رواية رياح الالم ونسمات الحب الفصل الخامس عشر15 بقلم سهام صادق
الــــفـــــصـــــل الــــخــــامــــس عـــــشــــــر
تأملت كلمات سؤاله وهي سارحة في رد فعله الغريب فليس من حقه ان يتدخل في أمورها هكذا وعندما استجمعت قواهاا وكادت ان ترد عليه .... نطق هو بكلمة واحده جعلت غضبهاا كله من ذلك المتطفل ينصب عليهاا هي وحدها
حسام ببرود : اتفضلي يا انسه علي تدريبك
لتضغط بشده علي كفيها بضيق ... وتنظر له بحنق ثم غادرت مكتبه وهي تتمتم بكلمة واحده :متطفل !!
أما نسرين وقفت تتابعها بعينيهاا ، والأبتسامة تعلو علي وجهها بعدما علمت بأنها قد نجحت في فعلتها عندما أخبرته بلؤم بأنها جائت متأخره وأيضا مع فارس وكأنها كانت تقصد أن تثير حنقه ،لتقول داخلها :تستاهلي ياهنا ، عشان أعرفك أزاي تحاولي تاخدي حاجه بتاعت نسرين ، حسام ده ليا وبس .. وهقدر أخليه بتاعي لواحدي مهما جذبته ليكي ، انا مش عارفه أزاي أتعلق بيكي كده ، لاء وكمان البيه كان بينادي بأسمك أمبارح وهو في حضني !!
.................................................. .................
وقف ينظر لها ذلك الرجل الذي دائماً ، اطلقوا عليه بصاحب الشارب الكبير وهو يقول بعطف : مش عايزه مانجه ، ولا التوت الي بتحبيه
لتنظر اليها ريم قائله : لاء ، مش عايزه
فيقترب منها قائلاً : تحبي تدخلي جوه ، تلعبي شويه في المزرعه
لتتطلع ريم الي الداخل قائله : هي أبله هنا ، وعمو هشام جوه
فيبتسم اليها الرجل قائلا : بكره يجوا ، وتشوفيهم
فتنظر اليه ريم قائله بحزن : ما أنت كل يوم تقولي كده ومحدش بيجي ليه ؟؟
الرجل بحنان : أكيد عندهم ظروف ، بس هما أكيد مش نسيوكي ، زي ماأنتي منستهمش ... بكره تكبري وتروحيلهم لوحدك ، نفسك تطلعي أيه بقي لما تكبري
فتنظر اليه ريم قائله بلمعه في عينيها : زي أبله هنا
فيضحك الرجل عليهاا قائلاً : وابله هنا ديه بقي معاها ايه
فتقول ريم وهي لا تفهم مقصد سؤاله : معاها أيه ، أمممم معاها كتب كتير واقلام
فيضحك الرجل ثانية علي تلك الطفله وهو يلعب في شاربه قائلا : وانتي برضوه بكره يبقي عندك كتب كتير واقلام ، وتبقي زيهاا ... بس اوعي تنسي الراجل ابو الشنب الي قدامك ده
فتتطلع ريم الي شاربه الكبير قائلا : هو أنت مش بتقصه ليه ؟؟
فيبتسم الرجل قائلا : عشان أحنا عندنا في بلدنا الراجل الي مش بشنب ميبقاش راجل
ريم بطفوله : راجل بيخوف صح !!
فينظر اليها الراجل ضاحكاً علي حديثها ... حتي يربط علي شعرها بحنان وهو يضع في كلتا يديها حبات التوت الحمراء
لتتطلع هي الي حبات التوت الذي طالما عشقت أن تجلبه من داخل تلك المزرعه مع اخواتهاا ... ولكن الأن فلم يصبح لمتعتها الطفوليه أي أثراً .................................................. .................وفي وسط أنهماكه في بعض اللوحات التي أمامه ، كان هشام يردف داخل المكتب قائلا : أنا مصدقتش لما رحمه قالتلي ، انك في مكتبك ومشخطتش فيهاا ولا أدتهاا أصطباحية كل يوم من التهزيئ.. أنا قولت ادخلك أقيسلك درجة حرارتك !!
فيضحك فارس قائلاً : يااا لدرجادي ، كنت بخوفكم
ليجلس هشام علي أحد الارائك المقابله له قائلاً بتنهد : أنت مكنتش بتشوف نفسك ولا أيه ، ده أنا ساعات كنت بشفق علي المواظفين الي هنا ، ثم نظر هشام علي تلك البسمه التي تزين وجهه قائلا : استني كده ، انت مبتسم صح ، يعني مش مكشر ، يعني سعيد ، لاااا لاااا انا مش مصدق نفسي
فيطلق فارس ضحكة عاليه قائلا : عمرك ما هتعقل أبداً يا أتش
هشام بأبتسامه : واتش كمان ، لااا ده انا لازم أحتفل بيك النهارده ، ايه رئيك أنا عزمك علي العشا انت وجوليا ... ثم تذكر امر هنا فقال : وياريت تجيب هنا ، أه تشم شويه هواء معانا ... ولا هتمنعها برضوه من الخروج ، اصل أنا عارفك جبار وبالذات مع صنف الستات ... بس هنا مش ست يافارس علي فكره ، ديه طفلتنا الصغيره
فينظر اليه فارس بحنق قائلا : ايه طفلتنا ديه ، ما تتلم ياهشام
ليبتسم هشام بداخله قائلا بعدما تأكد بأن مشاعر صديقه بدأت تتحرك ثانية : خلاص يافارس باشا ، أحنا اسفين .. المهم هستناك علي العشا ، واوعي متجبش هنا !!
ثم نهض هشام ، ويتركه ، ليميل فارس برأسه علي كرسيه المتحرك وهو مغمض العينين سارحا فيها قائلا ً : هو انا ليه مش بستحمل حد ينطق بأسمك غيري ، ولا حتي يقول عليكي طفلته غيري انا ، انتي طفلتي انا لوحدي ياهنا وبس ... ثم فتح عيناه سريعاا وبدء في عمله وهو مبتسماً بأبتسامة حالمه !!
.................................................. ................
نظر اليها صالح قائلاً بشك : الفلوس الي كانت هنا راحت فين ياكريمه
لتنظر اليه كريمه بتعلثم قائله : وانا ايش عرفني ياسي صالح ، ماتدور عليهم كويس .. اووف انا تعبانه ومش طايقه نفسي
فيقترب منها صالح قائلا: اتعدلي ياكريمه معايا ، واتقي شري يابنت محروس ...انتي نسيتي خلاص مين الي لمك ولم ابوكي من الشارع يابت !!
كريمه بضيق : انت بتعيرني ياصالح ، اهئ اهئ
صالح بحنق : ايدك لو اتمدت تاني ياكريمه علي فلوسي من غير اذن يبقي زي الشاطره كده ، تاخدي بعضك وتغوري
فتنظر اليه كريمه قائله بهمس : هو انت حد يعرف يضحك عليك ولا يسرقك حتي ، شكلي وقعت نفسي في جوازه انا الوحيده الي هكون خسرانه فيهاا .. لتتذكر كلام زينب وهي تقول لها : اوعي تفكري تلعبي مع صالح ياكريمه ، عيشي وارضي بنصيبك ... واتقي شره
فينظر اليها صالح متعجباً من صمتهاا قائلاً : انت مبقتيش حامل لحد دلوقتي ليه
لتقف تلك الكلمه في حلقهاا قائله بتعلثم : اصل !!!
