رواية نجع العرب الفصل الخامس 5 بقلم سهيلة عاشور
ما كان ينقصها سوى هذه الفظه الأن... فهي تكرهها بشده تلك الفتاه صاحبة القلب الأسود ليس عليها التفكير كثيرا في مصدر الصوت فعندما التفتت فإذا بها ناهد أمامها
وتين بهدوء: كلام اي اللي انت بتقوليه دا على الصبح
وتين بضحك مستفز: لا بجد مش قادره... هو انت لسه فيكي الطبع الأهبل دا ولسه دماغك صغيره اوي كده مش معقول بجد... احب اقلك ان كلامك دا بالنسبالي ملهوش اي لازمه بس معلش خدوهم فقرا يغنيكم الله.. اللي كنت نازله من عربيته دا يبقى جوزي ارتحتي بقا
ناهد بصدمه وغل: احنا هنضحك على بعض لو كان جوزك كان على الاقل في ليكوا صورة واحده على السوشيل ميديا بتاعتك... وبعدين اي فقرا دا انا بفلوسي اشتريكي واشتري الجامعه دي
وتين ببرود: لينا صور او ملناش دي حاجه شخصيه ملكيش علاقه بيها ابدا.... وبعدين انت فقيرة فعلا يا ناهد عندك فقر العقل ودا للأسف مش ممكن نشتريه بالفلوس عن اذنك اصلي مش فاضيه
ذهبت وتركتها وكأنها أشعلت بركان من النيران فهذه الناهد تكره وتين لأنها متفوقه اكثر منها دراسيا ولطالما كان والد ناهد دائما يقارنها بها حيث انه عميد هذه الجامعه وبالطبع يعلم عن تفوق وتين الشديد وبالطبع فأن وتين أجمل من ناخد بكثير حيث أن ناهد تُفسد جمالها بمساحيق التجميل المبالغ فيها.... ذهبت وتين لقضاء يومها الدراسي كالعاده من محاضرات وعملي وغيره... والطبع كانت بمفردها في كل هذا....
**********************************
عند أهل وتين
كانت كريمه تصنع الكثير من الأكلات الشهيه لهم بحب وعطاء كبير فأبنتها الوحيده ستأتي اليوم ومعها زوجها وبالطبع المقربين لقلبها تميم وداغر فهي تحبهم مثل وتين وأكثر.... فداغر وتميم كانوا يعيشون مع أهلهم في منازلهم القديمه في حي بعيد وكانوا من قبل الولاده والاهالي جيران وتربوا معا حتى ان داغر وتميم شهدوا ولادة وتين وحملها في صغرها ولكن منذ اكثر من 10 سنوان قرر الاهالي الهجره لتوسيق الزرق فكانا اهل داغر وتميم يسعون بشده لتجميع الكثير من الأموال والكثير من الشهره وغير ذلك فهم يحبون العمل بشده ويعطون له الكثير من المجهود ومن بعد سفرهم ظلت كريمه ومحمد يهتمون بهم وكأنهم أولادهم أيضا ولكن قرر داغر الانتقال لبيت اصغر حجما وبيع البيتين بعدما انتقل وتين واهلها لمنزل جديد بسبب عيب في المنزل القديم ومن بعدها وهم هكذا يأتي عليهم الصباح يفطرون ويذهون للعمل ومن بعدها يتجمعون كلهم معا للأكل والتسليه وغير ذلك ومن بعدها يرحلون لمنزلهم من أجل النوم وهكذا كل يوم....
كريمه بنداء: يا محمد.... محمد
محمد: نعم يا حبيبتي.... اي كل دا مش قلتلك بلاش تكتري منتي عارفه كل دا بيتبقى واكتر
كريمه بدوت اكتراث: انزل هات حلويات وشوكولاته وهات كام نوع فاكهه كده وتسالي انا ناويه يسهروا معانا النهارده
محمد بفرح من أجل سعادتها: اللي يشوفك كده يفكر البت غايبه من سنين امال لو مكنش يوم
كريمه بحزن: انا عارفه انها زعلانه مننا اوي يا محمد انا عاوزه اصحالها ومش عارفه ازاي... دي بنتي الوحيده ازاي اقعد عادي كده وانا عارفه انها زعلانه هي بس مش بتبين
محمد بتأييد: معاكي حق وانا عارف انه من حقها تزعل... بس لما تفكر في الموضوع والايام تعدي هتعرف اننا كنا بنعمل كل دا علشانها وعلشان مصلحتها وبعدين انا مش برميها انا بديها لراجل محترم ومن عيله وانت عارفه
كريمه بطمأنان: عارفه يا محمد... يارب بس هي تفهم كده... يلا انزل جيب الحاجات واتصل علي شهين ووتين وانا هكلم الولاد يلا
محمد بإبتسامه: امرك يا ست الناس
ابتسموا لبعضهم بحب شديد ومن بعدها ذهب حيث طلبت منه فهو لا يريد معارضتها ويكفي ان يجلس ويراهم من حوله يكون وقتها في قمة السعاده....... أمسكت هاتفها ودقت علي داغر اكثر من مره فلم يجيب فقررت ان تتصل بالمعتوه
