اخر الروايات

رواية رياح الالم ونسمات الحب الفصل الثامن 8 بقلم سهام صادق

رواية رياح الالم ونسمات الحب الفصل الثامن 8 بقلم سهام صادق


الـــــفـــصــــــل الــــثـــــامــــــن

لحظات من الصمت قضوها، علي طاولة الطعام، ليرفع هو وجهه قليلاً حتي يقع ببصره عليها ، فيتأملهاا بشرود وهو يراها تعبث بطبقها مثل الأطفال ... ليضحك عليها قائلا بداخله : مش بقول طفله!
فينهض بجموده المعتاد : أنا داخل المكتب ياعمتي ، عشان عندي شغل ولازم أخلصه ..
لتتطلع إليه أمال قليلاً : طيب ياحبيبي ، اه صحيح يافارس ليا عندك .. طلب صغير ممكن
ليتأمل هو عمته قائلاً .. بعد أن تتطلع إليهاا
ليسمع صوتها : عن أذنكم !
أمال بحب : رايحه فين ياهنا ، انتي لسا مخلصتيش طبقك
هنا بهدوء : أنا أصلاً مكنتش جعانه ، بس أكلت عشان خاطرك
أمال بأبتسامه : ماشي ياحببتي ، الي يريحك
لتستأذنهم ... وتتركهم بمفردهم كي يتحدثون!!
لتتطلع أمال الي نظرات أبن أخاها قائله : هاديه اوي صح
فارس بتهكم : كلهم بيكونوا كده في الأول ، بيعرفوا يتقنوا الدور ... بس شكلها صغير أووي
أمال بتنهد: هنا لسا بتدرس ، هي في تالته صيدله ..
فارس : أممممم ، المهم أيه الموضوع الي كنتي عايزاني فيه
أمال : ماهو ده الموضوع ، أنك تنقل ورق هنا من جامعة المنصوره للقاهره ..
فارس بجمود : ياعمتي أنتي عارفه أن ده صعب ، وانا مش بحب أستخدم منصبي في الوسطي والكلام الفارغ ده ، ارجوكي أعذريني
لتتطلع اليه أمال : بس ديه مش وسطي يافارس ، ديه مساعده .. ومتنساش ان هنا يتيمه ومحتاجه الي يساعدهاا
فارس : ما انا قولت ممكن أساعدها بالفلوس ، غير كده أسف
امال بضيق : يعني مش هتحولها ورقهاا يافارس
ليتأمل هو ذلك الفراغ الذي أمامه : هحاول ، بس موعدكيش
لتبتسم له أمال قائله بحب : وانا عارفه ، ان طلبي هيتنفذ ... ده انا بطلب كده من فارس مراد .. انت ناسي نفسك ولا ايه
ليضحك فارس بسخريه : هههه ، فارس مراد .. لاء منستش .. ولا نسيت حتي ال5 سنين الي فاتوا وانا أسمي منشور في الجرايد وبيطعنوا في شرفي
أمال بحب : طول ما انت مش عايز تنسي ، عمرك ماهتنسي يافارس ، الماضي خلاص أنتهي ، وكل حاجه أتنست .. ومبقاش فيه غير سراب أنت الي زارع نفسك فيه
لينحني الي عمته يقبل رأسها بحنان: في حاجه تانيه مطلوبه مني
أمال بحب :طلب واحد وبس
فارس بتنهد : عارف .. اني أتعامل مع الطفله هنا .. قصدي الأنسه هنا كويس .. حاضر ياعمتي هعملها زي بنتي
لتضحك أمال عليه قائله : بنتك ، ليه يعني هو صحيح في فرق في الأجسام .. بس هنا مش صغيره فرق السن يعني قول بينكم كده 12 سنه ههههههههه
فارس بضحك : ايه يالولو، أنت هطلعيني عجوز ولا ايه
أمال بدعابه : بس بفكرك بعمرك ، الي عمال تضيعه منك ، من غير ماتفكر أنك تكون أسره ،مش نفسك تعمل كده يافارس
فارس بضحك : أنا بقول أروح اشوف شغلي أحسن
أمال بتنهد : ربنا يهديك
.................................................. ...........
وفي وسط الأنوار المضيئه ، كانت هناك أرواح لا تشبه سوي الموتي ، لتنطفئ الأضواء .. وتسقط دموع العين بألم
حتي يحل الصمت وحده المكان .. ويسير الظلام داخل الروح ليخمد شعاعاً واحداً فقط ...
