رواية لحظة ضعف الفصل التاسع 9
الفصل التاسع
وقفت سارة عند النافذة تشاهد تساقط المطر. ايلول في استراليا هو بداية شهر الربيع. و مع ذلك فقد هطلت في الأسبابيع الماضية امطار متفرقة. الشمس كانت تسطع في بعض الأحيان. ألا ان ذلك لم يكفي لرفع روح النشاط بعد اشهر الشتاء الباردة.
كان امامها الكثير لتفعلة في يومها ولكن لا شئ استطاع ان يجذبها الى العمل. و بدا و كان الهموم تثقل كتفيها النحيلين و حركتهما بقلق املة ان يذهب عنها هذا الشعور تحليل مشاعرها كان شيئآ قررت ان تضعة جانبآ في الوقت الحاضر. و لكن هذا كلة بدا يتجمع في فكرها الأن فارضآ الأعتراف بوجودة.
يا الهي!.....لا يمكن ان تكون قد و قعت بحب بيتر؟ فالحب لا يأتي من الكراهية أنة شعور لطيف ينمو ببطء بين شخصين يهتمان ببعضهما. و ليس شيئآ يبلغ ذروتة ثم يندفع الى أعماق القنوط.
ولكن اذا كان هذا ليس حبآ فماذا يسبب لها تلك المشاعر كلما دخلت و أياة الى غرفة واحد؟ تستطيع ان تحس بوجودة قبل ان تراة و تطير عيناها مباشرة الى عينية غافلة عن أي شئ أخر في الغرفة.
و بدا لها المنزل الكبير فارغآ بعد عودة نيكولا الى المدرسة الداخلية بعد ان كانت موظفة لعدة سنوات تجد من الصعوبة الأن ملأ الفراغ في يومها. و ما تحتج الية هو وظيفة.
و صرخ بيتر رافضآ "لا" و سألتة مصرة "لكن لماذا؟"
-هذا خارج النقاش.
-اعذرني يا بيتر.....كان عل ان ادرك انك رجل"متعصب" من أعلى طراز الست كذلك؟
-مع ثروتي ليس هناك ضرورة لعمل زوجتي. و اذا كنت ضجرة فعليك ان تجدي ما يعوضك.....تعلمي احد الفنون الرسم النحت ادرسي احدى اللغات شاركي في جمعيات خيرية والدتي ترأس عدة منها اتصلي بها.
-لا أريد ان اجلس مع حفنة من العجائز اشرب الشاي و اوزع الهبات اريد ان افع شيئآ بناء. هذا المنزل ادارتة جميلة الوجبات فية رائعة.....اوة.....الا ترى ما اعني؟
-حضري لحفلة عشاء؟
-و هل استطيع دعوة من اشاء؟
-راجعي اولآ فربما لدي بعض الترتيبات الاخرى ثم ادعي من تشائين. و على فكرة نحن مدينون ليولا بدعوة عشاء.
و كأنما لوح بقماش حمراء امام نور, فقالت سارة لة:
-و ذلك بالطبع يفرض علينا ان نرد لها ضيفتها.
صوتآ ناعمآ و مهذبآ بينما عقلها يقلب مختلف الأفكار. بولا لاندريس سيكون امامها مفجأة تابعت سارة كلامها:
-سأتصل بها غدآ هل ستكون اية امسية هذا الاسبوع ملائمة؟
-اجل. لقد وعدت امي بالعشاء عندها في احدى الامسيات هذا الاسبوع ولكن بأمكاني التأكيد عليها بعد اتفاقك مع بولا.
-انت حقآ مفتون بها. اليس كذلك.
-من؟ والدتي ام بولا؟
-انا وثقة من ولعك بالثنين معآ. ولكنني كنت اشير الى والدتك.
-لقد قتل والدي بتحطم طائرة منذ ثمانية عشر سنة و بما انني الولد الوحيد لها فانا مدرك تمامآ لاعتمادها علي. بيننا روابط متينة.
-الهذة السبب تزوجت باكرآ.
-اذا كنت تشيرين الى انني تزوجت فقط بدوافع الواجب فأنت مخطئة.
-انا لن اعتذر عن تطفلي هذا.
-الموضوع ليس مفتوحآ للنقاش. عندي اجتماع يجب ان احضرة. لا تنتظريني سأتأخر.
و مشى نحو الباب و بعد دقائق سمعت سارة صوت السيارة و هي تبتعد. و انهت توجية الدعوة للعشاء و رفضت بولا كل الأمسيات التالية في الأسبوع فأكدت سارة عليها اليوم التالي بسرعة.
