اخر الروايات

رواية حنين واياد (علي ذمة عاشق) الفصل الثلاثون 30 بقلم ياسمينا احمد

رواية حنين واياد (علي ذمة عاشق) الفصل الثلاثون 30 بقلم ياسمينا احمد


الجزء الاول من الحلقة الثلاثون
الحلقة الثلاثون (الجزء الاول)
فى ايطاليا ،،،،
خرجت فرحة الي مع زين الى شوارع ايطاليا ، كان بصرة زائغا بينها وبين الشارع يعرف تماما كم هي مجروحة وكم من الصعب
عليها تلاقي هذة الصدمة ولكنه حتمي ان يبتعد عنه على الاقل فى هذة الفترة ،،،
لم يجد كلاما ليجتذب به حديثها او حتى مشاكساتها ،فأصبحت كالوح الجليد باردة وخالية من اي تعبير
كما انها لاول مرة ترتدي بلوزة بيضاء رقيقة وبنطال جينز وتركت شعرها عاري يتطاير مع النسمات
هتف بنبرة غامضة :
- المفروض ،انك ساعديني الفترة اللي فاتت ،، ولازم اكفائك
لم تتبدل قسماتها ولم تحيد وجهها عن الارض وهتفت بهدوء:
- مش عايزة حاجة ودت لو تقول له ان مكفائتها هو
الامساك بيدها الخالية وعدم افلاتها ابدا او تركها الي الضياع
ولكنه هتف مرة اخري بجدية :
- حتى لو مش عايزة ،دا واجب عليا
اغمضت عينها لتحضن آلامها التى بدت بوادرها على وجهها
وزفرت بهدوء ،بينما اوقفها زين
وبدون اي كلمات اخرج من جيب سترته السوداء ،سلسلة على ما يبدو انه للرجال ذو حبلا مبروما فضي وبه رصاصة ،وحصان ،فراشة ووزعت نظرها بين السلسلة وبينه ولم يتفوه فمها
بكلمة سوي فقط علامات الدهشة
اغتصب زين ابتسامة على وجهه وحاول تهدئة الوضع وهتف بهدوء :
- السلسلة دي بتاعتى انا قررت اديهالك انتى لاني واثق انك اكتر حد هيحافظ عليها
امسك يدها برفق ووضعها في يدها وفرق محتويتها وامسك اسفل يدها
وبإصبعه راح يشرح ببطء
- طول عمر الرصاصة والحصان فيها بس الفراشة دى بقي جديدة عليهم
نظرت الية بحزن اذ كانت يده تلامسها وهى ترتجف ،ابتلع ريقه وهتف
من جديد :
- الرصاصة هي السرعة في الاختراق ،،،،دي زيك ولم يعقب
واسترسل ودا الحصان ،،،، وفاؤه وسرعته وقوته ،،،سكت
فإسترست هي بنبرة عادية :
- ودا زيك ،مش كدا
حدق الي عينيها وهتف نافيا :
- لا ، مينفعش انتى لو حطيى الرصاصة مع الحصان الرصاصة هتغلب الحصان عشان كدا انا مش في السلسلة دي
اتسعت عيناه فجأة وتبدلت قسماته وجذبها الي احضانه واشهر مسدسة وركض بها
وهو يهتف :
- اجري يافرحة حتى لو هتسبقينى اجرى
انطلقت رصاصات مصوبة نحوهم فى استهداف وركضا معا دون وجه محددة
******************************************************
في فيلا مازن شهدي ،،،
صراخ خليل شهدي بغضب على ولده مازن بإنفعال :
- بقا حتة بت زى دي مش عارف تميل راسها ،تفضحك بالشكل دا علي النت ، واسترسل بنبرة تهكميه ،،،
- اومال عاملي فتك وموقعاتي البنات فين كل دا اهي سكعتك قلم متين في وسط الجامعه
نفخ مازن بضيق وهدر :
- يابابا بقالك ساعة بتبكت فيا اعملك اية يعني دماغها ناشفه
هتف خليل بسخرية :
- تعمل ايه ؟! اعمل اي حاجة غير انك تحتاج فلوس ،ياغبي قولتك عايزين نكسب المناقصة من عاصم ولازم
حياتوا تقلب عشان مايركزش في شغله ابنه واللي كان جايبله المشاكل اتجوز والتاني مسافر امريكا وما بيجيش مافيش غير البت دي ومش عارف تميل دماغها
حرك مازن يدة علي رأسة بضيق وهتف:
