اخر الروايات

رواية ضراوة العشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم دهب عطية

رواية ضراوة العشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم دهب عطية 





البارت الثاني عشر 🦋

ماذا دهاك ان تفعل هل تتحدى القدر
توقف عن العناد قد كُتبت لها ، ورضيت
بعلة عشقها، وداء لن يشفى إلا بقربها !..

( راوية:ضراوة العشق)

تختلس النظر له بين الحين ولاخر...ترى الصمت بينهم يقتل ولا تطيقه قط...تعلم انه قليل الكلام
وان طرق للحديث معها يجب ان يكن ذو أهمية
او فضول منه ليس إلا...

هي أيضاً تحتاج للاستفسار عن بعض الأشياء
هل بامكانها ان تجازف وتسأله لتقطع الصمت
بينهم الآن...

بعضهم فضولي وخلفهم رغبه في التحدث اليه وسماع صوته !!..

بعض الرغبات الكامنه داخلنا تكون بها نسبة كبيره من التفاهات يبدو ان السعي بها لا يستحق كل هذا العناء الفكري!؟...

تنحنحت بهدوء ونظرت له وكادت ان تفرق بين شفتيها لتطرق اول سؤال ولكنه سبقها بسؤاله
الهادئ...
"احنا ماشيين صح كده...هي نهى قالت هتستناكي فين..."

(ان صبر القاتل على المقتول)

مثل شعبي قد داهمها سريعاً..فقد فعلها هو وبدى في الحديث....

بللت شفتيها قبل ان تلتفت له بكامل جسدها ورمادية عينيها كانتى كفرشاة الرسم لم تترك فراغ بتلك
الوحة الا وسارت عليه باجتياح غريب ...

طال صمتها فابعد بنيتاه عن أطار الطريق المفتوح أمامه ونظر لها بأستغراب...
"مالك ياوعد...بتبصيلي كدا ليه..."

فاقت من غيبوبة تأملها له وهزت رأسها وهي تقول بحرج مبعده عينيها عنه...
"لا...مفيش سرحت شوية..."ثم تابعت وهي تشير على منحدر يميناً...
"ادخل يمين....على اخر الطريق ده....هتلقيها وقفه.."

أومأ لها وهو ينحدر يميناً ثم لم يلبث قليلاً إلا وسأل
بهدوءً...
"عملتي إيه في الـmeeting. بتاع امبارح..."

هزت رأسها بفتور...
"عادي..يعني زي ماتفقنا....حددت النسبه وارباح الشركه وخيرتهم....ولما لقه مفيش فايده من
الممطله معايا...وفقه..."

ابتسامة ساخره قاسيه لوت شفتيه رأتها عينيها بوضوح لتسمعه يعلق بهدوء عكس ملامحه
المقتضبه...
"برافو....كده بكره هسافر وانا مطمن على الشركه معاكي...."

مزيج من المراره الحادة احتل جوفها فهتفت بتأكيد يصحبه شجن دفين..
"هتسافر؟!...خلاص قررت تسافر..."

رد بأختصار خبيث...
"آآه...يعني حياتي وشغلي هناك ليه مرجعش للمكان اللي مرتاح فيه...."

لاح السؤال بدون انتباه لملامحها الحزينه..
"يعني انتَ مرتاح هناك...."

بذات الاختصار اجاب...
"أيوه....مرتاح....بتسألي ليه....مش عايزاني اسافر..."نظر نحوها باستفسار مضيق عينيه بمكر دفين...

زاغت عينيها وشعرت ان جوفها يحترق من براكِين
جسدها المشتعله فور سؤاله الصريح لها...ترددت قبل ان تقول بهدوء غير متوازن مع حالتها المزريه....
"ليه بتقول كده....يعني اكيد عيزاك تسافر وترجع لحياتك من تاني ..."

مط شفتيه بشك.. ثم قال
"مش باين انك عايزاني أسافر...هو في حاجه هضايقك بسفري...."


هزت رأسها وهي تترجم الكلمات في عقلها قبل ان تخرج له....
"لا... يعني يمكن سفر هند هيأثر فيه شويه..."

هز رأسه بتفهم ولا يزال الخبث يلمع بعينيه برغم من هدوئه ووقار شكله واتزان كلماته...
"متقلقيش.. هنبقى ننزل كل سنه في الاجازات نزوركم... وانتي لو حبيتي تيجي تشوفيها.....
تعالي..."

هزت رأسها وحرارة جسدها تتزايد ماذا دهاكِ لتدلفي لهذا الماذق بقدميكِ... اتريدين ان تترجي إياه لكي لا يترككِ ويرحل...

هل تودين مكوثه معكِ حقاً... لكن لماذا؟..

سؤال يلح عليها منذ فتره لا تعرف السبب الحقيقي
لحزنها واهتمامها بموضوع سفره المحتوم..قد أجله
لاجل قضية هشام وها قد حكم على طليقها الندل
..وحتى الآن لا تصدق انه قد اتى اليوم الذي تحول حبه بقلبها الى كره ونفور منه ومن كل لحظه خدعت
نفسها بأسم حب لم يخلق داخله يوماً لها ...

عاد لذهنها نفس سؤال لماذا تهتم لسفر عمرو...

بليده امام السؤال ولا تعرف الاجابة المناسبة فقط
كل ماتعرفه انها ترتاح بجواره وتشعر بالأمان
و ومض السعادة يداعب قلبها بمجرد رؤيته
والتحدث معه...وحين يصل الامر للمسايرة معه
تشعر ان خفقات قلبها قادره على اخرج لحن
خاص لا يعرف للموسيقة طريق فقط يشاركه
صوته العذب الرخيم لاخراج اجمل ايقونة
سمعتها بحياتها ....

