رواية رياح الالم ونسمات الحب الفصل الخامس 5 بقلم سهام صادق
الـــــفـــصــــل الــــخــــامــــس
وفجأة وجدت نفسهاا ، تقف أمام رجلا أخر يتطلع اليها وكأنه يتفحصها كالسلع ، حتي يقول : تعرفي تقدمي مشاريب ياشاطره للمعازيم
لتتطلع اليه وهي لا تدرك طلبه هذا منها
ليقول راجي مره ثانيه : هما ساعتين بس ، وهتاخدي مائه جنيه ، هاا ومتفكريش اني هزود حاجه ،انا لولا ان حصل نقص عندي مكنتش فكرت أستعين بواحده زيك الله اعلم هتعرف تخدم ولا لاء
لتصمت هنا قليلا ، وهي تتذكر بأنها لا بد أن تدخل الحفل ، ولن يوجد طريقه أخري غير ذلك في وسط هؤلاء الرجال الذين يحرسون الحفل ، وكأنهم سيستقبلون أعدائهم وليس معازيمهم
راجي بضيق : ها ، موافقه ولا أشوف بنت تانيه ، انتي هتفضلي ساعه تفكري
هنا بخوف : انا موافقه خلاص !
ليسير هو أمامها ، وتسيرخلفه وهي تتأمل كل ماحولهاا ، لتبحث عنها من بين الموجودين ، حتي يقع ببصرها علي أحدهما فتنظر بدهشه الي ذلك الوجه الذي تعرفه ، وتلتف بوجهها سريعا كي لا تنتبه لوجودهاا
.................................................. ...............
وأما هو كان يقف أمام أخته بحب ، وهو يراهاا كالملكه المتوجه ، لينظر لهاا بكل نظرات الفرحه متمنياً لهاا حياة سعيده ستعيشها بجانب زوجهاا
لتسقط دمعه من عينيها قائله : انا كده هعيط يافارس
ليضمها اليه وهو يمسح عنها تلك الدمعه قائلا : ده علي اساس انك معيطيش ، فيصمت قليلا ليقول : مش مصدق نيره البنت الصغيره خلاص هتسيبنا وهيبقلها حياه تانيه ،بس النهارده فعلا اسعد يوم في حياتي
لتحتضنه نيره بشده قائله : ديما كنت ليا الأب قبل ما تكون الأخ ، انت كل حاجه ليا يافارس ،انا بحبك اووي
ليضحك فارس قائلا : وانا بحبك اكتر بكتيييير
نيره بعناد طفله : لاء انا اكتر
ليبتسم فارس بحنان وهو يقبل جبينهاا قائلا : ديه هديتي ليكي يارب تعجبك
نيره بفرحه وهو تتأمل ذلك الخاتم المطرز بالماس : ده جميل اووي يافارس
لتأتي عمتهم قائلا : علي فكره لو منزلتوش دلوقتي ،يوسف هو الي هيطلع
ليتأملها فارس قليلا قائلا : جاهزه ياحببتي !
نيره بخجل : ايوه
لتتشبث هي في ايد اخاهاا وخلفهم عمتهم وهي تتأملهم بدموعاً قد مزجت بالفرح
لتنطفئ الأنوار قليلا ، حتي يعم المكان السكون ، منتظرين ذلك العروس ... وبعد ثواني معدوده كانت الأنوار جميعها تتسلط علي العروس وفقط
ليقترب منها زوجها ، وهو يتأملهاا قائلا : أخيرا بقيتي ملكي أنا وبس
ليبتسم فارس أليهم قائلا : خلي بالك منها يايوسف
ليبتسم يوسف قائلا : ديه في عنيا يافارس !
وما كانت كل هذه المشاهد سوا لحظات جميله ، كانت تمر عليها وهي تري فرحة عروساً تتشبث في ذراع زوجها وهو يبتسم لها بأبتسامة حب فيضئ الكون بشعاعه ، لتتنهد بدموع لا تعلم لما هي ولماذا قد هربت الأن ناظره الي ذلك الأكواب التي تحملهاا ، حتي يأتي اليها هو قائلا
واقفه كده ليه ، كملي شغلك يا أنسه
هنا بألم : حاضر...
.................................................. .............
وما كان صراخه في وجهها بشئ لم تعتاد هي عليه ، بل اصبح روتين من حياتهم ،لتقف وهي مدمعة العينين بعدما امسك بذراعيها بقوه قائلا : مش قولتلك ارجع من عند منصور الاقي البنات ياهانم ، يعني مخلفه بنات وكمان مش عارفه تربيهم
لتنطق زينب من بين دموعها قائله : حرام عليك ياصالح سيب دراعي
ليدفعها صالح من امامه قائلا : حسابك معايا بعدين يازينب ، والبنات ديه هتتربي من اول وجديد وانتي هتكوني قبلهم
.................................................. ...............
