رواية رياح الالم ونسمات الحب الفصل التاسع 9 بقلم سهام صادق
الـــــفـــــصــــل الــــتـــــاســـــــع
لم يُدرك يوماً بأن الحب يبدء أولاً من رغبة العين للنظر لمن تُحب ، او تُسعد الأذن عندما تسمع أحاديث عما من نحب ، أويصمت اللسان وتهدأ دقات القلب المتسارعه عندما نراه أماماً او التهكم من تصرفاته وكأنها لا تعجبنا وفالحقيقه لا نريد سوا ان نلعب معه لعبة القط والفأر ...
ليتنهد هشام قائلا : هنا فاكرتني بمأساتي ، يااا حاسس أني بشوف نفسي دلوقتي وأنا عايش مع خالي وهو بيربيني كأني مجرد حيوان عنده ، ليضحك هشام بألم قائلا : ههه ، لاء تقريباً ممكن يعامل الحيوان أحسن مني
ليتطلع إليه فارس قائلاً : يااا ياهشام ، لسا فاكر لحد دلوقتي ، طيب ليه بتلوموني لما بفتكر الماضي
ليصمت هشام بشرود ...حتي يقول:المرحله الوحيده الي في العمر ، مهما مر سنين عليهاا وعمرها مابتتنسي ، هي وانت طفل ، بتفضل كل ذكري محفوره في عقلك ، للأسف في المرحله ديه بنبتدي نكتشف الحياه ، والناس عشان كده من الصعب ننسي ، بس الي أنت فيه ده يافارس كان مجرد تجربه في حياتك وفشلت ، والتجربه الي متموتش بتقوي ، وانت فعلا قويت بس للأسف قوي هاشه ممكن ريح بسيطه تهدمها
ليتنهد فارس قليلا حتي يقول : من غير قوتي ديه مكنتش هبقي فارس مراد الي أنت شايفه قدامك دلوقتي
ليضحك هشام قائلا : طيب وفارس مراد الضايع قدرت ترجعه تاني ، مش بقولك قوي خارجيه ...
ليشرد فارس قليلاً ، حتي يقطع هشام شروده قائلا : بس تصدق أنا مبسوط أوي أن انا شوفت هنا من تاني ، بنت رقيقه فعلاا ،تحس أنها ملاك
ليتطلع اليه فارس بضيق ، قد أحسه هشام
ليقول هشام بخبث : ياا لو هنا كانت كبيره شويه ، كنت ممكن ألغي موضوع صوفيا ده وافكر من تاني ، يلا مافيش نصيب ... مش هرضالهاا أنها ترتبط بواحد قرب يعجز خلاص ... ليصمت هشام قليلاا حتي يتابع حديثه قائلاً : تصدق يافارس أحنا عجزنا فعلا الواحد المفروض يلحق نفسه .... يااا العمر بيمر بينا واحنا ناسين نفسنا ، بقي أنا كلها شهرين واكمل 32 سنه
ليتطلع اليه فارس قليلا ، ليقول بصوت جاد : عملت أيه في المشروع الي أديتك دراسته
ليعتدل هشام من جلسته قائلا بدعابه : ياساتر يارب ، بكلمك عن الجواز والحياه الجميله التانيه الي مستنياني ، اسره وبيت وأولاد وزوجه وديعه كده .. ليضحك هشام قائلا: يارب تبقي وديعه بس ... وانت بتكلمني عن الشغل والمشاريع الحلم خلاص طار
ليتطلع فارس الي بعض اللوحات التي امامه قائلا : رسومات المشروع ده عايزه تتعدل بطريقه مبتكره مش تقليديه ، وتقريبا التصميم الي ده مشبه لتصميم المشروع الي فات ، يعني الشغل من الأساس عقيم
لينظر هشام الي ذلك التصميم قائلاً : بيتهيألك يمكن الشكل الخارجي في بعض التشابهات ،بس لو بصيت لزوايا الاتجاهات هتلاقي في اختلاف ، ومع الديكورات كل حاجه هتظهر
ليصمت فارس قليلاا :عشان يبقي شغلنا ناجح لازم نبقي مميزين ، حتي في أدق التفاصيل ... غير أن المشروع ده مهم أووي بالنسبه لياا
ليقول هشام : متخلي المشروع ده تحت أشرافك انت وتريحني وتعدل براحتك ، بصراحه مشروع شرم واخد كل تفكيري ما أنت عارف أن افتتاحه قرب
ليتطلع فارس اليه قليلاً قائلاً : مشروع شرم ، ولا ستات شرم ، ولا صوفياا
هشام بحالميه : صوفيا ، يااا تصدق وحشتني اووي بنسي العالم معاها ... ياريتك زي صوفياا الوجه الحسن مطلوب برضوه في الشغل
لضحك فارس قائلا بسخريه : وجه حسن ، ومن شويه اسره وأولاد وزجه وديعه .... انا بقيت متأكد انك هتفضل عازب طول حياتك ياهشام ، يلا أه نونس بعض .
ليتطلع اليها هشام قائلا بخبث : مفتكرش ،هنفضل عزاب .. أنا حاسس ان السنه ديه هتحصل فيها حاجات هتغير كل التوقعات وبكره تشوف
ليشرد فارس قليلاً ، حتي تمر صورتها أمام عينيه لتلوح أبتسامه بسيطه علي محياه
ليلاحظها هشام قائلا : هو انا ممكن اوصل هنا بكره الجامعه ، يعني بدل ما تروح مع السواق ، وغير أنت مشغول ...واه أسألها عن ريم
لتتلاقي عيناه بصديقه ، وهو لا يعلم لما أصبحت تلك الفتاه تشغل فكره حتي لو قليلاً
.................................................. ...............