تخشى تلك المشاعر ولا تبحث عن تفسير لها القليل منها مألوف لها والكثير غريب وأول مره يخترق
قلبها؟!...

"هي مش المفروض تكون وقفه هنا..."

فاقت على صوته حين صف السيارة على جانب الطريق...

فتحت وعد زجاج السيارة واخرجت رأسها منه قليلاً
لتدقق برماديتان مرقبتان للمكان المنشود...فكرت بصوتٍ عالٍ...
"هي راحت فين..."

إبتسم عمرو وهو يقول بمداعبه..
"مش عارف شكلها اتكلت..."
ادخلت رأسها وهي تنظر له بدهشه...
"بتهزر..."

تلك المره ظهرت اسنانه وهو يضحك بخفوت...
"وللهِ انتي اللي بتهزري....انا ايش عرفني راحت فين...اتصلي بيها وافهمي منها... "

لوت شفتيها وهي ترى انه محق في تلك النقطة...رفعت الهاتف على أذنها بانتظار
ففتح سريعاً الخط...
"انتي فين يانهى...."صمتت وهي ترفع عينيها على بنيتاه الثاقبة عليها والتي تتابع تحرك شفتيها
المغريه وهي تتحدث...

توترت وهي تشيح بنظرها عنه وقالت بحنق..
"اتوبيس رحلات.......بتهزري..."

هز عمرو راسه بإستياء بعد تلك الجمله مُنطلق بعدها بسياره قبل حتى ان تغلق الهاتف...

.......................

سار على الطريق السريع وسرعة السيارة باتت اسرع من السابق...

وجدها تمد يدها لتفتح جزءاً بسيطاً من نافذة السيارة جزء يداعب وجنتيها ويرفرف شعرها
الاسود في الهواء من حولها..

ابتسم عمرو مداعباً إياها بـ..
"هو المكيف آثر معاكي في حاجه..."

ابتسمت بحرج وقد توردة وجنتيها وهي تقول..
"عادي...يعني لو مضايق ممكن اقفله..."

هز رأسه وهو يغلق مكيف السيارة...
"لا... عادي براحتك...."

بين الحين والاخر كان يختلس النظر لها..تلك الفاتنة الجميلة معشوقة قلبه بجمالها ورقتها وكل ما يجذبه
نحوها سيفقده...سيفقد روحه معها وفي سابق كان
قد تخلى عن قلبه لها...كيف سيعيش وهي أخذت
ما لم تطلبه منه وهو ترك كل شيءٍ لها عن طيب خاطر وماتخلى عنه لها يصعب تعويض اياه مع
غيرها؟!...

مد يداه واتكأ على راديو السيارة بملل وقد زفر بخفوت وهو يحاول نفض افكاره وتركيز في
القيادة قدر المستطاع فالاتزال بجواره ولم
يسافر بعد؟!...

صدح صوت غناءاً عذب قوي برغم من عذوبيته ووقاره الى ان قوته تجذبك له وترغمك على التركيز معها بسائر حواسك...

(عايزنا نرجع زى زمان.. قول للزمان ارجع يا زمان

وهاتلى قلب لا داب ولا حب.. ولا انجرح ولا شاف حرمان...)

برم شفتيه مكفهراً وهو يغلق سماعة الراديو بتافف وانزعاج ..

نظرت له بحيرة... ثم سالته بشك..
"مش بتحبها..."

لاحت منه نظره عليها قبل ان يعود بعينيه لطريق..
"هي مين..."

"ام كلثوم..."

"عادي..."

ابتسمت وهي تقول برقه...
"طب وفات الميعاد...."

رد ببرود..
"عادي برضو..."

ابتسمت بخفوت وهي تمد يدها لتفتح الراديو مره اخرى...

(بينى وبينك هجر وغدر وجرح في قلبى داريته.. بينى وبينك ليل وفراق وطريق أنت اللى بديته...)

أغلق الراديو مره اخره بحنق...
"وعد...انا مصدع ومش عايز اسمع حاجه..."

رفعت كتفيها وانزلتهم بحيرة من أمره...ثم قالت بهدوء...
"خلاص برحتك... انا كده كدا كنت هغير حاجه تانيه.....بس طالما مصدع يبقى خلاص..."

وضعت سماعات الهاتف باذنيها واسندت رأسها على ظهر المقعد وارتاحت في جلستها اكثر وهي تغمض عينيها تاركه الموسيقى تخترق خلوة صمتهم والهواء
يداعب وجهها وشعرها بطريقه مُغريه للاعين...

ظل صامتاً للحظات وانتبه أكثر للطريق لتمر الدقائق سريعاً ويرفع عينيه عليها فوجدها مغمضت العينان تتتفس بانتظام ولا تزال سماعات الهاتف في اذنيها.

مد يده وسحبهم من اذنيها ببطء... ثم اتكأ على الزر مغلق
نافذة السيارة وارجع ظهر المقعد الجالسه عليه ليكون ملائماً اكثر لوضعية نومها....لاحت منه نظره على ذراعيها المكشوفين فتافف وهو يوقف السيارة جانباً ونظر الى مايرتدي من بنطال جينز وعليه قطعه صيفي بنصف كوم....

