رواية رياح الالم ونسمات الحب الفصل الرابع عشر14 بقلم سهام صادق
الــــــفــــصـــل الـــرابـــــع عــــــشـــــر
لم يكن الصمت وحده هو راحة للنفوس ، بينما كان راحة لقلوب أنهكها الزمن بذكريات لا تُنسي ، ولكن عندما تدق القلوب ثانية يصبح للصمت صراعاً بين لغات العيون وشوق القلوب ....
كانت نسمات الهواء العليله كرائحة الياسمين ، وكأن للشوق مذاقاً اخراً ، ليبطئ من سرعة سيارته حتي تقف فيخرج منها ويسير نحو ذلك الفاصل الحديدي الذي يفصله عن مياه النيل التي صبغت باللون الازرق القاتم من شدة الظلام ولكن كان للقمر ضوءً ساطعاا يتسلط علي جزءً كبيراً منه فيتأمل كل ماحوله وكأنه يتأمل حياته التي أعلنت تمردهاا عليه لتختارها هي وحدها عن دونهم .....
اما أعينها هي فكانت تتابعه ، لتلمع عينيها ببريقاً لم تعلم سببه بعد ... حتي تظل تتأمل كل شئ فيه بدون أن تشعر ،فتزداد نسمات ذلك الهواء المنعش حتي تتمرد خصلات شعره الناعمه وبذلته الانيقه معها.... ويصبح قلبها وحده هو من يتبعه ..... فتخرج من السياره وتسير بخطوات بطيئه لتقف خلفه قائله : المكان هنا جميل اوي ، بيفكرني بالبحيره والنخيل الي في البلد
فيلتف فارس إليها قائلا بتنهد : الظلام ليه سحر خاص ، بيفضل يجذبنا ليه لحد ما نتوه جواه
فتقول هنا بعمق : علي فكره انا شوفتك يوم ما كنت عند البحيره ، لما الرياح كانت بدأت تزيد
لينظر فارس في عينيها بعمق : كان اول لقاء بينا ، مع انه كان في وسط الظلام ، بس كأن الظلام كان بيشق طريقه لرحله تانيه
فتتطلع اليه هنا بدون فهم .... حتي يضحك هو قائلا : باباكي الله يرحمه كان مهندس زراعي ناجح صح ، ليه أبحاث كتير في الهندسه الوراثيه
فتبتسم من بين حنينها وشوقها لوالديها قائله : كان أجمل وأحن أب ، وحشوني اووي
لينظر إليها فارس قائلاً : عيشتوا في ألمانيا قد أيه
فتتنهد هنا قائله : لحد ما كان عندي 12 سنه !!
فارس بتنهد : أنتي ليكي أمانه عندي ، بس لازم الأول تقابلي صديق باباكي عشان يقدر ينقلك فلوسك
لتتطلع اليه هنا قائله : فلوس أيه ؟؟
ليلتف فارس ثانية .. حتي يتأمل امواج المياه الهادئه : في بحث لوالدك ، أتطبقت نظرياته في الهندسه الوراثيه ، والدك كان عارض المشروع ده بس للأسف أنتي عارفه ، ان في دولتنا لازم الأحلام تموت ، فيتنهد قليلا ليقول : كان في صديق لوالدك عارف بموضوع البحث وحاول يطبقه بره البلد بماله الخاص ، ولما المشروع نجح دور علي والدك عشان ياخد نسبه من نجاحه لان ده حقه ... بس للأسف اكتشف انه مات ومعرفش يوصل لحد من اهله فسافر تاني بس من قريب لقيته بيكلمني بعد ماعرف بمكان وجودك لما سافر البلد ودور عليكي عند عمك، وطلب أنه يقابلني ....
فتتطلع اليه هنا قائله : انا مش فاهمه حاجه
فيبتسم فارس علي عفويتها حتي يقول مازحا : ومن امتا ياطفلتي الصغيره بتفهمي ...
لتنظر اليه بأعين غاضبه فتقول : بطل تقولي طفله ديه تاني
حتي يتطلع اليها هو متفحصا أيهاا ، فتتطلع الي نظراته .. ليقول هو : مش شايف قدامي غير طفله بصراحه
وبدون أن تشعر وجدت نفسها تضرب بيدها علي صدره بخفه .. حتي يمسك هو بقبضه يديها متأملاً أيهاا للحظات غارقاً معها بين بحور عينيهاا فيميل بجانب أذنيهاا قائلاً: لاء وكمان قطه بتخربش !!
اما هي فكانت سارحه مع رائحة عطره الفواحه ، وقربها منه بذلك الحد ... لتبتعد عنه سريعاا وهي تلوم نفسهاا علي فعلتها التي أدت الي قربهم لذلك الحد قائله بتعلثم : أنا عايزه أروح
ليضحك فارس عليهاا قائلاً بحنان : هنا
فتلتف إليها بعد أن أعطته ظهرهاا خجلا مما حدث : نعم ...
فيتنهد هو قائلا ً بدعابه لم تعدها من قبل منه ... ولكن دعابته هذه كنت من أجل تغير مجري حديثه الذي كان سيؤدي الي لحظة جنون فيعترف لها بحبه فيقول : بجرب أسمك بس ، إلي بيتكون من تالت حروف ده !!
فتضحك علي دعابته قائله بطفوله : ما أنت أسمك كمان حروفه اربعه بس ...
فيبتسم فارس قائلا : ده أنتي بتردهالي بقي، أنا في أسمي حرف زياده علي فكره !!
فتضحك هنا ثانيه وهي لا تعلم بأن قلبه يخفق بجنون كلما سمع صوت ضحكاته الهادئه .... فيتنهد فارس قائلا : الوقت أتأخر
حتي يسيروا سوياً نحو السياره فتركب بجانبه ... لتضغط هي بأصبعها بدون قصد علي راديو السياره..... فيسرح هو مع كلمات تلك الغنوه
أه لو تعرف
يا حبيب قلبي
و إنت معايا بحس بإيه
خلي شوية لبكرة يا قلبي
الحب دة مقدرش عليه
:: ::
بص في قلبي
يا عيون قلبي
شوف كام حاجة بتتمناك
فرحة و شوق و أماني كبيرة
و ليالي حب بتستناك
بحبك حب خلاني بخاف
من فرحتي جانبك
يشوفها حد يحسدها و يحسدني
على حبك
فيلتف بيعناه ، فيتأملهاا وكأنه يريد أن يقول لها : ماذا فعلتي بي ، كيف جعلتي قلبي يخفق ثانية بعدما نزعته ، ومزقته كي لا أصبح ضيعفاً تحت رحمته
فتلاحظ هي نظراته اليهاا فتشيح بوجهها سريعاً ... حتي يقف بسيارته ناظراً له فيقول : متشكر اووي ياهنا انك قبلتي دعوتي وجيتي معايا !