وفي وسط اندماجه مع ضيوفه ، كانت تقف هي امامه لتقدم له ولضيوفه أحد المشروبات، لتلمح ابنة عمها مع احدهما ليظل بصرها عالقا بهما ، حتي تفقد يدها توازنها فتنسكب احد الاكواب عليه، ليصرخ بها قائلا : مش تحسبي يا انسه
لترفع هي وجهها الذي اخفضته من خجلها حتي تنظر اليه بعيون قد اوشكت علي البكاء قائله : انا اسفه
فارس بضيق : اتفضلي روحي شوفي شغلك ، وياريت تخلي بالك بعد كده
وقبل ان ترحل من امامه كانت عيونه تتفرسهاا وهو يتذكرهذا الوجه الذي رئه في الظلام ...حتي تبتعد هي عنه راكضه بدموعهاا فتمسحها سريعاا متجه الي ابنة عمها
ريم بدموع : ابله هنا ، ابله هنا شوفتي انا دخلت الحفله وتوهت هنا في المزرعه الكبيره ديه ، بس عمو هشام كان طيب وفضل معايا عشان معيطش
ليتطلع اليها هشام ضاحكا : ده علي اساس انك معيطيش من ساعة مالقيتك ورا الشجره
لتحتضنها هنا بخوف قائلا : كده ياريم
ريم بدموع : انا مش عارفه دخلت هنا ازاي ، انا لقيت رجلي هي لوحدها بتمشي
ليضحك هشام قائلا : انتي بتشتغلي هنا يا انسه
لتتطلع اليه هنا قليلا حتي تحرك رأسها بالنفي
هشام بتعجب من لبساها : اصلك لابسه زي منظمين الحفله
هنا بخوف : اصل ..
ليتطلع اليها هشام ضاحكا : متخافيش خلاص انا فهمت ، علي العموم اهي ياستي بنت عمك ،عايز اقولك اني بعد ماشوفت بنت عمك غيرت فكرتي اني لما اتجوز اخلف بنات
لتبتسم هنا علي حديثه ، حتي تسمع صوت صراخاً عالياً خلفها ، فتنتفض علي أثر سماع هذا الصوت
ريم بخوف : ده صوت بابا يا ابله هنا
لينظر اليهم هشام : انتوا تعرفوا الراجل ده
هنا : ده عمي ! .. احنا لازم نمشي
صالح بغضب : انا بقولك لازم ادخل
ليرد عليه الحارس : انا قولت ابعد من هنا ياراجل انت
لتركض الفتاتان نحوه بخوف .. حتي يجذب أبنته الصغري اليه بقوه ليصفعها علي وجهها ، وينظر الي ابنة اخاه بغضب وقبل ان تمد يده لتلمس وجهها ، كان احدهما يدفعه عنها
هشام : انت ازاي بتضربهم كده
لينظر اليه صالح بحده : انا حر ، واظن انهم بناتي وأربيهم براحتي
لتسمع هي كل هذا الصراخ قائله لحرس الحفل: ايه الغباء الي انتوا فيه ده انا هعرف احسبكم علي الاهمال ده وقبل ان تري وجوههم ، امال بصدمه : صالح !
ليظل يتأملها صالح .. حتي يقول بسخريه : امال هانم بنت الاكابر، تصدقي مكنتش فاكر ان بعد السنين ديه كلها ممكن اشوفك
لتتأمل امال هنا قائله : هنا بنت احمد ياصالح صح
ليضحك صالح قائلا : وبنت فريده كمان ، وكانت ممكن تبقي بنتك انتي بس النصيب يابنت الاكابر
ليتطلع هشام اليهم حتي يسمع صوت احدهما ، فيذهب سريعاا اليه
فارس بحده : ايه الي بيحصل ده ياهشام ، وعمتي واقفه مع الناس ديه ليه
هشام : تصدق انا اول مره مكونش فاهم حاجه ، ليبدء يقص عليه كل شئ قائلا : بس امال هانم شكلها تعرفهم
فارس بحده : الي حصل ده اهمال ، ازاي البنات دول يدخله الحفله
هشام بهدوء : طيب تعالا ندخل احنا ، بدل ماحد من ضيوفك يشك في حاجه ، غير الصحافه ماهتصدق تكتب اي حاجه
ليلتف فارس بضيق اليهم حتي يجد نفس الفتاه امامه وهي تبكي
ليتنهد فارس بضيق قائلا :ماشي ياهشام !
اما هي فنظراتها كانت معلقه بتلك الفتاه التي ادركت من اول مره التقت بها بأنها جزءً منه ، لتنظر اليهم امال قائله : يعني هنا بنت احمد وفريده
ليتطلع اليها صالح قائلا :الله يرحمهم
لتتطلع امال اليه بصدمه ... حتي يسقط بصراها ثانية علي تلك الفتاه الباكيه
صالح بحده : يلا قدامي علي البيت حسابكم معايا بعدين
ليظل بصرها عالقاً بهم قائله بدموع : كنت حاسه انها بنتك ، يا احمد
لتبتسم بحزن عندما تتذكر
شايفه الزهره ديه يا امال ، انا زرعتها ليكي .. حاسس انها شبهك
لتبتسم له هي قائله : الله ديه جميله اوي يا احمد ، امممم انا هسميها زهرة الهنا
ليتطلع اليه احمد بحب : واشمعنا بقي زهرة الهنا
امال بحب : عشان انا بحب اسم هنا ده اووي
ليجذبها هو اليه بحنان : بحبك اووي يا امال
لتبتعد هي عنه بخجل قائله :اوعدني اول بنت هنجيبها هنسميها هنا
ليضحك احمد قائله : اوعدك ياحببتي ،بس تكون شبهك
لتتطلع اليه بمرحهاا الذي يعشقه : لاء شبهك انت ، عايزه لون عنيها يكون زيك
لتفيق من شرودهاا هذا وهي تتذكر ابنته ، التي تشبه كثيرا حتي لون عيناه فقد اخذتها منه
.................................................. ................