فتح باب السيارة ومن ثم اتجه لشنطة السيارة من الخلف مخرج من حقيبته سترة حُله سوداء....

استلقى السيارة مره اخرى وهو يضع السترة على الجزء العلوي ليستر ذراعيها العاريه حتى لا تشعر
بالبرد....

تنهد بحراره وهو ينظر لها وطال النظر بها وبكل جزء اخترق حصونه وجعله ذأب بعشقها ...

ابعد خصلة تداعب جفونها المغلقه بحنان ، رغماً عنه
تحسس بظهر أصابعه بشرتها الناعمة والباردة كذلك
بفعل الهواء الذي رطمها لدقائق طويلة...

حركت رأسها واحتل وجهها علامات الازعاج من أصابعه على وجنتها... فابعد يده ببطء وتنحنح
بحرج ثم انطلق بسيارة مره أخرى....

بعد ساعة واحده من قيادة السيارة وطريق السفر الطويل أمامه والفراغ الذي يشعر به بعد نومها الا
ان عينيه كانتى لا تحيد عنها الا لثواني محدوده...

تارة يركز في القيادة وتارةً يتفقدها وهي نائمه بجواره... وهكذا طوال الساعة الماضية...

صدح هاتفه فوصل سماعة واحده لاذنه وهو يقول بهدوء...
"ايو يا دارين...."

صدح صوتها الانثوي من الناحية الأخرى بضيق..
"انتَ فين ياعمرو...بكلمك من إمبارح بليل مبتردش عليه..."

رد الآخر ببساطة..
"معلشي يادارين...راحت عليه نومه..."

هتفت دارين بغضب مكتوم...
"راحت عليك نومه...انتَ مش ملاحظ انك من ساعات ماسفرت وانتَ مكبر دماغك مني..."

رد بهدوء..
"هكبر دماغي منك ازاي مانتي عارفه الشغل..."

عند تلك الجملة استيقظت وعد وكان هناك حيه لدغة إياها جعلتها تنهض وتنتبه لحديث عمرو...

اجاب عمرو بذات الهدوء الغريب...
"دارين متكبريش الموضوع....مفيش حاجه شغلاني غير الشغل..."

من تلك التي يبرر لها ويتحدث معها بكل هذا الهدوء الذي لا يمتلكه لها أبداً ؟!..

سمعته يقول بنبرة مبهمه....
"على العموم كلها كام يوم وهرجع وهبقى اعوضك عن كل اللي عملتيه في غيابي..."

توسعت عينيها تلك المرة وهي تنظر نحوه بغضب
وحرج وقلبها هوى ولا تعرف ما سبب او تخشى تفسير السبب؟...

"مش كلام يادارين....لم شوفك هتعرفي...."

هتفت دارين من الناحية الاخرى بدلال..
"مستنياك....اصلك وحشتني اوي ياعمرو..."

صمت قليلاً وتردد برد عليها ولكنه نظر نحو وعد التي استيقظت وعينيها لا تحيد عنه وملامحها
تحكي دهشة لا محال من تغيرها...

بنيتاه كانتى قاسية وهو يحدج بوجه وعد المشدود
والشاحب أمامه ثم لم يلبث الى وحرك شفتيه ببرود
قبل ان يجيب المتصلة بـ...
"وانتي كمان وحشتيني....."صمت قليلاً فسمع دارين تهتف بعدم تصديق..."بجد...ياعمرو...مش مصدقه.. "

"لا صدقي...."صمت قليلاً وضاعت الكلمات المدروسه على لسانه ليجد رماديتاها تداهمه بقوة جعلته يقول كالمسحور ببحر عشقها...
"حتى وانتي قدامي.....بتوحشيني.... "

اسلبت عينيها وتعالت خفقات قلبها وسخونة جسدها ارتفعت بشكلاً ملحوظ، لوهله شعرت ان الكلمات خرجت باسمها ولكنها تتوهم فقد عاد للتحدث للمتصله مرة اخرى بكل اتزان وهدوء مكمل المكالمه حتى النهاية.....

اغمضت عينيها وقد داهم امعائها الألم والحزن..

ماذا بكِ اليس له حق اختيار الحياة بعد ابتعادك
عنه في الماضي!؟...

هل يجوز لكِ الحب والحياة وهو لا؟!...

انتهينا ياوعد( عمرو)يوضع بين قوسين ابن عم ليس إلا، اخاً، وصديق عزيز، ضعِ جميع الالقاب المناسبة
المعروفه والغير مدروكه بعد.... إلا هذا القب!! لن يعود الماضي ولن تشفى الجروح سيظل الشرخ بينكم
كبيراً

ان كنتي صادقه مع نفسك دعيه يختار حياةً افضل زوجه وحبيبه تناسبه وتعوضه عن غباء قلبك وجرحك له...

حتى ان نسى ما اقترفتِه في سابق لن تعود الحياة كعهدها

انتِ تحلمي!؟ انتِ مطلقه خارجة من علاقه فاشلة قد فضلتيها عليه في سابق...

وهو لا يزال كما هو !.... ممكن ان يكون دخل في عدة علاقات نسائيه كما تُكتب عنه الصحافة
وترصدهُ العدسات... لكنه رغم هذا لم يعطي اسمه بعد لايه أمرأه وهذا بحد ذاته يجعلكِ تضعي لسانك بفمك وتلتزمي الصمت فقط المتاح امامك المشاهدة والعرض القادم قد يتخيله عقلك مرات عديدة
حتى الاندهاش لن يكون مألوف عليكِ....

