رواية حمزة وحياة الفصل التاسع عشر 19 بقلم ميمي عوالي
الفصل التاسع عشر
صباحا بأمريكا… يفتح حمزة عينيه ليجد حياة باحضانه مستغرقة فى النوم وعلى شفتيها ابتسامة جميلة ، وتنام جديلتها بجوارها وكأنها حارس لها لا يفارق ظلها، فأول ما فكر فيه بعد تأملها ان يحل لها جديلتها التى بلون قشرة البندق، فأخذ يحلها حتى بدايتها واخذ ينثرشعرها على الوسادة ليتفاجئ بطوله الذى كانت تخبئه الجديلة، فوجد اطراف شعرها قد وصلت حتى مست ركبتيها… ليجذبه بيده مرة أخرى وهو يشتم عبيره ويقبله ليرفع عينيه إلى وجهها ليقابل زيتونيتيها وهى تبتسم قائلة : كده فكتلى شعرى…. يبقى انت اللى هتضفرهولى تانى
حمزة بابتسامة مبهورة : ماكنتش متخيل انه بالطول ده
حياة : بابا الله يرحمه كان محرج عليا اقصه او اعمل فيه اى حاجة غير الضفيرة دى… لحد مااتعودت…… وبعد ما مات قررت انى افضل برضة سايباه كده….. رغم انه بيتعبنى جدا وانا بسرحه
حمزة : ولا يهمك…. من النهاردة هنحل الضفيرة وانا ياستى هسرحه معاكى كل اما ابقى معاكى وانتى بتسرحيه
ليقترب منها وهو يشد على رأسها لتقول : بتعمل ايه!؟
حمزة بخبث : ايه! هنعكشلك شعرك… عشان اسرحهولك
………..
فى القاهرة… بمكتب حمزة
ترفع رقية سماعة الهاتف لتحدث خالد قائلة : خالد… الكشف جالى وفيه المادة اللى قولتولى عليها… اعمل ايه
خالد : أقفللى انا جايلك
وماهى الا دقيقتين الا دلف عليها خالد متسائلا : مين اللى جابلك التقرير
رقية : فى موظف جالى من المخازن اسمه استاذ سعد وقدمهولى وهو متوتر ولما سألته لو عاوز يقوللى حاجة قاللى
فلاش باك
سعد : يابنتى انا بشتغل فى الشركة دى من ايام والدك الله يرحمه، والعيش والملح يحتموا عليا انى مااسكتش
رقية : خير يا استاذ سعد فى ايه…. اتكلم وماتخافش
سعد : يابنتى ماتقبض الروح غير بأمر اللى خلقها…. كل الحكاية ان المخازن فيها لعب مش نضيف من حوالى سنة دلوقتى بس انا ماكنتش عارف ايه اللى بيحصل بالظبط وعشان كده مااتكلمتش قبل كده
رقية : طب وايه اللى جد النهاردة
سعد : فى مادة معينة اسمها……. المادة دى بقالها اكتر من 3شهور بتتحط فى النواقص وبتجيلنا منها كميات كبيرة وانا بقيده بنفسى لما بتوصل….. اخر كمية وصلت المخازن وايدتها كانت من عشر ايام
وبكمية ضعف كل مرة…. والنهاردة دكتور منصور مشرف المعامل جه من ساعتين وقال انه محتاج منها كمية كبيرة عشان فى طلبية ضخمة بيجهزولها وكان رد الاستاذ عدلى انها خلصت وطلب منى اعمل بيها طلبية خاصة بكمية ضخمة جدا واطلع لحضرتك اخد امضتك بالموافقة، وطلبوا منى انى ادخللك بنفسى عشان تمضيها… مااسيبهاش فى السكرتارية بما انك بتنوبى عن دكتور حمزة لغاية مايرجع بالسلامة
رقية بابتسامة امتنان : ماشى ياعم سعد… اتفضل حضرتك وسيبهالى وقولهم انى رفضت امشيها غير لما اراجعها
سعد : لا يابنتى….. اخاف عليكى…… انا هقول انك مشغولة وانى ماعرفتش ادخللك
رقية : تخاف عليا من ايه بس
سعد : معلش طاوعينى وانتى لما تشوفى هتعملى ايه او لو احتجتينى فى اى حاجة انا رقبتى سدادة
رقية بابتسامة عذبة : تسلملى ياعم سعد
باك
