اخر الروايات

رواية عشق الملاك ( ملاك الادهم ) الفصل الرابع عشر 14 بقلم حورية

رواية عشق الملاك ( ملاك الادهم ) الفصل الرابع عشر 14 بقلم حورية



قالت بأسى

"انا اسفة دخلت غيبوبة "

 

صرخ ادهم بالطبيبة

"يعني ايه دخلت غيبوبة انتي شغلانتك ايه هنا

انتي هتدخليلها تاني ومش هتخرجي الا عشان تقولي انها فاقت "

 

"اهدا يا ادهم مش كده خلينا نفهم منها كل حاجة "

ثم وجه أمجد كلامه للطبيبة

"طيب هي حالتها ايه بالضبط "

 

تنحنحت الطبيبة خوفاً من نظرات ادهم الحارقة المصوبة نحوها

"احممم ،،، احنا عملنا لها غسيل معدة وقدرنا اننا ننظف الدم الي فجسمها من خلال سحب كل الدم الى فجسمها ودخلنا دم جديد وهي دلوقتي دخلت غيبوبة وما نعرفش هتفوق امتى ،، خصوصاً انه التسمم الي كان معاها مش تسمم عادي واثر على وظائف القلب والمخ"

 

انتبه ادهم الى كلام الطبيبة

"هو التسمم الي كان معاها جالها ازاي "

 

اجابته الطبيبة بعملية

"التسمم بفعل فاعل لانه لما حللنا المادة الي فمعدتها لاقينا فايروسات وبكتيريا قاتلة بتيجي من المختبرات مستحيل تكون من اكل منتهي الصلاحية "

قالت جملتها وعادت مرة اخرى للملاك

 

أكددت الطبيبة ظنون ادهم واخرج هاتفه

"ايوه يا شريف ،،، عاوزك تجيبلي تسجيلات الكاميرات بتاعة الجامعة بتاعة النهاردة من ساعة ما دخلت ملاك باب الجامعة لغاية ما حصل الي حصل ،،مفهوم "

 

ادار جسده العريض باتجاه جدتها التي كانت تذرف الدموع على حفيدتها المدللة وما حصل بها


ركع ادهم على ركبتيه وامسك يدين جدتها وقال بصوت هادئ

"عاوزك تفتكري ملاك كلت ايه من امبارح لغاية الصبح"

 

نظرت اليه الحاجة فوزية بتعجب فهذه اول مرة يتحدث بهذا الاسلوب فدائماً ما يكون اسلوبه متعجرف مع الجميع

 

"والله يا بني هي امبارح كلت من الاكل الي كلنا أكلنا


منه وانتا كنت قاعد معانا ،،، والنهاردة الصبح كلت مربى الفراولة الي بتاكل منه كل يوم وشربت

النس كافيه بتاعها ،، وهي كل يوم بتاكل وبتشرب في الجامعة اول مرة يحصلها كده ،،، دي حتى معندهاش حساسية من اي اكلة "

 

قالت جملتها وانخرطت في نوبة بكاء مريرة

هز ادهم رأسه متفهماً وعيناه ازداد احمرارها من شدة الغضب ،،،، وقف واتجه الى الزجاج المطل على ملاك استند برأسه على الزجاج



كان ينظر اليها بألم وهي موصولة بالاجهزة وجهها شاحب يحاكي شحوب الاموات شعر وكأن نصل حاد اخترق قلبه على مظهرها تمنى لو انه مكانها ولا تشعر هي بالألم التي تشعر به الان

 

كان الحاج حسن يقرأ ايات من المصحف الكريم

رفع رأسه باتجاه ادهم الذي لم يفرقها

ولو لثانية واحدة

اقتربت منه زوجته الحاجة فوزية بعد ان لاحظت نظرات زوجها لادهم وفهمت مغزاها

"شوفت يا حج ادهم طلع بيحب ملاك إزاي ده بقى عامل زي العيل الصغير الي متشحتف على امه "

 

هز الحاج رأسه متفهماً فهو ادرك مقدار حب ادهم لملاك

 

وبعد عدة ساعات

 

خرجت الطيبة وهرع الجميع اليها

قال الحاج حسن بلهفة

"طمنينا يا بنتي "

 

ابتسمت الطبيبة لهذا الرجل العجوز وربتت على كتفه وقالت بابتسامه

"الحمد لله المؤشرات الحيوية بدأت تتحسن وان شاء لو فضلت كده هتفوق قريب "

 

سألها ادهم مستفسراً

"يعني ايه مؤشرات حيوية وضحي اكتر"

 

اجابته الطبيبة بعملية

"يعني نبضات القلب اتحسنت والحرارة بدأت ترجع لوضعها الطبيعي والتنفس بقى طبيعي

وكمان عاوزة اي شخص هي بتحبه يدخل يتكلم معاها بس بهدوء ويفكرها بحاجات حلوة حصلت لها ده هيسعدها انها تتمسك بالحياة الاكثر

عن اذنكم "

 

كان ادهم يود الدخول ورؤيتها والتحدث معها فالساعات القليلة التي قضتها في هذه الغرفة جعلته وكأنه لم يراها من سنين ولكنه فضل دخول جدتها

 

اشار ادهم لجدتها بالدخول لها فهو يعرف ان ملاك تحب جدتها وجدتها تعرف ايضاً ذكريات طفولتها التي يجهلها هو

 

دلفت جدتها للداخل بعد ان ارتدت الزي المناسب المعقم

 

اصطحب امجد ادهم للشرب القهوة في كافيتريا المستشفى وبصحبتهم الحاج حسن

 

جلسو على الطاولة كان ادهم مشغول التفكير بالذي حصل لملاك


 

بعد قليل جاء شريف وعندما رأه ادهم هب واقفاً ذاهباً اليه

"ها طمني ايه الي حصل معاك "

 

تنحنح شريف قبل ان يجيب

 

"كاميرات المراقبة ممسوح منها الجزء الي كانت باينة فيه داليا هانم والست ملاك قاعدين مع بعض مش موجود غير لما وقعت الست ملاك على الارض وبس"

 

ابيضت مفاصل يديه من كثرة الضغط عليها

"يعني ايه اتمسحت يعني ايه فهمني"

قالها بصوت مرتفع جعلت بعض

الجالسين يلتفتون اليه

 

"بس يا فندم كاميرات المداخل والمخارج جابت داليا هانم وهي داخلة وهي خارجة "



 

هز ادهم رأسه متفهماً

عاد مرة اخرى لامجد واخذ هاتفه من على الطاولة

وهتف باقتضاب

"امجد انا واصل مشوار ومش هتأخر اي حاجة تحصل تبلغني بيها بسرعة "

 

وترك المكان مسرعاً

 

بعد قرابة النصف ساعة كانت سيارة حرسه التي تشبه المدرعة العسكرية تحطم بوابة فيلا فريال هانم عمة أدهم

ترجل ادهم من سيارته وملامح وجهه الحادة لاتبشر

بخير اتجه حيث تجلس داليا مع صديقتها فريدة في حديقة المنزل امسكها من خصلات شعرها الشقراء القصيرة حتى كاد ان يقتلعها من جذورها جهر بها بصوته الغليظ

"عملتي كده ليه "

 

إجابته داليا بصوت مهزوز

"مممعملتش .....حاجة ...معملتش ...حاجة "

 

"امال مين الي عمل كده مش انتي الي كنتي معاها وبعد ما عملتي الي عملتيه مسحتي سجلات كاميرات المراقبة بس كاميرات المداخل والمخارج جبتك "

 

هتف بهذه الجملة ثم سحب مسدسه من خصره ووضعه غلى رقبتها هتف من بين اسنانه


"ورحمة امي لو عرفت انك شفتيها صدفة لكون مولع فيكي انا بس هسيبك عشان مفيش فإيدي دليل على الي عملتيه "

