رواية اهابه اخافك ليثي الفصل الرابع عشر14 بقلم ايمي عمر
&سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم..الرابع عشر..
غصة مريرة تثقل في داخله..تساؤلات كثيرة تشتت تفكيره.. ماذا بينهم؟!لماذا ذلك الكره والبغضاء الذي لأول مرة يراه علي والدته و والده..نظرة الوداع التي نظرتها له تفقده صوابه.. أيعقل أن الأمر بينهما أصبح مستحيل..كلها تساؤلات كانت تراوضه طيلت الطريق وهم في طريق العودة للقصر
-بعد أذنكم أنا عايز أعرف كل حاجة بينكم وبين ابو سچي.. قالها مهاب بهدوء يعكس داخله بعد أن خطت أقدامهم الي داخل القصر..
أستطرد مصعب بحنقٍ:
-عايز تعرف إيه!!! كفاية أن أحنا بنقولك أن الناس دي مش كويسين..قالها مصعب وجلس علي الأريكة ومسح علي وجهه ليحاول الهدوء..
-بس أنا بحبها يا بابا.. قالها مهاب بنبرة أصرار..
ماسة بهدوء:
-يا مهاب أحنا مينفعش نناسب العيلة دي يا حبيبي.. لان كان في بنا زمان عداوة كبيرة أستحالة تتنسي.. وعلي السباعي ده أنسان مش كويس..
مهاب بحزنٍ:
-وليه نأخدها بذنب أبوها يا ماما أنا هتجوزها هي مش هتجوز أبوها..
انتصب مصعب كالبركان وقال مندفعًا:
-يعني يا غبي أنت!!! هتتجوز البنت من غير أهلها؟! ولادك هتمنعهم يقولوا له يا جدي!!! مش هيكون في أختلاط ما بين العيلتين!!!هو أي كلام وخلاص.. ثم أشارا له بتحديز قائلا:
-أسمع يا مهاب نسب بينا وبين علي السباعي مش هيحصل وأنسي الموضوع ده عشان مش هيتم.. ثم مسح علي وجهه ليحاول الهدوء و أسترسل بنبرة لينة :
-شاور علي أي بنت وأنا هخطبهلك علي طول أنما بنت علي السباعي لا..
وبرغم رفض مصعب للموضوع إلا أن مهاب لم يقتنع أو رافض قلبه الأقتناع بذلك الحديث .. أنها سهام الحب المسمومة قد صابته فالعشق كاللعنة التي تصيب صاحبه بداء ليس له مداوي يدوم معه لآخر العمر..
-ماشي عن أذنكم ..قالها وهو يستدير ويتقدم تجاه الدرج بتثقل وخطآ حزين فقد وجد أن الصمت حاليا هو الحل الوحيد ..
دخل غرفته وأخرج هاتفه وأتصل بسجي.. ف جاءه صوتها المتهدج ببكاء وتعبٍ قائلة : مهاب!!!.. ثم زادت شهقاتها..
مهاب بحنان:
-أهدي يا حبيبتي وهنشوف حل..
هدئت شهقاتها و ردت بأمل:
-بجد يا مهاب.. يعني أنت مش هتسبني؟؟
مهاب بعشق:
-لا يا عمري أنا مش هسيبك مهم حصل بس أهم حاجة أنك تتمسكِ بيا زي ما أنا هتمسك بيكِ..
أتاه صوتها المفعم بالحب وهي تقول:
-مهاب أنا بحبك أوي أوي..
ياااااالله فهذا كان كل ما يحتاج سماعه في ذلك الحين..ف رمي بثقله علي الفراش وقال بعشق:
-الله يخليكِ تعيدها.. محتاج أسمعها تاني..
قالت بخجل :
-بحبك أوي يا مهاب ومقدرش أعيش من غيرك.. وحياتي ما تسبنيش..
أعتدل بجذعه وقال بجنون:
-تجي نتجوز يا سجي..
أتاه صوتها المتلعثم:
-إ ي إيه ا أزاي من غير ما يعرفوا..