وكيف لا تشعر الأم ببؤس أبنتها وهي جزءً منها، نعم هي لم تُنجبها ولكن من ربت ، تشعر بأن كل جزء من جسدها يبكي دماً علي طفلتها الصغيره ، التي اصبحت أمامها أمرأه مثلها تماماً يحاوطها الحزن وهي تبتسم أبتسامة الراضي ، حين ينظر للحياه بأن لا داعي للمزيد من بكاء علي نصيباً كان مقدر .. ولن يتغير
لتقترب زينب من بنتها قائله بحب : عامله ايه ياسلمي ياحببتي
لتتطلع سلمي الي والدتها بأعين قد تراكمت فيها الدموع
فتبتسم لأمها بألم قائله :نور مجتش معاكي ليه ياماما
لتحتضنها أمها بشوق : ياحببتي أحكيلي مالك
لتقطع حديثهم زوجته الأخري وهي تقول بترحيب يشبه اللؤم : أهلاا يا أم العروسه ، منوره بيت بنتك والله
فتجلس بجانبها قائله بخبث : مش تعقلي بنتك كده وتفهميهاا ، انها خلاص مبقتش لسا في بيت أهلها ، وتهتم وتراعي جوزها ، ده سي منصور مافيش زيه كرم أيه واخلاق أيه ، راجل بجد ملومي هدومه ،ميتعيبش ...وشايلها علي كفوف الراحه بس بنتك الصراحه بتدلع ، ده أنا لما اتجوزت كنت في سنها كده ، واتحملت مسئوليه وعيشت واه لسا عايشه مع سي منصور ومبسوطه الحمدلله ، هي الست مننا محتاجه ايه غير راجل يكون سند ليها ولو أحتاجت حاجه تلاقيهاا علطول ، وتعيش متهنيه ... لتصمت تلك السيده قليلا التي تدعي ثريا .. فتتابع حديثها وهي رافعه أحد أيديها المملوئه بالذهب قائله : هنعوز أيه غير كده
لتلتف زينب إلي أبنتهاا التي جلست بجانب أختها الصغيره لتداعبها قائله : يعني الست عايزه فلوس وأطيان ، وبس صح ياثرياا ، ومش هيفرق إذا كان هيتجوز عليك بدل الواحده ، أتنين .... أنا مش عارفه أنتي أزاي موافقه انه يتجوز عليكي أتنين والله أعلم ، امتا الرابعه هتيجي
لتضحك ثريا بسخريه قائله: لما بنتك تخلف بنات زيك ، هو صحيح انتي لو كان بناتك الي ماتوا عاشوا كانوا هيبقوا كام يازينب ... فتشرد ثريا قليلاً وهي تتذكر عددهم قائلا : اه 3 صح ، يلاا أه ممكن العروسه الجديده تجبله الولد .. مش عارفه الصراحه أيه حب الرجاله في الولاد
لتتنهد زينب .. حتي تقول : ياريت تعاملي بنتي زي بناتك يا ثرياا ، البنت لسا صغيره
لينبعث من وجه ثريا دخاناً بعد أن ذكرتها زينب بكبر سنها .. فتقول بحنق : بكره بنتك تكبر ، ولا هي هتفضل صغيره طول عمرها ، عن اذنك يا حببتي البيت بيتك
فتطلع الي سلمي قليلاً ، وهي تراها تلاعب أختها قائله بحنق قبل أن تغادر المكان : رجاله عينيهم فارغه
لتسمع همهماتها زينب قائله بحسره : ربنا يعينك يابنتي
ريم بطفوله : يلا ياسلمي قومي ، البسي وتعالي معانا عشان نروح بيتنا ، انا جيت مع ماما عشان أخدك
لتحتضنها سلمي بدموع قائله : مينفعش ياريم
ريم بزعل : مينفعش ليه ، انا هروح للراجل الي أسمه منصور ده ، واخليه يسيبك ، هو مش صاحب بابا خلاص ياخده هو ... يلا بقي عشان نروح بيتنا ... الي بقي فيه كريمه ، ديه طلعت طيبه اوي ياسلمي
لتتطلع سلمي الي أمها .. حتي تقول زينب : ماهي كانت بيعه برضوه بالفلوس ،يابنتي ... واه عايشين مع بعض وخلاص
لتقترب منها سلمي بحب قائله : عشان أنتي طيبه ياماما ، فربنا بيبعتلك ناس طيبه زيك ، ربنا بيحفظك من شر نفوس البشر
زينب بحب : يا ياسلمي كبرتي
لتقول سلمي بمراره : ما أنتي علمتينا ديما ، نرضي بنصيبنا ، والرضي بيعلم الصبر وبيدينا الحكمه
لتتطلع ريم اليهم قائله : خدي العروسه بتاعتي اه ، ماما عملتهالي ، اديها لمنصور وقوليله ، خد العروسه ديه بدالي
لتضحك زينب علي برائة ابنتهاا .. داعية الله الا يكون نصيب أبنتيها مثل نصيب أختهما !!
.................................................. .................
وفي وسط صوت ضحكاتهم ، كان يجلس هو صامتا ، يتطلع الي احد الكتب بأندماج ... حتي يعلو صوت هشام بمرح قائلا : هتفضلي ساكته كده كتير ياهنا ، شكل فارس نشر العدوه
ليرفع فارس بوجهه عن ذلك الكتاب متطلعا اليهم قليلاً ، بعد ان جاهد نفسه طيلة الوقت كي لا يشاركهم الحديث
لتضحك امال قائله : بس انت ياهشام بجد ، اكتر حد بيضحكني
ليبتسم هشام بمرح : يعني اعدي عليكم كل يوم
امال بضحك : امتا صحيح ناوي تتجوز ، انا سمعت بموضوع البنت الروسيه، صحيح الكلام ده
ليتطلع هشام الي هنا قائلا : تحبوا تشوفوا صورتها!!
امال بدعابه : اكيد مش هتكون احلي مني ، ولا ايه ياهنا
لتبتسم إليها هنا بخجل قائله : اكيد ، حضرتك أحلي
امال بزعل مصطنع : حضرتك ، حسابنا بعدين .. هات بقي ياهشام فين الصوره
لتتطلع أمال الي تلك الصوره قائله : هي حلوه ، بس انا احلي ... شوفي كده ياهنا
لتلتقط هنا تلك الصوره متطلعه الي تلك الفتاه بتعجب .. ليلاحظ فارس ذلك قائلا بتهكم : مش متعوده انتي علي النوعيه ديه من الناس تشوفيها
لتنظر اليها بأعين دامعه ، بعد ان فهمت مقصده من الحديث قائله : عن أذنكم
حتي يتطلع هشام وعمته اليه .. ليقول هشام : ليه كده بس يافارس ، احرجتهاا ، حرام عليك هنا مش هتستحمل كلامك
فارس بجمود : هي الي فهمت قصدي غلط ، أعملها ايه .. عن أذنكم داخل المكتب ...
وقبل أن يدخل مكتبه الفخم ، كان ينده علي خادمه قائلا بصوت جهوري : ياحسن ، ياحسن
حسن بأرتباك : نعم يافارس بيه !
فارس بتنهد : القهوه بتاعتي ، لو سامحت
لتتنهد أمال قائله : صاحبك وانت عارفه ، مبقاش بيطلع عقده غير علي هنا ، من ساعات ماجت تعيش معانا ، أنا خايفه متستحملش
ليشرد هشام قليلاً وهو يتذكر نظرات صديقه إليهاا التي كان يسرقها من حين لأخر قائلا بهمس : هي ديه البدايه يافارس !