- بص يابابا ،اقسم بالله ما انا سايبها عشان القلم دا ،مش بس عشان شغلك
فسبنى اتكتك لها واطلع الجانب الشرير بتاعي واقسم بالله
لاهشردهالك هي واخوها وابوها ،،وهتشوف
اشاح بيدة بعدم اهتمام :
- لما نشوف انت ابن ابوك ولا لا
حك مازن صدغه بشرود
- هتشوف هدفعها التمن غالي اوي
- ****************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،،،
استنشقت رودي الهواءً بإستمتاع وزفرت براحة وهي تهتف :
_ شفتي بقا يا ستي الجو جميل في الجنينه ازاي ،مش الكاتمة اللي جوة
كانت تحادث حنين التي الي جوارها تسبح في عالم اخر وتشرد فى تفاصيل حياتها الغير منظمة
نعم شعرت بألم حيال اياد لقد كان هو ايضا ضحية خيانة بشكل اخر هو ايضا يتالم ولكنه فعليا استطاع ان يحب
ويهبهاا هي تحديدا الامان ودت لو تستطيع البوح بكل ما يؤرقها ويؤلمها بدون خوف ودت لو تلقي رأسها
على كتفة وتشتكي وتصرخ وتختبئ من العالم فى احضانه او حتي لتواسيه ولكن اصبح بينهم جليد بسبب الخوف من المواجهه
ودفن كلا الطرفين ما يحزنه ويمضي قدما يحمل بداخله ورما خبيثا من الاخر سينتشر ويقضي على كلايهما معا وسيبقوا ضحية الي ذلك الصمت الموحش بينهم
*************************************************************
في شركة عاصم الاسيوطي
كان الوضع سيئ للغاية بعد انتشار خبر مخجل على لسان لينا للسعدى عن اياد والجو متوتر للغاية
صرخ عاصم باهتياج الي رفيق اياد (عماد) وعنفه قائلا :
- هو انا مش هرتاح من مصايبه ابد انا تعبت خلاص اللى بنيتوا في سنين هيضيعوا هوهيخلينا نعلن افلاسنا قريب واحنا بنلم فضايحه
هتف عماد بحذر ليهدئة :
- اهدئ يا عاصم بية ،اياد مالوش ذنب احنا عارفين انها مش لاقية طريقة ترجعله بيها
اهتاج عاصم اكثر وصرخ عاليا :
- ازاى مالوش ذنب ، مش ضربها بالقلم في وسط اصحابها مش لامم الزبالة وحطهم في بيتى
مش سابني فى عز زنقتي وقفل على نفسه ،ابني للى مفروض سندي مدي فرصة لاعدائي يهاجموني بيه
كاد يتحدث عماد ،،ولكن قاطعة عاصم بغضب :
- واتاخر ليه راح فين تاني هاتوا قبل ما يجب مصيبة گمان
اجابة فى سرعة :
- كلمته والله وجاي حالا
ادار وجهه وهو يخرج من المكتب :
- خلية يلم الموضوع هو المرادي يورينى هينفي عنه الموضوع دا ازاي
صفق الباب من ورائه تاركا عماد يلطم كفيه ببعض في حيرة
وهو يهدر :
- ياحظك القليل يا اياد ،ياترى هتتصرف ازاى
********************************************************
في ايطاليا ،،،،
ركض فرحة وزين معا ليختبئوا في ازقة الشوارع ليختفوا من مطاردة الرجال اليهم لم تسأل فرحة عن هويتهم في لم تنسي ذلك الرجل الذي تحرش بها في صالة اللورد
فعرفت انها المنشودة ولكن يد زين القابضة على يدها تبث فيها الامان وان اندلعت حروب الارض عليهم فهي لا تنعم بجواره الا
بالسلام ،،تقدما معا ركضا في وسط الازقة والاماكن الملتوية لتقاطع سيارات سوداء عالية الشوارع بخلاف الاخرين
وتطلق النيران دون اي تفاهم
التقطت عينا زين احداهما وعرفهم على الفور انهم جماعة اخرى من المافيا يريدون الميكروفيلم
واصبح زين وفرحة بين المطرقة والسندان قاب قوسين او ادني من الهلاك فقد حوصروا بين قبضة المافيا من لا يرحموا
