رواية جوهرة القصر المهجور الفصل السادس 6 بقلم منال عباس
البارت السادس
جاسر بصوت مرتفع وغضب جحيمى :
جوهرة : انا هنا ...
فتح جاسر الدولاب لتخرج منه وترتمى فى أحضانه وتبكى بانهيار ...
وقف جاسر مصدوما من فعلها ...ثم بدأ قلبه يرق لتلك الفتاة فجسدها المرتعش يدل على خوفها الشديد
اجلسها على السرير كى تهدأ
جاسر بنبرة حانيه على غير طبيعته : أهدى يا جوهرة وفهمينى هو فى ايه
لتقاطعه صوت لين
لين : هى دى مامى الجديدة يا بابي
تفاجئ جاسر من سؤال ابنته
جاسر : مامى !!! جيبتى الكلام دا منين
لين : نانو ..كلمتنى ..وعرفتنى أن حضرتك جيبت ليا مامى جديده ..وقالت ليا ما اعرفش حد
ابتسم لها جاسر وانحنى إليها : ايوا حبيبتى ...بس مامى تعبانه شويه ..تعالى اطلعك اوضتك وبعدين تبقي تقعدى معاها ...بقلم منال عباس
لين : حاضر يا بابي ...
واقتربت من جوهرة وقبلتها من خدها
لتأخذها جوهرة فى حضنها ...فهى تحتاج أن تشعر بالأمان ...وليس هناك امان أكثر من حضن طفل بعيد عن خبث الكبار وحقدهم
جوهرة وهى تحاول أن تهدأ من أجل تلك الطفله : حبيبتى ...اطلعى غيرى هدومك وانا هحضر الغدا بسرعه
لين : حاضر يا مامى
وقعت الكلمه على جوهرة بمشاعر جميله تجاه تلك الطفله ..
كان جاسر يشاهد فى صمت ما يدور بين ابنته وزوجته ...استوقفته كلمه زوجته...فهى حقا زوجته ..شعر بلذة فى نطق الكلمه بداخله ...
أخذ ابنته وصعد بها إلى إحدى الحجرات بجانبه
لين : دى اوضه كبيرة أوووى ومش فيها لعب زى اوضتى هناك
جاسر : من بكرة هجهز ليكى كل حاجه ...يلا زى الشطورة غيرى هدومك وانا هنزل تحت اشوف جوهرة واعرف قصه الحرامى دا ..
لين : حاضر يا بابي ...تركها جاسر ونزل للاسفل ليستغرب تلك الفتاة جوهرة فوجدها تقف بالمطبخ وتخرج
المشتروات التى أحضرها جاسر معه
ووضعتها بالثلاجه وبدأت فى إعداد الطعام ..بقلم منال عباس
ليأتى جاسر من خلفها ...مفيش داعى تتعبي نفسك هطلب غدا جاهز ...والشركه هتبعت لينا طقم الخدم والحراسه اليوم ...
جوهرة : انا وعدت الطفله اعمل ليها الغدا ...
جاسر : اسمها لين ...
جوهرة : ما شاء الله ربنا يخليهالك
كان عندها فضول تسأل عن زوجته والدة لين ..ولكنها خافت وتراجعت ..
جاسر : شوفتى شكل الحرامى ؟
جوهرة : لأ ..انا سمعت صوت دوشه خرجت لقيته بيدخل من البلكونه ..الحمد لله انك جيت فى الوقت دا ...
جاسر : لازم حراسه للقصر ..ولازم اعرف مين دا ..وعايز ايه ...
ثم تركها تكمل إعداد الطعام وصعد إلى حجرته ليجد حقيبه النقود التى وضعها على السرير لازالت موجوده ...
ابتسم فى داخله : فقد كان هذا اختبار ل جوهرة ...
عن سلمى
تتصل على ذلك الشخص
سلمى : قولى عملت ايه ؟
الشخص : للاسف جاسر رجع وما واللى بعته ينفذ الخطه ملحقش يعمل حاجه ..
سلمى : ايه الحظ السئ دا ...
طب خليك متابعها لازم ننفذ اللى اتفقنا عليه ..
الشخص : اكيد ...بس انا عايز حاجه تحت الحساب
سلمى : قول الرقم اللى انت عايزة وانا اكتب ليك شيك بيه
الشخص بضحكه : فلوس ايه ....انتى عارفه انى مش محتاج فلوس
سلمى بقلق : اومال عايز ايه
الشخص : ليله من ليالينا الحلوة ولا نسيتى ...
سلمى : احنا اتفقنا تنسي الايام دى
ثم إن شهاب بقي مستقر هنا فى دمياط ...ومابقاش يسافر زى زمان ...
الشخص : اتصرفى ...ماليش فيه
سلمى : احنا كبرنا ومابقاش ينفع الكلام دا ...
الشخص : لا انتى فى نظرى لسه سلمى بنت الجيران اللى حبيتها وكانت بتحبنى ...بس فضلت تتجوز شهاب علشان هو الأغنى ...وبنتنا بقت ......
سلمى : بس ارجوك ...اقفل دلوقتى
وأغلقت الهاتف وهى تلعن الماضى
سلمى : شكلى هحتاج اتخلص منك انت قبل جوهرة .....
عند جوهرة
انتهت من تحضير الغداء ووضعته بعنايه ودقه وذوق عالى على المائده
نزل جاسر على السلم وهو يحمل ابنته
جاسر : واوووو الاكل شكله تحفه ...
صحيح انتى بتدرسي يا جوهرة ؟
جوهرة : ايوا ...انا فاضل ليا سنه واخد بكالوريوس الفنون التطبيقيه...