أعملي حسابك انك هتتجوزي منصور!
لتتطلع الي عمها بدهشه قائله : منصور مين !
زينب بخضه : منصور ، حرام عليك ياصالح ده اكبر منها ب 20 سنه
صالح بحده : انا اتفقت مع الراجل خلاص ، وكلمتي مش هرجع فيهاا فاهمين ، وهو دفعلي مهرها
لتنظر هي الي عمها ببكاء : انا مش هتجوز حد
صالح بحده : أنا مش باخد رئيك سامعه ، هتتجوزي منصور يعني هتتجوزيه ياهنا
لتقترب من عمها بدموع قائله : انت بتعمل فيا كده ليه
صالح ضاحكا : بعمل فيكي ايه يابنت اخويا ، ده انا بجوزك راجل كل بنات البلد بتحلم بيه ، لاء وكمان موافق انك تكملي جامعتك شوفتي بقي انا بيهمني مصلحتك ازاي غير الخير الي هتعيشي فيه
زينب ببكاء : حرام عليك ياصالح ، ده منصور ده متجوز هتجوز بنت اخوك راجل متجوز
صالح بغضب : انتي بالذات تخرسي خالص ، حسابك معايا بعدين ... وبناتك دول ميخرجوش من البيت سامعه لغير لمدارسهم لا الا هي كمان ممكن ميروحهاش
.................................................. ............
جلست تتطلع الي طبقها بصمت ،حتي انتبهت اليه لتقول بصوت هادئ : وصلوا سويسرا بالسلامه
فارس : لسا وصلين من ساعه
امال بهدوء : انا اكلت كملوا اكلكم انتوا
فارس بغرابه من صمت عمته : خلص فطارك ياهشام ، عشان عايزك في المكتب
هشام : يادي الشغل يابني ارحم نفسك وارحمني ، انا عايز اتفرج علي البلد والمزرعه قبل ما اسافر واريح اعصابي شويه
فارس : 10 دقايق ياهشام هستناك في المكتب
هشام : وعلي ايه ال 10 دقايق انا جاي معاك
.................................................. ...........
وفي وسط ذكرياتهاا التي لم تنساها يوما ظلت شارده فيما مضي ،لتتطلع الي تلك الصوره التي بيدها بشرود
هنا شبهك اوي يا احمد، عارف انا اول ماشوفتها حسيت بيك وكأن لسا روحك موجوده في بنتك ، كان نفسي تكون بنتي انا وانت ، لتهبط دموعهاا بألم وهي تري ابتسامتهم سويا لتقول :وحشتني اوووي
فتسقط دموعهاا ثانية لتتذكر يوماً قد ظنت فيه بأن احلامها معه ستتحقق ، لتنهض من علي فراشهاا متجه الي ذلك المكان الذي كان دائماً يجمعهما
.................................................. ................
اما هي وقفت امام زوجة عمها باكيه لتقول بصوت مكتوم : متخلهوش يعمل فيا كده ، انا مش عايزه الارض ولا ورث بابا بس ميعملش فيا كده
لتحتضنها زينب ببكاء قائله : مش بأيدي حاجه صدقيني يابنتي ، انتي عارفه عمك
هنا بألم : عشان هو عمي يرميني كده ،حرام عليه
ليأتي صالح صارخاً بهم : يلا ياهنا العريس وصل وعايز يشوفك
لتقف هنا امام عمها ببكاء : انا مش هطلع لحد
ليصفعها صالح علي وجهها قائلا : اخرجي قدامي وامسحي دموعك ديه ... ثم يقول بصوت هادئ : هي البنت اخرها ايه غير بيت جوزها ، يلا ياهنا متتعبنيش معاكي بكره تقولي قد ايه عمي كان بيحبني عشان جوزني جوازه زي ديه
لتتطلع هي الي عمها بدموع ، الي ان تغادر غرفتهاا ذاهبه الي مصيراً لا تعلم لما الحياه قد فرضته عليها
منصور بأبتسامه مستفزه : نورتي ياعروسه ، ثم يتجه الي صالح قائلا : اوعي تكون مزعل عروستي ياصالح ،ديه كلها شهور وهتبقي مراتي
ثم يعاود منصور النظر اليها قائلا : انتي مكثوفه مني كده ليه ، ماتقربي ياحلوه
لتتطلع اليه بشمئزاز ، حتي تنهض سريعا من امامه تاركة لهم المكان الذي اصبح يخنقهاا بوجودهم
منصور بضيق : هي بنت اخوك مش عجبها الجوازه ولا ايه ياصالح ، انت مقولتلهاش انا دافع فيها مهر قد ايه
صالح بأرتباك : هي بس مكثوفه منك يامنصور ، انت عارف البنت لسا صغيره
ليبتسم منصور كعادته قائلا : اه قول كده ، بكره هخليها متتكثفش وهشيلها في عنيا .. المهم بلاش موضوع الخطوبه ده والكلام الفارغ نخلي كتب كتاب وياريت الفرح كمان
صالح بضحك : انت مستعجل كده ليه
ليتطلع اليه منصور برغبه : اصل البت حلوه وصغيره ، وانا بصراحه من ساعة ماشوفتهاا وانا بقيت عايزهاا
ليصمت صالح قليلا .. حتي يقول : ربنا يسهل !
.................................................. ................
