اخر الروايات

رواية ضراوة العشق الفصل الخامس عشر 15 بقلم دهب عطية

رواية ضراوة العشق الفصل الخامس عشر 15 بقلم دهب عطية 





بارت الخامس عشر🦋

في اليوم الثاني ظهراً....

تفقدت اثواب العروس البيضاء المرصصه امامها والمعروض معظمها على شكل دمية بلاستيكية
على هيئة جسد انثوي....

عقد ساعديه وهو يستند بظهره على الحائط
يتفقد صورتها الفاتنة وهي تقف بجوار ثوبٍ
ابيض رقيق من قماش الدانتيل..ضيق من عند الخصر متسع حتى اسفل الكاحلين...... محتشم وراقي المظهر...

"حلو ده صح....." استدارت له وهي تسأله باعجاب واضح...

قيم الثوب بعينيه ثم هتف بفتور....
"جربيه الاول ونشوف..."

إبتسمت وهي ترمق الثوب مره أخيرة قبل ان تتقدم منها العاملة وتحمله لها حتى ترتدي إياه....

نظرت لهيئتها في المرآة بانبهار وعينيها تصرخ بسعادة.... لا تعرف لماذا كل هذا الفرح المتهلل
بوجهها وكانها اول مرة ترتدي ثوب أبيض
وتكن عروس..... لكن معه هو الوضع يختلف

خرجت له بتلك الهيئة الخلابه ببطء وتأني وعيناها بعينيه تدرس تفاصيل نظرته الأولى عن قرب...

رفع 'عمرو' عينيه عليها ببطء فتزايد بريق بنيتاه القاتمة وهو يحدج بها بل يتشرب بعينيه كل جزء
بها... تقدم منها عدة خطوات ووقف امامها مباشرةً

اسلبت وعد عينيها بخجل فوجدته يشبك يداها بين يداه بحنان وهو يقول ببحة خاصة...
"طالعه زي القمر ياوعد...."

رفعت عينيها وهي تنظر له بخجل ممزوج بشك...
"بجد ياعمرو.... الفستان حلو...."

صحح لها الجمله بمشاعر جياشه...
"بجد... انتي اللي احلى من الفستان...."

ابتسمت له اكثر بسعادة متلألأه بعينيها....

خمدت تلك العاطفة المقيمه باعينيهم صوتٍ انثوي يتقدم منهم...
"مش مصدقه اني شوفتك..... عمرو الاباصيري مره واحده...."

رفع عمرو عينيه على الهتاف الانثوي فوجد أمرأه جميله رشيقة الجسد تتقدم منهم وملامحها تكاد تكون مألوفه له....

رفعت السيدة حاجبها بتشكيك وهي تقول بعتاب...
"أوعى تكون مش فكرني أزعل بجد....."

هز عمرو راسه بحرج قليلاً وهو يقول...
"مش واخد بالي....يمكن لو سمعت الاسم افتكر..."

ابتسمت السيدة برقه وهي تذكره...
"إيمي رفعت.....أيام ثانوي ... مدرسة (......)..معقول نسيت صحابك...."

رفع حاجبيه الإثنين وابتسم لها بتذكر وهو يقول...
"إيمي رفعت.. يخربيت عقلك.... عامله إيه...."

سلم عليها بحبور وهو يقول....
"اختفيتي يعني بعد ثانوي..."

ردت عليه بابتسامة هادئة...
"كملت درستي برأ.... المهم انتَ عامل إيه اتجوزت ولا لسه...."

أشار على وعد وهو يجيبه بإيجاز..
"دي العروسه ياستي.... وعد بنت عمي ... فرحنا كمان اسبوعين...."

"الف الف مبروك ياوعد......" عانقتها ايمي بحبور وهي تقول بمداعبه..
"بجد محظوظه اللي تجوز واحد زي عمرو... دا بنات ثانوي كلهم كأنو هيتجننه عليه....ان يعبر واحده فيهم او يرد على الرسايل اللي بيبعتوها ليه او حتى يقابل واحده فيهم برا استحاله.... بجد اخلق وادب واحترام.... "

(انتي هتقوليلي... دا واضح اوي...) هتفت بداخلها بضجر ثم لم تلبث إلا وابتسمت لها بطصنع وهي تقول بفتور...
"مبسوطه اني اتعرفت عليك يايمي.... يعني ياريت تشرفين في الفرح...."

"اكيد هاجي بس افتكرو انتوا دعوة الفرح...."

اومات لها وعد بإبتسامة زائفة تركتهم السيدة بعد سلام وذهبت بهدوء ...

برمت وعد شفتيها وهي تقول باستهجان....
"اي رايك في كلام صحبتك.... بتقول اني محظوظه بيك...."

رد عليها بفظاظة ....
"دا يرجع لرايك ولذوقك في نهاية ...." استدار مولي ظهره لها ثم خطى خطوتين بعد تلك الجملة... نادته بحنق واضح...
"رايح فين...."

لوح بكارت الإئتمان وهو يجيب ببساطة
"هحاسب........ عندك مانع...."

قبضت على الثوب الابيض بين يداها وهي
تقول بتردد....
"يعني الفستان عجبك..."

استدار لها ورمقها بنظره شاملة من اول رأسه حتى اخر اطراف ثوبها ثم قال ببحة مداعبه لانوثتها..
"الفستان وصاحبة الفستان.....عجباني اوي..."

