رواية رهف وعاصي كامله بقلم رغده
البارت الاول
كانت تدعو الله بقلب ملتاع مكسور جريح فها هي ضحية لعبة قذرة لا تعلم من حاكها ولماذا
لا تعلم كيف حدث وماذا ستفعل
شهقت من بين بكائها ووضعت يدها على وجنتيها تتحسس مكان صفعات والدتها
والدتها التي كانت منذ الأزل ام وصديقة لم ترفع يدها عليها الا هذه المرة
كانت شاردة تفكر كيف ستقنع والدتها بصدقها وبراءتها وكل الادله تشير إلى أنها مذنبة خاطية
فاقت من شرودها حين دلفت والدتها وقالت : اعملي حسابك ابن عمك جاي بكرة وهقوله على المصيبة اللي عملتيها
جرت رهف وركعت عند قدم والدتها وامسكت يدها تقبلها ودموعها منهمرة وهي ترجوها : بلاش عاصي يا ماما ارجوك ، ده ممكن يقتلني ،والله انا ما عملت حاجة ، والله انا زي ما ربيتيني، عمري ما طلعت عن طوعك ولا عمري كلمت شباب ، انا والله بريئة بريئة
قالت آخر كلماتها واجهشت ببكاء مرير جعل قلب والدتها يرق لها لتنخفض لمستواها وتضمها لصدرها وتشاركها نحيبها
نظرت رهف لوالدتها وعينيها غارقة بالدموع ونظرة الحزن والألم تملأها وقالت بصوت مخنوق : ارجوك يا ماما تصدقيني، وبلاش عاصي ده قاسي وعصبي
وانا بخاف منه
ازاحتها والدتها عنها وقالت : هو عاصي ومفيش غيره هيعرف يلم الفضيحة اللي عملتيها
حاولت رهف ان تتكلم ولكن أشارت لها والدتها بالسكوت وهي تقول بقسوة : حطيتي وشي بالأرض وجبتي العار لاسم ابوكي اللي كان طول عمره الناس كلها بتحلف فيه وباخلاقه ، شوهتي سمعته بعملتك السوده دي وانا كنت طول عمري محافظه على نفسي و عليكي وربيتك بس انتي طلعتي ....،وقبل أن تكمل قاطعتها رهف وهي تصرخ بوالدتها : لا لا متكمليش اقسم بالله انا طاهرة وما حد قربلي أو لمسني
وضعت رضوى يدها على فمها وخرجت من الغرفة لا تصدق نفسها كيف كانت ستطلق على ابنتها وصفا قذرا كذلك
انتهى النهار واسدل الليل ستائره، انهى كل أعماله وركب سيارته وانطلق بها وهو يفكر ما السبب الذي دفع زوجة عمه لطلبه واصرارها الا يعلم احد باتصالها
ترك التفكير بهذا فهو بعد بضع ساعات سيعرف كل شيء وأخذ يفكر بصاحبة العيون الجميله والوجه الملائكي رهف صحيح انه لم يرها كثيرا ولكن قلبه تعلق بها منذ الصغر حين كانت طفلة صغيرة رقيقة
ابتسامتها ساحرة ونظرة عينيها تسلب القلوب
ابتسم بتلقائية وهو يتخيل لقاءه بها كيف ستقابله وهل سيسمع صوتها العذب
أطلق تنهيدة طويله عاشقة واكمل طريق سفره حتى وصل تقريبا مع الفجر
نزل إلى المسجد الموجود بالبلد وأدى الصلاة جماعة وخرج
بقي بسيارته حتى اشرقت الشمس وبدأت الحركة في الشوارع فهبط من السيارة وسار نحو منزل عمه وطرق عليه عدة طرقات وانتظر
فتحت له رضوى التي رحبت به بابتسامة حاولت جاهدة على إظهارها
شعر من تعامل رضوى ان قلبه انقبض فسألها مباشرة : رهف كويسة؟؟
اخفضت نظرها فهي لا تعلم ماذا تقول وكيف تبدا ولكن ليس أمامها حل غيره
كان يراقبها بصمت ولكن القلق نهش قلبه فقال : مرات عمي في ايه ، فين رهف ؟؟
فقالت : اقعد يا عاصي رهف بأوضتها ، اقعد عشان اقولك كنت عاوزاك في ايه