فتبتسم له قائله : كانت حفله جميله خالص ، وكمان أنا الي متشكره عشان خلتني اتعرف علي عمو كمال العسل
فينظر اليها بضيق قائلا بداخله ضحك وهزار معاه هناك وكمان عسل .... ثم نظر لهاا ليقول : أنزلي ياهناا ، عشان تتفضلي تطلعي علي اوضتك وتنامي
لتخرج من السياره ، وهي سعيده بما حدث ،فالأول مره يعاملها بهذا اللطف ولا تعرف سببه حتي انهاا لم تفكر للحظه لماذا ذلك التغير كله ... فتصعد الي غرفتها هابطه بجسدهاا علي سريرها وهي تعيد في ذهنها أحداث ذلك اليوم ليصبح محفورا بذاكرتهاا .... حتي تغفو وهي علي وجهها علامات السعاده
....................................
اما هو ظل يجول في غرفة مكتبه ذهابا وأيابا .. حتي تعب من فعلته هذه فجلس علي أحد الأرئك ببتسامة حالمه وهو يتذكر لمسة يدهاا علي صدره ، وبسمتهاا الخجوله وصوت ضحكاتها .... فيسرح بكل شئ فيهاا وقبل أن يتخيل شئ أخر وجد نفسه يفك رابطه عنقه وهو يتنهد بصعوبه من تلك الأوهام التي طرأت علي حياته وأصبح الهروب منها صعباا ....
.................................................. ...............
وعندما وقفت أمامه ، كانت نظراته الهاربه تجول في كل ركن داخل شقتهم السريه ، حتي لا تقع عليها ... لتزداد هي في القرب منه حتي تقول بشوق : كنت متأكده ، انك هتيجي ياحسام ، عشان وحشتك صح
ليبتعد عنها حسام ويشيح بوجهه بعيدا... حتي تزيد هي في القرب منه قائله : انا موحشتكش ولا ايه ياحبيبي .. فترفع بقدميهاا قليلا لتقترب من شفتيه فتقبله
حسام بضيق : نسرين ، أنا مش فاضيلك سامعه ، قولي عايزه أيه عشان أمشي
لتضع نسرين بيديها حول عنقه قائله : عايزاك ياحسام ، ولا أنا خلاص مبقتش اوحشك ... فتسيل دموعهاا المزيفه قائله بتنهد وهي تنظر الي ما ترتديه له : شايف انا عامله في نفسي أيه ومستنياك عشان نسهر ونتعشي سوا ، وانت جاي تقولي عايزه أيه ، انت أتغيرت اوي ياحسام
فيلتف اليها حسام ... حتي يجدها تسير من أمامه الي غرفتهما بدموعهاا التي تعلم بأنها ستجعله يرضيها ، فهي تعلم تماما بأن سلاح المرأه علي الرجل أنوثتها ودموعهاا
فيجلس حسام بضيق علي أحد علي الأرائك ... وما من لحظات كان يقف بعدما أطفئ نيران سيجارته .. فيتبعها الي داخل غرفتهم قائلاً : يلا غيري هدومك ديه عشان اوصلك في طريقي !!
فتقف أمامه نسرين لتقترب من أذنيه فتبثه كلمات شوقها ..... لتأتي صورة هنا امامه .. ولكن قد اختفت تلك الصوره سريعاً بعد تأثير نسرين القوي عليه ... ليعانقها بقوه حتي تفكك بأيديها ازرار قميصه وهي تقبله ... ويسير ما يسير بينهم !!!!!!!
.................................................. ........
وبعدما بدء صوت الطلبه يعلو بسبب انتهاء تلك السنه الدراسيه ... كان هو قد بدء يجمع اوراقه حتي يغادر ولكنه تذكر تلك الفتاه ليتطلع امامه قائلا بعدما حاول ان يتذكر اسمها : انسه ريهام عايزك في مكتبي لو سامحتي
فتتطلع اليه ريهام بعدما جاهدت عيناها وقلبها كثيرا كي لا تتطلع اليه فقد اتخذت قرارها بأن تزيل حبه هذا من قلبها او تظل العشيقه المتيمه المجهوله ...
لتتطلع اليها سميه قائله : ياتري دكتور فارس عايزك في ايه ... ثم تتابع بالنظر اليها باسمه : بس احلويتي يابت النهارده مش زي من كام يوم كنتي شبه البت نسرين ...
فتضحك ريهام قائله : طيب ابعدي بقي عن طريقي ياختي ، لأحسن اتأخر علي دكتور فارس
فتنظر اليها سميه بنظرات ذات مغزي ... حتي تقول ريهام : بلاش النظره ديه ، انتي عارفه اني بحاول انسي كل الي فات واعيش حياتي ويمكن في يوم الاقي الانسان الي انسي معاه كل حاجه واكتشف اني فعلاا كنت في وهم
فتبتسم اليها سميه قائله بمرحها المعتاد : طب اذهب بقي يا فليسوف ارسطو الي حيثُ مقصدك !!
لتضحك ريهام قائله : انا هروح بسرعه وأرجع الاقيكي انتي وهنا في الكافتريا ، وطلبين 3 نسكافي ماشي ياسمسم !!
سميه بدعابه : ماشي ياعيون وقلب سمسم انتي
فتسير ريهام بخطوات سريعاً كي تلحق به ...وبعد دقائق معدوده وقفت امام غرفة مكتبه وهي تتمتم بداخلها : هو انا قلبي ليه بيدق كده ... وبدون ان تشعربدأت تطرق باب مكتبه بخطوات ضعيفه ... فتسمع صوته وهو يقول : اتفضل !!
فتدخل الي غرفة مكتبه .. وتقف امامه بأرتباك قد لاحظه هو .. ليقول : اولا انا اسف علي معاملتي بتاعت المره الي فاتت ، وثانية انا بحيكي علي مجهودك في المشروع لانك تستحقي ده بجد ....