توردت وجنتيها وهي توليه ظهرها بحرج وخفقات قلبها تتسارع....تبدلت نيران الغيرة بداخلها لتوهج الحب والحرج وتوتر وكان المشاعر العاطفية لاول مره تطرق على بابها ؟!... دلفت بعدها لهذا الركن المحدد لتبدل ثوب العروس....
..........................................
وقفت بجواره باستحياء وهي تختلس النظر له بين الحين ولاخر كان يبتسم للعامله بالمتجر وهو ياخذ منها الثوب الأبيض بعد ان عُلق على الشماعة وغلفته
لها بقطعة سوداء أنيقة...

"مبروك عليكي..." قالتها العاملة بإبتسامة هادئه وهي ترمق عمرو باعجاب.... تاففت وعد بحنق وهي تجذب منها الثوب ولكن اوقفها عمرو وهو يقول للعاملة بطريقه أنيقة تماثله...
"ياريت الفستان يوصل على قصر الاباصيري.... العنوان كتبته عندك.... ودا رقم تلفوني عشان لو في اي حاجة..."

رفعت وعد حاجبيها بغضب وهي ترى العاملة تبتسم له بعذوبة وهي تقول بنعومة...
"حاضر... هكلمك بنفسي عشان اتأكد انه وصل..."

أومأ لها بهدوء وهو يلتقط يد وعد بين راحته ويخرج معها من المتجر حيثُ (المول) الكبير الذي يترفع
لعدة أقسام ومعظمها مرموقه وباهظة الثمن ولا يدخلها الا المقتدر على دفع ثمن قارورة من العطر الفاخر...
كان يسير معها بين عدة متاجر بجوار بعضهم معظمهم بل اكثرهم ثياب العروس وبعد المستلزمات النسائية ....

هتفت وعد بغيرة تقطع الصمت القاتل بينهم...
"اي رايك في البنت اللي كانت بتكلمك من شويه..."

رفع حاجبه بأستغراب وهو ينظر لها اثناء سيرهم...
"رأيي فيها ازاي يعني مش فاهم..."

عضت على شفتيها وهي تكمل بضجر...
"يعني شايفها حلوه..."

أبتسم بسماجة وهو ينظر أمامه بمكر.....
"قمر.........بتسألي ليه..."

وقفت فجأه وحدجت به باعين تشتعل بالغصب والغيرة المتأججة...
"قمر كمان ؟....هو انا مش مليه عينك ولا إيه...عشان كده ادتها رقمك......مصدقت تطلع بحجت الفستان مش كده..."

وضع يداه بجيبه وهو يقول بغطرسة باردة وهو يشاهد غيرتها عليه باستمتاع واضح ....
"انا مش محتاج اطلع بحجه عشان اخد رقمها انا لو طلبته منها هتدهوني ومن غير ماتسأل ليه..."

هتفت بتشنج حارق لروحها...
"وليه متطلبتوش منها طالما عجباك اوي كده وشيفها قمر اربعتاشر ..."

رد بخبث..
"انا قولت قمر..... مقولتش قمر اربعتاشر..."

تكلمت من تحت اسنانها بنفاذ صبر...
"انت عايز تجنني..."

رد بنبرة متسلية...
"هجننك ليه.... البنت إسمها قمر مش بمدح فيها يعني..."

الصمت حل المكان وهي تحدج به بدهشة وتكاد لا تستوعب تلاعبه بها.... هل كان سهل العب على أوتار غيرتها وعزف لحنٍ خاص عليهم ؟!.....

نظر لها وهو يقول بإبتسامة جذابة لا تخلو من
المراوغه...
"سكته ليه انتي فكراني بعكسها....طب تيجي إزاي وانتي جمبي..."

برمت شفتيها بضيق وهي تهتف هازئه...
"لا مش بتعكسه بس اهتميت اوي تعرف إسمها..."

"مش بظبط كلام جاب كلام..."حك بشعره وهو ينظر لجانب معين قبل ان يعود ببنيتاه لها...
"خلاص ياوعد افردي وشك...وبطلي تتلككي كل شويه...."

صاحت وعد منزعجه....
"انتَ قاصد ياعمرو...... ولله قاصد تغظني..."

رد بايجاز مستفز...
"وانتي ليه بتديني الفرصه..."

رفعت حاجبها وهي ترمقه بغضب وعتاب فتافف
وهو ينظر لنفس الركن ومن ثم عاد للنظر لها قائلاً باستفزاز اكبر ...
"خلاص بقه ياوعد..... حد يغير من قمر برضه..."

"عمرو..."
لكزته بصدره بعصبية...فمسك قبضة يدها قبل ان تبتعد ثم طبع قبلة رقيقة طولية عليها اضطرت
ان تغلق عينيها مستمتعه بتلك اللحظه بكل ذرة
بها.....

وكان لمسته تلين الحجر لا تمحي تذمرها وغضبها منه....

نادها عمرو ببحة خاصة تروقها وتهدم كيانها...
"حبيبي..."

فتحت عينيها التي تعصف بالعاطفة الجارفه نحوه بخجل وتردد ثم وجدته يمد اصابعه ويتخلل
خصله من شعرها الأسود قبل ان يقول بحنان...
"هتصدقي لو قولتلك انك اجمل واحده شافتها عنيه.....وان القمر جمبك ولا حاجه..."

إبتسمت بخجل وهي تشيح برماديتاها عنه ولم تقدر على التفوه بالمزيد.....

رمق عمرو نفس الركن وهو يشير عليه قائلا ببراءة مصطنعه لها...
"اي رايك ندخل المحل ده نشتري حاجه ليكي...لو حبى يعني.... "

استدارت وعد لذات المكان لتجد متجر ملابس نسائية متخصصة بثياب النوم والملابس
الداخلية......شهقت بخفوت وهي تعود بعينيها اليه بزهول فوجدت بنيتاه تلمع بتسلية
ممتزجه بالوقاحة....