.................................................. .................
وكلما تذكرت كلمته القاسيه ، كانت تشعر بأن القدر قد جعل حظها دائما بعدوانية البشر لها ، وكأنهم يشعروا بسطوتهم عندما يلقوا عليها كلماتهم الجارحه ، لتسقط دموعهاا بعد ان وجدت أمال أمامها قائله : فارس ميقصدش ياهنا صدقيني ،أوعي تكوني زعلتي منه
لتتطلع إليها هنا بمراره قائله بألم : أنا مزعلتش ، أنا أسفه لو بكون بضايقكم
لتشعر أمال بما يدور بداخلهاا قائله : أوعي تقولي كده فاهمه !
لتصمت هنا قليلاً قائله : هو أنا ينفع أعيش في الأوضه الي في الجنينه
لتتابعها نظرات أمال قائله : اوعي تفكري في كده تاني سامعه ، ولو علي فارس هخليه يصالحك
لتمسك امال يدها برفق .. فتسير هنا خلفهاا .. قائله أمال : تعالي معاياا ... حتي تهبط درجات السلم الي أن تصل إلي مكتبه قائله : هنا عايزه تقعد في الأوضه الي في الجنينه يافارس
ليتطلع إليها فارس قليلا .. حتي يضحك بسخريه قائلا : مكنتش فاكرك زي الأطفال بتزعلي ، علي العموم متزعليش في حاجه تانيه ، ولا عايزاني كمان أعتذر
لتسقط دموع هنا قائله بضعف : أنا مش بزعل زي الأطفال ، وأنا مش طفله علي فكره
ليقف فارس أمامها متطلعاً إليها بأستهزاء.. حتي يقول : ماهو واضح أه .. من كلمه واحده بس عيطتي ،كان عنده حق دكتور مجدي لما قالي أنك من أول كلمه كنتي خلاص هتنفجري من العياط ..
لتنظر امال إليهم حتي تقول : المفروض يابشمهندس تهديها ، مش تخليها تعيط
لتخفض هنا رأسها بألم قائله : أنا عارفه أنك مش حابب وجودي ، وعندك حق أنا حد غريب جيه يشاركم حياتكم ، فبلاش تخلي الصدقه الي أنت بتعملها معايا يضيع ثوابهاا ، ولو حضرتك أتكرمت ممكن تسمحلي أعيش في بيتك ، بس مش هنا في الأوضه اليٍ في الجنينه ، وانا مستعده أشتغل وأدفع مصاريف جامعتي ..
ليتطلع اليهاا فارس بجمود قائلاا : ومين قالك أنك عايشه معانا صدقه يا أنسه هنا ، ولو أنا عايز أعمل صدقه في مليون طريقه ممكن أتصدق بيها ومش شرط أني أوافق انك تعيشي معانا عشان ده أحسان مني ... ما كنت ممكن اديكي الفلوس الي ممكن تساعدك وتعيشي بعيد عننا ، مش ديه صدقه برضوه
لتتطلع اليها هي بأعين دامعه .. حتي يقول بجمود : ياريت الكلام الي قولتيه ميتقالش تاني ، عن أذنكم !!
لتحتضنها أمال بحنان قائله : كده ياهنا ، انتي فاكره الي بعمله معاكي ده صدقه ، اوعي تحرميني من وجودك جنبي أنتي متعرفيش أنا قد أيه بقيت سعيده بوجودك معايا بعد ما نيره سافرت ، وصدقيني فارس مكنش كده بس ربنا يسامحها بقي الي خليته كده
لتتطلع اليها هنا قائله : وأشمعنا انا الي بيحب يوجعني بكلامه
لتضحك أمال قائله : انا عن نفسي مستغربه بصراحه ، صحيح فارس من ساعة الي حصل بقي كلامه قليل ،وصارم أووي ، بس معاكي أنتي بقي مزودهاا ، علي فكره بكره في حفله معزومين عليها وهتيجي معانا سامعه ، يلا ياحببتي أطلعي أرتاحي ....
.................................................. ...............
أما هو كان يسير في حجرته بخطوات لا تدل سوا علي غضب صاحبها ، ليقف عند شرفته متطلعاً الي تلك النجوم .. حتي يضحك ليقول : هي بتشوف فيهم أيه عشان تفضل سرحانه ، مش بقول طفله غريبه ، وتصرفاتها أغرب
حتي يتذكر حديثها معه ، منذ قليل ... فيتنهد بألم عندما جعلها تشعر بأن عيشها معهم كصدقه .. ليمسك علبة سجائره، ويظل يدخن بشراسه حتي يقذف بتلك السيجاره تحت قدميه وهو يشعر بالأختناق ، عندما لاحت صورتها أمامه وهي تبكي
.................................................. ..............
وبعد أن طرقت باب غرفة مكتبه ، كان هو يجلس مع ذلك الدكتور ، لتتطلع اليهم قائله : حضرتك طلبتني !!
ليقول مجدي بجديه موجهاً حديثه لفارس : متقلقش أنت يادكتور فارس ، أعتبر هنا من دلوقتي زي بنتي تماماً
فينهض فارس من علي الكرسي المقابل له قائلا بود : وانا متأكد من كده ، عن أذنك
ليسير هو بجانبها دون أن يتحدث .. حتي يغادر مكتب ذلك الدكتور
مجدي بجديه : بكره هعديلك الأمتحان ، ياريت تكوني مستعده ، يلاا روحي شوفي محاضراتك ، ولو أحتاجتي حاجه فأنا موجود
لتظل نظراتها تحاوط ذلك الرجل الذي تغير معها فجأه عندما علم بقرابتها منه حتي تتنهد بأرتياح قائله : حاضر ، عن أذن حضرتك !!
لتنصرف وهي خافضه بوجهها لأسفل ، حتي ترفعه قليلاً بعد أن سمعت صوته يتحدث مع أحداهما فتقول بداخلها : أشمعنا أنا الي مبيحبش يكلمني ، ولو كلمني لازم يضايقني
ولأول مره تترك لعينيها رؤية ملامحه بتمعن ، حتي تسرح فيه قليلاً وهي تتأمله بدون أن تشعر ، فيقترب هو منها بصوت جامد : عندك محاضرات ولا خلصتي خلاص
لتفيق هنا من شرودها قائله : نعم! .. حضرتك بتكلمني
فارس بسخرية قد أعتادت هي عليها : لاء بكلم حد تاني ، ليقول جملته ثانية بحده قد أفزعتها : خلصتي محاضراتك ولا لسا
لترتبك هي قليلاا فتقول : لاء لسا ، قصدي خلصت
فيبتسم هو بداخله ....حتي يقول : طيب ، يلا عشان أوصلك معاياا
هنا بأرتباك : بس طنط امال هتبعتلي السواق
لينظر اليها هو بأعين ناريه ، حتي يقول : يلا ياهنا ، عشان أوصلك ، مبحبش أعيد كلامي كتير
لتسير خلفه بأعين دامعه ، حتي يتطلع هو خلفه فيجدها تجفف دموعها ليقول بسخريه : مبتعمليش حاجه غير أنك تعيطي ، أظاهر انك شخصيه ضعيفه
فتركب بجانبه السياره لتقول بطفوله : أنا مش ضعيفه ولا طفله
ليصبح الضحك رفيقاً لا يأتي الا معاها......
