اخر الروايات

رواية رياح الالم ونسمات الحب الفصل السادس 6 بقلم سهام صادق

رواية رياح الالم ونسمات الحب الفصل السادس 6 بقلم سهام صادق

الــــــفــــــــــصـــــل الــــــســــادس

نظرات طويله قد دامت بينهم ،دامت بين صمتا وتفكيرا بأتفاقاً لا يشبه غير بيع السلع او الأثاث البالي ..حتي يقول هو بعد ان لمعت عيناه : خلاص اتفقنا !
لتتطلع اليه امال بهدوء قائله:يبقي هنا هتسافر معايا النهارده ، وانا الي هتكفل بكل مصاريفها ومصاريف جامعتها
ليصمت صالح قليلاً ..حتي يقول : مع ان منصور هيزعل لما يعرف ان العروسه خلاص مبقتش موجوده ، بس انا برضوه مصلحة بنت اخويا اهم
لتتأملهم هنا بدموعاً لا توحي الا بضعف صاحبتها ، حتي تقترب منها امال بحب قائله :هستناكي في العربيه لحد ماتجهزي عشان هنسافر النهارده
ليقترب منها صالح قائلا : يلا يا هنا اجهزي بسرعه عشان متأخريش امال هانم ياحببتي
لتتطلع اليه زينب بألم وهي تضم بناتها : هي ديه الأمانه الي اخوك وصاك عليها ياصالح
صالح بسخريه: الأمانه الي وصاني عليها ، اهي هتعيش في عز محدش يحلم بيه ، ياريت ارتاح منك انتي وبناتك كمان واخلص منكم عشان اعيش لمزاجي بدل نكدك ده
لتتأمله زينب بحسرة قائله: انا دلوقتي بقيت متأكده ان بناتك ممكن تبيعهم في يوم لليدفع اكتر
ليتطلع اليها هو بحده ، حتي تتلاقي نظرات اعينهم لتكون نظرات زينب سوا نظرات كره لزوجاً لا يعرف قلبه الرحمه
ريم بدموع : انتي هتروحي فين يا ابله هنا !
لتجلس هنا علي طرف الفراش بألم قائله : هتصدقيني لو قولتلك اني مش عارفه حاجه ياريم ، ولا عارفه هروح فين ولا حياتي الي جايه هتكون ازاي وهعيشها ازاي ومع مين
ريم ببكاء: انا مش هسيبك لوحدك ،انا هاجي معاكي ،هروح اخلي ماما تحط هدومي في شنطتي واجي معاكي
وتتركها وتركض لكي تُجمع اغراضها ، وكأن ما ستفعله سيجعل رحيلهم سوياً
لتتطلع هنا الي تلك الفتاه المشاغبه ،فتبتسم من بين دموعها
لتقف امامها زينب بخجل قائله: ياريت كان بأيدي حاجه ياهنا ، يمكن خروجك من البيت ده يكون رحمه من ربنا ليكي ،رحمه من عم حب المال بقي عميه حتي عن اقرب الناس ليه
لتقترب منها هنا بدموع : متعيطيش ياطنط زينب ،ربنا مبينساش حد
لتمد لها زينب يديها كي تحتضنها قائله : من ساعة ماجيتي البيت هنا ، وانتي بقيتي بتهويني علينا حاجات كتير ،ربنا العالم انا كنت بحبك قد ايه ، وكان نفسي تفضلي وسطينا بس للأسف وجودك هنا هيكون نقمه علي حياتك ، وانا متأكده ان امال هانم هتخلي بالها منك
لتصمت زينب قليلاً قائله : خلي بالك من نفسك ،واوعي تنسينا
لتضمها هنا بشده : كان نفسي افضل عايشه وسطكم ،مكنتش بتمني حاجه غير كده انتوا اهلي بس للأسف وجودي في حياة عمي عبئ ونفسه يخلص منه
لتبتسم لها زينب بمراره:مش انتي لوحدك الي عبئ علي عمك ،حتي انا وبناتي عبئ عليه ،ربنا يهديه
لتقترب منهم سلمي ببكاء: هتوحشيني اوي يا ابله هنا ،بس اكيد هناك هيكون احسن من هنا ،اوعديني انك مش هتنسينا وهتيجي تزورينا !