حاول كبح ضحكته وهو يهز كتفيه وينظر لها ببراءة.
"مالك بتبصيلي كدا ليه....هو انا قولت حاجه غريبه..."

"انتَ بتسأل ياعمرو اكتر من كده هتقول إيه....انا ماشيه...."مسك معصمها واوقفها بجدية ثم تكلم بهدوء شديد....
"لم اكون بكلمك متسبنيش وتمشي تاني انتي فاهمه..."

زفرت بحنق ممزوج بالخجل...
"فاهمه....ممكن بقه نمشي..."

تكلم ببساطة وهو يشير على المتجر ببرود...
"يعني مش هتدخلي...."

هزت راسها بسرعه وبعناد قالت...
"لا طبعاً أنسى...."

نظر من خلال الزجاج الشفاف للمتجر المنشود فلفت
نظره تلك الدمية العاريه والتي ترتدي ثوب داخلي انثوي من اللون الأبيض مزين بورود حمراء صغيرة
رقيقة الشكل شبيهه بوشمة عنقها الغض...

انتبهت وعد الى سكوته المفاجئ وعيناه الثاقبة على شيءٍ معين التفتت الى ما ينظر فلاحظت سريعاً هذا الثوب المثير ، استدارت ناظره له فوجدته يتابعها بعيناه الوقحه قبل ان يقول بهدوء...
"تحبي اجبهولك...."

نادته وسط طيات خجلها المتزايد...
"عمرو..."

"براحتك...." تافف بضيق ملحوظ وهو يمسك يدها ويكمل السير بها....

شعرت وعد بمدى سخافتها معه يبدو انه يريد ان يراه عليها... توهجت وجنتيها بخجل ثم لم تلبث الا وتذكرت ان كلها أيام ويكون زوجها وتلك الأشياء ستكون الابسط بينهم....

استدارت للمحل لتنظر للوحة الإسم...

اثناء سيرهم قالت بصوتها العذب متسائلة...
"قولي ياعمرو.... ناوي تجيب بدلة الفرح امته..."

قال بعدم إهتمام...
"اي وقت.... ولو مجبتش يعني عادي اللي عندي
مش شويه.."

قالت وعد باصرار وحماس واضح...
"عارفه... بس لازم نجيب بدله جديدة.... اي رأيك لو نشتريها النهاردة...."

ضيق عينيه وهو يرمقها بمراوغه...
"هتختاريها معايا يعني..."

لا طبعاً هختارهالك بنفسي..."
ضحكت بخفوت وهي تحدج به بمشاكسه..

شقت شفتيه ابتسامة بسيطة وقال بتأهب..
"اذا كان كده موافق..."شدد على يدها بين قبضته وذهب بها لدور معين...
...................................

وقفت وعد أمام ركناً صغير بابه عبارة عن ستارة سوداء.... كانت تنتظر عمرو لترى تلك الحُلة التي اختارتها له... هل ستعجبه.... هل ستكون بنفس مستوى ذوقه المميز.... هل تعجلت باخذها ام تعجل الان بانتقاء شيءٍ ملائماً أكثر.... زفرت بنفاذ صبر وهي تنظر لستارة بتوجس وتوتر وكانها امام امتحان صعب....

سمعت صوته يناديها بجدية فتقدمت من الستارة وكادت ان تفتح فمها لتعرف ما يريد ولكنها وجدت من يجذب ذراعها ويسحبها نحوه....

توسعت عينيها وهي تدرك الموقف لتجد نفسها أمامه مباشرة لا يفصل بينهم إلا القليل بسبب ضيق ذاك الركن !...

" عمرو.... "نظرت له بغضب وهي تقول بعتاب...
" في حد يعمل كده... الناس اللي وقفين برا يقوله علينا إيه.... "

افترس ملامحها بعيناه ولا يزال مثبت كلتا يداه
على خصرها.... ثم قال باغواء...
"هيقوله ست اصيله بتساعد جوزها وبتعدله البدله ...."

برمت شفتيها وهي تحدج به باستنكار قائلة..
"يسلام؟؟؟... وانتَ محتاج مساعده في إيه بقه
ان شاء آلله..."

مرر يداه على ربطة العنق وهو يقول بمراوغه...
"اربطيلي الجرفته..."

رفعت احد حاجبيها بتشكيك..
"اربطهالك وانتَ مبتعرفش تربطها...."

رد بخبث وهو يستنشق رذاذ عطرها الوردي عن قرب....
"لا.... يلا اربطيه خليني اشوف ذوقك وصل لفين..."

صيغة امر تحمل بعد السخرية جعلتها تشعر بالحزن وكادت ان تخرج ولكن يداه المطبقه على خصرها منعتها...هتف عمرو بجدية
"راحه فين..."

رمقته بعتاب وهي تقول بشجن...
"خارجه....تقدر تبدلها وتختار انتَ حاجه على ذوقك..."

لم يسمح له باخذ خطوة واحدة بهذا الركن بل
قال بمداعبه...
"على فكره بقه انتي بتتلككي عشان متربطيش الجرفته..."

قالت بصدق..
"مش هربطها واحنا كده..."

"يبقا شكلنا مطولين شوية...." قربها منه اكثر فأصبحت باحضانه ووجوههم متقاربه من بعضها...
نادته بخجل...
"عمرو...."

اكتفى بهمهمات خافته وهز يحدج بعمق عينيها...

وبدون جدوى قالت وعد بصوتٍ خافت...
"ابعد شويه عشان اربطهالك...."

داعب بشرتها انفاسه الساخنة وهو يهمس في اذنها..
"غيرتي رايك بسرعه دي..."

