رواية مزيج العشق الفصل الثاني عشر12 بقلم نورهان محسن
تعتقد بأنك فوق الغيوم ، و فجأة تشعر بطعم التراب بفمك ...
هذا ما يفعله السقوط السريع بأسهم السعاده لديك ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعود الي زفاف زين و روان
سمعوا النساء صوت صاخب من الخارج دليل علي دخول العريس لأخذ عروسته.
هتفت حنان بسعادة : الف مبروك يا حبيبتي عريسك جاي ياخدك
احتضنتها حنان بعدها بقوة ، و دموع تهطل من عينيها تعبيراً عن فرحة قلبها بصغيرتها.
اخذت النساء تصفق وتزغرط عند دخول العريس و معه جده و خاله.
لكنها لم ترى احداً منهم ، بل عينيها مصوبة نحو من خطف قلبها قبل عينيها ، أنه حب طفولتها و مراهقتها و حياتها بأكملها.
اما هو أخذ يمرر نظرات عينيه التي تلتمع بشئ غريب ، لم تستطيع تفسيره مقتربا منها ببطء ، و عندما اصبح بجانبها تعالت نبضات قلبها بصخب ، و تورد خديها خجلاً ، حينما انحنى عليها بشفتيه الدافئة مقبلاً جبينها ببطئ .
نظر اليها زين بغموض قائلا بإبتسامة : مبروك يا عروسة
شهقت روان بدهشة و خجل ، عندما انحني عليها يرفعها بين ذراعيه القويتين ، ليصعد بها إلى غرفتهم بالطابق العلوي ، بينما لفت يديها حول رقبته بإحكام ، و هي تضع وجهها بعنقه ، وتكاد تختفي من خجلها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في قصر البارون
بعد مرور ساعة من ذهاب المؤذون
يجلسون جميعا في الصالة الواسعه يتثامرون سويا ،
و صعدت مريم تنام وحدها بعد اصرار كارمن ان تجعل ملك تنام معهم في جناح ادهم ، و انها لن تترك ابنتها تنام بعيدة عنها ، رغم اعتراض مريم لكنها رضخت لرغبتها بالنهاية ، و اخبرت المربية ان تضع ملك في غرفة الاطفال بجناح ادهم.
نظر مالك الي زوجته يغمز اليها و هو يهتف بمرح : طيب يا جماعه كانت سهرة جميلة .. انا هاخد مراتي بقي و نمشي احنا
ليلي بإبتسامة : ما لسه بدري يا ابني
يسر بنعومة : معلش بقي يا طنط .. احنا لازم نعدي ناخد ياسين من عند ماما قبل ما نروح البيت
كارمن بتساءل : ايوه صحيح هو ليه مجاش معاكم ؟
يسر بتنهيدة : ما انتي عارفه مش هسيبينا نتهني دقيقتين علي بعض من شقاوته
مالك بضحكة خافتة : اه و الله كان زمانه اخد ملك و اختفي ورا اي شجرة
ادهم بمزح : ياخدها يروح بيها فين .. طب خليه يقرب منها و الله اعلقهولك علي باب الشركة
رفع مالك حاجبه وتمتم بغيظ : ما تسيب الواد يعبر عن اللي جواه براحته يا اخي
ضحكت يسر قائلة بيأس : صراحة مالوش حل دا بيغير عليها من ادهم
شاركتها كارمن الضحك لتقول بتأييد : ايوه صح انا كمان لاحظت كدا اكتر مرة .. بس عسل اوي و دمه خفيف ماشاء الله
ابتسم مالك قائلا بفخر : طبعا عسل طالع لأبوه
نظر ادهم الي ابتسامتها الجميلة ، و تمني ان لا يكون هناك سواه يري ضحكتها الفاتنه ، و لكن صبرا كل شئ يأتي في وقته يكون اجمل.
مالك بصوت عالٍ : يا عم ادهم انت سرحت فين!!!
انتبه ادهم إليه وقال : اه معاك .. بتقول ايه ؟
غمز إليه مالك ، ليقول بمكر : واضح اوي انك معايا .. طيب اصبر شوية و كلنا ماشيين و اسرح براحتك
احمرت كارمن خجلا من تلميحات مالك ، هي تعلم انه لن يحدث شئ ، و لكنها شعرت بحرج من مجرد التخيل.