خالد : انا هكلم العقيد محيى وابلغه بالكلام ده واشوف رأيه ايه
… ………
فى أمريكا …. وفى تمام الثانية بعد الظهر يتجه حمزة وحياة إلى خارج القصر بصحبة الحراسة متجهين لرؤية طفلة حمزة للمرة الأولى وكان يبدو على حمزة التوتر الشديد… رغم محاولات حياة لصرف ذهنه لاشياء اخرى الا انه كان سرعان مايعود لشروده وتوتره، حتى وصلا أمام بناية عملاقة.. وعندما ترجلا من السيارة وجدوا ان مراد المحامى يترجل هو الاخر من سيارته ليتقدم منه ويحيى حمزة بحب ابوى كبير.. ثم يحيى حياة وهما يتجهان إلى مدخل البناية ليدق مراد احد أرقام الانتركم ليتحدث لثانية لينفتح باب البناية فيدلفوا إلى الداخل ويصعدون إلى شقة كيت…. ليجدوا سيدة شديدة الأناقة ويبدو على ملامحها انها كانت فاتنة فى شبابها تقف بباب الشقة وهى تحييهم بابتسامة دبلوماسية وتدعوهم للدخول
وعند استرخائهم فى مقاعدهم تبدأ السيدة فى التحدث
جوليا : انا أسمى جوليا… وانا من تحدثت معك فى الهاتف واخبرتك عن ابنتك سيد حمزة
حمزة : هل انتى والدة كيت حقا
جوليا : نعم…… ولما سأكذب بهذا الشأن
حمزة : لا تؤاخذينى سيدتى… ولكن طوال معرفتى بكيت كانت تقول لى انها يتيمة وليس لها احد
لتبتسم جوليا ابتسامة حزينة وتقول : طوال حياتها البائسة لا تعترف بوجودى من بعد موت والدها…. فدائما ماكانت تتخذنى عدوة لها لمجرد انتقادى لطريقة حياتها، وانفصلت عنى من عمر الثالثة عشر
حمزة ببعض الفضول : ألم تعلمى بزواجنا من قبل
جوليا : عندما ذهبت إلى القاهرة اخبرتنى بأنها ستعيش بقية حياتها ثرية بفضل طموحها الذى كنت دائما اهاجمها بشأنه… ولم اعلم عنها مرة أخرى الا حين عودتها هاربة
فعندما عادت الى أمريكا قالت لى انها هربت منك لأنك كنت تعذبها بدنيا
حمزة بغضب : كاذبة، هذا لم يحدث ابدا
ليجذبه مراد وهو يهدئ من روعه قائلا وهو ينظر إلى جوليا : تملك أعصابك حمزة فجميعنا هنا بلا استثناء نعلم ذلك
ليجلس حمزة مرة اخرى وهو يحاول ان يتمالك نفسه من الغضب
جوليا : سامحنى سيد حمزة…. لم يكن امامى وقتها الا ان اصدقها واعاونها على الاختفاء
ولكن بعد فترة قصيرة بدأت تتعرض لنوبات من الإرهاق والمرض حتى علمنا بحملها وفوجئت بها تصمم على إجهاض ماتحمله ببطنها الا ان الأطباء حذروها من ذلك لأنها لم تكن المرة الاولى
حمزة بصدمة : كيف ذلك… لقد كانت بكر عندما تزوجتها
لتنظر له جوليا وهى تحرك رأسها ذات اليمين وذات اليسار ثم قالت : كانت تعلم أن الشرقيين لهم مفهوم خاص بهذه المسألة ولذلك عندما قررت الذهاب إلى القاهرة كانت قد اتخذت تدابيرها الخاصة
ليتذكر حمزة انها قد افهمته انها تعرضت للاختطاف ليقول : هل تعرضت قبل سفرها للقاهرة للاختطاف حقا
لتضحك جوليا بشدة قائلة : كانت فى هذا الوقت مع اصدقائها فى رحلة سفارى لتوديعهم
لينكس حمزة رأسه خجلا من خداعها اياه بهذا الشكل، ليقطع مراد صمتهم قائلا : سيدة جوليا…. لقد وعدتينا برؤية ابنتنا