فارس بسخريه : طيب !!
لتشتعل هي غضباً ، فتلتف بوجهها بعيداً عنه ... شارده في عادتها الطفوليه وهي النظر لحركة الناس والسيارات من خلف زجاج السياره
ليتابع هو بطرف عيناه حركتهاا تلك ... فيبتسم
.................................................. .............
وقفت تتأملها للحظات حتي تقول بصوت حاني : طالعه جميله أووي ياحببتي ماشاء الله عليكي
لتقف هنا أمامها قائله : هو أنا لازم أروح الحفله ديه
أمال بحب : ايوه لازم ، ومافيش أعتراض .. لتنظر أمال الي ساعتها قائله : يلا عشان أتأخرنا !!
لتتطلع هنا الي فستانهاا الذي يبدو بثمناً باهظاً قائله : ما أنا مش طفله أه ، ليه هو ديماً شايفني طفله
لتلتف إليها أمال قائله : هتفضلي وقفه عندك كتير
فتسير هنا خلفها بخطوات بطيئه بعد أن أرتدت ذلك الحذاء ذات الكعب العالي ، لتبتسم أمال قائله بعد أن ركبت بجانبها السياره : عارفه أنا النهارده أكتشفت الشبه الي بينك وبين فريده
لتتطلع إليها هنا بأعين دامعه : بجد ، أنا شبهها
لتبتسم لها أمال قائله : شبههم هما الأتنين
حتي تشرد هنا في والديها متذكره ما مضي منذ سنوات .. فتفر دمعة من عينيها فتمسحها سريعاً
.................................................. ................
جلس بجانبها ، ليعبث بخصلات شعرها المتناثره علي وجهها ، حتي قال بصوت هادئ : سلمي ، أصحي
لتنتفض هي من نومها فتقول بخوف : في أيه ، انت عايز مني ايه
ليضحك هو قائلاً : علي فكره النهارده ليلتك ، ولا انتي ناسيه
لتتطلع اليه بعدم فهم قائله : ليلة أيه ، مش المفروض ان انت هتعقد مع أبله ثريا
ليتطلع اليها بخبث قائلاً : لا مش هقعد مع أبله ثريا ، المفروض أكون قاعد معاكي أنتي ، والاقيكي مستعده ليا
سلمي بتسأل : مستعده لأيه ، عايزني أعملك حاجه ،طيب ما أم فتحي هي الي بتحضرلك الأكل ، لو عايزني اعملك أكل حاضر .. بس متشخطش فيا ولا تضربني
ولأول مره يشعر منصور ببشاعته ، لما يفعله مع تلك المسكينه ..ليقول : ما أنتي لو بتسمعي الكلام مش هضربك ، ولا هشخط فيكي
لتتطلع اليه بأعين دامعه قائله : انا عايزه أمشي من هنا ، انا عايزه أروح لماما وأخواتي .. ربنا يخليك يامنصور
ليجذبها هو اليه بعد أن نفد صبره معاها قائلا : اظاهر ثريا كان عندها حق ، لما قالتلي أن أسلوب الحنيه ده مش هينفع معاكي ... لتسقط هي بجسدها النحيل تحت ذراعيه ، ليفعل بها مايريد حتي يشبع رغبته كرجلاً
.................................................. ..............
كانت نظراته تحاوطها ،وهو لا يعلم لماذا عيناه تهرب منه حتي تسقط عليها هي وحدها، ليري أبتسامتها مع صديقه هشام
فيشعر بغضبه ، ليظل يتحدث مع أحد أصدقائه حتي لا يشغل فكره بشيئا لن يسمح له بأن يسير بداخله
هشام بمرح : بس عارفه ياهنا ، أنتي خجوله أووي يعني انا بقالي ساعه بتكلم وانتي بس بتبتسمي ، كأنك بتجامليني ، أخص عليكي ياهنا ، يابنتي أنا لو كنت اتجوزت من زمن كنت جبت بنت قدك كده
لتقول هنا بتسأل : ليه هو حضرتك كبير أووي كده
هشام بضحك : يعني قولي 32 سنه ، عجوز صح
هنا بأبتسامه : بس برضوه مش هتجيب بنت في سني ، طيب أنا عندي 20 سنه ، هو انتوا ليه شايفني طفله
ليتطلع اليها هشام بمرح : أصلك عندك نفس جمالهم ، وديما عيونك بتلمع كده زيهم !!
لتخفض هنا رأسها بخجل قائله : أنا !!
هشام بضحك : اه أنتي
حتي يقترب شخصاً أخر منهم قائلا : ازيك ياهشام ، اخيرا شوفتك
ليقترب هشام من صديقه قائلا : ياااا حسام ، مش معقول رجعت أمتا من أمريكا
حسام : يعني بقالي شهر ، حاولت أقبلك أنت وفارس بس الايام الي فاتت كنت مشغول في أفتتاح الشركه الجديده
فيقترب حسام هامساً له : مين البنت ديه ، انا الي أعرفه انك معندكش اخوات
ليضحك هشام وهو يتطلع لهنا فيقول : ياريت كان عندي اخت قمر كده
فتخفض هنا بوجهها خجلا .. حتي يقترب هشام قائلا : ده حسام ، علي فكره دكتور صيدلي .. وديه هنا قريبت فارس ، وبتدرس صيدله
ليقترب منها حسام بأبتسامته المعهوده : أهلا ياهنا ، علي فكره أسمك جميل أووي زيك كده
ليوجه هشام حديثه لحسام قائلاً: شركة أيه ديه بقي الي أفتتحتها
حسام بشرود وهو يتطلع اليها بعد أن التفت بوجهها بعيدا عنهم: شركة أدويه
لتظل تبحث بوجهها عن أمال ، فتجدها تقف مع صديقاتها .. فتقف بعيدا بمفردها وهي لا تعلم أن نظراته تتابعها
حتي يقترب هو منهم ليسمع حديث حسام عنها...
