اخر الروايات

رواية اهابه اخافك ليثي الفصل الحادي عشر11 بقلم ايمي عمر

رواية اهابه اخافك ليثي الفصل الحادي عشر11 بقلم ايمي عمر



بعد خروجهما من الڤيلا أخرج هاتفه وأجري أتصال ليأتيه الرد ويقول هو :
-عارف يا ياسين لو كتبت كتابك قبل أخوك الكبير هعمل فيك إيه؟!!!
لم يستوعب الاٰخر ماذا يتفواه أخيه وقد أغلق ليث الهاتف وهو مازال يسحبها بإتجاه السيارة .. كانوا واقفين مستندين علي السيارة منتظرين صديقهم ليلمحوا وهو يتقدم منهم ويمسك ديمة من يدها .. أقترب منهم وقفز الهاتف نحو فهد ليلتقطه الاخر بمهارة ..ليقول آدم بتوجس:
-أنت قتلتهم ولا إيه يا ليث؟!
أسترسل قصي:
-ده مش بس قتلهم ده شكله عملهم لحمة مفرومة وهامبرجر..
-ها ها ها .. لو خلصتوا أستظراف ياريت تركبوا العربية عايز ألحق فرحي..
أتسعت أعين الجميع ونظروا لبعضهم البعض بعدم استعاب وهم يلون شفتيهم السفلى..أفاقوا علي صوته المزمجر وهو يأمرهم بالصعود الي السيارة..
استقلوا السيارة جميعهم وقد قادها قصى هذه المرة..هل ما يحدث معها طبيعي .. وماذا يقصد بأنه سوف يكتب كتابه.. وعلي من.. أيعقل أن يكتب كتابه عليها .. تلك الثورة التي رأتها عليه قبل قليل جعلت الكلمات تتوقف بداخلها وهي تقول:
-أخافك ليث .. أخافك كثيرا.. ولكني أشعر بالإمان معاك..ماذا!! أجننتي ديمة .. هذا تناقض .. أتخافيه أما تشعري بالأمان.. يااااالله ما هذا التخبط الذي بداخلي..
كان يلاحظ صمتها وهي تجلس بجانبه في المقعد الأخير بالسيارة..
ليقول بهدوء وكأنه شخص أخر غير ذلك الثائر الذي كان منذو قليل:
-بتفكرى في إيه يا ديمة؟!
فاقت من شرودها علي صوته الحنون..
لتقول هي:
-هو أحنا هنتجوز؟!
رد بالأيجاب :
-أيوا يا ديمة وبكدا محدش هيقدر يأخدك ولا يطلعك من مكانك اللي بتحسي بالأمان فيه..
قالت سريعا:
-يعني أنت هتتجوزني علشان كدا وبس..
رد بغيظ:
-لا يا أذكي أخوتك.. أنتِ عارفة كويس أني هتجوزك عشان بحبك..
قالت بارتباك :
-بس يا أبيه..
رد هو سريعا:
-عارف يا ديمة أنتِ محتاجة وقت تأخدي فيه علي الوضع ده.. و أنا يا ستي هديكِ الوقت اللي أنتِ عايزاه متقلقيش..
قالت بقلق:
-بس أزاي هنكتب الكتاب من غير موافقة اللي أسمه سعيد ده
رد بمكر لا يليق إلا بسواه:
-متقلقيش أنا هتصرف ..ألتمعت عيناه وقد طرقت في مخيلته فكرة ليقول مسترسل:
-هاتي تليفونك..
أخرجت هاتفها وأعطته إياه .. أخذه وفتحه وأجري مكلمة هاتفية ليأتيه الرد سريعا:
-أيوا يا ديمة أنتِ خرجتي ولا لسه..
رد عليه ليث بصوت أجش:
-أنا ليث يا لورا .. بقولك إيه عايزك في حاجة ..
أتاه الرد منها بدهشة:
-أبيه ليث!!!!! مش ده فون ديمة..
