رواية مزيج العشق الفصل الحادي عشر11 بقلم نورهان محسن
( زواج ) مزيج العشق
هل تعرف معني الوقت ..؟ أنه ليس بثواني ، و لا بدقائق ، و لا بساعات .. انها لحظات تمضي من حياتنا ، و نحن نهدرها .. بإنتظار أشخاص رحلوا عنا دون عودة ..
أو نتألم لمواقف مضت ، و تركت اثر بقلوبنا ..
أو نحزن علي ذكريات تأبي النسيان ..
أو مشاعر قلب مرهف و متعب بين صراعات العقل ..
فـ تمضي حياتنا .. بين انتظار و الم و حزن و صراع ..
و لم ندرك انه العمر .. الذي ينتهي دون انتهاء كل تلك الصراعات داخلنا ..
فأمضي و عش حياتك .. لا تهدرها بشئ لا ينتهي
ابحث عن سعادتك .. حتي لو بشئ بسيط منه
لا تكن ك عابد الساعات .. لا يري سوي عقاربها
بينما حياته بين خطوطها !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور اربعة اشهر
مساءاً في قصر البارون
اليوم عقد قران ادهم و كارمن
يجلس الجميع في صمت ، يستمعون إلى كلمات المؤذون المعتادة ، و لا توجد اي علامة على الاحتفال ، فقط تجمع العائلة.
يد أدهم تمسك بيد كارمن ليعلن المؤذون جملته الشهيرة
"بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير"
و بعد انتهاء اجراءت الزواج غادر المؤذون.
لا تستطيع النظر اليه تشعر برغبة عارمة في البكاء ،
وتتسأل لما كل ذلك يحدث لها ؟
تجلس ليلى التي كانت سعيدة رغم كل شئ ان كارمن ستقيم معها في القصر هي وحفيدتها ، ومريم التي تدعي الي ابنتها بالسعادة و الخير في حياتها الجديدة مع ادهم.
ذهب الجميع نحوهما ، لتقبل يسر كارمن على خدها قائلة بهمس : افردي وشك شويه و ابتسمي ايه البوز اللي مده قدامك شبرين دا
كارمن بنفس الهمس : و النبي تسكتي يا يسر انا ماسكة دموعي بالعافية اصلا
امسكت يسر بذراعها واوقفتها ، و ذهبت بها بعيداً عن مسامع الجميع.
تحدثت يسر بتعاطف : كارمن احنا مش اتفقنا نفتح صفحة جديدة و تحاولي تعيشي الحاضر .. بلاش تنكدي علي ادهم بتكشيرتك دي اكيد هو حالته اصعب منك .. دا اخوه مش سهل عليه اللي هو حاسه دلوقتي
سألت كارمن بتنهيدة : غصب عني اعمل ايه بس يا يسر؟
أجابتها يسر ببساطة : ابتسمي و فكي كدا .. و بعدين احنا كأننا في عزاء اصلا يا مفترية كفاية انه وافق ان مفيش معزيم و يكون كتب الكتاب في صمت كدا
كارمن بدهشة : مش هي دي الاصول عمر لسه متوفي من كام شهر .. عوزاني افرح ازاي مش مكفيكي اني سمعت كلامك و قلعت الاسود
غمغمت يسر بإنشداه : عايزة تحضري كتب كتابك بالاسود و الله انتي مجنونه .. صحيح هي فين نادين مش ظاهرة يعني
أجابت كارمن بلا مبالاة : من وقت ماجينا العصر هنا مالمحتهاش خالص
دمدمت يسر بحنق : كدا احسن خليها تختفي العمر كله يارب
ابتسمت كارمن رغمًا عنها وقالت بهدوء : مالناش دعوة بيها الله يكفينا شر لسانها وخلاص
يسر بتنهيدة قوية : ياااارب عندك حق يلا نرجع لهم بقي
ذهبت كارمن بإتجاه ادهم ، و كانت ترتدي الفستان الأحمر الذي اشتراه لها أدهم ، حاول أدهم السيطرة على نفسه و هي يري جمالها الاخاذ حيث أظهر الفستان بوضوح رشاقه جسدها وخصرها النحيف.
أصر مالك على أن يلتقط لهم بعض الصور رغم اعتراض كارمن ، لكن أدهم تحرك بجمود ، و وقف ببطء بجانبها ولم يضع يده عليها.
وبكبرياء الأنثى غضبت كارمن منه بسبب بروده ، هي لم تكن تريده أن يعانقها مثلاً ، بل أن يبتسم على الأقل ، ثم بمكر أنثوي وضعت يديها على كتفه وهي تستند عليه.