همهمت بضعف لا تعرف مصدره الحقيقي هل من ما يفعله بها ام علامة عن الرد عليه...

ابتعد عنها قليلاً وهو لا يزال محاوط خصرها بامتلاك

توتر.......توتر........حرج.......توهج الخجل بسائر جسدها .....فرط مشاعر..... وفرط خفقات قلب مجنون يكاد يسمعه بسهوله....

ابعدت يداها وهندمت له السترة السوداء وهي
تقول بتردد...
"شوفها كده في المرايه يمكن متعجبكش..."

ألتفت للمرآة وعيناه لا ترى الحلة بل مصوبه على هيئتها في المرآة.....قالت وعد باستفهام..
"اي رايك ياعمرو حلوه ولا نشوف حاجه تانيه..."

كانت تقف بجوار وهي تحدج بعينيه عبر المرآة محاولة فهم تلك النظرة ولكنها عجزة بسرعة عن ترجمتها
لم يلبث عمرو إلا قليل وهو يميل بوجهه عليها
واضع قبله طويل على وجنتها وكانه يقطف قطعة
فاكهة ناضجة....
"حلوه.... تسلم إيدك ياحبيبتي...."

برغم من ما يحدث لها ومن فعلته المباغته
لها لكنها قالت بتردد...
"بجد ياعمرو ولا بتجملني...."

ابتسم بخبث وهو يقول بمداعبه...
"مكبره الموضوع اوي.... بس تعالي يمكن تصدقي المرادي..."

كاد ان يقطف قطعه من وجنتها الأخرى ولكنها تداركت الأمر سريعاً وهي تبتعد عنه قائلة
بحرج...
"مصدقه خلاص...." مال نحو شفتيها بوقاحة وقال بمكر...
"مصدقه إزاي...شكلك لس مش مصدقه... تعالي أقولك... "

فلتت منها ضحكة خجل ممزوجه بصدمة من أفعاله
الـ.....الذيذة لن تنكر هذا أبداً ؟!.....

وضعت يدها على فمه وهي تبعده عنها باعجوبة قائلة وسط ضحكاتها....
"خلاص مصدقه..... على فكرة بقه انتَ قليل الأدب ..."خرجت من الركن بمعجزة كذلك ظنت،
لكنه هو من حررها منه ببساطة لكن ليس لفترة طويلة ؟!....

تخللت اصابعه شعره البني بنفاذ صبر وهي ينظر لنفسه عبر المرآة بغضب ولم يلبث الا وقال
بنبرة غريبة تحمل بين طياتها غمرة الضراوة....
"وبعدين ياعمرو.......وبعدين..."

اي حرب اخوضها بوجهك فاشلة ببساطة لانكِ تمتلكين مالم امتلكه بعد ؟!....

خرجت من المتجر بجواره وهي تقول بإبتسامة ناعمة...
"مبروك عليك...."

اكتفى بايماءة بسيطة وهو ينظر امامه بوجهاً خالي من اي مشاعر مرئيه لها...

نظرت له وعد للحظه قبل ان تسأله باهتمام...
"مالك ياعمرو......في حاجه ضايقتك...."

هز راسه بنفي وبصوتٍ مبهماً قال...
"لا....بس اتخنقت من اللف...تعالي نشرب حاجة تحت...."

اومات له وهم يستلقون السلم الكهربائي المتحرك...

جلست في مقهى راقي في قلب (المول) الضخم ثم بعد دقائق معدودة وضع الندل لهم كوبين من
القهوة بالرغوة البيضاء.....

مسكت وعد الكوب وارتشفت منه وهي ترمق المكان باعين تُقيم إياه....ثم اتت عيناها على عينا عمرو المهيمنة بكل شبر بها وبلاخص تعلقت على شفتيها
للحظات ، برهة من الوقت وأشار لها بمنتهى الهدوء بأن تتقدم قليلاً منه....فعلت بنصف جسدها بسبب الطاولة التي تفصلهم عن بعض...قالت بخفوت..
"في اي ياعمرو..."

وجدته يتحسس الجزء العلوي من شفتيها وهو ينظر لها بتسلية بسيطة تكاد تشك ان كانت تسلية حقاً..

بعفوية شعرت بسذاجة الموقف والحرج الذي انتابها
رفعت لسانها الوردي لتلامس ما فوق شفتيها لكنها لمست ابهامه بغباء يحسب أيضاً منها....

ضحك بخفوت وهو يقول بحنان...
"اصبري انا بمسحهالك..."

وكانه يتحدث مع طفلة في الخامسة من عمرها ابعدت رأسها ببطء وهي تسحب المنديل الورقي ومررته على شفتيها وهي تقول بحرج...
"شكراً..... انا هعملها...."

ابتسم مشاكساً اياها حتى تتخلى عن حرجها
قليلاً...
"بعد ماخلصت... ماشي براحتك...."

مر الوقت عليهم وكل واحداً منهم احتسى قهوته بصمت ولكن لم يطل السكوت كثيراً.. تنحنحت وعد وهي تجذب اهتمامه نحوها أكثر وهي تقول بخفوت وتردد...
"كُنت عايزه اتكلم معاك في حاجه مهمه.... بما اننا هنتجوز قريب...."

أنتبه لها اكثر وهو ينظر نحوها باهتمام...
"قولي ياوعد انا سمعك...."

ترددت قبل ان تلفظ الإسم المنشود...
"دارين...."

رفع حاجبه وهو يعدل اكثر جلسته وكانه يتأهب لسماع المزيد منها....
"مالها دارين...."

"ملهاش... بس يعني جوازنا ولي انتَ قولت قبل كده...."

قاطعها وهو يقول بصوتٍ رخيم...
"انتي مش واثقه فيه...."

