها في الفراش جيدا سمع طرقات الباب مشي اليه وفتحه
-خد يا ياسين العلاج دي أنا كتبت كل حاجة في الروشتة دي بس عايزاك بكرة تأخد سلمي وتعملها التحليل دي..قالها مهاب وهو يعطيه كيس بيه بعض الأدوية و ورقة مدون بها بعض التحليل اللازمة..
استطرد ياسين بقلق:
-تحليل ليه يا مهاب؟!! أنت شاكك في حاجة..
أماء له مهاب وهو يقول:
-بصراحة شاكك ان سلمي حامل بس خلينا نتأكد..
رد بتلعثم:
-إيه!!!! حااااامل...
________________________$
"يوم جديد"
بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم في خير .. قالها المأذون بعد أنهي كتب كتاب مهاب مصعب الالفي و سجي علي السباعي.. قام مهاب وطبع قبلة علي مقدمة رأس سجي وهو يقول:
-مبروك يا زوجة مهاب مصعب الألفي..
أرتجفت أوصالها و ردت بخجل:
-الله يبارك فيك..
خرجا من مكتب المأذون وأستقلا السيارة وذهب بها..
سجي بتساؤل:
-إحنا رايحين فين يا مهاب؟!
غمزها والتقطت يدها وطبع قبلة علي باطن كفها وهو يقول بسعادة:
-حجزت في فندق يا قلبي هنروح ننسي الدنيا كلها مش عايزاك تفكري في أي حاجة غيري أنا وبس وزي ما بيقولوا هنسرق من الوقت شوية سعادة..
تشعر بالسعادة لكونها أصبحت زوجته ولكن يوجد شىء يصرخ بداخلها ويقول:
تراجعي.. هذا خطأ جثيم .. والدتك لا تستحق منك هذا .. والدك يريد أن يتطلع اليكِ بفستانك الابيض.. يريدك أن تخرجي من بيتك ملكة متوجة.. لماذا تسرقي من الوقت بعض السعادة!!لماذا لا تكون السعادة كاملة بعلم الجميع.. كلها تساؤلات تجتاحها
.. أختلست منه نظرة ل تري مدي سعادته وهو يغني بدندنا فتلك هي عادته عندما يفرح:
-وقابلتك أنت لقيتك بتغير كل حياااااتي.. ما أعرفش إزاي انا حبيتك ما أعرفش إزاي يا حياتي.. من همسة حب لقتني باحب..لقتني باحب وأدوب في الحب وصبح وليل علي بابه.. أنهي جملته وهو يسحبها لتستقر بين أحضانه وهو يطبع قبلة علي رأسها..
______________$
أتصال من الخارج
-الحكومة خدت خبر عن الشاحنة يا شريف.. موتك علي إيدنا..
شريف بأرتجاف:
-متخافش يا باشا انا سيطرت علي الموقف..
=سيطرت بإنك تخطف زوجة رائد..ثم بنبرة أعلي:
-شوف اللواء اللي ماسك العملية دي وأختطف زوجته أو أهله كلهم المهم تتصرف يا شريف .. الشحنة دي برأسك أنت وعلتك كلها..
-حاضر يا باشا حاضر.. أنا هتصرف..
أغلق الخط وأجري أتصل أخر بطاعون:
-أسمع يا طاعون أخطف أي حد من عيلة اللواء فياض..
طاعون :
-تحت أمرك يا باشا..
=ومتنساش تدي السنيورة اللي عندك جرعة هيروين..
-ماشي يا باشا
اغلق الهاتف ونظر بشيطانية وتحدث:
-أنتِ السبب يا بنت ال تتتتت.. بس ماشي عذابك هيكون علي إيدي..
__________________$
خلص البارت
-يا تري إيه اللي هيحصل بعد كدا؟