.................................................. ..............
وفي وسط ضحكاتهم العاليه ، كانت نظراتها الحزينه تتابع ذلك المكان الفخم الذي يطل علي مياه النيل متذكره حياتها الماضيه وهي مع والديها ثم مع بنات عمها وزوجته الحنون التي لا تشبه تماماً ... الي ان تذكرت ماصار في حياتها وعيشها مع تلك المرأه الحنون التي احبها والدها ، لتأتي صورته امام اعينها وهي تتذكر لحظات لطفه وحنانه معها التي تظن انهاا رحمة واشفاق منه عليها الي أن تذكرت أيضا لحظات غضبه ومعاملته القاسيه معها .... حتي يتطلع هو اليها قائلا بحنان : مبتكليش ليه ياهنا ، ولا الاكل مش عاجبك ... لو مش عاجبك قولي واحنا نغرم هشام عادي
فتبتسم هنا ابتسامة بسيطه حتي يقول هشام : هنا تؤمر بس وانا انفذ ...
فتنظر اليها جوليا بحنق قائله : انتي ليه ضعيفه اوي كده ، مش معقول عندك عشرين سنه ، انتي اصغر من هيك يعني الي يشوفك يقول لسا عندك 17 سنه وبس ، شكلك طفله خالص
فتنظر اليها هنا بحنق ... حتي يقول فارس بضيق ناظرا الي جوليا : واحلي طفله ممكن تشوفيهاا ياجوليا ، ولا شكلك غيرانه منها .. ثم نظر الي هنا بأبتسامه حانيه
حتي تعجبت هي من ذلك قائله بداخلها : متفرحيش اوي ياهنا ، بعد شويه هتلاقي العاصفه بتاعته
فتنظر اليه جوليا قائله : جوليا مش قصدها تضايق هنا علي فكره يافارس
فيتطلع هشام الي معالم وجه صديقه موجهاً حديثه لجوليا : تحبي ترقصي معايا ياجوليا
جوليا بأبتسامه : شور ياهشام ، عشان جوليا زهقت خالص !
ثم نظرت الي فارس قائله : هنا اكيد مش بتعرف ترقص ، أممم ياحرام هبقي أعلمك ياهنا ياحببتي
ليجذبها هشام من معصمها قائلاً : طيب ما تعلميني انا بقي ياجوليا ، اصلي ضعيف في الرقص
فتتمايل جوليا عليه حتي يلتصق جسدها بجسده قائله بأنوثه : هشام يطلب .. وجوليا تنفذ ياعيون جوليا من جوه
فيتطلع هشام الي انوثتها الجباره قائلاً : هشام مبقاش قد جوليا
جوليا بدلع : مش هتيجي تسهر معايا لوحدنا ، ياهشام .. جوليا نفسهاا تقضي ليله معاك
فينظر هشام اليها ، وقد اعتاد علي كلماتها الجريئه قائلا بهمس :حلوه الموسيقي صح !!
فتتطلع اليه جوليا بضيق قائله : اه حلوه كتيييرهشام !!
اما هو ظل يتأمل نظراتها الحزينه قائلاً : شكلك مش مبسوطه بالخروجه
فتتطلع هنا اليه بعدما اشاحت بوجهها بعيدا عن جوليا وهشام قائله : هو هشام وجوليا عادي لما يرقصوا مع بعض كده
فيتطلع اليها فارس قائلاً: طب وفيها ايه ، هما حرين
هنا بحنق : لاء مفيهاش حاجه الصراحه !!
فيتأملها فارس قائلاً : ولا انتي غيرانه عشان مبتعرفيش ترقصي زي ماجوليا قالت!!
لتنظر اليه هنا بحده ... حتي يقول ضاحكاً : خلاص متبصليش كده
فتنظر اليه هنا بدون ان تتحدث ،حتي يتنهد هو قائلاً : مالك ياهنا انا حاسس ان فيكي حاجه
فتشيح هي بوجهها قائله : مافيش حاجه !!
فيتطلع فارس الي معالم وجهها الحزين ، ناظراً اليها بألم .. حتي نهض من مكانه قائلاً : طيب يلاا عشان كفايه سهر لحد كده
فتنهض هي بدورها متطلعه له : هنمشي !!
ليلتف اليها فارس قائلا بتهكم : بيتهيألي يعني ، ولا السهره دلوقتي عجبتك !!
فتسير خلفه بهدوء تام ، حتي يلتف اليها هو ثانية فيجدها واقفه علي درجات سلُم ذلك المكان وهي شارده
فيقترب منها بضيق .. فيجدها تبكي ليقول بضيق : أنتي ما بتزهقيش علطول بتعيطي ، أنتي بتعشقي العياط يابنتي
فتنظر اليه بحنق قائله : أنا فاكره اني جيت المكان ده قبل كده مع بابا وماما ، بس مكنش بالشكل ده .. صحيح هو اتغير بس أنا مش نسياه ، انا فاكره جينا هنا ليه ، فتتذكر ذلك اليوم بدموع قائله : اول ما نزلنا مصر ، بابا حب يعزمنا في مكان عشان يحتفل بوظيفته الجديده
فيقترب منها فارس بألم وقبل أن يتهور ويضمها اليه نظر لها بحنان بالغ قائلا : ومقولتيش ليه قبل ما ندخل ، كنا شوفنا مكان تاني
هنا من بين دموعها : انا مش زعلانه اني جيت هنا ، بالعكس انا فرحت اووي عشان أفتكرت درجات السلم ده وانا كنت طفله وبتنطط عليه بين أيديهم ، بس كل حاجه لسا موجوده حتي لو الزمن غيرها وبقيت أحسن ، اما هما مبقوش خلاص موجودين
ليتطلع اليها فارس قائلا بحب : خلصت من نيره ، طلعتيلي أنتي ، صبرني يارب ، هو انتوا بتعشقوا النكد ليه !!
فتتطلع اليه هي بطفوله : اصلنا نكدين ، معلش استحملنا احنا زي ولادك برضوه
فينظر اليها هو بنصف عين قائلاً : لو هيبقي عندي بنت زيك كده انتي ونيره، مش عايزها ولا حتي هفكر اتجوز !!
فتبتسم هنا قائله : بجد انت بقيت بتفكر تتجوز ، ديه ماما امال هتفرح خالص
لينظر هو الي عينيها بعمق قائلاً : انا قولت فكرت ، مش قررت .. في فرق علي فكره يانكديه هانم ، ويلاا عشان مينفعش نفضل واقفين كده والسهر كتير غلط عليكي
فتسير هي خلفه بحنق قائله بهمس : احيانا لطيف ، واحيانا عصبي وبيخنق ، واحيانا بيهزر ، نفسي افهم الشخص ده بقي
ليلتف فارس اليها بعدما اقتربوا من السياره : اركبي ، وابقي افهمي بعدين !!
حتي تبتسم هي اليه قائله بعدما ترجلت داخل السياره : هو انت بتسمعني ازاي
فارس بضحك وهو يحرك سيارته : نيره التانيه بقيت قدامي ياربي !!
