اخر الروايات

رواية رهف وعاصي الفصل الثامن 8 بقلم رغده

رواية رهف وعاصي الفصل الثامن 8 بقلم رغده

 


البارت الثامن
كانت في المكتب تراجع بعض الأوراق المهمه طرق على باب المكتب ودخل ولكنها لم تسمع اقترب منها انحنى بجانبها ومد يده يزيح خصلات شعرها التي تحجب وجهها عنه
استنشقت رائحة عطره التي تسربت لانفها وقبل أن ترفع رأسها شعرت بلمساته تصلب جسدها و تصنعت الجمود ونظرت له وهي تزيل نظارتها وقالت بنبرة حادة: انت ازاي تدخل من غير ما تخبط
عاصي وهو يعدل وقفته واضعا يده بجيب بنطاله: انا خبطت بس انتي اللي مسمعتيش
رهف: يعني مأذنتش لحضرتك تدخل يبقى دخلت ليه مش يمكن عندي حد أو صديق شخصي ومش عاوزة حد يدخل علينا
امسك يدها وسحبها يقول بحده: يعني ايه عندك حد ؟؟ وإذن ايه اللي أخده انتي ناسيه انك مراتي ولا سكوتي افتكرتيه ضعف
نفضت يدها ورفعت اصبعها بوجهه: اياك تقول مراتك انا هطلق وانت هطلقني
عاصي وهو يمسك اصبعها : ولو مطلقتش؟؟
نظرت له مطولا واقتربت منه تسير بأصابعها على أزرار قميصه تتعمد ملامسة بشرته التي تصلبت بفعل لمساتها وأصبح صدره يعلو ويهبط وقالت بصوت أنثوي مغري : عاصي
سمع همساتها ليغرق بأنغامه فقال بهمس مغيب: عيونه
اسبلت عينيها وقالت بدلع : هطلقني
اومأ برأسه وابتسامة على وجهه : ايوة
ابتسمت بخبث وهو تسحب يدها وتقول : تمام يبقى اتفقنا
استعاد وعيه على كلماتها بعد أن سلبت عقله يحاول استعادة كلماتها فابتسم وهو يقول لنفسه : ها هي الطفلة البريئة قد أصبحت امرأة تتلاعب به وبمشاعره فليسايرها ويرى إلى أين ستصل
اخرج صوته بهدوء عكس، ما بداخله وعينيه تتفرس رده فعلها حين قال: اوكي انا موافق
لم تتوقع ابدا ان يوافق على طلاقها فهي ترى تصرفاته معها ومحالاته الكثيرة للتقرب منها شعرت ان النار اشتعلت داخلها تجمعت الدموع بعينها ولكنها آثرت ان تكون صلبة وقاسية وان تهدم اي شعور آخر فقالت: حلو اوي يبقى النهارده نقول للعيله والصبح نتطلق
شعر بصوتها المنخفض الذي يكسوه الحزن كم يود ان يحتضنها الان ويمسح تلك العبرات المتشبثه بمقلتيها واان يخفيها عن الجميع كم يود ان يخبرها انه عاشق لها
ولكنه الان في وقت الحسم فإما تنهار حصونه او يثبت ويكمل للنهاية
وضع يده في جيب بنطاله وقال: بس عندي شرط
رهف بحزن: كمان عندك شرط، اتفضل
عاصي: الطلاق يتم بعد ست شهور.
رهف برفض: لا بقا انت بتتلكك
عاصي بعد ان اقترب وامسك يدها وشدها نحوه: اسمعيني للآخر الطلاق يتم بعد ست شهور والفترة دي هتيجي تعيشي معايا زي اي زوجين
رهف وهي تبعده من صدره: لا طبعا نجوم السما اقربلك
عاصي وهو يستدير ويتقدم من باب المكتب: تمام يبقى هطلبك لبيت الطاعة ووقتها مفيش طلاق الا بمزاجي
رهف: استنى
ابتسم بخبث ولم يستدر لها فأكملت: انا،، انا موافقة بس عندي شرط