فتتطلع اليه ريهام بتعجب قائله بداخلها وهي تحدث قلبها : هتضعف تاني ليه الله يخليكي ، انا ما صدقت ابدء اول خطوه صح
فينظر اليها فارس قائلا : بس في شوية غلطات لازم تاخدي بالك منها عشان تقدري تكوني مهندسه ناجحه
ريهام بهدوء : حاضر !!
لينظر اليها فارس قائلا : مش عايزه تعرفي غلطاتك ولا ايه يابشمهندسه
لتتطلع اليه ريهام وبصوت يكاد يكون مسموعا : الي تشوفه يا دكتور
.................................................. ............
وبعد ساعه من تأخير ريهام ، كانت هنا تنظر الي ساعتها موجها حديثها لسميه : هي البت ديه اتأخرت كده ليه
فتبتسم اليها سميه قائله : اكيد بتاخد شويه تهزيئات علي شوية ملاحظات من دكتور فارس .. ربنا معاكي ياريهام ياحببتي شكلك اتسلختي
لتضحك هنا بشده حتي تدمع عيناه قائله : يخربيتك ياسميه ، انتي بجد فظيعه
سميه بدعابه : بتخريبي بيتي دلوقتي ليه يامصيبه ، هو اصلا لسا بقي عندي بيت ، امتاا بقي ؟؟
لتتطلع اليها هنا قائله بمرح : اومال انتي عايشه فين ياختي ، في الشارع يعني!!
فتضحك سميه علي سذاجة صديقتها قائله : ياهابله قصدي عيش الزوجيه يعني وكده افهمي
هنا بضحك : يامستعجله انتي علي الهم يافوزيه
سميه بضيق : قومي ياهنا ، نروح للمصيبه التانيه ديه نشوفها اتأخرت ليه ... عشان انا قربت يجيلي جلطه منكم انتوا الاتنين
لتضحك هنا ثانية .. وقبل ان تزداد ضحكاتها .. كانت سميه تضربها بأحد كتبها قائله بضيق : بس كفايه انتي ما بتصدقي
لتنظر اليها هنا قائله : خلاص انا هسكت اه ، لأحسن كده عيب ومنظري بقي وحش .. في بنت محترمه ياسميه بتضحك كده مش عيب
لتنظر اليها سميه بنصف عين قائله : الكلام ده بقي متوجه لمين ...
هنا بضحك : انا بقول نبطل لكاعه ونروح نشوف ريهام ،عشان عيب كده ،ان آنسات محترمات زينا يمشوا الماشيه ديه .. عيب بجد ياسميه
فتضحك سميه قائله : شكل النسكافي اثرعليكي !!
هنا بتمايل : تصدقي صح .. ده انا حتي حاسه اني سكرت
فيضحكوا ثانية علي مزاحهم حتي يصلوا الي غرفة مكتبه ، فيقفوا الاثنان للحظات وقبل ان يتحدثوا بشئ ، كانت ريهام تقف امامهم قائله : بتعملوا ايه هنا
هنا/وسميه : كنا بنفكر مين الي هيخبط الاول
ريهام بدعابه : لاء ياراجل ، امشوا قدامي امشوا
سميه : انتي اتأخرتي كده ليه ، شكلك متهزئتيش ، مافيش دموع صح ياهنا
لتنظر هنا الي ريهام قائله : اه تصدقي صح ياسميه ، انا مش شايفه ولا دمعه حتي
ليضحكوا ثلاث فتيات في لحظه واحده ..... حتي يضعوا بأيديهم علي أفواهم في خجل عندما رئوه يخرج من مكتبه
فارس بأبتسامه لم يعهدوها من قبل : انتوا طلعتوا تعرفوا بعض
لتنظر اليه هنا بخجل ... حتي يقول هو : موافقين ان شاء الله
فتظل اعين ريهام عليه قليلا ً ، اما هنا فكانت تتذكر ليلة امس وبدون ان تشعر وجدت نفسها تبتسم ... لتتأملهم سميه قائله : هنفضل واقفين هنا كتير ، يلا ياحببتي منك ليهاا ورانا حاجات مهمه ، وانتي يامبتسمه هانم ، مش المفروض تروحي تدريبك
فتنظر هنا الي ساعتها قائله بصدمه : انا اتأخرت اووي ، والمفروض النهارده الاجتماع الي هنجتمع بيه مع مدير الشركه ..
فتضحك سميه علي خوفها قائله : مبروك عليكي التهزئي او الرفد ...
فتسير هنا بخطوات سريعه من امامهم ... حتي تجد نفسهاا قد ارتطمت بأحد الاركان ، فتتطلع الي ريهام وسميه فتجدهم يضحكون عليها ، فتضع بيدها علي وجها لتجد قطرات الدماء ، تسقط مع علي أحد حاجبيهاا
فتقترب منها ريهام قائله بقلق : انتي كويسه ياهنا
هنا بألم وهي تمسح قطرات الدماء : متقلقوش ياجماعه ، ديه خبطه واحد اعمي بسيطه يعني
فتضحك سميه قائله : انا قولت بعد الضحك الي ضحكنا ده كان لازم تحصل حاجه
فتبتسم هنا قائله : انا لازم ألحق اروح الشركه ، يلا سلام !!
وتذهب من امامهم ... حتي تخرج من ذلك المبني فتسمع صوت احدهما ينده عليها قائلاً من داخل سيارته بضيق : تعالي ياهنا اوصلك ، عارف ان عندك تدريب النهارده في الشركه ...
لتتطلع اليه هنا قليلا ... وقبل ان تعترض ، نظرت الي ساعتها ، فوجدت بأنها لابد ان توافق علي عرضه ...
فارس بضيق : هنا انا مش فاضي يلا اركبي ، لان عم حسن مش هيجي ياخدك النهارده لانه مسافر عند بنته في البلد ...
فأنصاعت هنا لطلبه وركبت معه ، ليلتف اليها فارس قائلا : عجبك العطله ديه يعني ... ثم انطلق بسيارته كي يغادر الحرم الجامعي
وبعد دقائق من الصمت بينهم ، وشرودهاا المعتاد من خلف زجاج السياره ، اشاح فارس بوجهه قليلا كي يتأملها ، فوجدها شارده بحركتها الطفوليه ولكن فجأه قد اتسعت عيناه عندما لمح ذلك المنديل الذي تمسكه بيدها وعليه بعض قطرات الدماء !!
