رواية فرح فهيمة الفصل الثالث 3 بقلم ايه السيد
لكزت فرح ذراعها وهي تتمتم:
-أنا متأكده إن أنا بحلم لا يمكن أبدًا يكون دا واقع
لكزت ذراعها مجددًا وهي تهمس:
-عايزه أصحى بقا!!
تقوس فمها لأسفل حين أيقنت أن هذا هو واقعها وقالت:
-طلما مقومتش يبقا دا واقع فعلًا
ظلت فرح تتوارى عن نظره وتُخفص رأسها لأسفل كى لا يراها، كان المدرج ساكنًا لا يظهر به غير صوت يوسف الذي يشرح بتمعن وتفصيل، فإذا وقعت به ابره سيصدع صوتها عاليًا، أضاء هاتفها برقم مريم فهتفت بنزق:
-مش وقتك خالص يا مريم!
ولكن مع إلحاحها نزلت فرح أسفل المقعد لترد عليها، لاحظ يوسف حركه غريبه وضحكات للفتيات بجوار فرح فأكمل شرحه متوجهًا نحوها كان يتحدث عبر مكبرات الصوت فلم تلاحظ فرح أي تغيير بصوته حينما اتجه نحوها ليستكشف ما يحدث لكزتها زميلتها بقدمها لتخرج، لكن لم تبالي فرح ولم تفهم مقصدها قالت جملتها الأخيره لمريم بهمس:
– خلاص يا مريوم استنيتي بره وأنا ربع ساعه وهخلص وأرن عليكِ
أغلقت هاتفها وهي تخرج من أسفل المقعد وهو يقف جوارها ليمسكها بالجرم المشهود، كان يرفع إحدى حاجبيه لأعلى ويرمقها بنظرات حاده وملامح منقبضه، وحين رأها وظهرت له ملامحها انبسطت ملامحه في دهشة، حاول التصرف بطريقة طبيعيه كي لا يلاحظ الطلبه فهتف قائلًا بأمر:
-قومي اقفي
ازدردت ريقها بتوتر وقامت لتقف بارتباك، نكست رأسها لأسفل وهي ترمقه بنظرات جانبيه فبدت كطفلة صغيره تنتظر عقاب أبيها لاقترافها خطأ ما أخفى ابتسامته ومد يده محركًا أصابعه ناحية جسده وهو يقول بجمود:
-هاتي الموبايل ده!
أعطته الهاتف بدون أن تنبس بكلمه فأخذه ورجع لمكانه وقال بنبرة جامدة:
-اقعدي
ثم أكمل محاضرته وكأن شيئًا لم يكن، وبعد انتهاء المحاضره أخذ هاتفها معه وخرج ولم يبالي لها، فهرولت لتتبعه وهي تحاول الخروج من بين ازدحام الطلبه وتكدسهم على الباب وهي تهتف:
-موبايلي!!!!
________________________________
كان نوح يعلم بميعاد قدوم مريم اليوم لحضور محاضرتها ومن حسن حظه أن اليوم هو يوم أجازته الأسبوعيه أوصى فرح أن تطلبه بعد الانتهاء من محاضراتها ليأخذهما للبيت كان ينظر بهاتفه كل دقيقة يتفقد إءا وصلته مكالمة منها، طلب رقمها فهو يعلم أن محاضرتها قد انتهت فيل دقائق وانتظر الرد….
على جانب أخر نظر يوسف لهاتف فرح الذي أضاء بين يديه برقم مُسجل “رفيق العمر”، أصابته لعنة الفضول يتمنى لو يعرف من هو هذا الرفيق!…
وما هي إلا دقائق وطرقت فرح باب مكتبه بقبضة يدها المرتعشه، كان يوسف ينتظر قدومها على أحر من الجمر، جلس على مكتبه وفتح جهاز الابتوب أمامه ليتظاهر بانشغاله عنها، ثم أذن لها بالدخول قائلًا بنبرة مرتفعة وبجديه:
“ادخل”
دخلت فرح منكسة الرأس تسير بخطوات بطيئه، وتفرك يدها بارتباك، رمقها بجمود وبنظرة سريعة ثم نظر لجهاز الابتوب محدقًا به بتمعن زائف، وقفت أمامه ولم تنبس بكلمه عدلت من حقيبتها بتوتر ووقفت تفرك يدها، حين طال صمته ولاحظت إنشغاله ازدردت ريقها بتوتر وتنحنحت لينتبه لوجودها سمعها ولم يرفع رأسه، فهتفت قائلة بتلعثم:
-أ… ممكن حضرتك تديني الموبايل
نظر لها يوسف بملامح جامدة وزم شفتيه قائلًا بجديه:
-ينفع إلي عملتيه ده!!