شعرت بإضطراب جسده حالما لامسته ، فإبتسمت بإنتصار ، لكنه لمحها وفهم فعلتها وابتسم في داخله بغموض.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الصعيد
كانت الأجواء علي العكس تماما في قصر الحج عبدالرحمن الشناوي
حيث كانت الفرحة تعم المكان ، فاليوم عقد قران و زفاف زين و روان ، و بالخارج الجميع يحتفلون و يرقصون بالعصا ، و منهم من يجلسون يتناولون اللحوم التي تم ذبحها صباحا بمناسبة زواج احفاد الشناوي.
يجلس كلا من الحج عبدالرحمن ، وولده بدر ، وأيضاً ماجد ، و يتوسطهم زين بعد ان تم عقد القران
هتف ماجد بفرحة : الف مبروووك يا جوز اختي
زين بجمود و الابتسامه لا تصل الي عينيه : الله يبارك فيك يا ماجد عقبالك ان شاء الله
ماجد يرفع يديه و هو يدعي : يسمع منك ربنا انا جاهز و مستني بنت الحلال
بدر بتوبيخ : يا ولد اهمد و اعقل شوية و قوم شوف الناس محتاجة حاجة بدل قعدتك دي
الحج عبدالرحمن ببشاشة : سيبه يا بدر عن قريب يا ماجد نفرح بيك يا ولدي
قال ماجد وهو يقبل يد جده بإحترام : ربنا يخليك لينا يا جدي و يطولنا في عمرك يارب
الحج عبد الرحمن بمحبة : و يخليكم يارب الحمدلله عشت لليوم اللي افرح به بيك يا زين يا ولدي
زين بإبتسامة : ربنا يفرحك دايما يا جدي و يطول بعمرك
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
اما بالداخل
كانت النساء يرقصون و يغنون في مرح ، و روان تجلس بالوسط تنظر لهم بخجل وعلي وجهها ابتسامه جميلة ، فهي سعيدة كثيرا انها اصبحت زوجة زين ، لكنها لا تشعر بإرتياح من اسلوبه البارد الجاف معها.
منذ ان عاد من المؤتمر ، و هو خارج المنزل طوال الوقت حتي بعد ان لاحظ انها تركت النظارة الطبية و اهتمت بمظهرها ، لم يحدث هذا فارقا كبيرا عنده مازال لا يوجه لها اي حديث ، و بعد مرور شهرين اصر الجد علي ان يتم زواجهم في فترة اجازتها الدراسية.
حاولت روان ان تعترض ، فهي لا تدري كيف ستتزوج به و هو يعاملها بهذا الاسلوب القاسي ، و لكن حاولت ان تقنع نفسها ربما ستتغير معاملته معها بعد الزواج ، وظلت مثل عادتها تحاول دائما خلق اعذار له.
اما زين حاول ان يأجل هذا الزواج بحجة عمله ، ولكن لم يفلح بذلك مع اصرار الجد و والدته.
امضت روان الفترة الماضية في تجهيز ما تحتاج اليه الذي لم يتعدي الملابس ، وبعض احتياجاتها البسيطة فقط ، و ساعدتها امها و عمتها في ذلك .
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند حياة و حنان
قالت حنان بقلق : بصراحة يا ام زين انا قلقانه
قطبت حياة حاجبيها وسألت بغرابة : خير كفا الله الشر يا حنان مالك
حنان بعدم ارتياح : مش عارفه حاسة كدا ان معاملة زين لروان مش ولا بد كأنه مغصوب علي الجوازة
حياة بفزع : ايه اللي بتقوليه دا يا حنان و الله ازعل منك؟
حنان بتبرير : ماتفهمنيش غلط بس انتي اكيد ملاحظة البت قعدة ساكته كأنها مهمومة
قالت حياة بهدوء : و لا مضايقه و لا حاجة .. انتي ناسية ان دي ليلة دخلتهم اكيد متوترة شوية بس .. متقلقيش اول ما هيتقفل عليهم باب واحد هيبقو سمنه علي عسل و كل الوساوس اللي في مخك دي هتروح اول لما نطلعلهم فطار العرايس الصبح و بنتك تطمنك بنفسها
تقوست حنان شفتها الى الاسفل ، لتقول بخفوت : ياريت يا حياة هو انا اكره انتي عارفه معزة زين زي ولادي بالظبط
حياة بإبتسامة : استبشري خير يا خيتي و سيبها علي الله
حنان بتنهيدة : ونعم بالله
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
نعود للقصر
تتحرك نادين في غرفتها ذهابا و ايابا بغضب شديد ، تحاول السيطرة علي ارتباكها وخوفها من القادم.
