رواية انت فؤادي ( قدري انت ) الفصل السابع وعشرون 27
الحلقة (27)
تراءى امام نظر ندى المشوش وغير الواضح لظل انسان يدخل للغرفة وما ان بدأت الصورة في عينيها تظهر وتوضح ،، جحظت عينا ندى وفغرت فاها قائله بصدمة : انت ايه اللي جابك انا بحلم ولا ايه!!! مستحيل انا اكيد مش واعية!!! قالتها وهي تغمض عيناها بغير تصديق ،، وما أن فتحت عيناها للمرة التي لم تعدها وجدت أمامها اخر من توقعت حضوره ،،
ندى والدموع متحجرة في دموعها ما لبثت ان سقطت واغرقت وجهها وقالت بصوت مختنق : بابا !!!!!!!
وعلى الجانب الاخر وفي اثناء توجه لينا نحو مقر عملها في جريدة الغد ،، والتي قد جاهدت وبذلت لتصل لما وصلت اليه من وظيفة مرموقة وراتب مجزي ،، يكفي لتلبيه متطلبات معيشتها في المنزل مع والدتها بعد ان توفي والدها ،، ولكن ما كان يعكر صفو يومها هو مديرها ذاك الشخص المتسلط المتجبر في وظيفته فبالرغم من عدم استحقاقه لها من وجهه نظر لينا ،، الا انه كان يمارس ابشع الوسائل التسلطية على الصحفيين في الجريدة ،، كانت هذه الافكار تدور في ذهن لينا التي ما ان دلفت لمقر الصحيفه ،، حيث توجهت مسرعه نحو مقر عملها وجلست في مكتبها الخاص بارتياح شديد فقد استطاعت التملص من عقاب مديرها لها على تأخيرها على عملها ،، تلقفت لينا الهاتف وقالت برسميه قهوة وسط يا عم محمود وبسرعه بليز،،،،،
" خليهم تنين !!!! "
قالها خالد وهو يدخل لمكتبها بدون استئذان ،، انتفض على اثره جسد لينا التي نهضت من على مقعدها قائله بعصبية : ايه دا !!!! هيا وكالة من غير بواب !! ازاي تدخل كده من غير احم ولا دستور يالا انت!!!!!!! قالتها بغضب ما لبث ان تحول لزدراء شديد وتابعت : انت !!!! لا خلاص مش هقول حاجة على عملتك ،، اصلك زي ما بيقولوها " مرفوع عنك القلم " ( جمله تقال للمجنون او للشخص الذي يعاني من اضطرابات عقلية)
احمر وجه خالد على اثرها وقال بانفعال : قصدك ايه يا بت انتي!!!!
لينا بتحدي : اللي انت فهمته!!!!!!!
شعر خالد بغضب شديد من ردود لينا الوقحة عليه فقد كان في اللقاء الاخير على وشك الفتك بها وقد استطاعت الهروب منه باعجوبة ،، الا انه رسم اللامبالاة على ملامحه وقال بجمود : انا كنت قبل ما اجي هنا عند مديرك وحكيتله عن سرقتك للخات........!!
قاطعته لينا بانفعال وهجوم : خاتم ايه !! ياا ابو خاتم انت !! وبعدين ليه اسرق انا منك انت!! بجد اللي استحو ماتو بجد عمري ما شفت واحد بجح زيك فوق ما كنت سخيف وغبي اوي
باخر مرة شفتك فيها جاي تقولي اني حراميه!!! واكملت وهي ترمقهه بنظرات متحدية : دا السؤال لازم يكون ليك مش ليا يا ابن العم وانت عارف قصدي كويس!!!!!!
وعلى ناحية اخرى افاق جاسر من نومه ليجد نفسه في غرفة بيضاء وجسده متصل ببعض الاجهزة ،، وما ان اخذ يسترجع للاحداث الاخيرة التي حدثت معه و،،،
جاسر بصدمة : ندى !!!!!
قالها ونهض من فراشه بألم شديد فقد كان لا يزال تحت تأثير المخدر الذي حقنه الطبيب له فلم يكن يبصر امامه جيدا ،، وعلى الرغم من ذلك فقد تحامل على نفسه بشدة وتوجهه خارج الغرفة وهو يستند على الجدار بارهاق وانهاك و،،،،،
لمحت الممرضة المختصة لحالة جاسر خروجه من غرفته فتوجهت نحوه قائلة باستنكار وغلظة : جاسر بيه مينفعش تخرج من الغرفة انت لسا مخفتش كويس ولازم ترج،،،،،،،،،،
" اخرسي خالص "
قالها جاسر بخشونة ودفعها للوراء لتسقط على ارضية المشفى متألمة و،،،،،،
جاسر بخشونة : مش عايز اسمع صوتك فاهمه يا وليه!! وابعدي عن خلقتي السعادي احسنلك !!!!!
قالها وتابع لحركته المنهكة مواصل طريقه نحو غرفة ندى وما ان استطاع اخيرا الوصول اليه ،، وحينها شعر جاسر بثقل شديد في رأسه وشعر حينها بانه على وشك السقوط على الأرض فقبض على يد المقعد واتكأ عليه بارهاق وتعب ،، وبعد مدة ليست بالقصيرة قضاها جاسر وهو مغمض عينيه محاولا الحفاظ على قوته ويقظته ،، وقد شعر بالقليل من التحسن فتحامل على نفسه وتوجه نحو غرفة ندى وفتح الباب ،، وحينها جحظت عينا جاسر والتفت نحو رقم الغرفة ليتأكد من صحة رقم الغرفة ،، وما ان تأكد التفت نحو الممرضة والتي اخذت تتابعه بخوف و،،،،،،،،
جاسر بحدة : هيا فين!!!!
الممرضة بخوف : ها!!
جاسر بانفعال : ندى!! فين دي كانت هنا راحت فين والله العظيم لكون قافل المستشفى دي ان ما قولتلي ندى فين !!! انطقي!!!
الممرضة بتوتر : دي خرجت!!!
عقد جاسر حاجبيه بصدمة وقال بعصبيه : خرجت!!! انت اتجننتي يا وليه!! بقولك هيا فين بتقوليلي خرجت!!! راحت فين دي ،،،،
شعرت الممرضة بضعف موقفها امام جاسر فقالت مدافعه عن نفسها : المدام ندى اصرت انها تخرج وكتبت توكيل بتحمل المسؤولية وخرجت من المشفى!!!!
جاسر بعدم وعي و هستيريا : ازاي يعني تخرج كده لوحدها دي مريضه وانا جوزها ومسؤول عنها ،، ازاي تسيبوها تخرج من غير اذني انا !!!!!!فين مدير المشفى دي فينه!!!!!!!!!
الممرضة بتلعثم ونظرات زائغة :المدام ندى
مخرجتش لوحدها يا افندم دي خررجت مع والدها!!!!!!
.............♡