جلست شارده وهي تتأمل كل شئ حولها ، حتي مر طيف ذكرياتهم أمامها وهي تبتسم بحزن ، لتنظر الي المياه متأمله صورتهم وهم يضحكان تاره وتاره اخري يمازحهاا واخري يحتضنهاا واخري يعاتبهاا واخري يجري خلفها كالمجنون كي يصالحها ، لتبتسم لكل هذا وهي تتذكر ان الفراق والهجران قد طال ليعصف بهاا بأمرأه بائسه لا تفكر سوا بذكريات ماضيها ، اما هو فقد فارقت روحه الحياه تاركاً نسخه منه تشبه كثيراً، لتبقي الذكريات محفوره بذهنها هي فقط
فارس : كنتي فين ياعمتي
امال بشرود : كنت بتمشي شويه في البلد ياحبيبي ، اصلها كانت وحشاني اوي ومكنتش عارفه اتفرج علي كل حاجه فيها قبل ما نيره تتجوز عشان كنا مشغولين اما دلوقتي انا فاضيه
فارس : طيب انا راجع مصر بكره ان شاء الله تحبي ترجعي معانا ولا هتفضلي شويه
لتتطلع اليه امال قليلا حتي تقول : اكيد هرجع معاك
لينظر لها فارس متفحصاً أيها : انتي كويسه ياعمتي
امال بحب : متقلقش عليا ياحبيبي ، انا هطلع اوضتي ارتاح شويه
ليتطلع فارس الي عمته بشك حتي يقول : اتفضلي !
.................................................. ............
متتجوزهوش يا ابله هنا ، ده شكله وحش وعجوز مش زي الفارس الي شوفته ماسك الحصان الابيض في المزرعه او حتي عمو هشام
لتبتسم هنا من بين دموعها قائله : عارفه ياريم ، برغم كل حاجه بس انتي الوحيده الي بتقدري تخليني اقدر اضحك
لتبتسم لها ريم وتقول بطفوله : بجد انا بخليكي تضحكي
هنا بدموع : اه ياحببتي
سلمي بتفكير : طيب انتي هتعملي ايه يا ابله هنا ، ده انا سمعت بابا بيتفق مع عمي منصور ان كتب الكتاب بعد اسبوع ، اوعي تتجوزيه يا ابله هنا
لتتقدم نور نحوهم قائله : انا بكره بابا ، عشان هو مبيحبناش
لتتطلع اليها هنا بألم : عيب يانور !
لتدخل عليهم زينب قائله : اتفضلي يا امال هانم
لتدخل امال عليهم قائله : ازيك يا هنا ، كده تبقي في الحفله ومتجيش تقوليلي انك موجوده
لتتطلع اليهاا هنا بخجل ... حتي تقول ريم : انا الي خليتها تدخل عشان تدور عليا ، انا السبب مش تزعقلها زي بابا
لتقترب منها امال بحنان : ومين قالك اني كنت هزعقلها ، انا كنت مبسوطه اوي عشان شوفتكوا في الحفله
لتنظر اليها ريم قائله : بجد
امال بحنان : ايوه ياحببتي بجد ، وانا النهارده جايه اسلم عليكوا قبل ما اسافر
لتتطلع اليها هنا قائله : حضرتك هتسافري ، يعني مش هشوفك تاني عند البُحيره
لتتطلع اليها امال قائله : ما انا جيت اقولك اني هستناكي في القاهره ، وياريت تاخدي الاجازه وتيجي تزوريني ، وصدقيني بيتي هيكون ديما مفتحولك يا هنا ، حتي المزرعه هنا لو احتاجتي اي حاجه قولي لسعد وهو هيبلغني
لتقول ريم بخوف : الراجل ابو شنب كبير
امال ضاحكه : اه ابو شنب كبير ..
لتسقط دمعه من عين هنا قائله : انا مش هقدر اجي لحضرتك ،عشان هتجوز
لتتطلع اليها امال بدهشه قائله : تتجوزي ازاي ، انتي لسا بتدرسي وازاي عمك يفكر بكده
ليأتي صوت صالح من الخارج قائلا : مش معقول امال هانم هنا ، لاء بجد نورتي بيتنا المتواضع ... ليتطلع الي بنت اخاه قائلا : عارفه ديه مين ياهنا ، ديه ياستي كانت ممكن تبقي امك بس النصيب، وكمان صاحبة امك .. يااااقصه طويله اوي ياهنا
لتتطلع اليها هنا بتسأل ... حتي تقول هي : ديه قصه طويله اووي ياحببتي ، اكيد هيجي يوم واحكيهالك
المهم دلوقتي انك هتيجي معايا ... لتتطلع الي صالح قائلا : انا مش هسيبهالك تدمرها بسبب جهلك وتجوزهاا
لتنظر سلمي اليها قائله : ده عمو منصور راجل عجوز واكبر من ابله هنا ب 20 سنه
لتتطلع اليه امال بحده : هنا هتخرج من البيت ده معايا ياصالح سامع
ليتطلع اليها صالح ضاحكا : الي بتتكلمي عنها ديه بنت اخويا يا امال هانم ، اظن أن انا الوحيد الي ليا الامر عليها
لتتطلع اليه امال بكبرياء قائله : هتاخد كام ياصالح ، وتسيب هنا ، اظن انك عايز تجوزها عشان الفلوس
صالح : انا مببعش بنت اخويا
لتجلس امال بهدوء قائله : ها ياصالح عايز كام ، وانت عارف طبعا انا مين
ليتطلع صالح اليها قائلا : يبقي اتفقنا ....