فارس بقلق بعدما اوقف سيارته جانباً : ايه الدم الي في المنديل ده !!
وبدون ان تلتف اليه قالت : عادي مافيش حاجه ، مجرد خبطه بسيطه من غير قصدي
فيمسك بوجهها فيقربها اليه ... حتي تبتعد هي عنه ليقول : اسف مكنش قصدي .. ثم يتطلع الي تلك الخبطه البسيطه قائلاً بخوف : تحبي اوديكي للدكتور ياهنا
هنا بأبتسامه : ديه خبطه بسيطه علي فكره ، مش مستهله ، ثم بدأت تقص عليه سببها
ليكمل هو طريقه ، وهو يضحك عليها قائلا : اكيد كان منظرك يفطس من الضحك ، فاكرتيني بنفسي وانا صغير ، مش وانا كبير يعني
لتنظر اليه هنا بضيق : عادي يابشمهندس مبيتخبطش غير الشاطر علي فكره
فيبتسم اليها فارس قائلا :عندك حق يا حبـــــ..... وكاد ان ينطقهاا لأول مره ، ولكن عقله قد ألجم لسانه ليقول : ياطفله !!
فتنظر اليه دون ان تتحدث حتي تقول : أنا أتأخرت اووي
فينظر اليها فارس بضيق : احنا وصلنا خلاص علي فكره ، هبقي ابعتلك سواق من الشركه ياخدك ...
فتبتسم اليه هنا قائله : مافيش داعي انا ممكن اخد تاكسي علي فكره
فارس بضيق : اتفضلي يلا ، عشان متتأخريش وانا متعطلش اكتر من كده
لتنظر اليها هي بحنق ، فكلما صارت الامور بينهم علي ما يرام ... كانت احد كلماته كفيله بأن تزعجهاا
فتهبط من سيارته ، ليتابعها هو بنظرات عيناه حتي تختفي من امامه ليقول هو بتنهد : لو تعرفي ببقي فرحان قد ايه وانتي قريبه كده مني ، نفسي اخبيكي جوايا وتبقي ليا انا وبس
ورغما عنه وجد نفسه يبتسم علي حالته تلك فيقول : بقيت مراهق شكلك يافارس ....
.................................................. .................
وبعيداً عن هنا ..... وبالعاصمه السويسريه بمدينة بيرن تحديداً ، كانت تجلس امال والأبتسامه ظاهره علي محياها ، لتقول نيره : مالك ياعمتو ما تفرحيني معاكي
لتنظر إليها امال قائله : اصل حلمت حلم حلو اوي امبارح لفارس ، ونفسي يتحقق
نيره بألحاح : طيب ما تقوليهولي ياعمتو ، عشان افرح انا كمان
امال : بس يابنت اقولهولك ليه ، الاحلام لما بتتقال مبتتحققش
نيره بضحك : بقي امال هانم بقيت بتأمن بالخرفات ديه ، اتغيرتي فعلا ياعمتو ... قولي بقي ياعمتو
امال ضاحكه : فعلا مش هتتغيري يالحوحه !!
فيقترب منهم يوسف بعدما عاد من الخارج : مساء الخير ياجماعه !!
لتتطلع اليه نيره بزعل : مساء النور يايوسف
فتنظر اليهم امال قائله : انا طالعه اوضتي ياولاد ارتاح شويه
لتنظر اليها نيره قائله : ليه ياعمتو .. متخليكي قاعده معانا ، الفيلم الي بتحبيه خلاص هيبدء
لتبتسم لها امال قائله : اتفرجي انتي ويوسف عليه ، اما انا هطلع ارتاح شويه
فتذهب امال ، ويقترب يوسف من زوجته قائلاً : هتفضلي زعلانه مني كده
ظلت تحدق به نيره طويلا .. حتي اشاحت بوجهها دون ان تتحدث
ليتنهد يوسف قائلاً : عارف اني مقصر معاكي ومبقتش مهتم بيكي ، بس اعمل ايه الشغل يانيره
نيره بدموع : كل حاجه الشغل الشغل ياسيادة السفير ، انا سيبت اهلي وصحابي واتغربت وجيت أعيش معاك هنا ، بين اربع حيطان ، قولي انا بشوفك كام ساعه في اليوم ، استني افتكر كده ثم تابعت حديثها بتهكم : اه افتكرت وقت النوم بس ... انا تعبت يايوسف ولولا عمتو هنا كنت موت من الوحده ومن اهمالك ليا
ليقربها يوسف اليه فيحتضنها قائلا بحب : بكره ابننا او بنتنا تيجي وتنشغلي عني ، وانا الي بعد كده هشتكيلك من نفسك ، وكمان ايه الي جاب سيرة الموت بقي ، بعد الشر عنك ياحببتي ان شاءلله انا
لتضع بيدها علي فمه قائلا : متقولش كده يايوسف
يوسف بحب وهو يمسح اثر دموعها : اوعي تعيطي تاني ، واوعدك اني هحاول أوفر كل وقتي عشان ابقي جنبك ..
فتبتسم نيره قائله : وعد!
يوسف بحب وهو يقبل يديها: وعد ياحبيبت قلب يوسف
وبمجرد ان ارضاها بتلك الكلمات ذاب الجليد بينهم ، ليظل الحب كما هو الحب ... !!
.................................................. ............
وقف امامها وهو يتابعها بنظرات عيناه الثاقبه ليقول : ممكن اعرف اتأخرتي ليه علي الاجتماع الي كنت عامله ليكوا انتي وزمايلك .. وبسببك لغيته
لترفع هنا بوجهها قائله : اسفه يافندم مش هتتكرر تاني
ليتنهد حسام بغضب فيقول : مبحبش انا الاستهتار ده سامعه يا انسه ، ومش معني اني اعرفك معرفه شخصيه يبقي خلاص
فتتطلع اليه هنا قائله : لو حضرتك عايز تلغي تدريبي ، فأكيد انا مش هخلي المعرفه الي بينا تتوسطلي عندك في الموضوع!!
لينظر اليها حسام قائلاً : فارس كان بيوصلك ليه ...