هتف ادهم بحدة يرمي الوسادة علي مالك : يلا يا اخويا مش قولت انك ماشي .. يلا خد مراتك و امشي عندنا شغل الصبح بدري
مالك بإستياء : يالهوي عليك حتي في المناسبات شغل برده ما ترحمنا شوية .. انا عايز اسافر مع مراتي اغير جو خنقة الشغل اللي مش بيخلص دا
هتفت ليلي بلوم : ايوه فعلا يا ادهم ماينفعش تروح الشغل و تسيب عروستك في صبحيتها كدا
ادهم ببرود : ماتشغليش بالك انتي يا امي في شغل مهم لازم يخلص
تجاهلت كارمن هذا الحديث ، فلا تهتم اذا ذهب لعمله او لا ، فهي قررت ان تعيش لطفلتها الصغيرة فقط ، و لن تسمح لقلبها ان يدق الا لوالد طفلتها.
و لكن هل سيكون للقدر رأياً اخر ام لا ؟ من يدري؟
قامت كارمن مع يسر تودعها ، فهمست لها يسر قائلة بهمس : بقولك ايه بلاش تصديه !!
كارمن بعدم فهم : بتكلمي عن ايه !!؟
رفعت يسر حواجبها بدهشة ودمدمت بإستنكار : نعم يا اختي .. انتي بعد شوية هتكوني لوحدك مع أدهم!!
تساءلت كارمن مدعية الغباء : قصدك ايه يعني ؟
نفخت يسر خديها وقالت بملل : قصدي يعني بلاش تمنعيه عنك دا جوزك و حلالك يا كارمن فاهماني
عقدت كارمن حاجبيها و همست بغضب : انتي اجننتي يا يسر صح .. مستحيل اخليه يقرب مني انا مرات اخوه
جادلتها يسر بنفس الهمس : لا انتي اللي مجنونه .. انتي دلوقتي مراته هو و بس .. حرام تمنعي جوزك عنك و لا انتي ماتعرفيش كدا
كارمن بعدم اقتناع : ماشي يا يسر .. ربنا يسهل
حمدت ربها انها احتفظت بإتفاقها مع ادهم لنفسها فقط ، و لم تخبر احدا به ، و لكنها اصبحت مشوشه الان ، تخشى ان يكون ادهم كان يسايرها فقط لتوافق علي الزواج به وبعدها يأخذ حقوقه منها بالقوة.
نفضت هذا التفكير السلبي عن رأسها ، وهي تودع صديقتها وتدعي أن تمر هذه الليلة على خير.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند زين و روان
وصل بها الي غرفتهم في صمت و هو يغلق الباب بقدميه ، و سار بها الي ان وصل للسرير و انزلها عليه برفق.
اختفي من امامها يدخل الي الحمام الملحق بالغرفه ،
و لم ينطق بحرفاً واحد ، استغربت هي من كل هذا الصمت منه.
نظرت للغرفه كانت واسعه و مفروشة بأثاث جديد ،
فأمها و عمتها الايام الماضية هم من كانوا يشرفون علي تجهيز الغرفه و كل شئ ، و لقد اعجبت بذوقهم كثيرا.
قامت تذهب الي الخزانه تبحث عن شئ ترتديه ،
و لكنها شهقت بفزع عندما نظرت الي الملابس الموجودة بداخل الخزانة.
أمسكت بقميص نوم تقلب به ، لا هذه ليست ملابس فأنها عاريه و قصيرة للغاية.
ليست هذه القمصان التي اختارتها ، وايضا أين بيجامتها التى أشترتها مؤخرًا؟
ضربت روان جبهتها بقهر حالما فهمت حركة امها ، و هي تكاد تبكي من الخجل ، فحاولت البحث شئ مناسب ، لكنها لم تجد.
همست بخجل لنفسها ، و هي تلطم على خديها : يالهوي عليا و على سنيني السودة .. انا هلبس ازاي الحاجات دي قدامه.