جوليا : اجل… اعذرونى لقد أخذنا الحديث لتنادى على فتاة ما وتطلب منها إحضار الطفلة لتذهب وتعود إليهم وهى تحمل طفلة رائعة الجمال شقراء.. شديدة البياض بعيون بنية واسعة كعيون حمزة ورموش كثيفة وشفاه كحبة توت مشقوقة نصفين لتقع حياة فى حبها على الفور، نظرت لحمزة بابتسامة واسعة لتجده يتأمل الطفلة كأنه يسجل كل انش من ملامحها بذاكرته وكأنه لم يصدق بعد بأن له ابنه رائعة كحلوى المارشميلو
لتقف حياة وهى تنظر للطفلة بابتسامة واسعة وتمد يدها اليها تلاعبها قائلة : اهلا باميرتى الجميلة…. انا أسمى حياة وانا جد سعيدة برؤيتكى، هل تسمحين لى بأن احملك واقبلك
لتبتسم الصغيرة لحياة وترفع كلا يديها سامحة لها بحملها…. لتحتضنها حياة وتقبلها بمرح وهى تشير الى حمزة قائلة: احب ان اعرفك اميرتى الجميلة على فارسك الشجاع.. انه السيد حمزة… هل تسمحين له هو الاخر بحملك وتقبيلك مثلما سمحتى لى، لترفع الطفلة عينيها لحمزة ضاحكة ثم ترفع كلتا يديها إشارة على موافقتها ليمد حمزة يديه ليلتقطها من حياة وهو يتأملها لبرهة من الزمن ثم يضمها إلى صدره ويقبلها بحنان قائلا : كيف حال حلوى المارشميلو خاصتى
الصغيرة : هل ستاكلنى سيدى
ليضحك حمزة قائلا : انكى شهية كالمارشميلو صغيرتى
الصغيرة وهى تنظر بابتسامة لحياة: احب اميرتى اكثر
حمزة ضاحكا ببعض الشجن : اذا كما تأمر اميرتى
وكانت الصغيرة كتلة من المشاغبة والذكاء فظلت تلعب وتلهو معهم وكانها ترعرعت بأحضانهم حتى مر اكثر من ثلاث ساعات حين قالت جوليا : اعتقد ان هذا يكفى
ليرفع حمزة رأسه مستفهما : اقترب موعد عودة كيت وانا لا أريدها ان تعلم بوجودكم الان
حمزة : ولكن لماذا
جوليا : لقد شرحت للسيد مراد كل شئ… دعه يشرح لك… ولكن بعد ان تغادرا
مراد وهو يومئ لحمزة بالموافقة : دعنا نذهب الان وساشرح لك كل شئ
ليودعوا جوليا والصغيرة التى حزنت لفراقهم ولكن حمزة وعدها بزيارة اخرى قريبة
وبعد مغادرتهم… اتجه ثلاثتهم لاحد المطاعم الراقية للحديث أثناء تناولهم للعشاء
حمزة : انا محتاج افهم يا استاذ مراد
مراد : الحكاية ان جوليا كانت مصدقة كل اللى كيت حكيتهولها عنك من انك كنت بتعذبها وبتحبسها وبتعرف عليها ستات لحد شهرين فاتوا لما سمعت كيت وهى بتتكلم مع صديق ليها عن انك ماتعرفش ببنتها، وانها عاوزة تعرفك من غير ماتبان فى الصورة عشان ماتأذيهاش بسبب اللى عملته فيك وفى نفس الوقت تقايضك على بنتك عشان تاخد منك فى المقابل قرشين حلوين، وطلبت من امها انها تكلمك تقولك اللى قالته لك وهى بتحاول تفهمها انك هتخلص فلوسك على الستات اللى بتعرفهم وان الفلوس دى من حق بنتك وانها لازم تساعدها من غير ماهى تظهر فى الصورة…. وقتها جوليا مثلت انها اقتنعت واتصلت بيك قدامهم وقالتلك اللى قالتهولك ساعتها، لكن بعد اتصالات معها، لقيتها جاتلى المكتب من أربع أيام وقالتلى
فلاش باك
جوليا : يجب أن تعود الصغيرة إلى ابيها
مراد : وهذا بالفعل ماسيحدث، ولكن هل يمكنني معرفة سبب تغيير رأيك
جوليا : سيد مراد… اود ان اقص عليك شيئا هاما
وبعد أن قصت عليه جميع ماتعرفه
مراد : وماذا تريدى ان تفعلى الان
جوليا : انا لا يهمنى سوى مصلحة الصغيرة…. فان ظلت مع امها لتنشأتها ستصبح نسخة مكررة من امها وانا أفضل الموت على ذلك
مراد : اذا…….