و أمضت سارة كل يوم الاربعاء في التحضير للحفلة - و عند السادسة و النصف وضعت أخر لمسة من الزينة على وجهها و مشطت شعرها ثم نظرت الى نفسها في المرأة.
-جميلة.....
قال لها بيتر هذا و هو يقف عند الباب. و التفت سارة على مهل و انحت قليلآ لأطرائة "شكرآ لك و انت ايضآ.
و تقدم نحوها قاطعآ المسافة بينهما بخطوتين و رفع يدة الى عنقها و أمسك بالسلسلة الذهبية في عنقها "لم أشاهد هذا من قبل - هل هو هدية؟"
و مالت الى مداعبتة فرفعت عيناها ألية لتلقي نظرتة المتفحصة:
-و هل هناك سبب لأن لا يكون هدية؟
-و هل من معجب سابق؟ انها سلسلة جميلة ذهب حقيقي.....لكنة غير ثمين.
-و جذبة قليلآ فقطعة بين اصابعة فصاحت بة ثائرة:
-كان هذا هدية ابي لأمي يم زواجهما. كيف استطعت ان تقطعة؟
-هذة نتيجة أثارتك!
- انت متوحش! يا الهي انت بغيض.....و أنا أكرهك!
-و هل هذا كل شئ؟ لقد خاب ظني لنقص الابتكار في كلماتك!
ما من مرة في حياتها شعرت بأنها قريبة من العنف الجسدي مثل هذة المرة. و مدت يدها الية و هي ترتجف من الغضب "أعطيني اياة!"
و بحركة بطيئة وضعة في جيب سترتة و قال:
-سأتأكد من اصلاحة لك.
-و هل سيعود كما كان؟
و أمسك بها محاولآ معانقتها فصرخت بة "لا تلمسني!" و جذبت نفسها منة ولكنها صرخت و هو يمسك بها مثبتآ أياها في مكانها. ثم ادارها و لم تستطيع تفادي ذراعاة و هما تحيطان بها. ثم قال لها بقساوة:
-ضيوفنا سيصلون قريبآ أذا لم تنزلي خلال خمس دقائق سأتي و أنزلك بقوة.
و نظرت الى وجهها المكياج قد افسدة مقاومتها لة و لا يمكن اصلاحة و يجب اعادة وضع الزينة من جديد و جلست على الكرسي و اعادت ترتيب ماكياجها ثم اعادت شعرها الى سابق ترتبيتة و تنفست الصعداء ثم توجهت الى الدرج بهدوء.
و استقلبها بيتر وافقآ في الصالون و مد يدة لها بكأس شراب فأخذتة منة بصمت.....كانت الموسيقى تصدر عن الجهاز ستيريو مجاور لها ولكنها لم تكن تسمعها و لا استطاعت تمييزها.
و سمعت رنة الجرس و أجفلت دون وعي. و تمنت ان يزول اضطرابها لتتمكن من استقبال بولا و لتتصرف بشكل ملائم في هذة الأمسية و ما ان دخلت بولا حتى صاحت:
-حبيبي كم رائع ان اراك ثانية!
و تجاهل بيتر التحية الحارة هذة و قال بهدوء:
-بولا.....سبيروس.....أهلآ.....ماذا أقدم لكما؟
و قالت بولا و هي لا تعبر سارة التفاتآ:
-سأخذ ما انا معتادة علية يا حبيبي!
و وجهت سارة انتباهها تأدبآ الى سيبروس و شاركت معة في حديث لا معنى لة. الى ان اتم بيتر واجبة مع ضيفتة. و قالت بولا لسارة:
-يعجبني فستانك.....انت نحيلة كثيرآ يا حلوتي.....يجب ان تقولي لي اسرار الحمية التي تتبعينها. و ليس السبب انني سمنة.
لا.....ليس الأن ولكن بعد بضع سنوات ستصبح هذة التقاطيع سمينة جدآ اذا لم تكوني حذرة. و قالت لها بصوت مرتفع "انا لا اتبع حمية بل اتمتع بطعامي يا بولا"
-حقآ.....لا يمكن لأحد ان يحزر هذة من طريقة اكلك كالعصفور في حفلة العشاء عندي منذ اسابيع.
السافلة.....و ردت عليها سارة:
-افضل ان اتعامل بعناية مع الأطباق الغنية بالدهينات و التي ليس لي بها معرفة سابقة و كما تذكرين كنت انا و بيتر متزوجان حديثآ و لم أكن معتادة على الطعام اليوناني.