مهاب بجدية:
-أيوا .. خليهم هم في مشاكلهم مع بعض وأحنا نتجوز ونحطهم قدام الأمر الواقع..وأظن أنتِ كملتِ ال٢١ صح..
سجي:
-أيوا يا مهاب بس ده غلط..
مهاب :
-الموضوع مش هيتحل غير بكدا يا سجي .. بكرا تجيبي كل أورقك معاكِ ونكتب الكتاب علي طول..
سجي بتردد:
-بس
مهاب بأصرار:
-ما بسش يا سجي .. هو ده الحل الوحيد.. أنا معرفتش إيه سر العدواة اللي بنهم بس أنا مش هستغني عنك وعايزك تكوني زوجتي علي سنة الله ورسوله..
لأول مرة تشعر أنها تتحدث بدون أرادة وكأنها منومة لتقول بطاعة:
-ماشي أنا موافقة..
تهلهل وجهه فرحًا وقال:
-ماشي يا قلبي معادنا بكرا يا زوجتي العزيزة..
وأغلق معاها وهو يتنطط من الفرح والسعادة ناسيًا عائلته وعائلتها
_______________$
في ڤيلا رائعة الجمال بأساسها الكلاسيكي وديكوراتها الحديثة وحجراتها المتعدد وحديقتها التي تمتلىء بالأشجار والورد وذلك المسبح الواسع والعميق الذي يتوسط الحديقة .. كانت تسبح بمهارة واحترافية وهي ترتدي ملابس السباحة"مايوه" التي تكشف أكثر ما تخفي فقد قررت أن تثير غيرة ديمة وتجعلها أن تقع في أخطاء يكرهها ليث كثيرا ف سلين ضابط ذكي ومهارة في تحليل الشخصيات التي تتعرف عليها وجديرة أن تعمل علي نقاط ضعفهم وتذكرت ذلك التحدي الذي صار بينهما منذو قليل
وهي تتحدي ديمة وتثير أستفزازها لتجعلها تنفذ ما تريده ..
"فلاش باك"
-علي فكرة يا ديمة أنتِ أخرك فاضي ومتقدريش تعملي أي حاجة أنا محترفة فيها
لترد الآخري بحنقٍ وتقول :
-جربي وهتشوفي يا سلين
ردت سلين بمكر وهي تقول :
-يعني انا مثلا هلبس مايوه وهروح أعمل رياضة السباحة الصباحية بتاعتي في البسين تقدري تعملي زي ؟؟
ترددت ديمة كثيرا ثم قالت بتوتر:
-مش هينفع
ضحكت الآخري بسخرية وهي تقول بأستفزاز :
-مش بقولك مش هتقدري تتحداني يا حلوة
ردت ديمة بغيظ:
-لا انا أقدر أوي بس المشكلة اني مش جايبة معايا مايوه
=بسيطة أوى .. أنا معايا ..لو عايزاه هتلاقي في دولابي فوق عن أذنك بقي علشان ألحق أستمتع بالجو ..مشت خطواتين وأستدرات لتقول بأستفزاز:
-بلاش بعد كدا تتحدي حد إنتِ من قده .. ثم غمزتها وذهبت وعلي محياها ضحكة ساخرة فمن خلال تحليل شخصية ليث تعرف تماما مدي تحوله عندما يغار..
"باك"
بعد ذلك الحديث مع سلين قررت ديمة لَبْس المايوه.. ذهبت الي غرفة سلين وفتحت خزينة الثياب الخاصة بسلين لم تجد سوا ثلاث مايوهات والثلاثة أسوء من بعض
-يالهوي!!! دول عريانين أوي وكلهم قطعتين .. أعمل إيه يا ربي أخسر معاها..
ثم أسترسلت بأصرار:
-لا طبعا أنا مش هخلي الحيزبون دي تكسبني .. ألتقطت مايوه أبيض اللون عبارة عن قطعتين وارتدته ووضعت روب شفاف عليه وعصجت شعرها علي هيئة كحكة وخرجت متوجهة الي المسبح..