***********************************************************
في فيلا الاسيوطي؛؛؛؛
لوحت رودي بيدها في وجه حنين وهتفت :
- هيي ،روحتي فين
انتبهت اليها واجابتها بشرودت :
- هاااا
- هاااا اية انتي مش معايا خالص ،، ثم التفت بوجهها الي صوت السيارة القادمة من بوابة الفيلا
عندها صاحت :
- اية دا دي عربية يويو
انتبهت معها حنين وبدأت نبضات قلبها فى التسارع ، حينما رأته ينزل من السيارة لم يلتفت في بداية الامر وكان يظهر عليه
الشرود اغلق الباب وتوقف قليلا يزفر انفاسه بهدوء بتلك الوسامة التى لم تفارقة حتى وهو حزين
لوحت لة رودي من بعيد ونادته بإسمة
- يويو ،تعالي
سرعان ما تبدلت قسماته وابتسم ،هو ايضا عاد مشتاق يشتاق الي حبيبته الذي يشعر جوارها بالطمائنينه
والسكينه حتى وان المته فهي مازلت ( عيون قلبه )
تحرك نحوهم ولم يخفي ابتسامته وبدأ فى الاقتراب ومع كل
خطوة يخطوها كان نبض حنين يتسارع الي حد الوقوف
لم تدرى ما الذي يجب عليها فعله او حتي تسمع الي ما يمليها
عليها قلبها في الركض نحو احضانه
هتفت رودي بإبتسامه :
- حمد لله علي السلامة يا يويو
- الله يسلمك
-
كان يعلق نظرة بحنين التي هي ايضا لم تستطيع ان تحيد نظرها بعيد ا عنه انتبهت رودي اليهم فهدرت مما زحة وهي تنهض :
- طيب اقوم انا بقي احسن ما ابقي عزول
امسك اياد كتفها ليوقفها قائلا :
- لا خليكي انا هطلع اخد شاور واخرج بابا عايزني خليكوا مع بعض
وضعت رودى يدها في جنبيها وهدرت بلوم :
- طيب وفين الصور بتاعتي انا بقا
ابتسم اياد ودس يده الي جيبة وقدم اليها هاتفه
التقطته هي فى حماس :
- واو هتفرج ،ثم نظرت الى حنين ،،،تتفرجى معايا ولا هتطلعي معاه
زاغ بصر حنين بينها وبين اياد فهتف اياد بحزن :
- لا خليكم مع بعض
تركهم اياد وغادر فلم تستطع حنين ان تمسك بقلبها الذي قفز ورحل معه
امسكت رودى ذراعيها وقالت :
- تعالي بقا افرجك على المتعة اللي بتنسي اياد الدنيا وما فيها
جلسا معا وفتحت رودي الهاتف ودخلت الي المعرض ا لصور وبدأت في البحث عن الفديوهات والصور الحديثة والتي
التقطتها اياد بهاتفه المجهز والمضاد للمياه من تحت اعماق البحار
فتحت اول فيديو بدي على وجه حنين الحماس لرؤية عوالم اخري وجزء جديدامن شخصية اياد كانت المياة الصافية
والاسماك البحرية المتنوعة بأشكالها والوانها الجذابة
شيئا خلاب للغاية وممتع جذبهم كالسحر وساد الصمت امام معجزات الله سبحانه وتعالي التى لم ترى مثيله قط
ظلت رودي تسترسل مشهد تلو الاخر وفيديو تلو الاخر الي ان وصلت الصور الخاصة بإياد وكان من بينهم صور كثيرة للحنين
وهي نائمة عقدت رودى حاجبيها بدهشة وهتفت :
- مفيش ولا واحدة وانتى صاحية ،اخويا بيسهر بيصورك بس والا اية
كانت حنين في اندهاشة لما يفعل ذلك لما يتجافي عن مضجعه كي يسهر الي جوارها ليتأملها على ما يبدو انه عاشق ولهان حقيقي
*************************************************************
في الصعيد ،،،
غيمة من الاكتئاب هبطت على منزل عزام القناوي
هتف عثمان ابن عمه فى وسط الجمع الذكوري فى قاعة الجلوس
- ادارى يا واد عمي ،الراجل دا شراني ما احناش كديه (قدوا)