شعرت بشيءً ما على ذراعيها فنظرت عليه لتجد سترته تحيط بها...

ابتسمت باقتضاب وهي تبعدها عنها واضعه إياها في المقعد الخلفي....

انهى عمرو الإتصال وهو ينظر الى وعد ولم يلبث قليلاً قبل ان يقول بنبرة عاديه...
"دي دارين..... شغاله معايا في شركة..... السكرتيره بتاعتي. "

اومات وهي تنظر أمامها وقالت بصوتٍ بعيد عن اي مشاعر وحتى بدون ان تتردد لحظه....
"شكلها بتحبك..."

من زاوية واحده بشفتيه احتلت بسمة ساخره وهو يردد ببساطة...
"آآه.... بتقول..."

أجابه تحمل الحقائق الغريبه.. يعلم ولا يهتم؟!...

لم يرف لها جفن ولم ترفع عينيها بل سألته بنفس النبرة الغريبه...
"وانتَ بتحبها...."

اشتعلت حدقتاه بنيران مستعاره وهو يرد بصوتٍ عادياً...
"لا........مش لازم أحبها......... كفايه حُبها ليه..."

اجفلت عن تلك الكلمات للحظات وكانت تنوي التراجع عن اكمال الحديث ولكنها وجدته يلقي
عليها نظره متفحصه قبل ان يسألها ببرود...
"مش كفايه برضو...ولا انتي شايفه ان لازم احبها..."

(لا تحب غيري)صرخ قلبها بتلك الكلمات فتوسعت عينيها بصدمة مما وصل به تفكيرها نحوه...

نفضت وسواسة شيطانها وهي تقول بصوتٍ مهزوز
من آثر حروبها النفسيه ...
"يعني....لازم تحبها وتحبك...ياما كده حد فيكم هيتظلم...."

مط شفتيه وهو يقول باستنكار...
"وجهت نظر برضو...."انتبه اكثر لطريق
فاخرج نفساً عميقاً وهو يقول
بارهاق حقيقي ....
"كلها ربع ساعه ونوصل....."

اومات له ولم تجد صوتها بعد فقد اختفى وسط ظلمات افكارها.....
______________________________________
ترجلت من السيارة وسارت بجواره تداعبها نسمات الهواء المنعشه لاحت منها نظره على البحر الازرق
وامواج الارتطام الصادره من خلالها رذاذ منعش
فتن بشرتها بدلال ....

تنهدت براحه وهي تنظر للمكان باستمتاع وقالت...
"بقالي كتير مجتش هنا...."

هز رأسه وهو يتفقد المكان أيضاً بوجهاً حجري لا يحكي شيءٍ...

هزت رأسها على مضض وهي تنظر لقدميها وحذائها الرياضي على رمال البحر.....

توقفت عن السير وهي تجد عقدة الحذاء حلت ربطتها...

لاحظ توقفها فنظر لها فوجدها انحنت على مضض وهي تعيد عقد رباطة حذائها...

نظر خلفه فوجد بعض الشباب يقفون على مسافه ليست ببعيدة عنها.....وهذا الانحناء في حد ذاته
يوصله لذروة الغضب والغيره عليها وحتى ان لم يكن هناك احد في الطريق من حولهم لم يرتاح برؤيتها
تنحني هكذآ.....

تقدم خطوتين منها ثم انحنى هو قليلاً واخذ منها رابطة الحذاء وبدأ في عقدها لها وهو يقول بأمر ناهي اي نقاش....
"اعدلي وقفتك........ سبيه انا هعمله...."

انتصبت اكثر في وقفتها وهي تنظر له بصدمه وامتزج بعدها الحرج وزحفت حمرة الخجل
لوجنتيها وهي تقول بتردد...
"عمرو... سيبه لو سمحت انا هعمله.... مينفعش توطي كده.... الناس يقوله إيه...."

لم يرفع بنيتاه عليها بل قال بإختصار منهي الأمر...
"ملكيش دعوه بناس........."

تنفست بصعوبة وقد شعرت ان الهواء ثقل في سحب إياه او هي من شلت حواسها وهي تراه أمامها يثني
ركبتيه ويعقد بيداه حذائها الرياضي بدون حرج او إهتمام لنظرة أحد....

مرت سيده بجوارها ولاحظت بعينيها هذا المشهد
فعلقت وهي تسير بجوارهم بسعادة...
"قليلين من يحظون برؤية مشهد كهذا.. والمحظوظين من يكتب لهم زوجٍ كهذا.."ظنت السيدة ان وعد لم تفهم لكنتها الإيطاليه وسارت مبتعده عنهم بعد تلك الجملة....

توهج وجه وعد اكثر وهي ترى السيدة تختفي وتختفي عن مرمى ابصارها....

نهض عمرو وهو يقول بهدوء...
"يلا بينا...."

نظرت للحذاء فوجدته عقد الإثنين بطريقه أنيقه
بشكلٍ مختلف...يستحق إستنزاف الوقت الذي
آخذه....

"واو.......حلوه اوي....."لم يجبها بل اكتفى بمسك يدها بين كف يده وهو يقول ببساطة...
"يلا بينا الشليه قدامك أهوه...."

نظرت امامها فوجدت فيلا صغيره أنيقه الشكل عصرية الألوان والتصميم من الخارج يحكي
عن تفصيل أروع بداخلها ، تحثي الناظر على الفضول لرؤية المتبقي بها.....