رد عليه بغيظ :
-بت يا لورا مش عايز غباء وأسمعيني.. أنصتت له ليسترسل هو:
- أنا هقفل معاكِ وأبعتلك رسالة بالمطلوب تنفيذه بالحرف وأحنا قدامنا ساعة ونكون عندك..أنهي معاها المكلمة وأرسل الرسالة بما ينوي فعله ثم مسحها دون أن تراه ديمة..
لتقول هي :
-أنت قولتلها إيه؟!
رد بمكر:
-ولا حاجة يا روحي..ثم أسترسل متساءلا:
هو مين اللي كان واقف جانبك ده؟!
ردت قائلة:
-ده أمجد إبن عمي
أستطرد قائلا بلمعة أصرار في عينه:
-أسمه إيه بالكامل؟!
-أمجد شريف سعيد منصور.. قالتها ديمة بإستغراب لما كل هذه الأسئلة ماذا ينوي فعله ذلك الليث..
ثم أجري أتصال هاتفيا أخر من هاتف ديمة وكان مجري الحديث تلك الجُمل..
-خد العنوان ده في واحد أسمه أمجد شريف سعيد منصور .. عايزك تخفيه لحد ما أقولك سيبه.. تسلم يا باشا .. لا لا متآذيهوش دي وسيلة ضغط مش أكتر بس عايز الموضوع يخلص في نص ساعة هستني منك تليفون تقولي أنك نفذت.. تشكر يا باشا ده جميل مش هنساه ليك أبدا..ثم أنهي المكالمة..
أستطردت ديمة بتوجس:
-أنت هتعمل إيه يا أبيه!!! أوعي تآذي أمجد..
تأججت نيران الغيرة وظهرت في عينيه وقال بغضب:
-وأنتِ خايفة عليه كدا ليه؟!
أرتعدت أوصلها من نبرته وقالت بعيون لامعة بدمع وهي تتذكر ما حدث ذلك اليوم :
"فلاش باك"
بعد ذلك الحديث عن زواجها بأمجد صعدت الي غرفتها ورمت بجسدها علي الفراش وهي تبكي بكاءًا مرير.. بعد مرور بعض الوقت سمعت طرقات علي الباب .. نهضت وهي تمسح دموعها لكي لا يرا أحدا ضعفها لتتفاجي بأمجد يقف أمام الغرفة..
رمقته بغضب وقالت بسخط:
-عايز إيه لو سمحت سبوني لحالي بقي.. كفاية ضغط علي أعصابي..
تقبل ذروة غضبها وقال بود :
-متخفيش يا ديمة أنا بعتبرك أختي مش أكتر من كدا وبالنسبة للجواز .. أنا هساعدك أن الموضوع يطول شوية لحد ما تكملي ال٢١ سنة وساعتها هتبقي حرة نفسك..
عندما أحست بنبرة الصدق في حديثه أطمئنت وأستطردت بشكر:
-شكرا جدا مش عارفة أقولك إيه
رد هو بود وإبتسامة :
-متقوليش حاجة يا ستي وبلاش بكي بعد كدا وكل شىء هيتحل..
"باك"
وبرغم أن ما قالته شيء أيجابي إلا انه شعر بغيرة حارقة فهو يريد أن يكون الاخ والصديق والحبيب وكل شيء
قالت هي بتوجس:
-أبيه ليث وحياتي ما تآذيه علشان خاطرى..
-متخفيش يا قلب أبيه دي وسيلة ضغط مش أكتر .. قالها بشرود مخيف..
بعد مرور ساعة تقريبا وصلوا الي "قصر الألفي" فكان جو البهجة والسعادة والفرح هو ما يشعر بيه أي شخصً عند دلوفه الي ذلك القصر فكانت الأشجار تتطوق بالأنوار والأضاءة التي تتراقص وتتناغم وكأنها نجوم ساطعة في سماء صافية.. الخدم في كل مكان يعملون بجدٍ وأتقان وأحترافية ويرتدون زي مواحد.. مائدة طويلة مفروشة بغطاءٍ يتدلي علي أطرافها ولونه أحمر قاتم ويوضع عليها كل ما لذة وطاب من أشهر المأكولات المصرية المشهورة كالمحاشي واللحم المشوي الشهى و ديوك الرومي والدجاج وكرات البطاطس وبعض المأكولات الشهيةالاخري.. طولات مستديرة بمفراش ومقاعد مغطا بمفراش لامعة باللون الأبيض وتتطوق بشريط أحمر قاتم مربوط علي هيئة فيونكة .. مكان مخصص للعروسان ومكان اخر لمنظم الحفلة المسئول عن الأغاني فيصبح المنظر منقطع النظير..