 

دفعها بقوة حتى تلقتها الارض المغطاه بالحشائش الخضراء دفعة جعلتها تتأوه بشدة

 

"ايه الي بيحصل هنا "

قالتها والدة داليا فريال هانم "

 

"هه ،، اهلاً بالست هانم " قالها مستهزئاً ثم اكمل "عقلي بنتك عشان انا زعلي وحش وانتي عارفة كده كويس مش عايز البسك اسود عليها "

 

قال جملته وركب سيارته المتبوعة بسيارات حرسة المدججين بالسلاح متجهاً الى المستشفى


وهو في طريقه الى هناك اتاه اتصال من امجد اجاب عليه بسرعة

"ايوة يا امجد في حاجة حصلت "

 

"ايوه .. ملاك فاقت وسألت عليك "

 

"طيب انا جاي حالاً "

 

اغلق الهاتف وامر السائق بزيادة السرعة

 

وبعد عدة دقائق كان يقتحم غرفتها ذهب نحوها

وركع على ركبتيه وامسك يدها المغروزة بها ابرة التغذية وقبلها بلطف

"حبيبتي حمد الله على سلامتك

كده تخضيني عليكي "

 

نظر الحاج حسن لزوجته الحاجة فوزية ليخرجو ويتركوهم على راحتهم قليلاً

 

نظرت اليه ملاك والتعب واضح على ملامح وجهها الفاتن

"هو انتا كنت فين "

 

"كان عندي حاجة خلصتها وجيتلك جري

قوليلي حاسة بحاجة في حاجة بتوجعك "

 

اجابته ملاك بوهن

"لأ ،، بس حاسة ان بطني بتوجعني وفي اشوية صداع

هو ايه حصل سألت تيتة وجدو ومحدش جاوبني ،، انا كل الي فاكراه اني حسيت بوجع وبعدين وقعت على الارض "



 

"ابداً يا حبيبتي انتي بس شكلك اكلتي حاجة مش نظيفة عملتلك تسمم "

 

تساألت ملاك بفضول

"طيب مين الي جابني هنا "

 

"ممكن تبطلي اسألة اشوية انتي لسا تعبانة

قوليلي عاوزة حاجة او نفسك فحاجة اعملهالك "

 

نظرت اليه ملاك وابتسمت بضعف

"عاوزة جمبري "

 

ضحك ادهم عليها

" دلوقتي يبقى عندك مطعم جمبري ...."

 

قطع حديثهم دلوف الطبيبة

قالت بابتسامة

"ازيك عاملة ايه حاسة بوجع "

 

"في اشوية مغص وصداع خفيف"

 

"دي حاجات طبيعية متقلقيش "

 

سألها ادهم

"هو ينفع تاكل جمبري "

 

"لأ طبعاً جمبري ايه الي تاكله مش عاوزين نعمل ارتباك للمعدة بس ممكن شوربة جمبري هتبقى كويسة"

 

خرجت الطبيبة ودلف جدي ملاك للداخل

اخرج ادهم هاتفه وحدث احدهم بصوت خافت

ثم دس هاتفه مرة اخرى في جيبه

نظر اليها وهي تبتسم لجديها فهي لاتستحق الاذى

ماذا لو اصابها مكروه وفقدها ،، ماذا لو انه لم يكلف احد بمرافقتها دون علمها ،،، ماذا لو استطاعت داليا الوصول لهدفها وقتلت ملاك زادت سرعة انفاسه فور تخيله لما ستؤدي هذه الاحتمالات

 

********************

 

عودة لفيلا داليا

 

"هو انتي اتجننتي ،،، برضو نفذتي الي فدماغك ده كان اشوية وهيقتلك ده باين انه بيعشقها مش بيحبها اسمعي مني يا داليا انسيه ده نابه ازرق خليهم يشبعو فبعض ده شكله وهو متعصب مرعب "

 

هتفت داليا بغضب

"هو ايه الي انسيه انا دخلت حرب يا اطلع منها كسبانة يا اخسر كل حاجة ،،، وبعدين مالك محموقة اوي عليها ليه ،،، دي متسواش قرش هو شوية وهيرميها في الحارة المعفنة الي جات منها ادهم انا اعرفه كويس بيزهق بسرعة "

 

تأففت فريدة

"بصي اسمعي مني ،،، انتي سبيهم شوية لحد ما هو يرميها بنفسه ويعرف انه مفيش وحدة تليق بيه غيرك انتي "

 

اعجبت داليا بالفكرة

"تصدقي انتي صح ،،، اول مرة تقولي حاجة صح

انا هسيبه يتجوزها واشوف هيحصل ايه ولو الموضوع احتاج اني اتدخل هتدخل "

 

**************

 

عودة للمشفى

 

دلف ادهم غرفة ملاك وهو يحمل عدة علب تحوي طعام فتح علبة وجذب الملعقة وجلس قبالة ملاك التي كانت تنظر اليه بتعجب فهي حتى الان لم تعرف ماذا سيطعمها ابتسمت للرائحة التي وصلت لانفها

 

"ممممم شوربة جمبري ،،،، جت فوقتها ،،، شكراً "



 

"شكراً بتاعتي عاوزها ان العلبة دي تخلص"

قالها ودس الملعقة في الشوربة وقربها من فمها

 

"هات ان هعرف اكل لوحدي مش عاوزة اتعبك "

 

هز ادهم رأسه بالنفي

"لأ انا عاوز اتعب "

 

فتحت فمها واخذ يطعمها

 

ظل يطعمها حتى اصبحت غير قادرة على المزيد

 

"ادهم انا شبعت مش قادرة اتنفس خلاص لما اجوع هبقى اكل "

 

اغلق ادهم علبة الشوربة على مضض

جال بنظره في الغرفة

 

"هي جدتك فين "

 

"دلوقتي افتكرت تسأل ده انتا ليك ساعة بتأكل فيا

تيتة راحت البيت عشان تجيبلي حاجة البسها "

 

هز رأسه متفهماً جلس عند قدميها متأملاً بشرتها التي بدأت تعود لطبيعتها ،، ارتبكت ملاك من نظراته المصوبة نحوها ارجعت خصلات شعرها خلف اذنها حاولت ان تبعد نظراتها عنه ،،، اقترب منها وامسك يدها وقبلها

قال بصوت هادئ

" تصدقي لو قولتلك اني اول مرة اخاف على حد كده"

 

ابتسمت بخجل على جملته وقالت بخفوت

"مكونتش اعرف اني غالية اوي كده"

 

اعاد تقبيل يدها مرة اخرى

"انتي اغلى حاجة عندي ..."