نظر عمرو لبوابة ذو حجم متوسط حديديه مطليه باللون الأبيض فوقها لوحاً عريضاً بنيٍ اللون عليه بعض الأغصان المشتبكة والاتيه من شجرة مزهره
بورودها الوردية....

عض عمرو على شفتيه بتافف وهو يبحث عن مفاتيح
المكان في جيبه....

"مالك ياعمرو.... انتَ نسيت المفاتيح ولا إيه..."

رد بنبرة منزعجه...
"شكلي كده.......بس في واحد هنا لطوارئ..."

رفعت حاجبها بأستغراب...
"فين ده ...."

"هنا..."أشار على اللوح الخشبي فوق البوابه البيضاء
ثم لم ينتظر اكثر وهو يمد يده يحاول ايجاده وسط الأغصان المزهره...

تافف بحنق فبرغم من وصوله يديه لهذا اللوح العالِ الا ان الرؤيه لا تسمح برأيت سطحه بوضوح اكبر بسبب فارق طوله وارتفاعه عنه ببعض السَنتمِتْرَات....

لم ينتظر أكثر وهو ينادي عليها بهدوء...
"تعالي ياوعد..."

تقدمت منه وفصلت الخطوتين بينهم...
"إيه لقيته..."

زفر بحنق وهو يقول هازئاً..
"بالله عليكي يعني انا لو لقيته هقف ليه قدام
البوابه كده....مبسوط بوقفتنا دي مثلاً...."

لوت شفتيها من طريقته الفظه معها...ثم قالت
منزعجه...
"امال بتناديني ليه..."

مسح وجهه بكف يده وهو يقول هاكماً..
"هرفعك تجيبي المفتاح من على لوح الخشب..عشان انا مش شايف كويس دا غير الغصن دي مزولني..."

فغرت شفتيها وهي تنظر له بصدمة ممزوجه بالحرج...
"انتَ بتقول إيه...ترفعني.....لا طبعاً..."

تنهد بحنق وهتف بجدية جامدة...
"وعد...."

هزت رأسها وهي ترجع للخلف قليلاً ثم قالت
بتردد...
"لا طبعاً..... مش هيحصل..."

"حسبي يامجنونه هتقعي...." مسك كف يدها في اخر لحظه فقد كانت ستتعثر وتقع بسبب سيرها
للخلف بدون انتباه....

نظر لها بأمر ناهي قائلا...
"خدي بالك بعد كده... مش كله مره هبقا جمبك ولحقك..."

ترددت وهي تبلل شفتيها بحرج واسلبت عينيها بخجل....

جيد انها اطرقت براسها أرضا فان رأت آثر توهج نيرانه وهو ينظر لشفتيها الامعه آثار تبللها بلسانها
الوردي... تاوه قلبه حسرةً فان كان عفا عنها
المجهود الشاق ورطبها هو بدلاً منها لكانت افضل
من هذا !؟...

زفر بضيق وهو ينظر لناحية الأخرى بسخط... فهو لم يتوقف أبداً عن التفكير بها بتلك الطريقة... ولكن ماذا دهاه قد يغرق الإنسان مره في العشق وان نجى منه
يتوب ولا يقترب من بحر غدره، ولكنه يغرق ويتذوق
طعم النهاية في كل لحظة تبدأ بينهم وتنتهي
بفراقهم... وبرغم من كل هذا راضي رضا مُرٍ مرارتٍ كالعلقم على الألسنة...

ظنت وعد انه زفر بحنق من رفضها لمساعدته لفتح البوابه....فقالت بقلة حيلة بعد تردد...
"خلاص ياعمرو.....ارفعني وانا هجيبه...."

سمعها تخرج تلك الكلمات بحرج فنظر لها طويلاً بمشاعر مختلفه مابين شوق وحنان الى قلق
وحزن من القادم بعد الفراق ؟!....

ماكان عليه بعد صمتها وانتظرها الى ان يقترب من البوابه وينظر له لتتقدم باستحياء وتردد يتزايد
ولكنها ليست هوجاء لدرجة التراجع بعد خروج الجملة....

بخفه وببساطه رفعها بين ذراعيه وكان قابضاً على خصرها بكفيه ولم يابث الا ان قال...
"ابعدي غصن الشجره براحه ودوري عليه كويس.....بس اوعي يقع منك وانتي بتدوري..."

اومات له وهي في شدة خجلها تشعر بيداه تكاد تخترق ثيابها لتلامس جلدها وكانها تتعرى
أمامه بعد تلك المسكه....

تتوهم وهم غريب....لم تتحرك اصابعه حتى من مكانها نفس المسكه والقبضه لا تتحرك ولا تنقص
ولا تزيد..... ماذا بكِ ابحثي كي ينتهي الأمر...

ابعدت الغصن عن الوح الخشبي ووجدت المفتاح سريعاً...فقالت بخفوت....
"نزلني ياعمرو لقيته......"

فعلها وانزلها ولكن ببطء وبرغم من تلامس قدميها الأرض الى ان يداه تقبضاً على خصرها بامتلاك وصدرها يلامس صدره المتحشرج بصوت انفاسه المتسارعه وكانه يعافر في حربٍ خاسره..
"لقتيه..."سألها وعيناه تلتهم كل ذرة بوجهها الجميل
وجسدها غض الملمس يكاد يذوب بين يداه برغم من صمودها للنهاية....

من يرى وقفتهم الحميمة تلك ونظرات أعينهم المتلهفه للقادم يقسم ان كان بينهم حرب قبلات
منذ ثوانٍ وحتى الان لا يزال اثارها عليهم؟!...