يتبع
وفجأة وجدت نفسهاا ، تقف أمام رجلا أخر يتطلع اليها وكأنه يتفحصها كالسلع ، حتي يقول : تعرفي تقدمي مشاريب ياشاطره للمعازيم
لتتطلع اليه وهي لا تدرك طلبه هذا منها
ليقول راجي مره ثانيه : هما ساعتين بس ، وهتاخدي مائه جنيه ، هاا ومتفكريش اني هزود حاجه ،انا لولا ان حصل نقص عندي مكنتش فكرت أستعين بواحده زيك الله اعلم هتعرف تخدم ولا لاء
لتصمت هنا قليلا ، وهي تتذكر بأنها لا بد أن تدخل الحفل ، ولن يوجد طريقه أخري غير ذلك في وسط هؤلاء الرجال الذين يحرسون الحفل ، وكأنهم سيستقبلون أعدائهم وليس معازيمهم
راجي بضيق : ها ، موافقه ولا أشوف بنت تانيه ، انتي هتفضلي ساعه تفكري
هنا بخوف : انا موافقه خلاص !
ليسير هو أمامها ، وتسيرخلفه وهي تتأمل كل ماحولهاا ، لتبحث عنها من بين الموجودين ، حتي يقع ببصرها علي أحدهما فتنظر بدهشه الي ذلك الوجه الذي تعرفه ، وتلتف بوجهها سريعا كي لا تنتبه لوجودهاا
.................................................. ...............
وأما هو كان يقف أمام أخته بحب ، وهو يراهاا كالملكه المتوجه ، لينظر لهاا بكل نظرات الفرحه متمنياً لهاا حياة سعيده ستعيشها بجانب زوجهاا
لتسقط دمعه من عينيها قائله : انا كده هعيط يافارس
ليضمها اليه وهو يمسح عنها تلك الدمعه قائلا : ده علي اساس انك معيطيش ، فيصمت قليلا ليقول : مش مصدق نيره البنت الصغيره خلاص هتسيبنا وهيبقلها حياه تانيه ،بس النهارده فعلا اسعد يوم في حياتي
لتحتضنه نيره بشده قائله : ديما كنت ليا الأب قبل ما تكون الأخ ، انت كل حاجه ليا يافارس ،انا بحبك اووي
ليضحك فارس قائلا : وانا بحبك اكتر بكتيييير
نيره بعناد طفله : لاء انا اكتر
ليبتسم فارس بحنان وهو يقبل جبينهاا قائلا : ديه هديتي ليكي يارب تعجبك
نيره بفرحه وهو تتأمل ذلك الخاتم المطرز بالماس : ده جميل اووي يافارس
لتأتي عمتهم قائلا : علي فكره لو منزلتوش دلوقتي ،يوسف هو الي هيطلع
ليتأملها فارس قليلا قائلا : جاهزه ياحببتي !
نيره بخجل : ايوه
لتتشبث هي في ايد اخاهاا وخلفهم عمتهم وهي تتأملهم بدموعاً قد مزجت بالفرح
لتنطفئ الأنوار قليلا ، حتي يعم المكان السكون ، منتظرين ذلك العروس ... وبعد ثواني معدوده كانت الأنوار جميعها تتسلط علي العروس وفقط
ليقترب منها زوجها ، وهو يتأملهاا قائلا : أخيرا بقيتي ملكي أنا وبس
ليبتسم فارس أليهم قائلا : خلي بالك منها يايوسف
ليبتسم يوسف قائلا : ديه في عنيا يافارس !
وما كانت كل هذه المشاهد سوا لحظات جميله ، كانت تمر عليها وهي تري فرحة عروساً تتشبث في ذراع زوجها وهو يبتسم لها بأبتسامة حب فيضئ الكون بشعاعه ، لتتنهد بدموع لا تعلم لما هي ولماذا قد هربت الأن ناظره الي ذلك الأكواب التي تحملهاا ، حتي يأتي اليها هو قائلا
واقفه كده ليه ، كملي شغلك يا أنسه
هنا بألم : حاضر...
.................................................. .............
وما كان صراخه في وجهها بشئ لم تعتاد هي عليه ، بل اصبح روتين من حياتهم ،لتقف وهي مدمعة العينين بعدما امسك بذراعيها بقوه قائلا : مش قولتلك ارجع من عند منصور الاقي البنات ياهانم ، يعني مخلفه بنات وكمان مش عارفه تربيهم
لتنطق زينب من بين دموعها قائله : حرام عليك ياصالح سيب دراعي
ليدفعها صالح من امامه قائلا : حسابك معايا بعدين يازينب ، والبنات ديه هتتربي من اول وجديد وانتي هتكوني قبلهم
.................................................. ...............