-إيه يا ليث اللي أنت عملتوه ده..قالها مصعب مدهوشا من تصرف ليث..
رد ليث بأحترام:
-أنا هتجوز ديمة يا بابا بصراحة انا بحبها وعايز أتجوزها..
أتسعت أعين الجميع بدهشة فكان المنظر كالتالي..
ليث يطوق كف ديمة بيده بتملك و فهد و آدم و وقصي يقفون خلفه وفي المقابل يقف الجميع .. مصعب وماسة وأسماعيل وفي ركن قريب يقف رائد ومعتز وأريج ورهف الذين هرولوا الي فلذات أكبدهن ليحتضنهم بحب ونفس الحال مع حياة التي هرولات الي قصى تحضتن إياه وفياض الذي يقف بقرب مصعب وباقي الأبناء والجميع في أبهي حالتهم من الزينة..
أسترسل فياض :
-مينفعش يا ليث.. لا القانون ولا الشرع يسمحوا بكدا لازم موفقة سعيد منصور علي جوازك من ديمة..
رد ليث بأصرار:
-لا متقلقش يا أنكل ما هو سعيد منصور هو اللي هيكون الولي بتاعها..أنهي جملته في حين تعالت الهمهمات بين الجميع والدهشة هي الحليف الوحيد بوجوههم..
دخل سعيد منصور بخطآ غاضب وهو يقول موجه حديثه لليث:
-فين أمجد!!! وعملت كدا ليه..
"فلاش باك"
كانوا متوجهين بسيارتهم الي قسم الشرطة حتي يبلغوا عن أختطاف ديمة وأقتحام ليث لمنزلهم ولكن ما حدث غير كل مخططاتهم حيثُ أوقفهم كامين يبدو أنه كان ينتظرهم وأخدوا أمجد عنوة وهم يقولون أنه إرهابي ليتوسل إليه سعيد ليتركوا حفيده ولكن دون جدوة .. وما جعل حواسه تستوعب ما يحدث هي تلك الجملة الذي رمها الضابط قبل أن يختفي و معاه أمجد..
-خلاص حفيدك بإيد ليث مصعب الألفي..
"باك"
وضع يديها في جيوبه وانتصب جسده بشموخ وهو يقول بإبتسامة ساخرة:
-حاجة صغيرة جدا توافق علي الجواز بمزاجك وبما يرضي الله او هتوافق بردو بس غاصب عنك..
رد سعيد بصوت مهزوز:
-وأمجد..
أستطرت ليث نبرته الباردة المخيفة:
-معنديش مشكلة معاه.. لو الجواز تام هيرجع معزز مكرم .. صمت قليلا ليعاود الأسترسل بنبرة وعيد:
-أما بقي لو أنت عطلت جوازتي يبقي أمجد بتاعك ده أرهابي وينتمي لجماعة إرهابية..
الجميع مشدهون من ذكاء ليث ويبدو أن الفكرة راقت لهم كثير ليقفوا ويشاهدون والأعجاب والتشفي بادي عليهم ..
أقترب سعيد من حفيدته وهو يقول بصدق:
-يعلم ربنا أني حبيتك من قلبي يا بنت أبني وأنا عايز أشوفك بخير .. صمت قليلًا وهو مطأطأ الرأس ثم نظر لها وقال بحنان:
-أنتِ وافقة علي الجوازة دي؟؟
لا تعلم لما رق قلبها وهي تسمع نبرته الحنون ووجدت نفسها تبتسم وتهز رأسها له..
حرك رأسه بالايجاب وهو يقول علي خيرة الله..
-بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم في خير.. بالرفاء و البنين يا جماعة.. أنهي المأذون كتب الكتاب بجملته الشهيرة بعد أن كتب كتاب ليث وديمة وياسين وسلمي..وقام ليث و لثما جبين ديمة بقبلة طويلة وهو مغمض العينين يستمتع بقربها ثم نزل ببصره علي عينيها وهو يقول بعشق:
-مبروك يا روحي..
ردت بعفوية كما تعودت دائما :
-الله يبارك فيك يا أبيه..
أبتسم وهو يهز رأسه بقلة حيلة ف معشقوته سوف تفقده صوابه ..
ليقول بسخرية :
-ماشي يا روح أبيه روحي مع لورا وجهزى نفسك عشان فرحنا.. قال جمتله ثم غمز لورا التي كانت تتأهب لتلك المهمة المأمورة بها من ليث.. في حين قال سعيد منصور :
-لحظة يا ديمة ثم أقترب وأحتضنها بحب وهو يقول:
-بيت جدك مفتوح ليكِ في أي وقت وياريت تزروني وتسألي علي عليا قبل ما أموت..
ردت ديمة بصدق :
-ماشي يا جدي أكيد هزور حضرتك أن شاء الله..
فرح سعيد عندما نادته بجدي ولامع الدمع في مقليته وقال :
-ماشي يا بنتي روحي مش هعطلك أكتر من كدا.. ذهبت ديمة مع لورا في حين تقدم سعيد من ليث وهو يقول بغيظ:
-ممكن تسيب حفيده بقي.. أخرج ليث هاتفه وأمر الضابط أن يترك أمجد.. ثم أستطرد بعد أن أغلق الهاتف:
-نص ساعة وهتلاقي في البيت..
هز سعيد رأسه وهو يقول :
-ماشي .. انا همشي بس علي الله تزعل ديمة في يوم من الايام وإلا هتلاقني في وشك ومش هخاف من أي تهديد..
عندما أستشعر ليث الحب في نبرته التزم الصمت وأكتفي بهز رأسه لينسحب سعيد منصور من بهو القصر بل من القصر بأكمله..
في ركن أخر كانت تجلس علي المقعد وياسين بجانبها ويمثلان السعادة عاكس ما يدور بداخلها من آلم مضني وحزنً تكبت دموعها وغصتها بداخلها لا تعلم كيف تكمل حياتها معاه وهي التي لا تريد رؤيته .. كيف سيقفل عليهم باب واحد.. لتقول بخلدها: يارب قوني وصبرني علي الأبتلاء ده..
اما ياسين فكان يختلس منها النظرات من الحين الي الاخر..
أقترب الجميع من ليث وباركوا له فاليوم سعادتهم منقطعة النظير..
-برفوا عليك يا ليث عملت اللي كلنا معرفناش نعمله ورجعت لينا ديمة.. قالها مصعب وهو يثني علي ذكاء و دهاء أبنه..
رد ليث بفرحة عارمة ظاهرة علي محياه فاليوم هو أمتلك كل ملاذ الحياة نعم ديمة بالنسبة له هي الحياة..
-تربيتك يا بُص.. ربت مصعب علي كتفه وأقتربت ماسة أيضا وأحتضنته بحب أمومي فقد أكتمل حلمها برجوع ديمة والأجمل هو جواز ليث منها..
خارج القصر وصلت بصحبت أخيها فقد أمره أبيه بتوصيلها الي ذلك الحفل ولكنه لا يعرف أن حفل الزفاف لأبن ألد أعداءه في الماضي..
-لما تخلصي رن لي علشان أخدك.. قالها سليم بوجهه المبهم وبنبرته الباردة
أماءت له وهي تنظر الي قصر الألفي بانبهار.. أيعقل أن حبيبها بذلك الثراء.. دخلت بخطوات مرتبكة وهي تنظر إلي كل شيء حولها.. لمحها مهاب الذي كان ينتظر وصولها بفارغ الصبر تقدم منها بلهفة وهو يقول بحب:
-أهلا بالقمر بتاعي .. كنت مستني وصولك ببفارغ الصبر.. ثم نظر لها مبهورًا من جملها ف برغم بساطة الفستان الذي ترتديه وحجابها الذي جعل منها ملكة الأ انها أصبحت جميلة مع وضع بعض اللمسات البسيطة..أستطرد هو بنبرة مفعمة بالحب:
-أنتِ حلوة أوي النهاردة يا سجي..