كان عزام يستمع الية وهو يسند مرفقيه الي ركبتيه ويدفن رأسة في كفيه ولم يجب
هدر عمه امين :
- مرضيش بالصلح ولا بالتعويض
استرسل ابراهيم ابن عمة الاخر :
- ودي حاجة تجلج
خبط وهدان كفية ببعض وصاح بتوتر :
- ربنا يجيب العواجب سليمة ، والتف الي عزام متسائلا
- ساكت لي يا عزام
رفع عزام وجة للاعلى ببطء وحدق بوجوهم جميعا وكأنه غير مستوعب ما سوف يقوله
وهتف بجمود وبنبرة جافة تماما :
- جهزوا نفسيكوا ،هنروح نخطب بت الشرشري
اتسعت اعينهم وفغرو افواههم فى دهشة بينما اعتدل وهدان واسند ظهرة الي الخلف بأريحية وهو يلقي نظرات اعجاب وتفاخر على ولده
*******************************************************
تحرك اياد نحو طاولة رودى وحنين فى الحديقة
وهتف من بعيد :
- ها خلصتوا فرجه
اعتدلت حنين ولازلت على وجهها علامات الدهشة باقيه
اجابته رودى وهى تقدم الية هاتفة :
- اة خلصنا بس دى صور قليلة
التقتطة اياد وابتسم :
- انتى ما بتشبعيش على فكرة
وقفت الى جوارة وسندت بيدها على كتفه وهي تقول :
- ابدا يا يويو انا بحب مغامراتك جدا
نظر اليه بطرف عينه وهتف بغرور :
- انا عارف انك بتموتى فيا يا رودي
وكزته في صدرة ممازحة :
- لا خلى الموت دا لحد تانى ونظرت الى حنين
وانطلقت الى الداخل لتترك مساحة الي اعينهم التي تشتبك ببعض في عشق التحدث الي بعضهم ،،
وقف اياد امام حنين التى تحيرت اين تنظر من فرط خجلها وكانه ليس زوجها ،،جلس اياد الي الكرسي المقابل لها وهتف بهدوء :
- حنين ،،،انا ،،،فكرت كويس في كل حاجة حصلت ما بنا من يوم ما قبلتك في المطبعة لحد دلوقت ،،وقررت قرار لازم تعرفية كويس
اولته اهتمامها ورفعت وجهها ببطء نحوه
فإسترسل وهو يعلق نظرة بها :
- قرارى هو اني عمرى ما هرميكي ،عمري ما هسيبك ولو اخر يوم في عمريانا ليكي انتى وبس وانتي هتفضلي (((عيون قلبى )) وعشقي الوحيد
-
التمعت عيناها في عينيه الرمادية والتى بدت لها سماءا صافية لتحلق بها كطيرا ينعم جديدا بالحرية
التقطت يدها وهمس بهدوء :
- انا عايزك تكملى معايا حياتي نعيش سواء ونشيب سواء ونموت سواء راضيه يا حنين
كانت كلماته كفيلة بأن تعقد كل كلمات اللغة على لسانها فهو دائما وعندما يحدثها بذلك الطريقة تشعر بأنها مهما فعلت او هدرت لم توسعة حبا او حتى تجبة بنفس الكفائه
همت لتجيب : ،،،،،،
فوضع يده على فاها لبمنعها برقة وسحر من التحدث
وهتف بهدوء :
- مش عايز اسمع ردك دلوقت ،،عايز اسمع بعد ما تفكرى كويس بس يكون في علمك من وقت ما هتوفقي
مفيش تراجع عنه او حتى تفكري في اني هرميكي انا عمري ما هكون سبب جرحك وعمري ما هقبل ابعد عنك
كادت عيناها تترقرق بالدموع وكان كل دقة بقلبها اعلنت حبه ودقت لتصرخ عاليا بحبه
بينما ظل اياد يحدجها بنظرات عشق مطوله حتي علي صوت هاتفة
فإستفاق من شروده وهتف بقلق :
- يووو انا نسيت بابا ،، ونهض في سرعة انا هامشي دلوقت ونرجع نتكلم بالليل سلام يا حبي
ولوح لها بإبتسامه وبادلته اياها ببسمة عذبة رقيقة ولوحت اليه بشرود فقط تريد شخصا" يختارك ...يعرف عيوبك و
يختارك .. يعرف ماضيك و يختارك ... تزعجه و يختارك .. تغضبه و يختارك .. شخص يختارك كل يوم كأنما خلت الارض الا منك !!!