ليشعل الغضب نيرانه بداخله ... ويصبح للحب بدايات وما أجملها !!!
يتبع
لم يُدرك يوماً بأن الحب يبدء أولاً من رغبة العين للنظر لمن تُحب ، او تُسعد الأذن عندما تسمع أحاديث عما من نحب ، أويصمت اللسان وتهدأ دقات القلب المتسارعه عندما نراه أماماً او التهكم من تصرفاته وكأنها لا تعجبنا وفالحقيقه لا نريد سوا ان نلعب معه لعبة القط والفأر ...
ليتنهد هشام قائلا : هنا فاكرتني بمأساتي ، يااا حاسس أني بشوف نفسي دلوقتي وأنا عايش مع خالي وهو بيربيني كأني مجرد حيوان عنده ، ليضحك هشام بألم قائلا : ههه ، لاء تقريباً ممكن يعامل الحيوان أحسن مني
ليتطلع إليه فارس قائلاً : يااا ياهشام ، لسا فاكر لحد دلوقتي ، طيب ليه بتلوموني لما بفتكر الماضي
ليصمت هشام بشرود ...حتي يقول:المرحله الوحيده الي في العمر ، مهما مر سنين عليهاا وعمرها مابتتنسي ، هي وانت طفل ، بتفضل كل ذكري محفوره في عقلك ، للأسف في المرحله ديه بنبتدي نكتشف الحياه ، والناس عشان كده من الصعب ننسي ، بس الي أنت فيه ده يافارس كان مجرد تجربه في حياتك وفشلت ، والتجربه الي متموتش بتقوي ، وانت فعلا قويت بس للأسف قوي هاشه ممكن ريح بسيطه تهدمها
ليتنهد فارس قليلا حتي يقول : من غير قوتي ديه مكنتش هبقي فارس مراد الي أنت شايفه قدامك دلوقتي
ليضحك هشام قائلا : طيب وفارس مراد الضايع قدرت ترجعه تاني ، مش بقولك قوي خارجيه ...
ليشرد فارس قليلاً ، حتي يقطع هشام شروده قائلا : بس تصدق أنا مبسوط أوي أن انا شوفت هنا من تاني ، بنت رقيقه فعلاا ،تحس أنها ملاك
ليتطلع اليه فارس بضيق ، قد أحسه هشام
ليقول هشام بخبث : ياا لو هنا كانت كبيره شويه ، كنت ممكن ألغي موضوع صوفيا ده وافكر من تاني ، يلا مافيش نصيب ... مش هرضالهاا أنها ترتبط بواحد قرب يعجز خلاص ... ليصمت هشام قليلاا حتي يتابع حديثه قائلاً : تصدق يافارس أحنا عجزنا فعلا الواحد المفروض يلحق نفسه .... يااا العمر بيمر بينا واحنا ناسين نفسنا ، بقي أنا كلها شهرين واكمل 32 سنه
ليتطلع اليه فارس قليلا ، ليقول بصوت جاد : عملت أيه في المشروع الي أديتك دراسته
ليعتدل هشام من جلسته قائلا بدعابه : ياساتر يارب ، بكلمك عن الجواز والحياه الجميله التانيه الي مستنياني ، اسره وبيت وأولاد وزوجه وديعه كده .. ليضحك هشام قائلا: يارب تبقي وديعه بس ... وانت بتكلمني عن الشغل والمشاريع الحلم خلاص طار
ليتطلع فارس الي بعض اللوحات التي امامه قائلا : رسومات المشروع ده عايزه تتعدل بطريقه مبتكره مش تقليديه ، وتقريبا التصميم الي ده مشبه لتصميم المشروع الي فات ، يعني الشغل من الأساس عقيم
لينظر هشام الي ذلك التصميم قائلاً : بيتهيألك يمكن الشكل الخارجي في بعض التشابهات ،بس لو بصيت لزوايا الاتجاهات هتلاقي في اختلاف ، ومع الديكورات كل حاجه هتظهر
ليصمت فارس قليلاا :عشان يبقي شغلنا ناجح لازم نبقي مميزين ، حتي في أدق التفاصيل ... غير أن المشروع ده مهم أووي بالنسبه لياا
ليقول هشام : متخلي المشروع ده تحت أشرافك انت وتريحني وتعدل براحتك ، بصراحه مشروع شرم واخد كل تفكيري ما أنت عارف أن افتتاحه قرب
ليتطلع فارس اليه قليلاً قائلاً : مشروع شرم ، ولا ستات شرم ، ولا صوفياا
هشام بحالميه : صوفيا ، يااا تصدق وحشتني اووي بنسي العالم معاها ... ياريتك زي صوفياا الوجه الحسن مطلوب برضوه في الشغل
لضحك فارس قائلا بسخريه : وجه حسن ، ومن شويه اسره وأولاد وزجه وديعه .... انا بقيت متأكد انك هتفضل عازب طول حياتك ياهشام ، يلا أه نونس بعض .
ليتطلع اليها هشام قائلا بخبث : مفتكرش ،هنفضل عزاب .. أنا حاسس ان السنه ديه هتحصل فيها حاجات هتغير كل التوقعات وبكره تشوف
ليشرد فارس قليلاً ، حتي تمر صورتها أمام عينيه لتلوح أبتسامه بسيطه علي محياه
ليلاحظها هشام قائلا : هو انا ممكن اوصل هنا بكره الجامعه ، يعني بدل ما تروح مع السواق ، وغير أنت مشغول ...واه أسألها عن ريم
لتتلاقي عيناه بصديقه ، وهو لا يعلم لما أصبحت تلك الفتاه تشغل فكره حتي لو قليلاً
.................................................. ...............