قاطع جملته دلوف الطبيبة ومعها الممرضة

 

ابتسمت الطبيبة لملاك ووجهت كلامها لادهم

"لو سمحت ممكن تخرج برا"

 

رفع ادهم حاجبه مستنكراً

"لأ مش هخرج برا"

 

جحظت عينا الطبيبة من جرأته

"لو سمحت إحنا هنغير لها هدومها مينفعش تفضل بلبس العمليات وكمان مينفعش حضرتك تفضل موجود"

 

نظر ادهم لملاك التي تراقب الموقف بصمت

وقال بخبث

"هو انا ماسكك غيرلها مش ضروري اخرج"

 

اصبطغ وجه ملاك بالحمرة

قالت الطبيبة بحدة

"لو سمحت انا الي اعرفه انكم مخطوبين مش متجوزين عشان كده متحرجهاش اكتر من كده واخرج برا عشر دقايق وبس "

 

وافق ادهم على مضض وخرج

استند على الشباك الزجاجي المطل على غرفتها

وجد الطبيبة تنظر اليه ثم توجهت واغلقت الستارة فاصبح لايرى شيئاً

 

"ايه الراجل ده الحاجة الي مش على هواه مش عاوزها تحصل "

قالتها الطبيبة عندما اغلقت الستارة في وجه ادهم

ثم وجهت كلامها لملاك التي شرعت الممرضة في مساعدتها في ابدال ملابسها

"هو انتي بتحبي فيه ايه "

 

اجابتها ملاك بخفوت قد بدأ عليها النعاس

"والله ادهم طيب هو بس عصبي شوية "



 

ضحكت الطبيبة بخفة

"سيدي يا سيدي الحب ولع في الذرة ،،، بس باين انه بيموت فيكي

ده فضل قاعد جنب الباب ،،، ولا لما قلتله انك دخلتي غيبوبة شوية وكان هيقتلني "

 

انهت ملاك ابدال ملابسها الؤقتة لحين وصول جدتها خرجت الطبيبة وجدت ادهم يقف بجانب الباب

سألها باقتضاب

"ها خلصتي "

 

هزت رأسها بالايجاب وذهبت

دلف للداخل وجد ملاك قد بدأت تغفو

تذكر حديث الطبيبة عندما قالت ان الادوية التي تأخذها تجعلها تنام كثيراً حتى لا تشعر بالالم المصاحب لانسحاب السم من الجسم

 

اخفت الانارة ودثرها جيداً بالغطاء وخرج وجد جديها قد وصلا ،،،سألته جدتها

"ملاك كويسة "

 

"اه الحمد لله هي بس نايمة من تأثير الدواء ومش هتصحى غير بكرة الصبح "

 

دلفت الحاجة فوزية الى ملاك

وبقي ادهم والحاج حسن في الخارج

تنحنح ادهم بارتباك

"احممم ... انتا النهاردة تعبت متروحش الشغل بكرة انا هبلغهم انك اجازة "

 

"شكراً .. يا ادهم بيه "

 

"لأ مش ادهم بيه انا دلوقتي زي ابنك

خلينا ننزل نشرب قهوة تحت وبعدين اوصلك البيت عشان الحاجة فوزية هتنام مع ملاك النهاردة مينفعش تفضل لوحدها "

 

تعجب الحاج حسن من هدوء ادهم ولين حديثه معه

ولكنه كان سعيد بهذا الشئ

 

******************

 

بعد يومان

 

كان أدهم يطعم ملاك التي امسكت الملعقه واعادتها في الطبق قالت بامتعاض

"خلاص يا ادهم مش قادرة آكل اكتر من كده "

 

وضع الطبق على الطاولة المجاورة له

 

"هو انتي اكلتي حاجة ده يدوب كام معلقة "

 

شهقت ملاك بصدمة

"كام معلقة.... طبق كبير قد كده وتقول كام معلقة وكمان انا مش عاوزة افضل فالمستشفى دي اكتر من كده انا بقيت كويسة وعاوزة ارجع البيت "

 

"لو الدكتورة قالت ينفع تخرجي هخرجك دلوقتي ولو قالت لأ مفيش خروج "

قالها بنبرة لا تحمل النقاش

 

ربعت يداها امام صدرها بغضب وهتفت بحدة ليست معتادة عليها

"لو ادهم السيوفي عاوز حاجة هيعملها ومش هيهمه كلام حد ،،، بس انتا الي عاوزني افضل هنا "

قالت جملتها الاخيرة بصوت اشبه بالبكاء

 

اقترب منها ادهم وقبل يدها وقال بصوت هادئ

"يا حبيبتي انا عاوز اتطمن عليكي خلينا نسمع كلام الدكتورة وخلاص لو دلوقتي قالت تقدري تخرجي والله لخرجك من هنا ،،، اضحكي بقى "

قال الاخيرة وقرصها من خدها

 

سمع ادهم طرقات على الباب واتجه لفتحه وجد مها وشقيقتها هبة تقفان قبالة الباب ازاح جسده العريض ليسمح لهن بالدخول



 

ابتسمت ملاك لمها وقالت بعبوس

"دلوقتي افتكرتي تسألي عليا ،،، انا زعلانة منك انا هسلم على هبة وانتي لأ "

 

احتضنتها مها

"والله غصب عني ابني الصغير كان تعبان شوية وكمان هبة حلفت الا تيجي معايا وانتي عارفة هبة يومها بسنة "

 

تدخلت هبة وقد نسيت وجود ادهم الذي كان يتابع الموقف من الزاوية

"حمد لله على السلامة يا عسل انتي ،،، هو في كده حتى وانتي تعبانة زي القمر ،،، مع انك خسارة في الي اسمه ادهم ده "

 

جحظت عينا ملاك ومها سوياً ووجها نظرهما الى ادهم الذي رفع حاجبه مستنكراً من الذي وصل لمسامعه

 

تنحنحت مها باحراج

"لأ خالص يا هبة دول لاقين على بعض جداً "

قالتها بصوت مرتجف

 

ولكن هبة اكملت ما كانت تتحدث به

" هو ايه الي لايقين على بعض ظي بلاش كدب

هي السكر محلي على كريمة دي زي ابو لهب الي فتح لنا الباب ده حتى مهانش عليه يقولينا اتفضلو جاته داهية فشكله .... اكملت بحالمية ... هو لو يبقى زي ابن عمه العسل ده ححححح هو كان اسمه ايه .. اه امجد يا لهوي ده حتى اسمه يجنن زيه ... جعدت وجهها بتقزز ... مش ادهم يععع ... متزعليش مني يا ملاك بس انتي تستاهلي واحد غير ادهم ده "

 

كانت مها شبه مغيبة من الخوف ونظراتها مصوبه على ادهم الذي بدأت عيناه تحمر وعروق رقبته تظهر دعت بالرحمة سراً على شقيقتها فأدهم لن يرحمها

 

امت عند ادهم لم يستطيع ان يتمالك نفسه عند هذا الحد فهي تحاول اقناعها برجل غيره ذهب اليها التفتت هبة لصوت خطوات اخرى في الغرفة

 

جحظت عيناها بذعر عندما شاهدته ينظر اليها بغضب تيقنت انها على حافة الهاوية لعنت لسانها الذي دائماً يجلب لها المشاكل

 

وقفت مها بين ادهم وبين شقيقتها التي التصقت بها من الخوف قالت مها بارتباك

"حقك عليا انا اسفة ،،، عيلة صغيرة متفهمش حقك عليا انا اسفة انا اسفة"

 

كانت نظراته مصوبة على اختها هبة التي تطالعه بذعر

وقبل ان يسحبها من خلف مها

 

صرخت ملاك متصنعة الالم لتنقذ هبة من الموقف الذي وضعت نفسها به اقترب منها ادهم

"حبيبتي مالك ،، حاسة بايه انده الدكتورة"

 

اجابته ملاك متصنعة الوجع

"لأ يا حبيبي انا بس حسيت بحاجة وجعتني وخلاص راحت انتا بس خليك قاعد جمبي"

 

اقترب وجلس في جانبها وقد نسي موضوع هبة

 

لكزت مها شقيقتها وقالت لها بخفوت

"اخرجي برا الاوضة قبل ما يفضالك وساعتها محدش هيلحقك وتبقي موتي بدري يا عيني "

 

تسحبت هبة بهدوء وخرجت دون ان ينتبه لها ادهم الذي كان مشغولاً مع ملاك

تنفست الصعداء عندما اغلقت الباب خلفها وما ان استدارت حتى اصطدمت باحد رفعت رأسها وابتسمت ببلاهة

 

قال امجد بهدوء وعيناه مسلطة على عيناها

"انا اسف ،، انتي كويسة"

 

هزت رأسها بالايجاب وظلت تنظر اليه وكأنها مغيبة

اقترب منها امجد

" انتي متأكدة انك كويسة "

