اخر الروايات

رواية ضراوة العشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم دهب عطية

رواية ضراوة العشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم دهب عطية 





بارت الحادي عشر🦋

جلست بتردد على احد المقاعد الوثيره في غرفته الانيقه ذو الذوق الرجولي الباحت....

تفقدت برمادية عينيها المكان من حولها...
غرفه شاسعه بها فراش كبير وخزانة ملابس كبيرة تتناسق من لون خشب السرير ، بها تسريحة تتماثلهم برقي وشكل عليها بعض الاشياء الموضوعه بعدم إهتمام... من عطر فخم لفرشاة شعر لعلبة انيقة تحتوي على ساعة باهظة الثمن...

تنهدت بملل وهي تنظر لباب الحمام الملحق بغرفته مثلها تمام لخصوصية أكبر.....

رفعت عينيها اخيراً عليه فوجدته ينزع قميصه ويرتدي قطعةً بيضاء ذو حمالات عريضة تبرز
عضلات ذراعيه....عقد ذراعيه امام صدره
ونظر لها بضراوة تهدد بالخطر...
"كُنتي عايزه تطمني عملت إيه معاه..."

بلعت ريقها وترددت برد خصوصاً بعد تلك النظره الجافه منه...لكنها تماسكت بشجاعه وهي تقول...
"آآه....يعني بما انا الموضوع يخصني..."

رفع حاجبيه بزهول من جملتها ومن لعنة وقاحتها تلك...
"يخصك؟...يخصك إزاي يعني....هو مش طلقك ولا انا بيتهيألي....."

اسلبت عينيها وهي تبرر سؤالها عن الموضوع ولكنها سمعته يقول هازئاً....

"دا حتى مكنش عايز يطلقك غير لما ياخد اللي في النصيب...."

هل يذكرها ام يذلها ويحرق قلبها امام عينيه..تحلت بصبر أمام فظاظة كلماته وقالت بهدوء...
"انا مش جايه اتكلم في اللي فات....انا جايه بس اعرف انتَ عملت إيه معاه...."

"مش شغلك..."
رد ببرود وهو يجلس امامها مباشرةً على حافة فراشه...

حدجت به بحنق بدأ يتزايد منذ بداية دخولها الى هنا..
"يعني إيه مش شغلي..... هو كان باعت الزفته دي ليك ولا ليه؟...."

اخبرها بنفاذ صبر وهو يحترق ..
"كان باعتها لأمي!!.... قولتلك مش شغلك طلعي نفسك من الحوار ده.."

هبت عاصفة جنانها وهي تنهض قائلة بحده..
"يعني إيه مش شغلي.....وطلع نفسي من الحوار إزاي
بعد اللي سمعته وتهديد اللي اخدته من الست هانم اللي كُنتو بتبدله فيها أنتو الإتنين..."

قلبت الحوار بمنتهى الثلاثه فهي ان كانت ستموت قهراً فاول أسباب هذا القهر معرفته بإسم تلك العاهرة....

لم تلين ملامحه وهو يضيق عينيه محدج بها
ببرود...
"بنبدل فيها إزاي يعني..."

احتدت ملامحها اكثر وهي تقول بسخط...
"آآه إقلب بريء ومش عارف معنى كلامي...ولا يكونش الجو خلالك خلاص وبقت معاك انتَ لوحدك..."

رد بخبث...
"واي يعني لم تكون معايا انا لوحدي...إيه مملاش العين..."أنهى حديثه بنظرة اتهام قاتم فهمت المغزى منها جيداً...

هتفت بضيق وغيره واضحه...
"بس دي متنفعكش...... متلقشي بيك...."

"مش مهم تليق بيه... المهم بتريحني وبرتاح معاها اوي..."نظر لها بوقاحه لتفهم هي المزيد بدون كلمه أخرى....

بللت شفتيها امام عينيه التي اشتعلت بنيران
مُلحه..... ثم سائلة بتردد...
"يعني انتَ فعلاً كُنت معاها..."

رد ببرود رغم سخونة المكان من حوله...
"آآه.....بس عشان مطلعش كداب مش هي بس اللي ببقى معاها في زيها كتير...."

أجابات متتالية حارقة مؤلمة لكنها لا تعلم لمَ الألم وهو حُر في تصرفاته... لن تكوني الرقيبه عليه ....

لم تعرف كيف نطقت بهذا السؤال باعين حزينه قد قرأ حزنهم وتاكد من شكه...
"بتحبها ؟..."

مط شفتيه وهو يجيب ببرود...
"بحبها؟... مش لدرجادي.....أصل بصراحه مفيش ست يجوز عليها الحب..."

رفعت حاجبيها من جملته الغريبه..

لتجده يكمل باهانة أكبر..
"اصلهم اقل من كده ...مفيش واحده فيهم بيملى عنيها راجل واحد..... ولو في في حياتهم علاقه حلال بيدوره على علاقه معاها بس في الحرام..."

نظرت له بصدمه ممزوجه بالعتاب وبرغم من شعور النفور منه في هذا الوقت الا انها تحدثت مدافعه عن نفسها...
"مش كل ستات زي بعض...ومش اي كدبه تتسمى خيانه..."