ضحك من داخله نعم انها صغيرته التي تحاول بشتى الطرق ان تكون ند له ، استدار ببطء ونظر لها بوجه خال من التعبير: شرط ايه
فقالت بتلعثم: يعني قصدي ان احنا،، كانت تخرج حرف وتقف
نفذ صبره فقال: رهف انجزي وقولي عاوزة ايه انا مش فاضي للعب العيال ده
شعرت بالاهانه من كلماته ووصفها بالطفلة الصغيرة وقالت: شرطي انك متجبرنيش على حاجة مش عاوزاها
اوما براسه وقال،: موافق
رهف موضحة: انا قصدي كل حاجة واي حاجه انا مش عاوزاها
تطلع لها باستفهام لتكمل: بص بقا انا مش هسمحلك تقربلي
بلحظه قلص المسافة بينهما فعادت للخلف حتى اصطدمت بالحائط خلفها فأصبحت محاصرة بينه وبين الحائط
نظر لها ولكل تفاصيل وجهها الذي اشتد احمرار لونه وشعر كأنها ستسقط ارضا
قرب شفتيه من اذنها وهمس لها وانفاسه تلفح بشرتها: مش انا اللي اقبل اقرب من ست غصب عنها، ثم نظر داخل عينيها وهمس امام شفتيها: اليوم اللي هقربلك فيه هيكون برضاكي وموافقتك ووقتها هتلاقي حضني مستنيكي
ابتعد عنها وخرج مسرها تاركا لها مساحة لتستعيد انفاسها اللتي سلبت منها وتحول لملمت شتاتها
هو يعلم انها بقربه ضعيفة وهذا يعجبه وسينتظر الوقت المناسب ليتنعم بها وبطفولتها وشراستها وحبها
في المساء كانت رهف قد انهت حزم حقيبتها هي ووالدتها بعد ان اخبرتها باتفاقهم في البداية كانت رضوى سترفض ولكن هي فهمت مخطط عاصي فهي تعلم انه يعشق ابنتها ولن يقدم على طلاقها ومن المؤكد ان اتفاقهم هذا هو لعبة من عاصي
وصل عاصي واخذهم للفيلا لتبدا رحلتهم بمخطط مختلف وفرصة جديدة لحياة افضل
جلست رهف بجانب هناء التي احتضنتها بحب وهما تتهامسان وتخططان لتعليم عاصي درس لن ينساه
عادت رهف لقبل عام حين زارت هناء وباركت لها بمولودها الاول
هناء : بقا كده يا رهف تسيبي الفيلا
رهف : سامحيني يا هناء بس انا مش قادرة افضل معاه بنفس المكان ، انا مخنوقه ومحدش حاسس بيا ، انا بموت باليوم الف مرة
هناء : بعيد الشر ، متقوليش كده ، بس ده مش حل
رهف : الحل اني ابدا من جديد ، اعتمد على نفسي ، انا عشت طول عمري زي ما ماما عاوزة ، وبعد جوازي بقا عاصي يتحكم بيا ، انا مليش شخصية ولا كيان
هناء : طب انا عندي فكرة
رهف : اللي هيا ايه
هناء : اللي هيا انك تبني شخصيتك من جديد
رهف : واعمل كده ازاي يا هناء ، انتي عارفه انا مبعرفش حاجة بمصر ، خروجي كان محدود للجامعه وكمان عاصي اللي كان بيوصلني
هناء : يبقى تبتدي من الصفر اول حاجة تكملي
دراستك ، دي اخر سنه ليكي
رهف : انا عاوزة اشتغل هو ده اللي هيبني كياني وابدا احقق طموحي
هناء: افهميني يا رهف اول خطوة لنجاحك شهادتك وان كان عالشغل في كتير شباب وبنات بيشتغلوا ويذاكروا
فكرت رهف قليلا ومن ثم ابتسمت بأمل وقالت : باذن الله هنجح واحقق اللي عوزاه



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close