تميم بمرح: حماتي بتحبني اكيد.... طبخالنا اي بقا النهارده
كريمه بضحك: هو انا مفيش مره اكلمك تسأل عني دايما تسأل عن الأكل
تميم بصراحه: بعيد عنك يا كرمله هموت من الجوع.... قلت للواد زميلي هاتلي علبتين كشري راح جابلي باتيه بالجبنه يرضيكي... ولما اقله لي يقلي هتاكل كشري في الشغل ميصحش انا مش عارف هو مالو هو انا اللي هاكل ولا هي بني آدم غريب
كريمه بضحك: مهو معاه حق برضه انا لو من المدير ارفدك
تميم بفخر: لا متقلقيش ميدو حبيبي موصيه عليا قلوا كلو الا تميم تعامله معاملة الباشوات
كريمه بتعجب: ميدو مين دا
تميم: محمد جوزك لحقت انسيهولك... انا عارف اني جامد بالفطره بس برضه دا جوزك
كريمه بتعب: يا بني الله يهديك صدعتني ونستني كنت مكلماك لي..... ااااه صح عوزاك تجيب داغر بعد الشغل وتيجوا بدري على طول علشان وتين وشهين هيجوا نتغدى مع بعض وكده... انا كلت داغر بس مردش
تميم بتفهم: منتي عارفاه زمانه عامل الموبيل صامت لانه في الشغل.... واخدها جد اوي... هجيبوا واجي متقلقيش يا كرمله يلا باي
ودعته وابتسمت بشده فعلى الرغم من غبائه وطيشه الا انه طيب وحنون القلب بشده وهي تحبه بطريقه كبيره........
**********************************
اما عند تميم
فبعدما أغلق المكالمه مع كريمه بدأ في فتح الباتيه الذي جلبه له زميله في العمل وبدأ في أكله
تميم وهو يحدث نفسه: باتيه... باتيه كلها نعمه من ربنا.... بس مصلحه برضه انا عاوز المعده فاضيه زمان كرملتي عملالي ديك رومي كده ولا اي... يااااااه
بدأ في الاندماج في الحديث مع نفسه... فهذا عيب الإنسان الثرثار يا ساده لا يتحمل السكون ابدا وبهذا الشكل يجلب لنفسه المصائب قاطعه صوت يعرفه جيدا
المدير بغضب: تميم بيه.... الناس كلها بتاخد البريك نص ساعه انت بتاخد ساعه ونص فاضل اي في مرتبك علشان اخصمه يا اخي
تميم بتوتر: يا فندم والله انا فاضلي حاجات بسيطه واخلص شغل النهارده وتقدر تراجع الشغل اهو والله
المدير بغيظ: مهو دا اللي مصبرني عليك انك شاطر اوي في شغلك... لكن يا خساره لو كنت تدي لشغلك اهميه شويه وتركز فيه مكنش دا بقا حالك... تعرف الاستاد محمد قايلي اي غلطه اطرده من غير ما تفكر انا بس اللي مش عاوز اقطع عيش في واحد في ين ولادي.... اتمنى تلتفت لشغلك يا استاذ
قال هذه الكلمات ورحل وترك تميم يفكر ويبفخ بغيظ
تميم لنفسه: ماشي يا عم ميدو انا هوريك... بقا تقله يطردني وهو هيلاقي اصلا زيي فيه دا انا تحفه فنيه
المدير بصوت عالي: تمييييييم
تميم بهلع: الشغل خلص يا فندم خلاص
اعتدل في جلسه وأرسل بعد الرسائل لداغر عبر واتس اب ان يأتي باكرا من للعمل لبيت اهل وتين من أجل العزيمه وقام بتركيز على العمل حتى انه أنهى الباقي منه في اقل من ساعه فكان تميم مجتهد للغايه في عمل المحاسبه وكل ما يخصها....
**********************************
اما عن داغر
فكان يجلس ويدرس بعض المحاليل المهمه فهو يريد اختراع دواء جديد ليعالج بعض الأمراض التي تسببها الفطريات والمواد الكميائيه للتربه.... كان داغر يحب عمله بشده ويفني كل ذره من عقله وجسده به فهو يريد أن بنجح فيه بشكل كبير ولم يكن ليلتفت لشيئ اخر حتى مداعبات النساء ونظرتهم التي تكون واضحه للجميع انهم يريدون بشده فكان مظهر ظافر يوحي بأنه رجل الاحلام لكل ولكنه لا يلتفت ليس كرها للجنس الاخر ولكنه لا يريد تضيع الوقت في التفاهات او الحب من وجهة نظره..... قاطعه صوت الهاف الذي يعلن عن رسائل تميم فرد عليه انه سوف يذهب للبيت عندهم بعد ساعتين بعد إتمام اخر الأعمال..... انتهى من عمله وظل يفكر بوتين وحالها فهو يحبها حب اخوي شديد ويخاف عليها بطريقه كبيره...