نظرت له بخجل واعتذرت منه قائله:
-أنا آسفه والله يا دكتور مش هكررها تاني
عقد أصابع يديه معًا ونظر لها قائلًا بعتاب:
-أصل لما حضرتك تردي على الموبايل في المحاضره تبقي مش عامله احترام للي واقف قدامك
عدلت نظارتها بارتباك وعقبت باعتذار:
-أسفه والله مش هعمل كدا تاني
تركها تقف أمامه وحدق بجهاز الابتوب، رمقته بحيرة فلمَ يعاملها بكل هذا الجمود لا تعلم هل عرفها أم لا! تنهدت بحيره وهتفت قائله بتوتر:
-ممكن الموبايل يا دكتور؟!
زفر بقوه وأخذ هاتفها من فوق أمامه ليضعه على طرف مكتبه ثم قال بجدية:
-اتفضلي.. وياريت الموضوع ده ميتكررش
ابتسمت وهي تمد يدها لتأخذ هاتفها قائله:
-شكرًا لحضرتك
هرولت لتخرج من مكتبه وتختفي من أمامه، أما هو فنظر لأثرها بحيره ثم ابتسم قائلًا:
-جايه ورايا ليه يا فرح!
تنهد بقلق وأغلق جهاز الابتوب وهو يحدق للفراغ بشرود…
وبعد أن خرجت فرح من مكتبه وأغلقت بابه بإحكام وقفت تفكر بحيره وتتسائل ألم يتعرف عليها هل لأنها ترتدي نظارتها الطبيه؟! لوت شفتيها لأسفل بحيره ثم نظرت لأعلى قائله برجاء:
-يارب ميكونش عرفني….
______________________________
تقف مريم أمام الكلية وقد نفذ صبرها فهي تنتظر فرح منذ ساعة فقد خرج زمائلها من المحاضره ولم تظهر حتى الآن، نفخت بحنق وطلبتها مجددًا وهذه المرة أجابتها فرح:
-جايه أهوه يا مريم إنتِ فين؟!
عقبت مريم بنبرة مرتفعه وبحده:
-أنا اتهبلت رن عليكِ يا فرح إنتِ إلي فين!
عقبت فرح بنزق:
-اسكتي عشان بسببك الموبايل اتسحب مني وبقالي ساعه بتحايل على الدكتور يديهولي
زفرت مريم بقوة وقالت:
-أنا واقفه قدام كليتك… والله لو أعرف البيت كنت روحت لوحدي
عقبت فرح بسخريه لطيفه:
-ومكلمتيش نوح ليه كان هيجي ياخدك
تلعثمت مريم:
-نوح! لأ هو أكيد في شغله
عقبت فرح:
-النهارده أجازته اقفلي بقا عشان هكلمه يجي ياخدنا
عقبت مريم في سرعه:
-لا لا بلاش
عقبت فرح بتوضيح:
-هو كان قايلي لما تخلصي كلميني
عقبت بقلة حيله:
-طيب يلا بسرعه بقا أنا قدام الكليه
أغلقت مريم معها ونفخت بحنق، فكلما تهربت منه أجبرتها الظروف على رؤيته، بدأت تقرض أظافرها لتهدئ من توترها، إلى أن ظهرت فرح فرفعت يدها لتشير لها قائله:
-فرح
أقبلت فرح نحوها وسارا معًا حتى خرجا من الحرم الجامعي ووقفا ينتظرانه ليأتي، وبعد فتره أشار لهما فسحبت مريم من يدها لتتجه إليه.
