اخر الروايات

رواية رياح الالم ونسمات الحب الفصل السادس عشر16 بقلم سهام صادق

رواية رياح الالم ونسمات الحب الفصل السادس عشر16 بقلم سهام صادق



الــــــفـــــصــــل الــــســـادس عــــشـــــر

كانت نبرات صوته تضوي إليها وكأنها أتيه من بعيداً،ليلمس وجهها بخفه قائلاً : هنا فوقي .. لتفتح عيناها ببطئ وهي تتأمله وكأنها لأول مره تراه ..حتي يتنهد بأرتياح قائلا: الدكتور قال مجرد ، وقت وهتبقي كويسه !!
فتتطلع اليه ثانية حتي تقول بصوت مكتوم : ماتوا يافارس ، البيت أتهد عليهم ، أنا شوفتهم وهما بيطلعوهم من تحت التراب ، طب هما عملوا ايه عشان يموتوا ، قولي انهم مش ماتوا ...
ليتنهد فارس قائلا : طب أهدي دلوقتي ، وبعدين نتكلم
فتسقط دموعهاا بغزاره ، حتي تغمض عيناها بقوه وكأنها تحارب تلك الصورة التي طبعت في ذاكرتها
فينظر إليها فارس بأشفاق حتي يقول بصوت حاني : انا هبعتلك صفيه !!
ويخرج ويتركهاا وسط شرودها ، وهي تتذكر وجه ذلك الطفل وجدته بألم .. لتتنهد بحرقه وهي تتكور بداخل نفسهاا قائله بألم : كان نفسي أديلك الألوان وكراسة الرسم ، كان نفسك ترسم هو ده كان كل حلمك .. وتذهب بشرودها الي عالم قاتم لا تري فيه نورا.. حتي راودتهاا احلامها !!
.................................................. ..............
وقف يتأمل ملامحها الخائفه ،وهو يجول حولها بعدما جلست علي ذلك المقعد بأرتياح لتقول بصوت مضطرب : مالك ياسي منصور من أمباح وانت شكلك مش عجبني ، وعمال تلف حواليا كده ليه وكأنك عايز تحقق معايا زي المخبرين ..
فيقول منصور بحزم :تفتكري ليه ياثريا؟؟ .. ده انتي حتي طول عمرك ذكيه وبتفهميها علي طول
لتبتسم ثريا قائله : يبقي أنت هتكتبلي جنينة المانجه بأسمي صح ، هي ديه هديتي ، فتنهض من علي تلك الأريكه مقتربة منه ، حتي تبدء تهندم له ثيابه
فيتطلع اليها منصور بعدما أبعدها بحده من أمامه وهو يقول : لاء جنينة المانجه ديه تنسيها خالص ياثريا ، لان انا لما فكرت أكتب بأسمك حاجه ، قولت لنفسي ديه ثريا يامنصور مراتك الأولانيه ولازم تكافئها ، ديه هي الي صبرت معاك ومستحملة فكرة جوازك ... ثم قال ساخراً : بس ثريا طلعت متستهلش ، طول عمري عارف أنك جباره ومفتريه بس متوصلش ، اني الأمانه الي سيبها تحت عينك تعملي فيها كده ، عملتي فيها كده ليه ؟؟
لتتطلع اليه ثريا بخوف قائله : عملت ايه وفي مين ، هو انا بعمل حاجه في حد ياسي منصور
ليضحك منصور قائلاً : بصراحه لاء ، ده انتي بتموتي في أذية الناس ، بس الناس الي يخصوني وخط احمر ياثريا
لتنظر اليه قائله بأساليبها التي أعتاد عليها : هو انا أقدر ألمس حاجه تخصك ، ده انا بتمنالك الرضي ترضي ، وكل الناس الي بتحبهم أنا بحبهم زيك بالظبط اه والله
فيجذبها من يديها قائلاً بحده : اسيبها أمانه معاكي ، تحرقيها وتهدديها انك هتموتيها