نظر لها باستخفاف واجاب بأختصار...
"الكدب والخيانه جزء واحد مش جزئين...."ثم تابع حديثه بعد ان وضع سجارته بين اصابعه واشعلها وهي بين شفتيه....
"لم نثق في حد اوي...ونأمن ليه زياده عن الزوم
وهو يخون.... وقبل الخيانه كان بيكدب على نفسه ويبرر انه مغلطش وان من حقه يعيش حياته زي ماهو عايز...."

ردت بصوتٍ حاد برغم من هدوئها...
"وهو غلط الإنسان يختار حياته بنفسه...ولا لازم يرضا باللي انفرض عليه ومايعرضش..."

برغم الألم رد بصوت ميت...
"وهو لازم يختار حياته بالكدب.... وخيانة اللي حوليه..."

ردت بتبرير صارم...
"ماتتسماش خيانه..."

أكد بحده واضحه...
"لا خيانه لم الكل يثق فيه وفى اخلاقه..وهو بعيد كل البعد عن الثقه دي لانه بيخونها كل يوم ...."

صاحت بانكار...
"بس انا مخونتكش ياعمرو انا بس...."

قاطعها بجفاء وهو ينهي اخر نفس في سجاره ببرود..
"مين قال اني بتكلم عليكي..."

فلتت منها ابتسامة ساخره وسط طيات قهرها
وهي تقول بحسرة...
"حلو اللعبه دي....ينطبق عليها مثل كُنت بسمعه من ماما زمان... اللي على راسه بطحه... "

ضحك هازئاً بخفوت هو الاخر....
"ممم... عظيم....كل واحد عارف نفسه على إيه..."

نظرت لناحية الاخرى وزفرت بضيق ثم عادت ناظره لعينيه القاسية.... ثم قالت بنفاذ صبر...
"على العموم انا مش جايه اتكلم غير في موضوع هشام... وعايزاك ترد عليه بصراحه وتقولي عملت إيه معاه...."

لو كانت الحوائط تتكلم لصرخة في وجهها وقالت
(اغربي عن وجهه فهو سيرتكب كارثه بعد هذا السؤال....)

نظر لها بحدة ممزوج بالعصبية المفرطه وبرغم مما يعتريه وما يتأجج بداخله.. سالها بصوت حجري..
"عايزه تعرفي إيه...... اطمنك عليه... ولا تعرفي قالي إيه عنك...."

بلعت ريقها وهي تشعر بخطر ثابت بعد جملته.. سيزيد جرحها حتماً فأكيد تم الافتراء عليها من
قِبل هذا الوضيغ طليقها السابق....
"ليه هو قالك إيه عني؟..."

رفع حاجبه باستغراب وهو يقول بسخرية...
"غريبه مش هتطمني عليه الأول..."

نظرت هي له تلك المرة...
"اطمن عليه ليه... انت ليه مش قادر تستوعب ان كل حاجه بيني وبينه انتهت...."

وقف أمامها وهو يقول باستخفاف وعدم تصديق..
"لو كانت انتهت عمرك ماهتيجي تسألي عليه.. بلاش تضحكي على نفسك انتي لسه بتحبيه..."

ردت عليه بغضب هائل...
"لا مش بحبه وبعد اللي عمله مستحيل ارجعله...
ولا حتى هندم اني في يوم سبته...."

وكان اخر جمله تخصه وحده لذلك شعر بخدش حاد ينغرز في كبرياء رجولته....فقد تركته أمرأه وفضلت عليه احد أصدقائه ولم تندم حتى بعد تجربة زواجها الفاشله..... لم تندم بعد عليه....

ببساطة لانها لم تحبك يوماً حتى الآن !...

سمع صوتها يلجلج في أذنيه بـ...
"ممكن افهم قالك إيه عني بظبط....ولا مش شغلي كمان ..."ذاد التهكم على وجهها فرمقها من اعلى راسها حتى أصابع قدميها فأنتبه لخطٍ مستقيم في وسط مئزرها الناعم الذي فُتح جزء كبير منه اظهر ساقاها العاريه وما ترتدي سروال قصير كثير يبرز مفاتنها بسخاء....

تحرك بروز عنقه عنوة عنه ليزفر بحنق بعدها
وهو يشيح وجهه بعيداً عنها...

خطت خطوتين باتجاهه وقربت أكثر منه وهي
تصيح بنفاذ صبر...
"ممكن افهم مبتردش عليه ليه....هو قالك إيه عني بظبط...."

الآن ظهر جزءاً من صدرها باغراء أكبر... هذا المئزر ذو القماشة الحريريّة الناعمة مع تلك الحركات العصبية التي تفعلها الان بمنتهى الغباء تجعل صموده على جسدها وفي مكانه اصعب من المتوقع....

تحدث بنفاذ صبر وهو يحاول ابعد عينيه عن منحنياتها البارزه..

"ممكن تهدي وتبطلي فرك...."

احتدت عينيها وعصبيتها الجسديه تتزايد وهي تقول بحنق..
"يعني إيه ابطل فرك...انت شايفني بشد في شعري.....رد عليه وريحني قالك إيه عني....من حقي اعرف...."