على جانب أخر رأها يوسف وهي تركب بجوار نوح حاول أن يرى من جلست جواره لكن لم تتبين له ملامح نوح فصرف يوسف نظره عنهم حين انتبه لما يفعل متمتمًا:
-وأنا مالي بفكر فيها ليه؟!!
وفي السياره قررت فرح أن تفجر تلك القنبله فهتفت بتشدق:
-بصوا بقا انتوا الاتنين
انتبه لها نوح ومريم فاردفت فرح:
-أنا مش فاهمه إنتوا مستنين ايه إنت بتحبها وهي بتحبك ومع ذالك محدش فيكم بياخد خطوه وأنا بكره الغباء بصراحه
فغرت مريم فاها وقالت بدهشه:
-ايه إلي بتقوليه ده يا فرح!
عقبت فرح بتأكيد أكثر:
-ايوه إنتِ قيلالي انك بتحبيه وهو كمان قايلي إنه بيحبك معرفش ساكتين ليه!
كان نوح يستمع لحديث تلك الساذجه ولم يعقب، يتابع رد فعل مريم عبر مرآة السيارة كانت مريم تجلس في الخلف وتضع يدها على فمها بصدمه، اوقف نوح السياره فجأه ونظر لفرح قائلًا بجديه:
-انزلي كدا يا فرح بصي على عجلة العربيه إلي ورا شكلها نامت ولا إيه!… العربيه مش راضيه تتحرك
بدأ يحرك المفتاح بالسياره كأنه يحاول تدويرها ولا يستطيع، ارتجلت فرح من السياره على الفور ونظرت لعجلة السياره وهي تقول:
-مفيش حاجه يا نوح!
عقب نوح وهو يضحك بسخريه:
-كنت واثق انك هتشربي المقلب شوفيلك بقا مواصله للبيت
تركها تناديه وتحاول فتح باب السياره الذي أوصده من الداخل وانطلق بالسياره ضربت السيارة بكفها قبل انطلاقها، ووقفت تنظر لأثره وهي تسبه وتدبدب بقدميها في الأرض بغضب قائله:
-ماشي يا نوح!!
___________________
على جانب أخر كانت مريم تصيح قائله:
-نزلني يا نوح لو سمحت
رفعت صوتها وهي تردد بنبرة حادة:
-نزلني!
لم يتوقف وأكمل طريقه وكأنها لا تحدثه فأردفت بغضب:
-بقولك نزلني إنت مبتسمعش!!!
عقب قائلًا بنبرة هادئة استفزتها:
-لأ مش هنزلك
خبطت على الباب بغيظ قائله:
-نزلني يا نوح وإلا هفتح الباب وأنزل
أكمل قيادة قائلًا بنفس هدوءه السابق:
-مش هنزلك إلا لما نوصل البيت!
نفخت بحنق وصمتت فهي تعلم جيدًا مدى عناده فلن يتركها مها فعلت، كان يتابع ردود فعلها ومعالم الغضب التي ارتسمت على وجهها، هتف قائلًا بنبرة هادئة:
-مريم
انتبهت له لكن لم ترد عليه كانت ترمقه بنظرات حاده فلو كانت سهامًا لقتلته:
ابتسم وأردف: تقبلي تتجوزيني؟!
تبدلت ملامحها من الحده إلى الصدمه وسرعان ما ارتسمت معالم الجديه على ملامحها قائله:
– أنا الحمد لله ليا أهل تقدر تطلبني منهم ويردوا عليك بالموافقه أو بالرفض
عقب نوح قائلًا:
-ما أنا أكيد هطلبك من أهلك يا مريم أنا بس بشوف رأيك قبل ما أتقدم رسمي
زفرت بقوه قائله بنفس الجديه:
-كان واجب عليك تاخد إذن أهلي قبل ما تسألني عن رأيي
ابتسم برضا وعقب:
-كل مره بتثبتيلي إني عرفت أختار يا مريوم
صمتت قليلًا وعقبت بجديه:
-لو سمحت يا نوح وصلني الموقف عشان هرجع البلد
سألها بترقب:
-ومحاضرات بكره؟
أجابت مريم:
-مش لازم أحضرها وصلني الموقف بعد إذنك
-بس يا…
قاطعته قائله:
-عشان خاطري وصلني الموقف من غير اعتراض
اوما رأسه بالموافقه فلا يريد مجادلتها الآن، غيّر اتجاه سيارته لموقف سيارات الأجره لتعود لبلدها، ومضى الطريق بدون أن ينبس أي منهما بكلمة أخرى…..
