رواية اهابه اخافك ليثي الفصل الثاني عشر12 بقلم ايمي عمر
البارت ١٢
تلك النسمات التي تداعب شغاف قلوبنا تتسلل بخفة الي داخله دون أن نشعر تمد جزورها لتتوغل خلال جميع أوصاله وتترسخ داخله ثم تتحول الي عاصفة تهز كل كياننا فلا نستطيع التخلص منه بسهولة..
عندما أبتعد عنها وتحدث كانت لا تستمع اليه فكانت بين الخيال والحقيقة ..
ما هذا الشعور الغريب.. لماذا ترفرف أيها القلب.. ماذا حدث لأوصالي ما بها تهتز كالزلزل الذي يصيب المنازل فيحطم جدرانها ويعصف بها .. كادت أن تسقط من تأثير أقترابه المهلك لخلاياها والذي أقتحم حصونها دون إرادة.. تمسك بها وهو يخبط برفق علي إحدي وجنتيها وهو يقول بلهفة:
-ديمة.. ديمة ..أنتِ كويسة؟!
ردت بهمهمة وهذيان:
-أ ا ن .. انت عملت إيه؟!!!
رد وهو يكتم ضحكته بصعوبة:
-عملت إيه يا حبيبتي!!! هو أنا لحقت أعمل حاجة..
لتقول وهي تمسك رأسها التي تدور:-طب أنا ليه حاسة أني الدنيا بتلف بيا يا أبيه.. ثم وضعت يدها سريعًا علي ثغرها عندما تذكرت ذلك العقاب.. لم يعد أن يستطيع كبت ضحكته ف ترك لها العنان ليصبح ملك الوسامة حتي أنها تمعنت في ملامحه لتري قسمات وجهه بنظرة أخري غير تلك التي كانت تراها من قبل..
قال بمكر:
-كدا في عقاب بس مش هأخده دلوقتي رأفتً بحالك ثم حملها بين ذراعها وكأنه يحمل عصفور وهو يقول:
-تعالي نامي.. أنتِ تعبتي كتير
بربشت وهي مطوقة ذراعيها برقبته ومازالت تتمعن أكثر بوجهه.. وضعها علي الفراش ثم أستطرت:
-هتأكلي الأول قبل ما تنامي..
هزت رأسها بالنفي وهي تقول:
-لا مش قادرة أنا تعبانة و عايزة أنام..
قال بأصرار:
-مفيش حاجة أسمها كدا .. علي الأقل أشربي لبن..
هزت رأسها بقوة وهي تقول بتقزز:
-لا لا لا لبن إيه إستحالة..
قال بمكر:
-امممممم .. ثم تحرك الي تلك الثلاجة وفتحها والتقطت علبة اللبن وصبها في كوب كبير ..
كانت هي تراه وعلمت أنه سوف يجبرها علي شربه..
نعم صغيرتي سوف ترتشفي الكوب بأكمله فأني أراكِ من قُبلة قد أصابك الدوار..
وضعت الفراش علي وجهها تتخفي منه كالأطفال..
أقترب من الفراش وإبتسامة الاصرار هي حليفة ثغره ليقول باستنكار:
-والله أحنا فينا من شغل العيال ده..
=لا ما أنا مش هشرب البتاع ده أستحالة..
-لا هتشربي يا ديمة.. أنتِ ضعيفة جدا ووشك مجهد وأنا مش هسيبك كدا..
ثم أزاح الغطاء وهو يقول بتوعد:
-لو مش هتشربي يبقي كدا العقاب هيبقي عقابين..وبعدين أنا عايز أعرف ليه بقي جسمك ضعيف كدا!!! هما الناس دي عملوا ليكِ حاجة وانا مسافر؟!!!
لوت شفتيها كالأطفال وقالت بحزن:
-لا بس أنا كان عندي أكتئاب وكنت برفض أكل غير الواجبات اللي يدوب تخليني أقدر أقف علي رجلي .. ولما أنت زعلت مني وقفلت السكة في وشي وفهمتني غلط الأكئتاب زاد أكتر..
قرب الكوب من فمها وهو يحثها علي الأحتساء حتي أنهته بأكمله..
