رواية مرسال كل حد الفصل الحادي عشر11 بقلم آيه السيد
سألها بنبرة فيها تأنيب ضمير: أنت لسه مضايقة مني؟ أنا حقيقي آسف.
سكتت ومردتيش، وقف التاكسي ولف ناحيتها: طب ممكن أعمل إيه علشان تقبلي اعتذاري
سكتت ومردتيش
لف وشه وريح راسه علي راس الكرسي واتنهد وسكن مكانه متحركش حتي مرسال مسألتوش أنت وقفت ليه او حتي طلبت منه انه يمشي كأنها استغلتها فرصة إنها تعيط أكتر، لحد ما "حد" سمعها بتعيط، لف وشه ولاقيها مخبية وشها وبتحاول تكتم العياط، مكنش عارف ليه قلبه حزين عليها كدا الموضوع كان أكبر من شعوره بالذنب ناحيتها، خرج من التاكسي وسند عند الباب الي كانت قاعدة ناحيته، مكنش عارف يعمل ايه علشان تهدي غير انه يسيبها تعيط يمكن ده يكون مريح لها أكتر، بعد نص ساعة من العياط، خبطت مرسال علي الازاز الي جمبها والي كان ساند عليه حد علشان يكون عندها فرصة اكبر تعيط براحتها، انتبه لها حد وسألها: خلصتي كدا؟
ابتسمت بوشها الي لونه اتحول للاحمرار من كتر العياط، ابتسم ابتسامة واسعة وقال: يا فرج الله أخيرا أسيادنا رضيوا علينا
هي مكنتش سامعه أوي لأن الازاز كان عامل عزل للصوت فمكنش باين اوي بس هي فهمته من حركة كلامه فابتسمت ابتسامة كشفت عن أسنانها وميلت راسها بتضحك، فتح الباب وقالها: بالمناسبة السعيدة دي أنا عازمك علي زبادي خلاط..
انحني انحناءة بسيطة وهو بيقول: ده بعد إذن آنستي الجميلة طبعا
= آنستي الجميلة؟!
_اممم.. جدي كان ديما بيكلم ستي بالفصحي لما يحب يراضيها ويقولها: آنستي ومؤنستي و آنيستي يتونسي بك قلبي كلما آنستني فهلا تتسنى سيدتي بالعفو عن طالب الأنس منك.
ابتسمت مرسال بانبهار وهي بتقول: واو.. حقيقي جدك ده واو.. ستك كانت محظوظ جدا به
_ مش ستي بس حقيقي يا مرسال أنا كمان محظوظ به.
=وأظن إن هو كمان محظوظ بك لأني أول مرة أشوف حد بيحب جده كدا ويفضله علي باباه ومامته كمان
اتنهد وحط ايده في جيبه وهو بيسند علي التاكسي وبيبص تجاه الافق: عمر ما كان مقدار الحب بيتقاس علي حسب العلاقات وصلات الدم يعني ممكن يكون لك اخت بس قلبك يميل في الحب لصديقتك أكتر وممكن تحب أختك اكتر من باباك ومامتك، مش شرط خالص إن علي حسب ترتيب صلة الدم تحبي لأن الاولوية في الحب ديما لقلبك مش لعقلك او المنطق علشان كدا يا مرسال ربنا مش بيحاسبنا علي الي قلبنا بيحس به لأنه سبحانه عالم إن لا سلطان علي القلب حتي القلب نفسه عضلة لا إرداية بتحب الي هي عايزه وبتكرهه رغم عنك الي عايزه برود بس احيانا بيكون فيه مسببات هو مش ديما الحب له سبب بس الاهتمام والعطاء والحنان في اي علاقة كفيلة تخليك تحترم الشخص ده حتي ولو مش هتحبه ده علي اقل تقدير يعني.. يعني انا بحترم باباي ومامتي جدا ومحترم احترامهم لرغبتي في اتخاذ قراراتي ومجرى حياتي بس رغم كدا يا مرسال مكانتهم في قلبي موصلتش حتي لربع مكانة جدي.. جدي هو كل حاجة في حياتي هو كل عيلتي هو آماني.. روحي متعلق به ومن غيره أموت.. صوته ديما بيدني الاحساس بالآمان أنا حقيقي عايش بوجوده وبعدين لف وشه ناحيتها وابتسم وكمل: تسمعي عن الطُفيل الي بيتغذي علي كائن تاني ولو فقد الكائن ده يموت؟ أهو أنا زيه بالظبط عايش علي وجود جدي ومن غيره فعلا أموت.