لتتطلع اليه ثريا ببرود قائله : وانت صدقتها بقي ، اول مره اعرف ياسي منصور ان لعب العيال ده ممكن يدخل عليك ، مفكرتش ليه ياخويا أنها بتعمل كده عشان تتعاطف معاها ، وتكسب حنيتك ، ماهي أكيد قالت لنفسها أخدوا بالطريقه ديه وأبان قدامه بالضعيفه المكسوره ، وتطلعني انا الي مفتريه بنت زينب ، أخص عليك ياسي منصور بتشك فيا بعد كل السنين ديه وعشان حتت بنت زي ديه
ليتنهد منصور قائلا بحزم : تصدقي ياثريا ، انك بتعرفي تمثلي كويس ، لاء وكمان بتحاولي تاكلي بعقلي حلاوه ، وطبعا بكلمتين منك فهنسي بقي الي انتي عملتيه مش هي الي عملته ، يعني مفتريه وكذابه ومافيش في قلبك رحمه ، واحب اقولك بنتك ياهانم الصغيره هي الي قالتلي من خوفها منك لتعذبيها زي ما بتعذبي سلمي ، وطبعا أنتي مستغله ان فاطمه في حالها فبتعملي ما بدالك ، رئيسه عصابه انتي أنطقي
ثريا بغضب : اشمعنا هي الي مهتم بيها كده ، وبتخاف عليها ، انت عمرك ما اهتميت بحد كده فينا لا أنا ولا فاطمه ، اشمعنا بنت زينب اشمعنا
ليقترب منها منصور ساخراً: عجباني ياثريا خلاص أرتاحتي !!
لتتطلع اليه بغيظ قائله : اضربني يامنصور ، اضربني اضرب ام بناتك ، عشان حتت بت لا جات ولا تسوي ابوها عرضها عليك عشان الفلوس الي ليك عنده ..
ليجلس منصور علي طرف الفراش قائلاً بتنهد : عندك حالين يا أما زي الي عملتيه فيها يتعمل فيكي ، او أنك تروحيلها وهي الي تقول مسمحاكي غير كده فأنا هسيبلك العقاب الي انتي هتختاريه لنفسك
لتقترب منه بضيق قائله : عايزني في السن ده أغضب واروح عند أهلي يامنصور عشان مين ، عشان حتت العيله الي فاكرها هتجبلك الولد ، يبقي أنت بتحلم مش هتجيبه وهتجيب بنات برضوه ، ومش هيبقالها لازمه عندك !
ليعتدل منصور من جلسته قائلاً : ده الحق ياثريا ، والي غلط لازم يتعاقب ، وانا راجل حقاني وقولتلك اختاري انتي عقابك ، وانتي اختارتي انك تروحي عند بيت اهلك مع السلامه ياثريا
لتقف امامه هي قائله : يعني بتطردني
منصور بجمود : لو هي كانت غلطت فيكي أنا كنت عقبتها ، واي واحده هنا في البيت مش هتلزم حدودها فمتلزمنيش ، هاا اختارتي ايه
لتتطلع اليه هي بحنق قائله : هعتذرلها !
منصور بتنهد: ولو هي مقبلتش أعتذارك
وكادت أن تترك للسانها المجال لتسب فيها ، وتضع حنقها منه كله عليها ، ولكن نظراته القويه قد ألجمتها لتقول هي : هبوس راسها ورجليها لو حبيت....
فيتطلع اليها منصور قائلا : كويس انك فاكره رجليهاا ، الي حرقتيها ، ياساتر عليكي وصلت بيكي أنك تحرقيها ، نفسي أعرف أنتي مفتريه كده ليه
لتقول ثريا ساخره : من عاشر قوماً بقي ياسي منصور
ليتطلع اليها منصور بغضب : انا عمري ماكنت مفتري ياثريا ، غير مع الي يستاهل ، وسلمي ديه انا مكنتش هتجوزها ، بس محدش يضحك عليا زي واحد اسمه صالح ، وهو كمان الي باعها ، وخلاص انا اشتريت ، وكمان انا لو كنت مفتري معاكي مكنتيش تبقي عايشه وكأنك ملكه ، البيت كله بيمشي تحت طوعك ، وواخده حقك بالقوي ، وطبعا فاطمه الغلبانه مش بتتكلم .. مين بقي المفتري !!