ثم أستطرد بأسف:
-أسف يا حبيبتي.. بس أنتِ المفروض كنتِ قولتي لي أن جدك أخدك وأنا مكنتش هسيبك تقعد هناك ثانية واحدة
قالت بصدق:
-خفت تسيب التدريب بتاعك وتجي وتآذي مستقبلك علشانى..
رد بعشق:
-مستقبلي لو أنتِ مش فيه يبقي مش عايزه..عشان انتِ مستقبلي وحاضرى وحياتي كلها....
أنهت الكوب فقال هو قبل أن تنفلت مشاعره المكبوتة:
-قومي غيري الفستان الاول..
نهضت بحياء تهرب من محاصرة عينيه وأخذت بيجامة حرير باللون الأحمر اللمع وذهبت الي المرحاض.. بعد معاناة كبيرة في خلع هذا الفستان وأرتداء ثيابها خرجت فوجدته يتطلع اليها بأعجاب واضح ..
هربت بنظرها وتوجهت الي الفراش ليقترب هو منها
ثم قام بدثرها في الفراش وأسترسل بعد أن طبع قبلة علي مقدمة رأسها:
-نامي يا روحي تصبحي علي خير..
تدثرت هي أكثر بالفراش كمن يحتضن شخص وهي تراه يتحرك من أمامها..
تلك النيران التي أشعلتها صغيرته تكاد تحرق خلاياه .. ماذا يفعل؟!!! وجد نفسه يفترش الارض واخذ يمارس رياضة الضغط لعله يفرغ طاقته..لا يعرف كم عدد ما قام بيه من ذلك التمرين ولكنه علم أنه عدي وقت ليس بالقصير.. أعتدل وهو يشعر بتشنج عضلات ذراعيه من ما بذله من مجهود مضني ولكن النيران لم تهدأ.. وقف ينظر إليها ليري أنتظام أنفاسها دليل أنها غطت في سُبات عميق ليقول وهو يتنهد وعيناه مفعمة بالحب:
-أعشقك صغيرتي الجميلة..
ثم ألتقط منشفة وتقدم الي المرحاض ليأخذ شاور بارد لعله يهدأ من ثورته التي بعثرتها تلك الحُورية..خرج بعد مدة وهو يرتدي ملابس مريحة وأستلقي بجانبها ببطء ثم رفع رأسها ووضعها في أحضانه ودن منها يستنشق أنفاسها وأغمض عيناه وبعد لحظات راح في سُبات عميق هو الأخر...
_______________$
أما في الغرفة المجاورة المليئة بالآلآم والخوف..أغلق ياسين الباب لترتعد هي مع إغلقه وأغمضت عينيها بخوفٍ وزعر وهي تتمتم ببعض السباب قائلة:
- ياربي أنا مش عارفة إيه لزوم التمثيل ده.. دي كلها جوازة على ورق ..إيه لازمته جو الفنادق و الحورات الكذابة دي..
-لو خلصتي برطمة ياريت تتفضلي..
رمقته بطرف عيناها وأصطّكت علي أسنانها بكرهٍ وغل..
أستطرد هو بمكر قاصدًا أستفزازها:
-تحبي تغيري الفستان لوحدك ولا محتاجة مساعدة .. ثم غمزها وهو يسترسل:
-لو محتاجة مساعدة قولي متكسفيش..
ردت وهي ترفع سبابتها في وجهه بتحذير:
-بقولك إيه يا جدع انت.. ياريت بقي نحط النقط علي الحروف كدا من أولها .. ولازم تعرف ان أنا أطيق العمي ولا أطيقكش أنت فااااهم .. أنت تحترم نفسك معايا خالص ومتفتكرش أني في يوم هحن ليك .. هي كلها كام شهر و أمهّد لبابا أني أحنا مش متفقين وساعتها كل واحد يروح لحاله..
ثم التقطت وسادة وغطاء و أسترسلت:
-و دلوقتي تتفضل تروح تشوفلك مكان تاني تنام فيه .. قالتها وهي تقفز ذلك الغطاء والوسادة في وجهه بغضبٍ وغل..