إبتسمت بخجل وهي تكمن حبها لتقول :
-ميرسي يا دكتور.. ده من ذوقك بس..
غمزها بمشاكة وهو يقول مستنكرا:
- لا بقولك إيه مفيش دكتور أنا عايز أحصل أخواتي ونتجوز..
-طب إيه حنفضل نتكلم كدا ومش هندخل الحفلة.. قالتها سجي بعد أن وصلت الي ذروة خجلها..
-لا أزاي أتفضلي مولاتي الأميرة.. قالها مهاب بطريقة مسرحية لتمشي هي أمامه وهي تحجب ضحكتها وخفقان قلبها تكاد تجزم أن دقاته مسموعة..
*******
أما في الخارج كانت تتكلم في الهاتف وهي تقول:
-أيوا يا كوكي بقيتي فين.. يا بنتي أنا خرجت برا القصر خالص علشان أبص عليكِ ..أوكي أنا مستنيكِ مش هدخل يلا باي..
أغلقت مع صديقتها وخطت خطوتين ولكن أختل توازنها بذلك الكعب العالي الذي ترتدي في قدميها وكادت أن تسقط أرضًا ولكن ذراع قوية ألتقتطها وأمسكت بها .. كانت تغلق عينيها بقوة وتنتظر سقوطها لكن فتحت عينها ببطء لتجد تلك العينان الثاقبتان تتمعن بملامح وجهه .. أعتدلت سريعة وقالت :
-متشكرة أوي يا أستاذ اااا
رد بنبرته الباردة
-سليم.. أسمي سليم..
أبتسمت له وقالت :
-تشرفنا يا أستاذ سليم.. أنا رسيل فياض.. حضرتك جاي معزوم في الفرح؟!
-لا .. أنا كنت بوصل أختي..
هزت رأسها وهي تشكره مرة آخري ثم ذهب كلا منهما الي وجهته..
ماذا سوف يجمعهما من جديد ؟؟
______________$
وقفت أعلي الدرج بفستانها الأبيض الرقيق المرصع باللؤلؤ و الألماظ الفضي
وشعرها مفرود علي ظهر ويطوق رأسها أكليل من الورد الأبيض وبعض اللمسات الجمالية.. نعم فتلك كانت مهمة لورا الذي كلفها بيها ليث فقد أمرها أن تذهب لصديقتها التي تملك محل كبير لبيع الفساتين وتحضر أجمل فستان وقد أرتدته لورا وذلك لانهما في نفس البنية الجسدية وعندما وجدته مناسب لجسدها علمت أنه سوف يكون بغاية الروعة علي ديمة..
وقف أسفل الدرج مبهورا بجمالها وهو يرها تقف أعلي الدرج وكأنها لوحة فنية غاية في الجمال .. في حين صعد مصعب اليه وطوق ذراعها ونزل بها ليسلمها لليث الذي التقطتها بعيونا مفعمة بالعشق والهيام ولتأني مرة يطبع قبلته علي مقدمة رأسها من ما جعلها تضع يدها علي صدره الصلب لتشعر بتلك العاصفة المشتعلة بقلبه وذلك الخفقان.. تلاشت ثورة قلبه وأبعدت يدها سريعا وهي ترتجف ويتغلغل في ثنايا الخوف..
أفتتحوا الحفل برقصة العرسان ليلتقط كل عريس يد عروسته .. كانت سلمي تريد أن ترفض ولكن وجدتت أعين الجميع مصوبة عليهم .. أحتضن ليث ديمة من خصرها بتملك وتميلا علي أنغام أغنية "بعترف" للمطرب عمرو دياب
(بعترف قدام عينيك من النهارده
انا عمري ليك..سيبني احبك يا حبيبي..وانسى روحي بين ايديك..هو ده اللي حلمت بيه
ضحكته نظرة عينيه..يا حبيبي وانت جنبي..تفتكر انا هعمل ايه
يا حبيب قلبي الوحيد..هات ايديك نبعد بعيد..كل ماعيونك تاخدني..يتولد احساس جديد..