لتظل نظراتها الحانقة منه تحاوطه ، حتي يقول بجمود : ده تحذير بسيط مني ليكي فاهمه !!
.................................................. .................
نظر الي خادمته ليقول بصوته الجامد : برضوه لسا مش راضيه تاكل ؟؟
لتنظر اليه تلك الخادمه التي تُدعي صفيه قائله بألم : هو ايه الي حصلها ، مش هي ديه ست هنا !
ليتنهد فارس قائلاً : روحي أنتي طيب علي شغلك ياصفيه
لتذهب صفيه ، تاركة له الحرية في شروده ، فيظل يجول داخل مكتبه بضيق ، حتي يخرج منه عازماً بأن يذهب اليها رغم محاولته تجنب ذلك القرب الذي لا تحاوطه حدوداً ، ولكن ألان قد ترك لقلبه هو من يتخطي لكل شئ من أجلها هي وفقط ...
وقبل أن يتقدم بقدميه ناحية غرفتها ، وجدها تخرج منها وهي مرتديه ثياب تدل علي أستعداد صاحبها للخروج
فارس بتعجب : أنتي رايحه فين !!
لتتطلع اليه هي قائله : خارجه
فينظر اليها متعجبا ، ثم نظر الي ساعة يده قائلاً : دلوقتي ، انتي عارفه الساعه كام
لتتطلع اليه ثانية قائله : عارفه !
فارس بجديه : طيب أتفضلي بقي علي أوضتك ، مش معقول بقالك اسبوع ، وانتي كده ، عارف انك زعلانه علي الولد وجدته بس ده قدرهم ياهنا
ليري في عينيها نظرة لم يراها من قبل .. قبل أن تقول هي : مادام ده قدرهم ، فأنا لازم أبقي مستعده للقدر ، عشان أكون قويه ، وهنا البنت الضعيفه مش هي الي ممكن تقدر تستحمل كده ، طول ما انت وعمها في حياتها ، انتوا اكتر ناس متسلطه أنت عايزني اسمع كلامك مع أننا أغراب عن بعض ، وعمي كل همه ان يتحكم فيا عشان مصلحته ،بس هو مش غريب عني للأسف !!
لتتجمد تلك الكلمات في حلقه حتي يقول : أنتي ايه الي بتقوليه ده ، اطلعي علي اوضتك دلوقتي ياهنا ونبقي نتكلم بعدين
لتجلس هي علي حفة احد ادراج السلمُ قائله : انا عايزه أمشي من هنا ، انا هفضل هنا لحد أمتا ؟ ، انا لازم أوجه حياتي بنفسي ، واكون مستعده لاي حاجه ، مش عايزه أفضل الطفله الي شايفها في عيونك ، انت و هشام ثم قالت ساخره : حتي جوليا شيفاني طفله !!
ليتنهد فارس بضيق ، حتي يقول بصوت صارخ : هتوجهيها كده وانتي شخصيه ضعيفه مع اول صدمه في حياتك خلاص أتدمرتي ، احب اقولك انك فعلا طفله وديه حقيقه
لتقول هي ساخره : عشان مشفوتهمش وهما بيخرجوهم من التراب ، مشفتهمش وهما محدش سأل فيهم ولا يعرف عنهم حاجه ، مشوفتش حياتهم البسيطه وضحكة الطفل الجميله ، ولا لمسة ايد جدته رغم فقر كل حاجه عندهم، كانت لسا جمال الحياه موجوده ، انا شوفت ده كله وحبيت حياتي بسببهم ، ورضيت بحياتي الي عيشاها شفقة وصدقه مع حد هو مجبر علي وجودي
ليقترب منها حتي يجذبها من ذراعيها قائلاً: ماتفوقي بقي ، هو انتي هتفضلي فاكره .. لحد امتا أني معيشك معايا صدقه ، واشفاق ، صحيح في البدايه ده كان طلب عمتي ، بس دلوقتي انتي هناا عشان انا عايزك هنا وهتفضلي هنا جنبي طول العمر سامعه ، ومش هتخرجي من البيت ده
لتنظر اليه بأعين دامعه من أثر قبضته المؤلمه ، حتي يسرح هو مع دموعها هذه التي تهز بكيانه ، فيقترب منها اكثر واكثر وكادت ان تلامس شفتاه شفتيها ... ولكن صفعة يديها الضعيفه له كانت هي الأقوي لذلك السحرالذي يرسخ بقوه بين ثنايا ضلوعه ، لتنفلت من بين قبضة يديه وتسير سريعا الي غرفتها وهي حانقه منه
.................................................. ..............