 

اجابته بغباء

"لما شوفتك بقيت كويسة "

 

عقد امجد حاجبيه بتعجب من اجابتها

تركها ودلف للداخل جلست هبة على الكرسي تنهر نفسها على غبائها حدقت نفسها بخفوت

"يقول عني ايه دلوقتي ،، بس يخربيت حلاوة أمه هو في كده "

اخرجت هاتفها واخذت تعبث به حتى وجدت من يجلس بجانبها فلم يكن سوى امجد

"هو انتي فسنة كام "

 

شعرت هبة وكأن الارض تدور من تحتها من قربه

اجابته بخفوت وانفاسها اصلحت لاهثة وهي تحاول تمالك نفسها

"سنة ثالثة ادارة اعمال "

 

هز امجد رأسه وعيناه تجوب وجهها الابيض الجميل شعرها البني المنسدل على ظهرها عيناها الزرقاء المظللة برموش كثيفة انفها المنحوت الصغير شفتيها المرسومتان بدا وكأنه يحفظ تفاصيل وجهها افاق على رنة هاتفه اخرجه من جيب بدلته فكانت والدته تتصل

"ايوه يا حبيبتي ... "

قالها واحست تلك التي تجلس بجانبه كأنها وقعت من على جرف عالي ولكنها انتبهت لباقي جملته...

 

"لأ يا ماما انا دلوقتي هرجع الشركة ،، انتي خلي السواق يوصلك عند ملاك في المستشفى وانا لو خلصت شغل بدري هعدي عليكي نروح مع بعض ماشي يا حبيبتي ... سيدنا محمد رسول الله "

 

اغلق هاتفه ودسه في جيبه التفت للجالسه جانبه كانت تنظر لساعتها

"هو انتي مش عند ملاك ومها ليه "

 

ارتبكت هبة من السؤال

"ها .... ااااصل .... اه انا كنت عندهم بس في موضوع خاص بين مها وملاك بيتكلمو فيه عشان كده انا خرجت وسيبتهم على راحتهم"

 

عقد امجد حاجبيه بتعجب

فهو رأى ادهم فالداخل هل يعقل ان ادهم يعلم ما هو الموضوع الخاص لم يهتم بالامر كثيرا

 

"هو انتي اسمك ايه"

 

"انا اسمي هبة "

قالتها بابتسامة بلهاء

 























خرجت مها ووسلمت على امجد وسحبت شقيقتها من يدها وما ان ابتعدت عن امجد جهرت بها

"هو انتي مش هتبطلي اسلوبك ده ... ده كان شوية وهيقتلك لولا ان ملاك عملت نفسها تعبت ولا كان الله اعلم ايه الي كان حصلك امسكي لسانك ده شوية "

********************

فولو وكومنت واكتبولي شو اكتر

موقف عجبكم

🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓البارت الرابع عشر

بعد اسبوع

 

كانت ملاك تخرج من بوابة جامعتها كانت ترتدي بلوزة بيضاء وبنطال جينز ازرق وحذاء ارضي مريح باللون الاسود



اتجهت الى السيارة التي كلفها أدهم باصطحاب ملاك للجامعة يومياً وقبل ان تهم بفتح الباب وجدت يد ادهم تمسك يدها شهقت ملاك بسعادة

"ادهم .. انتا ايه الي جابك هنا "

 

لم يجيبها واتجه الى سيارته المصفوفة على الجانب الاخر فتح لها الباب واجلسها واغلقه واتجه للجهة الاخرى وصعد بجانبها وتولى عملية القيادة

سألته بفضول

 

"هو احنا رايحين فين "

 

"رايحين القصر "

 

نظرت اليه بتوجس وقبل ان تجيبه هتف معاتباً

"هو مش احنا اتفقنا انك متخافيش مني ،، وبعدين انا قولت لجدك وهو عارف اننا هنروح القصر "

 

اخرجت ملاك هاتفها لتهاتف جدها

"هو انتي مش مصدقاني عاوزة تتصلي بجدك عشان تتأكدي "قالها بصدمة مستنكراً

 

اجابته ملاك بسرعة

"لا والله مش كده انا بس مش عاوزاه يحس اني بطلت اخذ اذنه عشان كده هتصل بيه واقوله عشان ما يزعلش "

 

هز ادهم رأسه متفهماً

حدثت ملاك جدها واكد لها حديث ادهم

اغلقت الهاتف ووضعته في حقيبتها

"هو احنا رايحين القصر نعمل ايه "

 

اجابها ادهم وهو يقود السيارة

"عشان لو في حاجة مش عاجباكي نلحق نغيرها قبل الفرح مش فاضل كتير "

 

ابتسمت ملاك وقالت بخفوت

"احممم .. كنت عاوزة اطلب منك طلب "

 

"اطلبي الي انتي عاوزاه يا قلبي"

 

"كنت عاوزاك تطلب من مستر امجد يدي مها اجازة كام يوم عشان عاوزاها معايا "

 

ضيق ادهم بين حاجبيه مستغرباً

"عاوزاها معاكي ازاي مش فاهم "

 

قالت بخجل

"اااصل الفرح قرب وكده ،، وكنت عاوزة مها تيجي معايا السوق عشان اشتري الحاجات الي محتاجاها "

 

"حاجات زي ايه "

قالها بخبث مدعياً عدم الفهم



 

هتفت بارتباك

"حاجات يا ادهم حاجات "

 

"ايوة حاجات زي ايه عاوز اعرف يمكن اقدر انا اجيبهالك "

 

شهقت ملاك بخجل فور تخيلها لادهم يجلب لها مثل هذه الاشياء اجابته بسرعة

"لأ .. مينفعش عيب اوي ... وكمان عاوزة اجيب فستان الفرح "

 

هز رأسه مدعياً الفهم

وصل لقصره فتح له الحرس البوابة

شهقت ملاك بقوة فور رؤيتها لحديقة القصر الشاسعة

ابتسم ادهم على طفولتها اصطف سيارته وترجل منها ونزلت ملاك وكانت تنظر للمكان باعجاب

التفتت اليه وتساألت

"هو ده القصر بتاعك "

 

قهقه ادهم عليها وهتف مازحاً

"لأ مش بتاعي "

 

نظرت اليه ملاك بتعجب وقبل ان تعلق اقترب منها ادهم وامسك يدها وقبلها وهتف بهدوء ممزوج بحب

"ده قصرنا مش قصري لوحدي "

 

ابتسمت ملاك واخفضت رأسها خجلاً ثم اولته ظهرها لتطالع الحديقة التي اسرت قلبها استدارت اليه هاتفه

"بص انا مش عاوزة ادخل جوى عاوزة افضل في الجنينة الحلوة دي "

 

امسك ادهم يدها

"خلينا نشوف القصر وبعدين اعملي الي انتي عاوزاه "

 

دلفت ملاك خلف ادهم وجالت بنظرها انحاء المكان فيبدو انه ليس فقط الحديقة رائعة ولكن القصر ايضاً من الداخل نال اعجابها بشده

لاحظت وقوف عدد ليس بقليل من الخدم بعضهم نساء والبعض الاخر رجال

 

تقدمت سيدة كبيرة فالسن نوعاً ما يبدو انها مسؤولة الخدم هتفت باحترام وهي مخفضة رأسها قليلاً مشيرة للخدم الواقفين

"انا جمعتهم كلهم زي ما حضرتك امرت يا فندم "

 

هز ادهم رأسه متفهماً

ووجه كلامه للواقفين جميعاً مشيراً لملاك برأسه

" دي ملاك هانم هتبقى ست القصر ده وكلمتها تتسمع ولو عرفت انها اشتغلت حاجة انتم عارفين هيحصل ايه "

 