تذكرت اخر مرة تحدثت مع ادهم ، حالما جاء يبلغهم بموافقة كارمن علي الزواج.
★•••••★
Flash Back
ذهبت ورائه عندما صعد الي جناحه ، دلفت في عصبية لتهتف بإندفاع : انت خلاص قررت تتجوز البنت دي !
أجاب ادهم ببرود : اسمها كارمن .. و ايوه هتجوزها ما انتي كنتي تحت و سمعتي اللي انا قولته !
نادين بإستنكار : طب و انا مفكرتش في منظري قدام الناس !!
ادهم بسخرية : كل اللي يهمك منظرك و انتي ليه مفكرتيش في منظري لما كنتي بترجعي سكرانه من بارتيهات صحابك
نادين بإرتباك و صوت عالي تلقائي : انا مش موافقه انك تتجوز عليا يا ادهم
زمجر ادهم بحدة : محدش طلب موافقتك و صوتك مايعلاش عليا فاهمه
نادين بسخط : لا طبعا حقي ماوفقش انا مراتك و ليا حقوق عليك
تشدق صدغه قائلا بسخرية : وانا حقي اتجوز دا شرع ربنا ايه يضايقك في كدا و بعدين انا مقصرتش في حقوقك دي و لا ايه !!
نادين بإستياء : و انت يعني مالقتش الا دي و تتجوزها و كمان انت بتقرب مني لما انا بطلب مش من نفسك يعني و دا اكيد بيجرحني .
ادهم بجمود : والله انتي عارفه السبب كويس لانك انسانه مستهترة و انانية .. و لولا اني مش حابب فكرة الطلاق كنت طلقتك من زمان
همست نادين بدموع زائفه : انت كدا بتيجي عليا اوي يا ادهم
صاح ادهم بازدراء : انتي اللي بتطلبيه بيتنفذ اظن فاهمة قصدي .. بلاش تعيشي في دور الزوجة المظلومه مش لايقلك .. واياكي يا نادين اياكي تقربي لكارمن بقول او فعل هتشوفي مني وش عمرك ماشوفتيه.
شعرت انه مسح بكرامتها الارض لتقول بحقد مكتوم : ماشي يا ادهم
تحدث ادهم ببرود و هو يوليها ظهره : ودلوقتي اتفضلي علي اوضتك و لأخر مرة هقولك ماتطلعيش الدور دا تاني.
★•••••★
Back
همست نادين بكراهية ممزوجة بالحقد : بقي هما قعدين تحت و مبسوطين و انا هنا هموت من القلق و الخوف .. مستحيل اسيب وحدة زي دي تتهني في العز بعد كل اللي عملته
اخذت هاتفها تطلب رقم صديقتها في توتر
نادين : ايوه يا ميرنا
ميرنا : ايه الاخبار؟
نادين بغضب : الاخبار زفت طبعا .. كتبو الكتاب و المؤذون لسه ماشي
ميرنا بخبث : مممم يعني خلاص بقت مراته .. نزلتي تقعدي معهم تحت
نادين بحنق : لا طبعا عاوزاني اشوفهم مع بعض عشان اموت بغيظي
ميرنا بسخرية : اللي يسمعك كدا يقول انك بتغيري علي ادهم
نادين بغيرة : دا جوزي انا .. حتي لو عمري ماحبيته .. كفاية اني متمتعه في فلوسه اللي من غير حساب
ميرنا بلوم : بس كان لازم تنزلي زي ما اتفقنا و تقعدي و تبيني قدامهم انك عادي عشان تمشي الخطة صح
نادين بعبوس : مقدرتش اعمل كدا و كمان خايفه و قلقانه انتي فاهمه
قالت ميرنا بنبرة خبيثة : ايوه .. خلاص من بكرا تجري معها ناعم و تتكلمي بهدوء و تمثلي انك متقبلة الوضع و وماتنسيش تنفذي اتفقنا واوعي حد يشوفك
تمتمت نادين على مضض : ماشي يا ميرنا هحاول
ميرنا : يلا تصبحي علي خير .. سلام
نادين : مع السلامة
اغلقت نادين الخط بإبتسامة شيطانية ، وهي تخرج علبه حبوب من درج الطاولة ، واخذت ترسم خطتها ، وماذا ستفعله غدا حتي تنفذها؟