هو ده اللي حلمت بيه..ضحكته نظرة عينيه..يا حبيبي وانت جنبي..تفتكر انا هعمل ايه..هو ده اللي حلمت بيه..ضحكته نظرة عينيه..)
مع كل كلمة كان ينظر لها وكأن كلمات الاغنية تصف حاله.. أما هي كانت تهرب بعينيها بخجل..
أما ذلك الثنائي الذي يرقص بدون روح.. فهى كانت لا تستمع للاغنية من الأساس فكانت تلك الواقعة
أمام عينيها من جديد.. أما هو فكان يتمعن في ملامحها القريبة منه .. لتقول هي بشرر متطاير من عينيها :
-أبعد شوية أنت لازق فيا كدا ليه؟!
رد بمكر:
-وانا مالي هي الرقصة اللي عايزة كدا
تأففت وهي تبعد أنظراها عنه وهي تتمتم بالسباب الذي وصل الي مسامعه :
-أنسان وقح وبجح كمان فاكر نفسه عريس بجد..
أقترب من أذنها وهو يقول بنبرة وعيد:
-علي فكرة لو قليتي أدبك تاني هبوسك قدام الناس دي كلها ..
شهقت سلمي بخجل وهي تسبه قائلة:
-أنت أصلا مش رجل أنا بكرهك..
جز علي أسنانه بغضب ثم لم يستجيب لها عندما علم أنها تستفزه ليقول بمكرٍ و نبرة باردة:
-علي فكرة ممكن أوركِ رجولتي لو حابة..
أتسعت عينيها وأحمرت وجنتيها بخجل من وقاحته وقررت ان تصمت حتي لا تستفزه أكثر..
إبتسم بمكر عندما علم الطريقة المناسبة للتعامل معها....
علي جانب أخر تقدم منها وهو يقول :
-هو القمر أتنازل ونزل معنا هنا ولا إيه..
رمقته بطرف عينيها وهي تقول بخجل:
-علي فكرة يا أستاذ فهد عيب كدا أنا مسمحلكش تتخطي حدودك معايا .. قالت جملتها وذهبت وهي تكتم ضحكتها وتقول بتوعد:
-أن ما وريتك يا فهد مباقش أنا شذا..
في حين قال هو بتعجب:
-إيه البت دي.. يخربت شخصيتك يا شيخة ..قوية.. قوية يعني .. مااااشي يا شذا مسيرك يا ملوخية تجي تحت المخرطة وساعتها مش هرحمك.. ثم توجه الي أريج وهو يقول بمزاح:
-بقولك إيه يا أريج متجوزيني أنا كمان دلوقتي ..
عاقدت أريج حاجبيها وقالت بفرحة:
-ياااريت يا حبيبي ده أنا نفسي يفرح بيك بس شاور أنت ..
قال بمكر وهو يشار علي شذا:
-أهي يا ماما .. عايز أتجوز البت بنت خالتي المغرورة دي ..ثم أستطرد في خلده:
-علشان وديني لا أكسر غرورها ده..
تهلهل وجه أريج بالفرح فهي لا طالما تمنت أن تكون شذا هي زوجة لاحدًا من أبناها فهد أو معاذ..لتقول بفرحة:
بتتكلم بجد يا فهد عايز تخطب شذا..أماء لها بإبتسامة لتقوم هي بإحتضنه وهي تقول :
-يا زين ما أخترت يا حبيبي.. دي شذا ست البنات .. خلاص هكلم بابا ونطلب إيدها علي طول..
هز رأسه وهو يتتطلع عليها وهي تتجاهل النظر إليه..
.____________.
في حين كان ثنائي آخر يقفان وقد أشتاقا لبعضهما البعض كثيرا ولما لا وهي عشقه منذو الصغير..