من داخل الفيلا
كانت رودى متجهزة بملابس رياضية وترتب اغرضها وهي تنزل عن الدرج في سرعة
اوقفتها فريال متسائلة بحنو :
- رودي حببتى ،انتى خارجة ولا اية
اجابتها في سرعة :
- اة باعتنلى من الكلية ،مش عارفة عايزين امضي ورق نقلي ومش فاهمة حاجة ورايحة افهم
قضبت فريال وجهها وتسئلت بقلق :
- الله من امتى دا ،ولية
قبلتها رودى على وجنتها وهتفت بغنج :
- امم مش عارفة ،بيقولوا بخصوص اجازة نص السنة الي جاية عشان سفرى امريكا وكدا
بادلتها فريال القبلة بإثنتين وهي تهتف بحنو :
- حبيبة قلب عين روح ماما تيجي بالسلامة
التفت لتخرج فسألتها فريال بنبرة محتقنه :
- اومال فين اللي اسمها ،حنين
اجابتها رودي بدهشة من تساؤلها :
- في الجنينه ليه في حاجة ؟!
اجابت بلا اكتراث :
- لا عايزاها هاخدها انا كمان وانزل
- ok ماما باي
- باي ياروح مامي
*******************************************************
في ايطاليا ،،،
ظل زين يركض هو وفرحة حتي توقفنا فى منزل فارغ تحت الانشاء ووقفت الطرق بهم واصبحوا محاصرين من شتي الجهات توقف زين وبحث عن مخرج من تلك الماذق
وظل يدور حول المكان في محاولة للايجاد فكرة وتابعته فرحة بحزن شديد الي ان انتبها لها واقترب منها وامسك يداها نظرات
فرحة اليه بقلق اذ كانت اول مرة يلتقط يدها وتكون بهذة البرودة دوما كانت دافئة وزعت نظرها بين يدة الباردة وعينية القلقة بشيئا من التوتر
كانت انفاسة متلاحقة ويبدوا علية الاضراب هدر بتوتروسرعه :
- فرحة ،فرحة
قدامنا اقل من ٢٠ دقيقة ويلحقونا،،انا عايز اقولك سامحيني سامحيني اني جبتك لحد هنا واني روحت بيكي صالة اللورد ،،،،ابتلع ريقة والتمعت عيناه وهو ينظر الي عيناها الساكنه تتأملة في صمت ،،،
واسترسل بحزن
- انا مدرب على اعلي مستويات الالم الا الم قلبي من ناحيتك ،،،مش عايز اشوفك ببتاذي بسببي مش قادر اتخيل دا انتي همي الوحيد دلوقت ،،،
استمعت الي حديثه الملتهب والذي اتضح فية مدي تورط قلبه بحبها ولكنه مازل يتعند بعينيه سحبت يدها واطبقتهم فوق يده
وهتفت بنبرة متحشرجة :
- انت شجاع ،وشجاع جدا كمان وقادر على مواجهة كل دول وقادر تخرجنا من هنا بدون خدش واحد
استمع الي حديثها الهادي المشجع واستسلم الي دفئ يدها ووهتف مقاطعا:
- انا خايف عليكي انتي
سحبت يدها من يده واسترسلت هي بنبرة غامضة :
- هات مسدس ليا
حرك راسة نافيا وهدر بضيق :
- مش حل يا فرحة ،،انتي مش متدربة على كدا واخر مرة مـ........