ثم نظر الي معالم وجهها قائلاً : بكره هبعتلك السواق عشان تيجي الشركه وتقبلي صديق والدك
فتنظر اليه بأبتسامة صافيه ، ثم تشيح بوجهها كي تكمل متابعة هذه الانوار الخافته وظلام الليل القاتم من خلف زجاج سيارته ...
.................................................. .................
ظل يتأمل زوجاته الأثنين .. ليقول بتسأل : فين سلمي ياثريا ، منزلتش تتعشا معانا ليه ، من ساعة ماوصلت من السفر مشوفتهاش
لتتطلع اليه ثريا قائله بحنق : أصل الهانم بتدلع ، عايزانا نطلعلها الاكل في اوضتها ، لغير كده متنزلش تاكل معانا ، أنا مش عارفه بتدلع علي ايه حتت العيله ديه !!
لينظر اليها منصور قائلاً بضيق : اوعي تكوني قولتلهاا كلمه من كلامك الي يسم البدن اصل انا عارفك
لتتطلع ثريا الي فاطمه التي تنظر اليها بحنق علي لؤمها هذا قائله : أنا مش عارفه أنت مهتم بيها ليه ، بكره تجبلك برضوه بنت ، وترحمنا بقي من أهتمامك بيها ده ، فتقترب منه حتي تضع في فمه الطعام لتأكله بيديها الممتأله بتلك الأسوار الذهبيه قائله بدلع : كل ياسي منصور ، متعرفش انت بقيت بتوحشني قد ايه ، متسافرش تاني ياخويا وتسيبنا لحسن البيت بيبقي مضلم اوي من غيرك !!!
ليتطلع اليها منصور بنصف عين قائلاً : ايه الرضي ده ياثريا ، ما انا طول عمري بسافر عشان اشوف أشغالي ومصالحي
لتنظر اليه ثريا قائله : يعني انا غلطانه عشان بدلعك ، طب لو مدلعتكش انت هدلع مين غيرك ... وتقترب من أحد اذنيه قائله بهمس : ده انا حتي الليله ديه ناويه ارقصلك
لينظر اليها منصور بتهكم حتي ينده علي خادمتهم : يا أم فتحي ، حضري الأكل وطلعيه فوق
فتنظر اليه الخادمه بعدم فهم قائله : أطلعه لمين !!
لتتطلع ثريا الي زوجها بحنق قائله : للمحروسه الي فوق ، الي فاكره نفسها لسا عيله وبتدلع ديه ، بلا هم
فيضحك منصور عليها ، حتي ينظر الي زوجته الأخري التي تأكل بصمت قائلاً بحنان : عامله أيه يافاطمه
لتتطلع اليه فاطمه .. وهي تحرك له رأسها بالأيجاب علي رضاهاا بما هي فيه
حتي يبتسم هو لها ، ناظراً الي ثرياا التي تشتعل غضبا منه ، فيقترب من أذنها قائلاً : أنا طالع ، ابقي حصليني يلي عايزه ترقصي أنتي
فتنهض ثريا ، سريعاً خلفه وهي تقول لزوجته الأخري : تصبحي علي خير يافاطمه !!
.................................................. ...............
وفي ظلام الليل القاتم ، وضوء القمر المُنير المحاط بنجوم السماء الساطعه ، وقف يتأمل كل هذا وهو مبتسماً بأبتسامة حالمة قد نسيهاا منذ زمن ، لتأتي نسمات الرياح المؤلمه عليه
فيتطلع الي السماء بتنهد ، كي يرتاح، فتلمع النجوم أمام عينيه ، فيتذكرها هي وحدهاا وكأنها تلمع وسط تلك النجوم ، فيجلس علي سريره الوثير ليتمدد عليه وهو واضع بكلتا أيديه خلف رأسه ... فيغمض عيناه وعلي وجهه أبتسامة لا يعلم سببها ، ولكن كل ما يعلمه بأن حياته أصبحت لها مزاقاً أخر
.................................................. ..............
وبعد أن قضي ليلته ما زوجته ، تذكر تلك المسكينه التي لا يعلم عن أحوالها شيئاً منذ أن نهرها بغضب علي ما فعلته ، ولم ينهر نفسه علي ما يفعله هو بها ، عندما سلب منها كل شئ دون رحمه من أجل ان يصبح له والداً ، فأخذها من أب اسماً فقط .... نظر الي زوجته الممتده بجسدها جنبه علي الفراش ، ثم نهض ليذهب للأخري ... وعلي خطوات بسيطه كان يقف داخل حجرتها ، ليتأمل جسدها النحيل وهي نائمه في وضع الجنين .... ظل وقف هكذا وهو يتنهد بعدم رضي عندما رئي الطعام ممدد علي تلك المنضده الخشبيه بجانب الفراش .... فقترب منها وهو يقول : سلمي أصحي
لتنتفض هي من نموتها قائله : متعمليش فيا حاجه يا أبله ثريا ، حرام عليكي ... ثم ابتعدت عنه الي الجهة الأخري من الفراش لتستند بجسدها علي الحائط الذي خلفها وهي تبكي
منصور بجمود : مالك أتفزعتي كده ليه ، انا منصور مش ثرياا ، وانتي خايفه من ثريا ليه ياسلمي !!
لتبكي سلمي قائله : هتجبلي تعبان علي السرير
فينظر اليها منصور بتعجب قائلاً : تعبان ايه ، وثريا هتعمل فيكي كده ليه ، ولا انتي بتتبلي علي ثريا عشان خايفه مني لأعاقبك ، مكلتيش ليه ياهانم ، عايزه تموتي الي في بطنك صح ..
لتتطلع اليه بعينيها الباكيه قائله : لاء انا مش عايزه اكل ، هتحطلي سم في الأكل هي قالتلي كده عشان تموتني
ليتطلع اليها منصور .. حتي يقترب منها ناظرا الي ذلك السواد الذي يحاوط عينيها المتهالكه من كثرت البكاء قائلا : شايفه منظرك بقي عامل أزاي ، ولا كأني بأكلك ، تعالي كلي يلاا متخافيش
لتبتعد عنه ثانيه حتي تضع برأسها علي الوساده قائله : انا مش عايزه أكل ... ثم أغمضت عيناها بضعف كي تعود الي نومها ثانية
فيضع منصور بيده علي شعرها الأسود بحنان ، ويظل يتأملهاا بأشفاق ... حتي ينظر الي جسدها الذي أصبح نحيلا ، فتقع عيناه علي تلك الكدمه التي في رأسها ناظراً إليها بفزع ليقول : مين الي عمل فيكي كده ، ثم يهبط بعيناه علي قدميها ليجد علامات حرق، فيجذبها اليه قائلا بصوت عالي : انطقي !!!
حتي تسقط دموعها بصمت ، فيقربها اليه وهو يلعن في ثرياا ، ويسب فيهاا ، ويظل محتضنها حتي نامت بين ذراعيه .. ليبعدها عنه وهو يقول بصوت حاني : مبقاش أنا منصور لو مجبتلكيش حقك من ثريا الزفته !!
.................................................. ...............
وقفت تتأمل ذلك الشيك الذي بيدهاا قائله بحسره : في الأخر أحلام بابا أتباعت بالفلوس ...