لتتلاقي عيناها معه ، وتظل الاجابه علي سؤاله هي .......
يتبع
لم يكن الصمت وحده هو راحة للنفوس ، بينما كان راحة لقلوب أنهكها الزمن بذكريات لا تُنسي ، ولكن عندما تدق القلوب ثانية يصبح للصمت صراعاً بين لغات العيون وشوق القلوب ....
كانت نسمات الهواء العليله كرائحة الياسمين ، وكأن للشوق مذاقاً اخراً ، ليبطئ من سرعة سيارته حتي تقف فيخرج منها ويسير نحو ذلك الفاصل الحديدي الذي يفصله عن مياه النيل التي صبغت باللون الازرق القاتم من شدة الظلام ولكن كان للقمر ضوءً ساطعاا يتسلط علي جزءً كبيراً منه فيتأمل كل ماحوله وكأنه يتأمل حياته التي أعلنت تمردهاا عليه لتختارها هي وحدها عن دونهم .....
اما أعينها هي فكانت تتابعه ، لتلمع عينيها ببريقاً لم تعلم سببه بعد ... حتي تظل تتأمل كل شئ فيه بدون أن تشعر ،فتزداد نسمات ذلك الهواء المنعش حتي تتمرد خصلات شعره الناعمه وبذلته الانيقه معها.... ويصبح قلبها وحده هو من يتبعه ..... فتخرج من السياره وتسير بخطوات بطيئه لتقف خلفه قائله : المكان هنا جميل اوي ، بيفكرني بالبحيره والنخيل الي في البلد
فيلتف فارس إليها قائلا بتنهد : الظلام ليه سحر خاص ، بيفضل يجذبنا ليه لحد ما نتوه جواه
فتقول هنا بعمق : علي فكره انا شوفتك يوم ما كنت عند البحيره ، لما الرياح كانت بدأت تزيد
لينظر فارس في عينيها بعمق : كان اول لقاء بينا ، مع انه كان في وسط الظلام ، بس كأن الظلام كان بيشق طريقه لرحله تانيه
فتتطلع اليه هنا بدون فهم .... حتي يضحك هو قائلا : باباكي الله يرحمه كان مهندس زراعي ناجح صح ، ليه أبحاث كتير في الهندسه الوراثيه
فتبتسم من بين حنينها وشوقها لوالديها قائله : كان أجمل وأحن أب ، وحشوني اووي
لينظر إليها فارس قائلاً : عيشتوا في ألمانيا قد أيه
فتتنهد هنا قائله : لحد ما كان عندي 12 سنه !!
فارس بتنهد : أنتي ليكي أمانه عندي ، بس لازم الأول تقابلي صديق باباكي عشان يقدر ينقلك فلوسك
لتتطلع اليه هنا قائله : فلوس أيه ؟؟
ليلتف فارس ثانية .. حتي يتأمل امواج المياه الهادئه : في بحث لوالدك ، أتطبقت نظرياته في الهندسه الوراثيه ، والدك كان عارض المشروع ده بس للأسف أنتي عارفه ، ان في دولتنا لازم الأحلام تموت ، فيتنهد قليلا ليقول : كان في صديق لوالدك عارف بموضوع البحث وحاول يطبقه بره البلد بماله الخاص ، ولما المشروع نجح دور علي والدك عشان ياخد نسبه من نجاحه لان ده حقه ... بس للأسف اكتشف انه مات ومعرفش يوصل لحد من اهله فسافر تاني بس من قريب لقيته بيكلمني بعد ماعرف بمكان وجودك لما سافر البلد ودور عليكي عند عمك، وطلب أنه يقابلني ....
فتتطلع اليه هنا قائله : انا مش فاهمه حاجه
فيبتسم فارس علي عفويتها حتي يقول مازحا : ومن امتا ياطفلتي الصغيره بتفهمي ...
لتنظر اليه بأعين غاضبه فتقول : بطل تقولي طفله ديه تاني
حتي يتطلع اليها هو متفحصا أيهاا ، فتتطلع الي نظراته .. ليقول هو : مش شايف قدامي غير طفله بصراحه
وبدون أن تشعر وجدت نفسها تضرب بيدها علي صدره بخفه .. حتي يمسك هو بقبضه يديها متأملاً أيهاا للحظات غارقاً معها بين بحور عينيهاا فيميل بجانب أذنيهاا قائلاً: لاء وكمان قطه بتخربش !!
اما هي فكانت سارحه مع رائحة عطره الفواحه ، وقربها منه بذلك الحد ... لتبتعد عنه سريعاا وهي تلوم نفسهاا علي فعلتها التي أدت الي قربهم لذلك الحد قائله بتعلثم : أنا عايزه أروح
ليضحك فارس عليهاا قائلاً بحنان : هنا
فتلتف إليها بعد أن أعطته ظهرهاا خجلا مما حدث : نعم ...
فيتنهد هو قائلا ً بدعابه لم تعدها من قبل منه ... ولكن دعابته هذه كنت من أجل تغير مجري حديثه الذي كان سيؤدي الي لحظة جنون فيعترف لها بحبه فيقول : بجرب أسمك بس ، إلي بيتكون من تالت حروف ده !!
فتضحك علي دعابته قائله بطفوله : ما أنت أسمك كمان حروفه اربعه بس ...
فيبتسم فارس قائلا : ده أنتي بتردهالي بقي، أنا في أسمي حرف زياده علي فكره !!
فتضحك هنا ثانيه وهي لا تعلم بأن قلبه يخفق بجنون كلما سمع صوت ضحكاته الهادئه .... فيتنهد فارس قائلا : الوقت أتأخر
حتي يسيروا سوياً نحو السياره فتركب بجانبه ... لتضغط هي بأصبعها بدون قصد علي راديو السياره..... فيسرح هو مع كلمات تلك الغنوه
أه لو تعرف
يا حبيب قلبي
و إنت معايا بحس بإيه
خلي شوية لبكرة يا قلبي
الحب دة مقدرش عليه
:: ::
بص في قلبي
يا عيون قلبي
شوف كام حاجة بتتمناك
فرحة و شوق و أماني كبيرة
و ليالي حب بتستناك
بحبك حب خلاني بخاف
من فرحتي جانبك
يشوفها حد يحسدها و يحسدني
على حبك
فيلتف بيعناه ، فيتأملهاا وكأنه يريد أن يقول لها : ماذا فعلتي بي ، كيف جعلتي قلبي يخفق ثانية بعدما نزعته ، ومزقته كي لا أصبح ضيعفاً تحت رحمته
فتلاحظ هي نظراته اليهاا فتشيح بوجهها سريعاً ... حتي يقف بسيارته ناظراً له فيقول : متشكر اووي ياهنا انك قبلتي دعوتي وجيتي معايا !