ليقترب هو منها برغبه قائلا : منوره بيتك ياعروسه
لتتطلع اليه هي بخوف شديد قائله بدموع : انت هتعمل ايه
منصور بتهكم : مش هعمل حاجه خالص ... حتي يجذبها اليه بعنف قائلا : أوعي تتعبيني معاكي سامعه ، عايزك هاديه ومطيعه كده ...
لتصرخ هي بألم قائله : سيبني ، حرام عليك
ليضحك منصور بسخريه .... وهو يتأملها ... ليحل الصمت ويسقط معه كل شئ
.................................................. ...........
جلست بجانب ابنتيها الأثنان بخوف حتي جاء اليهم وهو يُدندن ببعض الاغاني قائلا : مالكم بتبصولي كده ليه ، الي يشوفكم يقول أننا مش في فرح ، كأننا في عزا .. مالك يا أم العروسه
لتتطلع اليه زينب بسخريه : عملت الي أنت عايزه ، وجوزت البنت .. منك لله ياشيخ
صالح بحده : انتي ناسيه نفسك ولا أيه .. اوعي تكوني نسيتي سلمي مش بنتك ماشي .. سلمي بنت فاطمه انتي بس الي ربتيهاا يازينب
زينب بألم : رميت بنتك عشان الفلوس ياصالح ، مقدرتش ترمي هنا .. فأخدت سلمي بدالها ، مصعبتش عليك بنتك الي لسا مكملتش ال16 سنه ترميها لواحد زي منصور الي كل الي همه يتجوز عشان يجيب الولد وبس
صالح بسخريه : ياريت بس متطلعش خايبه زيك وتجيب بنات ، انا رايح أنام بدل المواعظ بتاعتك ديه
.................................................. ............
وقفت أمامه بخجل وهي تتأمله يتابع بعض أعماله ، ليتنهد هو قليلاً بعد ان خلع نظرته الطبيه قائلاً بصوت جامد: أوراقك كلها جاهزه ، تقدري بكره تروحي كليتك وياريت تتابعي محاضرتك .. عشان الأمتحانات خلاص كلها شهرين وهتبدء ..
لتتطلع اليه هنا بخجل قائله : متشكره لحضرتك يابشمهندس
فارس بجديه : بكره السواق هيوصلك
لتتأمله هي قليلاً ... حتي تنصرف من أمامه قائله بداخلهاا : هو ليه مش طايقني كده ، وبيعملني وكأني خدامه عنده
لتقترب منها امال بحب : فارس خلصلك أرواقك مش كده
هنا بشرود : اه .. وقالي بكره لازم اروح عشان اتابع محاضراتي
امال : طيب ياحببتي ، انا طالعه انام
هنا : هو انا ممكن اطلع اتمشي في الجنينه شويه
لتبتسم امال قائله : ياحببتي البيت بيتك ، اعملي الي يريحك من غير ما تستأذني ... يلا تصبحي علي خير
.................................................. .............
أما هو جلس للحظات يرتخي بظهره قليلاً ، ليغمض عينيه بشرود ، حتي يفيق علي صوت ضحكاتها العاليه ..
ليتنهد بألم وهو يتذكرهاا قائلا بمراره : هو ليه الماضي مبيتنسيش .. حتي يقف أمام شرفة مكتبه بشرود ليدخن سيجارته وينفث دخانها وهو يتطلع اليها.. لتظهر أبتسامة بسيطة علي محياه وهو يتأملهاا مثل النجوم
كانت جالسه تتابع ببصرها ظلام الليل وهي لا تفكر في شئ سوا ، حياتها وكأن حياتها مثل هذا الظلام ، لتلمع أمام عينيها النجوم فتبتسم بمشاغبه مثل الأطفال ..فتسير بخطوات بسيطه حتي يسقط حجابها من عليها بسبب تلك النسمات الهادئه
فتطير خطلات شعرها بعبثاً علي وجهها ، ليسقط هو ببصره فيراها وكأنه يري حورية قد خرجت من عالم الأساطير وليست تلك الطفله التي لا ينظر اليها سوا بذلك، منذ أن رئهاا أول مره في ذلك المكان المظلم ...