ليتطلع اليها فارس قائلاً : بس ده حقه ياهنا ، ولو البحث ده كان اتطبق هنا ، كان أكيد هيبقي ليه تكريم ، وحقه برضوه العلمي ماديا
فتتنهد هنا بضيق قائله : طيب انا هعمل ايه بالفلوس ديه .. ثم تذكرت شيئاً لتقول : انت ليك حق في الفلوس ديه ، انت وماما امال خد الشيك اه ،انا مش عايزه منه حاجه
فيتطلع اليها فارس بضيق : مش عايز اسمع منك الكلام ده تاني سامعه ، ايه لينا حق في الفلوس ديه، انا الفلوس هحطهالك في البنك واوعي في يوم تفكري انك تقولي الكلام ده تاني لان انتي دلوقتي خلاص بقيتي مسئوله مني انا وبس سامعه
لتتطلع اليه بأعين دامعه فتقول : بس ده حقكم فعلا، لولاكم كان زمان دلوقتي عمي بايعني ، وكنت فضلت طول حياتي عايشه في ذل وأهانه ....
فينظر الي دموعها هذه قائلاً : يلاا عشان السواق هيوصلك ،لجامعتك
فتنهض من امامه قائله : حاضر!!
وقبل أن تغادر مكتبه ، وقفت قليلا تتأمله لتقول : انت ليه بتعشق اللون الأسود ده ..
فيتطلع اليها فارس قائلاً : أصلي معقد !!
فنظرت اليه بابتسامة ، حتي عادت ثانية لتقترب من تلك المنضده التي تحتوي علي شكل هندسي لأحد مشروعاته وظلت تتأمله لتقول : ديه قريه صح !!
ليقترب منها فارس قائلاً : ايوه ياستي وقربنا نفتتحها في شرم الشيخ
لتنظر اليه قائله بتعجب : شرم الشيخ !!
ليضحك فارس عليها قائلا :اه شرم الشيخ ، روحتيها قبل كده
لتتطلع اليه هنا قائله بخجل : لاء!
حتي يقول هو : خلاص ياستي هبقي أخدك معايا ، ويلاا بقي عشان أنتي عطلتيني
فتضحك هي قائله : حاضر ، همشي أه
لتسير من أمامه ، حتي تغادر المكتب ، قائلا هو بتنهد : قربك ده بقي بيتعبني !!
.................................................. .............
ومع شروده الذي قد ظهر علي محياه ، نظرت اليه زوجة اخاه قائله : وساره فيها ايه عشان متعجبكاش ياحسام ، انت عارف ابوها يبقي مين ولا عيلتها
لينظر اليها حسام بضيق قائلاً : اه عارف يارشا ، ممكن أسمعلك كمان لو تحبي ... ثم نهض من علي طاولة الطعام قائلاً بتأفف : انا شبعت
حتي ينظر اليها زوجها قائلا : يارشا ، بلاش تتعملي مع حسام كأنه عيل صغير ، حسام كبر يارشا ولا انتي لسا فاكره العيل الصغير الي ربتيه ، ده بقي عنده 32 سنه دلوقتي
لتتطلع اليه زوجته قائله : ماهو عشان كده عايزاه يتجوز ، ولا أنت فرحان ، أنه يفضل كده مطمع لأي بنت عشان تتجوزه وتبقي من عيلة الهواري
فينظر اليها زوجها بتعجب قائلاً: يادي عيلة الهواري الي طلعالي بيها في السما ... انا قايم داخل المكتب
فتنظر هي الي أبنتها قائله : مبتكليش ليه أنتي كمان !!
لتتطلع اليها أبنتها وتنهض أيضا من علي مقعدها دون أن تتحدث
.................................................. ...............
اما هي فتكأت علي وسادتها كي تقرء أحد روايات الحب ، فتدمع عيناها قائله : حتي أنتي حظك زي ، ثم مسحت دموعها قائله : فعلا الحب عمره ما كان غير عذاب ووجع !!
لتغلق تلك الروايه ، وهي تتذكره قائله بداخلها : مش قادره انساه طيب أعمل ايه ... لتتذكر كلام صديقتهاا سميه
فتنهض من علي سريرها وتدخل الي حمام غرفتها وتبدء بالوضوء ... الي ان وقفت لتصلي وبعد أن أنهت صلاتهاا رفعت بيدها داعيه بدموع راجيه : يـــارب أنا حبيته من غير ما أقصد أحب ، عارفه أن حبي ده غلط ، وعارفه انه مبيحبنيش وعمره مابص ليا غير بنظرة الطالبه الي بيدرسلها وبس ، الحب اكيد عمره ما كان حرام ، بس أختيارنا وتصرفتنا هي الي غلط ، بسببه كنت عايزه أتغير وابقي أنسانه تانيه ، وبسببه نسيت نفسي .... مش عارفه حبه هيوصل بيا لحد فين ، بس أنا عايزه حاجه واحده بس منك يارب ، انك تزيل حبه من قلبي ، وتختارلي الخير وترضيني بيه ، وظلت تناجي رباها الي أنا وقفت امام شرفتهاا والدموع تتلألئ في عينيها وهي متأمله صفاء السماء وسط ظلامها !!!
.................................................. ................
وعندما نطقت أبنة اخاه بتلك الكلمة قائله : أنت بتحب ياعمو صح !!
ألتف اليها حسام ليقول ساخراً من نفسه : كان زمان أما أنا دلوقتي بقيت زي أي راجل بدور علي الي عايزه وبس
لتنظر اليه أبنة اخاه ورغم أنها علي مشارف أكمال عامها العشرين ، لم تفهم ما يقصده ... فيقربها هو اليه قائلاً : عارف انك مش فاهمه حاجه ، سيبيني بقي أفضل واقف أتأمل النجوم .....
لتقترب منه هي قائله : وماله ياحوس ، خليني أقف جنبك أنا كمان ونتفرج سوا علي النجوم والقمر كمان .. ولو عايز نستني لحد ما الشمس ما تظهر نستني احنا ورانا حاجه !!
ليضحك حسام علي مزاحها هذا قائلاً : حوس ، وبتتريقي كمان ، ماشي ياغلبويه
.................................................. .............
وقفت أمامه وهي مدمعة العينين ، حتي أقترب هو منها بفزع قائلا : مالك ياهنا ، ومال شكلك كده انتي كنتي فين !
لتظل هي جامده في مكانها .. حتي أقترب هو منها أكثر قائلاً بقلق : خرجتي ليه تاني بعد ما السواق وصلك ، في حاجه حصلتلك في الجامعه او التدريب !!
لتظل هي علي حالها هذا ، بأعين شارده ، حتي يضع هو بيديه علي كتفيهاا لعله يجعلهاا تتحرك من ذلك السكون ... ولكن دموعها وحدهاا هي من تتحرك لتهبط علي قلبه وكأنها سكيناً تقطعه ...
فتضع بكلتا يديها علي أذنيهاا ، وهي مغمضه العينين ، فتري صورتهما وهم يخرجونهم من تحت ذلك التراب ، حتي تفقد صوابهاا وتقول له بصوت ضعييييييف : مـــــــاتـــــــــوا يـــا فــــــــارس ...............
فتغيب مع كلماتها الي عـــــالــــــــم أخــــــــــر ويظل هو واقفا لا حركة له حتي ينحني بجسده وهو يقول : هنا ، هنا !!
