رواية خبايا القلوب كامله بقلم اسماء محمد محمود
الفصل الأول
نادت عليه بحزم : رايح فين ؟
تعجب : رايح لعروستي يا مرت أبوي
إبتسمت : بس عروستك اهنه في الشجة دي
جذبته من زراعه إلي شقة أخرى : لاه يا حزين الشجة دي شجة ولدي إيهاب أبوك جهز شججكم وادي دي لاخوك إنت بجا هتاخد إللي تحتها
صدم فهو رأى سيليا وشقيقتها تدخلها تلك الشقة إذا
: بتفكر في إيه ؟
:سيليا
:مرت أخوك
وكانت تلك هي الصدمة إذا من تزوج ؟ألم يتزوج سيليا حب عمره تزوجها من ؟شقيقه الأصغر المعاق ذهنيا ؟ لا لا هذا هراء مؤكد أنه حلم بشع سيستيقظ منه قريبا
: يلا يا طه عروستك مستنياك في الشجة يلا عشان أهلها وإحنا مستنيين ،يلا وأني هروح اطمن علي ولدي
وقبل أن يتحرك الجميع سمعوا صوت صراخها يشق الأرجاء وصوتها يقطع نياط القلب وهي تستنجد بأحد : إلحقوووووني إلحقوووووني ،يا بابا يا بابا إلحقني
كان أبيها يجلس مع الجميع في الأسفل ينتظرون البشرى حينما دوى صوتها في الأرجاء فإتجه لنسيبه : فيه إيه إللي بيوحصل يا حاج محمود بتي عتصرخ ليه أومال ؟ ليكون ولدك بده يجتلها
ربت محمود علي بده وأخذه علي جنب : أهدى بس وصلي علي حبيبنا النبي
أمجد : اللهم صلي عليك يا نبي ،طيب فهمني بتي عتصرخ ليه ؟ دي لسه متعرفش حاجة عنينا يدوب جات علي جوازها كاني بجتلها بيدي
محمود : جتل إيه لا سمح الله هو الجواز جتل ده ستره وبعدين لما اتجدمنا مش جلتلنا مبسوطة كتيير
هنا شرد أمجد كثيرا وتذكر ابنته وهي متحمسة لهذا الزواج وشك في الأمر هل كانت تضع في بالها ابنه الاكبر لأنها كانت تتحدث عنه كالأبطال ما الذي أجبره علي رمي إبنته لمعاق ؟
كذب أنه يتعالج الطبيب امرهم بتزويجه من ضمن علاجه ؟هل من الممكن أساسا أن يتعالج ؟ يبدو إنه باع ابنته ولن تسامحه علي تلك البيعة بتاتا أفاق علي صوت صراخها من جديد وهي تستنجد
دخل شقته وقلبه يتقطع إربا وهو يتسمع لصوت صراخها في نفس الوقت يتعجب لما وافقت علي الزواج منه لقد قطعت قلبه وهو يتوقع إجبار عائلته لعائلتها واحتمال إنها لم تكن تعرف إن إيهاب عريسها بل توقعته هو لإنه شقيقه
هربت دموعه لتتسابق في الهطول وهو يستمع صراخها المتجدد بلا توقف وقلبه الذي يقطعه وهو يتفرق عن محبوبته الذين توعدا إن اليوم هو زفافهم لكن تأتي الريح لما لا تشتهي السفن
كيف ينقذها ويبطل صراخها ويداوي جرحها وقد أصبحت منذ اليوم محرمة عليه فقد أصبحت زوجة اخيه وهو أصبح سلفها فهل من منجي من هذا الألم ؟
استفاق علي صوتها الناعم بجانبه : سي طه
حمحم طه يمسح دموعه بقلب ينزف ألما : آنتي مين ؟
: احم أنا سحر عروستك
رفع رأسه يتأملها وتذكرها إنها إبنة أخت زوجة أبيه المصرية
: هو آنتي ؟ بتعملي إيه هنا ؟
: ماقولتلك أنا عروستك هي طنط مش قالتلك إن إحنا اتجوزنا
: بس أنا معرفكيش ومش بشوفك غير كل زيارة مرة فجأة كدا بجيتي مرتي ؟