لتمسح نور دموعهاا قائله : انا عمري ماهسامح بابا ،عشان هو مبيحبش غير نفسه وبس وعمره ماحبنا ... انا بكرهه
لتقترب منها هنا كي تحتضنها قائله : خلي بالك من ريم يانور، ريم بتحبك صدقيني بس هي لسا صغيره مش عارفه حاجه
لتبتسم اليها نور من بين دموعها قائله : وانا كمان بحبها اووي والله ،وبتخانق معاها عشان بحبها ،واوعدك اني مش هزعلها تاني
ليأتي صالح اليهم قائلا : يلا ياهنا
لتسير هنا بخطوات بطيئه وهي تودع كل شئ حولها ،لتسقط دمعه من عينيها وهي تري زوجة عمها الباكيه وبناتها
لتبتسم لهم بمراره ،حتي تتلاقي اعين عمها بها ،فيبتسم لها قائلا : مع السلامه ياحببتي
لتتطلع اليه بمراره ،وكأن توديعه لهاا سوا كابوساً قد انزاح من حياته الان ،ليترك له راحة كي ينعم بهاا
امال بحب : جاهزه ياحببتي
لتخفض هي رأسها بدموعاً قد ملئت جفونها
امال : يلا يا حسن !
لتسير السياره بخطوات بطيئه ،وكأن مصير حياتها المجهول يسير معها
حتي تلتف هي بلهفه علي صرخات ريم الباكيه ، فتتلاقي اعينها بالصغيره ، فتسقط ريم علي ركبتيها ،ليسقط معها نهراً من دموعها وهي تنظر اليها بعجزاً
ريم بصوت باكي :متسبنيش يا ابله هنا
لتركض اليها زينب وتحتضنها ببكاء قائله: متعيطيش ياحببتي ، ابله هنا هتروح مكان احسن من هنا
لتتطلع اليها الطفله الصغيره ببكاء : انتي بتكدبي عليا
لتضمها اليها زينب بشده :ربنا يسامح الي كان السبب
لتتأمل الطفله السياره بدموعاً قد غطت وجهها الصغير ، حتي تستكان بين احضان والدتها
.................................................. ..............
لحظات من الصمت والذكريات كانت تحاوطهم
لتتذكر هي من أحبت وعشقت ،متأمله ابنته التي بجانبها حتي تضع يدها برفق علي احد ايديها قائله : اوعي تكوني خايفه مني ياهنا ، صدقيني انا عملت كده عشان عارفه صالح ده قد ايه مبيحبش غير نفسه زينب حكتلي علي كل حاجه بيعملهاا فيكي وفي بناته ، وطلبت مني أني أساعدك واحميكي منه
لتتطلع اليها هنا بتسأل قائله : طنط زينب !
امال بتنهد : انا كنت جايه اشوفك قبل ما اسافر ، ومش هكذب عليكي كنت جايه اشوفه هو ،اشوف روحه فيكي ، مكنتش فاكره أن احمد سايبك أمانه عند شخص ميعرفش أزاي يحافظ علي الأمانه ، طول عمره صالح شخص أناني ومبيحبش غير نفسه ، أنا قولت الزمن غيره بس للأسف في ناس مهما الزمن بيمر عليهم ، بيفضلوا زي ماهما بنفس القلوب
هنا بدموع : أنتي الي بابا كان بيحبك ، علي فكره هو حكالي عنك ، كان ديما يقولي انتي جميله زيهاا ، مكنتش ببقي فاهمه حاجه ، بس مره سمعت ماما بتقوله : لسا بتحبها بعد السنين ديه كلهاا
بابا مكنش عارف يقولهاا ايه ، وانا كنت مستغربه أزاي بابا مبيحبش ماما وبيحب واحده غيرها ، وفي يوم كان قاعد بيذاكرلي قولتله أنا مش بحبك ، عشان أنت بتحب واحده غير ماما
لتبتسم هنا من بين دموعها وهي تتذكر حديثه ...