رد ببرود وهو يحاول السيطرة على تلك النيران المشتعلة داخله...
"مقاليش حاجه...."

دبت في الارض بعصبية مما اظهر جزء ليس هين من ساقها التي تدب بها ولم تهتم او تلاحظ فقط رمقته برماديتيها ذو الشرارة المهدده...
"يعني ايه مقالش حاجه انتَ لس قايل انه اتكلم عني...قولي ياعمرو متخبيش عليه قالك إيه..."

كلما سمع إسمه على لسانها يشعر بعدم الصمود
اكثر امامها فهو لا يعرف حلاوة أحرفه
إلا بعد ان يسترهف سماعها من لسانها الوردي...

رغم الشعور الذي نفضه سريعاً أنتبه لها اكثر وهو يسألها بشك حاد...
"وانتي مهتم اوي كدا ليه تعرفي قال إيه عنك..."

"إزاي مش عايزني اهتم بعد اللي عرفته عنه...."تعالت انفاسها بحده مما جعل تحرك صدرها يتزايد صعوداً وهبوطاً امام عينيه المختلسه لهم...

عض على شفتيه من استفزازها الغريب لرجولته
فنفذ صبره وهو يمد يداه بمنتهى الجرأه مُنهي
الامر حين ضم المئزر اكثر على صدرها مخفي مابرز منه ثم فك الربطه وعقدها مره أخرى باحكام اكثر جعل ساقيها العاريه تختفي خلفها لكن خلق بعدها رجفة خائنه في سائر جسدها...

تعالت خفقاتها وهي ترى فعلته الغريبه فلاحظت هي كارثة الغباء التي احلت عليها أمامه...

ماذا سيظن بها الآن..كان من المفترض ان تبدل كامل ثيابها وتلقيه بشيء اكثر احتشاماً من هذا....

ابعد يداه ببساطة بعد ان انتهى من ستر جسدها بهذا المئزر الحرير...ثم رفع عينيه وهو يقول ببرود...
"بعد كده متخرجيش من الاوضه بهدوم زي دي...راعي إني غريب عنك...وراجل مهم كان..."

راقب اللسان الوردي وهو يلعق الشفتين اللتين ادمنهم وسبق واقتحمهما بعمق وتحسس نعومة ملمسهم...

سمعها تقول بحرج...
"انا مكنتش اقصد... انا بس كُنت...." لم يسمع المزيد فقد تركت بُنيتاه شفتيها وذهبت الى جانب عنقها
البارز بوشمتها الحمراء المثيرة حد الهلاك !..

اغمض عينيه لثانية واحده وهو هاكماً هازئاً
بداخله..

لم تقصد؟؟؟ وان كانت تقصد ماذا ستفعل اكثر من هذا هل تود رأيت جنوني وهي في احضاني.....

بلع ريقه فقد حل مكان نيران الغضب نيران رغبة وشوق غريبه لها وبرغم من كل شيء جزءاً بداخله
يريد ان يمتلك تلك الفاتنة جسداً وقلباً...

طامع!! وهو في غمرة الطمع يريدها بين يديه ولكن ضراوة العشق تمانع ما يتمناه قلبه منها...
أفاق مره اخرى بعد شروده بها وهي تتحدث معه وجهاً لوجه..

"عمرو..... انتَ سمعني..."

اي للعنة تصيب أذنيه لتجعله مستمتع بسماع احرف إسمه مُشتبكة بلسانها الوردي والذي قد داهمه منذ أيام بمنتهى الجرأه وهي متجمده كصنم بين يداه..

تحرك بروز عنقه تلك المره وداهمت بُنيتاه مشهد قبلاته الحميمه لها.... لم يعلم يوماً ان هناك رجلاً ممكن ان يقبل امراه بكل هذا الاستماع والعنف
الحاني !! الواصل لحد عبودية قربها ولا يطالب
التحرر ابداً منها....

تلك المشاعر يكرهه وينفور منها مهم وصل في عشقها لزال يراها لا تجوز لقلبه بعد فعلتها البشعه
معه في الماضي..

كيف يُعقل ان تفضل حبيبتك عليك رجلاً اخر وتتركك واقفاً مكانك في طريق قاتم لا يعرف للحب
لمحه تُذكر... والشيء المضحك ان بعد كل شيء قلبك لا يمتلك القوة ليبدل عشقها الزائف
بأخرى !!..

لم يفضل عليها اخرى ولو حتى من باب الكذب والكرامه المهشمه أمامها ...

شعر بكف يدها الساخن يلامس جلد كتفه البارد
برغم من اشتعاله كلياًّ الآن.. حدجت بقلق حقيقي...
"عمرو انتَ كويس.... مش بترد عليه ليه انا بكلمك بقالي ساعه...."

نظر لكفها المعلق على كتفه.... فلاحظت فعلتها الفاتره والتي اتت من باب القلق ليس إلا...
"انا اسفه بس قلقت عليك..."

لمعة عينيه بستهزء ولم يعلق بل تنهد وهو يقول بهدوء...
"سرحت شويه يمكن من الارهاق...." تريث برهة قبل ان يقول بصلابه جرحتها...
"ياريت تروحي تنامي وكفايه سهر لحد كده... إحنا الإتنين بنصحى بدريه لشغل..."