وفي وسط اندماجه مع ضيوفه ، كانت تقف هي امامه لتقدم له ولضيوفه أحد المشروبات، لتلمح ابنة عمها مع احدهما ليظل بصرها عالقا بهما ، حتي تفقد يدها توازنها فتنسكب احد الاكواب عليه، ليصرخ بها قائلا : مش تحسبي يا انسه
لترفع هي وجهها الذي اخفضته من خجلها حتي تنظر اليه بعيون قد اوشكت علي البكاء قائله : انا اسفه
فارس بضيق : اتفضلي روحي شوفي شغلك ، وياريت تخلي بالك بعد كده
وقبل ان ترحل من امامه كانت عيونه تتفرسهاا وهو يتذكرهذا الوجه الذي رئه في الظلام ...حتي تبتعد هي عنه راكضه بدموعهاا فتمسحها سريعاا متجه الي ابنة عمها
ريم بدموع : ابله هنا ، ابله هنا شوفتي انا دخلت الحفله وتوهت هنا في المزرعه الكبيره ديه ، بس عمو هشام كان طيب وفضل معايا عشان معيطش
ليتطلع اليها هشام ضاحكا : ده علي اساس انك معيطيش من ساعة مالقيتك ورا الشجره
لتحتضنها هنا بخوف قائلا : كده ياريم
ريم بدموع : انا مش عارفه دخلت هنا ازاي ، انا لقيت رجلي هي لوحدها بتمشي
ليضحك هشام قائلا : انتي بتشتغلي هنا يا انسه
لتتطلع اليه هنا قليلا حتي تحرك رأسها بالنفي
هشام بتعجب من لبساها : اصلك لابسه زي منظمين الحفله
هنا بخوف : اصل ..
ليتطلع اليها هشام ضاحكا : متخافيش خلاص انا فهمت ، علي العموم اهي ياستي بنت عمك ،عايز اقولك اني بعد ماشوفت بنت عمك غيرت فكرتي اني لما اتجوز اخلف بنات
لتبتسم هنا علي حديثه ، حتي تسمع صوت صراخاً عالياً خلفها ، فتنتفض علي أثر سماع هذا الصوت
ريم بخوف : ده صوت بابا يا ابله هنا
لينظر اليهم هشام : انتوا تعرفوا الراجل ده
هنا : ده عمي ! .. احنا لازم نمشي
صالح بغضب : انا بقولك لازم ادخل
ليرد عليه الحارس : انا قولت ابعد من هنا ياراجل انت
لتركض الفتاتان نحوه بخوف .. حتي يجذب أبنته الصغري اليه بقوه ليصفعها علي وجهها ، وينظر الي ابنة اخاه بغضب وقبل ان تمد يده لتلمس وجهها ، كان احدهما يدفعه عنها
هشام : انت ازاي بتضربهم كده
لينظر اليه صالح بحده : انا حر ، واظن انهم بناتي وأربيهم براحتي
لتسمع هي كل هذا الصراخ قائله لحرس الحفل: ايه الغباء الي انتوا فيه ده انا هعرف احسبكم علي الاهمال ده وقبل ان تري وجوههم ، امال بصدمه : صالح !
ليظل يتأملها صالح .. حتي يقول بسخريه : امال هانم بنت الاكابر، تصدقي مكنتش فاكر ان بعد السنين ديه كلها ممكن اشوفك
لتتأمل امال هنا قائله : هنا بنت احمد ياصالح صح
ليضحك صالح قائلا : وبنت فريده كمان ، وكانت ممكن تبقي بنتك انتي بس النصيب يابنت الاكابر
ليتطلع هشام اليهم حتي يسمع صوت احدهما ، فيذهب سريعاا اليه
فارس بحده : ايه الي بيحصل ده ياهشام ، وعمتي واقفه مع الناس ديه ليه
هشام : تصدق انا اول مره مكونش فاهم حاجه ، ليبدء يقص عليه كل شئ قائلا : بس امال هانم شكلها تعرفهم
فارس بحده : الي حصل ده اهمال ، ازاي البنات دول يدخله الحفله
هشام بهدوء : طيب تعالا ندخل احنا ، بدل ماحد من ضيوفك يشك في حاجه ، غير الصحافه ماهتصدق تكتب اي حاجه
ليلتف فارس بضيق اليهم حتي يجد نفس الفتاه امامه وهي تبكي
ليتنهد فارس بضيق قائلا :ماشي ياهشام !
اما هي فنظراتها كانت معلقه بتلك الفتاه التي ادركت من اول مره التقت بها بأنها جزءً منه ، لتنظر اليهم امال قائله : يعني هنا بنت احمد وفريده
ليتطلع اليها صالح قائلا :الله يرحمهم
لتتطلع امال اليه بصدمه ... حتي يسقط بصراها ثانية علي تلك الفتاه الباكيه
صالح بحده : يلا قدامي علي البيت حسابكم معايا بعدين
ليظل بصرها عالقاً بهم قائله بدموع : كنت حاسه انها بنتك ، يا احمد
لتبتسم بحزن عندما تتذكر
شايفه الزهره ديه يا امال ، انا زرعتها ليكي .. حاسس انها شبهك
لتبتسم له هي قائله : الله ديه جميله اوي يا احمد ، امممم انا هسميها زهرة الهنا
ليتطلع اليه احمد بحب : واشمعنا بقي زهرة الهنا
امال بحب : عشان انا بحب اسم هنا ده اووي
ليجذبها هو اليه بحنان : بحبك اووي يا امال
لتبتعد هي عنه بخجل قائله :اوعدني اول بنت هنجيبها هنسميها هنا
ليضحك احمد قائله : اوعدك ياحببتي ،بس تكون شبهك
لتتطلع اليه بمرحهاا الذي يعشقه : لاء شبهك انت ، عايزه لون عنيها يكون زيك
لتفيق من شرودهاا هذا وهي تتذكر ابنته ، التي تشبه كثيرا حتي لون عيناه فقد اخذتها منه
.................................................. ................
أعملي حسابك انك هتتجوزي منصور!