يتبع
تأملت كلمات سؤاله وهي سارحة في رد فعله الغريب فليس من حقه ان يتدخل في أمورها هكذا وعندما استجمعت قواهاا وكادت ان ترد عليه .... نطق هو بكلمة واحده جعلت غضبهاا كله من ذلك المتطفل ينصب عليهاا هي وحدها
حسام ببرود : اتفضلي يا انسه علي تدريبك
لتضغط بشده علي كفيها بضيق ... وتنظر له بحنق ثم غادرت مكتبه وهي تتمتم بكلمة واحده :متطفل !!
أما نسرين وقفت تتابعها بعينيهاا ، والأبتسامة تعلو علي وجهها بعدما علمت بأنها قد نجحت في فعلتها عندما أخبرته بلؤم بأنها جائت متأخره وأيضا مع فارس وكأنها كانت تقصد أن تثير حنقه ،لتقول داخلها :تستاهلي ياهنا ، عشان أعرفك أزاي تحاولي تاخدي حاجه بتاعت نسرين ، حسام ده ليا وبس .. وهقدر أخليه بتاعي لواحدي مهما جذبته ليكي ، انا مش عارفه أزاي أتعلق بيكي كده ، لاء وكمان البيه كان بينادي بأسمك أمبارح وهو في حضني !!
.................................................. .................
وقف ينظر لها ذلك الرجل الذي دائماً ، اطلقوا عليه بصاحب الشارب الكبير وهو يقول بعطف : مش عايزه مانجه ، ولا التوت الي بتحبيه
لتنظر اليها ريم قائله : لاء ، مش عايزه
فيقترب منها قائلاً : تحبي تدخلي جوه ، تلعبي شويه في المزرعه
لتتطلع ريم الي الداخل قائله : هي أبله هنا ، وعمو هشام جوه
فيبتسم اليها الرجل قائلا : بكره يجوا ، وتشوفيهم
فتنظر اليه ريم قائله بحزن : ما أنت كل يوم تقولي كده ومحدش بيجي ليه ؟؟
الرجل بحنان : أكيد عندهم ظروف ، بس هما أكيد مش نسيوكي ، زي ماأنتي منستهمش ... بكره تكبري وتروحيلهم لوحدك ، نفسك تطلعي أيه بقي لما تكبري
فتنظر اليه ريم قائله بلمعه في عينيها : زي أبله هنا
فيضحك الرجل عليهاا قائلاً : وابله هنا ديه بقي معاها ايه
فتقول ريم وهي لا تفهم مقصد سؤاله : معاها أيه ، أمممم معاها كتب كتير واقلام
فيضحك الرجل ثانية علي تلك الطفله وهو يلعب في شاربه قائلا : وانتي برضوه بكره يبقي عندك كتب كتير واقلام ، وتبقي زيهاا ... بس اوعي تنسي الراجل ابو الشنب الي قدامك ده
فتتطلع ريم الي شاربه الكبير قائلا : هو أنت مش بتقصه ليه ؟؟
فيبتسم الرجل قائلا : عشان أحنا عندنا في بلدنا الراجل الي مش بشنب ميبقاش راجل
ريم بطفوله : راجل بيخوف صح !!
فينظر اليها الراجل ضاحكاً علي حديثها ... حتي يربط علي شعرها بحنان وهو يضع في كلتا يديها حبات التوت الحمراء
لتتطلع هي الي حبات التوت الذي طالما عشقت أن تجلبه من داخل تلك المزرعه مع اخواتهاا ... ولكن الأن فلم يصبح لمتعتها الطفوليه أي أثراً .................................................. .................وفي وسط أنهماكه في بعض اللوحات التي أمامه ، كان هشام يردف داخل المكتب قائلا : أنا مصدقتش لما رحمه قالتلي ، انك في مكتبك ومشخطتش فيهاا ولا أدتهاا أصطباحية كل يوم من التهزيئ.. أنا قولت ادخلك أقيسلك درجة حرارتك !!
فيضحك فارس قائلاً : يااا لدرجادي ، كنت بخوفكم
ليجلس هشام علي أحد الارائك المقابله له قائلاً بتنهد : أنت مكنتش بتشوف نفسك ولا أيه ، ده أنا ساعات كنت بشفق علي المواظفين الي هنا ، ثم نظر هشام علي تلك البسمه التي تزين وجهه قائلا : استني كده ، انت مبتسم صح ، يعني مش مكشر ، يعني سعيد ، لاااا لاااا انا مش مصدق نفسي
فيطلق فارس ضحكة عاليه قائلا : عمرك ما هتعقل أبداً يا أتش
هشام بأبتسامه : واتش كمان ، لااا ده انا لازم أحتفل بيك النهارده ، ايه رئيك أنا عزمك علي العشا انت وجوليا ... ثم تذكر امر هنا فقال : وياريت تجيب هنا ، أه تشم شويه هواء معانا ... ولا هتمنعها برضوه من الخروج ، اصل أنا عارفك جبار وبالذات مع صنف الستات ... بس هنا مش ست يافارس علي فكره ، ديه طفلتنا الصغيره
فينظر اليه فارس بحنق قائلا : ايه طفلتنا ديه ، ما تتلم ياهشام
ليبتسم هشام بداخله قائلا بعدما تأكد بأن مشاعر صديقه بدأت تتحرك ثانية : خلاص يافارس باشا ، أحنا اسفين .. المهم هستناك علي العشا ، واوعي متجبش هنا !!
ثم نهض هشام ، ويتركه ، ليميل فارس برأسه علي كرسيه المتحرك وهو مغمض العينين سارحا فيها قائلا ً : هو انا ليه مش بستحمل حد ينطق بأسمك غيري ، ولا حتي يقول عليكي طفلته غيري انا ، انتي طفلتي انا لوحدي ياهنا وبس ... ثم فتح عيناه سريعاا وبدء في عمله وهو مبتسماً بأبتسامة حالمه !!
.................................................. ................
نظر اليها صالح قائلاً بشك : الفلوس الي كانت هنا راحت فين ياكريمه
لتنظر اليه كريمه بتعلثم قائله : وانا ايش عرفني ياسي صالح ، ماتدور عليهم كويس .. اووف انا تعبانه ومش طايقه نفسي
فيقترب منها صالح قائلا: اتعدلي ياكريمه معايا ، واتقي شري يابنت محروس ...انتي نسيتي خلاص مين الي لمك ولم ابوكي من الشارع يابت !!
كريمه بضيق : انت بتعيرني ياصالح ، اهئ اهئ
صالح بحنق : ايدك لو اتمدت تاني ياكريمه علي فلوسي من غير اذن يبقي زي الشاطره كده ، تاخدي بعضك وتغوري
فتنظر اليه كريمه قائله بهمس : هو انت حد يعرف يضحك عليك ولا يسرقك حتي ، شكلي وقعت نفسي في جوازه انا الوحيده الي هكون خسرانه فيهاا .. لتتذكر كلام زينب وهي تقول لها : اوعي تفكري تلعبي مع صالح ياكريمه ، عيشي وارضي بنصيبك ... واتقي شره
فينظر اليها صالح متعجباً من صمتهاا قائلاً : انت مبقتيش حامل لحد دلوقتي ليه
لتقف تلك الكلمه في حلقهاا قائله بتعلثم : اصل !!!