جلس على أحد المقاعد ينتظر أن يعلم ماذا يحدث
فقالت رضوى وهي تبكي : في مصيبه يا عاصي مصيبه
جن عاصي وزاد قلقه فقال: مصيبة ايه ؟؟
فقالت بتردد : رهف ،،، ررهف
وقف عاصي وصرخ بها: انطقي مالها رهف
لتقول بسرعة قبل أن تخذلها الكلمات ولا تستطيع أن تكمل : رهف مش بنت والمصيبة أنها حامل ؛؛؛
رمش بعينيه عده مرات يحاول أن يفهم وكان عقله قد توقف عن العمل : ايه ؟؟؟ حامل ازاي
رضوى ببكاء : في حد ضحك عليها وهي سلمته نفسها
صدمة أطاحت بعقله وقلبه ، كيف ومتى وهو يراقبها حتى في نومها ، ليقول بتوجس: انتي متاكده ؟؟؟؟
هزت رأسها وقالت : للاسف ايوة ، انا جبت الدكتورة وكشفت عليها واكدتلي
شعر بالدوار فمن تتكلم عنها هي حب عمره وعشق طفولته ، ينتظر أن تنهي دراستها ليفاتحها بالزواج
اكتسى السواد عينيه وقال : هي فين ؟؟
لتقول : فوق بالاوضه
عاصي : طيب تسمحيلي اكلمها على انفراد
رضوى: اه اه طبعا اتفضل
كانت نائمة لتسمع صوت عاصي فانتفضت عن سريرها واقتربت من الباب وحين هدأت الأصوات خرجت على أطراف أصابعها ونظرت له من بعيد ما زال على حاله بل ازداد ضخامة وقسوة ، هي لا تحبه بل لا تطيقه وها هو هنا الآن ليغسل عارها ؛؛
بكت على حالها وعادت ادراجها ، تمددت على سريرها تشعر ببرودة تغزوا جسدها ، سمعت طرقات خفيفة على الباب و من بعدها خطوات ثقيلة تقترب منها
نظر لها ولملامحها رأي عينيها مغمضة وترمش بها ود لو يخفيها بقلبه وبين اضلعه ولكن كبرياؤه وشكه يمنعه
قال بصوت حاول أن يكون طبيعيا :رهف بصيلي انا عارف انك صاحية
فتحت عينيها ببطء ونظرت له بخوف ليجلس بجانبها ويبتسم لها
عاصي : ازيك يا رهف
رهف بصوت مرتعش : بخير
عاصي : رهف متخافيش ، انا عاوز اجيب حقك ، قوليلي مين اللي ضحك عليكي وعمل كده
تشبثت بغطائها وبدأت تبكي وهي تقول : والله ما عملت حاجة
عاصي بقسوة : متكدبيش ،،، مرات عمي قالت إنها جابت الدكتورة وكشفت عليكي وقالت انك حامل
ازداد بكائها وهي تقول : كدب كدب والله ما عملت حاجة
وقف عاصي وقال : انتي مصرة تكدبي يعني كدابه ومش متربية ، بس انا هعرف ازاي اربيكي
رفع يده يهم بضربها ، أغمضت عينيها بقوة بانتظار الصفعه ولكن زاد انتظارها لتفتح عينيها ببطء لتجد عينيه مغمضة ويشدد من قبضة يده وكأنه يمنع نفسه عن ضربها
فتح عينيه المظلمه لينادي على والدتها التي كانت تقف خارج الباب تضع يدها على قلبها وتبكي
دخلت مهرولة بسرعة : ايوة يا عاصي
عاصي : كتب كتابي على رهف يوم الخميس يا ريت تحضري الشنط عشان هتيجو معايا مصر
رضوى : بس
عاصي : مفيش بس ، انا مش هسبها هنا لحد ما تكبر بطنها اكتر ونتفضح
قال كلماته وخرج من الغرفه متجها للصاله
رهف بنحيب وهي تقبل قدم والدتها : بلاش يا ماما ابوس رجلك بلاش عاصي قاسي ، بلاش تعاقبوني على حاجة معملتهاش
رضوى : ابن عمك قال كلمته :، يلا اجهزي
خرجت رضوى وتركت رهف تبكي مرارة اتهامها بافظع الاتهامات ، شرفها الذي لم ولن تفرط به ولكن من سيصدقها وكل الادله تثبت العكس ولكن كيف حصل ذلك هي لا تعرف