كانت نظرات أعينها المتهكمه منه تحاوطه ، حتي أقتربت منه قائله : بقالك أسبوع وانت سرحان كده ، ومش طايق حد .. ايه ياحسام مالك
ليتطلع الي نظراتها المتهكمه ، ثم الي حديثها الذي يعلم مغزاه قائلاً : عايزه ايه دلوقتي يانسرين ، احنا مش أتفقنا من أخر مره كنت فيها هنا، أننا مش هنتقابل تاني
لتتطلع هي الي نظرات أعينه بكل ثقه حتي تقول : انا حــامل ياحسام !!
لتصبح تلك الكلمه كالعاصفه التي تقلب كل شئ علي عاقبيه دون أن تتأثر هي
فتقترب منه نسرين اكثر لتقول : اصل أنا بطلت اخد الحبوب من مده ، وحصل الي حصل بقي ياحبيبي ، هاا بقي أمتا هتعلن جوازنا ياحسام
لتظل نظرات حسام متطلعه اليها ليقول : حامل ازاي ومن امتا ؟؟...
لتضحك نسرين بسخريه : علي حسب كلام الدكتوره ، فأنا حامل من ليلة أفتتاح الشركه ، فاكرها ياحبيبي ولا انت بقيت تنسي .. ثم اقتربت منه بأنوثتها الطاغيه : هتبقي بابا ياحسام ، شوفت الخبر الحلو ده ..
لينظر اليها حسام بحده قائلا : انتي عارفه كويس احنا أتفقنا علي ايه يانسرين من أول ما أبتدت علاقتنا ببعض
لتقترب منه نسرين أكثر قائله بدموع قد تدرك تماماً وقت أستخدامها : علاقتنا ببعض ياحسام ، يعني أنا مجرد علاقه في حياتك ، طب وورقة جوازنا ديه
ليبتعد عنها قائلاً بغضب : ورقة جواز عرفي يا نسرين ، فاهمه .. يعني ببساطه ملهاش اي لازمه ما بينا
لتنظر اليه قائله : يعني انت عايزني انزل الطفل ده ، يا ياحسام للدرجادي كنت مخدوعه فيك
ليجذبها حسام إليه بقوه قائلا : انتي عارفه كويس أني مش بفكر في كده ، ولا هطلب منك كده لأني مش ندل ، ومش انا الي اعمل حاجه واهرب منها ، صحيح الطفل ده جيه غالطه بس الذنب مش ذنبه هو
لتبتعد عنه نسرين قائله بألم وهي تفرك أحد ذراعيها : اومال الذنب ذنب مين
وبعدما أشاح هو بوجهه بعيداً عنها أطلق تنهيده قويه ليقول بسخريه داخل نفسه : مش ذنب حد يانسرين !!
.................................................. ................