:ليك حق ،متقلقش الايام كتير هنعرف بعض
صمت ولم يرد فإقتربت منه وحاولت تقبيل خده
فإنتفض مبتعدا بنفور : آنتي جنيتي ؟ كيف تعملي الحركة دي ؟
تأكدت سحر إنه مغصوب عليها فنزلت دمعتها بألم لكنها أكملت:أنا أهلي مصراوية بس أهلك صعايدة ورغم عاداتنا إللي بتمنع
صمتت تحاول استجماع الكلام ففهمها : يعني عايزة إيه ؟
تنهدت : عاوزة ابجي مرتك عشان يتأكدوا مني ومنك و
نظر لها بغضب : عتجولي إيه ؟إنتي جنيتي اومال
نزلت دمعتها علي تلك الإهانة : قصدي العائلات تحت مستنيينك إنت واخوك ترمولهم البشارة
نعم هو يعلم ذلك تمام العلم لكن كيييييييف ؟ يا الله أبيه يقف له علي كل غلطه ما ذا سيفعل الأن ؟
صراخ من جديد بلا توقف وقلب يتقطع
نظرت سحر له : بتحبها ؟
بغضب : اجفلي خشمك مسمعوش واصل ،البت صعبان علي إياك تكوني معرفاش اتجوزت مين ؟
سحر : الله يكون في عونها بس الدكتور قال إن لما إيهاب يتجوز هيساعد بشكل كبير في شفاه
بنبرة سخرية : واه بالسهولة دي ؟ هم جوزوه بس لأن جسمانيا اتشكل وبيتحرك بشهواته خوف بس عليه من نفسه انما ذهنه هيخف كيف ده ؟ ويختاروله مين زينة البنات إللي مبعترفش عن عادتنا أي شى
سحر بغيرة : يظهر إنك تعرفها أنا شفتها هي حلوة اوي بس شكلها غريبة صح ؟
طه : سامع إنها من أستراليا بلد الخواجات
سحر : آه أستراليا ؟بس شكلها يعني أجنبية أجنبية بجد
طه بتنهد : ومتعددة الجنسيات لكن أبوها صعيدي عشان أجده جات اهنه بعد موت أمها وبجالها فترة مليحة هنا في الصعيد
سحر : الله يكون في عونها
تركته سحر ودخلت غرفتها واخذت تبكي بقوة نعم ضاع يومها الذي تحلم به كل فتاة فهي معجبة بطه منذ زمن وها هو أصبح زوجها واسمها علي اسمه ومع ذلك إنكسرت فرحتها وقد شعرت بإعجابه لزوجة اخيه من نبرة صوته المتألمة وكأنه مصدوم من زواجها لاخيه وتوقع إنها زوجته حينما رآها هي بدلا منها أحست بالغيرة من تلك الأسترالية الغريبة التي شعرت بإحتمالية إنها تملك قلب حبيبها بدليل انتفاض جسده من صراخها
أما هي فكانت لا حول لها ولا قوة لم يستمع لها أحد لم ينجدها أحد من ذلك الوحش الذي أصبح بين ليلة وضحاها زوجا لها كانت صدمة قاسية لها إنها لم تتزوج حب عمرها بل أصبحت زوجة لأخيه المجنون الذي انقض عليها كالوحش وهي الفريسة الضعيفة التي لم تقوى علي منعه أو ابعاده لم تملك سوى الصراخ ومع ذلك لم ينجدها أحد حتي أبيها
نظرت جانبها فوجدته ينزوي في إحدى زوايا الغرفة ومنكمش علي نفسه
أغمضت عينيها بألم وهي ترى أيضا دمائها المتناثرة علي الفراش
حاولت النهوض بألم جسدها الذي لا يعادل ألم قلبها وتقطعه إربا بسبب هذه الزيجة كيف إذا ستواجه طه ؟كيف ستواجه حب عمرها وهي تراه أمامها طوال الوقت
فتحت المياه لعلها تغسل آلامها وتبرد نار قلبها وقد أحست بداخلها بالعار فهي تحب أحدا بل تعشقه عشقا لا يوصف وجسدها لغيره