قالت وعد بصراحة وهي تنظر له بهدوء..
"اكيد واثقه فيك... بس مش الثقه اللي تخليني اتجاهل وجودها وكاننا متكلمناش عنها قبل كده....خصوصاً انك قولت انها بتحبك.. وبتغير عليك وكلام كتير مينفعش اتجهله وعديه..... "

رد عمرو بخشونه لا تخلو من الغطرسة..
"انسي كل اللي قولته ياوعد.... لازم تثقي فيه اكتر من كده.... يعني انا لو كُنت عايزها كُنت وصلتلها من زمان أوي.... ومن غير حتى جواز..."

اشاحت بوجهها وعيناها تتوهج بسخرية والغضب...
"لدرجادي !...واضح انها مش اول واحده تعرض نفسها عليك.... في زيها كتير مش كده... " نظرت له
بامتعاض واضح....

رد بملل صريح...
"كتير ولا قليل المهم اني اخترتك انتي في لأخر.."

تجرات وسألت عن مايدور بداخلها في لحظة شجاعه مفرطة....
"وفي لاول كان في حد في حياتك...يعني علاقتك بستات وصلت لحد فين... "

ابتسم بدهشة حقيقية وهو ينظر حوله بهدوء قبل
ان يميل قليلاً على الطاولة امامهم قائلاً بخفوت وبمنتهى الوقاحة ...
"متقلقيش موصلتش لاوضة النوم.... انتي اول واحده هلمسها..."

اجفلت عنه وتوردت وجنتيها بغضب منه وحرج من كلماته.... ارجع ظهره للوراء وهو يرمقها بذات النظرة الغريبة التي داخل عمقها أسرار مفجعه؟!...

بعد ان وصلت للمنزل ودلفت الى غرفته القت بجسدها على الفراش الناعم وهي تغمض عينيها
بتناغم مستجمعه كل ماحدث بينهم من بداية
اليوم ، تارة تخجل وتبتسم وتارة تغار وتغضب...
تارة تطلق ضحكة خجل واخرى حرج....مزيج غريب هذا (العمرو) كل ركن بشخصيته لها طعم اخر..لذيذ
الصحبه... مفعم بالمزاح وجيد بالمداعبة..جاد
في الحديث جدية رجل تقسمي بداخلكِ ان شفتيه لا تعرف طريق البسمة لكن عن قرب ترى اجمل ابتسامة بل واروع ضحكة رجوليه...الحنان...الإهتمام....الاب.... الصديق....جوانب كثيرة لا تزال تكتشفها معه.. جوانب تقتلها بقوة تجعلها تتجرع الندم كل لحظه على ابتعادها عنه في الماضي...

لو لم يكن لكنت ام أولاده ؟!...

صرخ عقلها ونزف قلبها حسرة ولكن بداخلها كانت تتمنى ان تعوضه وتعوض نفسها بقربه فهذا هو الشيء الوحيد التي تمتلكه الآن..وحتماً سياتي
اليوم الذي تعترف له انهُ الأقرب لقلبها ومعه
تشعر بأشياء لم تشعر بها من قبله !!....

فتحت عينيها على صوت رنين هاتفها مدت يدها واخذته من على الفراش رفعته على اذنها بدون
ان تنظر في شاشة...

"الو...."

على الناحية الاخرى هتف بصوتٍ اجش....
"اي ياحبيبي....."

نهضت من مكانها بصدمة وهي تنظر للهاتف ثم أمامها بزهول قبل ان تقول بقلق...
"عمرو..... في حآجه...."

قال عمرو من الناحية الاخرى بهدوء...
"مفيش حاجه ياوعد.... حبيت اطمن عليكي..."

عقدة حاجبيها وهي تقول بتوجس...
"تطمن عليه.... يعني احنا لسه سيبين بعض من خمس دقايق....."

رد عليها بتنهيدة شوق....
"آآه.... مانتي وحشتيني في الخمس دقايق دول..."

ابتسمت بسعادة وهي تقول بمزاح...
"على فكره ان ممكن اتعود على كده..."

رد عليها بمداعبة...
"اتعودي فترة الخطوبة متتعوضش..."

ضحكت بخجل وعلقت ...
"خطوبة؟.....مم....ماشي قولي بقه انت فين..."

قال بإيجاز...
"طالع على الشركه......جايه..."

فردت ذراعها في الهواء وهي تقول بارهاق..
"لا طبعاً..... انا خلاص فصلت ومحتاجه انام شوية......"

قال بخبث مراوغاً...
"طب ابقي احلميلي بقه على ما جيلك ...."

عضت على شفتيها بحرج وقالت..
"احلملك؟.... احلملك بأيه....."

ضيق عينيه وهو ينظر لطريق المفتوح امامه ثم قال بمداعبه وقحة...
"ولله معنديش مانع أقولك....بس انتي اللي بتقفشي
بسرعه وبتسميها قلة آدب...."

صاحت بخجل...
"عمرو...."

رد ببحة جذابة...
"حبيبي.....هكلِمك لم تصحي...."

مسكت الهاتف المغلق بين كف يدها ووضعت اليد الاخرى على قلبها الخافق بقوة...هتفت مع تنهيدة حارة...
"مش طبيعي.... ولله ما طبيعي...."القت بجسدها مرة اخرى على الفراش وهي تغمض عينيها وعلى شفتيها إبتسامة رقيقه تتمنى القادم مزدهر بحياة أفضل معه؟! ....
______________________________________
بعد مرور أسبوع....