-وحشتني أوي .. أوي يا جوليا..
ردت جوليا بنبرة خجولة:
-وأنت كمان يا آدومي..
أقترب منها بمكر وهو يقول:
-هي فيها آدومي.. ثم أستطرد بحب:
-إلا قولي لي يا جوليا .. هو أنا أسيبك وأسافر شوية أجي ألقيكِ مزة كدا .. أنت بتأكلي حلاوة بالقشطة كتير..
إبتسمت بحب وخجل وهي تقول :
-أيوا أنا بحبها وكل يوم بأكل منها..
رد بهيام:
يااااا بختها.. ثم أستطرد بخبث محبب:
أنا كمان بحبها و نفسي أكلها بقي ..
ردت ببلاهة:
-هي إيه دي يا آدم؟!!!
قال بنفس النبرة:
-الحلاوة بالقشطة يا قشطة.. ما تجيبي بوسة يا جوليا..
قالت بتحذير:
-آدم عيب كدا علي فكرة..
قال هو بزمجرة :
-عيب إيه وبتاع إيه.. ده أنا جبت أخير أقسم بالله.. لازم أشوف حل مع سيادة اللواء ده
ضحكت جوليا وهي تقول:
-معاك ربنا..
أما لورا فكانت تتعمد تجاهل قصي من ما زاد من أستغربه كثيرا ولكنه كان معجبً بأنوثتها الطاغية فهي كانت ترتدي فستان طويل كشمير اللون قصته علي هيئة ذيل السمكة و شعرها مجعد وينزل علي كتفها بطريقة متناسقة وتضع لمساتها لتصبح جميلة وساحرة..
اقترب منها وقال بمشاكسة:
-ده أحنا كبرنا أهو وبقينا نلبس فساتين ولا نجوم السيما..
رفعت حاجبها وهي تقول بتابهي :
-ويجوا إيه بتوع السيما فيا يا قصي..
أستطرد بأعجاب:
-يا واد يا جامد أنت.. لا ده أنا كنت بفكر أدور علي عروسة بس خلاص لقتها..
ردت مدعية عدم الفهم:
-ودي تطلع مين دي أن شاء الله؟!
-أنتِ يا جميل .. ثم غمزها ..
رفعت أنفها بتابهي وقد أتتها الفرصة لكي ترد ولو جزء بسيط من عمايله معانا لتقول بلا مبالاة مصتنعة:
-للاسف مينفعش أنا بعتبرك أخويا.. ثم أشارت لشاب صديقها من الجامعة..قد جاء بعد دعوة منها لحضور فرح أخيها لتقول ببرود :
-عن أذنك هشوف زميلي أحمد.. أنهت جملتها وذهبت بتبختر قاصدة إثارت غضبه..
لا يعلم لما شعر بالغيرة من ذلك الشاب .. ليفكر قليلا بين نفسه.. أيعقل أن يكون يحبها أم هو مجرد أنبهار بهيئتها التي أعجبته..
وقف الأربع أصدقاء الذين أخذوا يتذكرون شبابهم وهم يرون أبناءهم قد كبروا وسوف تصير لهم حياتهم الخاصة..
ليقول فياض:
-هما العيال كبرونا ولا إيه؟!
رد مصعب بمزاح:
-أتكلم عن نفسك يا أخويا أنا لسة شباب..
ليقول معتز بخفة دمه المعهودة :
-أنا كمان لسه في عز شبابي يا أخويا .. لولا ولاد الكلب دول اللي كبرونا معاهم..
ليرد عليه رائد بمشاكسة:
-لا لا يا معتز شكل العضمة كبرت .. عايزين نسأل رهف في الموضوع ده..
ضحكوا مثلث برمودا الذي زاد تصلبًا مع الوقت ليصبح صعب المنال..