أخيراً خرج صوتها وهي تقول بخفوت ...
" عمرو... "

همهم وهو ينظر لوجهها الفاتن عن قرب اكبر...

عضت على شفتيها امام عينيه وهي لا تعرف انها تشعله اكثر من السابق...

تحرك بروز عنقه وهو ينظر له أكثر ثم لم يتريث الا قليلاً وهو ينزع نفسه نزعٍ من سحرها بأقل الخسائر الممكنه......

"هاتي المفتاح..."الآن حرر خصرها ولكن عينيه كانتى
ذو هيمنة عليها وعلى اثرها سرى في جسدها رجفة اضطراب ممزوجه بالخجل فهي ليست تلميذه لتجفل
عن نظرته الثاقبة ذو الرغبات الكامنه داخله

لهذا هي تضطرب في الدخول معه بعد ان فتح البوابه وانتظر دخولها.....

بعد برهة خطت ولم تجعله ينتظر اكثر فبرغم من معاني نظراته لها الا انها تطمئن بوجوده ولا تخشى
شيءٍ؟!، وهذ المزيج الاغرب على الإطلاق .....

البداية إعجاب...وصل للاهتمام والخوف وسؤال عنه والفضول نحو حياته ......وقد زحفت الغيره لقلبها
كلما رأته يهتم او يتحدث لحواء أخرى!...... وتنتهي اليوم بشعور الأمان.....
وبرغم مايعتريها وما تخشاه منه الى انها ترتاح
بجواره وتعلم أن اخترق كل الحواجز لاشباع رغباته لن يخترق حاجزاً حساساً وضع عنوة عنه، الدم
وصلة القرابه بينهم ؟!...

دلفت لداخل وهي تتفقد بردمادية عينيها المكان الأنيق من حولها....

يبدو أنيق الحوائط ذو ألوان عصرية والفرش مرموق
الشكل بتميز يريح العينان...لكن

المكان يبدو انه يحتاج للتنظيف....

نظرت نحوه وهي تسأله بتردد...
"عمرو......هو انت مكلمتش حد يجي ينضف المكان قبل مانيجي؟...."

تخلل باصابعه شعره وهو يقول بحرج صادق...
"بصراحه نسيت...."

هزت كتفيها بحيرة وتشدقت بـ
"واضح ان في حاجات كتير فاتتك..."

نظر لها بصمت....فهي محقه ينسى كثيراً وتلك الفترة بتحديد لا يكترث للاهتمام بشيءً وكل هذا بسبب سفره الذي سياتي بعد عدة أيام...

اخذ نفساً عميقاً قبل ان يقول ببساطه...
"على العموم سهله.... قدامي وقت انضف المكان هنا ... قبل مايجو ونبدأ تجهيز لوكيشن والتصوير..."

رفعت حاجبيها وهي تهتف بعدم تصديق...
"هتنضف....انتَ اللي هتنضفه..."

عقد ذراعيه امام صدره وهو يسألها بهدوء...
"عندك حل تاني...مفيش وقت اني ادور على
واحده تنضفه...."

زمت شفتيها وسكتت لبرهة...فوجدته يختفي عند غرفة معينه ثم آتى ومعه بعض الأدوات للتنظيف..

فغرت شفتيها وهي تهتف داخلها بصدمة...
"دا مبيهزرش..."

وجدته ينزع الاغطيه البيضاء عن طاقم الصالون...

اقتربت منه وهي تقول بحرج...
"هات ياعمرو...هساعدك..."

رفع عينيه عليها ثم تكلم ساخراً...
"وعد الاباصيري..... هتنضف المكان بنفسه..."

اخذت منه قماشة تنظيف وهي تتبع نفس اسلوبه الساخر..
"مش لوحدي....عمرو الاباصيري بيساعدني بنفسه..."

لاحت منه أبتسامة خافته وهو ينتصب في وقفته اكثر ولم يلبث الا قال لها ببساطة...
"طب اديني ضهرك..."

فغرت شفتيها ورفعت احد حاجبيها بصدمة...
"نعم...."

نظر لها بتسلية ماكره وهو يصطنع البراءه..
"مالك بتبصيلي كدا ليه....اديني ضهرك عشان اربطلك
دي..."رفع امام عينيها المريله لكي تحيط بها خصرها متجنبه اتساخ ثوبها الجميل...

اخذتها منه بحنق...
"شكراً.... انا هربطها..."

ابتسم بخبث مداعباً إياها...
"طب فكري كده يمكن تحتاجيني اربطهالك ولا حاجه..."

ردت عليه ببرود ...
"مش محتاجه افكر انا هربطها بنفسي مش صغيره..."

برم شفتيه قائلاً بمكر..
"براحتك.....انا قولت اساعد..."

ابتسمت بخجل وهي تنظر له قائلة بخفوت..
"شكراً...."
قلد صوتها ببشاعة كنوعٍ من الاستهزء...
"العفو..."

صاحت بحنق..
"عمرو..."

ابتسم بتسلية وهو يكمل ماكان يفعله...

رتب هو طاقم الصالون ومسح المنضدة التي تتوسطهم ورتب بعض الأشياء الموضوعه عليها...

مسحت هي بعض الزجاج المترب بقماشة نظيفه عليها بعض قطرات الملمع ...وسحبت بعض الاتربه بالمكنسة الكهربائية....

مجهود لم تفعله يوماً بكل تلك الكثافة... ان نظفت يوماً شقتها الخاصه كان تنظيف مختصر فكان يومياً تاتي من تفعل تلك الأعمال الشاقه والعميقة...