______________________________
في المساء وبعد أن أنهى يوسف صلاة العشاء دخل غرفته وجلس على طرف سريره ثم حمل هاتفه وظل ينظر لرقمها بتردد فهو يُأجل تلك المكالمة منذ أسبوع لكنها واجبه ولابد عنها كان سيطلب رقمها لكن قاطعه طرقات على باب غرفته مع صوت والدته “صفاء”:
-إنت هتنام ولا إيه يا يوسف؟!
ألقى الهاتف من يده واجابها قائلًا:
-لا يا ماما تعالي
دلفت والدته للغرفه وجلست جواره على السرير لتساله بهدوء:
-أنا حاسه إنك متغير من ساعة ما رجعت من البلد… عمك زعلك ولا الست الي اسمها حنان دي عملتلك حاجه؟!
تلعثم قائلًا بمراوغه:
-لا يحببتي مفيش حاجه من دي حصلت
تنهد بأسى وقال:
-أنا بس قلقان شويه عشان فرح يُسر قرب ولسه باقي حاجات كتير في جهازها
عقبت والدته:
-لو كدا يا يوسف بيع قيراط من الأرض بتاعتنا
تنهد بأسى معقبًا:
-عمي مش هيوافق يا ماما لا هيوافق يشتري ولا هيوافق يخليني أبيع!
تنهدت والدته بحسرة قائله:
-أنا عمري ما شوفت حد بقساوة قلب عمك لكن مهما كان هو عمكم
زفر يوسف بقوه وعقب:
– أنا جهزت كل حاجه واتفقت على ايجار شقه عشان نبقا جنب يُسر في البلد.
سألته باستفهام:
-وعملت إيه في شغلك؟!
عقب يوسف بتوضيح:
-قدمت على نقل أول ما يتوافق عليه هنرجع البلد علطول
عقبت برضا:
-ربنا ييسرلك الحال يا حبيبي… عارفه إن الحمل تقيل عليك ياريت باباك كان معانا
أدمعت أعينها فكلما تذكرت زوجها الذي رحل قبل سبعة أعوام تسيل دموعها بحنين، مسح يوسف دموع والدته بيديه قائلًا:
-متعيطيش يا حببتي طول ما أنا جنبك متشليش هم حاجه أبدًا
ابتسمت والدته بانكسار وربتت على كتفه بحنو قائلًا:
-ربنا ميحرمنيش منك أبدًا يا يوسف
مسك يدها وقبلها بحب قائلًا:
-ولا يحرمني منك أبدًا يا حبيبتي
على جانب أخر كانت يُسر تقف أمام الباب وتبكي دخلت الغرفه ونظرت إليهم بانكسار قائله من خلف موعها بصوت متحشرج:
-أنا آسفه إني ضغطتك يا يوسف أنا مكنش ينفع أوافق على الجوازه دي من الأول
هب واقفًا وضمها بحنو وهو يردد:
-بس يا هبله إيه الي بتقوله ده!
أخرجها من بين ذراعيه وحاط وجهها بكلتا يديه قائلًا:
-إنتِ بنتي يا يُسر مش بس أختي
مسح دموعها بيديه وهو يبتسم قائلًا بمرح:
-بس بقا خلاص مفيش عياط ولا حزن إحنا عندنا فرح يا ناس سمعونا زغروده
ابتسمت يُسر وابتسمت والدته وهي تحرك لسانها لتخرج زغرودوة خافته من حلقها، قبل مقدمة رأس والدته وبدل نظره بينهما قائلًا بابتسامه عذبه:
-ايوه كدا متشيلوش هم أي حاجه طول ما أنا موجود
“يسر فتاة طويلة القامه تشبه والدتها كثيرًا بملامحها الرقيقه وعيونها الواسعة مع شفتيها المكتنزه وانفعال الدقيق، أنهت دراستها بكلية التجاره بالواحد والعشرين من عمرها”
وبعد فترة خرجتا وتركتاه يفكر كيف سيخبرهم بكتب كتابه على تلك الفتاه المجهوله….