أمك ست عظيمه ، معرفتش قد أيه أن ممكن ربنا يرزقك بحد يحبك من غير ما يطلب منك اي مقابل غير لما قبلتها ، ولو كان عندي قلب تاني كان عشقهاا هي كمان مش حبها بس لأن الحب ليها قليل ، بس للأسف مش مخلوقين غير بقلب واحد والي بيستوطنه قليلين اووي وهي كانت المرض الوحيد الي أستوطني بس أنتي بقي ياهنا شاركتيها في قلبي ، عارفه انا كنت فرحان اوي وانا بشيلك بين أيديا وانتي لسا مولوده ، حسيت ان الحب ممكن يتحول من حب العاشق لحب ابوي جميل مش بقولك أمك أديتني كل حاجه جميله ، وانتي كنت اجمل حاجه
هنا بطفوله : يعني انت بتحب واحده غير ماما يابابا ، طيب ماما
ليضحك أحمد وهويحتضنها : عارفه يا هنا الحاجه الوحيده الي بنكون ضعاف اوي قدمها ، هي سطوة قلوبنا ، مهما أتحكمنا فيها وحكمنا عليها بالموت بيفضل جوانا شرخ كبير مابيحنش غير ليهم وبس ، عارف أني أناني يابنتي بس مكنش بأيدي مقدرتش أموت حتي الحنين ، يمكن قدرت علي البعد والفراق ، بس الحنين كان اقوي مني ... يمكن أنتي دلوقتي مش فاهمه حاجه بس هيجي اليوم الي هتقدري تفهميني فيه ، بس بتمني لما اليوم ده يجي ميكنش حظك زيي
هنا : طيب ماما بتحبك يابابا ، مش انت كمان المفروض تحبهاا ، يعني أنا مثلا بحبك وانت كمان بتحبني
ليضمها اليه احمد بشده وهو يقبلها : ومين قال أني مش بحب ماما ، انا بحبهاا بس حب من نوع تاني بكره لما تكبري هتفهميه ، وعلي فكره ماما ديه كل حياتنا ومن غيرها انا وانتي ولا حاجه ، وممكن نتحرم من احلي مكرونه بتعملها كمان
لتقترب منهم فريده بعد أن أخفت دموعها ، ليبتسم هو لها قائلا : كنتي سمعانه صح !
فريده بحب : ومش زعلانه يا أحمد ، انا عشان حبيتك ، ومكنتش اقدر اتخيل في يوم أني ممكن اكون لحد غيرك ، فهماك قلوبنا مش بأيدينا وانا مش هقدر أعاقبك علي حاجه مش بأيدك ، وكفايه اوي عليا أنك جنبي أنت وهنا ، مش عايزه اي حاجه تانيه
ليضمها اليه احمد قائلا : انتي أجمل نعمه ربنا أكرمني بيها ، وبلاش تعيطي عشان ممكن أعاقبكم واحرمكم من أحلي عزومه بره البيت ، ها ياهانم
لتحتضن هي كفيه بحب قائله : بحبك ، وهفضل طول عمري بحبك
ليتطلعوا الي أبنتهم ضاحكين وهما يرونها تعبث بأحد الأقلام وترسم في كراستهاا
لتفيق هنا من شرودها ، فتري دموع أمال ، لتدرك بأن أبهاا قد منحه الله حظاً عظيماً لتحبه وتعشقه أمرأتان ، امرأه قد وهبتله حياتها وعمرها ، واخري قد ظلت تعشقه حتي بعد زمناً طويلاا ، ليصبح هو الوحيد محظوظاً بكل هذا ، وكيف لرجلاً عظيما مثله لا يحظي بمثل هذا الحب
أمال بحب : انتي شبه اووي ياهنا ، حتي روحه وكل حاجه فيه فيكي انتي
لتمسح هنا دموعها قائله :وحضرتك متجوزتيش لحد دلوقتي ليه !
لتتطلع اليها امال قائله : مقدرتش أشوف احلامي في راجل تاني
ليقف الزمن قليلا ، تاركاً كلاً منهما وسط ذكريات قد جاء معها الحاضر ، ليعلن بأن الماضي قد يعود أحياناً ليَحيا به الحاضر!
.................................................. ..............
ظلت عيناه تحدق بهاا وهو لا يعلم ، لما كل هذه المصادفات بينهم ، حتي يتتطلع الي وجه عمته قائلا : حمدلله علي السلامه
لتتطلع اليه أمال قائله : الله يسلمك ياحبيبي
لتنظر اليهم أمال مبتسمه فتقول : ديه هنا يافارس ، وده فارس ابن اخويا ياهنا
لتتطلع اليه هنا بخجل ، حتي تخفض برأسها بعيدا عن عينيه التي تحدق بها كالصقر
فارس ببرود: اهلا !