قاطعته بضيق :
- الموضوع مش محتاج تدريب محتاج دافع ،وانا دلوقتي جوايا نار ،،نار تحرق مدينة بأكمالها ،،،هات المسدس
وحدق في عيناها بجدية وسحب احدي سلاحيه وقدمه لها
قلبته بين يدايها وبدون اي تفكير تقدمت الي الخارج
ليصيح عاليا :
- تعالي يامجنونه رايحة فين يا فرحة يا فرحة ،،رايحة فين
لم تستمع لة وبدت كأنها تقدم على عملية انتحاريه
*************************************************************
في شركة عاصم الاسيوطي ؛؛؛؛
دخل اياد الي الشركة وتهامس الجميع فور وصولة
اعترته دهشة ولكنه لم يبالي وانطلق نحو مكتب والده
لم تكف الالسنة عن ذكر اسمه والتهامس بينما هو تعجب من
ذلك الهمس وايضا النظرات التفحصية من العاملين والعاملات
ووصل الي مكتب والده وطرق الباب في ادب ودخل دون انتظار
تعجب قليلا من فراغ المكتب الا من صديقة عماد الذي يجلس علي احدى الكراسي بشرود
اغلق الباب وتسائل :
- في اية ،انتو ا مالكوا كلكم كدا لي مش طبعيين في اية
انتبه عماد الي صوت صديقه الذي انتشله من شرودة ونهض
في سرعة وهو يهدر بضيق :
- مصيبه
رفع حاجبية اياد وهتف بدهشة :
- مصيبة اية
اجابة صديقة وعلى وجة ضيقا لا متناهي ،واتجه نحو الاب الموضوع على المكتب وهو يهتف بإستنكار :
_ا نت مش متابع ولا اية
تحرك ورائه ليري ما هو مهم الي هذة الدرجة وهدر متسائلا :
- لا ،،،،اية اللى حصل بس انت عارف لما بروح اغطس مش بفتح تلفيوني خالص
فتح عماد الصفحة الاليكترونية الخاصة بالاخبار ووجة الية الجهاز ليضمن رؤيته الكاملة لذلك الخبر المخزي والتصريح المشين على لسان لينا السعدي
واتسعت عيناها اثر ذلك الخبر الصادم والغير متوقع ،،،،وما ان اكمل بحث بيده عن باقى التفاصيل بينما صديقة تابع بوادر
الغضب على وجه والتى بدت كأنها على وشك الانفجار وما ان انتهي حتى دفع الجهاز بعنف وصرخ وهو ييلكم المكتب الخشبي بغضب :
- السافلة ،،،
حرك يده على شعره وانتصبت خيانتها امام عينة من جديد سنوات وهو يحاول تجاوز تلك المحنه والان اتت لتؤكد على
حقارتها وتتنيها فى الافكار
هتف عماد بجدية :
- انت لازم تتصرف بسرعة ،ابوك قالب الدنيا ومستحلف حلفانات السنين
نفخ اياد بغضب وهدر بنبرة محتقنه :
- تقول الى تقوله خلاص كرهتها بس توصل للحقارة دى
لوح صديقة عماد وهو يبتسم بعض الشئ :
- لا وابوك بيقولك انفي ،الخبر
اتسعت عيناة فى ضيق وبدى شرسا وهو يهدر بغيظ :
- انفي ازاى واحدة سافلة وبتقول اني عندي عجز جنسي انفي ازاى اطلع اغتصبها علي الهواء يعني وبعدين السافلة
دى انا سايبها واحنا مخطوبين عرفت منين
نفخ عماد فى ضيق :
- انا عارف ،عمالة تخطرف وتقول انك اعترفتلها وكانت موافقة علي كدا هي بتعامل على اساس العيار اللي ما يصبش يدوش
حك رأسة بغضب حتى نثر شعرة على جبته وهدر بضيق :
- اووووف ، انا بكرهها بكره كدبها وصوتها واسمها ومش عارف ازاى في يوم كنت بحبها
تحرك عماد في الغرفة بقلق وهتف :
- المهم دلوقتى تتصرف لحسن ابوك هيقلب عليك انت ما شفتوش كان عامل ازاى قبل ما تيجي ،،،
تأفف اياد وبحنق شديد اجابة :
- يعنى انا هعمله اية ؟! ماهو شايف اهو حاجة اخر قلة ادب يترد عليها بإية دي
ضغط عماد على راسة لشعورة بالصداع من كثرة التفكير
- شوف انا هتصل بيها واحدد لك مقابلة معاها وتتصرف معاها
التفت الية بغضب عارم وصاحبة بنوبة انفعال :
- انت اتجننت بقولك مش بطيق صوتها تقولى اقابلها ،دى هي بتعمل كدا عشان اقبلها
اقترب عماد منه وامسك منكبيه وهتف بجدية لعله يقنعه :