وكيف لا تشعر الأم ببؤس أبنتها وهي جزءً منها، نعم هي لم تُنجبها ولكن من ربت ، تشعر بأن كل جزء من جسدها يبكي دماً علي طفلتها الصغيره ، التي اصبحت أمامها أمرأه مثلها تماماً يحاوطها الحزن وهي تبتسم أبتسامة الراضي ، حين ينظر للحياه بأن لا داعي للمزيد من بكاء علي نصيباً كان مقدر .. ولن يتغير
لتقترب زينب من بنتها قائله بحب : عامله ايه ياسلمي ياحببتي
لتتطلع سلمي الي والدتها بأعين قد تراكمت فيها الدموع
فتبتسم لأمها بألم قائله :نور مجتش معاكي ليه ياماما
لتحتضنها أمها بشوق : ياحببتي أحكيلي مالك
لتقطع حديثهم زوجته الأخري وهي تقول بترحيب يشبه اللؤم : أهلاا يا أم العروسه ، منوره بيت بنتك والله
فتجلس بجانبها قائله بخبث : مش تعقلي بنتك كده وتفهميهاا ، انها خلاص مبقتش لسا في بيت أهلها ، وتهتم وتراعي جوزها ، ده سي منصور مافيش زيه كرم أيه واخلاق أيه ، راجل بجد ملومي هدومه ،ميتعيبش ...وشايلها علي كفوف الراحه بس بنتك الصراحه بتدلع ، ده أنا لما اتجوزت كنت في سنها كده ، واتحملت مسئوليه وعيشت واه لسا عايشه مع سي منصور ومبسوطه الحمدلله ، هي الست مننا محتاجه ايه غير راجل يكون سند ليها ولو أحتاجت حاجه تلاقيهاا علطول ، وتعيش متهنيه ... لتصمت تلك السيده قليلا التي تدعي ثريا .. فتتابع حديثها وهي رافعه أحد أيديها المملوئه بالذهب قائله : هنعوز أيه غير كده
لتلتف زينب إلي أبنتهاا التي جلست بجانب أختها الصغيره لتداعبها قائله : يعني الست عايزه فلوس وأطيان ، وبس صح ياثرياا ، ومش هيفرق إذا كان هيتجوز عليك بدل الواحده ، أتنين .... أنا مش عارفه أنتي أزاي موافقه انه يتجوز عليكي أتنين والله أعلم ، امتا الرابعه هتيجي
لتضحك ثريا بسخريه قائله: لما بنتك تخلف بنات زيك ، هو صحيح انتي لو كان بناتك الي ماتوا عاشوا كانوا هيبقوا كام يازينب ... فتشرد ثريا قليلاً وهي تتذكر عددهم قائلا : اه 3 صح ، يلاا أه ممكن العروسه الجديده تجبله الولد .. مش عارفه الصراحه أيه حب الرجاله في الولاد
لتتنهد زينب .. حتي تقول : ياريت تعاملي بنتي زي بناتك يا ثرياا ، البنت لسا صغيره
لينبعث من وجه ثريا دخاناً بعد أن ذكرتها زينب بكبر سنها .. فتقول بحنق : بكره بنتك تكبر ، ولا هي هتفضل صغيره طول عمرها ، عن اذنك يا حببتي البيت بيتك
فتطلع الي سلمي قليلاً ، وهي تراها تلاعب أختها قائله بحنق قبل أن تغادر المكان : رجاله عينيهم فارغه
لتسمع همهماتها زينب قائله بحسره : ربنا يعينك يابنتي
ريم بطفوله : يلا ياسلمي قومي ، البسي وتعالي معانا عشان نروح بيتنا ، انا جيت مع ماما عشان أخدك
لتحتضنها سلمي بدموع قائله : مينفعش ياريم
ريم بزعل : مينفعش ليه ، انا هروح للراجل الي أسمه منصور ده ، واخليه يسيبك ، هو مش صاحب بابا خلاص ياخده هو ... يلا بقي عشان نروح بيتنا ... الي بقي فيه كريمه ، ديه طلعت طيبه اوي ياسلمي
لتتطلع سلمي الي أمها .. حتي تقول زينب : ماهي كانت بيعه برضوه بالفلوس ،يابنتي ... واه عايشين مع بعض وخلاص
لتقترب منها سلمي بحب قائله : عشان أنتي طيبه ياماما ، فربنا بيبعتلك ناس طيبه زيك ، ربنا بيحفظك من شر نفوس البشر
زينب بحب : يا ياسلمي كبرتي
لتقول سلمي بمراره : ما أنتي علمتينا ديما ، نرضي بنصيبنا ، والرضي بيعلم الصبر وبيدينا الحكمه
لتتطلع ريم اليهم قائله : خدي العروسه بتاعتي اه ، ماما عملتهالي ، اديها لمنصور وقوليله ، خد العروسه ديه بدالي
لتضحك زينب علي برائة ابنتهاا .. داعية الله الا يكون نصيب أبنتيها مثل نصيب أختهما !!
.................................................. .................
وفي وسط صوت ضحكاتهم ، كان يجلس هو صامتا ، يتطلع الي احد الكتب بأندماج ... حتي يعلو صوت هشام بمرح قائلا : هتفضلي ساكته كده كتير ياهنا ، شكل فارس نشر العدوه
ليرفع فارس بوجهه عن ذلك الكتاب متطلعا اليهم قليلاً ، بعد ان جاهد نفسه طيلة الوقت كي لا يشاركهم الحديث
لتضحك امال قائله : بس انت ياهشام بجد ، اكتر حد بيضحكني
ليبتسم هشام بمرح : يعني اعدي عليكم كل يوم
امال بضحك : امتا صحيح ناوي تتجوز ، انا سمعت بموضوع البنت الروسيه، صحيح الكلام ده
ليتطلع هشام الي هنا قائلا : تحبوا تشوفوا صورتها!!
امال بدعابه : اكيد مش هتكون احلي مني ، ولا ايه ياهنا
لتبتسم إليها هنا بخجل قائله : اكيد ، حضرتك أحلي
امال بزعل مصطنع : حضرتك ، حسابنا بعدين .. هات بقي ياهشام فين الصوره
لتتطلع أمال الي تلك الصوره قائله : هي حلوه ، بس انا احلي ... شوفي كده ياهنا
لتلتقط هنا تلك الصوره متطلعه الي تلك الفتاه بتعجب .. ليلاحظ فارس ذلك قائلا بتهكم : مش متعوده انتي علي النوعيه ديه من الناس تشوفيها
لتنظر اليها بأعين دامعه ، بعد ان فهمت مقصده من الحديث قائله : عن أذنكم
حتي يتطلع هشام وعمته اليه .. ليقول هشام : ليه كده بس يافارس ، احرجتهاا ، حرام عليك هنا مش هتستحمل كلامك
فارس بجمود : هي الي فهمت قصدي غلط ، أعملها ايه .. عن أذنكم داخل المكتب ...
وقبل أن يدخل مكتبه الفخم ، كان ينده علي خادمه قائلا بصوت جهوري : ياحسن ، ياحسن
حسن بأرتباك : نعم يافارس بيه !
فارس بتنهد : القهوه بتاعتي ، لو سامحت
لتتنهد أمال قائله : صاحبك وانت عارفه ، مبقاش بيطلع عقده غير علي هنا ، من ساعات ماجت تعيش معانا ، أنا خايفه متستحملش
ليشرد هشام قليلاً وهو يتذكر نظرات صديقه إليهاا التي كان يسرقها من حين لأخر قائلا بهمس : هي ديه البدايه يافارس !
.................................................. .................