... ثم وجه كلامه للسيدة سعاد مسؤلة الخدم

"وانتي يا سعاد مش عاوز اوصيكي الي قولته يتنفذ"

 

"حاضر يا فندم تؤمر بحاجة تانية "

لم يجيبها وسحب ملاك خلفه ليريها جوانب القصر وصل للطابق العلوي فتح غرفة النوم ودلف للداخل ومازال ممسكاً بيد ملاك

"دي بقى اوضة النوم ،، ايه رأيك فيها "

 

اجابته باقتضاب

"اه حلوة "

 

سحبها واتجه لغرفة تغيير الملابس نظرت ملاك بتعجب للملابس النسائية التي املأت الغرفة ،، منها ما هو للبيت ومنها ما هو مناسب للنوم والعديد من فساتين الحفلات والاحذية بأنواعها والكثير من الاكسسوارات باهظة الثمن والعطور والمكياجات ومستحضرات العناية بالبشرة والشعر من الماركات العالمية نظرت للجهة الاخرى احمر وجهها بشدة فهو جلب الملابس المناسبة للعرائس ولكنها حاولت اخفاء خجلها حتى لا يستغل هو ذلك نظرت اليه بتعجب

"هو انتا جبت الحاجات دي ازاي وامتى "

مشيرة للملابس والاحذية الاخرى 

احاط وجهها الفاتن بين يديه

"مش مهم المهم انهم عاجبينك "



 

هزت رأسها بالايجاب

 

لاحظ ادهم ان هناك شئ ما

"مالك في حاجة زعلتك "

 

اجابته بفتور

"لأ ،، خالص "

 

وكادت ان تخرج ولكن ادهم امسكها من ذراعها بلطف

"لأ ،، فيه قوليلي مالك "

 

"هو انتا مشوفتش نفسك بتتكلم مع الخدم ازاي ،، ليه اتكلمت معاهم كده ،، دي الست سعاد الي من عمر تيتة بتنديها باسمها ولا كأنها عيلة صغيرة "

 

ضحك على طيبتها الزائدة

"يا حبيبتي متبقيش طيبة زيادة عن اللزوم دول خدم يعني ده شغلهم انا اصلاً ما بتعملش معاهم من اساسه "

 

"حتى لو خدم ما ينفعش تتكلم معاهم كده عاملهم باسلوب احسن من كده اشوية"

 

"هه ده الي كان ناقص اتعامل مع الخدامين باسلوب كويس ده حتى ربنا خلقنا طبقات "

 

نظرت ملاك اليه بتعجب

"ربنا .. بس ربنا خلقنا طبقات عشان نكمل بعض وناخد بالنا من بعض مش عشان الي معاه زي حضرتك يذل الي معهمش الي زيهم وزيي "

 

"انتي مش زيهم "

قالها بحدة

 

"لأ زيهم يا ادهم ،، انا زيهم جدي بيشتغل عندك عايشين فحتة شعبية زيهم انا مش بنت وزير ولا بنت راجل اعمال كبير انا زيهم ،،يعني انتا شايفني مش قد المقام "

 

"بلاش تقولي اي كلام يجي فدماغك انتي مراتي انا لو شايف انك مش من مقامي مكونتش اتجوزتك بلاش كلام اهبل "

 

"انا عاوزة ارجع البيت "

قالت جملتها وفتحت الباب وهرعت خارج القصر والدموع اخذت مجراها على خديها خرجت ووقفت بجانب السيارة تحاول فتحها لحق بها ادهم وامسك يدها وسحبها خلفه باتجاه الكرسي الخشبي الذي يتوسط مجموعة من الورود ذات الالوان المختلفة الجميلة جلس واجلسها بجانبه ادارت وجهها للجهة الاخرى ،، مد يده ومسح الدموع العالقة على خدها ازاحت يده بعنف قهقه عليها يبدو انها مازالت غاضبة جذبها وقبل رأسها وهمس بهدوء

 

"انا اسف ،، قوليلي ايه الي يرضيكي

وانا اعمله فوراً "

 

"عاوزاك تتعامل معاهم باسلوب احسن من كده اشوية وكمان ما اسمهمش خدم "

قالتها وهي تنظر لداخل عيناه

 

قبل يدها وهتف بهدوء

"اسمهم ايه يا ملاك هانم "

 

"انا مش هانم انا ملاك وبس ،، وكمان مينفعش تقول عنهم خدم دول مساعدين بساعدوك فالبيت وبياخدو ثمن مساعدتهم وكمان الست سعاد مينفعش تناديها باسمها كده " 

"اقولها ايه يا عني "



 

"اي حاجة يا أدهم دادة سعاد او الست سعاد او اي حاجة غير انك تندها باسمها زي العيل الصغير وكمان انتا جايب كل دول ليه كام وحدة للتنظيف وخلاص وانتا اساساً مش بتاكل ليه طباخ وسوفرجي والبعزقة دي الي على الفاضي "

 

"الطباخين والسفرجي عشان لو عملت عزومة او حاجة

والباقي لشغل البيت "

 

"لما يبقى عندك عزومة ابقى جيبهم "

 

"حاضر اي اوامر تانية "

 

ابتسمت له وهزت رأسها بالنفي

 

"ها ،،، قوليلي ايه رأيك فالقصر في حاجة

مش عاجباكي "

 

"لأ كل حاجة حلوة ومعمولة حلو "

 

اقترب منها وسألها بمكر مبطن

"طيب واوضة النوم عجبتك"

 

"اه حلوة بس ليه لونها غامق كده "

 

"ليه مش عاجباكي لو عاوزة نغيرها ok انا معنديش مانع بس والنبي بلاش الوان البنات دي البمبي واحمر ومعرفش ايه "

 

"لأ انا مقولتش نغيرها بس بسأل وبعدين مش شرط بمبي واحمر ممكن بني ابيض او اسود وابيض مع بعض

وكمان هي حلوة مش عاوزلها تغيير "

 

هتف بخبث

"طيب والهدوم الي فوق عجبوكي "

 

ارتبكت ملاك واحمرت خدودها اشاحت

وجهها للجهة الاخرى وهتفت

"اه ،، حلوين مرسي "

 

"طيب والحاجات التانية "

 

كاد ان يغمى عليها من فرط التوتر والخجل

ولكنها ادعت عدم الفهم لتهرب من هذا المأزق

"حاجات تانية ايه مش فاهمة "

 

اجابها بصوت اجش مليئ بالرغبة

فور تخيله لها وهي ترتدي هذه الاشياء

"حاجات الشيفون والدانتيل والحاجات هتجنن واشوفهم عليكي "

 

هبت ملاك واقفة وكأنها لدغت

"انتا قليل الادب وسافل وانا مش عاوزة افضل هنا عاوزة ارجع البيت "

قالتها بارتجاف

 

انتصب وهمس في اذنها جعلها لا تقوى على الوقوف

ووجهها يكاد ينفجر من شدة الاحمرار

"سافل وقليل الادب من الكلام طيب لو شوفتي الافعال هتعملي ايه ،،، عموماً قرب اليوم الي هتكوني فيه فحضني ومحدش هيمنعني عنك "

 

قال جملته وسار امامها بقيت متصنمة في مكانها وكانها التصقت فالأرض فجملته بعثرتها وجعلتها لا تقوى على الحركة ،، وصل ادهم للسيارة والتفت خلفه وجدها تقف مكانها ضحك عليها فهذه الفتاة الخجل والتوتر يتحكم بها عاد اليها اقترب منها وهم بتقبيلها ولكنها عادت للخلف قالت مستنكرة

"ايه هتعمل ايه ،، مش انتا وعدتني مش هتعمل كده

وكمان مش شايف الحرس الي ماليين الجنينة "