في حين كانت سلين تسبح وهي تعد بمكر:
-١..٢..٣الخ الخ ٩..وقبل أن تكمل العشرة ظاهرت ديمة وهي تتقدم من المسبح وعلي محياها يرتسم التحدي والانتصار.. تبا عن أىّ أنتصار تتحدثي أيها البلهاء فسوف يفتك بكِ ليث ..
=عرفتي بقي أني قد التحدي.. قالتها ديمة وهي تتطلع الي سلين المتوجدة أسفل المبسح..
ردت سلين بضحكة ساخرة :
-آه عرفت ..بس شايفكِ واقفة مكانك .. إيه مش بتعرفي تعومي ولا ايه؟!..
خلعت ديمة ذلك الروب الشفاف وهي متوترة ولكن نظرة سلين الساخرة جعلتها لا تعبئ لشئ سوا ذلك التحدي..
في نفس الحين كان فهد وآدم وقصي يمسكون بالعدسات المكبرة ويرقبون تلك الڤيلا كلا من غرفته لعلهم يجدوا فرص لدخول الڤيلا
وفي نفس الحين يقف ليث في شرفة غرفته يراقب أيضا ويدرس نقاط ضعف الحراس الذين يقفون علي بوابة الڤيلا.. أنزل عدسته المكبرة ونظرة بجهة المسبح ببدهية لتتسع عيناه وهو يري ديمة واقفة بالمايو الذي يكشف معظم جسدها تحولت نظرته الي آخري قاتمة وأكفهر وجهه وخرج من غرفته بخطآ سريع بعد أن ألقي تلك العدسة المكبرة التي تهشمت فقد نالت من غضبه ما يكفي لتنزل أشلاء علي الارض..مشي باتجاه المسبح بخطآ غاضب كالأعصار المنذر بالخطر رافع رأسه لشُرف أصداقائه وقد زاد غضبه أضعاف من تلك الديمة وأقسم أن يذيقها العذاب فمن الواضح أنه تسهل معاها.. لاحظوا أصدقائه مدي غضبه وعلموا ماذا بيه عندما شاهدوا ديمة وقد قرروا عدم أحراجه أكثر ودخل كلا منهم الي الداخل..
لمحت سلين ليث الذي يأتي من بعيد وتكاد تجزم أنها تري دخان يخرج منه دليل علي ذروة غضبه الذي سوف تفتك بديمة.. في حين كانت ديمة تعطيه ظهرها وتستعد لنزول المسبح..كادت أن تقفز ولكن يد ليث منعتها وهو يمسكها من ذراعها بقوة ألمتها بشدة لتشهق بخوف وذعر وهي تلتفت لتجد ليث بوجهه المكفهر وعيونه الحمراء المرعبة ليقول هو بنبرة مخيفة :
-أنتِ إيه الزفت اللي لبساه ده يا ديمممممممة!!!!!! ده أنتِ ليلة أهلك سودة .. ثم سحبها بعد أن التقط منشفة كبيرة وطوقها بها لتخفي جسدها ومشي بخطآ سريع حتي أنها كادت ان تتعثر أكثر من مرة .. كانت تركض بجواره لتعادل مشيته الثائرة وهي ترتجف كليا وقد شاحب وجهها وعلمت أن نهايتها قد حانت ..
دخل الغرفة ودفشها بقوة غضبه وثورته لتقع علي الفراش..
قال بعصبية :
-أنا عايز أفهم أنتِ فين مخك بقي.. وأزاي تقفي كدا عريانة ولا عاملة حساب ليا ولا لأي حاجة.. أصطّك علي فكيه وهو يتخيل الجميع وهم يتتطلعون اليها وقد تلبسه شيطان غيرته وهو يشد علي شعره ليسترسل بحنقٍ:
- فرحانة بجسمك اللي باين يا ست هانم .. واضح أنك عايزة تتربي من أول وجديد..