ليخرج من مكتبه بجمود فيراها وهي صاعدة علي درجات السلم أمامه .. حتي يقول بنبرته المعتاده : تصبحي علي خير
لتنطق شفتاها بأبتسامه لا تعلم لما هي قائله : وانت من أهل الخير ...
فيصعد الي غرفته لاعناً ذلك الشعور الذي هز بكيانه للحظات .. حتي يتكئ علي وسادته بشرود في ماضي قد أنتهي وجمع أمتعته منذ زمن ...
.................................................. .............
اما في وسط ظلام تلك الغرفه.... أستيقظت لتري برائتها التي سُلبت منها ، سُلبت من أجل طمع أب جشع ، ورجلاً لا يتزوج إلا من اجل غريزته فيدفع المال ليحصل علي مايريد
لتنهض من جواره بألم نظرة الي جسدها الذي لا يقطر سوا دماً ، تاركة دمعة تهرب من عينيهاا لتسقط علي بحراً من حياه يتنوع فيه مصيراً كل منا
ليستيقظ منصور قائلا : رايحه فين ..
لتتطلع اليه بأعين باكيه قائله : أنت حبسني ليه هنا ..
ليتطلع اليها منصور قليلاً بغضب : عشان متحاوليش تهربي مني تاني ، وتفضحيني .. انا منصور الديب عيله زيك تخليني ادور عليها طول الليل .. كنت عايزه تهربي مني يابنت صالح ، احمدي ربنا أني مموتكيش
لتبكي هي بحرقة قائله : حرام عليك .. سيبني في حالي
منصور بغضب : والفلوس الي أنا دفعتها فيكي ديه مين الي هيرجعهالي ياحلوه .. غير بقي أنتي عجباني اوي الصراحه وشكلي كده هجيب منك الولد
لتتأمله هي بحسرة ناظرة لوجههم في تلك المرئه الماثلة أمامها .. حتي تسقط دموعهاا وهي تتذكر طفولتها التي سُلبت بدون رحمه .. لتحيا حياه أمرأه مكلوله
.................................................. .................
وفي وسط شرودها المعتاد ، كانت نظرات أعينها لا تتطلع الا عليه ، لتظل سارحه فيه هو فقط ، حتي يقترب منها بصوت جامد قائلا : انسه ريهام ، ممكن تجاوبي علي السؤال ولا حضرتك مش معانا خالص
لتنهض هي أمامه بأرتباك ملحوظ قائله بصوت هامس : اسفه يادكتور مكنتش مركزه
ليتطلع اليها قليلاً حتي يقول بصوت حاد : ياريت تركزي في المحاضره لو سامحتي
لتجلس علي مقعدها بألم ، لا تعلم لما قد أختارهاا هي هذا الالم لكي ينصب عليها وحدها لحباً تجهل مصيره...
لتقترب منها سميه : مالك يا ريهام ، انتي فيكي حاجه
ريهام بشرود : مافيش ياسميه ، انا كويسه
سميه بشك : أتمني أنك تكوني فعلا بخير ..
.................................................. ................
اما هي وقفت أمام ذلك الدكتور.. مدمعة العينين ليقول لها بصوت حاد: ده شئ ميخصنيش يا أنسه ، ومش معني أنك لسا محوله ورقك ولسا جديده ، يبقي خلاص ليكي عذرك ..
لينظر الي طلابه بحده قائلاً: مدة الأمتحان ساعه ياشباب ، ومن غير ما أقول تعليماتي .. أكيد أنتوا عارفينها
ليتطلعوا الطلبه الي بعضهم البعض ، ناظرين اليه بتوتر .. حتي يبدء كلاً منهما النظر في ورقته
ليتطلع اليهاا الدكتور قليلا ليقول: أتفضلي يا أنسه بره المحاضره ، لحد ما الامتحان يخلص
لتسير بخطوات بطيئه وهي مدمعة العينين ... حتي تتطلع الي ذلك الدكتور قليلاً ، وتخرج من قاعة المحاضرات التي اول مره تدخلهاا هنا ويكون حظها مع هذا الرجل
حتي تقف أمام أحد الفتيات قائله : لو سامحتي هي كليه الهندسه فين
لتتطلع اليها الفتاه ، مشاورة بأحد أصابعها علي أتجاه المبني الذي يبعد بمسافه عنها ..