أحست إن المياه لم تغسل أي شئ سوى جسدها ولكنها لم تمحي إي أثر اللمسات زوجها وعنفه معها
أغلقت المياه وجففتها من علي جسدها وارتدت عباءة خفيفة وجدتها في دولابها الملئ باللباس التقليدي إذا من اليوم مثلما ودعت عذريتها وحبها ستودع كل ما يخص حياتها الماضية ولبسها وتقاليدها التي تربت عليها
ما زال علي وضعيته منزوي في زواية الغرفة منكمش علي نفسه خائفا
وقفت محتارة ماذا تفعل أتتركه وتنام ؟ ولكن كيف ؟
وقفت برهة محتارة انتبهت لباب شقتها يطرق
خرجت وفتحت إذ حماتها أمامها نظرت لها نظرة عتاب تحمل الكثير لكن فاجئتها : كيفك يا مرت ولدي ومسكتها من اذنها : عتصرخي ليه أومال ؟
تألمت منها كثيرا: يعني مش عارفة ابنك عامل فيا إيه ؟
ربتت علي كتفها بهدوء : استحمليه وهو والله واحدة واحدة هيخف متجلجيش بس صبرك عليه شوي
نظرت لها بدون استيعاب : شوية ؟ حضرتك مش واخدة بالك هو عمل فيا إيه ؟تحبي اوريكي جسمي عامل إزاي ؟آنتي إزاي مش حاسة بيا
خافت إن تحكي لأحد شئ فحاولت إن تكون هادئة معها : أول مرة بس كدا لكن متجلجيش اضمنلك إن هو واحدة واحدة هيستجيب للعلاج بس استحمليه اعتبريه طفل عامليه بحنية وهو والله طيب وحنين بس لأن المشاعر دي لسه جديدة عليه حاولي تتصرفي أجده وشوفي رد فعله ساعتها بس واليه بجا بالعلاج في مواعيده وإنشاء الله لما نزور الدكتور هيديكي طريجة تتعاملي وياه بيها وهيبسطلك كل حاجة
تنهدت سيليا وقلبها يتمزق شتت تفكيرها حماتها : ها طمنيني المراد تم ؟
لم تفهمها : يا بت المراد يعني لمسك ؟ دخلتوا ؟
تنهدت سيليا : كل الصريخ ده ومتعرفيش ؟
ابتسمت بإتساع : بتوكد يا مرت إبني
وتركتها ودخلت لابنها : مبروك يا نن عين أمك ،بطل ياواد
احتضنته بقوة تحاول معه إن يفك تكشيرته وخوفه : بس مكنش أكده يا واد إني مش مفهماك هتتعامل إزاي ؟
كانت في المطبخ تعد لحماتها مشروبا وتركتها مع ولدها حينما سمعت صوت اطلاق نار وزغاريد كثيرة حاولت فتح الشباك ورؤية ما يحدث لكن دون جدوى
فخرجت بالعصير لحماتها وبفضول أنثي : هو إيه الصوت دا يا طنط ؟
لوت فمها : جوليلي يا ما زي إيهاب آنتي دلوك مرت إبني يعني في مجام بتي جوليلي يا ما
تنهدت سيليا : حاضر يما
ربتت علي كتفها بفرحة : أيوة أجده يا بتي ،الصوت ده معناه إن المراد تم بين طه وسحر بت أختي وحيدة ماهو دخلتهم كانت وياكم
صدمة جديدة لها تزوجت وهو تزوج إذا أصبحا حبهم مجرد لعنة ستصيب قلوبهم سهام الألم
هو تزوج وهي تزوجت فعليهم كتمان ما في القلوب كي لا يتم فتح جروح لن تتداوى أبدا.........
نطقت حماتها : لما اجوم افرحهم بيكم أنتوا كمان
انطلقت الزغاريد من جديد فرحة بإيهاب وزوجته سيليا
وتقطع قلب طه هو الأخر واتمنى لها السعادة ولكن كيف وهو يعلم حقيقة الأمر
من اليوم أصبحت القلوب معذبة كيف سيتواجهان يوميا وقد كان بينهم يوما ما وعودا وأياما تشهد عذرية حبهم....