جوليا : اذا.. ساساعد والدها فى استردادها ولكن على شرط واحد
مراد : وما هو
جوليا : ان يسمح لى السيد حمزة بأن ازورها فى القاهرة كلما سمحت لى الظروف ولا يحرمنى من رؤيتها فهى اعز ما لى فى هذه الحياة
مراد : اوعدك بذلك
باك
حمزة : طب وهتساعدنا ازاى بقى
مراد وهو يعطى حمزة بعض من تقارير المراقبة الرسمية تفيد القبض على كيت اكثر من مرة بسبب الشغب والسكر : التقارير دى كفيلة انها تخلى المحكمة تحكملنا بالبنت من اول جلسة
صمت حمزة برهة من الوقت ثم نظر لمراد قائلا : انا عاوزك تعين حد يراقبلى كيت 24ساعة فى ال 24ساعة وتتصلى بيها وتعرفها انى هنا وانى عاوز اقابلها ضرورى لمصلحتها
صباحا بأمريكا… يفتح حمزة عينيه ليجد حياة باحضانه مستغرقة فى النوم وعلى شفتيها ابتسامة جميلة ، وتنام جديلتها بجوارها وكأنها حارس لها لا يفارق ظلها، فأول ما فكر فيه بعد تأملها ان يحل لها جديلتها التى بلون قشرة البندق، فأخذ يحلها حتى بدايتها واخذ ينثرشعرها على الوسادة ليتفاجئ بطوله الذى كانت تخبئه الجديلة، فوجد اطراف شعرها قد وصلت حتى مست ركبتيها… ليجذبه بيده مرة أخرى وهو يشتم عبيره ويقبله ليرفع عينيه إلى وجهها ليقابل زيتونيتيها وهى تبتسم قائلة : كده فكتلى شعرى…. يبقى انت اللى هتضفرهولى تانى
حمزة بابتسامة مبهورة : ماكنتش متخيل انه بالطول ده
حياة : بابا الله يرحمه كان محرج عليا اقصه او اعمل فيه اى حاجة غير الضفيرة دى… لحد مااتعودت…… وبعد ما مات قررت انى افضل برضة سايباه كده….. رغم انه بيتعبنى جدا وانا بسرحه
حمزة : ولا يهمك…. من النهاردة هنحل الضفيرة وانا ياستى هسرحه معاكى كل اما ابقى معاكى وانتى بتسرحيه
ليقترب منها وهو يشد على رأسها لتقول : بتعمل ايه!؟
حمزة بخبث : ايه! هنعكشلك شعرك… عشان اسرحهولك
………..