"اولاً انا كنت هبوسك من خدك يعني بوسه بريئة

ثانياً انا ميهمنيش حد لو عاوز اعمل حاجة بعملها لو قدام الدنيا كلها "



 

ثم اشار لاحد رجاله ليأتي وطلب منه شيئاً لم تفهم ملاك ما هو ،، جاء الحارس بعد قليل يحمل شئ يشبه المقص انقبض قلب ملاك فظنت ان ادهم سيفعل بها مكروه ،، لكن ذهبت ظنونها ادراج الرياح عندما وجدته يقص بعض الورود ويجمعها على شكل باقة منوعة رائعة ،،، زينت الابتسامة ثغرها عندما اتجه نحوها يحمل باقة الورد قدمها لها

قال مشاكساً

"دي عربون الصلح "

 

امسكتها واخذت تشم بها فرائحتها كفيلة فتعديل المزاج

امسك يدها وسار باتجاه السيارة واركبها وجلس بجانبها وكلف السائق بمهمة القيادة اغلق الشباك الفاصل بينهم وبين السائق ليبقيا على راحتهم اكثر ،، كانت ملاك منشغلة باستنشاق رائحة الورد الجميلة وادهم يراقبها بحب فهي كالطفل الصغير اقل شئ يسعده

 

******************

 

في قصر ادهم

 

في المطبخ كان يتجمع الخدم يجلسون على الطاولة الكبيرة التي تتوسط المطبخ تحدثت احدى الخادمات

"شوفتو ادهم بيه مراته جميلة ازاي وباين عليها طيبة وبنت ناس "

 

تحدثت الخادمة نسرين بحقد دفين

"كلهم كده فالاول بيبانو طيبين ،، بس تتجوز وتبقى ست القصر ده هنشوف الطيبة الي على حق "

 

تحدث الطباخ

"بس البنت باين انها مش العالم بتاع ادهم بيه

لانها كانت بتبص للقصر بطريقة وكانها اول مرة تشوف

حاجة زي كده بس يارب متبقاش داخلة على طمع "

 

هتفت السيدة سعاد

"البنت باين انها بتحب ادهم بيه ومش من النوع الي يعرف يلاعب وكمان ادهم بيه باين انه بيحبها

ربنا يسعدهم مع بعض "

 

********************

 

مساءً

في فيلا أمجد

كان يجلس في الصالون يشرب الشاي مع والدته ويشاهدون احد البرامج التلفزيونية

تنحنحت السيدة سلوى قبل ان تتحدث فالموضوع الذي ستفاتحه مع ابنها تعلم انه سيثير غضبه

 

"احمم .. كنت عاوزة اقولك حاجة يا امجد "

 

التفت امجد الى والدته

"خير يا ماما اؤمري "

 

"اصلي النهاردة كنت عند خالتك نجوى

وبنتها نفين بسم بالله ما شاء الله بقت زي القمر

بنت شيك اوي وجمال وحسب ونسب ...."

 

قاطع حديثها امجد

"من الاخر يا ماما .. قولي الخلاصة بلاش نظام المقدمات ده "

 

"من الاخر عاوزة اخطبهالك مش هتلاقي عروسة احسن منها "

 

تأفف امجد من هذه السيرة التي اصبح دائماً ما يسمعها من والدته من وقت خطبة ادهم وهي لا تمل ولاتكل من هذا الموضوع

"هو انتي يا ماما ما بتزهقيش نفس السيرة كل يوم .. راعي اني زهقت اديني فترة اجازة حتى " 

اجابته والدته مستنكرة

"لأ مش هزهق طول وانتا مش راضي تريحني...

ثم اكملت بلين حتى تستعطفه

"انا يا بني عاوزة اشيل ولادك قبل ما اموت وكمان انتا شايف ادهم خلاص كلها اسبوعين ويتجوز وانا عاوزة افرح بيك انتا كمان "



 

اقترب امجد من والدته وقبل رأسها

"بعد الشر عنك يا ست الكل ... بس اديني شوية وقت

انا بصراحة في وحدة معجب بيها وان شاء الله كام يوم كده اعرف راسي من رجلي واخدك ونروح نخطبها على طول ..... ها ايه رأيك "

 

"بجد يا أمجد... طيب هي مين اسمها ايه عندها كام سنه واهم حاجة من عيلة ايه وابوها مين "

 

رفاع امجد حاجبه متعجباً

" عيلة ايه .. وابوها مين ... هو انتي من امتا بتفكري بالطريقة دي يا ماما من امتى عندك الطبقية المجتمعية مهمة اوي انا معرفكيش كده "

 

"انا والله ما اقصد كده انا بس عاوزة اعرف احنا نعرفهم ولا لأ وكمان مش عاوزني اعرف العيلة دي الي هنبقى نسايب معاهم ناس كويسين ولا لأ

وبعدين متنساش اني كنت سكرتيرة ابوك الله يرحمه ووالدي كان بياع فمحل صغير يعني انا مش من النوع الي يبص للحاجات دي .. وكمان انتا شوفت ادهم مراته منين بس بنت ناس محترمين وهي بنت كويسة "

 

قبل امجد يدين والدته باحترام

"وعد مني لما ابقى عارف رأيها هاجي واقولك كل حاجة بس ماتخفيش البنت كويسة ومن عيلة محترمة هو ابنك هيتجوز اي حاجة وخلاص اطمني "

 

"ربنا يسعدك ويكتبلك الخير يا امجد يا ابن بطني "

 

"ايوة كده كثري من الدعاوي الحلوة دي

مش تقوليلي نفين ومعرفش ايه ..

انا فالمكتب هخلص شوية شغل واطلع على اوضتي انام عاوزة حاجة يا امي"

 

"عاوزاك بخير يا حبيبي "

تركها في دوامة فرحتها وذهب لينهي بعض الاعمال المترتبة عليه في المكتب

 

********************** 

في منتصف الليل

 

في بيت ملاك نجدها تجلس على سريرها

تتصفح مواقع الانترنت الخاصة بفساتين الزفاف تحاول انتقاء شئ مميز تأففت بصوت مسموع

"ايه ده مفيش حاجة مناسبة خلاص مبقاش في فساتين فالبلد كلهم بقو وحشين "

 























قالت جملتها والقت الهاتف جانباً وقفت لتذهب لصنع النس كافيه فجديها غرقا في النوم منذ ساعات

ولكنها جافاها النوم وقفت في المطبخ تعد النس الكافيه ،، في نفس اللحظة دلف ادهم لغرفتها

عقد حاجبيه مستغرباً فلم يجدها في سريرها فالوقت متأخر اين ستكون في هذا الوقت وضع الكيس الذي يحوي الكثير من انواع الشوكلاته المحببة لملاك على سريرها وفتح الباب بهدوء وقبل ان يخطو خطوة واحدة خارج غرفتها رأها تخرج من المطبخ تحمل كوب في يدها متجهة لغرفتها اغلق الباب بهدوء ثم وقف خلفه ،،، دلفت ملاك واغلقت الباب ولكنها لم تنتبه

لادهم الواقف خلفه وعندما لاحظت لوجود كيس على سريرها

وضعت الكوب الساخن على الطاولة الملاصقة لسريرها

فتحت الكيس وشهقت بفرح عندما وجدت الانواع المفضلة لديها

"اي ده شوكلاتة مين الي جابها هنا " 

شهقت بفزع عندما احتضنها ادهم من الخلف مستنداً بذقنه على كتفها هامساً في اذنها

"هيكون مين غيري "



 

التفتت اليه ملاك وهي جاحظة العينين هتفت بهمس حتى لا يسمعها جديها

"يا نهار اسود ومنيل بستين نيلة ،،، انتا بتعمل ايه هنا فالوقت ده ودخلت هنا ازاي وانتا هنا من امتى اصلاً "