وكلما تذكرت كلمته القاسيه ، كانت تشعر بأن القدر قد جعل حظها دائما بعدوانية البشر لها ، وكأنهم يشعروا بسطوتهم عندما يلقوا عليها كلماتهم الجارحه ، لتسقط دموعهاا بعد ان وجدت أمال أمامها قائله : فارس ميقصدش ياهنا صدقيني ،أوعي تكوني زعلتي منه
لتتطلع إليها هنا بمراره قائله بألم : أنا مزعلتش ، أنا أسفه لو بكون بضايقكم
لتشعر أمال بما يدور بداخلهاا قائله : أوعي تقولي كده فاهمه !
لتصمت هنا قليلاً قائله : هو أنا ينفع أعيش في الأوضه الي في الجنينه
لتتابعها نظرات أمال قائله : اوعي تفكري في كده تاني سامعه ، ولو علي فارس هخليه يصالحك
لتمسك امال يدها برفق .. فتسير هنا خلفهاا .. قائله أمال : تعالي معاياا ... حتي تهبط درجات السلم الي أن تصل إلي مكتبه قائله : هنا عايزه تقعد في الأوضه الي في الجنينه يافارس
ليتطلع إليها فارس قليلا .. حتي يضحك بسخريه قائلا : مكنتش فاكرك زي الأطفال بتزعلي ، علي العموم متزعليش في حاجه تانيه ، ولا عايزاني كمان أعتذر
لتسقط دموع هنا قائله بضعف : أنا مش بزعل زي الأطفال ، وأنا مش طفله علي فكره
ليقف فارس أمامها متطلعاً إليها بأستهزاء.. حتي يقول : ماهو واضح أه .. من كلمه واحده بس عيطتي ،كان عنده حق دكتور مجدي لما قالي أنك من أول كلمه كنتي خلاص هتنفجري من العياط ..
لتنظر امال إليهم حتي تقول : المفروض يابشمهندس تهديها ، مش تخليها تعيط
لتخفض هنا رأسها بألم قائله : أنا عارفه أنك مش حابب وجودي ، وعندك حق أنا حد غريب جيه يشاركم حياتكم ، فبلاش تخلي الصدقه الي أنت بتعملها معايا يضيع ثوابهاا ، ولو حضرتك أتكرمت ممكن تسمحلي أعيش في بيتك ، بس مش هنا في الأوضه اليٍ في الجنينه ، وانا مستعده أشتغل وأدفع مصاريف جامعتي ..
ليتطلع اليهاا فارس بجمود قائلاا : ومين قالك أنك عايشه معانا صدقه يا أنسه هنا ، ولو أنا عايز أعمل صدقه في مليون طريقه ممكن أتصدق بيها ومش شرط أني أوافق انك تعيشي معانا عشان ده أحسان مني ... ما كنت ممكن اديكي الفلوس الي ممكن تساعدك وتعيشي بعيد عننا ، مش ديه صدقه برضوه
لتتطلع اليها هي بأعين دامعه .. حتي يقول بجمود : ياريت الكلام الي قولتيه ميتقالش تاني ، عن أذنكم !!
لتحتضنها أمال بحنان قائله : كده ياهنا ، انتي فاكره الي بعمله معاكي ده صدقه ، اوعي تحرميني من وجودك جنبي أنتي متعرفيش أنا قد أيه بقيت سعيده بوجودك معايا بعد ما نيره سافرت ، وصدقيني فارس مكنش كده بس ربنا يسامحها بقي الي خليته كده
لتتطلع اليها هنا قائله : وأشمعنا انا الي بيحب يوجعني بكلامه
لتضحك أمال قائله : انا عن نفسي مستغربه بصراحه ، صحيح فارس من ساعة الي حصل بقي كلامه قليل ،وصارم أووي ، بس معاكي أنتي بقي مزودهاا ، علي فكره بكره في حفله معزومين عليها وهتيجي معانا سامعه ، يلا ياحببتي أطلعي أرتاحي ....
.................................................. ...............
أما هو كان يسير في حجرته بخطوات لا تدل سوا علي غضب صاحبها ، ليقف عند شرفته متطلعاً الي تلك النجوم .. حتي يضحك ليقول : هي بتشوف فيهم أيه عشان تفضل سرحانه ، مش بقول طفله غريبه ، وتصرفاتها أغرب
حتي يتذكر حديثها معه ، منذ قليل ... فيتنهد بألم عندما جعلها تشعر بأن عيشها معهم كصدقه .. ليمسك علبة سجائره، ويظل يدخن بشراسه حتي يقذف بتلك السيجاره تحت قدميه وهو يشعر بالأختناق ، عندما لاحت صورتها أمامه وهي تبكي
.................................................. ..............
وبعد أن طرقت باب غرفة مكتبه ، كان هو يجلس مع ذلك الدكتور ، لتتطلع اليهم قائله : حضرتك طلبتني !!
ليقول مجدي بجديه موجهاً حديثه لفارس : متقلقش أنت يادكتور فارس ، أعتبر هنا من دلوقتي زي بنتي تماماً
فينهض فارس من علي الكرسي المقابل له قائلا بود : وانا متأكد من كده ، عن أذنك
ليسير هو بجانبها دون أن يتحدث .. حتي يغادر مكتب ذلك الدكتور
مجدي بجديه : بكره هعديلك الأمتحان ، ياريت تكوني مستعده ، يلاا روحي شوفي محاضراتك ، ولو أحتاجتي حاجه فأنا موجود
لتظل نظراتها تحاوط ذلك الرجل الذي تغير معها فجأه عندما علم بقرابتها منه حتي تتنهد بأرتياح قائله : حاضر ، عن أذن حضرتك !!
لتنصرف وهي خافضه بوجهها لأسفل ، حتي ترفعه قليلاً بعد أن سمعت صوته يتحدث مع أحداهما فتقول بداخلها : أشمعنا أنا الي مبيحبش يكلمني ، ولو كلمني لازم يضايقني
ولأول مره تترك لعينيها رؤية ملامحه بتمعن ، حتي تسرح فيه قليلاً وهي تتأمله بدون أن تشعر ، فيقترب هو منها بصوت جامد : عندك محاضرات ولا خلصتي خلاص
لتفيق هنا من شرودها قائله : نعم! .. حضرتك بتكلمني
فارس بسخرية قد أعتادت هي عليها : لاء بكلم حد تاني ، ليقول جملته ثانية بحده قد أفزعتها : خلصتي محاضراتك ولا لسا
لترتبك هي قليلاا فتقول : لاء لسا ، قصدي خلصت
فيبتسم هو بداخله ....حتي يقول : طيب ، يلا عشان أوصلك معاياا
هنا بأرتباك : بس طنط امال هتبعتلي السواق
لينظر اليها هو بأعين ناريه ، حتي يقول : يلا ياهنا ، عشان أوصلك ، مبحبش أعيد كلامي كتير
لتسير خلفه بأعين دامعه ، حتي يتطلع هو خلفه فيجدها تجفف دموعها ليقول بسخريه : مبتعمليش حاجه غير أنك تعيطي ، أظاهر انك شخصيه ضعيفه
فتركب بجانبه السياره لتقول بطفوله : أنا مش ضعيفه ولا طفله
ليصبح الضحك رفيقاً لا يأتي الا معاها......