وقف يتأمل ذلك الظلام الدامس ، وكأنه ينتظر مصباحاً ليمحوا هذا الظلام من امامه ، فأغمض عينيه وكأنه يريد أن يري الظلام أيضاً داخلهما ، حتي يجد أيد أحدهما تُضع برفق علي كتفيه فيقول هشام : انت مبتحبش تيجي هنا غير لما تكون عايز تهرب من حاجه ، هربان بقي من ايه
ليبتسم فارس بمراره قائلاً : تصدق اول مره مكنش جاي هنا وانا عارف انا جاي ليه
ليتنهد هشام قليلا ، بعدما عقد ساعديه ووقف بجواره لمشاهده ما لا يشاهد : اوعي تكون بتحب ، مع أن ده شئ مستبعد
ليظفر فارس تنهيده قويه فيقول : وليه شئ مستبعد ؟؟
ليلتف هشام اليه حتي تصبح نظراتهم هي من تتصدي لرغبة كل منهما في مصارحة الأخر : الي يشوف حياتك يافارس ، أكيد هيعرف أن كل حاجه مستبعده مادام هتقرب منك وهتلمس الجزء الي موته بأيدك ..
فيتذكر فارس حياته الماضيه فيقول بتنهد : ومين قال أني عرفت اموته ، انا فعلا كنت فاكر ان موت فارس بتاع زمان ، بس أظاهر ان حتي النفوس بتشتاق لصحابها القدام
ليضحك هشام قائلا : وطبعا هي الي حركة الجزء ده جواك ، وانت هنا عشان قلبك رافض ان يبعدها عنه ، وعقلك بيقنعك بالبعد
ليتطلع اليه فارس قائلاً : أنت تقصد ايه ياهشام !
هشام بأبتسامه : هنا يافارس ، أنت بتحب هنا ...
ليتنهد فارس قائلا ً : يمكن ميكونش حب ، يمكن يكون أحتياج ، او .....
وقبل ان يكمل فارس حديثه ... نظر اليه هشام قائلا : بتضحك علي نفسك ولا عليا
ليضع هو براسه بين راحه كفيه ويمسح علي وجهه بتعب :تفتكر أن فعلا خلاص بقيت اسير حبها !!
فيبتسم هشام قائلا : ابقي شوف نفسك وانت بتنطق بس بأسمها ،وانت هتعرف ياصاحبي
ليترك قلبه للحظات أن يتصدي لعقله ... حتي يقول بداخله : أنا ليه بقاوم حبك !
.................................................. ..............
لم تكن لمست يديه هي من جعلتها تشرد هكذا ، ولا لحظة قربه منها وهو يكاد ان يقبلها هي من ملكت فكرها ، ولكن كانت في عالم أخر تائها تبحث فيه عن نفسها ، وقفت أمام تلك المرئه التي تحنق التطلع اليها ، فهي لا تزيدها سوا نفوراً من نفسها وهي تتخيل هيئتها الضعيفه ، حتي أتت بذهنها صوت صراخها وهي تستنجد بأحد أن ينجدهم ووجههم الباسمه.. وهم موتا يتخلل ملامحهم ذلك التراب الكريهه، حتي تعبت من كل هذا ، لتتمدد علي الفراش وهي تتذكر أبتسامة والدتها الحانيه ، وحضن والدها الدافئ ، وشقاوة وضحكات بنات عمها ... ليأتي هو في مخيلتها ، فتتذكر صفعتها له ....وهي تعيد حديثه ثانية علي مسمعها ... فتنفر من تلك الحياه متذكرة أمال فتتنهد بألم علي بعدها هذا ..!!
.................................................. ..............
تنهد بأرتياح عندما أردفت قدماه الي تلك الشقه ، التي أستأجرها عندما أراد أن ينفرد بحياته بعيدا عن كل ماحوله ، وعندما جلس براحه علي أحد الارائك الوثيره في شقته بعدما أضاء الأنوار الخافته ، ووضع برأسه للخلف قليلا وهو يتذكر صفعتها له ، رغم ضعف قواها ، ولكن صداها قد ضوي بين أعماقه الحائره ، ليغمض عيناه قليلا وهو يقرر داخل نفسه ، بأن يتركها تنعم في البيت بمفردها حتي لا يجعله حبه لها يضعف ثانية ويخون تلك الأمانه التي أداعها الله في بيته ، الي أن يأخذها بعدما .......