"كُنت بجيب شوية حاجات كده من المول..."ابتسمت
وعد بحرج....
"لمِ نفسك يانهى.....مم.....ماشي ياستي لم تحدده معاد الفرح هنزل معاكي واختارلك بنفسي...."ضحكت وعد بقوة وهي تقول...
"اشمعنا يعني أحمر......لا لا...في الوان كتير حلو مودلات هايله....."صمتت وعد تسمع حديث صديقتها وهي تعبث في خصلة من شعرها وعيناها على الاكياس المرصصه على الفراش تابعت بعد ان انتهت نهى من الثرثرة المعتادة....
"خلاص عدي عليه نشوف الموضوع ده سوا...وبالمره افرجك على الحاجات اللي جبتها...."ابتسمت وهي تنهي الإتصال بعد السلام....

وضعت الهاتف على الفراش وهي تتجه للاكياس لتعبث بهم وتخرج معظم مشتريات العرس.....

طرق على الباب جعلها تتوقف وتتجه لتفتح إياه ظن
منها ان الطارق هند.... فوجئت به امامها يبتسم لها بتلك الابتسامة الهادئة ذو النظرة العابثة....

شقت شفتيها بسمة رقيقه وهي تنظر له باشتياق..
"عمرو....."

مد يده وقرص وجنتها بلطف وهو يمرر عينيه عليها بنهم وشوق ثم قال بهدوء......
"مبترديش عليه ليه....برن عليكي من بدري..."

عقدت حاجبها بأستغراب...وقالت...
"رنيت بجد.....شكلي مسمعتش التلفون...."

ابعد يده عن وجنتها وعبث بخصلة شعرها بين اصابعه وهو يقول باهتمام...
"كُنتي برا..."

هزت رأسها بنعم فتابع بنفس النبرة...
"كُنت فين؟...."

نظرت ليده العابثة بشعرها ثم اعادت رماديتاها
نحوه وقالت بتردد...
"في المول بشتري شوية حاجات...."

ابعد يده أخيراً وقطب جبهته وهو يقول بشك..
"اي مول؟ اللي إحنا كنا فيه من أسبوع !..."

هزت رأسها ببساطة وهي تحدج بعيناه... لم يلبث قليلاً الا وقال...
"كُنتي بتجيبي إيه..."

بلعت ريقها بتوتر وهي تجيب بخفوت...
"حاجات يعني...."

قرب رأسه من وجهها بمداعبة وهو يقول بخبث...
"زي اي يعني...."

ابعدت وجهها عنه وهي تقول بحنق مصطنع...
"حاجات وخلاص مش لازم تعرف..."

"لازم اعرف مش هتبقي المدام بتاعتي....."دغدغ انوثتها بتلك الكلمات فابتسمت وهي تقول بحرج...
"هدوم ياعمرو....يعني هدوم وميكب وكده يعني..."

هتف بخبث...
"ااه فاهم بس الهدوم دي عباره عن إيه..."

رفعت حاجبها بضيق...
"يعني إيه عباره عن إيه...."

غمز لها وهو يقول بعبث...
"يعني داخلي ولا خارجي..."

كتمت فمه بيدها وهي تقول بخفوت...
"وطي صوتك....وبطل قلة ادب ..."

لم ترى ابتسامته الجذابه بسبب يدها عليه فقط عينيه حكت عن البسمة بكل بساطة انزل يدها وهو ينظر خلفه قبل ان يقول بخفوت...
"وقفتنا كده مش مظبوطه...دخليني جوه عشان رجلي وجعتني...."

"لا....."هزت رأسها بنفي وهي تنظر له بضيق..

لم ينتظر اكثر دخل غرفتها واغلق الباب وهو يقول
بمداعبه سمجه.....
"قد إيه بتحبيني وبتخافي عليه....وراحتي اهم حاجه عندك..."

برغم ان الجملة اوصلت لجسدها رجفت الضعف الا انها هتفت بحنق...
"عمرو....مينفعش كده افرض حد دخل عندي دلوقتي يقول علينا إيه...."

لم يعرها إهتمام وهو يتجه للاكياس المرصصه على الفراش ثم أشار لهم ومن ثمَ نظر لها...
"هي دي الحاجات اللي جبتيها...."

وقفت أمامه في لحظه وبوجهاً يتوهج بالاحمرار...
"ااه ومش هينفع تشوفهم...."

رد بعبث...
"ليه هما عبارة عن إيه...."

هتفت بخجل
"عمرو...."

ابتسم وهو يقول بمكر...
"خلاص...كده كدا هبقا اشوفهم عليكي...."توردت وجنتيها أكثر فتابع هو بذات الخبث...
"جبتيه.."رفعت حاجبها وهي تقول باستفهام...
"هو اي ده؟..."مد يده في لحظه خاطفة وهو يلتقط الثوب الداخلي ويلوح به بوقاحه...
"جبتي ليه...""

شهقت بخجل...
"انت قليل الأدب هات..."
مدت يدها ولكنه رفع يده بسرعة وهو يقول بخبث...
"مش هتخديه قبل ماعرف جبتيه ليه...."
حاولت إختطافه مره اخرى من بين يداه ولكنه ظل يلاعبها به كما يلاعب الجراء المتقافزة سعياً للكره..

صاحت بتهكم...
"جبته عشان عجبني ارتحت...."رفعه قبل ان تاخذه مره أخرى...ضيق عينيه وهو يقول بعتاب..
"ومقولتيش ليه وانا معاكي...كُنت هدخل اجبهولك بنفسي..."

اكفهر وجهها وهي تصيح بنفاذ صبر...
"لا..... وبطل قلة ادب بقه وهاته..."

فرد ذراعه وهو يقول ببراءة...
"تعالي خديه انا مسكك..."