تقدم منها بخطآ بطيء وهو يُلقي بالغطاء علي الفراش وأقترب منها وهي ترجع بزعر الي الخلف لتصطدم بالحائط وأستند هو بذراعه لتصبح هي حبيسته ثم دنا من أذنها وتكلم كفحيح الأفاعي:
-أنا هنام هنا يا حلوة .. ومش علي آخر الزمن هتجي بنت تقول للدنجون يعمل إيه و ميعملش ايه فاااااهمة..
ردت بغضب وكره :
-حقير وحيوان.. أنت نسيت أنت عملت فيا إيه.. حرام أصلا أظلم الحيوانات لانهم أحسن منك..
أشتد غضبه من كلامتها المهينة ورفع قبضته فأغمضت هي تلقيًا بخوف أعتصر قبضته وأصطّك علي أسنانه ثم أخذ نفس ليهدأ قليلا ثم أزاح حجابها لتتدلي خصلاتها السوداء الناعمة علي كتفها لتفتح هي عينيها وحدقته بنظرات حارقة ليقابل نظرتها بأخري ذات مغزي وهو يقول:
-بلاش تقلي أدبك علشان أنا غضبي وحش وبعدين أنا لو عايز أعمل حاجة هعملها لانك باختصار زوجتي..
ردت بسخرية:
-وحتي لو مش زوجتك بردو هتعمل اللي أنت عايزه..
أستطرد هو بعد أن صمت لثواني :
-اليوم اللي حصل فيه كدا أنا مكنتش في واعي ولو كنت في واعي كان أستحالة ده يحصل..
دفشته بعيد عنها بثورة وهي تقول بكره:
-وأنا إيه ذنبي.. أنت أصحابك الزبالة بيهزوا معاك.. أنا بقي ليه أدفع الثمن أني فرحتي تكسر..شايف ده إيه (وهي تشير علي فستانها) .. ده فستان أي عروسة لما بتلبسه بتبقي طايرة من الفرح.. عارف أنا بقي حاساه إيه؟ حاساه كفن.. كانت عبراتها تنهمر وتتكلم بصوت مخنوق ببكاء لتسترسل:
-أنت خلتني حاسة اني ملوثة.. كان نفسي أحب وأتجوز اللي بحبه.. كانت أحلامي بسيطة.. بيت صغير يجمعني بحبيبي وبطلي زي ما بقرأ في الروايات.. ثم أسترسلت بسخرية لاذعة:
-وبقيت فعلا بطلة رواية..بنت مغتصبة بتتجوز من اللي عمل فيها كدا..ثم جلست علي الارض وأخذت تبكي بإنهيار ..
أصابته غصة في حلقه وشعر بحزنها..تقدم خطوتين وجثي علي قدماه ومد يده بتردد ومسح علي خصلاتها ثم أمسكها برفق وحثها علي الوقوف وهي مازالت تبكي بحرقة ثم ضمها الي أحضانه وبرغم رافضها وتملمها تحت ذراعيه إلا أنه أصر أن يشعرها بالأمان وهو يقول بحنان:
-أنا أسف.. والله العظيم يا سلمي أنا مش وحش.. و وعد مني اللي أنتي عايزاه هعمله.. عمري ما هقرب منك.. أقولك أعتبري اني أحنا أصدقاء.. بس بلاش تبص لي علي أني شيطان..
وبرغم محاولتها في الأبتعاد إلا أن ذلك الحنان و الدفء التي شعرت به بين أحضانه جعلها تستكين بين ذراعيه وتستمع اليه ليسترسل هو بصدق:
-الفترة اللي أنتِ بتقولي عليها دي نعتبرها هُدنة بينا.. ثم رفع رأسها ونظر الي عينيها الباكية وقال :
-أتفقنا..
أزاحت يده وأبتعدت وهي تقول بفتور:
-لو سمحت أنا تعبانة و عايزة أنام.. ثم توجهت الي خزينة الثياب تحت نظراته المراقبة .. فتحته وبحثت عن شيء مريح لتنام به ولكن أتسعت عينيها عندما وجدت تلك الملابس الخاصة بالعروسة ليلة الزفاف والتي تكشف أكثر ما تخفي.. بحثت كثيرا ولكن دون جدوى..تأففت بغيظ ثم وجدت ترنجات ياسين فألتقطت واحد باللون الأسود من ماركت "الاديداس" وأخذت منشفة وتوجهت الي المرحاض.. أخذت شاور بعد عناء مع الفستان حتي نجحت أخيرا في نزعه عنها .. أرتدت ذلك الترنج الذي زاد من جمالها وخرجت لتجده ينام علي الاريكة بأريحية ويضع ذراعه يحجب عيناه ولكن أنتبه لها وهي تخرج ليراها ترتدى ترنجه ليقول بمزاح وهو يعتدل:
-أنا بشبه علي الترنج ده
ردت بأحراج:
-ملقتش حاجة ألبسها غيره .. قالت جملتها ومشت بخطآ سريع الي الفراش وتتدثرت بيه جيدا..