خطرت الي بالها فكرة طالما رأتها بالأفلام و المسلسلات الرومانسية ، و ابتسمت بمشاغبة و هي تتجه الي خزانته تفتحها ، واخذت تبحث بداخلها عن شئ يناسبها لتلبسه.
وجدت اخيرا تيشرت و شورت قصير ، و بهدوء مشت بإتجاه الحمام تحاول معرفة ماذا يفعل بالداخل كل هذا الوقت؟
فجأة انفتح الباب ، لتجد نفسها امامه مباشرة ، فشهقت بذعر و هي تضع يديها علي قلبها ، و اليد الاخري تخبئها وراء ظهرها لتخفي الملابس ، و احمرت خجلا و هي تنظر الي زين يرتدي شورت فقط و صدره عاري.
زين بخشونه : انتي كنتي بتعملي ايه؟
همست روان بإرتباك وحرج : ااا انا .. اه كنت مستنياك تخرج عشان ادخل اغير الفستان
نظر اليها زين بإستغراب من توترها وتمتم : ماشي ادخلي
دلفت الي الحمام ، وهي تغلق الباب بإحكام وتسند ظهرها اليه ، تحاول تنظيم انفاسها التي هربت منها.
روان بهمس : يخربيتك ايه الرعب اللي انا فيه دا!!
بدأت في تبديل فستانها ، ولكن تطلب منها بعض الوقت لصعوبة خلعه ، ولبست ملابس زين التي بدت فيها كطفله صغيرة عبثت بملابس والدها بسبب وسع الملابس عليها.
روان بإستغراب : والناس كلها بتقولي يا طويلة .. دا انا بعوم في هدومه .. ايه دا اتجوزت هالك يا ناس
خرجت و هي تنظر الي الارض بإحراج شديد ، و تلوم نفسها علي هذا التصرف ، لكنه هذا افضل من ان تلبس هذه القمصان العارية.
اما زين كان يجلس علي الفراش بهدوء ، و لكن عند سماعه صوت فتح باب الحمام ، رفع رأسه لتصيبه دهشة قويه من مظهرها الطفولي الجميل مع شعرها الطويل الذي لم يراه منذ ان دخلت مرحلة الإعدادية.
كان شعرها ينساب علي ظهرها بنعومة ، و توجد بعض الخصل تحجب وجهها البريئ عنه بسبب انخفاض رأسها لاسفل.
غضب زين من تفكيره و حاول السيطرة علي شعوره ، و هو يهتف ببرود و سخرية : انتي ايه اللي لابسه دا .. مش دي هدومي ولا انتي عشان مش لابسه نظارة النظر بتاعتك فماخدتيش بالك
بلعت روان الغصه التي تشكلت بحلقها من سخريته عليها ، و حاولت التحدث بهدوء وهى تنظر له ببراءة : الهدوم اللي في دولابي كلها عريانة مقدرتش البسها فلبست بيجامتك
كانت تتحدث بعفوية ، جعلته يندم علي اسلوبه الجاف معها ، ليحاول إصلاح الموقف قليلا ، فنطق بهدوء : ماشي .. تعالي نامي
زاد ارتباكها من جملته ، وببطئ مشت اليه لتجلس علي السرير بجانبه.
لكن فجأة حلت الصدمة مكان الخجل ، و هي تراه يستلقي بجانبها يولي ظهره لها ، و يطفئ المصباح الموجود علي المنضدة الصغيرة بجانب السرير و ينام.
رمشت بعدم تصديق لما تراه منه.
هل هو حقاً تركها ليلة زفافها و نام بكل برود ألهذه الدرجة ينفر منها و لا يريدها ؟
لماذا اذن وافق علي الزواج منها من البداية ؟
اسئلة كثيرة دارت في عقلها ، و عندما شعرت بالتعب استلقت بجانبه تنظر لظهره العاري ، تفكر انها كانت في قمة سعادتها تعد الأيام و الساعات التي ستصبح فيها زوجة له.
كان قلبها يرقص من السعادة تنتظر هذا اليوم طوال حياتها ، و ها هو اتي ، ولكنه كسر فرحتها بقسوة و تجاهل.
اخذت تنساب الدموع من عينيها في صمت حتى غلبها النوم بعد عدة دقايق .