دبت في لارض بقدميها بتزمر وهي تقترب منه لالتقاط إياه.... وجدت يداه تحيط بخصرها ويلقي من خلفها الثوب على الفراش وتطورت المسكه البسيطة لعناق جياش بالمشاعر وهو يهتف بالقرب من اذنها....
"وحشتيني...." لكزته في ظهره بقبضة يدها الرقيقة وهي تقول غاضبة بحرج...
"بتستفاد إيه لم بتحرجني... دي قلة ادب وللهِ"

ابتسم بين عناقه لها وهو يقول بصدق..
"وللهِ عارف.... بس معاكي انتي بس... عارفه ليه...."

همهمت بخفوت فاكمل وهو يشدها لاحضانه اكثر..
"عشان انتَ حبيبي.... مش انتَ حبيبي برضو..."

همهمت باستمتاع وهي تتنهد بحرارة...

هتف وهو يكبح ضحكته...
"الوضع عجبك لدرجادي...."

لكزته بخفة وحرج وهي تبتعد عنه....

ابتسم لها وداعب وجنتها وهو يمد يده بجيبه مخرج علبة على شكل مستطيل زرقاء اللون...فتح إياها امام عينيها واخرج من خلالها سلسال من الفضة يتدلى منه قلب صغير بلون الحجر الرمادي الامع يوازي لون عينيها يحاوط الحجر بعض الفصوص الصغيرة التي صُنعت من الالماس الخالص...

"اي رأيك حلوه...."

مسكتها بين يدها باعين تلمع باعجاب...
"جميلة اوي... بس دي بمناسبة إيه..."

تفقدها ببنيتان عاشقتان وهو يقول بحنان...
"من غير مناسبه ياحبيبتي دي اول هديه اجبهالك...."

ابتسمت له وهي تمد يدها بها قائلة بنعومة...
"واحلى هدية جتلي.... ممكن تلبسهالي..."

وقفت امام المرآة وهو خلفها وضعها على عنقها وهو
ينظر لعينيها المشعه بسعادة من خلال تلك المرآه...

تنهدت وهي تنظر لوجهه بالمرآة وقالت بنبرة نادمة قليلاً...
" عمرو.... انا مش عارفه لو انتَ مش في حياتي كُنت هحس بسعادة دي إزاي.... انا مكنتش متصوره اني هحس بكل ده وانا معاك وجمبك.... اخر حد كان ممكن اتوقع ان يديني كله ده من غير تمن... "ابتسمت ساخره وهي تقول بحزن...
" اصل كل حاجه في دنيا بتمن..."ثم هتفت بامتنان
شاجن "الا وجودك جمبي... "

تريث برهة قبل ان يتشدق بنبرة مبهمه...
"عيبك انك بتثقي في ناس بسرعه ياوعد..."

رفعت حاجبها وهي تنظر له بريبه... فوجدته يبتسم لها وهو يرمق السلسال الرمادي ...
"مبروك عليكي...."
______________________________________
انتهى عقد القران واصبحت زوجته رسمياً وامام الله والجميع.....لم يكن الحفل كبير بل كان بسيطٍ بأمراً
من( عمرو)فقط حضر بعض الأقرب والاصدقاء وبعض الصحافين لالتقاط بعض الصور وتوثيق تلك المناسبة السارة لعلى الألسنة تلجم من ناحيتهم قليلاً...

نظر لها وهي تعانق هند و والدتها ثم نهى واحد الاصدقاء اللواتي لا يعرف هوايتهم بعد....

كانت جميلة بثوبها الابيض الرقيق المحتشم
يصل لبعض كاحليها.....كان ناعم بقدر نعومية
جمالها.....وصلت عينيه لوجهها الفاتن فكانت تضع زينه رقيقه انيقة بقدر اناقة ذوقها الرفيع...شعرها مصفف في تسريحة مناسبه لاي عروس مثلها في منتصف التسريحة توضع خمار أبيض ذو قماشه رقيقه شفافة طويلة جداً لدرجة تنساب خلفها على الأرض.....

أتت عينيه اخيراً على عينيها الرمادية واشتبكت بهم للحظات ثم لاحت منه نظرة خاطفة على السلسلة ذو القلب الرمادي الامع التي لم تخلعه من عنقها من يوم ان البسها لها.......وكانها ثمينة غالية على قلبها بشدة ! ..

أشاح وجهه وهو ينظر لناحية الأخرى بحنق فالامر اصبح اصعب مما توقع.....

هل سيالمها بعض لحظات فقط....

اعتصر عينيه ويبدو انه يحارب بقوة , مشاعر أخفى إياها لسنوات......هل حقاً لن يحصل عليها بعد ان اصبحت ملكاً له...

بالخداع اصبحت بين قبضة يده وهذا مايجعله يسخر منها ومنه، فالماضي يعيد نفسه مع اختلاف الادور ولافكار فقط , لكن يبقى الانتقام وآحد ؟!

وجد يدها الرقيقة توضع على كتفه وهي تقول بتردد...
"مالك ياعمرو انتَ تعبان...."

استدار لها بوجهاً حجري قبل ان يقول بنفي...
"لا شوية اراهاق...."

قالت بحنان...
"خلاص مش لازم نخرج.....ممكن ناجلها لبكره...."

هز رأسه وهو يقول بصوتٍ خشن...
"مش مستهله....بس لو خلصتي يلا بينا...."

في منتصف الليل بعد قضى الامسية في الخارج كنوع من الترفيه امام الجميع بما انه لم يقيم حفل زفاف ضخماً كما أراد عمه والباقية باستثناء هي التي لم تشترط على شيء ولم تهتم بتلك الرسميات ,

عوضاً عن هذا قدم عمرو عرض بسيط لهم بالاحتفال بالخارج معهم في احسن مكان يناسب مكانة الجميع..