اومأت له على مضض قد مر الوقت وتحدثت معه في عدة أشياء عديدة ولكن لسوء حظها لم تتكلم فيما أتت لأجله او تكلمت واستفسارت وذاد عنادها
بمعرفة ماسار معه في زيارته لهذا الوغد ولكنه كان عنيد... راسه قد صُنعت من فولاذ يصعب اختراقه
ولو حتى بعدة كلمات مفيدة تعبر عن اي شيء
دار بينهم.....

مطت شفتيها بعد اخرجها نفساً عميقاً ثم خرجت من غرفته بدون ان ترفع عينيه به او حتى تلقي تحية
قبل خروجها.....

جعلت الذي يراقبها بكثافه عن قرب تشق شفتيه إبتسامة هادئه تحمل الحنين للطفوله فقد كانت تلك حركتها المعروفه حين تفشل في معرفة شيءٍ بنسبة لها ذات اهميه كبيرة... ليتى الطفوله ترجع لكان غير أشياء عديدة يندم عليها الآن واهمهم كسب حبها وقلبها للأبد !...

مد يده في احد الإدراج ومسك بين يداه عدة صور
متفقدها وهو يتجه نحو الفراش ....

تلامس ملامحها من على ورق الصور الفوتوغرافية...

تلك الصور التي التقطها في الشركه بفستانها الازرق الرقيق....

هناك واحده بهم تبتسم شفتيها الجميله بنعومه.. وهناك اخرى اكثر جرأه بنظره اثارة تحثي على
دعوه سخية بالاقتراب منها قبل ان تتبخر
وترحل !!.. هناك واحده تحمل ابتسامه هادئه
يظهر بوضوح عنقها الجميل بوشمة الوردة الحمراء وأخرى تحمل نفس الشكل لكن بدون إبتسامة نظره مبهمه تظهر أيضاً وشمها المثير... اما الأخيرة
فكانت صاحبت الوقت الاطول في تفقدها باعين أخرى.... فكانت نظرتها حزينه صادقه تحمل من العتاب نوعٍ لم يتذوقه احد مثلها وكانها تعودت على نظرت العتاب لمن حولها فاصبحت تتقنها اكثر من اي شيءٍ آخر !...

لا يعلم لماذا شعر ان الدماء قد احترقت باوردته من تلك النظره الثابته.. قد شعر ان الرحله داخل تلك النظره العميقه اعمق من جراحه وعشقه لها !...

هل ستظل الضراوة قائمة؟ ام ستتحل ببعض الرأفه وتتركه ينعم بحياته بعيداً عن ذكرياتٍ قد هبت عليها عاصفه ترابيه دُفنت بعضها وافسدت البعض الآخر !..

الم تنتهي الضراوة ويخمد العشق ام ان الرحله في بدايتها ولا تزال قائمة !!!!!! ....
______________________________________
بعد مرور أسبوعان...

قالت نادية بابتسامة حزينه..
"حمدال على سلامه ياثروت...."

خلع ثروت سترته وهو يرد عليها بهدوء...
"الله يسلمك ياناديه...ها عامله إيه من غيري..."أبتسم بمداعبه طفيفه...

تنهدت بعمق مُجيبه بصدق...
"مش لازم اقول انتَ عارف...."

جلس على حافة الفراش وهو يشير لها بحنان...
"تعالي ياناديه.... قعدي جمبي..."

علقت ناديه سترته ثم تقدمت نحوه وجلست بجواره...

نظر لها نفس تلك النظره المشبعه بالحب برغم من مرور سنوات عمرهم.... مد يده ومسك يدها بين يداه
ثم قبلها وهو يقول باعتذار...
"حقك عليا ياناديه...انا عارف اني غلط وقولت كلام ملوش لازمه لم كنا في المستشفى...بس انتي عارفه
ان غصب عني...."اخرج نفساً عميقاً متابع بائساً..
"بنتك هي اللي قلبت حياتنا... وعقدة كل حاجه بجوزتها من النصاب ده...."

سحبت يدها من يداه بهدوء ومسحت دمعه هبطت وسط اعتذاره الحاني.....رفعت عينيها عليه بعتابٍ وهي تقول...
"بنتي؟؟..طول عمرك بتقول بنتي...لي عمري ما سمعتك بتقول بنتك...إيه.... هو انا جبتها لوحدي..."

زفر بحنق وهو يعود التحدث بنبرة خشنه بين
طياتها جمود..
"اي لازمة الكلام دي ياناديه....."

نزلت دموعها وهي تقول بشجن..
"لازمته أنك لازم تفوق...وتغير نظرتك دي الى حصل حصل...ليه مش راضي بقسمت ربنا....الولد مات والبنت عاشت... "

اكفهر وجهه عند ذكر تلك الجمله..ثم صاح بقهر...
"كان لازم خالد يعيش مكنش لازم يموت..."