لتتطلع الي عمها بدهشه قائله : منصور مين !
زينب بخضه : منصور ، حرام عليك ياصالح ده اكبر منها ب 20 سنه
صالح بحده : انا اتفقت مع الراجل خلاص ، وكلمتي مش هرجع فيهاا فاهمين ، وهو دفعلي مهرها
لتنظر هي الي عمها ببكاء : انا مش هتجوز حد
صالح بحده : أنا مش باخد رئيك سامعه ، هتتجوزي منصور يعني هتتجوزيه ياهنا
لتقترب من عمها بدموع قائله : انت بتعمل فيا كده ليه
صالح ضاحكا : بعمل فيكي ايه يابنت اخويا ، ده انا بجوزك راجل كل بنات البلد بتحلم بيه ، لاء وكمان موافق انك تكملي جامعتك شوفتي بقي انا بيهمني مصلحتك ازاي غير الخير الي هتعيشي فيه
زينب ببكاء : حرام عليك ياصالح ، ده منصور ده متجوز هتجوز بنت اخوك راجل متجوز
صالح بغضب : انتي بالذات تخرسي خالص ، حسابك معايا بعدين ... وبناتك دول ميخرجوش من البيت سامعه لغير لمدارسهم لا الا هي كمان ممكن ميروحهاش
.................................................. ............
جلست تتطلع الي طبقها بصمت ،حتي انتبهت اليه لتقول بصوت هادئ : وصلوا سويسرا بالسلامه
فارس : لسا وصلين من ساعه
امال بهدوء : انا اكلت كملوا اكلكم انتوا
فارس بغرابه من صمت عمته : خلص فطارك ياهشام ، عشان عايزك في المكتب
هشام : يادي الشغل يابني ارحم نفسك وارحمني ، انا عايز اتفرج علي البلد والمزرعه قبل ما اسافر واريح اعصابي شويه
فارس : 10 دقايق ياهشام هستناك في المكتب
هشام : وعلي ايه ال 10 دقايق انا جاي معاك
.................................................. ...........
وفي وسط ذكرياتهاا التي لم تنساها يوما ظلت شارده فيما مضي ،لتتطلع الي تلك الصوره التي بيدها بشرود
هنا شبهك اوي يا احمد، عارف انا اول ماشوفتها حسيت بيك وكأن لسا روحك موجوده في بنتك ، كان نفسي تكون بنتي انا وانت ، لتهبط دموعهاا بألم وهي تري ابتسامتهم سويا لتقول :وحشتني اوووي
فتسقط دموعهاا ثانية لتتذكر يوماً قد ظنت فيه بأن احلامها معه ستتحقق ، لتنهض من علي فراشهاا متجه الي ذلك المكان الذي كان دائماً يجمعهما
.................................................. ................
اما هي وقفت امام زوجة عمها باكيه لتقول بصوت مكتوم : متخلهوش يعمل فيا كده ، انا مش عايزه الارض ولا ورث بابا بس ميعملش فيا كده
لتحتضنها زينب ببكاء قائله : مش بأيدي حاجه صدقيني يابنتي ، انتي عارفه عمك
هنا بألم : عشان هو عمي يرميني كده ،حرام عليه
ليأتي صالح صارخاً بهم : يلا ياهنا العريس وصل وعايز يشوفك
لتقف هنا امام عمها ببكاء : انا مش هطلع لحد
ليصفعها صالح علي وجهها قائلا : اخرجي قدامي وامسحي دموعك ديه ... ثم يقول بصوت هادئ : هي البنت اخرها ايه غير بيت جوزها ، يلا ياهنا متتعبنيش معاكي بكره تقولي قد ايه عمي كان بيحبني عشان جوزني جوازه زي ديه
لتتطلع هي الي عمها بدموع ، الي ان تغادر غرفتهاا ذاهبه الي مصيراً لا تعلم لما الحياه قد فرضته عليها
منصور بأبتسامه مستفزه : نورتي ياعروسه ، ثم يتجه الي صالح قائلا : اوعي تكون مزعل عروستي ياصالح ،ديه كلها شهور وهتبقي مراتي
ثم يعاود منصور النظر اليها قائلا : انتي مكثوفه مني كده ليه ، ماتقربي ياحلوه
لتتطلع اليه بشمئزاز ، حتي تنهض سريعا من امامه تاركة لهم المكان الذي اصبح يخنقهاا بوجودهم
منصور بضيق : هي بنت اخوك مش عجبها الجوازه ولا ايه ياصالح ، انت مقولتلهاش انا دافع فيها مهر قد ايه
صالح بأرتباك : هي بس مكثوفه منك يامنصور ، انت عارف البنت لسا صغيره
ليبتسم منصور كعادته قائلا : اه قول كده ، بكره هخليها متتكثفش وهشيلها في عنيا .. المهم بلاش موضوع الخطوبه ده والكلام الفارغ نخلي كتب كتاب وياريت الفرح كمان
صالح بضحك : انت مستعجل كده ليه
ليتطلع اليه منصور برغبه : اصل البت حلوه وصغيره ، وانا بصراحه من ساعة ماشوفتهاا وانا بقيت عايزهاا
ليصمت صالح قليلا .. حتي يقول : ربنا يسهل !
.................................................. ................