**********************************
عند شهين
كان يعمل في المحل ومعه ياسر الذي يساعده كان في سن الخامسة عشر وهو يعمل بجانب الدراسه ويحب شهين بشده حيث أن اباه قاسي عليه ووجد حنون قلب الاب في قلبه لشهين
ياسر بإبتسامه: اعملك شاي يا معلمي
شهين بحب: ومالو اعمل على ما افضي كراتين الفلفل دي
كان يفرغ عبوات الفلفل ويقوم بترتيبها بشكل جيد حتى جائت له تلك الزبونه الخاصه بالشوف مره اخرى يا الله لو يستطيع طردها فهو يكره ذاك التوع من النساء بشده ولكن ماذا يفعل
المرأه(سميره) بدلال واغراء: اهلا يا معلم شهين... مقدرتش استنى ليوم السوق جتلك على طول
شهين بغضب: افندم عاوزه اي؟
سميره بدلال اكبر: عندك طماطم حمره للطبيخ... اصل انا معملش الطبخه كده ولا يجيلي مزاج الا ما تبقى حمره دم
شهين بغضب كبير: ياسر.... واد يا ياسر
ياسر بركض: اؤمرني يا معلمي.. تحبني اودي اي حاجه للبيت
شهين بأبتسامه على مساعده الذكي: لا انا هبقى اخدلها حاجه حلوه وانا مروح... شوف الزبونه عاوزه اي
ياسر بأحترام: امرك يا معلم
دخل شهين للمحل من الداخل عند مكتبه الصغير واشغل نفسه في حسابات المحل حتى لا يقتل هذه المرأه ويغضب ربه... أما ياسر فظل ينتقي لها الطماطم الحمراء كما طلبت وعلى الرغم من انها كانت تحاول أن تثير غضبه حتى تفعل المشاكل ولكن ياسر لم يكن يكترث لها ابدا كان يؤمي لها في كل شيء اخذ منها الحساب وهمت ان تذهب الا انها عادت مره اخرى.
سميرة بنبره ذات مغزى: الا قلي يا اخويا... هو معلمك دا متجوز
ياسر بخبث: اه يا ست هانم امال اي.... دا فرحه كان امبارح النهارده صبحيته عقبال عيالك
سميره بغيط: طيب
ذهبت سميره وعاد ياسر لشهين وكان يضحك بشده
شهين بتعجب: اي اللي مفرحك كده
ياسر بضحك: اصل الست حاطه عنيها عليك يا معلمي
شهين بغيظ: وانت اي اللي مفرحك كده يا اخويا
ياسر بإبتسامه: اصل لسه ملحقتش تتجوز ومش عارفين نلم المعجبين والغيرانين
شهين بضحك على هذا المعتوه: طب قوم اكنس يلا قوم
ذهب من أمامه وما زال يضحك... حتى ضحك شهين بشده هو على الآخر ولكنه تذكر في نهاية الأمر انه متزوج وظل يفكر بشده... هل سيدوم هذا الزواج حقا؟.. هل ستحبه وتقوم بإغراءه والتدلل عليه مثل هذه المرأه هل ستعوضه عما مر به من عذاب في حياته... ولكن حدث نفسه بسخريه ان يكف عن هذا التفكير فبنهايه لم يتزوجها عن حب فلا داعي للتفكير ولكن قاطعه رنين هاتفه بأسم محمد والد وتين رد عليه وأخبره انه سوف يأتي في الحال بعدما يجلب وتين من جامعتها.....
شهين بجديه: ياسر... تعالي
ياسر: نعم يا معلم
شهين بجديه: انا هسافر لأهلي يومين عندي كام حاجه ضروريه لازم اعملهم في البلد عاوزك تخلي بالك من الدكان دا امانه عندك تمام
ياسر بصدق: متقلقش يا معلم امانك في عنيا لحد ما ترجع بالسلامه
أعطى له شهين مفتاح الدكان وذهب حيث جامعة وتين حتى يقوم بٱخذها لبيتهم...
**********************************
في الجامعه
كانت وتين قد انهت يومها الدراسي واخيرا فكان اليوم مرهق للغايه فقررت انا تأتي بشيء تشربه من الكافيتريه فأخذت فنجان من القهوه البارده وذهبت لاحد السلالم الرخاميه الخاصه بالجامعه وجلست عليها لترتاح قليلا.... ولكن هل لها من الراحه فهذا اللزج يأتي ويقترب منها مره اخري
سيف بسماجه: دكتور وتين.... ازي حضرتك
وتين بغيظ: احسن منك.... هوينا كده سحبت الأكسجين كله
سيف: انت لي مش حاسه بيا انا بحبك يا وتين....والله بحبك وعاوز اتجوزك حاولي تقدري كده
وتين بكز على اسنانها: بقلك اي شغل العبط دا ميجيش معايه سكه فاهم... انا عارفه كويس اوي انت عاوز توصل لأي ومين اللي بعتك ورايا لكن على مين اعرف كويس انا مين وبعدين ابقى تعالى ترغي
سيف بتوتر: قصدك اي؟
وتين بسخريه: قصدي معروف و.....
كادت ان تكمل ولكن قاطعها هذا الصوت الجهوري المليئ بالغضب