إبتسمت بحزن واردفت بائسه...
"خالد؟؟...اول مره اعرف انك كُنت ناوي تسميه خالد..."مسحت دموعها وهي تتابع بحسره...
"قعدنا اكتر من عشر سنين مستنين ضُفر عيل...ويوم
ماربنا كرمنا كانو توام....."

نظر ثروت أمامه بحسره أكبر وهو يكمل شاجناً...
"يومها كنت حاسس ان الدنيا أخيراً ضحكتلنا...عشر سنين.....اخويه اللي اصغر مني اتجوز وخلف وجاب الولد وانا كُنت لسه بجري وبلف على الدكاتره...ويوم ما ربنا أراد رزقني بتوام...بس يوم الولاده الولد مات والبنت اللي عاشت....."

نظرت له ناديه بعتاب...
"يعني هو دا المبرر لمعاملتك ليها...وعد ذنبها إيه تبعدها عنك البعد دا كله...."

لم ينظر لها ثروت ولكنه اجاب بخزي...
"ذنبها انها مقدرتش تسمع كلامي زمان....ورفضت ابن عمها وضيعت شقي وتعبي ......بكره اموت و عمرو يتجوز واحده غريبه عننا.....ساعتها كل حاجه هتروح لغيرنا..."

رفعت ناديه حاجبيها بصدمه وتشدقت بـ...
"يعني كان الجواز مصلحه مش عشان خوف عليها وانُ ابن عمها ..."

اجابها بإختصار صادق...
"الاتنين ياناديه...انا مبقولش كده كره في ابن اخوي او حاقد على اللي هياخده من بعضي...انا بقول كده عشان وعد أوله من الغريب وهي وعمرو ولاد عم وعمر الدم مابيقى ميه...."

صاحت باستهجان..
"محبوش بعض ياثروت...على الأقل بنتك مقدرتش تحبه...عُمر مالجواز يجي بشكل ده....هما مكنوش صغيرين وبنتك كان من حقها تختار اللي بتحبه... "

رد عليها باستنكار...
"ولي اختارته عمل إيه غير شوشره وبهدله في المحاكم...."

ردت بسرعه وتبرير...
"اختارت غلط....غصب عنها مشيت ورا قلبها..."
تريثت برهة ثم وضعت يدها على كتفه وهي تقول بحنان...
"عشان خاطري ياثروت... قرب منها وعد محتجاك جمبها...انت ابوها ووجودك معها مهم... "

هز راسه وهو شارد بحسره ليرد عليها بجمود...
"الحنيه الزياده دي هي اللي بوظتها....البنات مبيجيش من وراهم غير وجع القلب....."

اغمضت عينيها بحنق وتابعت بقنوط...
"بلاش طرقتك دي ياثروت...غير النظره دي شويه... في زمنا ده البنت زي الولد....."

رد مكفهر الملامح ...
"مش في قانون الاباصيري ياناديه..."

برمت شفتيها وهي تقول بضيق...
"متزعلش مني ياثروت بس قانون الاباصيري ده ظالم... ولو فضل بشكل ده هيظلم احفاد احفادك كمان ... وبذات البنات !! "

أردف بنبرة مُصره...
"محدش ليه انه يعترض على حاجه حطها جدي وابوي زمان... القانون عادل... البنات خيبين وممكن يرمو فلوسهم لاي حد ضحك عليهم بكام كلمه حلوه... ودليل بنتك اهيه مثال حي قدامك..."

زفرت باستياء... تعلم ان نظرته وفكرته لم تتغير... حزين على موت وريثه ووريث العائلة الذي طال انتظاره لسنوات فتفاجئ بعدها انه ترك الحياة مبكراً ولم يبقى من رائحته الا توامه (وعد) لم يحبها ولم يتقبلها يوماً فقط لانها أنثى اهذا عدلٍ؟...لا يعلم ولكنه كان ينبذها دوماً ويبتعد تارك امها تعطي لها ما يصعب عليه اعطائه لطفله في عمرها...وحين كبرت أمامه وشعر بحب ابن أخيه لها ظن ان من الممكن
ان تكون ذات منفعه !!ولكن رفضها وعنادها وتحديه ذاد من البعد ونبذها اكثر من الازم فأصبحت علاقتهم جافه لا تحتوي على اي ذكره دافئة بين اب وابنة بل كأنو غرباء عن بعضهم حتى الآن...

تحدثت ناديه بحزن بعد صمت طال بينهم...
"انا عارفه انك بتحب بنتك.... ااه... مفيش اب بيكره بنته.... ممكن تكون جامد عليها شويه... وبتفكر بطريقه غلط ... بس انت عمرك ماهتكرها مش كده ياثروت؟؟...."

سألته بخوف وهي تذرف الدموع باسى... تعشق هذا الرجل بكل جوارحها، تعشقهُ وهو أيضاً يعشقها بقوة... بينهم قصة حب تُكتب راوية، ومشاعر تصنف قصائد
واشعار.... ولكن عيبه الوحيد تطبيق ماتربى عليه حتى ان كان معظمه خطأ وظالم لمن حوله !... لم تلومه فهي تعلم ان والده زرع به تلك الأشياء وربى اياه على التقليل من حجم الانثى بذات حين تكن ابنة لك....