ابتسمت مرسال وقالت: شيء كويس إنك تلاقيه علاقة زي كدا في حياتك.. شخص واحد بيغنيك عن الكل حتي فكرة باباك ومامتك بحس إن شخص واحد بس يفهمك ويحتويك وتديله كل الحب الي في حياتك أحسن بكتير من علاقاتك المتعددة مع الناس وإنه يكون عندك أصحاب بالكوم ورغم كدا وحيد.. وبعدين ميلت راسها وكملت : وحيد في كل حاجة.. وحيد في فرحتك ونجاحك وزعلك وحيد في عياطك وحيد لاقصي الحدود ومش لاقي شخص واحد تحكيله يعني لما تبقي مبسوط وفرحان جدا وتدور في قايمتك علشان تلاقي حد يشاركك نفس الفرحة بس مش بتلاقي علشان انت مش مهم اصلا بالنسبالهم ويمكن يشوفوا فرحتك دي فرحة سخيفة ومش محتاجة فبتقفل موبيلك وتخش تتخمد وتنام مندثر تحت وسادتك وحتي عيلتك مفيش فيهم الي يشاركك فرحتك بالعكس شايفنك شخص تافه ومعمليش حاجة.. شيء سيء لما تعيط وانت فرحان.. عارف؟! إن عياطك وانت زعلان أهون بكتير من عياطك وأنت فرحان.. يعني كدا كدا أنت زعلان فلك الحق تعيط بس ليه أوقات فرحك تعيط ليه متفرحيش وتاخد راحة من السعادة بعد كل العياط الي شوفته وكأن حياتك مكتوب عليها البكاء الدائم.. تعرف يا حد فكرة إنك تكون شخص مستقل عن الناس دي حاجة صعب جدا يعني احنا عايشين في وسط الناس وبكلام الناس اوقات مش ديما لأن كلامهم بيأثر فينا مهما كابرنا وعاندنا وقلنا ان كلامهم مش فارق لا حقيقي كلامهم فارق حتي سكوتهم وقت فرحتنا فارق.. يمكن في حياتي كلها متمنتيش غير شخص واحد يحسسني إن مهمة في حياته ولي لازمة بدل مانا طول الوقت بحس إني عالة علي المجتمع وحتي عيلتي شايفني عالة ده غير إني كائن نكدي ومكتئب بالنسبة لاصحابي علشان كدا بدأت اعتزل.. اعتزل كل حاجة اعتزل عيلتي واصحابي ومشاكلي وفرحتي بقيت احتفظ بهم لنفسي بس خلاص مبقتيش قادرة, اوقات بقبي نفسي أصرخ أصرخ بعلو صوتي هو ليه محدش حاسس بي ليه مفيش حد فاهمني ليه أنا كشخص ديما طيف عابر في حياة الجميع, اوقات بلوم نفسي برود ليه بتأثر بالناس ووجودهم يعني ايه المشكلة لما أكون لوحدي، ايه المشكلة لما افرح او ازعل لوحدي في أوقات بتاخدني قوة الاسترونج اندبنت ومان واقول أنا مش محتاجة حد بس سرعان ما برجع ضعيفة ومنكسرة تاني، منكسرة في لحظات فرحي قبل زعلي.. أنا مش بلوم علي الناس علي فكرة ودي حاجة هم مش مسؤولين عنها وماليش حتي حق العتاب فيها بس بطبيعتي البشرية باخد علي خاطري منهم باخد علي خاطري جامد للدرجة إني بعيط لحد تاني يوم ولما بقابلهم بكلمهم عادي وده بيوجعني أكتر بس هم مالهمش ذنب فأني اعاتبهم ومالهمش ذنب في ترتيب اولوياتهم ثم إن الحب لا بيتجاب بعتاب ولا المطالبة به أنا لما هحبك هتهم بك هتهم بالي بيزعلك ويفرحك علشان يوم ما تدور في قايمتك تلاقيني اول الناس الي جات علي بالك علشان تكلمهم علشان عارف إني اكيد هسمعك، وعمري ما هتفه من زعلك او فرحتك وحتي لو مكنش في أيدي حل مناسب هتبقي متيقن إني علي أقل تقدير هأكون معك بشاركك زعلك.. هقولك علي حاجة ويمكن تستغربني.. تعرف إني مليت من فكرة ابن الأصول، يعني انا هساعدك وهقف جمبك مش علشان بحبك لا ده علشان أصلي علمني كدا علمني اساعد اي حد.. بحبه بقي بكرهه مش فارقة المهم إني بعمل بأصلي والي بيريح ضمير أنا بقبي مقدرة كرم أخلاقهم بس قلبي بيبقي مكسور.. مكسور جدا إني بالنسبالهم حالة مثيرة للشفقة او مجرد حالة بيساعدوها وبيجبروا بخاطرها انا مبحبش حد قريب مني يجبر بخاطري انا عايزه يكون قريب مني علشاني انا.. علشان انا مهمة بالنسباله.. أنا عندي صحاب كتير ولاد أصول بس يوم لما بزعل او بفرح أنا بقبي مندثرة تحت مخدتي بعيط من الوحدة
بصلها وسأل: علشان كدا كنت بتعيطي؟
= لا.. كنت مخانقة مع ماما إنها عملتلي سنتدوتش جنبة بيضة وانا اساسا مبحبهاش انا بحب الرومي