_________________________
ترقد على سريرها بفوضاويه وتحمل هاتفها لتتصفح أخر أخبار الفيسبوك وفي نفس الوقت ترد على رسائل زميلتها على واتساب، قاطعها دقات نوح على باب غرفتها فاعتدلت جالسة وأذنت له بالدخول لفت وجهها للإتجاه الأخر بنزق فهي غاضبة منه بسبب ما فعله معها، أما نوح فكان يضع يده خلف ظهره كأنه يخفي شيئًا، هتف قائلًا:
-فروحه
لم تجيبه وضمت شفتيها بغضب فابتسم قائلًا:
-يا فروحه…. ردي عليا
نفخت بقوه وقالت:
-عايز إيه يا نوح؟
عقب باستفهام:
-هو المفروض مين إلي يزعل!
نظرت له وانفجرت قائله:
-تسيبني واقفه في الشارع وتمشي يا نوح تسيب أختك وتمشي!
ضحك قائلًا:
-آسف والله آسف سامحيني بقا
عقبت وهي ترفع رأسها بشموخ:
-لا مستحيل أسامحك ولا عمري هكلمك تاني أنا مخصماك
جلس على الأرض ووضع أمامه ما يواريه خلف ظهره ثم فتح البيتزا والشيبسي وهو يقول بمكر:
-طيب طلما مش ناويه تسامحيني ومخاصماني… أكل أنا البيتزا المرجريتا دي لوحدي والشيبسي الي بالخل والملح دا كمان
فتح الشيبسي وأكل واحده قائلًا:
-طعمه يجنن…
كانت ترمقه بطرف عينيها وتزدرد ريقها طلبت معدتها الطعام حين تصاعدت رائحة البيتزا ووصلت لأنفها، مصمصت شفتيها مشتهية الطعام، كان نوح يرمقها بمكر وهو يأكل قطعة من البيتزا ويقول:
-إيه الجمال ده لا لا بجد فظيعه
قامت من على سريرها مسرعة وجلست جواره على الأرض وهي تأخذ قطعة من البيتزا وتقضمها، فضحك نوح قائلًا:
-هو احنا مش متخاصمين ولا إيه!
عقبت وهي تمضغ الطعام قائلة:
-هسامحك المره دي بس عشان أنا قلبي أبيض
سألها نوع وهو يشير للطعام:
-يعني مش علشان البيتزا والشيبسي
هزت فرح رأسها وهي تقول:
-تؤ تؤ عشان قلبي الأبيض
اكلت ثلاث رقائق من الشيبسي دفعة واحده وبدأت تغني وهي تلوك الطعام في فمها:
-سامحتك سامحتك سمحتي كتير تيرارارارا… سامحتك سامحتك بقلبي الكبير
قضمت قطعة أخرى من البيتزا وغنت:
-ومش غصب عني
هز نوح سبابته قائلًا: لا لا لا
مالت نحوه وغنت:
– ولا ضعف مني
ردد نوع وهو يرفع يديه الإثنين مغنيًا بمرح:
-ولكن للبيتزا تأثير خطييييير
أخذت قطعة من البيتزا ووقفت على سريرها وهي تضع البيتزا أمام فمها كالميكرڤون فبدأ نوح يدق على الأرض ويطبل وهي تغني بصوت مرتفع: سامحتك سامحتك ااااه سامحتك كتير كتير
ثم نظرت للبيتزا بيدها وقضمتها، فانفجرا الإثنان بالضحك، قاطعهما رنين هاتفها وحين رأت اسمه قذفت الهاتف بعيدًا عنها بتوتر فقد سجلته ب المجهول سألها نوح:
-إيه يبنتي هو الموبايل بيكهرب ولا إيه؟!
عقبت بارتباك:
-المجهول بيرن
سألها نوح باستفهام:
-مين المجهول ده؟!