لتبتسم اليها هنا قائلا : متشكره
وما من خطوات قليله ، كانت تفصلهاا عن مكتبه ، وجدته يقف مع بعض طلبه يتحدث معهم .. حتي يلتف قليلا ليراهاا واقفه بعيداً متأمله ماحولها
لينظر إليها قليلاً بحدته التي تعرفها ، حتي يدخل مكتبه باحثا عن أحد اغراضه كي يجمعها ليذهب الي شركته ليتابع أعماله الأخري
فارس بجمود : أتفضل !
وكأنه كان يعرف من الطارق فيتطلع اليها ، لتقول هي بصوت يشبه البكاء : المفروض أكون في المحاضره دلوقتي ، بس الدكتور طردني عشان كان في أمتحان ....
وقبل أن تكمل حديثهاا ..
فارس بتهكم : وطبعا حضرتك متعرفيش حاجه عن المنهج ، ومش مستعده للامتحان ، عذر سئ ياأنسه
لتتطلع اليه ببكاء قائله : أنا مكنتش أعرف أن اول يوم ليا ، هيكون في أمتحان .. غير أن هو طردني من غير ما حتي يديني فرصه أتكلم او يأجلي الأمتحان
فارس بحده : أسمه أيه الدكتور ده
لتتطلع هي اليه بخوف قائله : دكتور مجدي الهواري !!
فارس بضيق : في حاجه تانيه عايزاها
هنا بخجل : لاء متشكره
لينهض فارس من علي مكتبه قائلاً : لو مش وراكي حاجه مهمه يلاا ، عشان اوصلك .. لأن السواق أكيد مش هيجي دلوقتي
لتتطلع هي اليه قليلاا ، وتسير بجانبه بأرتباك
لتسقط ببصرهاا عليهم .. حتي تأتي اليها صديقتها قائله
مين البنت ديه ، تفتكري قريبت دكتور فارس
لتظل ريهام تتابعهم ... حتي تقول سميه : أممممممم ، يمكن تكون فعلاً قريبته أصل شكلها صغير فأكيد طالبه .. لانها لو كانت كبيره عن كده كنت قولت يمكن حبيبته او خطيبته
لتبتلع ريهام حلقهاا بصعوبه ، حتي تنظر الي سميه قائله : لاء دكتور فارس مش مرتبط بحد
سميه بخبث: وايه الي مخليكي متأكده من كده
ريهام بأرتباك: عادي ياسميه ..
لتتطلع سميه الي صديقتهاا قليلا، حتي تقول : طيب دكتور فارس ومشي خلاص ايه الي موقفنا هنا ، نبقي نجيله بكره بقي ...
لتنظر ريهام الي صديقتهاا وهي شارده فيمن احبت بل وعشقت منذ اول محاضرة لها معه ....
.................................................. .............
جلست بجانبه في السيارة ،ولكن ظل كل منهما مشغول بما يدور في فكره ، لتظل هي شارده في حركة الماره خلف زجاج سيارته ، اما هو ظل يتابعهاا من حين لأخر ،لتلتف بتنهد قائله بخجل : هو انا عطلت حضرتك
ليتطلع هو الي ما امامه قائلا : مافيش مشكله يا انسه هنا ..
حتي يصمت قليلاً ليقول بصوت جامد:كنتي ليه لابسه زي الجرسونات يوم الحفله؟؟
لتخفض هي رأسها بخجل قائله بتوتر: اصل
فارس بسخريه : أصل ايه ،كملي ..
هنا بأرتباك: اضطريت أدخل عشان ادور علي ريم بنت عمي،ماهو اصل انتوا حطين حرس بيمنعوا اي حد يدخل من غير دعوات ،مع ان في البلد وحتي لما كنت عايشه هنا في القاهره كان اي حد ممكن يدخل الفرح ،حتي لو مش معاه كارت دعوه ،فمكنش في حل غير اني ابقي جرسونه
ليضحك فارس بشده حتي تدمع عيناه ليقول بصوت هامس : انا لما أقول طفله يبقي فعلا
لتتطلع اليه بغرابه لتقول : هو حضرتك بتضحك عادي
ليلتف اليها فارس قليلا ليقول بجديه: اومال يعني مش بضحك
هنا بخوف : مش قصدي يعني ، بس انت علطول مكشر ... مع ان الرسول عليه افضل الصلاة والسلام (كان اكثر الناس هما .. وكان ديما مبتسماً)
ليصمت فارس قليلاا ليقول : عليه افضل الصلاة والسلام ، بس انا مش بكشر ديه طبيعتي ..