"عمرو..." نادته وهي تصعد على السلالم خلفه...

قلة ذوق منه!!

ولكنه يضع بعد المقدمات الغير مبشرة حتى تتأهب للاسوء؟!....

وقف عند باب غرفته وفتح الباب ودلف له وبطبع لحقت به وعلى وجهها علامات الصدمه والانزعاج..

قالت بتحفز برغم من غضبها المتوهج...
"ممكن افهم في إيه..."

استدار لها عمرو وهو يقول بأمر خشن...
"اقفلي الباب ياوعد...صوتك عالي مش عايز حد يسمعنا في يوم زي ده...."

تزيد نيرانها وتتصاعد بشدة وبرغم كل شيء كبحت الغضب عنه بل ووجهت معظمه نحو الباب الذي صفقت اياه بقوة لكي يغلق.....

رفع حاجبه بانزعاج وهو يخلع سترته بوجهاً هاكماً
ولكنه اطرق براسه سريعاً بعدم اكتراث.. قام بخلع حذائه بعد ان جلس على حافة الفراش....

وقفت أمامه بسحرها الخالص كالاميرة بثوبها الابيض اللامع وهي تكرر سؤالها بصوتٍ شديد الهدوء...
"ممكن افهم في إيه...."

خلع ربطة العنق وهو يقول بصلابة...
"في إيه....... شايفه حاجه مش شيفها....."

تكلمت بتردد يشوبه الحزن....
"انتَ متغير من بعد كتب الكتاب....وكل شوية الاحظ
انك مش معايا وسرحان وباين انك مش مرتاح ....حتى في الخروجه اللي اقترحتها مكنتش مبسوط.....هو في حاجه حصلت..... انا زعلتك في حاجه.."

حل ازرار القميص الابيض وهو يجيب بنبرة كجليد الثلج...
"لا... مفيش حاجه... قولتلك شوية ارهاق..."

قالت ببراءة يصحبها القلق عليه
"تحب نروح للدكتور...."

زفر بانزعاج وصاح بتهكم...
"يوووه..... دكتور إيه لشوية اراهاق..... اي التفاهه دي...."

مر بجوارها مكفهر الملامح , وكانت هي متسعت الأعين وفاغرت الشفاة التي ترتجف مع جسدها وكان صقع جليديّ هبط على جسدها فجمدها كلياً وجعلها اشبه بالوحة ثلج....

رفع عينيه عليها فوجدها تنظر له بعتاب وعينيها تحبس شلال من الدموع التي هبطت واحده تلو الأخرى رغماً عنها....... وجدها تقول بصوتٍ ميت..
"انا آسفه.... انا بس قولت كده عشان خايفه
عليك...."

لم يهتم لم قالت بل دلف للحمام وصفق الباب بقوة
وعند تلك النقطة تركت العنان لعينيها لتبكي وتشهق
بصوتٍ مكتوم.... كانت تحلم بهذا اليوم وكانت تتلهف لليوم التي ستكون به زوجته....

حسناً كان الحلم قصير ولا يعد إلا اسبوعان ، ولكن فيهم احتل كيانها واستحوذ عليها اشعرها بأنها
أمرأه مرغوبة منه تروقه كرجل...... وابنه وجدت من تتدلل عليه ويعطيه ما طاب من حنان وما ادخره من إهتمام لها .... كأميره وجدت أميراً اشبه ببطل رواية كانت تنتظره لكي يعوض الحرمان ويبدل الحزن بسعادة..

تحولت مشاعرها الكامنة والمسيطرة عليها لاجتياح عاطفي افترس اصولها وجعلها تعترف انها تعشقه منذ زمن بعيد !! زمن لم يعرف احد به الآخر وكان الحب يعرفهم من قبل ان يبصرو إياه فتحول بداخلهم لعشق خالص.....

لكن هناك شيء يمنع العشق بظهور واخذ مكانه المناسب هل الضراوة التي تراها بعينيه دوماً ربما قتامة الماضي ، لا تفهم ؟! ....

مسحت دموعها وهي تسمع اغلاق باب الحمام ووقع اقدامه القريبة منها اغمضت عينيها وهي تشعر به خلفها مباشرة وعطره يطغي على انفها بقوة
اشبه بالسحر....

لم تلبث الى قليل حتى فتحت عينيها وهي تراه يتقدم ليظهر أمامها وفي يداه وسادة وغطاء
تابعت مايحدث برماديتان مندهشتان ، وجدته
يضع مابيداه على الاريكة الوحيدة بالغرفة...

نظرت له بصدمة وتشدقت بصوتٍ بطيء متسائلة
"انتَ بتعمل إيه...."

اجابها بجزع و بدون ان يرفع عيناه عليها...
"زي مانتي شايفه هنام..."

هتفت بغباء منقطع النظير...
"تنام؟؟... يعني إيه...."

استلقى على الاريكة ودثر نفسه بالاغطية وهو يقول
بجفاء....
"يعني التمثيلية خلصت خلاص!...وستاره نزلت لحد هنا...."

هبت واقفه وهي تنظر له بصدمة اشبه بالاعياء وكان احدهم ضربها بمطرقه حديدية جعلها تقفد صوابها والمتبقي من عقلها.... لا بل تناثر قلبها لشذرات
مقززه ولحق به عقلها وتبقى جسدها صامد حتى النهاية....

سالت بصوتٍ خافت مصدوم يشوبة الخذلان الأكبر على الإطلاق....
"يعني إيه التمثليه خلصت؟......

.....يتبع



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close