في حين ضحك ياسين وهو يقول بمكر:
-بس عليكِ أحلي بكتير علي فكرة..
تجهلت جملته وأغمضت عينيها مداعية النوم.. أبتسم ياسين وألتقطت ملابسه وتوجه الي المرحاض..
______________$
"في ڤيلا سعيد منصور"
كانت حالة من الغضب والعصبية تتمالك من شريف وزوجته منيرة التي أحتضنت أمجد بعد أطلاق سراحه..
ليقول شريف بغضب:
-أدي اللي خدناه من بنت حازم.. أبن اضرب من الهمجي اللي أقتحم علينا الڤيلا ومش بس كدا لا ده أتقبض عليه وهددونا كمان..
لتستطردت منيرة بغضب:
-أسمع يا عمي.. أنا كدا سكت كتير بس البت اللي اسمها ديمة دي ملهاش ورث و الفلوس دي أحنا عملناها بمجهودنا..
كان سعيد يستمع الي غضبهم بهدوء ما قبل العاصفة..
ليسترسل شريف بعصبية:
-والله ما تطول مليم ومحدش يعرف أنا بجيب الفلوس دي أزاي..
رد أمجد محاول تخفيف جو التوتر:
-أهدي يا بابا .. خلاص يا ماما .. بلاش نتكلم في الموضوع ده دلوقتي..
ليقول سعيد بنبرة غاضبة:
-سيبهم يا أمجد يطلعوا كل اللي في قلوبهم ..
ثم أستطرد وهو ينظر الي منيرة قائلًا بعصبية:
-الفلوس اللي معاكم دي عملتوها من رأس مالي ولا نسيتي يا منيرة .. ولا نسيت يا شريف..
رد شريف بثروة غضب:
-خد رأس مالك يا بابا .. عايز توراث بنت لا تنتمي لينا أصلا ولا بتحبنا وتديها تعبنا وشقنا..
رد سعيد بصرامة:
-ده شرع الله ولازم يتنفذ ومش عايز كلام كتير بعد كدا..
ثم تركهم بثورتهم وتوجه الي غرفته..
لتنظر منيرة الي زوجها وتقول بغضب وغل:
-أبوك ده شكله أتجنن..
ثم تركتهم وصعدت الي غرفتها ولحق بيها شريف ليحاول تهدئتها..
تاركين أمجد الذي تنهد بقلة حيلة واخرج هاتفه ليتصل علي معشقوته التي تخرجه من ذلك التوتر والحزن..
أتاه الرد سريعًا وهي تقول بلهفة:
-أمجد!!! أنت مش بترد عليا ليه؟! حاولت أتصل كتير بس فونك كان غير متاح..
تنهد بتعب وهو يجلس علي الاريكة ليقول:
-لو تعرفي محتاجلك أد ايه دلوقتي..
ثم أسترسل بجنون:
-بقولك إيه بلغي أهلك أني عايز أجي أتقدملك وخدي لي معاد علشان أقابل باباكي..
أتاه صوتها الممزوج بفرحة وهي تقول:
-بجد يا أمجد ..يعني هتجي تتقدم لي..
=بجد يا قلب أمجد .. وفي أقرب فرصة .. بس خدي لي معاد أنتِ من والدك وهتلاقني عندكم علي طول ما أنا بقيت أثيرك يا قطتي المشاكسة..
-أوكِ يا حبيبي هبلغهم..
وأخذهم الحديث في مكلمة طويلة من الحب والغرام ..