.................................................. ..............
وفي وسط ضحكاتهم العاليه ، كانت نظراتها الحزينه تتابع ذلك المكان الفخم الذي يطل علي مياه النيل متذكره حياتها الماضيه وهي مع والديها ثم مع بنات عمها وزوجته الحنون التي لا تشبه تماماً ... الي ان تذكرت ماصار في حياتها وعيشها مع تلك المرأه الحنون التي احبها والدها ، لتأتي صورته امام اعينها وهي تتذكر لحظات لطفه وحنانه معها التي تظن انهاا رحمة واشفاق منه عليها الي أن تذكرت أيضا لحظات غضبه ومعاملته القاسيه معها .... حتي يتطلع هو اليها قائلا بحنان : مبتكليش ليه ياهنا ، ولا الاكل مش عاجبك ... لو مش عاجبك قولي واحنا نغرم هشام عادي
فتبتسم هنا ابتسامة بسيطه حتي يقول هشام : هنا تؤمر بس وانا انفذ ...
فتنظر اليها جوليا بحنق قائله : انتي ليه ضعيفه اوي كده ، مش معقول عندك عشرين سنه ، انتي اصغر من هيك يعني الي يشوفك يقول لسا عندك 17 سنه وبس ، شكلك طفله خالص
فتنظر اليها هنا بحنق ... حتي يقول فارس بضيق ناظرا الي جوليا : واحلي طفله ممكن تشوفيهاا ياجوليا ، ولا شكلك غيرانه منها .. ثم نظر الي هنا بأبتسامه حانيه
حتي تعجبت هي من ذلك قائله بداخلها : متفرحيش اوي ياهنا ، بعد شويه هتلاقي العاصفه بتاعته
فتنظر اليه جوليا قائله : جوليا مش قصدها تضايق هنا علي فكره يافارس
فيتطلع هشام الي معالم وجه صديقه موجهاً حديثه لجوليا : تحبي ترقصي معايا ياجوليا
جوليا بأبتسامه : شور ياهشام ، عشان جوليا زهقت خالص !
ثم نظرت الي فارس قائله : هنا اكيد مش بتعرف ترقص ، أممم ياحرام هبقي أعلمك ياهنا ياحببتي
ليجذبها هشام من معصمها قائلاً : طيب ما تعلميني انا بقي ياجوليا ، اصلي ضعيف في الرقص
فتتمايل جوليا عليه حتي يلتصق جسدها بجسده قائله بأنوثه : هشام يطلب .. وجوليا تنفذ ياعيون جوليا من جوه
فيتطلع هشام الي انوثتها الجباره قائلاً : هشام مبقاش قد جوليا
جوليا بدلع : مش هتيجي تسهر معايا لوحدنا ، ياهشام .. جوليا نفسهاا تقضي ليله معاك
فينظر هشام اليها ، وقد اعتاد علي كلماتها الجريئه قائلا بهمس :حلوه الموسيقي صح !!
فتتطلع اليه جوليا بضيق قائله : اه حلوه كتيييرهشام !!
اما هو ظل يتأمل نظراتها الحزينه قائلاً : شكلك مش مبسوطه بالخروجه
فتتطلع هنا اليه بعدما اشاحت بوجهها بعيدا عن جوليا وهشام قائله : هو هشام وجوليا عادي لما يرقصوا مع بعض كده
فيتطلع اليها فارس قائلاً: طب وفيها ايه ، هما حرين
هنا بحنق : لاء مفيهاش حاجه الصراحه !!
فيتأملها فارس قائلاً : ولا انتي غيرانه عشان مبتعرفيش ترقصي زي ماجوليا قالت!!
لتنظر اليه هنا بحده ... حتي يقول ضاحكاً : خلاص متبصليش كده
فتنظر اليه هنا بدون ان تتحدث ،حتي يتنهد هو قائلاً : مالك ياهنا انا حاسس ان فيكي حاجه
فتشيح هي بوجهها قائله : مافيش حاجه !!
فيتطلع فارس الي معالم وجهها الحزين ، ناظراً اليها بألم .. حتي نهض من مكانه قائلاً : طيب يلاا عشان كفايه سهر لحد كده
فتنهض هي بدورها متطلعه له : هنمشي !!
ليلتف اليها فارس قائلا بتهكم : بيتهيألي يعني ، ولا السهره دلوقتي عجبتك !!
فتسير خلفه بهدوء تام ، حتي يلتف اليها هو ثانية فيجدها واقفه علي درجات سلُم ذلك المكان وهي شارده
فيقترب منها بضيق .. فيجدها تبكي ليقول بضيق : أنتي ما بتزهقيش علطول بتعيطي ، أنتي بتعشقي العياط يابنتي
فتنظر اليه بحنق قائله : أنا فاكره اني جيت المكان ده قبل كده مع بابا وماما ، بس مكنش بالشكل ده .. صحيح هو اتغير بس أنا مش نسياه ، انا فاكره جينا هنا ليه ، فتتذكر ذلك اليوم بدموع قائله : اول ما نزلنا مصر ، بابا حب يعزمنا في مكان عشان يحتفل بوظيفته الجديده
فيقترب منها فارس بألم وقبل أن يتهور ويضمها اليه نظر لها بحنان بالغ قائلا : ومقولتيش ليه قبل ما ندخل ، كنا شوفنا مكان تاني
هنا من بين دموعها : انا مش زعلانه اني جيت هنا ، بالعكس انا فرحت اووي عشان أفتكرت درجات السلم ده وانا كنت طفله وبتنطط عليه بين أيديهم ، بس كل حاجه لسا موجوده حتي لو الزمن غيرها وبقيت أحسن ، اما هما مبقوش خلاص موجودين
ليتطلع اليها فارس قائلا بحب : خلصت من نيره ، طلعتيلي أنتي ، صبرني يارب ، هو انتوا بتعشقوا النكد ليه !!
فتتطلع اليه هي بطفوله : اصلنا نكدين ، معلش استحملنا احنا زي ولادك برضوه
فينظر اليها هو بنصف عين قائلاً : لو هيبقي عندي بنت زيك كده انتي ونيره، مش عايزها ولا حتي هفكر اتجوز !!
فتبتسم هنا قائله : بجد انت بقيت بتفكر تتجوز ، ديه ماما امال هتفرح خالص
لينظر هو الي عينيها بعمق قائلاً : انا قولت فكرت ، مش قررت .. في فرق علي فكره يانكديه هانم ، ويلاا عشان مينفعش نفضل واقفين كده والسهر كتير غلط عليكي
فتسير هي خلفه بحنق قائله بهمس : احيانا لطيف ، واحيانا عصبي وبيخنق ، واحيانا بيهزر ، نفسي افهم الشخص ده بقي
ليلتف فارس اليها بعدما اقتربوا من السياره : اركبي ، وابقي افهمي بعدين !!
حتي تبتسم هي اليه قائله بعدما ترجلت داخل السياره : هو انت بتسمعني ازاي
فارس بضحك وهو يحرك سيارته : نيره التانيه بقيت قدامي ياربي !!