 

قرصها من خدها بخفة

"يعني المطلوب اني اجاوب على كل دول ... اممم ماشي يا ست ملاك ،،، بعمل ايه هنا ،،، جبتلك كيس شوكلاته ،،، ودخلت هنا ازاي ،،، اكيد من باب البلكونة

ومن امتى هنا من وقت ما روحتي تعملي النس كافيه

ها في اسئلة تانية "

 

قال جملته واتجه ليمد جسده العريض على سريرها الشئ الذي جعلها تقف متخشبة نظرت إليه بتعجب من جرأته وتصرفه بأريحية اقتربت منه وهو مغمض عينيه

"انتا بتعمل ايه ،، ادهم عشان خاطري قوم روح شقتك لو جدو او تيتة شافوك هنا هيزعلو مني اوي والنبي ابوس إيدك عشان خاطري "

قالتها بصوت اقرب للبكاء

 

اعتدل في جلسته وانتصب واقفاً دنا منها قليلاً

"حاضر هروح شقتي بس هاخد النس كافيه ده ليا "

 

امسكت ملاك الكوب واعطته اياه

"خده انا مش عاوزاه بس امشي والنبي "

 

اقترب منها وطبع قبلة صغيرة بجانب شفتيها

وعاد الى شقته اغلقت ملاك باب شرفتها

تنفست الصعداء عندما تأكدت انه وصل شقته صدح رنين هاتفها بنغمة مخصصة لاتصال أدهم

 

اجابته بحدة مغلفة بهدوء

" اوعى تعمل كده تاني مرة "

 

تنهد ادهم براحة فور سماع صوتها

" الحق عليا قولت اجيبلك شوكلاته "

 

"لأ متجبليش شوكلاته بالطريقة دي وانتا بتتسحب

زي الحرامية "

 

رفع حاجبيه مستنكراً

"حرامية !!! واضح انك خدتي عليا كتير.....

بس مش مهم كله بحسابه "

 

صمتت ملاك قليلاً قبل ان تهتف بصوت اشبه بالبكاء

"ادهم ،،، انا دورت على الانترنت ملقتش فساتين فرح تعجبني خايفة يسرقني الوقت وملحقش اختار فستان الفرح "

 

ضحك ادهم على طفولتها

"حبيبتى .. ودي حاجة تفوتني برضو جهزي نفسك بكرة هنروح احلى مكان عشان تنقي فستان الفرح "

 

قفزت ملاك على سريرها بفرح

"احلف ،،، يعني خلاص هنقي فستان الفرح الي على ذوقي ،،، Yas"

 

"بس اعملي حسابك لو معجبنيش مش هتلبسيه "

 

شهقت ملاك بصدمة

"نعم ،،، ليه انتا ناوي تشوف الفستان قبل الفرح

ده فال وحش "

 

"فال وحش .... اسكتي بلاش خرافات اسمعي الي بقوله وبس "

قالها باسلوبه الذي لا يقبل النقاش

 

مدت شفتيها للامام بعبوس كالاطفال

"حاضر ،،، بس تيتة ومها لازم يبقو معايا "

 

"حاضر وانا معنديش مانع بس برضو لو معجبنيش اختيارك مش هتلبسيه ،، ودلوقتي روحي نامي عندك جامعة الصبح والساعة داخلة على واحدة"

 

اغلقت ملاك الهاتف واخذت تتخيل شكل الفستان الذي ستختاره

 

************************

فولو وكومنت وتعليقكم على البارت

حاولت اطول البارت قد ما اقدر بس

والله ده الي قدرت عليه

البارت مش قصير٢٥٠٠ كلمة

وانا حسب ما شوفت الاغلبية انه

كل ما اخلص بارت انزله وانا هعمل كده

🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓🍓البارت الخامس عشر

صباحاً

في مكتب ادهم

كان يجلس على مكتبه ومندمج بالعمل فهو يريد ان ينهي المهام الموكولة اليه قبل ميعاد الزفاف حتى يستطيع الاستمتاع بشهر العسل دون ازعاج ،،الذي نوى سابقاً ان يجعله شهران او ثلاثة ويوكل امجد بجميع الاعمال بالنيابة عنه في حين كان منكباً على عمله

سمع طرقات على الباب وقبل ان يأذن للطارق بالدخول دلف امجد الذي بان التوتر والارتباك عليه

عقد ادهم حاجبيه هاتفاً

"في معجزة حصلت ،، بقى امجد يدق الباب

اكيد في مصيبة جاية فالسكة "

 

اجابه امجد بارتباك وهو يحك مؤخره رأسه

"كنت عاوز اطلب منك طلب "

 

"طلب ايه ده الي مخليك مش على بعضك كده "

 

"احممم ... كنت عاوزك تطلب من شريف حاجة "

 

اغلق ادهم حاسوبه وانتبه لكلام امجد

"عاوز ايه من شريف "

 

"بصراحة كده ومن الاخر انا معجب فوحدة وكنت عاوز اعرف كل حاجة عنها "

 

ضحك ادهم على ارتباك امجد حتى كادت تدمع عيناه

 

"بقى كل التوتر ده عشان جانبك وقعت "

ارفق جملته بغمزة مشاكسة

 

"على الاقل انا وقعت ... مش زي ناس اتسحلت على جذور رقبتها "

 

ضيق ادهم عيناه بغيظ

"تقصد مين بالكلام ده "

 

"والله كل واحد وعارف نفسه .. المهم هتساعدني ولا اتصرف من دماغي واعك الدنيا "

 

"لأ انا هتصلك دلوقتي بشريف ... بس هي مين ...

انا اعرفها "

 

قال أمجد بابتسامة بلهاء

"لأ متعرفهاش .... لأ تعرفها شفتها قبل كده

تبقى اخت مها السكرتيرة "

 

هب ادهم واقفاً

"نعم !!! على جثتي تتجوز البنت دي

دي وحدة قليلة الادب ولسانها اطول منها وعاوز حد يقصوهلها وانا شكلي الي هقصه ... اسمع انسى الموضوع ده نهائي مفيش جواز من البنت دي "

 

ظهر الغضب على وجه امجد

"يعني ايه مفيش جواز منها ليه هو كان على ذوقك ،،

وبعدين انتا شاورت حد لما روحت خطبت ملاك ده انتا اخدتني معاك وانا مش عارف نفسي رايح فين غير لما وصلنا لبيتهم جاي دلوقتي تمنعني اني اتجوز البنت الي اختارتها "

 

مسح ادهم وجهه محاولاً تمالك نفسه

"يا امجد اسمع البنت دي شتمتني وانا واقف ،، وبتعبي دماغ ملاك بكلام فارغ وواضح انها مستهترة ومش قد المسوؤلية اسمع من اخوك وبلاش "

 

"انا معجب بيها وحاسس انها بتبادلني نفس الشعور

وانا عاوز اعرف شوية حاجات عنها يمكن تطلع مش مناسبة وبعدين متحكمش عليها من اول مرة يمكن كانت بتهزر "

 

"طيب يا امجد حاضر هعملك كل الي انتا عاوزه بس عشان خاطري فكر فالموضوع كويس ،،، شوية وهتلاقي شريف فمكتبك "



 

انشرح وجه امجد

"والله انتا أجدع واحد في الدنيا ،، الهي يسترك يا ادهم يا ابن ام ادهم ويعجل جوزاك من ملاك بنت ام ملاك قادر يا كريم واشيل الشمع ففرحكم يا رب .... "

 

قال ادهم وهو يضحك بطريقة كوميدية

"بطلو تسول مليتو البلد "

ارفق جملته وهو يقذف امجد باحد الاقلام الموجودة على مكتبه

جلس ادهم على كرسيه الوثير بعد خروج امجد من مكتبه يتابع عمله المتراكم عليه

 