لم يحرم( وعد) من شيء قط !!، بل تركها تفعل مايحلو لها ولم يقف يوماً في وجه رغباتها!؟... لكن في الحقيقه ترى أنه تركها فقط لأنه غير مهتم بما تفعله لا يكترث عن ماتريده بأختصار! لم يكن موجود في حياتها برغم من وجوده الدائم معها !؟....

تردد وهو يجيب عليها بصدق...
"انتي رديتي على نفسك ياناديه... مفيش اب بيكره بنته...."

مدت يدها وهي تتوسل إياه بحزن...
"عارفه انك بتحبها... بس هي مش عارفه ده..."

زفر باستياء وكأنه طفلٍ حائراً...
"والمطلوب...."

نفس الشجن بصوتها وهي تقترح عليه...
"قرب منها... وحنن قلبك عليها.... عوضها ياثروت عن اللي راح... عوضها هي زي مامحتجاني جمبها محتجاك انتَ كمان...."

تريث برهة قبل ان يرفع عينيه عليها ويمد يده ويمسح قطرات دموعها المنسابه قبل ان يقول بأختصار منهي نقاشهم الثقيل...
"ربنا يسهل ياناديه... سبيها على ربنا...."

نظرت له وهي تتمنى ان يصدق تلك المرة ويلقي ترهات والده جانباً ويلتفت الى ابنته ولو قليل....

(مثل ثروت الكثيرون ممن يرون الابنة نقمه وان رزقهم الله بها فهي كالعقوبه تستمر لمدى الحياة !!)

نظر لها وكانه تذكر شيءٍ مهم فسأله باستفسار...
"قوليلي ياناديه...انا مشفتش عمرو من ساعة ما جيت هو فين..."

إبتسمت ناديه بإستياء...لم يسأل على ابنته ولم يتذكرها بعد بل كل ما شغل تفكيره السؤال على وريث العائلة وكبيرها من بعضه....

"عمرو في المحكمه...."

احتلت علامات وجهه القلق....
"في المحكمه ليه إيه الى حصل...."

نظرت له باستهجان وهي تقول...
"متقلقش....دا بيحضر جلسة الحكم على هشام..."

زفر بضيق وهدر بعدم رضا...
"ويحضرها ليه ماكان المحامي خلص كل حاجه إيه اللي يخليه يروح المحاكم بس..."

ردت عليه بحيره...
"معرفش إيه اللي خلاه يروح...لم يجي اسأله "

رفع ثروت هاتفه على اذنيه وهو مكفهر الملامح...
"انا هكلمه اشوف ايه اللي بيحصل...."

بعد مده قليله انزل الهاتف بحنق..
"مبيردش....."

حاولت تهدئة إياه ببعض الكلمات الرقيقه...
"يمكن في المحكمه ياثروت وعامل تلفونه صامت...متقلقش شويه وهيجي..."

زم شفتيه ونظر لها بهدوء....

طُرق الباب برقه ودلفت وعد وهي تقول بابتسامة مشرقه....
"ماما انتي فين مـ...."توقفت من تلقاء نفسها حينما وجدت والدها أمامها بوجهاً مرهق لا يخلو من العبوس....

ابتسمت تلك المره عنوة عنها بسعادة وقالت برقه...
"حمدال على السلامة يابابا..."

نظر له ثروت لوهله قبل ان يرد بصوتٍ عادياً..
"الله يسلمك....."

لمح بطرف عينيه نظرات ناديه المترجيه إياه...

فتنحنح على مضض وهو يقول...
"عامله ايه ياوعد دلوقتي...."

لؤلؤ لامع براق داعب بشدة رماديتاها فجعل الإبتسامة تتسع اكثر وهي تقول بحبور...
"الحمدلله كويسه......انتَ اللي عامل يابابا...غبت اوي علينا..."

اسبل عينيه بخزي من نفسه فمن مجرد سؤالٍ بسيطٍ
أصبحت تتوهج بالحياة وكانها عادت للطفولة والبراءة السابقه....

تفقدت سكوته بحيرة وقد تلاشت الإبتسامة ببطئ
على محياها، وهي تراه يحارب لخروج الكلمات المماثلة لها...

هل الأمر بكل تلك الصعوبة؟..

المشاعر لا تعرف الكلام هي تعرف طريقها بدون ان نمهدها او ننتقي افضل مابها...

اسلبت هي ايضاً عينيها بأسى وهي تشعر انه يتعامل معها بتحفز وكانه يجاملها بسؤاله عنها وقد يجبر بخاطرها الان حين يعبر عن اشتياقه لها...

لا تريد غير مشاعر أبوية صادقه من القلب تخرج وتلتقي بقلبٍ اخر يتيم قد انتظرها طويلاً !!...

ارتجفت شفتيها وتجمعت الدموع بعينيها قبل ان
تقول بسرعة...
"طب انا جايه كمان شويه...عن اذنكم... "استدارت بسرعه وفتحت الباب وخرجت منه وهي تبكي وقد تعالت شهقاتها في سيرها وسمعها ثروت وناديه بوضوح...

زفرت ناديه بإستياء وهي ترمقه بنظرة عتاب قبل ان تركض خلف ابنتها...