- اتصرف ، سمعتك لو ما اتلمتش فى اسرع وقت يبقي اتفضحت رسمي
********************************************************
في ايطاليا
كانت السماء تمطر رصاصا بينما وقفت فرحة لا تبالي بأى شئ سوء النار المتأججة بداخلها
كل ما تراه في عينية حبا ولكنه ينكره ويتنصل منه ويواجهها ببرود ظلت تطلق النار بعشوائية وقوفها بين عشرات الرجال بشجاعة جعلهم يتخبطون كما ان زين انضم الي جانبها
وبدأت الحرب على الجميع من قبلهم هي بجحيمها الداخلى وهو بخوفة عليها شكله فريقا صعبا الي جانب اعتمادهم على عنصر المفاجأة هزمهم فى سرعة
واختطفها زين في سرعة من وسط الدماء ورحل معانحو النقطة (ب) والتى كانت في الصحراء قد شارفت الشمس على الغروب وسري التعب فى جسدهما مالت فرحة الي الارض لتضع يدها اسفل رأسها فقد شعرت برعشة قليلة فى اوصالها اثر
ذلك اليوم الشاق جمع زين بعض الاحطاب المتناثرة وبطريقة بدائية للغاية اشعل النيران ليبعد الحشرات والحيونات عنهم
جثي زين الي جوارها وجذبها لتنام على قدمه وكانت مستسلمة وضعت يدها اسفل وجنتيها وحدقت للفراغ
لمعت النيران في عينها وهتفت بتعب :
- وهيحصل اية بعد كدا
زفر بتعب وسكت قليلا قبل ان يعود بذاكرته للوراء ويتذكر
تركها وذهب يبحث عن احطاب فى الصحراء الواسعه وفتح هاتفة وشرع في التقاط شبكة
ليحادث صديقه ياسين والذى استجاب في سرعة :
- ايوة يا زين ،عملت ايه
احتقن صوته وهتف بتألم :
- هاجمونا وخلصنا منهم باعجوبه
تسائل بقلق :
- هي كانت معاك
حرك زين رأسة وهتف بحزن شديد وهو يبتلع ريقه :
- احنا دلوقت في نقطة (ب) ابعت حد ياخدها ، رجعها لاهلها على طول
هى هناك هتبقا في امان اكتر
- خلاص يا زين اول ما تيجى مصر هنرجعها لاهلها
الما شديد الم قلبة ولكنه من الضروري ابعادها حتي لا تقع في من لا يرحمها ليته حر غير مقيد بواجبه نحو وطنه كي يهرب بها الى اخر العالم فكان قرارة المؤالم هو الصائب
هتف برجاء شديد
- وحياة عيالك يا طيار تتاكد ان ما هيمسها مكروه ..امانه فى رقبتك من صاحبك حطها تحت عينك لحد ما تطمن عليها
استشعر الصدق والمحبه فى صوت صديقه قال متأثرا :
- حاضر يا زين اللى انت عايزه هعمله ، رئيس المخابرات بتاعنا كلم مدير الامن فى الصعيد وهنسلمها لاهلها ما تقلقش وانا بنفسي هستناها هنا فى مصر
زفر زين بإرتياح قليلا وطمئن نفسة انها ستكون بخير وسط اهلها :
- شكرا يا صاحبى عشمى فى محله
عاد من شروده وهو في حيرة من امره كيف سيكون وداعهم اهو احضان ودموع ام جافا باردا مجرد عناق ايدي وقلوبا تنزف
هتفت وهى تحدق نحو ضوء النار :
- تعرف دي اجمل ليلة قضتها في حياتي اول مرة يكون الجو هادي بشكل دا واكون فى صحراء فاضية
ومخيفة بس مش خايفة ،مش خايفة عشان جنبك ، هيحصل اية لو حبتني هو الحب جه عليا وخلص
صمت قليلا قبل ان تهتف باخر شيئ علق في حنجرتها حيال قصة حبهم التى ينكرها زين
انت كذبت عليا قولتلي اني زى اختك مع اني شايفه عشق فى عينك مالوش حدود انكر زى ما انت عايز وانا بحلفلك انك هتندم في يوم من الايام على انكارك دا
اغمض زين عيناها وحبس انفاسة وهدر وهو يخفى المه بجمود :
- مفيش حب يا فرحة دا بيتهيألك انتى شايفه الظروف اللى احنا فيها انا لو ماركزتش في شغلى هضيع بلد بأكملها فأرجوكي بلاش تعلقي نفسك بأوهام انا دلوقتى كل همي
اني ارجعك لاهلك عشان اطمن انك في امان لو اللي شوفتيهم دول قبلتيهم تاني
سكت قليلا ،،،حتى انة يرفض التفكير فى الامر وحرك يدهعلى شعرة ليهدئ من توتره واسترسل بألم ...