رفعت شفتها العلويه بسخريه قائله:
-عريس الغفله
ابتسم نوح قائلًا:
-طيب عن إذنك بقا أسيبك تاخدي راحتك وتردي على عريسك
مسكته من ذراعه قائلة:
-رايح فين خد رد عليه إنت
ربت على كتفها قائلًا:
-ردي عليه يا حببتي ربنا يهديكِ
خرج وتركها تنظر لأثره تنهدت بارتياح حين انتهت الرنه لكن صدع هاتفها بالرنين مرة أخرى فازدردت ريقها بتوتر وحملت هاتفها لتجيب عليه ليأتيها صوته:
-السلام عليكم
لم يستطع لسانها أن ينطق بحرف وأغلقت الهاتف ثم زمت شفتيها بحنق قائله:
-أنا شكلي ورطت نفسي!
صدع هاتفها بالرنين مجددًا فتنفست بعمق وزفرت بقوة ثم أجابته لياتيها صوته مجددًا:
-السلام عليكم….
طال صمتها فهتف يوسف: ألووو ألووو سمعاني!
خطر لها فكره فابتسمت ثم ردت قائله:
-عليكم السلام مين معايا؟
كان على وشك الإجابه قائلًا:
-أنا…
قاطعته على الفور قائله بابتسامه:
-إنت حيوان چديد في حظيرتي
سألها متعجبًا:
-نعم!
عقبت على الفور:
-أيوه مش إنت بسلامتك چوزي تبقا حيوان چديد في حظيرتي
أردفت بحب زائف:
-أصل أنا بحب الحيوانات قوي قوي يعني من يوم ما اتكتب كتابنا وإنت غلاوتك عندي من غلاوة سندس
سألها مستفهمًا:
-مين سندس؟!
عقبت وهي تكبح ضحكاتها التي كانت على وشك الخروج من حلقها لتفضحها وقالت:
-سندس تبقى الچاموسه بتاعتنا
ردد بتعجب:
-جاموسه! بتشبهيني بالجاموسه!
تنهد بنفاذ صبر حين تذكر صورتها في قسيمة كتب الكتاب وجمّع عقله طريقة كلامها مع تلك الصوره ثم زم شفتيه بحسرة قائلًا:
-أنا كنت مكلمك عشان اتعرف عليكِ وتتعرفي عليا تقومي تغلطي فيا!؟
ابتسمت لكن حاولت إدعاء الجديه بكلامها قائله:
-أيوه أيوه چدي قالي انك هتكلمني
وضعت قدمًا فوق الأخرى وقالت:
-أني إسمي فهيمه معايه دبلون زراعه وعندي عشرين سنه هچريه وإنت؟
ازاح الهاتف من على أذنه وهمس لنفسه متمتمًا بتعجب:
-دبلون زراعه وسنه هچريه!
ضم شفتيه معًا وضغط عليهما بحسره وسرعان ما ردد قائلًا بسخرية:
-لا أنا مش مهم متشغليش بالك بيا خالص
وضعت يدها على فمها لتكتم ضحكتها التي بدأت تهز جسدها ورددت قائلة:
-ماشي يا حيوان
عقب بتمعض:
-حيوان! احترمي نفسك يا بت إنتِ..
هتفت قائله بمكر:
-إنت زعلان عشان بقولك يا حيوان… طيب ما إنت فعلًا حيوان
عقب بنزق:
-الله! متخلنيش أغلط فيكِ
عقبت بتبرير:
-وهو الإنسان إيه غير حيوان ناطق!
زفر بحنق وعقب بنزق:
-أنا آسف إني كلمتك أسيبك بقا تاخدي سندس في حضنك وتنامي تصبحي على خير
أغلقت الخط بدون أن تعقب على كلامه وانفجرت بالضحك وبعد أن انتهت قالت:
-الله شكلي هتسلى أوي…
______________________
مر إسبوع وطلب نوح مريم رسميًا من عمته، واتفقوا على موعد للرؤية الشرعيه، أما فرح فكانت تزعج بوسف بكلامها كل يوم تحكي له قصص مفبركة بعلاقتها بالحيوانات ومدى تأثرها بحياتهم لم يعيرها الكثير من الإهتمام فعلاقته معها نهايتها محتومه وسيطلقها عاجلًا أم آجلًا….