لترفع هي ببصرها بعد أن سمعت ترحيبه الغير مرغوب بوجودها ، فتري في عيناه الضيق
أمال بصوت عالي : هنيه ، ياهنيه
لتأتي اليها خادمتها سريعا قائلا : حمدلله علي السلامه يا أمال هانم
أمال بحب : خدي هنا طلعيها اوضة نيره ، لحد ما توضبيلها الأوضه الفاضيه الي جنب أوضتي
لتتطلع هنيه الي تلك الفتاه ، التي لا تشبه أصحاب هذا القصر قائله : حاضر ، يا أمال هانم
وبعد أن أنصرفت هنا مع الخادمه ..
فارس : مين ديه ياعمتي ، الي هتقعد في اوضه نيره ، لاء وكمان هتعيش معانا ، انا كنت فاكر انها هتبقي واحده من الخدم ، عجبتك في المزرعه فقولتي تجيبيها معاكي
لتتنهد أمال قائله : لاء يافارس ، هنا هتعيش معانا هنا
فارس : ومين ديه أصلا عشان تعيش معانا
أمال بشرود : انا هحكيلك علي كل حاجه ، بس تعالا ندخل المكتب
وبعد أن قصت عليه عمته كل شئ من الماضي ، ليقف هو أمامها قائلا : ياعمتي انتي ممكن تساعديها تديها فلوس ، مش تجبيها تعيش معانا ، والله اعلم مايمكن تجبلينا مصيبه
امال بغضب : فارس مسمحلكش تتكلم معايا كده
فارس بضيق : ياعمتي الي كنتي بتحبيه ، مات لاء وكمان ده كان متجوز غيرك وكمان كانت صاحبتك ، وانتي بقي جايه تخلي بالك من بنتهم ، ديه طيبه زايده علي فكره في زمن بقيت المشاعر والحب والحاجات الي لسا حضرتك عايشه فيها ملغيه
لتقف امامه أمال بحده : فارس متنساش اني عمتك ، ومش معني أني ديما بعتبرك صديقي قبل انك أبن اخويا يبقي تتعدي حدودك معايا يافارس !
فارس بأسف : اعملي الي يريحك ياعمتي ، بس انا ماليش دخل بحاجه ، لو في يوم جيتي ندمانه علي تصرفك ده ، انا مش فاهم أزاي تجيبي بنت تعيش معانا لاء وكمان عمها كان عايز يبيعها ويجوزها عشان الفلوس ... واحنا نشتري
لتتطلع اليه امال قائله : بلاش اسلوبك ده يافارس ، وبالذات قدام هنا
فارس بضيق : أنا مسافر اسبوع علي فكره لندن ، عندي صفقه ، وكويس ان السفريه ديه جت دلوقتي ، عشان مفضلش موجود هنا ، في الوضع السخيف ده
أمال بدهشه : هتسافر ، طيب ماتخلي هشام هو الي يسافر ، انت مش ملاحظ ان سفرك بقي كتير
ليتطلع اليها فارس قليلا ليقول : بكره هخلي المحامي يسافر البلد ، عشان يدفع الفلوس لعمها ، اي أوامر تانيه
أمال بتنهد : بلاش تجرح البنت بأي كلام ، لو سامحت يافارس وحاول تعاملها زي نيره
ليبتسم فارس قليلاً ليقول : متقلقيش مش هيكون ليا أي دخل بيها ، انا رايح الشركه ... سلام
لتتطلع اليه أمال بألم قائله : نفسي تنسي وترجع فارس بتاع زمان
لتأتي اليها هنيه قائله : أي أوامر تانيه يا أمال هانم
أمال : طلعتي هنا اوضتها
لتبتسم لها هنيه قائله : ايوه ياهانم ، شكلها هاديه اوي ، هي مين ديه يا أمال هانم ...
.................................................. ..............
أما هو جلس في سيارته ، ليتطلع الي بعض الملفات حتي يتذكر حديث عمته فيبتسم بسخريه قائلا بهمس : خليها تعمل الي يريحها ، قال حب قال ، ربنا يهديكي ياعمتي
ليتطلع اليه السائق قائلا : حضرتك بتكلمني يافارس بيه !
ليشرد فارس قليلاً وهو يتذكر المرتان التي ألتقي فيهم بهاا ، حتي يطرد كل هذا من ذهنه قائلا لسائقه : كنت بتقول حاجه ياعم ابراهيم....
لتصبح الحياه بين هذا وذاك ... ونحن بينها بعابرين وفقط ، وماعلي العابر سو أن ينتظر محطة قطاره ، او رصيفا فارغاً كي يجلس عليه لينتظر حافلته !!!!

يتبع



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close