لتنطق شفته بها وهو يقول : بعد ما أتجوزك ياهنا ، هقدر أخدك ، ومن دلوقتي لازم أحافظ عليكي ، بعد ما اتأكدت أني فعلا حبيتك !!
.................................................. ..............
وقبل أن يصب عليها ضيقه ، الذي أصبح يسيطر عليه ، نظر الي وجهها الشاحب قائلا : مال وشك كده ، وكنتي فين الأيام الي فاتت
لترفع ببصرها الذي أخفضته أرضاً : ظروف
فينهض حسام من علي كرسي مكتبه قائلاً بسخريه : ببساطه كده ظروف ، ممكن أعرف بقالك أكتر من أسبوع مبتجيش تدريبك ليه ، علي فكره كل ده بيقلل فرصتك في الشغل معانا لو مأثبتيش كفائتك
لتحرك له رأسها بالأيجاب ، دون أن تتحدث
فينظر اليها بنظرات قد أربكتها قائلا بحده : أتفضلي علي تدريبك ، وياريت تلتزمي شويه ، عشان أنا مبحبش الأهمال
فتتطلع اليه هنا قليلاً وقبل أن تغادر مكتبه نظرة اليه وهي تقول : شكرا
ليتنهد حسام قائلا بألم : ليه جيتي في الوقت الغلط ياهنا ؟..
.................................................. ................
ومنذ تلك الليلة التي قد رئها فيها وهي في حالتها المزريه ، وقف يتأملها وهي تمسك ذلك المشط بضعف وتمشط به شعرها الأسود الطويل وبطنها المنتفخه قليلا وجسدها هذا النحيل،حتي اقترب منها وهو يقول : عامله ايه ياسلمي دلوقتي
لتبتسم هي بمراره بعدما غطت كتفها العاري عن عيناه قائله : الحمدلله !
فأقترب هو منها .. ليمد بكلتا يديه وهو يسحب ذلك الشال عنها ناظرا لها : متخافيش ، انا وعدتك اني مش هأذيكي تاني ، ومنصور مهما كان وحش ، بس لما بيوعد بيوفي
فتنظر الي عينيه قائله : انت ليه طردت أبله ثريا !
ليتنهد منصور بضيق قائلا بعدما أشاح بوجه عنها : انا مطردتهاش ، بس ثريا كان لازم تتعاقب ، ومدام أنتي مقدرتيش تقولي مسمحاها علي الي عملته فيكي ، فكان ده عقبها
لتتطلع اليه سلمي قائله بخوف : بس انا مسمحاها صدقني ، بس يومها مكنتش قادره اتكلم واقول حاجه لاني ..
ليبتسم منصور بمراره : لأنك كنتي خايفه !
لتخفض وجهها خجلا ... حتي يقول هو : لو أنتي قولتي رجعها فأنا هرجعها ، اما ..
وقبل أن يكمل منصور حديثه أندفعت ببرائه قائله : رجعها ، انا مسمحاها صدقني !
وبدون شعور .. وجد نفسه يضمها ، ولأول مره يسب في نفسه ، بأنه قد دمر حياتها بسبب ان يصبح أباً لولداً مجهولاً ...
.................................................. ...............
وقبل أن تطرق بيدها حجرة مكتبه ، نظرة اليها صديقتها قائله : مالك ياريهام ، أنتي خفتي من الباب ولا ايه !
لتنظر اليها ريهام قائله بحنق : ماليش مزاج أرد عليكي دلوقتي ، ادخلي انتي لوحدك ياسميه
لتتطلع اليها سميه قائله : يعني مش هتدخلي معايا عند دكتور فارس
لتصمت ريهام قليلا .. حتي تقول بتنهد: لاء !
فتقترب منها سميه وهي تربت علي كتفيها بحنان .. حتي تنظر اليها ريهام ببسمة ممزوجه بالألم قائله : يلا أدخلي أسأليه بقي علي هنا ...
لتبتسم سميه لها قائله بدهشه : مش معقول !!

يتبع 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close