حل بعدها ربطة العنق بضيق وهو يجلس على حافة الفراش مطأطأ براسه للأسفل بخزي من نفسه
فقد اكتشف للتو انه لا يمتلك الرابطة الطبيعيه
بين الأب وابنته وكأنهم

وكأنهم غرباء عن بعضهم ؟!....
______________________________________
" بعد الاطلاع على الأوراق وسماع المرافعة والمداولة قانوناً......."

تنفس عمرو براحه وهو يسمع باقي كلمات القاضي المرتبه قبل ان يبدأ نطقه بالحكم...

ألتفت نحو هشام الوقف داخل القفص الحديد متكا بذراعه عليه يسمع كلمات القاضي بتوتر منتظر الكلمة الفاصله لحياته القادمة اما براءة او عدة سنواتٍ خلف القضبان ظلماً كما يرى؟!...

"بسجن لمدة خمس سنوات... رفعة الجلسة..."اخر مانطقه القاضي قبل النهوض من مكانه...

تعالت الصيحات بعضها راضي ولآخر رافض للحكم الظالم..

صاح هشام بعد لحظه من استيعابه لهذا الحكم...
"يعني إيه خمس سنين...انا مظلوم ياناس مسرقتش حاجه مظلوم.... مظلوم..."طرق على القفص الحديدي بعصبية وحتى الان لم يستوعب
الحكم(خمس سنوات)في السجن خلف القضبان
اي ذنب ارتكب ليصل به الحال لهنا ؟!...

أتت نحوه لوزه وهي تبكي بحزن عليه...
" متخفش ياهشام ان شاء الله محلوله..... طمنه يامخلصاتي.... "لكزة المحامي الذي هز راسه بسرعه وهو يقول بهذي...
"ااه طبعاً ياهشام أطمن....انا هعمل طعن في الحكم ويمكن تاخد براءة....بس دي بقه ليه اتعاب تانيه... "

نظر له هشام بمقت وهو يصيح بغضب...
"اتعاب تانيه!...طب امشي بقه عشان مفتحش
كرشك............غور...."

ارتعد الرجل خوفاً برغم من احتجاز هشام بهذا القفص الحديدي الا ان وجهه وشره كفيل بأن يخشى منه ويذهب راكضاً بجبن...

نظر جبر له وحاول بث الطمأنينة له بطريقته المعتاده...
"متقلقش ياصاحبي انا وصيت عليك حبايبي...كل تحت السيطره....الخمس سنين هيعدو هواه....."

زفر تلك المره بحدة وهو يلقي نظره تحذير على هذا المثمل دوماً بدون تذوق قطرة خمر !....

وضعت لوزه يداها على القفص الحديدي وهي تقول بحنو...
"سيبك منه ياهشام....انا معاك ياحبيبي...متقلقش انا هكلم محامي تاني يترافع عن القضيه...."

هز رأسه وهو ينظر أمامه من فوارق الحديد ليرى المحكمه فارغه فقط يجلس غريمه مكانه ينظر
أمامه ببرود ويتابع مايحدث باذنيه بمنتهى الثبات...

صاح هشام بصوت حاقد متلجلج بالمكان...
"متفكرش إنك كده كسبت... المكسب الحقيقي في لآخر.... لم احرمك منها وحرق قلبك عليها..."

استدارت لوزه للخلف بحيره فلم تمر الثانيه الاخرى الا وهي متوسعة الاعين ترمق عمرو بصدمة وهي تلتفت بسرعة لهشام تسأله بعدم تصديق...
"هو دا عمرو....... دا ابن عمها..."

لم يجبها بالسانه فقط مجرد نظره كارهه يصحبها الغل توجه لعمرو جعلتها تدرك هواية هذا
(الحليوه) كما كانت تلقبه...

على الناحية الأخرى لاحت منه ابتسامة بارده على جانب واحد ثم نهض من مكانه مغلق زر سترته قبل
ان يتقدم منه عدة خطوات بوجه حجري لا يحكي نيران تكاد تندلع لتحرق الجميع واولهم هذا
الوضيع الذي تقاسم معه يوماً طعامه فطمع هو
بحبيبته واخذ مالم يستطع هو النيل منه يوماً...

وضع يداه بيجيب بنطاله وهو يكمل جملة غريمه بسخط..
"المكسب الحقيقي في الآخر.....بس دا بعد خمس سنين...... مش بعيد اوي عليك..."

خبط على القفص الحديدي وهو يصيح بغل...
"ولو بعد مية سنه راجع ومش هسيب حقي..."

رمقه عمرو باستهزء قبل ان يتشدق ببرود...
"حقك؟...هو انتَ مصدق نفسك ولا إيه....دا انتَ كُنت عايز تلوي دراعنا......يالفلوس يامفيش طلاق ولا ناسي......"

رد الأخر هادراً ببتبجح...
"ااه حقي..... ولا مفكرني هسبهالك ببلاش...."

تحدث عمرو بسخريه...
"انتَ صح كان لازم اعرقك برضو....." ثم
تريث برهة قبل ان يقول باستنكار...
"ركز في كلامك قبل ماتتكلم بس....اللي بتكلم عنها دي بنت عمي يعني سمعتها وشرفها يمسوني..."