و قال الرجل الأخر "و الأن يا سارة هل اصبحت تعرفين كل شئ يوناني؟"
-هذا شئ يجب ان تسأل بيتر عنة.
-كزوجة سارة تملك كل ما اهوى في النساء.
و نظرت الية باولا نظرة موبخة:
-كنت اظن ان ايلين هي الوحيدة التي استطاعت ان تمنحك هذا الشعور يا عزيزي.
-لو كان هذا صحيحآ لما تزوجت ثانية.
و اعلنت صوفي حضور العشاء و عندما دخل الجميع و جلسوا الى المائدة قدمت صوفي بالطاولة المتحركة و بدأت بتقديم الصنف الاول من الطعام. و توالت الأصناف اليونانية اللذيذة.
و مضت ربع ساعة قبل ان تقدم القهوة اليونانية ولكن بعد اقل من ربع ساعة من بدء العشاء استطاعت سارة ملاحظة ان بولا ادركت تمامآ ان الطعام قدم باختيار و عناية اضافة الى اختيارها لأطباق من طعام البحر. و على الرغم من قلة الكمية الا انها اجتذبت انتباة احد الحضور و هو سيرس! و دار الحديث بمرح و كل التعليقات اللاذعة التي وجهتها بولا كانت سارة قادرة على ردها بسهولة.
و اخيرآ اصبحا لوحدهما و انتظرت سارة الى ان اقفل الباب خلف الضيوف قبل ان تنفجر في وجة بيتر.
-انت رجل لا تطاق تمامآ!
-حقآ؟ ظننت ان تصرفي كان مثاليآ.
-يا الهي! لقد تصرفت مثل.....الحيوان!
-هل كنت تفضلين ان أظهر بأننا على طرفي نقيض؟
-لا.....ولكن لم يكن هناك حاجة للتصرف و كأنك لا تطيق الانتظار حتى نصبح لوحدنا!
-جمالك مصدر دائم لفتنتي.
-و لدي عقل ايضآ! و كيف تظن بأنني اشعر كل مرة تستغلني فيها؟
-و ماذا عن قلبك؟ أليس في حرب دائمة مع عقلك؟ أنكري هذا أذا كنت تجرؤين.
-أنت متوحش بدائي يا بيتر. أنني أعد الأيام لأحصل على حريتي منك!
-و الليالي؟
-لن أستطيع أبدآ كسب جدال معك.....اليس كذلك؟
-أذا كان يهمك هذا أستطيع القول أنني قد أقتنع بأن أسمح لك بالظن بأخذ الأفضل مني في بعض المناسبات.
-كم أنت شهم! وفر هذة الشهامة لأمرأة أخرى تتمتع أن تكون خاضعة لرجل.....
يا ألهي.....بل تحت قدمة هو التعبير الأنسب! أنت تنتمي للعصور المظلمة من التاريخ عندما كان الرجل هو الملك و أمرأتة أقل من عبدة.
-طوال السهرة كنت تحضرين نفسك للصدام.....هة؟ للثأر من الظلم الذي تتعرضين لة. أليس كذلك؟
-أجل.....اللعنة عليك!
-أذآ حاربيني. ولكن أحذري فأنا أنوب أن أدافع.
و لم يكن سهلآ عليها الأعتراف بالهزيمة فقالت:
-لا أستطيع أن أغفر لك حتى لو كان العقد هدية من صديق سابق فلم يكن لديك الحق لأن تنتزعة من رقبتي بمثل هذة الوحشية!
-أنت زوجتي و أستطيع أن أقدم لك أية قطعة مجوهرات ترغبيها. و أستبدال أي قطعة تمليكها من قبل أذا كان ضروريآ. و لن أسمح لك أن تحتفظي بهدية رجل أخر هل هذا مفهوم؟
-و هل تطلب مني اعترافآ كاملآ بكل خطاياي؟ لقد كنت مشغولة جدآ بأن أكون امآ و أبآ لتراسي و لأكسب معيشتي فلم انغمس في اية لعبة! و ماذا لو طلبت منك ان تكشف عن الهدايا التي امطرتك بها نساؤك؟
-بعض من المناديل عليها حرف اسمي و بعض ربطات العنق الثمينة. و بعض الزرار للقمصان هذا كل شئ انا من كنت اعطي الهدايا.....كدفعات لأشياء حصلت عليها.
و ذهب عنها الغضب ليحل مكانة فراغ مؤلم و هي تتصور كم امرأة كانت في حياتة. فقالت بقلق "انا تعبة" و شعت بقدميها ترتفعان عن الأرض. فصرخت "انزلني!" و بدات تقاوم ثم عندما بدأ يصعد الدرج تركت رأسها يرتاح على كتفة"لا يا بيتر.....ليس الليلة.....لا أستطيع التحمل!"