لتقف السياره عند باب الفيله ليقول بصوت جاد : يلا اتفضلي
لتتطلع اليه بأبتسامة ساحره :متشكره اووي
ليتأملها فارس قليلاا ... حتي ينطلق بسيارته وهو يضحك علي تلك الفتاه التي لا ينظر اليها سوا بطفلة صغيرة قد اقتحمت حياتهم ، وكيف لا ينظر اليهاا بطفله فهي لا توحي بشئ غير ذلك حتي في عفويتها وملامح وجهها البسيطه
.................................................. ................
وفي وسط أنهماكه في عمله ، كانت صيحات هشام تنبعث حوله ليقول هشام فرحاً : مش تباركلي يافارس
ليرفع فارس وجهه بعيدا عن بعض الملفات قائلا: أباركلك علي أيه
هشام بحالميه: هتجوز!
ليضحك فارس قائلا بتهكم : عشان كده انت مبسوط ، ومين بقي سعيدة الحظ الي بسرعه ديه خليتك تفكر تتجوزها
ليميل هشام براسه قليلا : واحده أستراليا ، بس مافيش منها أتنين قبلتها في شرم فحبينا بعض وقررنا نتجوز ..
ليتطلع إليه فارس وهو يبتسم علي أفعال صديقه : عارف ياهشام مع أنك مهندس ناجح وليك مستقبل ، بس مش عارف ساعات بحس أنك مراهق لسا في ثانوي مش واحد قرب يكمل 32 سنه ،روح كمل شغلك ياهشام
لينهض هشام من علي أمامه .. حتي يقول : أعيش حياتي ، أحسن ما عمري يضيع وانا مبعملش حاجه غير أني أشتغل ... سلام ياصاحبي .. بس علي فكره أنت معزوم لما نبقي نحدد الميعاد هبقي أبلغك
ليضحك فارس بشده علي صديق عمره ، فقد كان يظن أن الزمن سيغيره مثلما تغير هو ، ولكن ظل كما هو وكأن عقارب الزمن ظلت ثابته عنده
.................................................. ...............
وكلما تذكرت صوت ضحكاتهم ، كانت دموعها تنساب ،حتي تمسحها بأناملها لتحل محلها أخري ، لتتذكر يوم أن ذهبت اليهم وعاشت معهم ، أحست بأن الله قد عوضها بهم بعد أن حُرمت من أسرتها ، ولكن كل شئ يأتي مؤقتاً ويرحل كما نرحل نحن معه
لتدخل عليها أمال قائله : الجميل قاعد لوحده ليه ، أيه ياهنا أنتي من ساعة مارجعتي وانتي قاعده في أوضتك مخرجتيش منها ..
لتخفض هنا برأسها قليلاً : هو حضرتك قدرتي تستحملي كل الي حصل معاكي أزاي
لتقترب منها أمال حتي تجلس بجانبهاا فتبتسم وهي تتأمل معالم وجهها قائله : أتعودت ، مش ساعات بنتعود علي أشخاص مبنقدرش نستغني عنهم ، أنا بقي أتعودت علي حزني ، فبقي بالنسبالي شئ عادي
لتتطلع اليها هنا بحب : بس التعود ساعات بيقتلنا
أمال بضحك : طيب مانحط جنب التعود ، ذكريات جديده ، ونزحم عقلنا بحاجات كتير تنسينا الي فات حتي لو للحظات وفي كل مره هننسي الماضي بحلوه او بمره ، هو صحيح مش هننساه خالص ... بس المسكنات بتنفع برضوه يادكتوره ولا أيه ..
لتنظر اليها هنا بأنبهار قائله : نفسي أكون زيك كده
لتضمها أليها أمال قائله بدعابه : مبحبش حد يقلدني علي فكره
لتضحك هنا من بين دموعها قائله : حتي أنا !
أمال بتفكير: حتي أنتي ، عشان أنا عايزاكي تعملي ليكي كيان لوحدك ، عشان تقدري تستحملي أي حاجه ممكن تصدمك في الحياه ، الحياه مش كلها رفاهيه ياهنا .. واكيد مش كلها حزن!!!
هنا بحب : يابخت بشمهندس فارس ونيره بيكي..