ماذا سيحدث عند مقابلة إبن أخيه لحازم برائد الدالي وأبنه فهد الدالي؟؟
____________$
في صباح يوم جديد في قصر الألفي.. كانوا جالسون علي مائدة الطعام ليتناولوا وجبة الأفطار .. مصعب يترأس المائدة وعلي يمينه ماسة وعلي شماله مهاب وبجابنه لورا وعلي الجهة الاخري يترأس المائدة أسماعيل الألفي..
لتقول ماسة بعد أن غمزها مهاب :
-كدا بقي مفضلش غير مهاب يا مصعب عايزين نخطب له..
رد مصعب بهدوء وهو يقطع قطعة جبن بالشوكة والسكينة:
-والله يختار هو وأنا معنديش مانع أنا كمان عايز أفرح بيه..
ردت ماسة سريعا:
-لا هو أختار خلاص.. وبنت إيه زي القمر .. بس مش عارفة ليه حاسة انها ملامحها مألوفة بالنسبة ليا..
أستطرد مصعب بهدوءه الذي يزيد من وقاره:
-أكيد البنت اللي كانت معاك أمبارح مش كدا..
قال مهاب بخفوت:
-اوبس.. أنا شكلي كدا كنت متراقب ولا إيه..
أبتسمت لورا عليه .. في حين استطرد هو قائلًا:
-أحم.. أيوا يا بابا .. البنت كويسة وأنا مرتح لها و عايز أخطبها ده بعد أذنك طبعا..
رد مصعب قائلا:
-ماشي خليها تأخد معاد من أهلها وبلغني بيه..
تهلهل وجهه بالفرح في حين غمزته ماسة وباركت له لورا وقال أسماعيل:
-أيوا كدا عايز أفرح بأحفادي وأبناء أحفادي..
وعلي حين غرة سمعوا أصوات تأتي من الخارج فصوب الجميع أنظراه بذلك الاتجاه ليتافجوا بدخول ليث وديمة ومن خلفهم ياسين و سلمي..
ماسة بتعجب ودهشة:
-إيه يا ولاد أنتوا جيتوا ليه!!!!!
أقتربت ديمة منها وقبلتها وهي تقول :
-وحشتيني يا ماما أوي أوي .. ثم دارت علي الجميع تقلبهم بسعادة فتلك هي عائلتها التي تشعر بالأمان معاها.. والسبب في سعادتها هو الليث
لتقول لورا بمزاح:
-هو الجواز وحش كدا ولحقتوا تزهقوا من بعض وترجعولنا تاني ده أنتوا ملحقتوش توحشونا والله..
ليسترسل مهاب مكمل بنفس المزاح:
-بابا أنا رجعت في كلامي مش عايز اتجوز..
ضحك الجميع وجلسوا علي المائدة..
استطرد ليث:
-لا يا خفيف أنا لو عليا عايز أخد ديمة وأطير برا البلد قد سنتين تلاتة كدا.. بس حكم القوي بقي.. سيادة اللواء فياض هادم اللذات ومفرق الجماعات..قالي أخرك النهاردة علشان هنبتدي الجد من بكرا عندنا مهمة..
أجتحت ديمة حمرة الخجل من حديث ليث..
في حين قالت ماسة وهي تنظر الي ياسين و سلمي :
-طب هما عندهم مهمة.. أنتوا بقي جيتوا ليه؟!!!
نظر ياسين الي سلمي التي خجلت من نظرات ماسة المتعجبة..
ليستطرد ياسين بتروي:
-أصل سلمي عندها أمتحانات مهمة يا ماما فأنا قولتها نأجل شهر العسل بعد ما نخلص أنا وهي علشان نكون علي راحتنا..
قال مصعب الذي فهم سبب رجوعهم:
-سيبي الأولاد علي راحتهم يا ماسة هما حرين..
أستطردت ماسة بزعل:
-أنا مش قصدي ادخل يا مصعب.. وعلي العموم هما حرين عن أذنكم .. ثم غادرت المائدة وقد ترقرق الدمع في عينيها..نادها الجميع ولكن دون جدوى ليشير لهم مصعب وهو يقف ويتجه وراها ليراضيها..
وقفت لورا هي الأخري وهي تقول:
-أنا أتاخرت علي الجامعة يلا باي..حياها الجميع وغادرت متجها الي الخارج..