أعتدلت بجذعها وواقفت لتقول بشجاعة مزيفة:
-هو أنا كنت عملت إيه يعني لكل ده ما كل الناس بتلبس مايوهات عادي.. أنت محبكها كدا ليه وبعدين ده كان تح...قطعت جملتها عندما تقدم منها بجنون وهو يقول بصوت مخيف:
-عملتي إيه!!!! أنتِ بتسألي عملتي إيه؟!!!! وكمان بتقولي محبكها..
أغمضت عينيها بخوف عندما كسر هو تلك المسافة بينهما ولم يعد يفصل بينهما شىء وضرب الحائط من خلفها بقوة جعلتها ترتعد وتنطق الشهادة في سرها.. ولكن سرعان ما فتحتهما وهي تشعر بقُبلاته الغاضبة فقد قرر تأديبها بطريقة تجعلها تفكر جيدا قبل كشف جسدها أمام أحدٍ غيره.. كانت تتأوه وهي تترجاه أن يكف عن ما يفعله ولكنها لا تعلم أن هذا أهون عقاب وجده مناسب..أبتعد عنها وهو يري تلك اللوحة الذي رسمها علي عنقها وذراعيها فكان عنقها ملطخ بالبقع الحمراء التي تتحاول سريعًا الي اللون الاخضر مخلوطٍ بالأزرق ونفس الحال علي طول ذراعيها..
جاشت عينيها بالدمع وهي تنظر اليه بحنق من قسوته وعقابه ولكن غيرته عليها جعلته لم يعبىء لنظراتها ليقول بغيرة وغضبٍ:
-جربي بس يا ديمة تكشفي جسمك كدا تاني قصاد حد أقسم بالله لو ده حصل تاني لتشوفي مني اللي عمرك ما شوفتي في حياتك.. أنا أيوا بعشقك وبموت فيكِ بس غيرتي عليكِ ممكن تآذيك وعلي الله في يوم تعيدي اللي عملتي ده تاني فاااااااهمة..
أماءت له بخوف و ذعر وقالت بنبرة متهدجة ببكاء:
-ح حا حاضر م مش هعمل كدا تاني..
أستطرد بأمر:
-قومي غيري الزفت ده.. كل لما بشوفه عليكِ وأفتكر أن كنت بيه في الجنينة كدا ببقي عايز أدبحك..
أنتفض جسدها وأختفت من أمامه وهي تسحب ثيابها برجفة وأتجهت الي المرحاض..
أستطرد هو بصوت عالي وهو يقول:
-خمس دقايق وألقيكِ تحت علي السفرة يا ديمة فااااهمة..قال جملته وهو يخرج من الغرفة عازمًا علي إكمل صب غضبه..
-هو أنتِ فاكرة نفسك في سياحة ولا إيه حضرة الضابط.. قالها ليث وهو يقترب من المسبح ليري سلين التي تفترش المقعد الخاص بالمسبح..
أعتدلت وأقتربت منه وطوقته بذراعيها وهي تقول بخبث: في حد بيراقبنا من الڤيلا اللي جانبنا جاريني في اللي بعمله علشان محدش يشك في حاجة..
لمح ليث ذلك الحارث المراقب لهم ليعرف أن حديثها صادق وأضطر أن يبدلها ما تفعله وهو يطوق خصرها..
بعد أن أرتدت ثيابها خرجت للشرفة لتجد ليث وهو يحتضن سلين.. شقهت بغيرة قاتلة وفاضت عينيها بدموع حارقة وهي تتمعن بهما لعله حلم ولكن لا فأنها حقيقة مأكدة.. تبا لك ولعشقك أهذ هو العشق يا ليث.. ركضت الي الداخل وهي تجهش في البكاء وارتمت علي الفراش بوجع يختلج قلبها..
بعد أختفاء ذلك الحارس المراقب لهما دفشها بعيدا عنه وهو يقول بغضب :
-مكنش لازم تعملي الحركات دي وكان ممكن نتصرف عادي ومكنش هيشك ولا حاجة..