فتبتسم له قائله : كانت حفله جميله خالص ، وكمان أنا الي متشكره عشان خلتني اتعرف علي عمو كمال العسل
فينظر اليها بضيق قائلا بداخله ضحك وهزار معاه هناك وكمان عسل .... ثم نظر لهاا ليقول : أنزلي ياهناا ، عشان تتفضلي تطلعي علي اوضتك وتنامي
لتخرج من السياره ، وهي سعيده بما حدث ،فالأول مره يعاملها بهذا اللطف ولا تعرف سببه حتي انهاا لم تفكر للحظه لماذا ذلك التغير كله ... فتصعد الي غرفتها هابطه بجسدهاا علي سريرها وهي تعيد في ذهنها أحداث ذلك اليوم ليصبح محفورا بذاكرتهاا .... حتي تغفو وهي علي وجهها علامات السعاده
....................................
اما هو ظل يجول في غرفة مكتبه ذهابا وأيابا .. حتي تعب من فعلته هذه فجلس علي أحد الأرئك ببتسامة حالمه وهو يتذكر لمسة يدهاا علي صدره ، وبسمتهاا الخجوله وصوت ضحكاتها .... فيسرح بكل شئ فيهاا وقبل أن يتخيل شئ أخر وجد نفسه يفك رابطه عنقه وهو يتنهد بصعوبه من تلك الأوهام التي طرأت علي حياته وأصبح الهروب منها صعباا ....
.................................................. ...............
وعندما وقفت أمامه ، كانت نظراته الهاربه تجول في كل ركن داخل شقتهم السريه ، حتي لا تقع عليها ... لتزداد هي في القرب منه حتي تقول بشوق : كنت متأكده ، انك هتيجي ياحسام ، عشان وحشتك صح
ليبتعد عنها حسام ويشيح بوجهه بعيدا... حتي تزيد هي في القرب منه قائله : انا موحشتكش ولا ايه ياحبيبي .. فترفع بقدميهاا قليلا لتقترب من شفتيه فتقبله
حسام بضيق : نسرين ، أنا مش فاضيلك سامعه ، قولي عايزه أيه عشان أمشي
لتضع نسرين بيديها حول عنقه قائله : عايزاك ياحسام ، ولا أنا خلاص مبقتش اوحشك ... فتسيل دموعهاا المزيفه قائله بتنهد وهي تنظر الي ما ترتديه له : شايف انا عامله في نفسي أيه ومستنياك عشان نسهر ونتعشي سوا ، وانت جاي تقولي عايزه أيه ، انت أتغيرت اوي ياحسام
فيلتف اليها حسام ... حتي يجدها تسير من أمامه الي غرفتهما بدموعهاا التي تعلم بأنها ستجعله يرضيها ، فهي تعلم تماما بأن سلاح المرأه علي الرجل أنوثتها ودموعهاا
فيجلس حسام بضيق علي أحد علي الأرائك ... وما من لحظات كان يقف بعدما أطفئ نيران سيجارته .. فيتبعها الي داخل غرفتهم قائلاً : يلا غيري هدومك ديه عشان اوصلك في طريقي !!
فتقف أمامه نسرين لتقترب من أذنيه فتبثه كلمات شوقها ..... لتأتي صورة هنا امامه .. ولكن قد اختفت تلك الصوره سريعاً بعد تأثير نسرين القوي عليه ... ليعانقها بقوه حتي تفكك بأيديها ازرار قميصه وهي تقبله ... ويسير ما يسير بينهم !!!!!!!
.................................................. ........
وبعدما بدء صوت الطلبه يعلو بسبب انتهاء تلك السنه الدراسيه ... كان هو قد بدء يجمع اوراقه حتي يغادر ولكنه تذكر تلك الفتاه ليتطلع امامه قائلا بعدما حاول ان يتذكر اسمها : انسه ريهام عايزك في مكتبي لو سامحتي
فتتطلع اليه ريهام بعدما جاهدت عيناها وقلبها كثيرا كي لا تتطلع اليه فقد اتخذت قرارها بأن تزيل حبه هذا من قلبها او تظل العشيقه المتيمه المجهوله ...
لتتطلع اليها سميه قائله : ياتري دكتور فارس عايزك في ايه ... ثم تتابع بالنظر اليها باسمه : بس احلويتي يابت النهارده مش زي من كام يوم كنتي شبه البت نسرين ...
فتضحك ريهام قائله : طيب ابعدي بقي عن طريقي ياختي ، لأحسن اتأخر علي دكتور فارس
فتنظر اليها سميه بنظرات ذات مغزي ... حتي تقول ريهام : بلاش النظره ديه ، انتي عارفه اني بحاول انسي كل الي فات واعيش حياتي ويمكن في يوم الاقي الانسان الي انسي معاه كل حاجه واكتشف اني فعلاا كنت في وهم
فتبتسم اليها سميه قائله بمرحها المعتاد : طب اذهب بقي يا فليسوف ارسطو الي حيثُ مقصدك !!
لتضحك ريهام قائله : انا هروح بسرعه وأرجع الاقيكي انتي وهنا في الكافتريا ، وطلبين 3 نسكافي ماشي ياسمسم !!
سميه بدعابه : ماشي ياعيون وقلب سمسم انتي
فتسير ريهام بخطوات سريعاً كي تلحق به ...وبعد دقائق معدوده وقفت امام غرفة مكتبه وهي تتمتم بداخلها : هو انا قلبي ليه بيدق كده ... وبدون ان تشعربدأت تطرق باب مكتبه بخطوات ضعيفه ... فتسمع صوته وهو يقول : اتفضل !!
فتدخل الي غرفة مكتبه .. وتقف امامه بأرتباك قد لاحظه هو .. ليقول : اولا انا اسف علي معاملتي بتاعت المره الي فاتت ، وثانية انا بحيكي علي مجهودك في المشروع لانك تستحقي ده بجد ....