فارس بسخريه : طيب !!
لتشتعل هي غضباً ، فتلتف بوجهها بعيداً عنه ... شارده في عادتها الطفوليه وهي النظر لحركة الناس والسيارات من خلف زجاج السياره
ليتابع هو بطرف عيناه حركتهاا تلك ... فيبتسم
.................................................. .............
وقفت تتأملها للحظات حتي تقول بصوت حاني : طالعه جميله أووي ياحببتي ماشاء الله عليكي
لتقف هنا أمامها قائله : هو أنا لازم أروح الحفله ديه
أمال بحب : ايوه لازم ، ومافيش أعتراض .. لتنظر أمال الي ساعتها قائله : يلا عشان أتأخرنا !!
لتتطلع هنا الي فستانهاا الذي يبدو بثمناً باهظاً قائله : ما أنا مش طفله أه ، ليه هو ديماً شايفني طفله
لتلتف إليها أمال قائله : هتفضلي وقفه عندك كتير
فتسير هنا خلفها بخطوات بطيئه بعد أن أرتدت ذلك الحذاء ذات الكعب العالي ، لتبتسم أمال قائله بعد أن ركبت بجانبها السياره : عارفه أنا النهارده أكتشفت الشبه الي بينك وبين فريده
لتتطلع إليها هنا بأعين دامعه : بجد ، أنا شبهها
لتبتسم لها أمال قائله : شبههم هما الأتنين
حتي تشرد هنا في والديها متذكره ما مضي منذ سنوات .. فتفر دمعة من عينيها فتمسحها سريعاً
.................................................. ................
جلس بجانبها ، ليعبث بخصلات شعرها المتناثره علي وجهها ، حتي قال بصوت هادئ : سلمي ، أصحي
لتنتفض هي من نومها فتقول بخوف : في أيه ، انت عايز مني ايه
ليضحك هو قائلاً : علي فكره النهارده ليلتك ، ولا انتي ناسيه
لتتطلع اليه بعدم فهم قائله : ليلة أيه ، مش المفروض ان انت هتعقد مع أبله ثريا
ليتطلع اليها بخبث قائلاً : لا مش هقعد مع أبله ثريا ، المفروض أكون قاعد معاكي أنتي ، والاقيكي مستعده ليا
سلمي بتسأل : مستعده لأيه ، عايزني أعملك حاجه ،طيب ما أم فتحي هي الي بتحضرلك الأكل ، لو عايزني اعملك أكل حاضر .. بس متشخطش فيا ولا تضربني
ولأول مره يشعر منصور ببشاعته ، لما يفعله مع تلك المسكينه ..ليقول : ما أنتي لو بتسمعي الكلام مش هضربك ، ولا هشخط فيكي
لتتطلع اليه بأعين دامعه قائله : انا عايزه أمشي من هنا ، انا عايزه أروح لماما وأخواتي .. ربنا يخليك يامنصور
ليجذبها هو اليه بعد أن نفد صبره معاها قائلا : اظاهر ثريا كان عندها حق ، لما قالتلي أن أسلوب الحنيه ده مش هينفع معاكي ... لتسقط هي بجسدها النحيل تحت ذراعيه ، ليفعل بها مايريد حتي يشبع رغبته كرجلاً
.................................................. ..............
كانت نظراته تحاوطها ،وهو لا يعلم لماذا عيناه تهرب منه حتي تسقط عليها هي وحدها، ليري أبتسامتها مع صديقه هشام
فيشعر بغضبه ، ليظل يتحدث مع أحد أصدقائه حتي لا يشغل فكره بشيئا لن يسمح له بأن يسير بداخله
هشام بمرح : بس عارفه ياهنا ، أنتي خجوله أووي يعني انا بقالي ساعه بتكلم وانتي بس بتبتسمي ، كأنك بتجامليني ، أخص عليكي ياهنا ، يابنتي أنا لو كنت اتجوزت من زمن كنت جبت بنت قدك كده
لتقول هنا بتسأل : ليه هو حضرتك كبير أووي كده
هشام بضحك : يعني قولي 32 سنه ، عجوز صح
هنا بأبتسامه : بس برضوه مش هتجيب بنت في سني ، طيب أنا عندي 20 سنه ، هو انتوا ليه شايفني طفله
ليتطلع اليها هشام بمرح : أصلك عندك نفس جمالهم ، وديما عيونك بتلمع كده زيهم !!
لتخفض هنا رأسها بخجل قائله : أنا !!
هشام بضحك : اه أنتي
حتي يقترب شخصاً أخر منهم قائلا : ازيك ياهشام ، اخيرا شوفتك
ليقترب هشام من صديقه قائلا : ياااا حسام ، مش معقول رجعت أمتا من أمريكا
حسام : يعني بقالي شهر ، حاولت أقبلك أنت وفارس بس الايام الي فاتت كنت مشغول في أفتتاح الشركه الجديده
فيقترب حسام هامساً له : مين البنت ديه ، انا الي أعرفه انك معندكش اخوات
ليضحك هشام وهو يتطلع لهنا فيقول : ياريت كان عندي اخت قمر كده
فتخفض هنا بوجهها خجلا .. حتي يقترب هشام قائلا : ده حسام ، علي فكره دكتور صيدلي .. وديه هنا قريبت فارس ، وبتدرس صيدله
ليقترب منها حسام بأبتسامته المعهوده : أهلا ياهنا ، علي فكره أسمك جميل أووي زيك كده
ليوجه هشام حديثه لحسام قائلاً: شركة أيه ديه بقي الي أفتتحتها
حسام بشرود وهو يتطلع اليها بعد أن التفت بوجهها بعيدا عنهم: شركة أدويه
لتظل تبحث بوجهها عن أمال ، فتجدها تقف مع صديقاتها .. فتقف بعيدا بمفردها وهي لا تعلم أن نظراته تتابعها
حتي يقترب هو منهم ليسمع حديث حسام عنها...
ليشعل الغضب نيرانه بداخله ... ويصبح للحب بدايات وما أجملها !!!
يتبع