- مش عارف مصيرك هيبقي اية
لم تبالي بأي شيئ سوى انكاره المستمر لحبه وشعرت بالغضب حياله برغم سكونها التام على قدمه
اخمد توتره ونفض عن رأسه اي تفكير يغضبه وهتف مجددابراحة :
- بس خلاص ،احنا فى امان اول ما الطيارة هتيجى الفجر هتوديكى الصعيد وانا كدا هبقا مطمن عليكي اكتر
اتسعت عيناها وانتفضت من قدمه ونظرت الي عينيه بحزن وجحيم معا وصرخت به :
- انت هتسبني جايبنى لحد هنا عشان تسبني ،،انفجرت في البكاء واسترسلت هتمشيني خلاص ،قدرت تعمل كدا ازاى
لم يجيبها وحاول الحفاظ على مشاعره لتهتف مجددا وهى توكزة في صدرة بكلتا يدايها بعنف وغضب
- قدرت تعمل كدا ازاى ،ازاى رد عليا
جذبها الى احضانه فما استطاع رؤية انهيارها بهذا الشكل
ظلت توكزة وتبكي
بينما هتف هو بهدوء وهو يحرك يدة على شعرها بنعومه :
- بس ،بس ، اهدي اقسم بالله يا فرحة لو في حل تانى لعملته عشانك ،انا هنا في مهمة رسمية مينفعش ما تكملش ،وما ينفعش تقعدي هنا انتى مطاردة ولو فضلتى
معايا اخرتك هتبقى في فاترينت شيكاغوا ويستحيل حد يخرجك من هناك ، مقدرش انا اشوفك بتضيعي قدام عيني ،يا ،،،،،،بنت بلدى
رفعت وجهها نحوه وابتعدت عنه ضمت ركبتيها الي صدرها واحتضنت نفسها وهي تتشدق ببكاء مرير بصمت ،لقد اهانت نفسها كثيرا وهي تطالبة بالحب
***********************************************************
على الجانب الاخر
خرجت فريال مع حنين الى احدي بيوت التزين التي اعتادهم فريال ،دخلت بها واجلستها الي الكرسي الخاص بتصفيف الشعر وهي تهتف بتعالي واستحقار :
- اقعدي هنا ،وما اسمعش صوتك
مالت الي احدي العاملات وهمست في اوذنها :
- عايزاكي تغيري لون شعرها للون تاني
قضبت العاملة وجهها بإستفسار :
- اي لون حضرتك
نظرت اليها بحماس وهتفت :
_ اللون اللي يليق عليا
تعجبت العاملة وتسائلت :
- نعم حضرتك تقصدي اية مين فيكوا اللى هتصبغ
ابتسمت فريال بشر وضافت الي حديثها فكرتها الشريرة :
- اصل انا عايزة اغير لون شعري بلون اسود انتى عارفة ان شعري اصفر مدرج على طول
وحركت شعرها بعشوائية واسترسلت ،،فعايزة اجرب عليها اللون لو عاجبني هصبغ انا كمان
نظرت اليها العاملة بدهشة واجابت :
- حاضر يا فندم ،اللى تشوفيه
وتوجهت نحوها وهي تتمتم بخفوت
- لا حول ولا قوة الا بالله الست عايزة تعملها فار تجارب
ابتسمت الى حنين التى بادلتها الابتسام ببراءة لاتعرف ايا من نواياها
هتفت بذوق شديد :
- اتفضلي حضرتك اقلعي الحجاب
عقدت حاجبيها وتسائلت :
- ليه
-
تقدمت فريال وهتفت مقاطعة بتعالي :
- هااا ما تسأليش والتفتت للعاملة وحدثتها بنبرة اه
- يلا شوفي شغلك
بقلم ياسمينا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close