فى القاهرة… بمكتب حمزة
ترفع رقية سماعة الهاتف لتحدث خالد قائلة : خالد… الكشف جالى وفيه المادة اللى قولتولى عليها… اعمل ايه
خالد : أقفللى انا جايلك
وماهى الا دقيقتين الا دلف عليها خالد متسائلا : مين اللى جابلك التقرير
رقية : فى موظف جالى من المخازن اسمه استاذ سعد وقدمهولى وهو متوتر ولما سألته لو عاوز يقوللى حاجة قاللى
فلاش باك
سعد : يابنتى انا بشتغل فى الشركة دى من ايام والدك الله يرحمه، والعيش والملح يحتموا عليا انى مااسكتش
رقية : خير يا استاذ سعد فى ايه…. اتكلم وماتخافش
سعد : يابنتى ماتقبض الروح غير بأمر اللى خلقها…. كل الحكاية ان المخازن فيها لعب مش نضيف من حوالى سنة دلوقتى بس انا ماكنتش عارف ايه اللى بيحصل بالظبط وعشان كده مااتكلمتش قبل كده
رقية : طب وايه اللى جد النهاردة
سعد : فى مادة معينة اسمها……. المادة دى بقالها اكتر من 3شهور بتتحط فى النواقص وبتجيلنا منها كميات كبيرة وانا بقيده بنفسى لما بتوصل….. اخر كمية وصلت المخازن وايدتها كانت من عشر ايام
وبكمية ضعف كل مرة…. والنهاردة دكتور منصور مشرف المعامل جه من ساعتين وقال انه محتاج منها كمية كبيرة عشان فى طلبية ضخمة بيجهزولها وكان رد الاستاذ عدلى انها خلصت وطلب منى اعمل بيها طلبية خاصة بكمية ضخمة جدا واطلع لحضرتك اخد امضتك بالموافقة، وطلبوا منى انى ادخللك بنفسى عشان تمضيها… مااسيبهاش فى السكرتارية بما انك بتنوبى عن دكتور حمزة لغاية مايرجع بالسلامة
رقية بابتسامة امتنان : ماشى ياعم سعد… اتفضل حضرتك وسيبهالى وقولهم انى رفضت امشيها غير لما اراجعها
سعد : لا يابنتى….. اخاف عليكى…… انا هقول انك مشغولة وانى ماعرفتش ادخللك
رقية : تخاف عليا من ايه بس
سعد : معلش طاوعينى وانتى لما تشوفى هتعملى ايه او لو احتجتينى فى اى حاجة انا رقبتى سدادة
رقية بابتسامة عذبة : تسلملى ياعم سعد
باك
خالد : انا هكلم العقيد محيى وابلغه بالكلام ده واشوف رأيه ايه
… ………
فى أمريكا …. وفى تمام الثانية بعد الظهر يتجه حمزة وحياة إلى خارج القصر بصحبة الحراسة متجهين لرؤية طفلة حمزة للمرة الأولى وكان يبدو على حمزة التوتر الشديد… رغم محاولات حياة لصرف ذهنه لاشياء اخرى الا انه كان سرعان مايعود لشروده وتوتره، حتى وصلا أمام بناية عملاقة.. وعندما ترجلا من السيارة وجدوا ان مراد المحامى يترجل هو الاخر من سيارته ليتقدم منه ويحيى حمزة بحب ابوى كبير.. ثم يحيى حياة وهما يتجهان إلى مدخل البناية ليدق مراد احد أرقام الانتركم ليتحدث لثانية لينفتح باب البناية فيدلفوا إلى الداخل ويصعدون إلى شقة كيت…. ليجدوا سيدة شديدة الأناقة ويبدو على ملامحها انها كانت فاتنة فى شبابها تقف بباب الشقة وهى تحييهم بابتسامة دبلوماسية وتدعوهم للدخول
وعند استرخائهم فى مقاعدهم تبدأ السيدة فى التحدث
جوليا : انا أسمى جوليا… وانا من تحدثت معك فى الهاتف واخبرتك عن ابنتك سيد حمزة