تمسكت قبل أن تقع من دفشته و ردت بغيظ:
-علي فكرة أحنا في مهمة وده شغل يا سيادة الرائد..
أستطرد بسخطٍ:
-كويس أنك لسة فاكرة الكلام ده يا ست هانم.. وبصوت أعلي نسبيًا:
-و دلوقتي أنتباه يا حضرة الظابط..
أرتعبت وأنتصبت وأديت التحية..
أسترسل بحنق:
-بدل ما أنتِ عاملة عرض أغراء هنا.. ياريت توفريه للمهمة اللي أنتِ موجودة علشانها..أحنا أصلا مكناش عايزينك معانا بس نعمل إيه .. محتاجين حد يغري اللي أسمه طاعون..
ردت قاصدة أستفزازه:
-كان ممكن تستعين بديمة..
ياااااالله من الواضح أنها تبعث في عداد عمرها.. أنتفخت أوداجه وتقدم منها مشيرًا بيده بتحذير:
-متحوليش تختبر صبري عليكِ علشان ممكن يحرقك يا سلين أبعدي عن ديمة خالص لانها خط أحمر فاااااااهمة..
أماءت بخوف فمحياه لا يحتمل الجدال أو الأستفزاز أكثر..
أسترسل بتوعد:
-و دلوقتي تروحي تغيري القرف اللي أنت لبساه ده وتركزي علي شغلنا بدل ما أتصل بسيادة اللواء وأبلغه بكل اللي بتعمليه وفي أقل من ثانية ألقيكِ أختفيتي من قدامي..وقبل أن ينهي كانت ذهبت بخطآ سريعة من أمام عيناه التي تتوعدها بالهلاك المظلم أن لم تختفي من أمامه...
________________$
واقفت أمام المرآه لتري تلك البقع التي علي عنقها وذراعيها لتقول بغيظ وعصبية:
-مش عارفة هنزل أزاي أنا بالزفت اللي عمله علي رقبتي وأيدي ده أووووف أنسان متوحش .. ال و رايح يحضن فيها.. وبيكذب وبيقول بحبك ومش عارف إيه وهو أصلا مقضيها مع الهانم..كانت تتحدث وهي تضع مستحضرات التجميل علي الأماكن الزرقاء في جسدها ولكنها لا تختفي تأففت بغيظ وذهبت الي غرفة الثياب والتقطت "سويت شيرت" بأكمام طويلة وقبعة"بزونت" واْلتقطت ايضا وشاح خفيف ثم خطت الي المرآة من جديد و أرتدتهما ولفت الوشاح علي رقبتها وهي تهمهم ببعض السباب ثم وضعت القبعة الملتصقة بالسويت شيرت علي شعرها ..وخرجت من الغرفة وهبطت الدرج الي الهول لتناول الطعام..
وجدتهم يتحدثون بجدية في العمل وملاحظتهم من خلال مراقبتهم لتلك الڤيلا..فكان ليث يشرح لهم الخطة المُحكمة لدخول تلك الڤيلا ويلقي علي كل منهم دوره وهو يقف بشموخ و جدية علي محياه فهو المحنّك بينهم..صمت لبرهة ريثما لمحها بطرف عيناه وهي تهبط وترتدي تلك الملابس فتصبح كمن يتخفي من شيء حانت منه شبه إبتسامة سرعان ما كبتها ورجع يشرح من جديد..دخلت هي وجلست علي المقعد ووضعت طبق بها شرائح الدجاج المقلي علي الطاولة وشرعت في الطعام دون التفواه بكلمة.. أستغرب الجميع وهم يتطالعون الي بعضهم البعض.. في حين أستطردت سلين :
-إيه ده يا ديمة!!! إيه اللي عملاه في نفسك ده؟! أنتِ طايقة اللبس ده أزاي في الحر..