اما سلمي قالت بحرج:
-أنا أسفة لو أتسببت في مشكلة..
قال أسماعيل بود:
-ولا يهمك يا حبيبتي.. وبعدين شوية كدا وهتلاقي طنطك ماسة نازلة وبتضحك وكأن مفيش حاجه.. ماسة مفيش أطيب من قلبها..
نظر لها ياسين تأكيدا علي حديث جده..في حين قامت هي وقالت بأحترام:
-عن أذن حضرتك يا جدو أسماعيل.. ثم نظرت لياسين وقالت بحرج:
-ممكن أعرف فين أوضتنا ..نعم هي رافضت أن ترى أي شيء قبل الزوج ولا حتي أن تختار أي قطعة أثاث علي أعتقاد أن هذا ليس بيتها بل هي ضيفة لبعض الشهور..
وقف ياسين وأماء لها وأستئذانا وصعد الي حجرتهما..
وأستطرد مهاب وهو يلتقطت زتونة ليضعها في فمه :
-أنا كمان خااالع .. ثم مشي وهو يدندن:
-أول مرة تحب يا قلبي وأول يوم أتهني..
فرمقه ليث ثم نظر لجده وقال بتعجب:
-هو الواد ده ماله؟!!! مش طبيعي..
ضحك أسماعيل وهو يقول:
-أصل هنروح نخطب له عشان كدا فرحان..
ثم استرسل قائلا:
-بس انا مبسوط أوي أن أخيرا شوفتكم مع بعض.. ثم أردف وهو ينظر الي ديمة:
-علي فكرة الواد ليث ده بيحبك من زمان وأنا الوحيد اللي فقسته..
إبتسمت ديمة بخجل وهي تقول:
-طب مش كنت تقولي يا جدو ده أنا بردو حبيبتك..كدا تخبي عليا..ماشي يا سمعه زعلانة منك..
أستطرد أسماعيل :
-ياريت كان ينفع علي الاقل مكنتش أشوفه وهو بيتعذب..
أستطرد ليث:
-خلاص بقي يا جدو بلاش فضايح..
سرحت ديمة وهي تقول :
-يااااه..قد كدا بتحبني يا ليث..
هل شررة العشق أصابتها بسهامها المسمومة التي تتسلل الي ثناياها؟؟
______________$
خرجت لورا وكادت أن تستقل سيارتها ولكن وجدت قصي يستند علي سيارته ويرتدي نظارته الشمسية التي تزيد من وسامته لتجعل قلبها يخفق بشدة ولكنها أرتدت قناع البرود والتجاهل..
لتسطرد:
-خير يا قصي أنت مستني حد ولا إيه؟!
رد بحب:
-مستنيكِ يا حبي.. هكون مستني مين!!!
في حين خرج مهاب وأشارا لهم وأستقل سيارته وهو مازال يدندن وذهب الي وجهته..
-هو ماله ده!!!قالها قصي وهو مدهوشا من حالة مهاب..
ردت لورا :
-أصله بيحب .. ثم أسترسلت بخفوت:
-وهتعرف إيه أنت عن الحب ده أنت لوح علي رأي أنكل فياض..
أستطرد قصي قائلا:
-تعالي أوصلك أنا فاضي النهاردة..
ردت بمكر:
-اممممم أوكي بس أنا كنت هعدي علي أحمد عشان أوصله معايا عشان عربيته بايظة..
رد بغيظ وغيرة :
-وعلي كدا أنكل مصعب وليث عارفين أنك بتوصلي زفت ده؟!!!
أستطردت بلا مبالاة:
-so what
أردف بغيظ أكبر:
- أنتِ في حاجة بينك وبينه..
قالت ببرود :
-مش عارفة أكرر لسه نوع العلاقة أيه..
أصطّك علي أسنانه بغيرة ثم فتح ليها الباب وأسترسل بهدوء مصتنع يعكس داخله..
-أركبي عشان متتأخريش.. ثم أغلق الباب وهو يتمتم بغضب:
-ماشي خلينا نشوف سي زفت ده ونعلمه الآدب.. ثم أستدار وأستقل سيارته وقاد متوجهان الي الجامعة..