فتتطلع اليه ريهام بتعجب قائله بداخلها وهي تحدث قلبها : هتضعف تاني ليه الله يخليكي ، انا ما صدقت ابدء اول خطوه صح
فينظر اليها فارس قائلا : بس في شوية غلطات لازم تاخدي بالك منها عشان تقدري تكوني مهندسه ناجحه
ريهام بهدوء : حاضر !!
لينظر اليها فارس قائلا : مش عايزه تعرفي غلطاتك ولا ايه يابشمهندسه
لتتطلع اليه ريهام وبصوت يكاد يكون مسموعا : الي تشوفه يا دكتور
.................................................. ............
وبعد ساعه من تأخير ريهام ، كانت هنا تنظر الي ساعتها موجها حديثها لسميه : هي البت ديه اتأخرت كده ليه
فتبتسم اليها سميه قائله : اكيد بتاخد شويه تهزيئات علي شوية ملاحظات من دكتور فارس .. ربنا معاكي ياريهام ياحببتي شكلك اتسلختي
لتضحك هنا بشده حتي تدمع عيناه قائله : يخربيتك ياسميه ، انتي بجد فظيعه
سميه بدعابه : بتخريبي بيتي دلوقتي ليه يامصيبه ، هو اصلا لسا بقي عندي بيت ، امتاا بقي ؟؟
لتتطلع اليها هنا قائله بمرح : اومال انتي عايشه فين ياختي ، في الشارع يعني!!
فتضحك سميه علي سذاجة صديقتها قائله : ياهابله قصدي عيش الزوجيه يعني وكده افهمي
هنا بضحك : يامستعجله انتي علي الهم يافوزيه
سميه بضيق : قومي ياهنا ، نروح للمصيبه التانيه ديه نشوفها اتأخرت ليه ... عشان انا قربت يجيلي جلطه منكم انتوا الاتنين
لتضحك هنا ثانية .. وقبل ان تزداد ضحكاتها .. كانت سميه تضربها بأحد كتبها قائله بضيق : بس كفايه انتي ما بتصدقي
لتنظر اليها هنا قائله : خلاص انا هسكت اه ، لأحسن كده عيب ومنظري بقي وحش .. في بنت محترمه ياسميه بتضحك كده مش عيب
لتنظر اليها سميه بنصف عين قائله : الكلام ده بقي متوجه لمين ...
هنا بضحك : انا بقول نبطل لكاعه ونروح نشوف ريهام ،عشان عيب كده ،ان آنسات محترمات زينا يمشوا الماشيه ديه .. عيب بجد ياسميه
فتضحك سميه قائله : شكل النسكافي اثرعليكي !!
هنا بتمايل : تصدقي صح .. ده انا حتي حاسه اني سكرت
فيضحكوا ثانية علي مزاحهم حتي يصلوا الي غرفة مكتبه ، فيقفوا الاثنان للحظات وقبل ان يتحدثوا بشئ ، كانت ريهام تقف امامهم قائله : بتعملوا ايه هنا
هنا/وسميه : كنا بنفكر مين الي هيخبط الاول
ريهام بدعابه : لاء ياراجل ، امشوا قدامي امشوا
سميه : انتي اتأخرتي كده ليه ، شكلك متهزئتيش ، مافيش دموع صح ياهنا
لتنظر هنا الي ريهام قائله : اه تصدقي صح ياسميه ، انا مش شايفه ولا دمعه حتي
ليضحكوا ثلاث فتيات في لحظه واحده ..... حتي يضعوا بأيديهم علي أفواهم في خجل عندما رئوه يخرج من مكتبه
فارس بأبتسامه لم يعهدوها من قبل : انتوا طلعتوا تعرفوا بعض
لتنظر اليه هنا بخجل ... حتي يقول هو : موافقين ان شاء الله
فتظل اعين ريهام عليه قليلا ً ، اما هنا فكانت تتذكر ليلة امس وبدون ان تشعر وجدت نفسها تبتسم ... لتتأملهم سميه قائله : هنفضل واقفين هنا كتير ، يلا ياحببتي منك ليهاا ورانا حاجات مهمه ، وانتي يامبتسمه هانم ، مش المفروض تروحي تدريبك
فتنظر هنا الي ساعتها قائله بصدمه : انا اتأخرت اووي ، والمفروض النهارده الاجتماع الي هنجتمع بيه مع مدير الشركه ..
فتضحك سميه علي خوفها قائله : مبروك عليكي التهزئي او الرفد ...
فتسير هنا بخطوات سريعه من امامهم ... حتي تجد نفسهاا قد ارتطمت بأحد الاركان ، فتتطلع الي ريهام وسميه فتجدهم يضحكون عليها ، فتضع بيدها علي وجها لتجد قطرات الدماء ، تسقط مع علي أحد حاجبيهاا
فتقترب منها ريهام قائله بقلق : انتي كويسه ياهنا
هنا بألم وهي تمسح قطرات الدماء : متقلقوش ياجماعه ، ديه خبطه واحد اعمي بسيطه يعني
فتضحك سميه قائله : انا قولت بعد الضحك الي ضحكنا ده كان لازم تحصل حاجه
فتبتسم هنا قائله : انا لازم ألحق اروح الشركه ، يلا سلام !!
وتذهب من امامهم ... حتي تخرج من ذلك المبني فتسمع صوت احدهما ينده عليها قائلاً من داخل سيارته بضيق : تعالي ياهنا اوصلك ، عارف ان عندك تدريب النهارده في الشركه ...
لتتطلع اليه هنا قليلا ... وقبل ان تعترض ، نظرت الي ساعتها ، فوجدت بأنها لابد ان توافق علي عرضه ...
فارس بضيق : هنا انا مش فاضي يلا اركبي ، لان عم حسن مش هيجي ياخدك النهارده لانه مسافر عند بنته في البلد ...
فأنصاعت هنا لطلبه وركبت معه ، ليلتف اليها فارس قائلا : عجبك العطله ديه يعني ... ثم انطلق بسيارته كي يغادر الحرم الجامعي
وبعد دقائق من الصمت بينهم ، وشرودهاا المعتاد من خلف زجاج السياره ، اشاح فارس بوجهه قليلا كي يتأملها ، فوجدها شارده بحركتها الطفوليه ولكن فجأه قد اتسعت عيناه عندما لمح ذلك المنديل الذي تمسكه بيدها وعليه بعض قطرات الدماء !!