****************

في المطعم الفاخر

الذي تتردد عليه داليا كثيراً

كانت تجلس مع صديقتها فريدة

سألت فريدة بفضول

"هو اخبار ادهم ايه متعرفيش حاجة عنه "

 

وضعت داليا فنجان القهوة على الطاولة

"الخدامة الي بتشتغل هناك قالتي انه الي اسمها ملاك امبارح كانت جاية القصر عشان تشوف لو في حاجة عاوزة تغيرها

بس الخدامة قالت انها شافتها نازلة من فوق بتعيط "

 

"بتعيط !!! من ايه "

 

اجابتها داليا بتعالي

"تلقيها بتدلع عليه عشان تخليه يجري وراها ويصالحها ويجيب لها هدية بالشئ الفلاني

بنت السواق عاملة فيها هانم وعاوزة تغير ديكورات

القصر الي محلمتش فيوم انها تعدي من قدامه "

 

"هو انتي مش خايفة ادهم يعرف انك خليتي الخدامة تتجسس عليه وتجيبلك معلومات عنه "

 

"هه ... والله انتي عبيطة ودي حاجة تفوتني

انا بتكلم معاها من نمرة مش متسجلة وكمان فهمتها ان اسمي فرح ،، عشان لو اتمسكت وادهم سألها ،، اسمي مش هيجي فوسط الكلام "

 

"طيب هو انتي ناوية على ايه "

 

"ولا حاجة هستنى لغاية ميتجوزها واشوف هيزهق منها ويرميها ولا لأ "

 

"طيب لو هو بقى بيحبها بجد وفضل متجوزها

هتعملي ايه "

 

رفعت داليا حاجبها باستنكار

"يبقى عليا وعلى اعدائي ولازم اتدخل وقتها انا مش هفضل واقفة اتفرج وهي تاخد الجمل بما حمل "

 

"بس انا خايفة عليكي من ادهم لو عرف

انتي ناوية على ايه مش هيسكت "

 

"هه...وهو هيعرف منين انا من وقت ماحطيت السم فالقهوة لبنت السواق وانا مشفتهاش والخدامة متعرفش عني اي معلومة ممكن تفيد ادهم فحاجة "

 

لوت فريدة شفتيها بتهكم ولكن في الخفاء دون

ان تراها داليا

 

******************

 

وبعد عدة ساعات

كان امجد يقف امام جامعة هبة

فهو اول طلب طلبه من شريف ان يعلم له ان كانت فالجامعة ام لا



 

ظل ينتظرها الى ان خرجت واخيراً بعد قرابة الساعتين من بوابة الجامعة تضحك مع احد صديقتها تقدم بسيارته الفارهة بالقرب منها وسار خلفها وعندما اصبح قبالتها قطع عليها الطريق

نزل من سيارته واتجه اليها

"مساء الخير يا انسه هبة ازيك "

 

اصبحت هبة لا تسمع شئ من شدة طرقات قلبها فور رؤيته فواسمته كلما تزداد واكثر ما يزيدها ابتسامته

اجابته بخفوت وتوتر

"الحمد لله ازي حضرتك "

 

"حضرتي بخير ممكن نتكلم شوية "

 

"تفضل "

 

نظر امجد حوله

"هنتكلم هنا انا عازمك على فنجان قهوة وهنا المكان قريب ومش هأخرك في كلمتين عاوز اقولهم لك "

 

ترددت هبة قبل الصعود معه في السيارة

وبعد قرابة العشرة دقائق

كانا يجلسان في كافيه هادئ مطل على نهر النيل

تنحنح امجد قبل ان يهتف

"بصي انا محبش اللف والدوران ،، من الاخر كده انا معجب بيكي وعاوز اتجوزك "

 

كادت هبة ان تبزق العصير الذي كانت تشربه في وجه امجد فالذي سمعته نزل عليها كالصاعقة

 

سألها امجد عندما تأخرت اجابتها

"ها مسمعتش رأيك "

 

بدت وكأن لسانها قد شل تماماً

حدثت نفسها

"روحت فين يا لساني يا طويل مش سامعالك صوت الله يخرب بيتك لما احتاجك مش لاقياك "

 

توتر امجد من سكوتها فسألها

"هو انتي في حد فحياتك "

 

هزت رأسها بالنفي

هتف امجد بنفاذ صبر

"امال إيه انا مستني ردك على الي قولته "

 

"مش عارفة اقول ايه بصراحة "

قالتها بخجل

 

ابتسم لها وهز رأسه متفهماً

" خلاص انا هعتبر السكوت علامة الرضى ،،

طيب انا خلصت الي كنت عاوز اقوله عاوزة تقولي حاجة إنتي "

 

هزت رأسها بالنفي

 

"طيب تحبي اوصلك "

 

"لأ انا هروح لوحدي عن اذنك "

وفرت من امامه هاربة لا تصدق ما الذي حدث منذ قليل هل امجد معجب بها مثل ما هي متيمة به لقد اصبح فتى احلامها منذ ان رأته

 

تركت امجد الذي اصبحت ابتسامته اكثر اتساعاً

 

******************

 

مساءً

في احد دور الازياء الفاخرة

دلف ادهم بشموخ وهو ممسك بيد ملاك وتتبعهم جدتها ومها ،،، استقبلتهم مسؤولة الدار وبعض العاملات التي يقفن باحترام بجانبها

تحدثت باحترام ولباقة

"اهلاً وسهلاً يا ادهم بيه ،،، اهلاً يا ملاك هانم اتفضلو"

 

جلسا على احد الارائك الفاخرة جلس ادهم واجلس ملاك بجانبه جاذبها من خصرها جعلها ملتصقة به متجاهلاً وجود جدتها ومها والعاملات ،، اصطبغ وجهها بالحمرة من فعلته

همست له بصوت خافت

"ادهم نزل ايدك ايه إلي انتا بتعمله ده راعي ان تيتة قاعدة مينفعش كده "



 

اقترب منها هامساً لها بنفعس الطريقة

"انا يا قلبي ميهمنيش حد لو عاوز اعمل حاجة هعملها فمتتعبيش نفسك وتقعدي تفركي كده لاني مش هرفع ايدي "

 

تأففت بصوت كان مسموع

اقتربت منها مها

"مالك بتنفخي ليه ايه الي مدايقك "

 

"هو انتي مش شايفة اسلوبه الي يشل ده بيعمل الي هو عاوزه ميهموش حد بصي حاطط ايده فين "

 

نظرت مها لمكان وصف ملاك حاولت كبت ضحكتها

قالت ملاك بغيظ

"طلعيها يا حبيبتى متكتمهاش اضحكي "

هتفت بجملتها وقرصت مها في ذراعها بعنف

 

وقبل ان تتحدث مها دلفت المسؤولة عن المكان تحمل بيدها عدة مجلات وضعتها في يد ملاك

"دي التصاميم الجديدة يا فندم اتمنى انهم يعحبو حضرتك "

 

شرعت ملاك بتقليب الصفحات بتأني تحت نظرات أدهم المتفحصة لكل صفحة منتظر اختيار ملاك

 

شهقت ملاك بفرح

"واو ده يجنن يا ادهم بص حلو اوي "

 

اجابها ادهم ببرود

"لأ مش حلو ظهره مكشوف اوي ،، شوفي غيره"

 

جعدت انفها بطريقة لطيفة

واخذت تقلب في الصفحات بتمهل لتنتقي فستان

زفافها بعناية توقفت عند احد الصور

"ده تحفة بجد يجنن بص يا ادهم جميل اوي

وظهرة مش مكشوف "

 

نظر ادهم للصورة

واجابها ببروده المعتاد

" مممم لأ ... درعاتك وكتافك ?




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close