حمزة : هل انتى والدة كيت حقا
جوليا : نعم…… ولما سأكذب بهذا الشأن
حمزة : لا تؤاخذينى سيدتى… ولكن طوال معرفتى بكيت كانت تقول لى انها يتيمة وليس لها احد
لتبتسم جوليا ابتسامة حزينة وتقول : طوال حياتها البائسة لا تعترف بوجودى من بعد موت والدها…. فدائما ماكانت تتخذنى عدوة لها لمجرد انتقادى لطريقة حياتها، وانفصلت عنى من عمر الثالثة عشر
حمزة ببعض الفضول : ألم تعلمى بزواجنا من قبل
جوليا : عندما ذهبت إلى القاهرة اخبرتنى بأنها ستعيش بقية حياتها ثرية بفضل طموحها الذى كنت دائما اهاجمها بشأنه… ولم اعلم عنها مرة أخرى الا حين عودتها هاربة
فعندما عادت الى أمريكا قالت لى انها هربت منك لأنك كنت تعذبها بدنيا
حمزة بغضب : كاذبة، هذا لم يحدث ابدا
ليجذبه مراد وهو يهدئ من روعه قائلا وهو ينظر إلى جوليا : تملك أعصابك حمزة فجميعنا هنا بلا استثناء نعلم ذلك
ليجلس حمزة مرة اخرى وهو يحاول ان يتمالك نفسه من الغضب
جوليا : سامحنى سيد حمزة…. لم يكن امامى وقتها الا ان اصدقها واعاونها على الاختفاء
ولكن بعد فترة قصيرة بدأت تتعرض لنوبات من الإرهاق والمرض حتى علمنا بحملها وفوجئت بها تصمم على إجهاض ماتحمله ببطنها الا ان الأطباء حذروها من ذلك لأنها لم تكن المرة الاولى
حمزة بصدمة : كيف ذلك… لقد كانت بكر عندما تزوجتها
لتنظر له جوليا وهى تحرك رأسها ذات اليمين وذات اليسار ثم قالت : كانت تعلم أن الشرقيين لهم مفهوم خاص بهذه المسألة ولذلك عندما قررت الذهاب إلى القاهرة كانت قد اتخذت تدابيرها الخاصة
ليتذكر حمزة انها قد افهمته انها تعرضت للاختطاف ليقول : هل تعرضت قبل سفرها للقاهرة للاختطاف حقا
لتضحك جوليا بشدة قائلة : كانت فى هذا الوقت مع اصدقائها فى رحلة سفارى لتوديعهم
لينكس حمزة رأسه خجلا من خداعها اياه بهذا الشكل، ليقطع مراد صمتهم قائلا : سيدة جوليا…. لقد وعدتينا برؤية ابنتنا
جوليا : اجل… اعذرونى لقد أخذنا الحديث لتنادى على فتاة ما وتطلب منها إحضار الطفلة لتذهب وتعود إليهم وهى تحمل طفلة رائعة الجمال شقراء.. شديدة البياض بعيون بنية واسعة كعيون حمزة ورموش كثيفة وشفاه كحبة توت مشقوقة نصفين لتقع حياة فى حبها على الفور، نظرت لحمزة بابتسامة واسعة لتجده يتأمل الطفلة كأنه يسجل كل انش من ملامحها بذاكرته وكأنه لم يصدق بعد بأن له ابنه رائعة كحلوى المارشميلو
لتقف حياة وهى تنظر للطفلة بابتسامة واسعة وتمد يدها اليها تلاعبها قائلة : اهلا باميرتى الجميلة…. انا أسمى حياة وانا جد سعيدة برؤيتكى، هل تسمحين لى بأن احملك واقبلك
لتبتسم الصغيرة لحياة وترفع كلا يديها سامحة لها بحملها…. لتحتضنها حياة وتقبلها بمرح وهى تشير الى حمزة قائلة: احب ان اعرفك اميرتى الجميلة على فارسك الشجاع.. انه السيد حمزة… هل تسمحين له هو الاخر بحملك وتقبيلك مثلما سمحتى لى، لترفع الطفلة عينيها لحمزة ضاحكة ثم ترفع كلتا يديها إشارة على موافقتها ليمد حمزة يديه ليلتقطها من حياة وهو يتأملها لبرهة من الزمن ثم يضمها إلى صدره ويقبلها بحنان قائلا : كيف حال حلوى المارشميلو خاصتى