ثم نظر الي معالم وجهها قائلاً : بكره هبعتلك السواق عشان تيجي الشركه وتقبلي صديق والدك
فتنظر اليه بأبتسامة صافيه ، ثم تشيح بوجهها كي تكمل متابعة هذه الانوار الخافته وظلام الليل القاتم من خلف زجاج سيارته ...
.................................................. .................
ظل يتأمل زوجاته الأثنين .. ليقول بتسأل : فين سلمي ياثريا ، منزلتش تتعشا معانا ليه ، من ساعة ماوصلت من السفر مشوفتهاش
لتتطلع اليه ثريا قائله بحنق : أصل الهانم بتدلع ، عايزانا نطلعلها الاكل في اوضتها ، لغير كده متنزلش تاكل معانا ، أنا مش عارفه بتدلع علي ايه حتت العيله ديه !!
لينظر اليها منصور قائلاً بضيق : اوعي تكوني قولتلهاا كلمه من كلامك الي يسم البدن اصل انا عارفك
لتتطلع ثريا الي فاطمه التي تنظر اليها بحنق علي لؤمها هذا قائله : أنا مش عارفه أنت مهتم بيها ليه ، بكره تجبلك برضوه بنت ، وترحمنا بقي من أهتمامك بيها ده ، فتقترب منه حتي تضع في فمه الطعام لتأكله بيديها الممتأله بتلك الأسوار الذهبيه قائله بدلع : كل ياسي منصور ، متعرفش انت بقيت بتوحشني قد ايه ، متسافرش تاني ياخويا وتسيبنا لحسن البيت بيبقي مضلم اوي من غيرك !!!
ليتطلع اليها منصور بنصف عين قائلاً : ايه الرضي ده ياثريا ، ما انا طول عمري بسافر عشان اشوف أشغالي ومصالحي
لتنظر اليه ثريا قائله : يعني انا غلطانه عشان بدلعك ، طب لو مدلعتكش انت هدلع مين غيرك ... وتقترب من أحد اذنيه قائله بهمس : ده انا حتي الليله ديه ناويه ارقصلك
لينظر اليها منصور بتهكم حتي ينده علي خادمتهم : يا أم فتحي ، حضري الأكل وطلعيه فوق
فتنظر اليه الخادمه بعدم فهم قائله : أطلعه لمين !!
لتتطلع ثريا الي زوجها بحنق قائله : للمحروسه الي فوق ، الي فاكره نفسها لسا عيله وبتدلع ديه ، بلا هم
فيضحك منصور عليها ، حتي ينظر الي زوجته الأخري التي تأكل بصمت قائلاً بحنان : عامله أيه يافاطمه
لتتطلع اليه فاطمه .. وهي تحرك له رأسها بالأيجاب علي رضاهاا بما هي فيه
حتي يبتسم هو لها ، ناظراً الي ثرياا التي تشتعل غضبا منه ، فيقترب من أذنها قائلاً : أنا طالع ، ابقي حصليني يلي عايزه ترقصي أنتي
فتنهض ثريا ، سريعاً خلفه وهي تقول لزوجته الأخري : تصبحي علي خير يافاطمه !!
.................................................. ...............
وفي ظلام الليل القاتم ، وضوء القمر المُنير المحاط بنجوم السماء الساطعه ، وقف يتأمل كل هذا وهو مبتسماً بأبتسامة حالمة قد نسيهاا منذ زمن ، لتأتي نسمات الرياح المؤلمه عليه
فيتطلع الي السماء بتنهد ، كي يرتاح، فتلمع النجوم أمام عينيه ، فيتذكرها هي وحدهاا وكأنها تلمع وسط تلك النجوم ، فيجلس علي سريره الوثير ليتمدد عليه وهو واضع بكلتا أيديه خلف رأسه ... فيغمض عيناه وعلي وجهه أبتسامة لا يعلم سببها ، ولكن كل ما يعلمه بأن حياته أصبحت لها مزاقاً أخر
.................................................. ..............
وبعد أن قضي ليلته ما زوجته ، تذكر تلك المسكينه التي لا يعلم عن أحوالها شيئاً منذ أن نهرها بغضب علي ما فعلته ، ولم ينهر نفسه علي ما يفعله هو بها ، عندما سلب منها كل شئ دون رحمه من أجل ان يصبح له والداً ، فأخذها من أب اسماً فقط .... نظر الي زوجته الممتده بجسدها جنبه علي الفراش ، ثم نهض ليذهب للأخري ... وعلي خطوات بسيطه كان يقف داخل حجرتها ، ليتأمل جسدها النحيل وهي نائمه في وضع الجنين .... ظل وقف هكذا وهو يتنهد بعدم رضي عندما رئي الطعام ممدد علي تلك المنضده الخشبيه بجانب الفراش .... فقترب منها وهو يقول : سلمي أصحي
لتنتفض هي من نموتها قائله : متعمليش فيا حاجه يا أبله ثريا ، حرام عليكي ... ثم ابتعدت عنه الي الجهة الأخري من الفراش لتستند بجسدها علي الحائط الذي خلفها وهي تبكي
منصور بجمود : مالك أتفزعتي كده ليه ، انا منصور مش ثرياا ، وانتي خايفه من ثريا ليه ياسلمي !!
لتبكي سلمي قائله : هتجبلي تعبان علي السرير
فينظر اليها منصور بتعجب قائلاً : تعبان ايه ، وثريا هتعمل فيكي كده ليه ، ولا انتي بتتبلي علي ثريا عشان خايفه مني لأعاقبك ، مكلتيش ليه ياهانم ، عايزه تموتي الي في بطنك صح ..
لتتطلع اليه بعينيها الباكيه قائله : لاء انا مش عايزه اكل ، هتحطلي سم في الأكل هي قالتلي كده عشان تموتني
ليتطلع اليها منصور .. حتي يقترب منها ناظرا الي ذلك السواد الذي يحاوط عينيها المتهالكه من كثرت البكاء قائلا : شايفه منظرك بقي عامل أزاي ، ولا كأني بأكلك ، تعالي كلي يلاا متخافيش
لتبتعد عنه ثانيه حتي تضع برأسها علي الوساده قائله : انا مش عايزه أكل ... ثم أغمضت عيناها بضعف كي تعود الي نومها ثانية
فيضع منصور بيده علي شعرها الأسود بحنان ، ويظل يتأملهاا بأشفاق ... حتي ينظر الي جسدها الذي أصبح نحيلا ، فتقع عيناه علي تلك الكدمه التي في رأسها ناظراً إليها بفزع ليقول : مين الي عمل فيكي كده ، ثم يهبط بعيناه علي قدميها ليجد علامات حرق، فيجذبها اليه قائلا بصوت عالي : انطقي !!!
حتي تسقط دموعها بصمت ، فيقربها اليه وهو يلعن في ثرياا ، ويسب فيهاا ، ويظل محتضنها حتي نامت بين ذراعيه .. ليبعدها عنه وهو يقول بصوت حاني : مبقاش أنا منصور لو مجبتلكيش حقك من ثريا الزفته !!
.................................................. ...............
وقفت تتأمل ذلك الشيك الذي بيدهاا قائله بحسره : في الأخر أحلام بابا أتباعت بالفلوس ...