__________________$
بعد مدة وصل مهاب الي المشفي ودخل مكتبه ..في حين جاءت رسيل لتتدرب هي الآخري معاهم في مشفي والدتها الدكتورة حياة ..دخلت مكتب مهاب وهي تقول:
-إيه يا هوبا واحشني يا راجل حتي أمبارح في الفرح مشفتكش..
-ريسو حبيبة قلبي.. قالها مهاب في حين دخلت سجي وهي تقول:
دكتور حض... قطعت حديثها عندما أستمعت الي جملة حبيبة قلبي.. لتري رسيل بهيئتها الجميلة..توتر مهاب وهو يقف .. وقالت سجي بارتباك :
-أسفة واضح أني جيت في وقت غير مناسب..
قال مهاب سريعا وهو يتقدم اليه :
-لا يا سجي تعالي دي رسيل بنت خالتي.. ثم أسترسل وهو يضغط علي الحروف:
-و زي أختي بالظبط..
وقفت رسيل التي شعرت أن بينهما شىء لتقول وهي تمد يدها بالتحية:
-أذيك يا سجي .. أنتِ شغالة معنا هنا..
أماءت لها سجي وبادلتها التحية .. ثم أسترسلت رسيل وهي تلتقط حقيبتها قائلة:
-ماشي يا هوبا أشوفك بعدين أكيد وشنا هيبقي في وش بعض بعد كدا.. أنهت جملتها وخرجت..
في حين أصطّكت سجي بغيرة ثم أردفت :
-عن أذنك يا هوبا..كادت أن تذهب ولكن مانعها مهاب وهو يقف ويبتسم ويقول:
-ده أحنا بنغير أهو..طب ليه التقل بقي يا جميل..
أستطردت بإستنكار:
-أنا أغير!!!! لا طبعا
هز رأسه بمزاح وهو يقول:
-آه ما أنا عارف..ثم أسترسل بمكر:
-علي العموم أنا كنت عايز أقولك أني نويت أخطب..
لمع الدمع في عينيها وقالت بحزن:
-مبروك.. فرحت لحضرتك. جدا .. عن أذنك..
سحبها من يدها وقال بحب:
-حددي معاد مع والدك وبلغني بيه
فتحت ثغرها وهي تقول بعدم أستعاب:
-ليه.. أنت هتخطب مين..
رد بمزاح :
-أكيد يعني مش هخطب الست الولدة يا سجي إيه الغباء ده!!!
إبتسمت بخجل وقالت:
-بس يا مهاب إيه اللي بتقوله ده..
=يعني هتأخدي معاد ولا اروح أخطب رسيل بنت خالتي..
ردت بأستنكار:
-نعممممم والله أدبحك يا مهاب..
رد قائلا بغمزة:
-يا واد يا شرس أنت .. بس متنسيش اللي قولتلك تجيبها في الجهاز يما هرجع في كلامي..
أستطردت بخجل عندما تذكرت ما قاله لها بالامس:
-قليل الادب.. ثم تركته وذهبت بخطآ سريعة..
ضحك وهو يري أختفها من أمامه ثم قال مناديا :
-خدي يا بت عندنا عملية..
هل سوف يدوم هذا العشق أم سوف يحكم عليه بالأعدام...
__________________$
كانا يصعدان وهو يلف ذراعه علي رقبتها متجهان الي غرفتهم ليسمعا صوت ماسة وهي تضحك بشدة قائلا
:-خلاص بقي يا مصعب.. والله ما زعلانه.. لا لا هههههه خلاص يا ميصو قولتلك مش زعلانة...
أستطرد ليث بغيظ:
-كدا يا بوب بتعمل اللي ولادك مش قادرين يعملوا!!! والله عيب اللي بيحصل لنا ده ..ثم أسترسل وهو يمسك خد ديمة برفق:
عاجبك كدا..ثم قال بتمتمة وهو يسحبها ويذهب:
-ناس يتقالها ميصو .. وناس يتقالها أبيه كتنا نيلة في حظنا..
وقفت ووضعت يديها في خصرها وهي تقول بأستنكار:
-ومالو حظك يا أخويا..
هز رأسه وهو يقول :
-أخويا .. تمام .. أنتِ عايزة تتعقبي أقترب منها في حين ركضتت وهي تقول:
-خلاص ياااااليثو..حرمت..
__________________$
يتبع