فارس بقلق بعدما اوقف سيارته جانباً : ايه الدم الي في المنديل ده !!
وبدون ان تلتف اليه قالت : عادي مافيش حاجه ، مجرد خبطه بسيطه من غير قصدي
فيمسك بوجهها فيقربها اليه ... حتي تبتعد هي عنه ليقول : اسف مكنش قصدي .. ثم يتطلع الي تلك الخبطه البسيطه قائلاً بخوف : تحبي اوديكي للدكتور ياهنا
هنا بأبتسامه : ديه خبطه بسيطه علي فكره ، مش مستهله ، ثم بدأت تقص عليه سببها
ليكمل هو طريقه ، وهو يضحك عليها قائلا : اكيد كان منظرك يفطس من الضحك ، فاكرتيني بنفسي وانا صغير ، مش وانا كبير يعني
لتنظر اليه هنا بضيق : عادي يابشمهندس مبيتخبطش غير الشاطر علي فكره
فيبتسم اليها فارس قائلا :عندك حق يا حبـــــ..... وكاد ان ينطقهاا لأول مره ، ولكن عقله قد ألجم لسانه ليقول : ياطفله !!
فتنظر اليه دون ان تتحدث حتي تقول : أنا أتأخرت اووي
فينظر اليها فارس بضيق : احنا وصلنا خلاص علي فكره ، هبقي ابعتلك سواق من الشركه ياخدك ...
فتبتسم اليه هنا قائله : مافيش داعي انا ممكن اخد تاكسي علي فكره
فارس بضيق : اتفضلي يلا ، عشان متتأخريش وانا متعطلش اكتر من كده
لتنظر اليها هي بحنق ، فكلما صارت الامور بينهم علي ما يرام ... كانت احد كلماته كفيله بأن تزعجهاا
فتهبط من سيارته ، ليتابعها هو بنظرات عيناه حتي تختفي من امامه ليقول هو بتنهد : لو تعرفي ببقي فرحان قد ايه وانتي قريبه كده مني ، نفسي اخبيكي جوايا وتبقي ليا انا وبس
ورغما عنه وجد نفسه يبتسم علي حالته تلك فيقول : بقيت مراهق شكلك يافارس ....
.................................................. .................
وبعيداً عن هنا ..... وبالعاصمه السويسريه بمدينة بيرن تحديداً ، كانت تجلس امال والأبتسامه ظاهره علي محياها ، لتقول نيره : مالك ياعمتو ما تفرحيني معاكي
لتنظر إليها امال قائله : اصل حلمت حلم حلو اوي امبارح لفارس ، ونفسي يتحقق
نيره بألحاح : طيب ما تقوليهولي ياعمتو ، عشان افرح انا كمان
امال : بس يابنت اقولهولك ليه ، الاحلام لما بتتقال مبتتحققش
نيره بضحك : بقي امال هانم بقيت بتأمن بالخرفات ديه ، اتغيرتي فعلا ياعمتو ... قولي بقي ياعمتو
امال ضاحكه : فعلا مش هتتغيري يالحوحه !!
فيقترب منهم يوسف بعدما عاد من الخارج : مساء الخير ياجماعه !!
لتتطلع اليه نيره بزعل : مساء النور يايوسف
فتنظر اليهم امال قائله : انا طالعه اوضتي ياولاد ارتاح شويه
لتنظر اليها نيره قائله : ليه ياعمتو .. متخليكي قاعده معانا ، الفيلم الي بتحبيه خلاص هيبدء
لتبتسم لها امال قائله : اتفرجي انتي ويوسف عليه ، اما انا هطلع ارتاح شويه
فتذهب امال ، ويقترب يوسف من زوجته قائلاً : هتفضلي زعلانه مني كده
ظلت تحدق به نيره طويلا .. حتي اشاحت بوجهها دون ان تتحدث
ليتنهد يوسف قائلاً : عارف اني مقصر معاكي ومبقتش مهتم بيكي ، بس اعمل ايه الشغل يانيره
نيره بدموع : كل حاجه الشغل الشغل ياسيادة السفير ، انا سيبت اهلي وصحابي واتغربت وجيت أعيش معاك هنا ، بين اربع حيطان ، قولي انا بشوفك كام ساعه في اليوم ، استني افتكر كده ثم تابعت حديثها بتهكم : اه افتكرت وقت النوم بس ... انا تعبت يايوسف ولولا عمتو هنا كنت موت من الوحده ومن اهمالك ليا
ليقربها يوسف اليه فيحتضنها قائلا بحب : بكره ابننا او بنتنا تيجي وتنشغلي عني ، وانا الي بعد كده هشتكيلك من نفسك ، وكمان ايه الي جاب سيرة الموت بقي ، بعد الشر عنك ياحببتي ان شاءلله انا
لتضع بيدها علي فمه قائلا : متقولش كده يايوسف
يوسف بحب وهو يمسح اثر دموعها : اوعي تعيطي تاني ، واوعدك اني هحاول أوفر كل وقتي عشان ابقي جنبك ..
فتبتسم نيره قائله : وعد!
يوسف بحب وهو يقبل يديها: وعد ياحبيبت قلب يوسف
وبمجرد ان ارضاها بتلك الكلمات ذاب الجليد بينهم ، ليظل الحب كما هو الحب ... !!
.................................................. ............
وقف امامها وهو يتابعها بنظرات عيناه الثاقبه ليقول : ممكن اعرف اتأخرتي ليه علي الاجتماع الي كنت عامله ليكوا انتي وزمايلك .. وبسببك لغيته
لترفع هنا بوجهها قائله : اسفه يافندم مش هتتكرر تاني
ليتنهد حسام بغضب فيقول : مبحبش انا الاستهتار ده سامعه يا انسه ، ومش معني اني اعرفك معرفه شخصيه يبقي خلاص
فتتطلع اليه هنا قائله : لو حضرتك عايز تلغي تدريبي ، فأكيد انا مش هخلي المعرفه الي بينا تتوسطلي عندك في الموضوع!!
لينظر اليها حسام قائلاً : فارس كان بيوصلك ليه ...
لتتلاقي عيناها معه ، وتظل الاجابه علي سؤاله هي .......
يتبع