وكأن تلك الجملة هي زر الأنفجار لذلك البركان الموقوت لترزع ديمة الشوكة التي كانت بيدها وتقول بسخطٍ وغضب:
-وأنتِ مالك أنتِ أصلا.. كل واحد يخليه في حاله وبطلي تتحشري في اللي ملكيش فيها أحسن ما تلقي مني اللي مش هيعجبك..ثم نظرت الي ليث وأسترسلت بنظرة ذات مغزي:
أظن أن أحنا جاين لحاجة معينة هتخلص وكل واحد يروح لحاله..
خفق قلبه بخوف عندما فاهم معني جملتها وما ترمي له ..أيعقل أنها تريد تركه.. يبدو أنه أثقل عليها ذلك العقاب فلأول مرة يرها علي تلك الحالة من الغضب..
أسترسلت وهي تنظر الي سلين:
-وياريت تبقي تأجلوه المسخرة لوقت تاني أحنا مش جاين هنا علشان العك والقرف ده.. قالت جملتها وخرجت الي الحديقة بعدما أحست أنها في حاجة الي التنفس..
خرج وراءها ليث بعد أن أمرهم أن يرجعوا الخطة من جديد..
أستطرد قصي بدهشة:
-هو في إيه يا جماعة حد فاهم حاجة!!!
لوي آدم شفتيه وهو يقول:
-غريبة أول مرة أشوف ديمة بالعصبية دي..
رد فهد بمكر:
-أكيد العقاب كان شديد عليها أوي..
أما سلين كانت تفهم أن ديمة رأتهما وهما يحتضنا بعضهما..
كانت تقف ونسمات الهواء تتداعب صفائحها وتحاول الهدوء من تلك الأعاصير المشتعلة بداخلها وعلي حين غرة وجدته يقف أمامها بثبات و علي محياه شبه أبتسامة ليستطرد:
- يعني أنتِ غلطانة وكمان زعلانة علشان عقبتك..ثم غمزها وقال بمكر :
-وبعدين ده عقاب لذيذ لا يصنف من ضمن العقابات أصلا..
تذكرت قُبلاته القاسية وقالت بغضب:
-أظن كلامي واضح أنا قولت أنا مش هتكلم في أي حاجة غير اللي أحنا جاين علشانه وبس..
طوق خصرها بتملك وقال بحب:
-مع أنك غلطانة بس حقك عليا.. أنا مقدرش علي زعلك يا قلبي..
كادت أن تضعف ولكن تذكرت أحتضانه لسلين لتقول بسخرية:
-آه ما أنا عارفة أني قلبك.. وأنت قلبك يساع من الحبايب ألف..ثم قالت بخفوت:
-يا أبو عين زيغة يا فلاتي يا بتاع البنات..أنهت جملتها وخطت لكي تذهب من أمامه عقد حاجبه بتعجب وأمسكها من ذراعيها وأستطرد بتساؤل:
-قصدك إيه يا ديمة؟! أتكلمي علي طول..
دفشت يده بعيدا عنها وقالت بحنقٍ:
-عمال تقول بحبك وبعشق وبموت فيكِ وأنت أصلا مقضيها مع سلين..
أستطرد بجدية:
-ديمة بطلي تخريف مفيش الكلام ده..
أشاحت بيدها في غضبا وهي تقول:
-أيوا صح عفريتك اللي كان حاضن سلين علي البسين مش كدا!!!!!!
الآن فهما سبب ثورتها لا يعلم يفرح من عشقها وغيرتها الباديان علي محياها.. ولا يغضب من شكها فيه ليقول بتروي:
-أنتِ فاهمة غلط أحنا مفيش بنا حاجة ولو كنتِ جيتي سألتني كنت هحكي ليك اللي حصل..
ردت بغيظ:
-أساسا ما يهمنيش ومش عايزة أعرف حاجة.. ثم تركته وذهبت تحت أنظاره الغاضبة..
دلفت الي الداخل ومن خلفها دلف ليث ليقول فهد:
-ليث ده الوقت المناسب علشان ديمة تدخل الڤيلا وسلين لازم تروح الكباريه علشان تعطل طاعون..
رد ليث بجدية:
-تمام الكل يستعد..