وفي هذا اليوم كانت فرح تذاكر محاضراتها وسرقها الوقت نظرت لساعة الحائط فوجدتها الثانيه بعد منتصف الليل، فخطر لها فكره لم لا تتصل به وتزعجه.
على جانب أخر كان يقف أمام الثلاجه وياخذ منها زجاجة مياه ليروي عطشه، ارتفع رنين هاتفه فأخذ زجاجته وهرول للغرفه ونظر لإسمها على شاشة الهاتف “فهيم” زفر بحنق وكان سيلقي هاتفه جانبًا لكن قرر أن يجيبها فقد اعتاد على ازعاجها الدائم فزواجه منها ليس انتقام من عائلتها بل هو انتقام منه ومن عائلته …
انتظرت فرح قليلًا حتى أتاها صوته الرجولي قائلًا بنزق: خير
كتمت ضحكتها وقالت:
-قولت أطمن عليك يا بغلي
عقب قائلًا:
-بغلك! والله ما في بغل غيرك….
كتمت سماعة الهاتف وضحكت ضحكة مكتومه، أما هو فنفخ بحنق وأردف:
– عايزه ايه يا فهيمه في الوقت ده؟!
وضعت يدها على فمها لتكتم ضحكاتها ثم أجابت:
-قولت أسمع صوتك… أصلي كنت سهرانه چار سندس عشان ممكن تولد الليله
كتمت ضحكتها مجددًا فرد عليها بنزق:
-فقولتي تكلميني تزعجيني يعني!
عقبت بجديه:
-لا متفهمنيش صح أنا بس كنت بطمن عليك أصلك مكلمتنيش من يومين
زفر بقوه وقال بجديه:
-كنت برتاح شويه من حرقة الدم… ومش حابب أسمع حكايات عن حديقة الحيوان الي إنت عايشه فيها
كتمت ضحكتها قائلة:
-ليه بس يا حيوان زعلان ليه
نفخ بحنق فمنذ أن عرفها وهي تنعته بالحيوان وتبرر أن ذالك اللقب دليل على حبها له عقب قائلًا بحده:
-بت إنتِ مترنيش عليا تاني نهائي مفهوم؟!
عقبت بحزن زائف:
-لما إنت مش طايقني كدا طلقني
عقب قائلًا بسخرية:
-ياريت والله أقدر كنت عملتها وارتحت…
أغلق هاتفه وألقاه جنبًا وهو ينفخ بحنق ثم ألقى جسده على السرير لينام، أما هي فانفجرت بالضحك وهي تقول:
-إنت لسه شوفت حاجه والله لأوريك
تنهدت بارتياح قائله:
-اجمل أسبوع مر عليا ياااه على المتعه
____________________________
وفي اليوم التالي ارتدت حجابها الاوف وايت وفستانها النبيتي الرقيق وحذائها الزيتي وحقيبتها التي تشبه لو حذائها، هندمت ثيابها جيدًا أمام المرآه فاليوم هو محاضرة يوسف وستراه تنهدت بارتياح وخرجت من البيت.
وبعد أن وصلت الكليه كان المدرج يعج بالطلبه كالمرة السابقة وقفت تبحث عن مكان شاغر فأشارت لها زميلتها بالمقعد الثالث ابتسمت واتجهت لتجلس جوارها وما هي إلا لحظات ودخل يوسف بهيئته الجذابه كان الفتيات ينظرن له بإعجاب وخيم، أما فرح فكانت تحاول غض بصرها عنه لكنها تتمنى لو يعرفها بحث يوسف عنها بعينه حتى عرف مكانها وبدأ يشرح محاضرته وأثناء المحاضره لكزتها زميلتها بيدها قائله بهمس:
-أنا حاسه إنه معجب بيا بيبص ناحيتي كل شويه
همست لها فرح:
-اسكتي عشان مننطردش
همست لها الفتاه بهُيام:
-بجد قمر أوي
لكزتها فرح بحده لتصمت فابتسمت الفتاه، قاطعهما صوته وهو يشير نحو فرح قائلًا:
– قومي
حاولت فرح ادعاء الجهل فأردف وهو يشير نحوها:
-إنتِ إلي لابسه طرحه أوف وايت هاتي الكارنيه بتاعك وتعالي….
يتبع…..