جاسر : واووو ..واتخصصتى ايه ؟
شعرت جوهرة بتغييره فى طريقه حديثه معها ..ولكنها ظنت أن ذلك بسبب وجود ابنته ..وسيعود لطبيعته فيما بعد فكان ردها على أد السؤال ...
جوهرة : انا اتخصصت فى التصميم الداخلى والأثاث.بقلم منال عباس
انبهر جاسر بها
جاسر بجديه : عارفه تخصصك دا ممتاز وشغلنا بيحتاج حد متخصص فيه ...احنا شركاتنا ومصانعنا لإنتاج الاثاث المنزلى وبنصدر منه للخارج ...
لو تحبي تعرضى عليا ...بعض تصاميمك
جوهرة : كل حاجتى عند عمى ...وانت عارف ...ولم تكمل لتقاطعهم لين
هو انا هقعد اكل لوحدى وانتم بتتكلموا ...
ضحكت جوهرة لأسلوب تلك الفتاة الشقيه
جوهرة : عندك حق ...تعالى جنبي
واخذتها بجانبها وبدأت تطعمها بيديها وتداعبها ...كانت لين تأكل بشهيه مفتوحة ...وهى سعيدة بوجود جوهرة
بعد أن أنهت لين غدائها ..ذهبت لتغسل يديها
جاسر : انتى انشغلتى ب لين ...وما اكلتيش ...
جوهرة : هاكل فى المطبخ لما تخلصوا
جاسر : ليه ؟
جوهرة : اكيد حضرتك مش حابب وجودى معاكم ...بس لين شبطت فيا
جاسر : لا يا جوهرة ..عارف انى كنت فظ معاكى ...بس اى حد فى مكانى
كان هيعمل كدا ....عايز اعرفك اكتر واعرف قصتك كلها ...
جوهرة وهى تنظر له باستغراب : فقد تغير فى حديثه اطلاقا معها ..فصوته
حنون جعلها تشعر بدقات فى قلبها بسبب وجود هذا الجاسر بجانبها ...
جاسر : سرحتى في ايه
جوهرة بسرعه دون تفكير : فيك
...قصدى ..قصدى وبحثت عن كلمات لتصحح تسرعها فى الرد
جاسر بابتسامته الخلابه : فكرتى فيا ازاى ..
احمرت وجنتيها خجلا ..ونظرت إلى الأرض لتدارى خجلها
جوهرة : قصدى ..يعنى حضرتك اتغيرت فجأة ..معايا وكدا
اقترب جاسر منها ورفع وجهها إليه ليرى وجهها عن قرب شعر بمشاعر لأول مرة يشعر بها ...شعر بقلبه ينتفض امام هذا الجمال الطبيعى وحمرة الخجل التى تكسو ملامحها ليميل إليها ويضع قبله على شفتيها ...
شهقت جوهرة من أثر ذلك
جوهرة : انت بتعمل ايه ؟
جاسر بعبث فهو يشعر بإثارة من قربها وبصوت هادئ : بعمل زى اتنين متجوزين ...بقلم منال عباس
عضت جوهرة على شفتيها من حديثه
ليزداد أثارته أكثر وأكثر ...
جوهرة بقلق مما سيحدث : عن اذنك اشوف لين وقامت بسرعه لتبتعد عن ذلك الجاسر ...
أخذ جاسر نفس عميق ليحدث نفسه
جاسر : وبعدين معاك ...هتنسي كل وعودك لنفسك ..مفيش ست تانى تدخل حياتك ...ليه البنت دى حركت مشاعرك ...انت قولت فترة وهتطلقها
شعر بالاقتضاب فبداخله لا يريد الانفصال عنها ...
عند شهاب
شهاب : انتى بتقولى ايه ...يعنى ايه الحرس مانعين يدخلوكى الفيلا
هانيا : زى ما بقولك كدا ..من بعد ما تركتك جيت على هنا ...لقيتهم مانعنى بأمر من جاسر ..وعرفت أنه كان هنا واخد بنته معاه ..واضح أنه عرف انى بكذب عليه لما قولت ليه انى مع لين
شهاب : طب اقفلى ...اما اشوف هنتصرف ازاى واغلق الهاتف
شهاب : يا ترى اخدت بنتك ليه يا جاسر ...معقول ناوى تستقر فى دمياط ؟! كدا هانيا أصبحت كارت محروق ...كنت من خلالها بعرف اخبارك ...كدا مفيش حد امامى غير جميله الجميلات ...جوهرة ...هى الكارت الرابح ليا ....
أما انتى يا سهر وتغييريك معايا ف دا مش هعديه ليكى بأى تمن ...لازم اكمل التمثيليه والكسبان اللى يضحك فى الاخر .....
ليرن هاتفه مرة أخرى وكان المتصل ...خاله احمد مصباح
شهاب : ازيك يا خالوو. عاش من سمع صوتك
احمد : اخبارك يا شهاب ...وعامل ايه مع خطيبتك
شهاب : انا كويس ...لكن خطيبتى
احمد بخضه : مالها سهر ...فى حاجه حصلت بينكم ...
لاحظ شهاب خضه خاله عليها
شهاب : نفسي اعرف حضرتك مهتم لأمر سهر ليه ...مع انها بنت تافهه انا سمعت كلامك وخطبتها ..مع انها ما تستاهلش واحد زيي
احمد : مش ذنبها أنها اتربت مع الناس دوول ...انا عايزك تتجوزها فى أقرب وقت وهتعرف السبب بعدين
شهاب : لأ ما انا كدا احترت اكتر ولازم افهم هو فى ايه ...وليه البنت دى بالذات اللى مصمم عليها انى اتجوزها ...
احمد : لان البنت دى تبقي .....