لماذا تستجيب لة عندما يلمسها و كأن هذا شئ منفصل عن عقلها؟ انها ترغب فية يائسة و الكبرياء لا مكان لها في هذة المجال.....
فيما بعد كان هناك وقت لأدانة نفسها و غرقت في النوم و الدموع تملأ وجهها لعلمها ان حبها لة يائس تمامآ و يثقل كتفيها كالحمل الثقيل.....
باقتراب نهاية ايلول كان الجو لا يزال باردآ ولكن الشمس عندما كانت تشرق احيانآ كانت تكتسب حرارة اكثر بالتدريج و بدت بوادر الربيع على براعم الاشجار حول مدينة "ملبورن" والشوارع المحيطة بها.
بحلول منتصف النهار كانت قد اشترت كمية لا بأس بها من المشتريات و بدأت قدماها تؤلمانها من التجول في المحلات.
و أوصلتها الحاجة الى راحة قصيرة مع حاجة أكثر الحاحآ للطعام و القهوة الى أقرب مقهى.
بعد ذلك مضى الوقت ببساطة و بينما هي تخرج من أحد المحلات أصطدم كتفها بشخص أخر فاستدارت لتعتذر و وجدت أمامها بولا لاندريس فابتسمت بولا ابتسامة مشرقة و هي تنظر الى سارة:
-مرحبآ.....هل كنت تتسوقين؟
-لقد أنتهيت.
-أنت تصرفين مال بيتر كما أرى؟
-أنة مالي الخاص في الواقع.
-الزواج من بيتر صفقة موفقة لك أليس كذلك يا حبيبتي؟ أنة الثروة لك على شكل رجل. ولكنك كنت تعرفين هذا. أنة شئ مهم لحاجات المرأة.....ألا يزعجك أنة كان يعرف العديد من النساء؟
-و هل يجب أن يزعجني هذة؟
-يا عزيزتي ألست مهتمة بمدى أمانتة؟ عندما يكون الرجل قد تعود على أنتقاء الثمار كل ألألوان لن يكون من السهل علية الأكتفاء بتفاحة واحدة لمدة طويلة و تفاحة خضراء على الأخص.
-هل تعرفين ماذا يقال عن التفاح؟ تفاحة واحدة يوميآ تبعد الطبيب و التفاح لذيذ المذاق و ملئ بالعصير. و هو منعش بعد الأفراط في تناول فاكهة موسمة مفرطة النضوج حتى الأهتراء.
و ألتمعت عينا بولا بالعدائية الغاضبة:
-جيد.....جيد.....أن لك لسانآ حادآ!
-و أستطيع أن أقول لك نفس الشئ!
-أنت تبدين جدآ نحيلة يا عزيزتي شاحبة و وجهك كلة عيون.
و أقسم أنك خسرت الكثير من وزنك.....هل أنت حامل؟ يا عزيزتي المسكينة تصوري نفسك كيف سيكون منظرك بعد أشهر! انا بانتظار العودة الى ما كنت علية مع بيتر قبل وصولك الى حياتة. لن يكون عندي أي تردد معة أفهمت هذة.
و شعرت سارة بالغضب يغلي بداخلها تدريجيآ ليطفو الى السطح و علمت ان عليها ان تتهرب منها و بسرعة او ان تنفجر!
-حظآ سعيدآ لك يا بولا. يجب على اتابع طريقي. اعذريني لو قلت ان لقائي معك لم يكن سعيدآ.
و حاولت ان تتابع طريقها فتابعت بولا:
-بيتر لدية حمالة مفاتيح ذهبية لباب شقتي.
-حقآ؟ كم هذا.....تهور منك.
و دون ان تلتفت اليها تابعت طريقها و لم تنتبة لخطوتها فتعثرت واقعة على ركبتها و تناثرت مشترياتها على الارض و اسرع المشاة لمساعدتها لتقف ثانية على قدميها.
و للحظة نسيت اين اوقفت سيارتها لان عقلها بدا كانة توقف عن التفكير و اتغرقها الامر بضع ثوان قبل ان تستعيد هدوءها و تفكر بوضوح.
و دون تفكير تقريبآ قادت سارة السيارة باتجاة عيادة الطبيب الذي اعتادت على ان تكون من زبائنة لمدة طويلة. و قامت باجراءات المطلوبة للفحوصات الضرورية. و كانت الساعة قد جاوزت الخامسة عندما وصلت الى المنزل. و لو يكن امامها الوقت الكافي لترتب ما اشترتة في مكانة قبل ان يدخل بيتر الغرفة.