أمال بدعابه : علي فكره بقي نيره الوحيده الي طلعالي ، أما أنتي وفارس بتحبوا النكد ... وبتحبوا تفتكروا الي فات وكأنه هيرجع من تاني
هنا بتسأل : طيب أنا مخترتش حياتي تكون كده ، اما ليه هو كده يعني واحد زيه عنده كل حاجه ممكن تسعده ليه ديماا مكشر ، ساعات بحس أنه زي عمي صالح
لتضحك أمال بشده : هههههه ، لا لا فارس مش زي صالح حرام عليكي ياهنا ، مسمحلكيش تقولي عليه كده الولد ده تربيتي، بس هقولك أيه أه فارس ده بقي من الناس الي الزمن بيحولهم مع مرور الوقت ، من صوره جميله متعوده ديما تشوفيها ، لصورة تحسي وكأنك أول مره تعرفيهاا ..... وقبل أن تكمل أمال حديثهاا
جائت اليها خادمتها لتخبرهاا بوجود ضيفاً
.................................................. .................
وقف أمامها ، ليتطلع إليهاا بسخريته المعتاده ... حتي يقول وهو يقرب أحداهما منها قائلاً: أحب أعرفك ، كريمه مراتي
لتنظر اليه هي بلا مبالاة قائله : مبرووك ياصالح
صالح بتعجب:أنتي مش زعلانه
زينب بأسي: وهزعل ليه ، الست بتزعل أنه جوزها أتجوز عليها لما بتكون حاسه بوجوده ، أما لو وجوده زي عدمه يبقي مش هيفرق معاها
ليقترب منها صالح بحده ، حتي يصفعهاا بقوه
لتقترب منه زوجته الأخري بخوف قائله : خلاص ياصالح
صالح بغضب : عشان تبقي تمنعي نفسك مني كويس بعد كده ،غوري من وشي
لتقف أمامه كريمه قائله : أنت متجوزني عشان تكدهاا
صالح بضيق : متجوزك بفلوسي ، يعني زيك زي أي حاجه أنا بشتريها ، أما هي فأنا هعرف أعلمها الأدب كويس
لتتطلع اليه كريمة بخبث قائله : وأنا هكون تحت رجلك وخدمتك
ليرفع بوجهه ليتأملها ، حتي يبتسم لها بسخريه قائلاً: ايوه كده خليكي شاطره .. عشان تعرفي تكسبيني
.................................................. ..............
وفي وسط أندماجها ، مع تلك الزهور التي أعتادت علي مشاهدتها كل يوم ،وقف من بعيدا يتأملها مثل هذه الزهور التي منذ أن جائت للعيش معهم، أصبحت هي وحدها من لديها صلاحية التقرب من زهوره المفضله ليشاهدهم هو من بعيد من ذلك المكان الذي أختاره خلف زجاج شرفته ، متعجباً مما يفعله معهاا ..
ليأتي أحداهما من خلفها ، حتي يقترب منها بتعجب قائلا :أيوه أفتكرتك ، انتي البنت الي كانت مع البنت الصغيره في المزرعه صح ؟؟ ...بس بتعملي ايه هنا
لترفع هي بوجهها الذي أخفضته خجلا منه عندما رئته وهو يحاول أن يتذكرها : أنا ... وقبل أن تكمل حديثها
كان صوته الجامد يقترب منهم ليقول فارس بغضب : بتعمل أيه هنا ياهشام
هشام : شايفه ياهنا ، صاحب البيت بيقابل ضيوفه أزاي ، بدل ما يرحب بيهم
ليتطلع إليه فارس رافعاً أحد حاجبيه قائلاً: ده أنتوا طلعتوا معرفه !!
ليقول هشام : معرفه قديمه اوي ، من يوم فرح نيره ، بس بجد مكنتش متوقع أني هقبلك تاني لاء وفين هناا
لينظر فارس اليهاا قليلاا .. حتي يقول بغضب : أنسه هنا ، أطلعي علي أوضتك لو سامحتي
لينتظر هشام رحيلها حتي يقول بصوت هامس : أوعي تقولي أنك أتجوزت هنا ، واكون أنا أخر من يعلم ... بس ياريت تتجوزهاا يمكن تفك عقدتك
فارس بغضب : هشام !
هشام بضحك : خلاص هسكت ... بس أيه بقي حكايتها

يتبع



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close