جلست شارده وهي تتأمل كل شئ حولها ، حتي مر طيف ذكرياتهم أمامها وهي تبتسم بحزن ، لتنظر الي المياه متأمله صورتهم وهم يضحكان تاره وتاره اخري يمازحهاا واخري يحتضنهاا واخري يعاتبهاا واخري يجري خلفها كالمجنون كي يصالحها ، لتبتسم لكل هذا وهي تتذكر ان الفراق والهجران قد طال ليعصف بهاا بأمرأه بائسه لا تفكر سوا بذكريات ماضيها ، اما هو فقد فارقت روحه الحياه تاركاً نسخه منه تشبه كثيراً، لتبقي الذكريات محفوره بذهنها هي فقط
فارس : كنتي فين ياعمتي
امال بشرود : كنت بتمشي شويه في البلد ياحبيبي ، اصلها كانت وحشاني اوي ومكنتش عارفه اتفرج علي كل حاجه فيها قبل ما نيره تتجوز عشان كنا مشغولين اما دلوقتي انا فاضيه
فارس : طيب انا راجع مصر بكره ان شاء الله تحبي ترجعي معانا ولا هتفضلي شويه
لتتطلع اليه امال قليلا حتي تقول : اكيد هرجع معاك
لينظر لها فارس متفحصاً أيها : انتي كويسه ياعمتي
امال بحب : متقلقش عليا ياحبيبي ، انا هطلع اوضتي ارتاح شويه
ليتطلع فارس الي عمته بشك حتي يقول : اتفضلي !
.................................................. ............
متتجوزهوش يا ابله هنا ، ده شكله وحش وعجوز مش زي الفارس الي شوفته ماسك الحصان الابيض في المزرعه او حتي عمو هشام
لتبتسم هنا من بين دموعها قائله : عارفه ياريم ، برغم كل حاجه بس انتي الوحيده الي بتقدري تخليني اقدر اضحك
لتبتسم لها ريم وتقول بطفوله : بجد انا بخليكي تضحكي
هنا بدموع : اه ياحببتي
سلمي بتفكير : طيب انتي هتعملي ايه يا ابله هنا ، ده انا سمعت بابا بيتفق مع عمي منصور ان كتب الكتاب بعد اسبوع ، اوعي تتجوزيه يا ابله هنا
لتتقدم نور نحوهم قائله : انا بكره بابا ، عشان هو مبيحبناش
لتتطلع اليها هنا بألم : عيب يانور !
لتدخل عليهم زينب قائله : اتفضلي يا امال هانم
لتدخل امال عليهم قائله : ازيك يا هنا ، كده تبقي في الحفله ومتجيش تقوليلي انك موجوده
لتتطلع اليهاا هنا بخجل ... حتي تقول ريم : انا الي خليتها تدخل عشان تدور عليا ، انا السبب مش تزعقلها زي بابا
لتقترب منها امال بحنان : ومين قالك اني كنت هزعقلها ، انا كنت مبسوطه اوي عشان شوفتكوا في الحفله
لتنظر اليها ريم قائله : بجد
امال بحنان : ايوه ياحببتي بجد ، وانا النهارده جايه اسلم عليكوا قبل ما اسافر
لتتطلع اليها هنا قائله : حضرتك هتسافري ، يعني مش هشوفك تاني عند البُحيره
لتتطلع اليها امال قائله : ما انا جيت اقولك اني هستناكي في القاهره ، وياريت تاخدي الاجازه وتيجي تزوريني ، وصدقيني بيتي هيكون ديما مفتحولك يا هنا ، حتي المزرعه هنا لو احتاجتي اي حاجه قولي لسعد وهو هيبلغني
لتقول ريم بخوف : الراجل ابو شنب كبير
امال ضاحكه : اه ابو شنب كبير ..
لتسقط دمعه من عين هنا قائله : انا مش هقدر اجي لحضرتك ،عشان هتجوز
لتتطلع اليها امال بدهشه قائله : تتجوزي ازاي ، انتي لسا بتدرسي وازاي عمك يفكر بكده
ليأتي صوت صالح من الخارج قائلا : مش معقول امال هانم هنا ، لاء بجد نورتي بيتنا المتواضع ... ليتطلع الي بنت اخاه قائلا : عارفه ديه مين ياهنا ، ديه ياستي كانت ممكن تبقي امك بس النصيب، وكمان صاحبة امك .. يااااقصه طويله اوي ياهنا
لتتطلع اليها هنا بتسأل ... حتي تقول هي : ديه قصه طويله اووي ياحببتي ، اكيد هيجي يوم واحكيهالك
المهم دلوقتي انك هتيجي معايا ... لتتطلع الي صالح قائلا : انا مش هسيبهالك تدمرها بسبب جهلك وتجوزهاا
لتنظر سلمي اليها قائله : ده عمو منصور راجل عجوز واكبر من ابله هنا ب 20 سنه
لتتطلع اليه امال بحده : هنا هتخرج من البيت ده معايا ياصالح سامع
ليتطلع اليها صالح ضاحكا : الي بتتكلمي عنها ديه بنت اخويا يا امال هانم ، اظن أن انا الوحيد الي ليا الامر عليها
لتتطلع اليه امال بكبرياء قائله : هتاخد كام ياصالح ، وتسيب هنا ، اظن انك عايز تجوزها عشان الفلوس
صالح : انا مببعش بنت اخويا
لتجلس امال بهدوء قائله : ها ياصالح عايز كام ، وانت عارف طبعا انا مين
ليتطلع صالح اليها قائلا : يبقي اتفقنا ....
يتبع