زفرت بتعب وهي تنهي اخر شيءٍ في تلك الأعمال المنزلية...

"شكلك تعبتي....ودا مش تقيمي لست بيت شاطره..."

رفعت عينيها عليه وهي تقول بحنق...
"ست بيت شاطره.... لا انا بعيد أوي عن الوحه دي.."

رد بنبرة ذات معنى...
"إزاي بعيده.... مش ممكن في يوم تكوني أم ويطلب منك اكتر من كده..."

ابتسمت ساخره مستبعده الفكره بعد ما مرت
به ولكنها اخفت مرارت افكارها....
وهي تجيب إياه بجمود...
"ممكن بس في حاجات هتعملها الدادة...."

نظر له هازئاً وهو يقو بفظاظه..
"وفي حاجات هتعملها الشغاله....والطباخه تخصصها
الطبخ وسفرجي يقدمه على السفره...وانتي بقه هتعملي إيه..."

امتعض وجهها وهي ترى السخرية تلعب ببنيتاه الثاقبة عليها.... ثم قالت بصلف واضح امام عيناه...
"مش هعمل حاجه... اذا كان عجبه...."

مط شفتيه وهو يقترب منها قائلاً بسخط...
"اذا كان عجبه... يعني مش هتحولي تتغيري عشانه...
وتعرفي مسئوليّتك كست متجوزه..."

عقدة حاجبيها وهي ترى مجرد نقاش انقلب لامرٍ واقع ويحدثها الان وكانها زوجه اهملت زوجها واولادها الصغار ولم تهتم بتنظيف بيتها يوماً..

هل هو مختال؟!..

ففرت شفتيها وهي تقول بغرابه..
"انتَ بتقول إيه انتَ شايفني متجوزه وعيالي مسكين في هدومي..."

رد هازئاً...
"نفترض..."

صاحت بعِناد ونفي...
"منفترضش... وملكش دعوه بالموضوع ده.. يعني دي حاجه تخصني لوحدي... "

برم شفتيه هاكماً امام رماديتيها المشدودة بنظر نحوه... بعد حرب النظرات بعضها تحدي وعناد والاخرى غضب وسخرية...قال ببطء هازئاً...
"الله يكون في عونه....اللي هتكوني من نصيبه..."

تحترق!!!... ولله تلك أصعب الكلمات التي احرقتها واسودت وجهها أمامه...

بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي
ترى بهم تلك الجمله من بعض الفتيات التي تشكي
ان عائلتها تشفق على من سيتزوج بهم ...

كانت تضغط دوماً على وجهاً مُضحك معبره عن العبارة المضحكه التي راقتها... ولكن والله اليوم
من على لسانه السليط قتلتها.... وان صادفت تلك المنشورات مره اخرة حتماً ستتذكر تلك اللحظه التعيسة وهي بغنى عن تذكرها...

تباً للسانك الفظ.... تبا لتقلباتك المزاجيه معي...
أينما أردت ان تجرح وتسخر تفعلها بدون
تردد... اينما أردت التحدث بطريق حانيه لطيفه لا تخلو من المزاح وبسمتك الجذابه ! تفعلها ايضا
بدون تردد....

كم شخصية تمتلك يارجل لتفعل بي كل هذا؟... ولماذا أصبر عليك وكأن لك رصيد لا ينفذ
بداخلي ؟!..

مد يده ومسح بسبابته خطٍ رفيع من الغبار على طول انفها وهو ينظر له بهدوء قائلاً بحنو...
"اثبتيلي حاجه مهمه النهارده ...."

رفعت عينيها وهي تنتبه له....فتابع وهو يبعد يده عنها...
"لسه زي مانتي مش بتتكبري تساعدي حد...حتى لو مش تخصصك..."

حرك عينيه على المكان النظيف بصلف قبل ان يقول بتملق....
"شكراً..."

امتعض وجهها وهي تنظر له ببرود...
"العفو....."

ابتعدت عنه بحنق ودلفت للحمام للاغتسال وهي تكاد تشتعل من كلامه وتعامله الجاف معها.... ولا تعرف لماذا شعرت انه يقصد كل ماحدث حتى يراها تنظف كالخادمه امام عينيه....

تفكير اهوج !!.. ولكنه غريب وغامض في بعض الأوقات وهذا يدفعها لتفكير بتشتت أكبر...
____________________________________
خرجت من الحمام وهي تجفف وجهها بدون ان تفسد زينتها البسيطة ومررت يداها على ثوبها الأنيق والذي
لم يتسخ بفضل تلك المريله التي اعطاها لها...

اين هو إذا...

رفعت رماديتيها تتفقد المكان من حولها فلم تجده ولكنها تنشقت رائحة طعام يطهى وصوت اواني صادره من ركناً قريب منها....

زمت شفتيها وهي تتقدم عدة خطوات باتجاه الصوت...

لم تتخيل يوماً ان ترى هذا المشهد بعينيها المندهشه

كان يقف امام الموقد يطهو شيءٍ ذو رائحه مميزه
يقلب بيده وباليد الاخرى يمسك طبقاً من شرائح الدجاج ثم يسكب بتدريج واحده تلو الاخرى
بتركيز واستمتاع غريب وكانه لا يطهو بل يقرا جريدة الصباح!؟...