-هل كنت تتسوقين؟
-اجل!
-تبدين.....غاضبة.
-أنا بخير تمامآ.
-حقآ؟
-توقف عن هذا بيتر.
و تقدم نحوها فشعرت بالرعدة عندما لمسها:
-هم م. ما هذا العطر الجميل ما هو؟
-لا بد أنك تعرف.
-سارة.....مثل هذا الرد المشحون بالغضيب يتطلب تفسيرآ.
و استدارت مبتعدة عنة ليمسك بها ثانية و يقيدها الى ما بين يدية.
-احذري.....عدوانيتك مثيرة للسخط و كأنك قطة شرسة كلك مخالب و أسنان حادة. ماذا حدث اليوم؟
و تنفست عميقآ أملة أن تستعيد سيطرتها على اعصابها.
-العطر هو "شاماد"
و صرخت بعد ان اشتدت قبضتة عليها "انت تؤلمني!"
-سأؤلمك اكثر اذا لم تقولي ما اريد ان اعرفة!
-لقد التقيت ببولا اليوم.
-و ماذا بعد؟
-لقد ابدت بعض الملاحظات.....أثارتني!
-مثل ماذا؟
-انا وثقة انك تستطيع ان تتخيل! فعلاقاتك مع النساء تبدو من غير حصر!
-يا سارة المسكينة و هل أنت غيورة؟
-بالطبع لا.....ولكنني أكرة أن أذل.....هذا كل شئ.
-و هل أهانتك بولا؟
و تنهدت عميقآ تنهيدة لا يمكن وصفها:
- انس الامر يابيتر ..أستطيع أن أنتقم لنفسي.
ومد يده إلى ذقنها ورفع رأسه اليه.
- بولا وانا مجرد أصدقاء قدامى.
- لقد سعدت بإبلاغي هذا الأمر، أعتقد أنك أعدت إليها حمالة المفاتيح الذهبية التي تحتوى على مفتاح شقتها.. أم انك لا تزال تحتفظ بها؟
- لم يكن لدي أبداً مثل هذا المفتاح، عندما أتسلى مع امرأة يتم هذا في مكان أختاره أنا.
- بالطبع، فالأثرياء اللعوبين لديهم شققهم الخاصة.
- اعترف بهذا، ولكن لو أنني أقمت العديد من العلاقات كما تتصورين فماذا كان يبقى لي من وقت للنجاح في عملي.
- هل هذا مجرد كلام، ام اعتراف؟
- ولا واحد منها، أنا لست مضطر للاعتراف لأحد.
- حتى ولو زوجتك
- أنت لست في وضع يمكنك المساومة فيه.
وجذبت نفسها منه وقالت ببرود:
- أريد أن أستحم وأغير ملابسي استعداداً للعشاء.
مضى العشاء بشي من التوتر، بعد أن أثر بيتر أن يكون صامتاً، وشعرت بالراحة عندما أعلمها بيتر أنه سوف يظل في المكتبة لما تبقى من الأمسية، وذهبت نحو الصالون لتستمع لبعض التسجيلات الموسيقية، عادة كان من السهل عليها أن تنسى نفسها مع الموسيقى، تاركة الموسيقى تدخل لتمحو الوساوس من ذهنها، ولكنها الليلة كانت الأفكار تتكدس في ذهنها بشكل كبير.
غداً ستتأكد من كل شيء، ولكن هذا موعد بعيد.. سبعة عشر ساعة على التأكيد، كيف ستستطيع الانتظار؟.
ووقفت غير قادرة على الاستقرار، وأقفلت المسجل ..وأدارت التلفزيزن، وراقبت المشاهد التي تمر أمامها، ثم غيرت القنوات وأقفلت الجهاز في النهاية، ربما سيلهيها قراءة كتاب، وربما ستغرق افكارها فيه تماماً، وانتقت عدة كتب من الرف، الى أن أصبح في يدها كومة من الكتب.
الفراش وكتاب جيد لقارئ قلق هو دواء لكل لأمراض، ولكن سارة الليلة محرومة حتى من هذا، وبعد ساعة أمضتها وهي تقلب الصفحات دون تركيز، أزاحت كومة الكتب الى جانب على الأرض ومدت يدها إلى النور قرب السرير و أطفأته.
وبقي النوم بعيداً عن جفونها، وبعد مدة طويلة من انضمام بيتر إليها، بقيت مستلقية تحدق في السقف، وأفكارها متشوشة جداً بحيث لم تستطع التركيز ابداً..