صاح الآخر هاكماً...
"يمسوك.....وكان فين الكلام ده زمان..."

" معلش... كنت فكرك راجل وهتقدر النعمه اللي في إيدك...."تمالك عمرو نفسه في لحظه يحسد عليها وهو يجيب عليه باختصار...

لجمة هشام الجمله فلم يجد الى الصمت أجابه بعدها...

لاحت من عمرو نظره على لوزه ثم لم يلبث
الا وقال لها بأمر حاد...
"ياريت دي تكون اخر مره اشوفك فيها..ولو حولتي
تقربي تاني من وعد او تضايقيها بكلامك الاهبل ده
هتزوري أماكن جديده عليكي بس مش هتعجبك اوي..."

تهديد صريح جعلها تجفل وتسلب عينيها خوفاً من
شكل ملامحه الغاضبه وعينيه القاتمه المخيفه..

رفع عمرو عينيه على جبر بحنق فرفع الاخر يده سريعاً بخوف بحركه عسكرية وهو يقول...
"باشا ولله... وللي انتَ عايزه هنعمله....متزعلش نفسك... "
القى عمرو عليهم نظرت ازدارء قبل ان يرفع نظارته السوداء ويستدير خارجاً من الغرفة الشاسعه وسط صيحات هشام الذي تعالت بالغضب وتهديد
بتدمير حياته واخذ( وعد) منه

هل حصل عليها لاخذها منه ياله من غبي
اهوج التصرفات !!...
____________________________________
بعد مرور أسبوع...

وصلت (وعد) لمرأب السيارات بيدها تجر حقيبة السفر... كانت ترتدي ثوب رقيق ذو ألوان مبهجه
كانت تاركه شعرها بانسياب على ظهرها،تضع القليل
من الزينة على وجهها ترتدي بعض الاكسسوارات
البراقه التي تتالق مع ثوبها الانيق....

وقفت عند باب سيارتها وهي تتحدث في الهاتف بملل...
"طب خلاص يانهى...هعدي عليكي بس بلاش ادخل الحاره بالعربيه استنيني برا.....آآه ماشي خلاص استنيني هناك...."أغلقت الهاتف وهي تزفر بحنق
فهي لا تفضل السفر بسيارة ولو عليها لاخذت السائق معها ولكنها تراجعت سريعاً عن الفكره فهو خاص بوالدها وهي لا تريد طلب اي شيء من والدها
او حتى التحدث معه !؟....

استنشقت رائحة عطره بوضوح فاغمضت عينيها بألم
وحزن يستحوذ عليها منذ ان علمت بسفره القريب هو وشقيقته بعد عودته من سفرية العمل القصيره
التي سترافقه بها اليوم هي وبعض المساعدين بشركه...

تنهدت وهي تهم بفتح السيارة ولكن طرقات خطواته
اوقفته وبعدها سمعت صوته خلفها يقول...
" راحه فين ياوعد... "

استدارت له بهدوء وهي تقول بتحيه رسمية...
"صباح الخير...."

رد بأختصار.....واعاد سؤاله بستفهام..
"صباح النور....... راحه فين كده...."

عقدة حاجبيها وهي ترد عليه ببساطة...
"هكون راحه فين.....الغردقه يعني مش انت مأكد علينا في الإجتماع امبارح....."

أشار على السيارة باستفهام اكبر...
"هتسافري بالعربيه لوحدك...مش هتاخدي السواق معاكي..."

بلعت ريقها وهي تجيبه بنبره عاديه..
"مش لازم السواق....انا حبى اسافر لوحدي...."

هز رأسه باستنكار...
"لا مينفعش....سيب عربيتك وتعالي اركبي معايا..."

"لا طبعاً....مينفعش.. "

كان سيتحرك نحو سيارته ولكن جملتها اوقفته وجعلته ينظر ببنيتان ثاقبتان نحوها ...

"ليه مينفعش؟.."

"يعني نهى هتسافر معايا..... وهي مستنياني..."

مط شفتيه ورد ببساطة...
"مفيش مشكله اخدها في سكتي... يلا عشان اتأخرنا..."

أولها ظهره متجه لسيارته فدبت بقدميها بالأرض بضيق.... تكره تلك الهيمنه وهذا السحر به
والانجذاب نحوه تنفر من مشاعرها الغريب نحوه خصوصاً ان مابينهم لا يسنح بكل تلك الترهات داخلها....

هل بعد سفره ستُمحى تلك المشاعر مع الوقت؟! ..

وجدته يعود إليها ويلتقط من بين يدها حقيبة
السفر وهو يقول بصوتٍ أجش....
"كفاية سرحان....... ويلا اركبي العربيه...."

رفعت رماديتاها بتردد فوجدت بنيتاه تداهمها بقوة وكانه يود إختراق مايشغل تفكيرها....

لو يعلم ان شرود تلك الأيام الأخيره كلها كان لأجله لفكر مراراً قبل ان يقرر السفر وتركها للمره الثانيه
وممكن ان تكون الأخيرة ؟!...........

...يتبع



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close