لحظات وأشتغلت أغنية شعبية أشعلت الفرح بأكمله فدخل جميع الشباب والفتيات وهم يتمايلون علي أنغام تلك الأغنية الصاخبة.. أيعقل أن يكون في الرقص شموخ وعظمة نعم فأنه الليث الذي يرقص بشموخ لا يليق إلا بسواه مع إبتسامته الجذابة التي زادته وسامة علي وسامته .. وديمة التي أخرجت كبتها وكئبتها في تلك الرقصة وأخذت تتمايل أمامه بأنوثة جعلته يعشقها فوق عشقها عشقًا..أخذت تستدير وهي تتمايل وتتقدم منه بتناغم وهي تهز كتفيها وهو يقترب ويهز ذارعيها بتناغم تارا ويصقف لها تارا أخر وهو يهز رأسه مع نغمات الاغنية.. حتي سلمي تناست ألمها وأخرجت كبتها في الرقصة بطريقة أثارت شغف ياسين لها وكان يتعمد أن يقترب منها وهو يتراقص مع الأغنية.. وآخذ الجميع يتراقص بفرح وسعادة..
-ما تجي ترقصي يا سجي ولا مبتعرفيش ترقصي.. قالها مهاب بمشاكسة وهو يقف بجانب أحدي الأشجار..
ردت بخجل:
-أحم .. لا بعرف هو في بنت مش بتعرف ترقص..
أستطرد بمكر:
-طمنتني جدا .. ثم غمزها وهو يقول بمزاح:
-أصل بموت في الرقص الشرقي.. وياريت تجيبي بدلة رقص في الجهاز وتكون حمرا وبترتر..
فتحت ثغرها مصعوقة بما يتحدث به معها وأحست بتدفق الدم بوجهه لتقول بخجل:
-أنا أتأخرت ولازم أمشي.. كادت أن تتحرك ولكن جذب يدها وهو يقول بإبتسامة:
-أتكسفتي يا بيضة ..أنا كنت بهزر معاكِ وبعدين خليني أعرفك علي أمي أنتي هتحبيها أوي .. ثم أشار لـ ماسة عندما لمحها لتأتي إليه بإبتسامة بشوشة وتلقي التحية علي سجي وهي تقول:
-مين يا واد يا مهاب القمر اللي واقف معاك ده.. ثم تقدمت وأحضتنها بود ..
ليقول مهاب :
-دي سجي يا ماما بتدرب معايا في المستشفي..
قالت ماسة بمكر:
-بس كدا ولا في حاجة تانية ومخابين عليا..
أخفضت سجي بصرها بخجل في حين قال مهاب وهو يحك رأسه بأصابع يده:
-علي طول قفشنا كدا ماسة قلبي..
ضحكت ماسة وقالت وهي تذهب:
-بس ذوقك حلو .. مبسوطة أني شوفتك يا سجي..قالت جملتها وذهبت لتشرف علي باقي الحفل..
في حين قالت سجي غير مصدقة:
-دي مامتك دي.. أماء لها .. لتسترسل هي:
-دي قمر كدا وتتحب من أول نظرة..
قال بمشاكسة:
-أيوا ما أنا عارف .. ده أنا حتي طلع لها وأتحب من أول نظرة بردو..
ماذا لو عرفت ماسة أن سجي هي سجي علي السباعي هل سوف تتقبل أم أن الامور ستسوء ؟؟
أنتهي حفل الزفاف وأخذ كل عريس عروسته وذهبوا إلي أحدي الفنادق الشهيرة ليدخل كل عريس الي جناحه المعد خصيصا لتلك الليلة..
في جناح ليث وديمة دخل وهو يحملها بين ذراعه لترتجف بين يديها ثم أنزلها لتقول هي بقلق واضح:
-أنت وعدتني يا أبيه أنك هتديني فرصة أني أخد علي الوضع ده..
رد بمكر :
-وانا عند وعدي بسسس..
قالت بتوجس بس أيه؟!!!
ليسترسل بنفس المكر :
في حاجة لو قولتيها تاني هعمل كدا..
بعد أن أبتعد عنها قال بمكر:
-كل لما تقولي يا آبيه هعرف أنك بتطلبيها مني بوسة..
" أختبئي بين ضلوعي فأنا وطنك وملجئك وأنتِ كل نساء العالم"


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close