أنتبه لوجودها وبدون ان يرفع حتى عينيه عليها قال بقنوط...
"لو مش هنتعب سياتك..... خدي قطعي دي..." لم تتصور ان يقذف نحوها مباشرةً ثمرة طماطم
ولحسن الحظ مسكتها قبل ان تصطدم بوجهها...

امتعض وجهها وهتفت من بين أسنانها المطبقه
"اي ده..."

رفع كتفيه وانزلهم ببراءة زائفه ثم قال باستفزاز...
"في ست في الدنيا متعرفش الطماطم..... ولله عيب اوي في حقك..."

زفرت بغيظ وهي تلوح له بثمرة بحنق..
"متغظنيش ياعمرو...... في حد بيطلب المساعده بشكل ده..."

زم شفتيه بضجر حقيقي وهو يعود لإكمال الطهي
معلقاً بفظاطه...
"دي مش مساعده....... دا أمر..."

وضعت يداها في خصرها ورفعت حاجبها
منزعجه اكثر منه ثم هتفت باستهجان...
"يسلام..... وبتامرني ليه بقه ان شاء الله..."

لم ينظر لها بل قلب شرائح الدجاج بالمعلقه التي
بين يده وهو يقول ببساطة...
"بما أنك هتاكلي معايا... مش ناويه تكلي برضو..."

نظرت الى الطعام ومن ثم له وقالت بصلف...
"بصراحه خايفه أكل وبعدها اروح اعمل غسيل معده في المستشفى..."

ابتسم بمرح زائف وهو يجيب بقنوط...
"متقلقيش مش هتروحي لوحدك... مانا هاكل من نفس الأكل..."

سألته باستفهام..
"يعني إيه؟.."

رد بسماجه..
"يعني هنونس بعض في المستشفى..."

مطت شفتيها وهي تتقدم للداخل لتقف بجواره وتراقب مايفعله ثم سالته بنبرة عادية...
"بتعمل إيه..."

رد بدون ان يرفع عينيه أجاب...
"وصفة فراخ ...بطريقه المطبخ الفرنسي... "

إبتسمت باعجاب وهي تقول...
"واو.....شيف عمرو..."

لم يعقب على جملتها بل قال بخشونة...
"فين الطماطم اللي قطعتيها..."

فغرت شفتيها وهي تقول بتوتر حقيقي...
"إيه......لسه...."

رفع بنيتاه عليها اخيراً وافترس وجهها ورماديتاها وهو يقول بصلابه ...
"وهتفضلي وقفه مكانك كتير وهي لسه في إيدك كده..."

عضت على شفتيها امامه وهي تنظر للثمرة الحزينة بين يداها ثم لم تلبث الا وتقدمت من الصنبور وغسلتها ثم بدأت في تقطيعها بصمت....
______________________________________
فتح الباب وهو يصيح بحماس..
"مش هتصدق شفت مين..."

رفع حاجبه وهو ينظر لرفيقه ثم قال...
"شفت مين...."

اجاب الآخر بحماس اكبر..
"اتنين مشهورين اوي.... ودنيا مقلوبه على اخبرهم من فتره...."

رد صديقه بستهانه....
"مين حد من الممثلين اللي بيقطعه في بعض في البرامج إياها...."
رد الاخر بمقت..
"ممثلين مين يالطخ......دول احفاد الاباصيري..."

أنتبه الاخر له بكل حواسه....
"عمرو الاباصيري... و وعد..... بنت عمه..."

نهض الاخر وقال بزهو...
"ااه ياسيدي ومش هتصدق شوفتهم فين..."

"فين..." نهض الاخر خلفه بفضول أكبر...

رفع حاجبه وسأل بمكر
"هتدفع كام..."

رد الاخر باستهجان..
"هدفع؟.... هدفع ليه يعني..."

ضيق الاخر عينيه بحدة..
"هو إيه اللي ليه يعني.... بلاش الؤم ده....مانا عارفك بعد ماقولك على مكانهم هتاخد الكامره بتاعتك وتروح تترصد لهم ذي العمل الردي...."

أشار الآخر على نفسه ببراءة مصطنعه...
"انا؟..... شغل؟ وهنا كمان....إزاي بس دا انا جاي استجم كام يوم...."

برم الاخر شفتيه بخبث...
"بجد.....طب حس كده بقه المعلومات اللي عايز تعرفها مني تافهه ومفيش داعي اقولها وانتَ جاي
تستجم كام يوم...."

مسك صديقه وقال برجاء حقيقي..
"خلاص يأيهاب بقه بطل تلاعبني...مانتَ عارف ان الجريدة بتتنشق على خبر طازه زي ده..."

قال الاخر بوقاحة ماكره ...
"هو من ناحية طازه فهو طازه...لكن تفصيله سخنه..."

توسعت عين صديقه معلق بفضول...
"سخنه....هو انتَ شفتهم فين بظبط..."

"في شليه...الـ على(...)...."

"شليه.......و لوحدهم..."

ضحك الاخر بسماجة..
"لا ثلاثهم الشيطان..."

زفر بحنق وهو يحدج به...
"يخربيت ظرفك....ماتحكي بقه يأيهاب وكفايه ممطله في الكلام..."

تأهب الاخر للحديث ولكنه قال بسماجة اكبر...
"خلاص هحكي.... بس متنسنيش بالحلاوة..... بعد ماتتشهر وتترقه بعد الخبر الطازه ده..."

امتعضت ملامح صديقه وهو يجيبه بحنق....
"ياباي...متقول بقه يجدع متخنقناش شفت إيه..."

"اسمع ياسيدي....

....يتبع



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close