الصغيرة : هل ستاكلنى سيدى
ليضحك حمزة قائلا : انكى شهية كالمارشميلو صغيرتى
الصغيرة وهى تنظر بابتسامة لحياة: احب اميرتى اكثر
حمزة ضاحكا ببعض الشجن : اذا كما تأمر اميرتى
وكانت الصغيرة كتلة من المشاغبة والذكاء فظلت تلعب وتلهو معهم وكانها ترعرعت بأحضانهم حتى مر اكثر من ثلاث ساعات حين قالت جوليا : اعتقد ان هذا يكفى
ليرفع حمزة رأسه مستفهما : اقترب موعد عودة كيت وانا لا أريدها ان تعلم بوجودكم الان
حمزة : ولكن لماذا
جوليا : لقد شرحت للسيد مراد كل شئ… دعه يشرح لك… ولكن بعد ان تغادرا
مراد وهو يومئ لحمزة بالموافقة : دعنا نذهب الان وساشرح لك كل شئ
ليودعوا جوليا والصغيرة التى حزنت لفراقهم ولكن حمزة وعدها بزيارة اخرى قريبة
وبعد مغادرتهم… اتجه ثلاثتهم لاحد المطاعم الراقية للحديث أثناء تناولهم للعشاء
حمزة : انا محتاج افهم يا استاذ مراد
مراد : الحكاية ان جوليا كانت مصدقة كل اللى كيت حكيتهولها عنك من انك كنت بتعذبها وبتحبسها وبتعرف عليها ستات لحد شهرين فاتوا لما سمعت كيت وهى بتتكلم مع صديق ليها عن انك ماتعرفش ببنتها، وانها عاوزة تعرفك من غير ماتبان فى الصورة عشان ماتأذيهاش بسبب اللى عملته فيك وفى نفس الوقت تقايضك على بنتك عشان تاخد منك فى المقابل قرشين حلوين، وطلبت من امها انها تكلمك تقولك اللى قالته لك وهى بتحاول تفهمها انك هتخلص فلوسك على الستات اللى بتعرفهم وان الفلوس دى من حق بنتك وانها لازم تساعدها من غير ماهى تظهر فى الصورة…. وقتها جوليا مثلت انها اقتنعت واتصلت بيك قدامهم وقالتلك اللى قالتهولك ساعتها، لكن بعد اتصالات معها، لقيتها جاتلى المكتب من أربع أيام وقالتلى
فلاش باك
جوليا : يجب أن تعود الصغيرة إلى ابيها
مراد : وهذا بالفعل ماسيحدث، ولكن هل يمكنني معرفة سبب تغيير رأيك
جوليا : سيد مراد… اود ان اقص عليك شيئا هاما
وبعد أن قصت عليه جميع ماتعرفه
مراد : وماذا تريدى ان تفعلى الان
جوليا : انا لا يهمنى سوى مصلحة الصغيرة…. فان ظلت مع امها لتنشأتها ستصبح نسخة مكررة من امها وانا أفضل الموت على ذلك
مراد : اذا…….
جوليا : اذا.. ساساعد والدها فى استردادها ولكن على شرط واحد
مراد : وما هو
جوليا : ان يسمح لى السيد حمزة بأن ازورها فى القاهرة كلما سمحت لى الظروف ولا يحرمنى من رؤيتها فهى اعز ما لى فى هذه الحياة
مراد : اوعدك بذلك
باك
حمزة : طب وهتساعدنا ازاى بقى
مراد وهو يعطى حمزة بعض من تقارير المراقبة الرسمية تفيد القبض على كيت اكثر من مرة بسبب الشغب والسكر : التقارير دى كفيلة انها تخلى المحكمة تحكملنا بالبنت من اول جلسة
صمت حمزة برهة من الوقت ثم نظر لمراد قائلا : انا عاوزك تعين حد يراقبلى كيت 24ساعة فى ال 24ساعة وتتصلى بيها وتعرفها انى هنا وانى عاوز اقابلها ضرورى لمصلحتها