ليتطلع اليها فارس قائلاً : بس ده حقه ياهنا ، ولو البحث ده كان اتطبق هنا ، كان أكيد هيبقي ليه تكريم ، وحقه برضوه العلمي ماديا
فتتنهد هنا بضيق قائله : طيب انا هعمل ايه بالفلوس ديه .. ثم تذكرت شيئاً لتقول : انت ليك حق في الفلوس ديه ، انت وماما امال خد الشيك اه ،انا مش عايزه منه حاجه
فيتطلع اليها فارس بضيق : مش عايز اسمع منك الكلام ده تاني سامعه ، ايه لينا حق في الفلوس ديه، انا الفلوس هحطهالك في البنك واوعي في يوم تفكري انك تقولي الكلام ده تاني لان انتي دلوقتي خلاص بقيتي مسئوله مني انا وبس سامعه
لتتطلع اليه بأعين دامعه فتقول : بس ده حقكم فعلا، لولاكم كان زمان دلوقتي عمي بايعني ، وكنت فضلت طول حياتي عايشه في ذل وأهانه ....
فينظر الي دموعها هذه قائلاً : يلاا عشان السواق هيوصلك ،لجامعتك
فتنهض من امامه قائله : حاضر!!
وقبل أن تغادر مكتبه ، وقفت قليلا تتأمله لتقول : انت ليه بتعشق اللون الأسود ده ..
فيتطلع اليها فارس قائلاً : أصلي معقد !!
فنظرت اليه بابتسامة ، حتي عادت ثانية لتقترب من تلك المنضده التي تحتوي علي شكل هندسي لأحد مشروعاته وظلت تتأمله لتقول : ديه قريه صح !!
ليقترب منها فارس قائلاً : ايوه ياستي وقربنا نفتتحها في شرم الشيخ
لتنظر اليه قائله بتعجب : شرم الشيخ !!
ليضحك فارس عليها قائلا :اه شرم الشيخ ، روحتيها قبل كده
لتتطلع اليه هنا قائله بخجل : لاء!
حتي يقول هو : خلاص ياستي هبقي أخدك معايا ، ويلاا بقي عشان أنتي عطلتيني
فتضحك هي قائله : حاضر ، همشي أه
لتسير من أمامه ، حتي تغادر المكتب ، قائلا هو بتنهد : قربك ده بقي بيتعبني !!
.................................................. .............
ومع شروده الذي قد ظهر علي محياه ، نظرت اليه زوجة اخاه قائله : وساره فيها ايه عشان متعجبكاش ياحسام ، انت عارف ابوها يبقي مين ولا عيلتها
لينظر اليها حسام بضيق قائلاً : اه عارف يارشا ، ممكن أسمعلك كمان لو تحبي ... ثم نهض من علي طاولة الطعام قائلاً بتأفف : انا شبعت
حتي ينظر اليها زوجها قائلا : يارشا ، بلاش تتعملي مع حسام كأنه عيل صغير ، حسام كبر يارشا ولا انتي لسا فاكره العيل الصغير الي ربتيه ، ده بقي عنده 32 سنه دلوقتي
لتتطلع اليه زوجته قائله : ماهو عشان كده عايزاه يتجوز ، ولا أنت فرحان ، أنه يفضل كده مطمع لأي بنت عشان تتجوزه وتبقي من عيلة الهواري
فينظر اليها زوجها بتعجب قائلاً: يادي عيلة الهواري الي طلعالي بيها في السما ... انا قايم داخل المكتب
فتنظر هي الي أبنتها قائله : مبتكليش ليه أنتي كمان !!
لتتطلع اليها أبنتها وتنهض أيضا من علي مقعدها دون أن تتحدث
.................................................. ...............
اما هي فتكأت علي وسادتها كي تقرء أحد روايات الحب ، فتدمع عيناها قائله : حتي أنتي حظك زي ، ثم مسحت دموعها قائله : فعلا الحب عمره ما كان غير عذاب ووجع !!
لتغلق تلك الروايه ، وهي تتذكره قائله بداخلها : مش قادره انساه طيب أعمل ايه ... لتتذكر كلام صديقتهاا سميه
فتنهض من علي سريرها وتدخل الي حمام غرفتها وتبدء بالوضوء ... الي ان وقفت لتصلي وبعد أن أنهت صلاتهاا رفعت بيدها داعيه بدموع راجيه : يـــارب أنا حبيته من غير ما أقصد أحب ، عارفه أن حبي ده غلط ، وعارفه انه مبيحبنيش وعمره مابص ليا غير بنظرة الطالبه الي بيدرسلها وبس ، الحب اكيد عمره ما كان حرام ، بس أختيارنا وتصرفتنا هي الي غلط ، بسببه كنت عايزه أتغير وابقي أنسانه تانيه ، وبسببه نسيت نفسي .... مش عارفه حبه هيوصل بيا لحد فين ، بس أنا عايزه حاجه واحده بس منك يارب ، انك تزيل حبه من قلبي ، وتختارلي الخير وترضيني بيه ، وظلت تناجي رباها الي أنا وقفت امام شرفتهاا والدموع تتلألئ في عينيها وهي متأمله صفاء السماء وسط ظلامها !!!
.................................................. ................
وعندما نطقت أبنة اخاه بتلك الكلمة قائله : أنت بتحب ياعمو صح !!
ألتف اليها حسام ليقول ساخراً من نفسه : كان زمان أما أنا دلوقتي بقيت زي أي راجل بدور علي الي عايزه وبس
لتنظر اليه أبنة اخاه ورغم أنها علي مشارف أكمال عامها العشرين ، لم تفهم ما يقصده ... فيقربها هو اليه قائلاً : عارف انك مش فاهمه حاجه ، سيبيني بقي أفضل واقف أتأمل النجوم .....
لتقترب منه هي قائله : وماله ياحوس ، خليني أقف جنبك أنا كمان ونتفرج سوا علي النجوم والقمر كمان .. ولو عايز نستني لحد ما الشمس ما تظهر نستني احنا ورانا حاجه !!
ليضحك حسام علي مزاحها هذا قائلاً : حوس ، وبتتريقي كمان ، ماشي ياغلبويه
.................................................. .............
وقفت أمامه وهي مدمعة العينين ، حتي أقترب هو منها بفزع قائلا : مالك ياهنا ، ومال شكلك كده انتي كنتي فين !
لتظل هي جامده في مكانها .. حتي أقترب هو منها أكثر قائلاً بقلق : خرجتي ليه تاني بعد ما السواق وصلك ، في حاجه حصلتلك في الجامعه او التدريب !!
لتظل هي علي حالها هذا ، بأعين شارده ، حتي يضع هو بيديه علي كتفيهاا لعله يجعلهاا تتحرك من ذلك السكون ... ولكن دموعها وحدهاا هي من تتحرك لتهبط علي قلبه وكأنها سكيناً تقطعه ...
فتضع بكلتا يديها علي أذنيهاا ، وهي مغمضه العينين ، فتري صورتهما وهم يخرجونهم من تحت ذلك التراب ، حتي تفقد صوابهاا وتقول له بصوت ضعييييييف : مـــــــاتـــــــــوا يـــا فــــــــارس ...............
فتغيب مع كلماتها الي عـــــالــــــــم أخــــــــــر ويظل هو واقفا لا حركة له حتي ينحني بجسده وهو يقول : هنا ، هنا !!
يتبع